وضع داكن
10-04-2024
Logo
الدرس : 2 - سورة التغابن - تفسير الآية 14 ، لا طاقة لمخلوق في معصية الخالق
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

:

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الأخوة الكرام:
الآية الرابعة عشرة وما بعدها من سورة التغابن، وهي قوله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ﴾

 زواجكم وأولادكم عدو لكم اختلف المعنى اختلاف كلي، أي أية زوجة، أو أي ولد عدو للإنسان.
أما ربنا عز وجل قال:

 

﴿ إِنَّ مِنْ﴾

 ومن تفيد التبعيض، يعني إن بعض أزواجكم، وبعض أولادكم عدو لكم مع أن الله جل جلاله أودع في قلب الزوج محبة زوجته، لقوله تعالى:

 

 

﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾

 

( سورة الروم: 21 )

 السكنة من خصائص الزواج، لذلك العلماء حاروا في هذه الآية.
آية تقول:

 

﴿ ومن آياته الليل والنهار ﴾

 

( سورة فصلت: 37 )

﴿ ومن آياته والشمس والقمر ﴾

( سورة فصلت: 37 )

﴿ ومن آياته خلق السماوات والأرض ﴾

( سورة الشورى: 29 )

 ومن آياته الدالة على عظمته.

 

﴿ أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾

هنا:

 

 

﴿إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾

 إلا أن الإشكال يزول بكلمة من، إن بعض أزواجكم، وبعض أولادكم عدو لكم، ولكن هذه العداوة في الأعم الأغلب في حالات نادرة هناك عداوة حقيقية عداوة حال، أما في حالات عداوة مآل، يعني في النهاية يوم القيامة يرى أنه كسب المال الحرام إرضاءً لزوجته، فكانت زوجته سبب دخوله النار، في النهاية يوم القيامة يرى أنه أقحم أولاده في بئر قذرة ليأخذوا شهادات عليا أحياناً، أو ليتعلموا اللغة الأجنبية فانغمسوا في الزنى، أرسل أولاده الشباب إلى بلد غربي ليتعلموا فانغمسوا بالزنى، فكان هذا الزنى في صحيفة الأب، يعني إذا حملتك زوجتك على معصية الله سوف تراها أكبر عدو لك، إذا حملك ابنك على معصية الله سوف ترى ابنك أكبر عدو لك.
لذلك: كانت الصحابية الجليلة تقول لزوجها صباحاً قبل أن ينطلق إلى عمله يا فلان اتقي الله نحن بك، إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا نصبر على الفقر ولا نصبر على الحرام.
 هذه الزوجة المؤمنة، وأعظم النساء بركة عند الله أقلهن مهراً أعظم النساء بركة أقلهن مهراً، أية زوجة تحمل زوجها ما لا يطيق حتى تحمله على كسب حرام إرضاءً لها، وتخفيفاً للضغط اليومي فيكسب المال الحرام، يمد يده ليكسب المال الحرام، هذه الزوجة لو أنه يحبها في الحال سوف يمقتها في المآل في النهاية.
 لو أن شريكين، الشريك أقترح بجيب بضاعة غير نظامية، ثم ألقي الشريكان في السجن، حكموهم عشر سنوات، هذا في الزنزانة الشريك الله يلعن هالشريك، لولاه ما كنت دخلت إلى هنا، مادام اقتراح شريكه، وجاب بضاعة غير نظامية، وأودعوا في السجن وحكموا عشر سنوات، كل يوم يلعنه، لولا اقتراحه، لولا أفكاره النتنة ما دخلت هذا السجن.
 أيضاً الزوج تحمله زوجته على معصية، على كسب مال حرام من أجل المظاهر، والرفاه، هذه مشكلة معظم الأسر، يعني أكثر النساء تضغط على أزواجهن، تغير أساس البيت، شراء سيارة توسيع البيت، تزين البيت، الناس بيحكوا علينا، عندك بنات، كبرو البنات، بيجوا خطابين، مدخل البيت مذري هذا الكلام مضحك يسرق، يأكل المال الحرام، يرتشي، حتى يغطي النفقات فيوم القيامة حينما يكتشف أنه انغمس في المعصية إرضاء لزوجته، يرى أن زوجته أكبر عدو له.

 

 

﴿إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ﴾

أخوانا الكرام:
بالمناسبة نحنا في عنا فقر الكسل، وعنا فقر القدر، وعنا فقر الأنفاق، فقر الكسل مذموم، إنسان خمول لا يعمل، يكره عمله، غير متقن، يعمل يوم ويترك أيام، هذا طبعاً فقير، فعليه ضغط من زوجته لكن هو الآثم، هو الكسول.
 البارحة في درس بجامع النابلسي مذاكرة، وفي شاب يعني هذا الشاب أجاب إجابات غير معقولة، يعني يحفظ درس التفسير كلمة كلمة، أجاب إجابات غير معقولة، انضباط، ودوام، وتألق، وحافظة جيدة، فأنا أثنيت على هذا الشاب ولم أكن أعرف من هو والده، ثم التقيت اليوم بوالده قال لي هذا ابني ماذا قال لي ؟ قال لي والله يا أستاذ أعمل ليلاً نهاراً لأربي الأولاد، أنا أشرق أمامي معنى اليوم قلت والله لو اشتغلت 12 ساعة، قال لي اشتغلت بسطة، واشتغلت ببيع القماش على الرصيف، ونقيت له أحسن مدرسة، وربيته، قلت له والله هذا الابن لا يقدر بثمن، ولا ألف مليون دولار، شب مستقيم منفتح، متفوق، يحب الله ورسوله، طليق اللسان، حافظ، فإذا كان عندك عمل شاق، والثمرة هيك أولاد، هنيئاً لك، فإذا كان أنت اشتغلت، وكسبت المال وأنفقت على أولادك وربيتهم، وأصبحوا أعلام هؤلاء الأولاد شهاداتهم العليا لك، بين إنسان يربي ابنه فاسق.
أقسم لي شاب كان أبوه يأخذه إلى كازينو في لبنان ويحمله على شرب الخمر، ويجبره أن يعاشر الموميسات، هذا الابن إذا وقف يوم القيامة، الابن لكن الله تاب عليه، هذا الابن لو أنه وقف يوم القيامة، واستحق دخول النار وقال يا رب لا أدخل النار حتى أدخل أبي قبلي، صح من حقه.
بقولوا إنسان سرق بيضة شجعته أمه، كبر، كبر سرقاته بعدين ارتكب جريمة قتل واستحق الإعدام، وهو أمام حبل المشنقة طلب والدته ظنوا أنه يريد أن يودعها، فلما جاءت ليودعها قال مدي لسانك كي أقبله، فلما مدت لسانها قطعه، قال لها: لو لم يكن هذا اللسان مشجعاً لي في الجرائم ما فقدت حياتي.
إياك تقول لابنك عفارم عليك إذا ارتكب عمل سيئ، إذا كسب مال حرام إذا احتال على إنسان، لا تقول له شاطر، إذا قلت له شاطر خربت بيته، شجعته أقريته على عمله.
فتربية الأولاد مهمة جداً، فبين أن يكون الابن سبب دخول أبيه النار، وبين أن يكون الابن دخول أبيه الجنة، أولادك جنتك ونارك.
فلذلك:
 هذا فقر الكسل مذموم، فقر القدر، واحد عنده عاهة، معذور نعاونه، أما فقر الإنفاق جاء إنسان للنبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله إني أحبك قال له انظر ما تقول، دققوا، قال له والله إني أحبك، قال له أنظر ما تقول، قال له والله إني أحبك، قال له إن كنت صادقاً فيما تقول للفقر أقرب إليك من شرك عليك، إذا كنت محباً فعلاً تنفق المال في سبيله.

 

 

﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ﴾

 

( سورة الإنسان: 8 )

 من علامة المؤمن أنه يستخدم ماله لإسعاد الناس، فيفتقر ما عنده مال زائد، سيدنا الصديق أنفق كل ماله، افتقر، هذا فقر كسل ؟ لا، فقر قدر ؟ لا، هذا فقر الإيمان، فقر الإنفاق، فإما أن تكون لا سمح الله فقير فقر كسل فأنت مذموم، وإما أن تكون فقيراً قدر فأنت معذور، وإما أن تكون فقيراً إنفاق فأنت محمود.
إذا الإنسان أنفق وظف ماله بالحق محمود.
ملخص الآية: إياك أن تحملك زوجتك على معصية، تغدو عدوة لك، وتمقتها يوم القيامة لأنها سبب انحرافك.
 لذلك امرأة ضغطت على زوجها من الصحابيات قال لها اعلمي أيتها المرأة أن من الجنة من الحور العين مالا لو أطلت إحداهن على الأرض لغلب نور وجهها نور الشمس والقمر، فلئن أضحي بك من أجلهن أهون من أن أضحي بهن من أجلك، هذا الجواب الدقيق.
الآن إذا أنت مالك كسلان، أما دخلك محدود، يعني هالخمسة آلاف بكفوك أكل وشرب فقط، ومن الدرجة الخشنة نجمة واحدة، ماذا تفعل ؟ مالك مكلف أن تكسب قرشاً حراماً، أطعمهم مما تأكل وألبسهم مما تلبس، مالا تكلف، مالا تطيق، مهما تكلموا، أنت أمام الله مالك مسئول، مسئول إذا أنت أكلت بالسوق لحمة بالمطعم وشبعت، وبالبيت عملت مجدرة، شو عندهم، دبروا حالكم، تمضاية أنت عما تأكل بالمطاعم مع رفقاتك وتنبسط، وعما تطعمهم أخشن الطعام الآن الله يحاسبك، أما إذا عما تأكل معهم، إذا كان أكلك من أكلهم، وثيابك من مستوى ثيابهم ما بقى في مشكلة، لأن الله ما كلفك فوق طاقتك، ما كلفك أبداً، الواحد لا يقول، احكي ساعة، هذا معاشي، ومُقسم، قسم للخبز، والطعام، والفواكي، والخضراوات واللحمة، وجزء للألبسة، غير هيك ما في عندي، جدد أثاث بيت ما في إمكان، قد ما ضغطت، لأنه إذا ضغطت واستجبت، ومديت يدك للحرام.
 شب بأول حياته اشتغل بمحل جملة مواد تجميل، صاحبه واحد من أخوانا، قال لي أعطيته 8 آلاف، وهو زوجته لوحدهم، ضغطت عليه، صار يبيع، ويضع بجيبه، وجد البضاعة تنقص، هو صاحب المحل ذكي، كلف أحد أقربائه أن يأتي على المحل بغيابه ويشتري بضاعة، فجاء واشترى بضاعة بغيابه، وصل صاحب المحل، قال له هل جاء أحد ؟ قال له أبداً ما أحد جاء، بعت ؟ لا ما بعت، قال له ما شي، طبعاً كلفه يرجع البضاعة بحضوره، جاء وقال هذه أريد أن أبدلها، قال له متى أخذتها، قال اليوم أخذتها، قال له ما قلت لي عنها قال له هذا آخر يوم لك بالدوام، جاء لعندي الصانع ليترجاني، قلت له أنت خنت، أنت سرقت، 8 آلاف نعمة، أنت وزوجتك، نعمة كبيرة ضغطت عليه قام مد يده للحرام، فقد عمله.
فهذه الآية دقيقة جداً ، يعني النعومة الزائدة مع الزوجة والأولاد، مثل ما بدكم، تكرموا، عما يلعب، عما يشتغل بأساليب غير صحيحة.

 

﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾

 بس لا تحقد، المرأة طبيعتها بدها مظاهر، هي أساساً لو ما بدها مظاهر ما بتحبها أنت أساساً، بتحب الأناقة، واللبس، والترتيب وبيت مرتب، وأثاث جديد، وبيت مدهن، بتحب هالشي هذا.
قال:

 

 

﴿وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا﴾

 لا تحقد عليها، جزء من طبيعتها، لكن أنت القائد، وأنت المسيطر.

 

 

﴿ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)﴾

ثم يقول الله عز وجل:

 

 

﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾

 الإنسان يمتحن بماله وأولاده.

 

 

﴿ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)﴾

 واحد جاء النبي أنه فقير، قال له: كيف حالك ؟ قال له: حالي كما تراني فالنبي دعا له بالغنى صار من أكبر أغنياء المدينة فبعث له صحابي يعطيه الزكاة، قال له قل لصاحبك، ما عاد قال رسول الله، ليس في الإسلام زكاة.
قال:

 

 

﴿ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه ﴾

 

( سورة التوبة: 77 )

 مشهورة قصته، ما اسمه ؟ ثعلبة، كان يصلي وراء رسول الله، لكنه لم يشكر الله على نعمة الهدى، شكى له الفقر، فالنبي دعا له بالغنى، صار غني منع الزكاة.

 

﴿ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه ﴾

بما كذبوا الله بما وعدوا.

 

 

﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)﴾

غداً إن شاء الله نتابع هذه الآيات.
 بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم..

 

 

تحميل النص

إخفاء الصور