وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 9 - سورة الأحزاب - تفسير الآيات 72-73 الإنسان مخير.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيُّها الإخوة الكرام، الآيات الأخيرة مِن سورة الأحزاب، وهي الآية الثانية والسَّبعون، والتي تليها، وهي قوله تعالى:

﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً(72)﴾

[سورة الأحزاب]

 في الدَّرس الماضي تَحَدَّثْتُ عن الأمانة، وبيَّنْتُ أنَّه مِن أوْجَهِ التفاسير للأمانة ؛ هِيَ أنَّها نفْسُكَ التي بينَ جَنْبَيْك، أوْكَلَها الله إليك فبإمكانِكَ أن تُزَكِّيَها، فَتَسْتَحِقُّ جنَّة ربِّها، وبإمكانِكَ أن تُدَنِّسَها فتَسْتَحِقُّ عذابًا أبَدِيًّا وهذا الأمر بيَدِ الإنسان.
 أما الذي يتوهَّم أنَّ الله سبحانه وتعالى قدَّر عليه أن يكون عاصِيًا، قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(28)﴾

 

[سورة الأعراف]

 لذلك لمَّا سيدِّنا عمر جاءهُ رجل شاربُ خمْرٍ، فلمَّا قال: أقيموا عليه الحدّ، فقال هذا الشارب للخمر: والله يا أمير المؤمنين إنَّ الله قدَّر عليَّ ذلك ! فقال عمر بن الخطاب: أقيموا عليه الحدّ مرَّتَين ؛ مرَّةً لأنَّه شرِبَ الخمْر،و مرَّةً لأنّه افْترى على الله ! وقال له: وَيْحَكَ يا هذا، إنَّ قضاء الله لم يُخْرِجْكَ مِن الاخْتِيار إلى الاضْطِرار، لذا قال تعالى:

 

﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾

 

[سورة البقرة]

 إذا اعْتَقَد الإنسان أنَّ الله تعالى أجْبرهُ على المعاصي، فقد اعْتَقَد عقيدَةً زائِغَةً تُهْلِكُهُ، لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول:

 

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ﴾

 

[سورة الأعراف]

 إذا عَزَوْت الشّرْك والمعْصِيَة إلى قضاء الله وقدَرِه فقد افْتَرَيْتَ على الله، قال تعالى:

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ﴾

[سورة الأعراف]

 وقال تعالى:

 

﴿قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ(148)﴾

 

[سورة الأعراف]

 لِمُجَرَّدِ أن تُلْغِيَ الاخْتِيار فإنَّك تُلْغي الأمانة، وتُلْغي التَّكْليف، وتُلغي الثَّواب والعِقاب، وتُلغي الجنَّة والنار، وتُلغي بِعْثَة الأنبياء وإنزال الكتب، ويًصبحُ كلّ هذا تَمْثيليَّة !! قال تعالى:

 

﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(148)﴾

 

[سورة البقرة]

 وقال تعالى:

 

﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(17)﴾

 

[سورة فصلت]

 وقال تعالى:

 

﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا(10)﴾

 

[سورة الكهف]

 هذه الآيات تُؤَكِّد أنّ الإنسان مُخَيَّر، ولو أنّ الله تعالى أجْبَرَ عِباده على الطاعة لبطَل الثَّواب، ولو أجْبرهم على المعْصِيَة لبَطَل العِقاب، ولو تركَهم هملاً لكان عَجْزًا في القدْرة، إنّ الله أمَرَ عِبادهُ تَخْييرًا، ونهاهم تَحذيرًا، وكلَّف يسيرًا، ولم يُكَلِّف عسيرًا، وأعطى على القليل كثيرًا ولم يُعْصَ مَغْلوبًا ولم يُطَع مُكْرَهًا لذا أخطر عقيدة فاسِدة تشل قدرات الإنسان، وتصِف الله بالظُّلم وهو المُنَزَّه بالكمال ؛ أن تقول إنَّ الله أجْبرني على هذه المَعْصِية، والعوام يقولون كلمات هي مِن قبيل الكُفر أقام العباد فيما أراد، وله المُراد فيما يريد، والله خلق المؤمنين وخلق الكفار، ولا يملك واحد منَّا شيئًا ألقاه في اليَمِّ مَكْتوفًا وقال له إياك إياك أن تبْتَلَّ بالماء
 إذا كنت مُديرًا عامًّا بِمُؤسَّسة، أو بِدائرَة، وأرْسَلْتَ مُوَظَّفًا إلى حلب بِمُهِمَّة، وبأمْرٍ إداري، وفي اليوم الثاني أعْطَوْكَ جداوِل الغياب فإذا ذاك الشَّخص مَكتوب غائِبا، فهل تُعاقب هذا الذي بَعَثْتهُ ؟ وتقول له لمَ غِبْتَ ؟! وكذا يُقال: هل يُمْكن لله تعالى أن يُجْبِرَنا على المعْصِية ثمّ يُحاسِبُنا عليها ؟ لا يبقى حينها لا ثواب ولا عِقاب ولا جنَّة ولا نار ولا أمانة، فأنت مُخَيَّر، وإن لم تُؤمِن أنَّك مُخَيَّر فقد افْتَرَيتَ على الله تعالى، وظَنَنْتَ به ظنَّ السَّوء.
 أيها الإخوة، قال العلماء: مُجَرَّد الأمْر والنَّهْي يقْتضي الاخْتِيار ! لأنَّك أُمِرْتَ بِكذا ونُهيت عن كذا، ولو لم تكن مُخَيَّرًا لما كان لِهذا الأمْر مِن معنى، لذا قال تعالى:

 

﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً(72)﴾

 

[سورة الأحزاب]

 حملها الآن، فإن أدَّاها كما أرادها الله عز وجل، لم يَكُن ظلومًا وإن لم يُؤَدِّها كان ظَلومًا جَهولاً، هذا هو المعنى.
 النقطة الدقيقة، لو أنَّه آمن أو لم يؤْمِن، وحَمَل الأمانة أو لم يَحمِلها وقبِلَ هذه الأمانة أو لم يقْبل، وليس هناك مُضاعفات أو نتائِج وخيمة فلا مانِعَ من هذا ! اِحْمِل أو لا تَحْمِل، وارْض أو لا ترض، ولكنّ الإنسان حينما يرفض حَمْل الأمانة ينْدَفِع وراء شَهَواتِهِ، ومِن لوازِم الانْدِفاع وراء الشَّهْوَة العُدْوان والظُّلم، والدليل أنَّ الله تعالى جعل في الحياة طريقين لا ثالث لهما ؛ فأنت مُغْمض عَيْنَك، إن لم تكن على أحدِهما فأنت على الآخر، قال تعالى:

﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(50)﴾

 معنى ذلك أنَّ الذي يتَّبِعُ هواه بغَير منهَج الله عز وجل لابدّ مِن أن يقَع في الظُّلْم، والظُّلْم ظُلمات يوم القيامة ومَرْتَعُهُ وَخيم، والنُّقْطة الدقيقة الآن أنَّك حُمّلْتَ الأمانة، وكُلِّفْتَ حَمْلها وافْعَل ولا تفْعَل، فإن فَعَلْتَ نَجَوْتَ وسَعِدْتَ، وإن لم تفْعل، قال تعالى:

 

﴿لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً(73)﴾

 

[سورة الأحزاب]

 الذي أريد أن أقوله لكم أنَّك عبد لله، والدعاء الشريف: اللهم إني عبدك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَ حكمك عدلٌ فيَ قضاءك " فإن كنتَ كذلك فأنتَ عبد القهر، أمَّا إذا عرفتَ الله وأنت في بحبوحة أتيتَه طائعا و مبادرا، أتيته و أنت صحيح قويٌّ غنيٌّ وأنت شاب، إنْ عرفتَه بدافع الحبِّ و دافع الوفاء و بدافع البحث عن الحقيقة و عرفتَ منهجه وطبَّقتَه وتقرَّبتَ منه فأنتَ عبد الشكر، فإماّ أن تكون عبد القهر وإمَّا أن تكون عبد الشكر، وعبد القهر جمعه عبيد و عبد الشكر جمعه عباد، قال تعالى:

 

﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ(182)﴾

 

[سورة آل عمران]

 و قال تعالى

 

﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(63)﴾

 

(سورة الفرقان)

 يمشون هونا، والنبي إذا مشى أسرع، كأنَّما ينحطُّ من صببٍ، وسيدنا عمر كما تروي عنه السيدة عائشة قالت: ما رأيتُ أزهد منه، إذا قال أسمعَ و إذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع و إذا أطعم أشبعَ! فما معنى قوله تعالى:

 

﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(63)﴾

 

[سورة الفرقان]

 إنَّ معظم الناس تستهلكهم أعمالهم، أعمالهم قبورهم، فمنذ أن يستيقظ حتَّى ينام ؛ الصفقة الفلانية و المال الفلاني والسلعة الفلانية، و هكذا في كل يوم حتى يأتيهم الأجل وقائمة أعماله لا تنتهي، فإذا زرتَ المقبرة تأكَّد أنَّه ما من واحد مدفون في هذه المقبرة وقد أنهى أعماله قبل أن يموت، فالأعمال لا تنتهي، و الذي يستهلكه عمله و الذي يُقبَر في عمله هذا لا يمشي هونا، هذا غافل، قال تعالى:

 

﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(63)﴾

 

[سورة الفرقان]

 أنت ينبغي أن تعلم السؤال التالي ؛ مَن أنا ؟ و من أين و غلى أين ولماذا، هذه أربعة أسئلة، إن عرفتَ جواب هذه الأسئلة نجوتَ من عذاب الدنيا والآخرة، مَن أنا ؟ و مِن أين جِئتُ ؟ و إلى أين المصير؟ و لماذا جئتُ ؟ إن أجبتَ عن هذه الأسئلة نجوت من عذاب الدنيا و الآخرة، من أنت ؟ أنت المخلوق الأول والمخلوق المُكرَّم والمخلوق المُكلَّف، أنت سيد المخلوقات، والكون كلُّه مُسخَّر لك بنص القرآن الكريم، قال تعالى:

 

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(13)﴾

 

[سورة الجاثيةٍ]

 أنت مُخيَّر وأنت مكلَّف بالأمانة، أنت معك منهج ؛ اِفعل ولا تفعل وأودع الله فيك الشهوات قوى دافعة إلى الله، أعطاك حرِّية الاختيار فترك فطرة تدلُّك على خطأك، هذا أنت، مِن أين ؟ من العدم، لكن ليس إلى العدم، فالإنسان سبقه عدم ولكن لا يموت يوم القيامة، قال تعالى:

 

﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ(77)﴾

 

[سورة الزخرف]

 فالإنسان لا يفنى ولكن يذوق الموت، إذًا من أين و إلى أين، و لماذا ؟ جاء الله بك إلى الحياة الدنيا من أجل أن تكون هذه الحياة الدنيا إعدادا للحياة الآخرة الأبدية، فأنت في حياة دنيا إعدادية ثانية من أجل حياة عليا أبدية باقية.
 فهذه أسئلة كبيرة جدًّ إن عرفتَها وجَّهت عملك و نشاطاتك ومناسباتك و علاقاتك، وكلُّ شيء في حياتك يجب أن يتناغم مع منهج الله عز وجل، فالقضية أخطر من أن تُؤَدَّى الصلوات في المسجد، أخطر من أن تصوم رمضان، فكلُّ كيانك يجب أن يتحرَّك إلى الله، فلذلك العبادة تشمل كلَّ شيء وتتغلغل في كيان الإنسان كلِّه، و لو أن القضية تنتهي أن تقبل هذه الأمانة أو لا تقبل فالقضية سهلة أما إن لم تقبل و لم تحمل هذه الأمانة ولم تُؤَدِّها كما أراد الله ولم تُزَكِّ نفسك وتطهِّرها وتحملها على طاعة الله

 

﴿لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً(73)﴾

 

[سورة الأحزاب]

 المنافق هو كافر أو مشرك ولكن مصلحته متعلِّقة بالمسلمين فتَزَيَّى بزيِّهم وفعل أفعالهم وحضر مجالسهم ولكنه منافق، قال تعالى

 

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا(145)﴾

 

[سورة النساء]

 وتصوَّرْ رجُلين على وشك أن يموتا عطشًا، أحدهما عرف نبع ماء ولم يذهب إليه والثاني لم يعرف، فماتا، فأيُّهما أكثر ندمًا ؟ الذي عرف النبع ولم يذهب إليه، هذا مثل المنافق، لذلك

 

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا(145)﴾

 

[سورة النساء]

 وقال تعالى:

 

﴿لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً(73)﴾

 

[سورة الأحزاب]

 هذه أخطر آية في حمل الأمانة في كتاب الله، أنت إنسان مخلوق أول مكرَّم مُكلَّف و أنت مخير، وأودع الله فيك الشهوات لترقى بها إلى الله و أودع فيك العقل لتعرف الله و أودع فيك الفطرة لتكشف خطأك و أعطاك منهجًا لئلاَّ تخطئ، اِفعل ولا تفعل، هذا هو المنهج، فأنت مخيَّر وأنت مكلَّفو إذا قلتَ: إن الله أجبرني على هذا فقد افتريتَ على الله، قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(28)﴾

 

[سورة الأعراف]

تحميل النص

إخفاء الصور