وضع داكن
26-04-2024
Logo
الدرس : 07 - سورة الشورى - تفسير الآيتان 27 - 28 الإنسان أول ما يعنيه وجوده.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة الكرام، الآية السابعة والعشرون من سورة الشورى، وهي قوله تعالى:

﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)﴾

[سورة الشورى]

 الإنسان أوَّل ما يعنيه وُجوده ؛ يُحِب الحياة ويكره الموت، وثاني ما يعنيه رزْقه ؛ وُجودُهُ ورِزقهُ وهذان الأمران بيَدِ الله وحده، فلِكُلّ إنسان أجلٌ لا يتقدَّمه ولا يتأخره فإذا آمن الإنسان هذا الإيمان كان شجاعًا ومِقْدامًا، أما إذا علِم أنَّ رِزقه بيَد الله ما طلبه من حرام، وقد ذكرتُ من قبل حقيقة الرِّزْق، وهي أنَّ تُفَّاحةً على الغصن الثالث في الفرع الرابع في الشجرة الثانية في بُستان فلان هذه التُّفاحة لفُلان إلا أنَّ الإنسان مُخيَّر في طريقة وُصولها إليه ؛ فقد يشْتريها وقد يسْرقها، وقد يأكلها ضِيافةً، وقد يأكلها هديَّةً، فَطَريقة وُصول الرِّزق هي باختيارك، أما ما دام الله عز وجل قد خلقَك، فقد خلق لك رِزْقك، قال تعالى:

 

﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ(23)﴾

 

[سورة الذاريات]

وقال تعالى:

﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ(22)﴾

[سورة الذاريات]

 إلا أنّ الله سبحانه وتعالى في حياتنا ثبّ َت أشياء كثيرة، وحرَّك أشياء ؛ فَمَثلاً دورة الأرض حول الشمس ثابتة افْتح أيّ تقويم تجد أنّه بعد عشرين سنة سَتَشرق الشمس في الشهر الفلاني على الساعة كذا، معنى ذلك أنّ دورة الأرض ثابتة، وحركة الأفلاك ثابتة وخصائص الأشياء ثابتة، وهذا من أجل أن تنتظم الحياة، إلا أنَّ الله سبحانه وتعالى حرَّك الرِّزق، فقد تأتي أمطار غزيرة، وقد تشحّ الأمطار وقد يأتي رزْق وفير، وقد يقلّ الرِّزق، فالرِّزق متحرِّك، أما سوى الرزق فالكل ثابت، وهذه الثوابت من أجل انتظام الحياة، والمتغيِّرات من أجل تربيَة الإنسان.
أوَّل حقيقة في الآية أنَّ الله سبحانه وتعالى إذا قبض، وإذا قلَّل، وإذا قنَّن وإذا أفْقَر لا لِعَجزٍ عنده،
ولكن لِتَأديب الإنسان، فتقنين الله تعالى تقنينُ تأديب، أما تقنين الإنسان هو تَقنين عَجْز، فقد تقبضُ يَدَك لأنَّ دَخلك مَحدود، وقد تمْتَنِع عن الإنفاق لأنَّ لا تمْتلِكُ ما تُنفق ؛ هذا شأن الإنسان أما شأن الواحد الدَّيان فقد قال تعالى:

 

﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا﴾

 

[سورة الشورى]

 لو هذه في الُّلغة هي حرْف امتِناع لِامتناع ؛ أيْ امْتَنَع البغي في الأرض لامتناع بسْط الرِّزق، الإنسان إذا كانت نفسهُ ضعيفة، فالمال الكثير يُعطيه خيارات للفسق كثيرة جدًّا، فربُّنا عز وجل يعْلم حقيقة الإنسان، ويعلم صمودهُ، ويعلم هشاشة مُقاوَمَتِهِ، فإذا علِمَ في عبده ضَعًا في الإرادة أو الثبات على الحق لا يُعطيه فرْصةً ِيَفْسِق، قال تعالى:

 

﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا﴾

 

[سورة الشورى]

 فبَغْيُهم في الأرض بِسَبب الرِّزق، لذا ربُّنا عز وجل يُقَنِّن، من هنا قال الله عز وجل:

 

﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي(15)وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي(16)﴾

 

[سورة الفجر]

 من قال لك: إنّ تَقنين الرِّزق إهانة ؟ إنَّه ترْبيَة، ومن قال لك إنَّ بسْط الرِّزق إكرام ؟ نَّه ابتلاء، أيْ يا عبادي ليس عطائي إكرامًا، ولا منْعي حِرمانًا، إنَّ عطائي ابتِلاء وحِرماني دواء؛ هكذا ينبغي أن نفْهم، وبالمناسبة أيُّ حظٍّ من حظوظ الدُّنيا أصابكَ منه شيء، لا يُسَمَّى نعمةً كما أنّه لا يُسَمَّى نِقمةً ؛ موقوف على نوع اسْتِخدامِهِ، فلو أنفقْت المال في طاعة الله تعالى، ووظَّفْته في سبيل الله، انْقلَبَ هذا المال من ابْتِلاء إلى نعمة ولو أُنْفِقَ هذا المال في معصِيَة الله، انْقلبَ المال من ابتلاء إلى نِقمة، فالمال والصِّحة والفراغ، والوسامة والقوَّة والذَّكاء، وطلاقة اللِّسان، والشَّان الاجْتماعي ؛ كلّ حُظوظ الدنيا سُلَّم نرْقى بها، أو دركات نهْوي بها كلّ حظوظ الدنيا موقوفة على نوع اسْتِخدامها، قال تعالى:

 

﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي(15)وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي(16)﴾

 

[سورة الفجر]

 لذا لا تقل هذا إكرام، ولا تقل هذه إهانة، ليس العطاء إكرامًا ولا المنْعُ إهانةً ؛ إنَّما العطاء ابتِلاء، والحِرمان دواء.
إذًا كما قال تعالى:

 

﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا﴾

 

 

[سورة الشورى]

 لأنَّ الله تعالى يقول:

 

﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ(21)﴾

 

[سورة الحجر]

 يُقال لك: هناك نقْص بالمواد، وشحّ بالمياه، وحرب مياه، وتفجُّر سكاني لا يُقابله النموّ الزِّراعي ؛ هناك حِسابات خاطئة يقولها الذين لا يعرفون الله عز وجل، أذكر مرَّةً أنَّه في سنةٍ من السَّنوات كان مستوى المياه الجوْفيَّة في الشام إلى أدنى مستوى، وكنَّا على وشَك الجفاف الكامل، ثمّ جاءَت سنة كان في المطر غزيرًا ففجَّر ينابيع كان غائرة من ثلاثين عامًا، وجاء الإنتاج الزِّراعي بِكَمِّيات فلكِيَّة، فقد كانت حاجتنا مليون طنّ، وحصدنا ثلاثة ملايين طنّ ‍! فالله تعالى إذا أعطى أدْهش، والله تعالى ثبَّتَ أشياء، وحرَّكَ أشياء، فالذي ثبَّتَهُ لانتِظام الحياة، والذي حرَّكه لِتَربيَة الناس، قال تعالى:

 

﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ﴾

 

[سورة الشورى]

 لو الواحد سأل هذا السُّؤال: كيف أزيدُ رِزقي ؟ الجواب: قال تعالى:

 

﴿وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا(16)﴾

 

(سورة الجن)

 والآية الثانية قوله تعالى:

 

﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(96)﴾

 

[سورة الأعراف]

 الثالثة قوله تعالى:

 

﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ(66)﴾

 

[سورة المائدة]

 وقال تعالى:

 

﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)﴾

 

[سورة نوح]

 فالاستغفار والاسْتِقامة، وصِلة الرَّحِم تزيد في الرِّزق، فكلٌ مِنَّا جعل الله له مالاً بين يَدَيه ؛ يستطيع أن يتفقَّد به من حوله ؛ هذه الصِّلة تزيد في الرِّزق، وإتقان العمل يزيد في الرِّزق، قال تعالى:

 

﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى(132)﴾

 

[سورة طه]

 بيتٌ تُقامُ في الصَّلوات الخمس، والأب يأمر بالصلاة، هذا البيت مُبارك، وله رِزق وفير، لذا هناك عوامل كثيرة تزيد في الرِّزق ؛ منها ما سبق، ومنها الأمانة، فكلّ هذه العوامل تزيد في الرِّزق، والله سبحانه وتعالى كي يربِّينا، ويدفعنا إليه جعل الرِّزق غير ثابت، لماذا المُرابي بعيد عن الله فهذا له رِبْحٌ ثابت لا تهمُّه الأمطار، ولا رواج بِضاعة، أما غيره تجده يدعو الله تعالى، فبَيْع البضاعة بيدِ الله، والمُزارِع يدعو الله بالمطر فهؤلاء ينتظرون رحمة الله، لذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل الرِّزق متغيِّرًا كي يرْبطنا به، لأنّ ثاني أهمّ شيء في حياة الإنسان رِزقه، والله عز وجل خلق فينا دافِع الجوع، ودافِع الزَّواج، ودافِع العلوّ، وهذه الدوافِع الثلاث لولاها لما تحرَّك إنسان ؛ فَمِن أجل أن تأكل تدرس، ومن أجل أن تأكل تعمل، ومن أجل أن تأكل تُؤسِّس عملاً ؛ لذا دافِعُ الجوع هو الذي يُحرِّك الناس.
أيها الإخوة، قال تعالى:

 

﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ﴾

 

[سورة الشورى]

 فلا رِّزق دقيق، والشيء الثاني، وهو أنَّ الرِّزق المُقنَّن يُمْتحنُ به الإنسان فإذا قال لك شخص: أقمْتُ عقْد قِران بِسِتِّين مليون، نقول له: نحن نُزوِّج به مائة وعشرين شاب، نزوِّجهم، وأنت أنفقْتهم في ليلة واحِدة ! لذا ما أتخم غنيّ إلا بِجُوع فقير، قال تعالى:

 

﴿وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ﴾

 

[سورة الشورى]

 قال: بعض الكلاب في أمريكا، تأكل من اللحم ما لا يأكله الشّعب الهندي من اللحم ! شعوب تموت من الجوع، وشعوب تُطْعم كلابها من اللَّحم ما لا يأكله الشَّعب الهندي بأكمَلِهِ، وهذه أستراليا تعدم عشرين مليونًا غنمًا بالرَّصاص للحِفاظ على أسعار اللَّحم المرتفعة، وشعوب أخرى تموت من الجوع كالصومال ! لذلك العقاب كان أنَّ الله تعالى أنزل عليهم بلاءً بِقَتل ثلاثة عشرة مليون بقرة من أنّها مصابة بالجنون، وثمن هذه الأبقار ثلاثة وثلاثون مليون جنيه استرليني !! فكان هذا عقابهم، لأنَّهم كانوا يُطعمون البقر لحوم الجِيَف فجنَّ البقر ! وانتقل هذا المرض للإنسان، وقد قال بعضهم: إنَّ جنون البقر من جنون البشر، حينما خرجوا عن منهج الله جُنَّت البقر، وانتقل هذا المرض للإنسان ! قال تعالى:

 

﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ﴾

 

[سورة الشورى]

 ولو بسَط الله الرزق لعباده لبغوا..يشاء" والحقيقة لما يكون الإنسان فقيرًا لا يكون معه فرصة لعصيان الله تعالى، فهذا له أجر على استقامته، أما الذي معه المال ويبقى على الصراط المستقيم ؛ فهذا له أجر عظيم جدًّا، وقد استعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من الفقْر والكُفْر، وسأل الله التُّقى والعفاف والغنى،

 

(( فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ *))

 

[ رواه مسلم ]

 غِنَى الكِفاية لا غِنى البَطر، هذا الذي أراده النبي عليه الصلاة والسلام، كما أنّ هناك فقْر الكسل، وفقْر القَدَر، قال تعالى:

 

﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)﴾

 

[سورة الشورى]

 يعلم حقيقة الإنسان، وهشاشة مُقاومتِهِ ومدى صُموده أمام المُغريات.
قال تعالى:

 

﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)﴾

 

[سورة الشورى]

 يقول أحد العارفين بالله: ربما كان المنعُ عَين العطاء، وربّما كان العطاء عَين المنْع ! وإذا كُشِفَت لك الحكمة في المنع عاد المنعُ عَين العطاء فالمؤمن مستسلِم لقضاء الله، لأنَّه يعلم أنَّه لكلّ شيء حقيقة، وما بلغَ عبدٌ حقيقة الإيمان حتَّى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن لِيُخطئهُ، وما أخطئه لم يكن ليُصيبه.

تحميل النص

إخفاء الصور