وضع داكن
29-03-2024
Logo
الدرس : 3 - سورة القمر - تفسير الآية 49 ، دقة الخلق
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الأخوة الكرام:
 الآية التاسعة والأربعون، من سورة القمر، وهي قوله تعالى:

﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)﴾

بقدر دقيق، فأي شيء تقع عينك عليه، وضع في مكانه الصحيح، وكان إحكامه مطلقاً.
 فمثلاً: كلكم يعلم أن الأرض تدور حول الشمس، في مسارٍ مغلق، وأن هذا المسار، إهليلجي، يعني بيضوي، والشكل البيضوي له قطران، قطر أصغر، وقطر أكبر، وأن الأرض في دورتها حول الشمس، حينما تصل إلى القطر الأصغر، تزيد من سرعتها، لينشئ من هذه السرعة الزائدة، قوة نابذة، لينشئ من هذه السرعة الزائدة قوة نابذة، تكافئ القوة الجاذبة الجديدة، بسبب قرب المسافة بين الأرض والشمس، فلو أنها حافظت على سرعتها، لجذبتها الشمس وانتهت الحياة، في هذه المنطقة بالذات، تزيد الأرض سرعتها، من أجل أن ينشأ من هذه السرعة الزائدة، قوة نابذة، تكافئ القوة الجاذبة

﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾

فإذا وصلت الأرض، إلى القطر الأكبر، خفضت سرعتها، لينشأ من تخفيض السرعة، قوة جاذبة تبقى مع الشمس، أما الشيء الذي لا يصدق، أن هذه السرعة، حينما تزيد أو حينما تنخفض، تزيد ببطء شديد، هذا التعبير سماه الرياضيون، التسارع، إنها تتسارع، بتسارعٍ بطيء، وحينما تتباطأ  تكون تتباطأ بتباطؤ بطيء.
 يعني مثلاً: ممكن من صفر إلى مائة وخمس ثواني، إذا سيارة حديثة جداً، نقول تسارع سريع ممكن من صفر إلى مائة، بعشرين ثانية، بقول تسارع أبطأ، فالأرض تزيد سرعتها، بشكلٍ بطيء جداً لئلا ينهدم ما عليها، لو أنها رفعت سرعتها فجأةً لنهدم كل ما على الأرض، ولو أن سرعتها انخفضت فجأةً لنهدم كل ما على الأرض.

﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾

 الأرض تسير حول الشمس، لو أنها تفلتت من جاذبيتها من الشمس، افتراض، وأردنا أن نعيدها إلى خط سيرها الأول، قال العلماء الرياضيون، لاحتجنا إلى مليون، مليون كبل فولاذي قطر الكبل خمس أمتار، وهذا الكبل الذي قطره خمسة أمتار، يتحمل قوى شد مليونين طن، معنى ذلك أن الأرض مربوطة بالشمس بقوة جذب تساوي مليون ضرب مليون ضرب ملونين، هذه القوة الهائلة، الجاذبة نحو الشمس، من أجل أن تبقي الأرض في مسارها حول الشمس، ومن أجل أن تحرف الأرض ثلاثة 3مم كل ثانية، إذا انحرفت ثلاثة ميلي كل ثانية، تبقى في مسار مغلق حول الشمس.

 

﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾

 هذه الحبال الفولاذية، إذا زرعناها على الوجه المقابل للشمس، سنفاجئ أن بين كل حبلين خمس أمتار فقط، معنى ذلك تنشأ غابة من الحبال الفولاذية تعيق أشعة الشمس تعيق البناء، تعيق الزراعة، تعيق كل شيء.
يؤكد هذا المعنى قوله تعالى:

 

 

﴿ الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ﴾

 

( سورة الرعد: 2 )

 قال علماء التفسير بعمد لا ترونها، في مهندس في الأرض فيه يبني هذا السقف بلا أعمدة وجدران، يبدأ بالسقف بلا شيء.
قال السماوات هكذا

 

﴿ الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها﴾

 قال العلماء: أي بعمد لا ترونها، هي قوة تجاذب، الأرض مربوطة بالشمس، بقوة تجاذب تزيد عن مليونين ضرب مليون مليون طن وهذه القوة من أجل أن تحرفها 3مم كل ثانية فقط، إذا انحرفت 3مم كل ثانية، على ثلاثمائة وخمس وستين يوم، تبقى في مسار مغلق حول الشمس، لو أن سرعتها زادت فجأةً لنهدم كل ما عليها، لو أن سرعتها تباطأت فجأةً لنهدم كل ما عليها.

 

 

﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر﴾

 هذا في خلق السماوات والأرض، ذكرت لكم من قبل، أن بين الأرض والشمس 156 مليون كيلو متر، يقطعها الضوء في ثمان دقائق، وأن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمائة ألف مرة، وأن أحد نجوم السماء أسمه قلب العقرب، في برج العقرب، يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما، يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما، وأننا كشفنا أقرب نجماً ملتهباً إلى الأرض يبعد عنا أربع سنوات ضوئية أقرب نجم على الطلاق، وأن بعض المجرات تبعد عنا ثلاثمائة ألف بليون سنة ضوئية، وذيع هذا الخبر في محطة أخبار عالمية، قبل عام ونصف، ثلاثمائة ألف بليون سنة ضوئية، وكلكم يعلم أن الضوء يقطع بالثانية الواحدة ثلاثمائة ألف كيلومتر، وفي الدقيقة ضرب ستين وفي الساعة ضرب ستين، وفي اليوم ضرب 24، وفي السنة ضرب 365، ثم ضرب ثلاثمائة ألف بليون،

 

 

﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ﴾

 

( سورة الواقعة: 75 ـ 76 )

هذه آيات الله في الأفاق فماذا عن آيات الله في النفس ؟.
 أكتشف حديثاً أن في الإنسان جهاز مناعة، هذا الجهاز يشبه جيش، في أعلى مستوى، قيادة، ومعامل أسلحة، وفرق مستطلعة وفرق مقاتلة، وفرق مصنعة، وفرق خدمات، شيء لا يصدق، ما أن يدخل جرثوم إلى الجسم، تتجه إليه عناصر لتكشف تركيبه الكيميائي عناصر استطلاع، تتجسس عليه فتأخذ شفرته الكيماوية، لا تقاتله تعود إلى مكان أسمه العقد اللمفاوية، هذا المكان مكان تصنيع السلاح تسلم هذه العناصر هذه الشفرة إلى خلايا أخرى، مهمتها تصنيع سلاح مضاد لهذا الجرثوم، يصنع السلاح، تأتي فرقة مقاتله، تحمل هذا السلاح، وتتجه نحو الجرثوم، وتقاتله إلى أن تصرعه، فإذا صرعته بقيت جثته في ساحة المعركة، يُتصل بفرق الخدمات، لتنظيف أرض المعركة من جثث القتلة، كل هذا يتم بتنسيق عجيب، وبقدرة هائلة وهذا الجهاز المناعي، أكتشف أن قيادته خارج الجسم، قيادته خارج الجسم ولا يعلم أحد من يقوده، لأن هذا الجهاز المناعي، أخطر جهاز بالجسم، يقويه الحب، والأمن، والطمأنينة، ويضعفه القلق، والحقد والبغض، معنى ذلك إذا وحدة الله عز وجل وطمأنة نفسك، فأنت في صحة، وأن هذا الجهاز المناعي، في عناصر اكتشفت في عام الثمانين عناصر، أسمها خلايا القاتلة بالفطرة، اغرب ما في هذه الخلايا، أنها تستطيع اكتشاف شذوذ الخلية قبل أن تشذ، فتلتهمها، لذلك في ارتباط كبير بين السرطان وجهاز المناعة، فحينما يضعف هذا الجهاز، تنمو الخلايا نمواً عشوائياً وحينما يقوى هذا الجهاز يضبط نمو الخلايا.
إذاً: أحياناً الشرك، والخوف، والقلق، يؤديان إلى ضعف هذا الجهاز، ومع ضعف هذا الجهاز، يضعف ضبط نمو الخلايا، لذلك أكثر المصابين بالإيدز يصابون بالسرطان، أنه حينما يضعف هذا الجهاز، تتفلت هذه الخلايا من نظام دقيق.
 أيها الأخوة: هذا جهاز المناعة هو الذي يفسر الشفاء الذاتي شيء عجيب، قد تجد إنسان مصاب بمرض عضال، هذا المرض يتراجع ذاتياً، ويشفى شفاءً تاماً من دون دواء، ليس هناك تفسير علمي، لهذا الذي يحدث من الشفاء الذاتي إلا بفهم هذا الجهاز الخطر قال هذا الجهاز عنده ذاكرة قوية جداً، لولا هذه الذاكرة لما كان هناك معمل من التلقيح كله في العالم، كيف ؟ حينما يكتشف تركيب جرثوم شفرته الكيماوية، ويصنع له مصلاً مضاداً، هذا هو التلقيح، نحن إذا لقحنا إنسان ضد الكوليرا ماذا نفعل ؟ نعطيه جرثوم كوليرا، نعطيه جرثوم نفسه بشكل مضعف، حتى يهيئ جهاز المناعة مصل مضاد لهذا الجرثوم، فإذا جاء الجرثوم بعد حين، فاجئنا بهجوم شرس السلاح جاهز، هذا هو أصل التلقيح، قال لو أن هذا الجرثوم غاب أربعين عاماً ثم أتى مرةً ثانية، في عنده إضبارة هذا الجرثوم يعرف مركز تصنيع المصول في جسم الإنسان ما ترتيبه قبل أربعين عاماً فيصنع السلاح من دون تخطيط، في عنده ترتيب جاهز، لولا ذاكرة هذا الجهاز، لما كان لكل التلقيح في العالم معنى إطلاقاً، معنى التلقيح أن هذا الجهاز يتمتع بذاكرة عجيبة جداً.
قال تعالى

﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾

سورة الذاريات: 21

﴿إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾

 نسبة الملح بالدم، من سبعة إلى ثمانية بالألف، لو أنها انخفضت درجة أو زادت درجة لمات الإنسان، تأكل موالح، تأكل طبخة مالحة، في جهاز تعير بالجسم، المعير هي الكلية، تطرح دائماً الملح الزائد، الكلية تحافظ على سبع إلى ثمانية بالألف ملح دائماً لأنه أقل من هذا تنكمش الخلايا، وأكثر تنفجر الخلايا، فمن أجل الحفاظ على.

 

﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾

 في بالدم هرمون اسمه هرمون التجلط، وهرمون آخر اسمه هرمون التميع، من نسب دقيقة جداً بين هاذين الهرمونين، يتمتع الدم بسيولة جيدة جداً، لو أن هرمون التجلط زاد قليلاً لأصبح الدم كالوحل في الشرايين، ولو أن هرمون التميع زاد قليلاً لنزف الإنسان دمه كله من ثقب دبوس صغير، أنت ما تعرف.
لي صديق توفي رحمه الله، زرته خير، قال لي الصفائح الدموية قليلة جداً، ثم انعدم توريدها، يعني في معامل في نقي العظام لتوريد الصفائح الدموية، سبعمائة ألف صفيحة في الميليمتر مكعب معمل توريد الصفائح تعطل.
 إخوانا الكرام: أصيب برعاف، أمامه لاصقات طبية حوالي عشرة سانتي، والرعاف مستمر، ومات بهذا المرض، وكلنا تجرح يدنا، بشكل طبيعي بعد خمس دقائق الجرح يلتئم، ما الذي حصل ؟ الصفائح تماماً، عبارة عن صفائح تأتي وتغلق الجرح المفتوح، لولا هذه الصفائح، لنزف دمنا كله من جرح يسير، فالصفائح مع التجلط والتميع المناسبين.
 لي صديق طبيب جراح، أجرى عملية لإنسان عملية قلب مفتوح هو ليس مريضه، فتح القلب العملية ناجحة جداً، بعد أن خاط الجرح قال المريض سيموت فوراً، لماذا ؟ آخذ أسبرين ما بلغ الطبيب معناه دمه مايع، قال لي كأنك وضعت لبن مصفى في كيس، كل عما يسيل ميوعة الدم بتنهي حياة الإنسان، زيادة التجلط تنهي حياة الإنسان،

 

 

﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾

 أيام إنسان بشوف ذبابة بعينه، يفحص ضغط عينه، ما ضغط عينه ؟ ضغط عينه في سائل بالعين في صنبور يغذيه، وفي فتحة تُصرف الزائد لو أن هذه الفتحة سدت بسجم بروتيني العين تنفجر فأول شي طبيب العين يفحص ضغط العين، شيء لا يرى بالعين سائل في صنبور، وفي فتحة، من توازي صب الصنبور مع الفتحة ينشأ الضغط الطبيعي للعين،

 

 

﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر﴾

 أيها الأخوة الكرام: موضوعات توضيح هذه الآية، من خلال آيات كونية لا تنتهي، لكن يجب أن تعلم أن نظام الكون نظام معجز وأن كمال الخلق الآن دققوا، يدل على كمال التصرف كمال الخلق يدل على كمال التصرف، الذي خلق هذا الإنسان بهذا الإعجاز يحاسبه حساباً دقيقاً، وليس عنده ما يسمى بالظلم أو التجاوز، أو الفوضى كما يذكر في بعض ما يأتي في كتب الدين، غير المعتمدة، غير الصحيحة،

 

 

﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر﴾

 واحد كان ماشي بالطريق، يسمع صوت زمور سيارة، الدماغ في جهاز يحسب تفاضل وصول الصوتين إلى الدماغ، التفاضل عبارة عن واحد على ألف وستمائة وعشرين من الثانية، فالدماغ يكشف، أين وصل الصوت أولاً من هنا، أم من هنا، إذا من هنا معنى السيارة من اليمين، يتجه نحو اليسار، لولا هذا الجهاز لمات نصف الناس، يسمع بوق سيارة بيجي ناح السيارة بتدعسه، في جهاز بيكشف جهة الصوت

 

 

﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾

 بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم..

 

تحميل النص

إخفاء الصور