وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 12 - سورة الشعراء - تفسير الآية 213 ، من هم المُعَذَّبون في الأرض ؟.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، في حياة الإنسان مسرَّاتٌ وآلام، فالآلام مادِيَّةٌ ومَعْنَوِيَّة، والآلام المَعْنَوِيَّة ترْجِعُ في معظمِها ودون مُبالَغَةٍ إلى الشِّرْك والدليل قوله تعالى في الآية الثالثة عشر بعد المائتين من سورة الشعراء:

 

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) ﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 قد يقول أحدكم: أنا لا أعْبُدُ إلا الله، وكلامُهُ صحيح، ولكِنَّهُ يدْعو مع الله جِهَةً ؛ إنسانًا أو أخًا أو صديقًا أو ابنًا أو زوْجَةً أو قَوِيًّا، أو مَن هو فوْقَه ! فأنت لا تجْعَلُهُ إلهًا ولكن تُعامِلُهُ كما يُعامَلُ الإله ؛ تَخْشاهُ وتَعْصي الله، وتُرْضيهِ وتَعصي الله، تُعَلِّقُ الأمَل عليه، ولا تعبأُ بِوَعْد الله، وتخافُهُ ولا تخاف الله، وترْجوهُ ولا ترجو الله، وتُرْضيهِ ولا تُرْضي الله، فإذا أرْضَيْتَ جِهَةً غير الله فهذا هو الشِّرْك، قال تعالى:

 

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) ﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 حينما تعْتَقِدُ أنَّ إنسانًا بِيَدِهِ أمْرُك، ومصيرُكَ، ورِزْقُكَ، وبِيَدِهِ أن يُعْطِيَكَ، وأن يمْنَعَك، وبِيَدِهِ أن يرْفَعَك وبِيَدِهِ أن يخْفِضَك ؛ هذا الإنسان أنت عامَلْتَهُ كما يُعامَلُ الإله، لذلك سوف تأتي للنَّفْس البشَرِيَّة آلامٌ لا توصَف، قال تعالى:

 

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) ﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 المُعَذَّبون في الأرض ؛ هذه القِصَّة الشَّهيرة، من هم المُعَذَّبون في الأرض ؟ الذي جعلوا مع الله إلهًا آخر لكنَّ هذا الإله الآخر، قد لا يرْضَى عنك، وقد لا يُسْتَرْضى، وقد لا يعْلَم، وقد لا يسْتطيع، وإن اسْتَطاع لا يعْلَم، وإن علِمَ لا يقْدِر، وإن لم تَسْتَرْضِهِ غَضِب، وإن أرْضَيْتَهُ غَضِبَ الآخر، وإن أرْضَيْتَ الآخر غضِب هو! تَمَزُّق، لذا دَعْكَ مِن هؤلاء جميعًا واتَّصِل بالله، وأرْضِهِ وحْدَهُ، قال تعالى:

 

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) ﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 تصَوَّر شركة مات صاحِبُها، وتركَ أولادًا عِدَّة، وكُلّ واحِدٍ مِن أولادِهِ له طَبْع، ورأْي وأمر ونهْي، وله ما يُغْضِبُهُ وله ما يُرضيهِ ؛ هؤلاء العُمَّال يتمزَّقون ؛ إن أرضَيْتَ زَيْدًا أغضِبَت عُبيْدًا ! وإن خرجَ مِن المَعْمَل لِيُلبِّيَ رغْبة ذاك غضِبَ الأخ الآخر ! لذا أيها الإخوة ؛ التَّوحيد أحد أسباب السعادة، وأيُّها الإخوة ووالله لا أُبالِغ ؛ كُلَّما تقَدَّم العِلم اكْتشَفَ أنَّ الصِحَّة النَّفْسِيَّة أحدُ أكبر أسباب الصِحَّة الجَسَدِيَّة، وأنَّ مُعْظَمَ الأمراض الوبيلة بِسَبَبِ الشِّدَّة النَّفْسِيَّة ؛ وهذه حقيقة يعْرِفُها الأطِبَّاء، أمراض القلب، وجهاز الهضْم، وضَغط الدَّم، والسُّكَر وآلام عضَلِيَّة، يكاد كُلَّما تقدَّم العلم يكْتشف أنَّ لكلّ مرض عُضْوي سببًا نَفْسيًّا، وأنَّ الشِدَّة النَّفْسِيَّة مرْجِعُها إلى الشِّرْك، تخاف الإنسان فهذا الإنسان لايرْحَمُك ولا يُحِبُّك، ويتمنَّى أن يُوقِع بك، وتخافُهُ وتنسى الله، ترْجو إنسانًا فَيُخَيِّبُ ظنَّك، وتضَعُ الثِّقَةَ بِزَوْجَتِك فلا تكون في المُسْتوى المَطلوب، وتُربِّي الطِّفل وتتعب عليه، وبعدها يهْجُر ويذْهب ويتزوَّج امرأة أجْنَبِيَّة ولا يعود، ولا يُراسِلُك تمامًا، لذا أحد أمراض العذاب النَّفسي أن تدْعُوَ مع الله تعالى إلًها آخَر، وأن تُشْرِك، وما تعلَّمَت العبيد أفضل من التَّوْحيد، والقرآن الكريم كُلُّه حول التَّوحيد والدليل قوله تعالى:

 

﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا(110)﴾

 

[ سورة الكهف]

 فالله عز وجل لخَّص لنا القرآن الكريم كُلَّه، وأنا أُؤَكِّد لك أنَّ دعوة الأنبياء جميعًا هي التَّوْحيد، والدليل قوله تعالى:

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(4)﴾

 

[ سورة إبراهيم ]

 لمَّا تُوَحِّد تُزاحُ عنك كُلّ المُشْكِلات ؛ مُشْكِلات الصِّحة، قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 ومُشْكِلات الأُسْرة، قال تعالى:

 

﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾

 

[ سورة الأنبياء ]

 ومُشْكِلات العَمَل، فإذا الواحِد اصْطَلَح مع الله تعالى وتلى قوله تعالى:

 

﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 أغْلَقَ أوَّل باب من أبواب القلق، وكذا الرِّزق، قال تعالى:

 

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2) ﴾

 

[سورة الطلاق ]

 وقد أبى الله عز وجل إلا أن يجْعَلَ رِزْقَ عبْدِهِ مِن حيْثُ لا يحْتَسِب والحوادِث قال عنها تعالى:

 

﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ(51)﴾

 

[ سورة التوبة ]

 فأنت إذا رَجَعْت إلى الله، واصْطَلَحْتَ معه، وطبَّقْتَ أمْرَهُ ولم تعْبأ بِأحد:

 

فليْتَكَ تَحْلو والحياةُ مريـــرةٌ  وليْتَكَ ترْضى والأنام غِضابُ
وليْتَ الذي بيني وبينكَ عــامِرٌ  وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صحَّ منك الوَصْلُ فالكُلّ منك هيِّنٌ  وكل الذي فوق التُّراب تُراب
***

 فالواحد إذا علِمَ أنَّ كلّ شيء بيَدِ الله، وهو الرَّزاق والمُحيي والمُميت والشافي، والمُمْرِض والمُضْحِك والمُبْكي، تُصْبِحُ علاقتك مع الواحِد الأحد وبالمناسبة هناك أشْخاص لا تسْتطيع أن تسْترْضِهِم، لكنَّ الله تعالى قال:

 

 

﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا(110)﴾

 

[ سورة الكهف ]

 فالله تعالى يرْضى بالتَّوْبَة، ويرْضى بالعمل الصالح، وتِلاوَة القرآن ويرْضى بالنَّدَم، وبِمُجَرَّد أن تنْدَمَ على عملٍ فقد رَضِيَ عنك، وهو في مُتَنَاوَلِ كُلِّ مَخْلوق، بل إنّ سُبُل إرْضاء الله عز وجل لا تُعَدُّ ولا تُحْصى، والطرائِق إلى الخالق بِعَدَدِ أنْفاس الخلائِق، والله عز وجل رحْمَةً بهذا الإنسان ما جَعَلَ الماضي عِبئًا عليه، قال لي أحدهم: لا توجَد معْصِيَة تتصَوُّرها أنت إلا وفَعَلْتُها، فقلْتُ له: نسأل الله أن يتوب عليك، فقال لي: والدليل ؟ فقلتُ له: قال تعالى:

 

﴿ قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53)﴾

 

[ سورة الزمر ]

 فالماضي يُهْدَمُ في ثانِيَة، وهو ليس عبء عليك، والإسلام يجبّ ما قبلَهُ، ولو جئْتني بِملء الَّسماوات والأرض خطايا غفَرْتُها لك، ولا أُبالي، فلو أنَّ امرأة عرَضَت نفْسَها طوال الحياة بالمسارِح والأفلام وهي أحد أكبر فِتَن المُجْتَمَع، فلمَّا اصْطَلَحَت مع الله تعالى و تحجَّبَت وستَرَتْ وجْهها، ورُبَّما لازالتْ أغانيها وأفلامها تُذاع، قال تعالى:

 

﴿ قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53)﴾

 

[ سورة الزمر ]

 يرْزقك من حيث لا تحْتسب، وصِحَّتُك هو المُعافي لها، وزَوْجَتُكَ هو المُصْلِحُ لها، قال تعالى:

 

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾

 

[ سورة الأنبياء ]

 وأولادك هو الذي يجعلهم يَخْضعون لك، لذا إذا كان الله معك فَمَن عليك، وإذا كان عليك فَمَن معَك، يا ابن آدَم اُطْلبني تَجِدْني فإذا وجَدْتني وَجَدْتَ كُلّ شيء، وإن فِتُّك فاتَكَ كُلّ شيء، أنت تُريد وأنا أريد فإذا سلَّمْتَ لي فيما أريد سلَّمْتُ لك فيما تُريد، وإن لم تُسَلِّم لي فيما أُريد أتْعَبْتُكَ فيما تُريد ثمَّ لا يكون إلا ما أُريد، فهذه الآية مِن الآيات الدقيقة جدًا، قال تعالى:

 

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) ﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 لا تخش إلا الله، ولا تُعَلِّق آمالَك إلا عليه تعالى، ولا ترج إلا الله ولا تتقرَّب من أحدٍ سِواه.
 هل تعْتَقِدون في الأرض كُلِّها من آدم إلى يوْمِنَا هذا رجلين أشَدُّ حُبًّا لِبَعْضِهِما من رسول الله تعالى وسيِّدنا الصِّديق ؟ قال:

((ما ساءني قطّ ! وما طَلَعَت شمس على رجل بعد نبِيٍّ أفضل من أبي بكْر ))

 وقال:

((تسابَقْتُ أنا وأبو بكر فَكُنَّا كهاتَيْن ‍))

 ومع ذلك فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ وَقَالَ:

 

(( إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ قَالَ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ أَنْ يُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَبْدٍ خُيِّرَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ))

 

[رواه البخاري]

 ولو كُنتُ مُتَّخِذًا خليلاً لاتَّخَذْتًُ أبا بكر ! ولكن أخ وصاحب في الله وأنت يُمْكِنُ أن تُحِبَّ في الله، ويُمْكِنُ أن تُحِبَّ مع الله، الحُبُّ في الله كمال الإيمان والحبّ مع الله كمال الشِّرْك، فإذا أحْبَبْتَ الله عز وجل فَمِن لوازِم محبَّتِك له أن تُحِبَّ المؤمنين، ومِن لوازِمِ محبَّتِكَ له أن تُحِبَّ مَن حَوْلَكَ مِن المُسْتقيمين، أما إذا أحْببْتَ إنسانًا وحَمَلَكَ على مَعْصِيَة الله ولم تعبأ بهذا فأنت أحْبَبْتَهُ مع الله، وهذا هو الشِّرْك، وهؤلاء الذين حَوْلَك إن لم تكن أنت لهم فَمَن لهم، فالأقربون أنت الوحيد الذي لهم فإن لم تكن لهم فَمَن لهم، تُهْمِل ابنَك وتَلْحَق الناس، لذلك قال تعالى:

 

﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 والإنسان إذا أكْرَمَ أهْلَهُ فإكْرامُهُ مُضاعَف لأنَّهُ إكْرامٌ وصِلَةٌ، ابنك أخوك وشريكُكَ، والدَّعْوَة إلى الله تعالى لا كما يتوهَّم بعض الناس فرْض كِفايَة، الدَّعْوَة إلى الله فرض عَين، والدليل قوله تعالى:

 

﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)﴾

 

[ سورة العصر ]

 والتواصي بالحق ليس كما تظن أنَّهُ يجب أن تكون أحد الأعلام الأفْذاذ ! طالب علم، يَجب أن تُبَلِّغ ما سَمِعْتَ ولِمَن تعْرف، والإسلام إذا توسَّعَت دوائِرُهُ ضاقَتْ دوائِرُ الكفر، والعكس بالعكس فَمِن أجل الحِفاظ على الإسلام وعلى وُجود الحق ينبغي أن نتواصى بالحق، قال تعالى:

 

﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)﴾

 

[ سورة العصر ]

 وقال عليه الصلاة والسلام:
 عَنْ سَهْلٍ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 

(( وَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِهُدَاكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ))

 

[ رواه أبو داود ]

 قال تعالى:

 

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 التواضع، فيجب أن تتواضَع لِمَن تُعَلِّم، ولِمَن تتعلَّم منه، والتواضع أحد أبْرز أخلاق المؤمن، قال:

 

وانْظُر إلى الأكْحال وهي حِجارَةٌ  لانَتْ فصارَ مقَرُّها في الأعْيُنِ
***

 فالكُحل حَجَر لكنَّهُ ليِّن فَطُحِن فَوُضِعَ في العين.

 

تحميل النص

إخفاء الصور