وضع داكن
28-03-2024
Logo
الدرس : 3 - سورة الرحمن - تفسير الآيات 17-20 ، شروق الشمس وغروبها
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الأخوة الأكارم:

﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20)﴾

 هذا الموضوع، ورد في القرآن الكريم في صيغٍ ثلاث
ورد

 

﴿ رب المشرق والمغرب ﴾

 

( سورة المزمل: 9 )

 وورد كهذه الآية

﴿ رب المشرقين ورب المغربين ﴾

 وورد

 

﴿ برب المشارق والمغارب ﴾

 

( سورة المعراج: 40 )

 وهذه الآيات الثلاث، بين مشرق ومغرب، ومشرقين ومغربين ومشارق ومغارب، تفيد أن الآية الأولى تشير إلى جهتين، الشمس تشرق من الشرق، وتغرب من الغرب، فالذي يحركها هو الذي يدير الأرض حول نفسها، كي يظهر الشروق والغروب هو الله عز وجل هل،

 

﴿ من إله غير الله ﴾

 

( سورة الأنعام: 46)

يحرك الأرض حول نفسها فينشأ من حركتها الذاتية، شرقٌ وغرب، هذا المعنى الأول.
أما حينما يكون محور الأرض مائلاً والشمس من هنا، فأشعة الشمس عموديةٌ على قسم الأرض العلوي، إذاً صيف، أما حينما تكون الأرض هكذا، الشمس عموديةٌ على قسمها الجنوبي إذاً الصيف في الجنوب.
 فالشمس لها شروقان، شروق في الشتاء، وشروق في الصيف شروق الشتاء نحو الجنوب، وشروق الصيف نحو الشمال، فالشمس تشرق في أقصى شمال الشرق في الصيف، تكون عموديةً، لذلك قلما تدخل الشمس إلى البيوت، أما شروق الشمس في الشتاء، نحو الجنوب إذاً تدخل الشمس إلى أقصى الغرف في الشتاء.
فالذي رتب الشمس انتقال الشمس في شروقها، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب الشرقي، هو الله عز جل.
أما حينما يقول الله عز وجل:

﴿ برب المشارق والمغارب ﴾

 بحسب دورة الأرض حول الشمس، كل يوم هناك زاوية تشرق منها الشمس، فهناك ثلاث مائة وخمسةٌ وستون شرقاً، ثلاث مائة وخمسةٌ وستون غرباً

 

﴿ رب المشرق ورب المغرب ﴾

 جهة الشرق، وجهة الغرب

 

 

﴿رب المشرقين ورب المغربين ﴾

 النهايات العظمة، في الشتاء وفي الصيف

 

 

﴿ برب المشارق والمغارب ﴾

 أن الشمس تشرق كل يوم في زاوية محددة، هذا معنى قول الله عز وجل: في هذه الآيات الثلاث.

 

 

﴿ فبأي آلاء ربكما ﴾

 أي يا معشر الجن والأنس، تكذبان، يعني قال

 

 

﴿ ربي الذي يحيي ويميت ﴾

 

( سورة البقرة: 258 )

 قال النمرود: أنا أحي وأميت، توهم هذا الملك الأحمق، أنه إذا عفى عن إنسان يستحق القتل فقد أحياه، وإذا أمر بقتل إنسان فقد أنهى حياته، قال:
أنا أحي وأميت
سيدنا إبراهيم، الله عز وجل آتاه الحكمة، ما سمح للنمرود أن يتابعه في هذا الموضوع تركه وقال:

 

﴿ قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر﴾

 

( سورة البقرة: 258 )

 إذاً شروق الشمس من جهة، وغروبها من جهة من قدرة الله شروق الشمس في أقصى الشمال صيفاً، وفي أقصى الجنوب الشرقي شتاءً، هذا أيضاً يدل على دورة الأرض حول الشمس، ولها محورٌ مائل، إذاً تبدلت أشعة الشمس العمودية، من الصيف، إلى الشتاء.
أما،

 

﴿ برب المشارق والمغارب ﴾

هناك كل يوم زاوية شروق خاصة.
 في شيء ثاني في هذه الآية، هو أن الشروق، والغروب ثابت، لا يتبدل، والمطر متغيرة، ففي أشياء بحياتنا ثابتة، ثابتة ثبات مطلق، وفي أشياء متغيرة، يعني ممكن تمسك تقويم تعرف قبل مائة عام، أن الشمس أشرقت الساعة الخامسة وثلاث دقائق وإحدى عشرة ثانية، وهذا الشروق مستمر إلى يوم القيامة، إلى أن تنتهي الأرض، ثبات.
الآن التقويم الهاشمي كم سنة أصبح له ؟ ما تبدل هو، هو أفتح بالتقويم ست وعشرين أيلول سنة سبعة وتسعين، الشمس تشرق ست وإحدى عشرة دقيقة ثابتة.
 فإذاً ثبت ربنا عز وجل الشروق، والغروب، هذا الثبات لانتظام الحياة، ولاستقرار النظام، ولراحة الإنسان، فالذي ثبته من أجل الاستقرار، والذي بدله كالمطر، سنوات أمطار غزيرة، سنوات أمطار قليلة، سنوات قحط، سنوات ينعدم الإنتاج، سنوات يأتي إنتاج غزير جداً، الذي غيره هو الرزق، الذي ثبته استقرار النظام، والذي غيره للتأديب،

 

 

﴿ ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ﴾

 

( سورة الأعراف: 96 )

 ثبت أشياء، وحرك أشياء

 

﴿ مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان ﴾

 الشيء الذي يلفت النظر، أنه عبر المركبات الفضائية اكتشف أن بين البحرين حاجزاً، برزخ، بين البحر الأحمر والبحر العربي، بين البحر الأسود والبحر الأبيض، بين الأبيض والأطلس من مركبات الفضاء شوهد خط بين البحرين، العلماء تأكدوا الآن، أن لكل بحر مكوناته، وملوحته، وكثافته، وخصائصه، وأن مياه أي بحر لا يمكن أن تختلط بمياه بحرٍ آخر،

 

 

﴿ مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان ﴾

 علماء التفسير لألف وأربع مائة عام في حيرةٍ من هذه الآية أين هو البرزخ

 

﴿ مرج البحرين يلتقيان ﴾

 المرج الاضطراب،

 

﴿بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾

 لما صوروا الأرض من الفضاء، رأوا هذا الخط، ثم اكتشفوا أن هذا الخط هو تباين للبحرين أي أن مياه البحرين لا تختلطان أبداً، مياه كل بحر بمكوناته وملوحته، وكثافته، وخصائصه، وشوائبه، لا تنتقل إلى البحر الآخر عبر حاجز مرن، لو تحركت الأمواج هذا الحاجز يضطرب مع الأمواج لكنه موجود، طبيعة هذا الحاجز حتى الآن لا تزال مجهولة وأحد أكبر علماء البحار سبب إسلامه هذه الآية، هو عدا هذا كشفاً كبيراً جداً، أن يكتشف أن مياه كل بحر، لا تختلط بالبحر الآخر.
والإنسان العادي أحياناً، إذا ذهب إلى العقبة مثلاً في الأردن يجد البحر الأحمر مياهه خفيفة، بينما البحر المتوسط مياهه أثقل وعند التقائهما لا يختلطان.
في آية ثانية

 

 

﴿وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ﴾

 

( سورة الفرقان: 53 )

 فسر علماء البحار هذا الحجر، بأن أسماك المياه العذبة لانتقل إلى المياه المالحة، وأن أسماك المياه المالحة، لا تنتقل إلى العذبة،

 

﴿ وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ﴾

 لذلك تعد أغزر أماكن لاصطياد السمك، هي مصبات الأنهار في البحار، لأن المياه عذبة، وأسماك المياه العذبة، تبقى في المياه العذبة فتجمع سمكي كبير جداً في مصبات الأنهار في البحار، سفن الصيد تصطاد هناك بألوف الأطنان، لأن الأسماك التي عاشت في المياه العذبة، لا تنتقل إلى المياه المالحة، وأسماك المياه المالحة، لا تنتقل إلى المياه العذبة،

 

 

﴿ فبأي آلاء ربكما ﴾

 هاتان الآيتان الدالتان على عظمة الله عز وجل.
الآية الأخيرة

 

﴿ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ﴾

 من يصدق أن المرجان حيوان ؟ حيوان ينمو بحجوب فلكية، الآن البحر الأحمر كله مرجان، حيوان، يتكلس هذا الحيوان ويشكل جذب، البارحة، قبل يومين، ناقلة نفط يابانية ضخمة جداً ارتطمت بجزر مرجانية فتصدعت وسال النفط منها، وشغل بقعةً تزيد عن ثمانية عشر كيلو متر مربع، قرأت هذا في جريدة تأتي من الخليج.
 إذاً جذر المرجان يخرج منهما اللؤلؤ، ما اللؤلؤ ؟ اللؤلؤ حيوان، اسمه المحار، إذا دخل عليه شيء جسم غريب، يدافع عن نفسه بالطريقة التالية، يفرز حول هذا الجسم الغريب مادةً، كلسيةً فسفوريةً، هذه المادة هي اللؤلؤ، لكن الله سبحانه وتعالى صممها تكريماً للإنسان،

 

﴿ وتستخرجوا منه حلية تلبسونها ﴾

 

( سورة النحل: 14 )

 مصممة خصيصاً، هو الحيوان يدافع عن نفسه، بصب مادةٍ كلسيةٍ فسفوريةٍ حول الجسم الغريب، الآن صار في لؤلؤ مزروع، يأتون بالمحارات الفارغة، يضعون بها حبة رمل، يعيدونها إلى البحار تبقى في البحار أشهر، في صناديق مفرغة، مربوطة بسفن، يفتحون المحار مرة ثانية يجدون حبة لؤلؤ، إلا أن اللؤلؤ الطبيعي شيء واللؤلؤ الزراعي شيء آخر، والصناعي شيء ثالث، الصناعي صب أما الزراعي يفتحون المحار ويضعون فيها حبة رمل ويغلقونها هذا الحيوان يدافع عن نفسه بالطريقة المألوفة، فيصب حول هذه حبة الرمل مادة فسورية كلسية، هي اللؤلؤة، إلا أن هذه اللؤلؤة فيها سواد هي حبة الرمل، لكن اللؤلؤة الطبيعية ليس فيها شيء، فيها ألق وجمال عجيب.
هذا معنى قوله تعالى:

 

﴿ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، فبأي آلاء ربكما تكذبان، وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام ﴾

 في سفن عملاقة الآن، سفن معامل، اليابان تذهب سفنها إلى أستراليا فتشتري فلذات معينة، تصنعها في الطريق استانلس وتصدرها إلى الشرق الأوسط، تشتري الفلذات المواد الأولية من أستراليا، وفي الطريق إلى الشرق الأوسط يتم صنعها صفائح استانلس فالمعمل يمشي فوق البحار.
 الآن في ناقلات نفط مليون طن، طيب من يحمل هذه الناقلة ؟ لولا قوة دفع الماء من الأسفل، قانون أرخميدس الذي قال وجدتها وجدتها، وخرج من الحمام عارياً، ماذا وجد ؟ وضع يده في الماء فشعر أن قوةً تدفعها نحو الأعلى، لولا هذا القانون ما في سفن إطلاقاً ما في شي اسمه ملاحة بحرية، ما في شي اسمه نقل بضائع.
 فربنا عز وجل جعل هذه البحار، نحن نتوهم أنها همزات فصل، هي همزات وصل، البحار طرق معبدة، طرق معبدة مجانية لكل الأمم والشعوب، تنتقل الباخرة تحمل قاطرات، تحمل شاحنات تحمل سيارات، تحمل معامل، تحمل مليون طن الباخرة، تمشي في عرض البحر، من يحملها ؟ وهي من حديد، معلومكم قانون أرخميدس في قوة دافعة نحو الماء، أنت امسك وعاء ماء ممتلئ وزينه ضعه في الماء راح نص وزنه، وقد يذهب ثلاث أرباع وزنه ما السبب ؟ قوة تدفع نحو الأعلى.
إذاً الآية

 

 

﴿ وله الجوار ﴾

 الجاريات يعني

 

﴿ المنشآت في البحر كالأعلام فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾

 نعمة البحار، ونعمة دفع الماء نحو الأعلى، ونعمة هذه المنشآت الجواري، ونعمة اللؤلؤ والمرجان ونعمة

﴿ مرج البحرين يلتقيان ﴾

 ونعمة

﴿ رب المشرقين ورب المغربين ﴾

هذه آيات اليوم.

 

 بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم..

 

تحميل النص

إخفاء الصور