وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 117 - الحليب ونسب المواد فيه.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الخصائص الموجودة في الحليب:

أيها الأخوة المؤمنون, قرأت قبل أيام أن الحليب الذي خلقه الله، وتفضَّل به علينا, مركبٌ وفق النسب الآتية, وقفت عند هذه النسب, فرأيتها نسباً في غاية الحكمة، وفي غاية العلم، وفي غاية القدرة، ما علاقة هذه النسب بحاجة الإنسان إليها؟.

نسبة الماء من سبعةٍ وثمانين بالمئة إلى واحدٍ وتسعين، على اختلاف أنواع الحليب وفيه من الدسم جسيماتٌ صغيرة، هي التي تطفو على سطحه، وفيه من السكريات من نوعٍ أمثلٍ في الهضم، إنه سكَّر العنب، وفيه ثلاثة أو أربعة أنواعٍ مهمةٍ جداً من البروتينات، وفيه من المعادن؛ الكالسيوم، والفوسفور, وفيه من الفيتامينات، ( فيتامين، أ، ب، ث، د ), وفيه غازاتٌ منحلة، كغاز الفحم، والأوكسجين، والنشادر، هذا تركيب الحليب الذي نشربه وهذه نسبه، بحيث أن الله سبحانه وتعالى جعله غذاءً كاملاً للإنسان.

خلاصة القول:

 

فسبحان الله خالق السموات والأرض، خالق ما على الأرض من حيوانات، ومن نباتات، ومن أحياء، لو تأمَّلنا في هذه النسب لرأينا الحكمة البالغة، الله الذي خلقنا هو الذي خلق لنا هذا الغذاء، أفلا نشكره؟ يقول الله سبحانه وتعالى:

﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾

[سورة عبس الآية: 24]

ماءٌ من سبعةٍ وثمانين بالمئة إلى واحد وتسعين، وجسيماتٌ صغيرةٌ من الدسم تعلق في وسطه السائل، وسكرياتٌ من نوعٍ سهل الهضم، لا يتعب المعدة والأمعاء، وبروتيناتٌ مفيدةٌ جداً عليها قِوام نمو الخلايا، وترميم ما تلف منها، ومعادن تفيد الأسنان وتفيد العظام, لذلك تنصح الأمهات بتناول الحليب، كي يعطينَ أبنائهن أو الأجنة التي في بطونهن ما يحتاجون له من الكلس والفوسفور، وفيه من الفيتامينات أنواعٌ منوعة، وفيه غازاتٌ منحلة، لذلك يقول ربنا سبحانه وتعالى:

﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾

[سورة عبس الآية: 24]

فيا أيها الأخوة المؤمنون, كلما تناولتم طعاماً، كلما شربتم كأساً من الحليب، إذا قلتم: بسم الله الرحمن الرحيم, أي تذكروا الذي صنعه، تذكَّروا الذي خلقه، تذكروا الذي سخر لكم هذه الحيوانات التي تعطينا الحليب، فهي مذللة، قال ربنا عزَّ وجل:

﴿وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ﴾

[سورة يس الآية: 72]

فالتذليل آية، والحليب آية، ونسب المواد فيه آية، وكمال هذه النسب آية, صدق القائل:
وفي كلُّ شيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنه واحد.

تحميل النص

إخفاء الصور