وضع داكن
29-03-2024
Logo
الدرس : 11 - سورة الشعراء - تفسير الآيات 205 - 207، حجمك عند الله بحجم عملك الصالح.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، الآية السادسة بعد المائتين في سورة الشعراء، كان الخليفة الراشِد الذي يُعَدُّ حقيقةَ خامِس الخلفاء الراشِدين سيِّدُنا عمر بن عبد العزيز كان كُلَّما دخَلَ إلى مكان تَسْيير الأمور يتْلو هذه الآية التي هي مِن أبْلَغِ الآيات ؛ قال تعالى:

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)﴾

[ سورة الشعراء ]

 وهذه الآية تَصْلُحُ أن يقْرأها الإنسان على نفْسِهِ كُلَّ يوم إذا كان مُتَمَتِّعًا في الحياة الدنيا، فهذه المُتْعَة هل لها مَرْدود ؟ الجواب: لا فالإنسان إذا أراد أن يجْلس في حوض سِباحَة وماء فاتِر، لو جلَسَ في هذا الحَوْض عشَراتِ الأيام ؛ هل يُصْبِحُ طبيبًا ؟! هل يُصبِحُ تاجِرًا ؟! هل يُؤلِّفُ كتابًا ؟! الجَلْسَةُ مُمْتِعَة فالماء الفاتِر يُريحُ الأعصاب، والإنسان إذا اسْتَلْقى على فِراشِهِ وأخَذَ حظَّهُ من الدنيا، وإذا نالَ كُلّ حُظوظهِ كامِلَةً ثمَّ جاءَهُ ملك الموت، قال تعالى:

 

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 أربعين أو خمْسين سنة، وأحْيانًا تجد الواحِد عمرهُ تِسعين سنة، وذو صِحَّةٍ جيِّدَة ومَسْرور، وله أذْواق في الطعام والنُّزُهات نادِرة، فهذا لو تمتَّع ألْف سنَة ! قال تعالى:

 

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 فسيِّدُنا عمر بن عبد العزيز الذي يُعَدُّ حقًّا خامِس الخلفاء الراشِدين كان يتلو هذه الآية كُلَّ يوم، وكُلَّما دخَلَ إلى مكان عمَلِهِ، وأنا لا أُسَمِّيهِ قَصْرًا، كُلَّما دخَلَ إلى المكان الذي يُسَيِّر فيه أمور راعِيَتِهِ يتْلو هذه الآية:

 

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 أيُّها الإخوة، يجب أن نَعْلَمَ عِلْم اليقين أنَّ الفقْر الحقيقيّ هو الفقْر مِن العَمَل الصالِح، وأنَّ الغِنى الحقيقيّ هو غِنَى العَمَل الصالِح ؛ يُؤَكِّد هذا قَول الله عز وجل على لِسان سيِّدنا موسى عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة والسلام حينما سقى لهما وتولى إلى الظلّ، قال تعالى:

 

﴿فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ(24)﴾

 

[ سورة القصص ]

 الخَيْر أن تأخذ بِيَدِ إنسانٍ إلى الله تعالى لأنَّ حجْمَكَ عند الله بِقَدْر عملِكَ الصالِح، قال تعالى:

﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(19)﴾

[ سورة الأحقاف ]

 فلو أمْضى الإنسان كُلّ حياتِهِ يسْتَمِع ويتأثَّر، ويقول: والله كلام طيِّب وهذا كلامٌ عميق، وكلامٌ فيه صِدْق، ولو اسْتَمَع ما شاء الله، ولم يخْرُج منه عمَلٌ يُؤَكِّد فهْمَهُ لِهذا الكتاب، ليس عند الله بِشيء.
 مرَّةً ثانِيَة أيُّها الإخوة، حجْمُكَ عند الله بِحَجْمِ عمَلِكَ الصالِح، وكُلَّما نمى صِدْقُكَ وحُبُّكَ ينْمو معه عمَلُكَ ؛ لأنَّ الإيمان ما إن يسْتَقِرّ في قلب الإنسان حتَّى يُعَبِّر عن ذاتهِ بِذَاتِهِ مِن خِلال عملٍ صالِحٍ، فدائِمًا هناك سُؤال ينبغي أن يكون في ذِهْنِ كُلٍّ مِنَّا ؛ ماذا قدَّمْتُ للإسلام ؟ أحْيانًا الإنسان يتعلَّم ويُعَلِّم، وأحْيانًا يُساعِد بِمَالِهِ، وبِقُوَّتِه، ينشئ مُستشفى ويُقَدِّم مَعونَة، يُسْهِم في بناء مَسْجِد، وطَبْعِ كِتاب، يرْعى أيْتام، ويُعينُ الضُّعَفاء، وينْتَصِرُ لِمَظْلوم، دائِمًا اسْأل نفْسَكَ هذا السُّؤال: ماذا قدَّمْتُ للإسلام ؟ كيف ألْقى الله
عز َّوجل ؟ وما العَمَل الذي سيَكون بين يديّ لمَّا ألْقى الله ؟ لأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

((يا بشر لا صدقَةَ ولا جِهاد فبِمَ تلْقى الله عز وجل ؟))

 لأنَّ الله تعالى قال:

 

﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ(54)﴾

 

[ سورة سبأ ]

 كُلّ واحِد له ترْتيب في بيْتِهِ وجَلْسَةٌ مُريحَة، وسرير مُريح، وله كان في غرفة الجلوس، وحوْله زوْجتُهُ وأصْهارُهُ، وله أذْواق، ولكن حينما يأتي ملَكُ الموت حيلَ بينهم وبين ما يشْتَهون، ولو أنَّها مُباحَة ولو أنّها مَشْروعَة ؛ يُحال بينك وبين الشَّهوات فجْأةً، وفي ثانِيَة واحِدة ألا تنظر بين هذه المُفارَقَة العجيبة ؟ مِن بيتٍ مُريحٍ جدًا إلى أحد مقابر دِمَشْق ! أربعة وعشرون سنة، وإكْرام المَيِّت تَرْحيلُهُ، يعودون إلى البيت وقد خلَّفوه تحت التُّراب، هذا مصيرُنا جميعًا، ولا ينْجو منه أحد، فَكُلّ العقْل والحِكْمة في الإعْداد لِهذا القبْر الذي هو صنْدوق العَمَل قال تعالى:

 

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 تمتَّع كما تُريد، سيِّدُنا إبراهيم عليه وعلى نبيِّنا أفْضل الصلاة والسلام قال:

 

﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ(35)﴾

 

[ سورة إبراهيم ]

 فربُّنا عز وجل قال ومَن كفَر، تَمَتُّعُ الإنسان بالحياة هل هو دليل رِضى الله تعالى عليه ؟! لا أبَدًا، فلا علاقة بهذا إطْلاقًا، رِضاء الله تعالى مَنوطٌ بِطَاعَتِهِ، ومِقْياس رِضى الله عنك طاعتُكَ له، قال تعالى:

 

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 فالإنسان إذا مال إلى الاسْتِرْخاء، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ:

 

(( إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ ))

 

[ رواه أحمد ]

 والمقْصود بالتَّنَعُّم هنا أن تَقْصِدَهُ وأن تَجْعَلَهُ دَيْدَنَكَ، والهدف لك، لكن يُمكن لله تعالى أن يجْعَلَ الدنيا كالجنَّة ؛ راحَةَ نَفْسِيَّة وطُمأنينَة وشُعور بالفَوْز والرِّضا، وأنَّ الله تعالى يُحِبُّك، لكنَّ المؤمن في الدنيا يَعْمَل كما قال سيِّدنا عمر: الليل والنَّهار يَعْمَلان فيك، فاعْمَل فيهما، فَكُلّ واحِد فيه بالحاسَّة السادِسَة قُدْرة ؛ فلان عمرهُ ثلاثون، وذاك أربعون مِن أين يأتي بِهذه الأرقام ؟ مِن ملامِحِ الوَجْه والجسَد، هذا فِعْل الليل والنهار.
 أيها الإخوة الكرام، ورَدَ في بعض الأدْعِيَة ؛ لا بورِكَ لي في طُلوعِ شَمْس يوم لم أزْدَدْ فيه مِن الله تعالى عِلْمًا، ولا بورِكَ لي في طُلوعِ شَمْسِ يَوْمٍ لم أزْدَدْ فيه من الله قُرْبًا، فَكُلّ يوْمٍ لم تزْدَدْ فيه عِلْمًا وعملاً هو يومٌ خاسِر ولو كان ربِحْت بذاك اليوم خمسمائة ألف، لأنَّ الإمام الحسَن البصْري يقول: ما مِن يوْمٍ ينشقّ فجْرُهُ إلا ومُنادٍ يُنادي: يا ابن آدَم أنا خلْق جديد وعلى عملِكَ شَهيد، فَتَزَوَّد مِنِّي فإنِّي لا أعود إلى يوْمِ القِيامَة ! وكان عليه الصلاة والسلام كُلَّما اسْتَيْقظ صباحًا يدْعو بِهذا الدُّعاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 

(( إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ))

 

[ رواه الترمذي ]

 هناك إنسان ينام، ومن النَّوْم إلى الموْت، أحد النِّساء لَمَسَت زوْجَها بالليل فإذا يَدُهُ بارِدَة فلما رأتْهُ فإذا به ميِّت ! أعْطاك يوْمًا جديدًا وعافاك فيه، وسمَحَ لك أن تذْكُرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 

(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))

 

[ رواه الترمذي ]

 مُضي الأيام والشُّهور والسَّنوات والعُقود، فهل الأيام نفْسُها ؟! سألْتُ أحدهم فقال لي: هناك خمسين نعي يوميًا بالشام، لذا اعْلَموا أنَّ مَلَكَ الموت قد تخطَّانا لِغَيْرِنا، وسيَتَخَطَّى غيرنا إلينا، فلْنَتَخِّذ حِذْرَنا.
 الدعاء الشريف: بادِروا بالأعمال الصالِحَة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا..."المؤمن له آية خاصَّة، قال تعالى:

﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ(51)﴾

[ سورة التوبة ]

 شيءٌ يُمَلَّك، وشيء ثَمين، لها ما كسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ، معنى ذلك أنَّ الزَّمَن لِصالِحِ المؤمن، ومُضِيُّ الأيام والليالي لا يزيدُهُ إلا تأَلُّقًا ولا يزيدُهُ إلا قرْبًا وعِلْمًا، ولا يزيدُهُ إلا عملاً صالِحًا، فإذا جاء الموتُ كان تُحْفَتَهُ وعُرْسَهُ، وانْتَقَلَ إلى نعيم مُقيم، قال تعالى:

 

﴿قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ(26)﴾

 

[ سورة يس ]

 أنا أتحدَّثُ عن إنسانٍ شَرَدَ عن الله، فهذا الشارِد الأيام إلى ما شاء الله لي فيها مُفاجآتْ ‍! هناك فقْر مُنْسي، وكاد أن يكون الفقْر كُفْرًا، أو غِنًى مُطْغِيًا، وهناك غِنى عدَّهُ النبي عليه الصلاة والسلام مُصيبَة الغِنى الذي يَحْمِلُكَ على مَعْصِيَة الله، وعلى الفُجور، أنا أعْرِف أشْخاص كثيرين على الدَّخْل الكبير شَردوا وفجَروا، وتركوا الصلاة وباتوا في النوادي الليليَّة ! أصْبَحَ دَخْلُهُ كبيرا !!! هذه مُصيبَة، سَبْعَةُ أشياء تَقْسِمُ الظَّهْر، وينتظِرُها كلّ إنسانٍ شرَدَ عن الله تعالى، أما المؤمن فالزَّمَن لِصالِحِه، أما غير المؤمن فلهُ المُفاجآت، فقْرٌ مُنْسي وغِنىً مُطْغي، مرض مُفْسِد، هرم مُفَنِّد، وموت مُجْهِز، ودجال والساعة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا، فالإنسان كُلَّما كان عاقِلاً ذَكِيًّا يعيشُ مُسْتَقْبَلَهُ، وكلَّما كان أقل عقْلاً يعيشُ حاضِرَهُ، وكُلَّما كان غَبِيًّا يعيشُ ماضيهِ، والبُطولة أن نهيئ أنْفُسَنا لهذه الساعة، وهي شِعار سيِّدنا عبد الله بن عبد العزيز، قال تعالى:

 

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 لذلك قال سيِّدُنا علي رضي الله عنه قال: والله لو عَلِمْتُ أنَّ غدًا أجَلي ما قَدَرْتُ أن أزيد في عملي ! المؤمن بهذه السرعة يمْشي إلى الله صلاة وتِلاوَة وإنْفاق وعمل صالِح، وأمْر بالمَعروف، ونَهي عن المُنْكَر، طلب العلم، وتعليم العِلْم، باب الأعمال الصالِحَة مَفْتوح حتَّى أن تضَعَ اللُّقْمَةَ في فيِّ زَوْجَتِكِ لك بها صَدَقَة، وأن تُميط الأذى عن الطريق هو لك صَدَقَة.

 

تحميل النص

إخفاء الصور