وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 7 - سورة الرعد - تفسير الآية 31 معجزة الكون
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلماً ، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه ، وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه ، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه ، وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين .

الكون والإنسان معجزة من خلالهما نصل لعظمة الخالق :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ الآية الحادية والثلاثون من سورة الرعد ، وهي قوله تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 هذه الآية أيها الأخوة بالِغَة الدِّقَّة ، وهي مُتَعَلِّقَة بِأصل العقيدة ؛ مَضمون هذه الآية أنَّ هذا الكون بِوَضْعِهِ الراهِن هو مُعْجِزَة وليس خرقُ قوانينِهِ هو المُعْجِزَة ، مَن لم يرَ عظمة الله عز وجل في الشمس والقمر ، والليل والنهار ، ومِن خلق الإنسان ، ومِن المطر في السماء ، ومن إنبات النبات ، والسمك في البِحار ، والطيور في الأجْواء ، مَن لم يرَ عظمة الخَلْق مِن خِلال الخَلْق فهذا لا يُقْنِعُهُ خرق القوانين ، فهذه الأمور لِضِعاف العُقول ، فالله تعالى يقول :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 قرأْنا آيةً فَمَشى الجَبَل ، قال تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 وقرأنا آية ثانِيَة فَوصَلْنا إلى الصِّين في دقيقة ، قال تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 أو اسْتيقَظ الميِّت وجعل يُكَلِّمُنا ، كلّ هذا خرْق للقوانين ، فلو أنَّ القرآن الذي نزل على النبي عليه الصلاة والسلام قُطِّعت به الأرض ، أو سيِّرَت به الجبال ، أو كلِّم به الموتى ، إذا لم يُرِد الإنسان أن يَهتدي فالهِداية قرار داخِلي يتَّخِذُهُ الإنسان في أعْماق نفسِهِ ، فإذا أراد أن يَهْتدِيَ إلى الله فأَصْغَر شيءٍ يهديه إلى الله , أما إن أعْرَض عن الهِدايَة فلو عاشَ مع النبي عليه الصلاة والسلام كتِفًا بِكَتِف ، ورآهُ رأْيَ العَيْن ، وقرأ القرآن فمَشَتْ الجِبال ، وقطع الأرض ، وكُلِّم به الموتى ، فخَرْق القوانين لا يمكن أن يُقْنِعَ إنسانًا بالهُدى ، الكون بِوَضْعِهِ الراهِن يكْفي ، فالإنسان حينما يولد لو أمْعنَ النَّظر لرأى أـنه يُخَلَّق مِن حُوَيْن ومِن بُوَيْضَة ، والعِلْم أثْبَتَ أنَّ اللِّقاء الزَّوْجي يخرج من الذَّكَر خمسمئة مليون حُوَيْن ، وحُوَيْن واحِد يَكفي لِتَلْقيح البُوَيْضَة ، البُوَيْضَة والحُوَيْن على كلٍّ واحد منهما مَعْلومات مُبَرْمَجَة تزيد عن خمسة آلاف مليون ، وحتى الآن اكْتُشِف منها ثمانمئة ، وأكبر ضَجَّة عِلْمِيَّة الآن حول الهَنْدَسة الوِراثِيَّة ؛ هذه الجينات المُوَرِّثات خمسة آلاف مليون معلومة ، فإذا عرفْتَ أنَّ في العَين مئة وثلاثين مليون عُصَيَّة ومخروط ، وأنّ العصب البصري تسعمئة ألف عصب ، وأنَّ في شَعْر الإنسان ثلاثمئة ألف شَعْرة ، وفي كُلّ شَعْرة وريد وشريان وعضلة وعصب وغُدَّة دِهْنِيَّة وصِبْغِيَّة ، وإذا عرفت الخلايا في المعدة ، خمسة وثلاثون مليون عُصَارَة في كل نصف سنتمتر مربَّع بالمعِدَة ، وإذا رأيْت خصائص الكبِد خمسة آلاف وظيفة ، وخصائص السَّمع والبصر ، والقلب ماذا يعْمَل ، فهل أنت بِحاجة لخرق هذه القوانين ؟ القوانين نفسُها ؛ الشمس والقمر ، لِسان لَهَب الشمس مليون كيلومتر ، عشرون مليون درجة في نواتها ، وستَّة آلاف درجة على سطحها ، مُتألِّقة من خمسة آلاف مليون عام ، وقرأت مقالة أنَّهُ بقِيَ من عُمُرِها مئة مليار عام ! قال تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 الجواب مَحْذوف ! وهو : ما آمنوا ، ولن يؤمنوا ، ولو فكَّروا في الكون لعرفوا الله من دون خرْق القوانين ، قال تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 قال تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 فرئيس الجامعة هل يعْجز أن يُوَزِّع أوراقًا مَكْتوبة كاملة بالإجابة الصحيحة ، وعلى الطالب فقط كتابة اسمِهِ ، فهل لِهذا النَّجاح قيمة ؟! ليس له قيمة لا عند الناس ، ولا عند إدارة الجامعة ، ولا عند الطالب نفسِه ، فالله تعالى قال :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 لكن هذا الهُدى لا يُقَدِّم ولا يؤخِّر ، ولا يرفع عند الله عز وجل ، فهذا المؤمن لا بد أن يعرف لو أنّ القَضِيَّة قضِيَّة إجْبار لأجْبَر الله الناس على الهُدى ، لكنّ هذا الإجبار لا يُسْعِدُهم ، ولا يجعلهم يَرْقَون ، فالذي يجْعلهم يَرْقَون مُبادرتهم إلى الهُدى الذاتِيَّة ، والإنسان بالخِيار يُقَيَّم عملُه.

آيات دالة على عظمة الله عز وجل :

 إذًا خَرْقُ القوانين من دون أن تطلب الحقيقة من الداخل لا ينفع ، فإذا أراد الإنسان الهُدى يمكن لِكأس الماء أن يوصِلهُ إلى الله ، وابنهُ في البيت الذي يعلم أنَّه كان نقطة ماء وأصبحَ إنسانًا يتكلَّم ويضْحك ، وفيه قلب ومرارة وكبد وبنكرياس وكلية ، وعضلات وأعصاب وعِظام ، وجلد وشعر ، الكون وَحْدَهُ مُعْجِز ، ورَدَ في الأثر : " حَسْبكم الكَون مُعْجِزَة " فإذا كان بين الأرض والشمس مئة وستة وخمسون مليون كيلومتر ، وتكبر الشمس الأرض بِمِلْيون وثلاثمئة ألف مرَّة ، ونجم العقرب يتَّسِعُ للشمس والأرض مع المسافة بينهما ، فالأرض مثلاً تُسقى بِماء واحِد ، وهذا فجل ، وذاك جزر ، قال تعالى :

﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)﴾

[سورة الرعد ]

 تفاح وبصل وموز وخيار .
 ذكر لي صديق أنّه يملك حقل بطيخ ، وكان يحصل على البطيخ من حقله لمدة شهرين ، فقلتُ في نفسي : لو كان البطيخ كالتُّفاح ماذا نفعَل به ؟ نَرْميه ، فَحِكْمَةُ الله شاءَت أن ينضج كلّ يوم قسمٌ ، فسألْتُهُ : كيف تختار التي نضَجت من غيرها فالكل أخضر ؟ قال لي : الله تعالى جعَلَ حلَزوناً إلى جانب البطيخة تمسِكُه ، فإذا انْكَسَر كان هذا دليلاً على أنَّها نضَجَت ، وإن لم ينكسِر كان هذا دليلاً على عدم النُّضْج ، قال تعالى :

﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ(16)﴾

[سورة النمل ]

 والله تعالى قال :

﴿فَلْيَنْظُرْ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ(24)أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا(25)﴾

[سورة عبس ]

 ثلاثة آلاف نوع قمْح بالعالم ، وهو مادَّة أساسيَّة ينبت بِكُلّ الفُصول ، والله تعالى رحمةً بنا جعل الأشياء التي هي من القوت تنضج بِيَوم واحِد ، أما التفاح والمشمش والكمَّثرى فهذه تنضج تِباعًا ؛ هذه كلُّها آيات دالة على عظمة الله عز وجل .

الكون وحده يدل على الله :

 المُلخَّص أنَّ الكون بِوَضْعِهِ الحقيقي ، وبِسَمائِهِ وأرْضِهِ ، وبِمِياهِهِ وينابيعِه ، وخلق الإنسان والحيوان وحْدَهُ يدلّ على الله ، ولكنَّ خرْق الكون إذا لم يكن يوجد نية للهُدى لا يفيد شيئًا، قال تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 فلو كان هذا يَحْمِلُهم على الهُدى لفعَلَهُ الله ، ولكن لا يفيدهم ، قال تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 الكفار مطلوبون من قبَلِ الله عز وجل ، قال تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد ]

 كل الخَلْق خلقَهم لِيَرْحمهم ولو كفروا ، وحتى الكافر يسوق له من الشدائد ما يحْملهُ على الهُدى ، وأنا أقول : تسعون بالمئة من الذين اهْتَدوا على أثر تربيَة إلهِيَّة وحكيمة ؛ إما أن يُخيفَهُ أو يُمرِضُه .

التفكر في الكون للتعرف على الله :

 آيتُنا فيها ثلاث نِقاط أساسِيَّة ؛ الكَون بِوَضْعِهِ الراهِن هو المُعْجِزَة ، ولو أنَّ الله تعالى أراد أن يَهْدِيَ الناس جميعًا هُدى قَسْرِيًّا فيسْلبهم اخْتِيارهم لَفَعَل ، ولكن هذا لا يُسْعِدُهم .
 الشيء الأخير أنَّ الخَلق كلهم مَطْلوبون عند الله عز وجل ، لذلك حتى الكفار مطلوبون كما قال تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد(31)﴾

[سورة الرعد]

 لذا علينا أن نُفَكِّر في الكون كي نَتعرَّف على الله ، وأن نأتِيَ الله مُخْتارين ، وإذا قصَّرْنا يُرَبِّينا الله .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور