وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 10 - سورة فصلت - تفسير الآية 52 البرزخ.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة الكرام، الآية الثالثة والخمسون من سورة فصلت، وهي قوله تعالى:

﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾

[ سورة فصلت ]

 السِّين للاستقبال، سَنُريهم ! من هم ؟ المُتَكَلِّم هو الله، والمُخاطب هو النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنون، وهم الطَّرف الثالث الذين لم يؤمنوا فالحديث عن الذين لم يؤمنوا، قال سَنُريهم ! يُفْهم من هذه السِّين أنَّ معجزات الأنبياء كلّها كانت حِسِيَّة، بِمَعنى أنها وقَعَت في عهد الأنبياء، ثمّ انتَهتْ، وأصْبَحَت خبرًا يُصَدِّقهُ من يُصَدِّقهُ، ويُكَذِّبُهُ من يُكَذِّبُهُ، إلا معْجزة نبِيِّنا عليه الصلاة والسلام إنّها معجزة القرآن الكريم ! كلّما تقدَّم العِلم في كلّ يومٍ، وفي كلّ شهرٍ، وفي كلّ سنة، يكشِفُ العِلم جانبًا من القرآن الكريم، لذلك هذا الكتاب معجزةٌ خالدة إلى يوم القيامة، ولا يزال الناس الذين لم يؤمنوا يكْتشِفُوا حقائق تُؤيِّدُهُ إلى يوم القيامة، فنحن مع معجزةٍ بين أيدينا، وليْسَت معْجزة نبيِّنا عليه الصلاة والسلام خبرًا ؛ إما أن نصدِّقُه أو لا نصدِّقه ! إنَّها معجزةٌ حيَّةٌ، قال: سَنُريهِم، فبَعْدَما تقدَّمَتْ البُحوث تقدُّمًا كبيرًا اكْتُشف أنَّ الذي يُحدِّد جنس المولود ذكرًا كان أو أنثى ليْست بُوَيضة المرأة ولكنَّه حُوَين الرَّجل، فهناك كروموزنات أي مورِّثات، هناك شكل واي وشكل أكس بالإنجليزي ! الواي ذكر و الإكس أنثى، فالبويضة لا دخل لها في تحديد جنس المولود، هذا بعد ألف وخمس مائة عام اكْتُشِفت هذه الحقيقة ربُّنا عز وجل:

 

﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى(45)مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى(46)﴾

 

[ سورة النجم ]

 اكْتُشِف أنّ الشَّمس تدور حول الأرض، ثمّ عُلم أنَّ الأرض هي التي تدور حول الشمس، ثمّ اكتُشف أنَّ الشمس تجري، وتُشَكِّل في جريانها مع الأرض لولبًا، قال تعالى:

 

﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(38)﴾

 

[ سورة يس ]

 الإنسان إذا كان على سطح كرة وابتعد ابتِعادًا كبيرًا، يصبح الخط مائل ومنحني فالبلاغة في البُعد ليْسَت من مكان بعيد، ولكن من مكان عميق قال تعالى:

 

﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27)﴾

 

[ سورة الحج ]

 ما قال: بعيد فالبعد سطحي، أما العمق حجمي ؛ كُرة، فالذي يأتي من أمريكا يسير بِخَط منحني، جرَتْ معركة بين الفرس والروم في غَوْر فلسطين، هكذا تؤكِّد الروايات التاريخيّة ثمّ عن طريق اللّيزر اكْتُشف أنّ أعمق نقطة في الأرض هي غَورُ فلسطين قال تعالى:

 

﴿غُلِبَتْ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)﴾

 

[ سورة الروم ]

 هذا النقطة اكْتُشِفت بعد اكتِشاف اللَّيْزر ! وهناك آية بقي العلماء مئات السِّنين في حَيرة منها، وهي قوله تعالى:

 

﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ(19)بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ(20)﴾

 

[ سورة الرحمن ]

 ما هو البرزخ ؟ هذا البحر الأحمر وذاك المتوسّط، وأين البرزخ ؟ فَمِن خِلال المركبات الفضائيّة وُجِد خطّ بين كلّ بحرين، ثمّ اكْتُشف أنَّ مُكَوِّنات كلّ بحر مستقلّة عن البحر الآخر ملوحته وكثافته وكائناته، وأنّ مياه كلّ بحرٍ لا يُمكن أن تخلِط بِمياه البحر الآخر، ثمّ قيل لا بدّ مِن حاجزٍ بين البحرين يمنعُ تداخل المياه، أما طبيعة هذا الحاجز فغير معروفة إطلاقًا حتى الآن! قال تعالى:

 

﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ(19)بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ(20)﴾

 

[ سورة الرحمن ]

 الأرض تدور حول الشمس هذه حقيقة، ولكنّ هذه الكواكب من يحملها ؟ قال تعالى:

 

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ(2)﴾

 

[ سورة الرعد ]

 فهي بأعمدة لا نراها، ثمّ اكْتُشف أنَّ الأرض مرتبطة مع الشَّمس بقُوَّة جذب تُساوي مليون مليون حبل فولاذي، ثخن كلّ حبلٍ خمسة أمتار ‍! ويقاوم كلّ حبل مليونين طنّ، والخيط الواحد الذي قطره مليمتر واحد من الفولاذ يحمل طنّ
قال تعالى:

 

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ(2)﴾

 

[ سورة الرعد ]

 وقال تعالى:

 

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ(11)وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ(12)﴾

 

[ سورة الطارق ]

 اكْتُشف أنَّ بخار الماء يصعد إلى السماء ثمّ يعود مطرًا، ثمّ اكْتُشف أنّ الأمواج الكهرطيسيَّة ترْسَل إلى الفضاء، وفي الفضاء طبقة اسمها الأثير تردُّها إلى الأرض، ولولا هذه الطَّبقة التي ترد الأمواج إلى الأرض لما كان هناك بثّ إذاعيّ إطلاقًا ! يقولون أحيانًا: حدث اضْطراب في طبقة الأثير وصبحَ الإرسال مُشوَّش، فالسماء ترجع البخار مطرًا وترجِعُ الأمواج الكهرطيسيّة إرسالاً، ثمَّ اكْتُشف أنَّ كلّ كوكبٍ في الكون يتحرَّك على مسار مُغْلق، معنى مسار مغلق أنَّه يرجع إلى مكان انْطِلاقه دائمًا فالصِّفة التي تجمع الكون كلّه قوله تعالى:

 

﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ(11)وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ(12)﴾

 

[ سورة الطارق ]

 والحديث طويل حول الآيات الكونيّة التي أشار القرآن إليها، وسوف نكتشف أشياء أخرى.
قال تعالى:

 

﴿سَنُرِيهِمْ ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 هؤلاء الكافرون، والذين لم يؤمنوا، وأنكروا سوف يرَوْن مِن خِلال العِلم أنَّ حقائق القرآن صادقة وصحيحة، فمثلاً هذه علبة فيها سكر، أنا أقول لك: هذه العلبة فيها سكَّر، فأنت تُصدِّقني لأنَّني عندك صادق، ولكن هناك دليل آخر، افتح العلبة وخذ المسحوق وافْحَصهُ فالذي جاء بالحق والصحابة صدّقوه، أما العلم في المستقبل سيَكْشف أنّ كلّ ما قاله النبي صلى الله عليه وسلّم صحيح، سَنُريهِم ! طبعًا المتكلّم هو الله، والمُخاطب هو النبي والمؤمنون، والحديث عن الذي أنكروا، قال تعالى:

 

﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا﴾

 

[ سورة فصلت ]

 آيات القرآن الكريم التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام مطابقة لآيات الكون، قال تعالى:

 

﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 في المجرَّات، وقالوا أنّ القمر انشَقَّ عن الشمس، وهذه نظريّة فلمَّا ذهب رُوَّاد الفضاء إلى القمر قبل عشرين عامًا تقريبًا اكْتُشف أنَّ طبيعة القمر ليْسَت من طبيعة الأرض ! والحقيقة أنَّ كلّ حقيقة عِلْمِيّة تُكْتَشف سوف تُلقي ضَوءً على آية قرآنيّة، فالأصل هو القرآن، وبعض إخواننا لهم خطأ كبير وهو أنَّهم يفْرحون إذا كان العِلم أيَّد القرآن ! فهو الأصل عنده هو العِلم !! بالعكس يجب أن تفرح للعِلم إن توافقَ مع القرآن، لأنَّه ما لم يتوافق مع القرآن فليس علمًا، هذا كلام الصانع والخالق، قال تعالى:

 

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 مائة وثلاثين مليون عُصيَّة بالشَّبكِيَّة، ومائة وأربعون خليَّة بالدِّماغ اسْتِنادِيَّة وخمسة وثلاثون مليون عُصارة هاضمة بالمعدة، ومائة كيلو متر بالمعدة وخمسة آلاف وظيفة للكبد، وأمعاء الإنسان تتجدَّد كلّ ثمانية وأربعون ساعة ! وأقصر عمر خليّة هي خليّة بطانة الأمعاء، وهي التي تأخذ الغذاء وتجعله في الدم،و أطول عمر خمسة سنوات، معنى ذلك أنَّ الإنسان يتجدَّد كُلِيًّا كلّ خمسة سنوات، الجلد والعضلات والعظم عدا الدِّماغ والقلب فلو كان الدِّماغ يتجدَّد لقال الواحد: كنتُ دكتورًا، ولكنَّني فقدْتُ دماغي ! قال تعالى:

 

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 لماذا ؟! قال تعالى:

 

﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾

 

[ سورة فصلت ]

 الهاء تعود على القرآن، قال تعالى:

 

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ(1)﴾

 

[ سورة الانعام ]

 فالكون آياته في خلقه، والقرآن آياته في كلامه والحوادث آياته في أفعاله ! هناك عالم باليمن اشْتُهر بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، أطْلعوني مرَّة على بحثٍ أجراه، وهو كان طموحًا جدًّا وسافر إلى معظم بلاد العالم ولا يلتقي إلا بِكِبار العلماء، بالجغرافيا والطبّ، ويأتي لهم بأحاديث، فالنبي من ألف وخمسمائة عام يقول: إذا كنتم في أرض فيها طاعون فلا تخرجوا منها ! الدخول إليها واضح، ولكن كيف الخروج ؟! هناك إنسان سليم يحْمل مرضًا، فكيف عرف النبي صلى الله عليه وسلّم أنَّ هذا الإنسان الذي في أرض الطاعون ينبغي أن لا يخرج منها، نَّه ناقل للمرض غير مريض ! وهذا الآن اكْتُشف، نقَّبوا بالرُّبع الخالي، وجدوه صحراء رمال فوق حضارة، وفوق مدن، وفوق بساتين وينابيع، من قال للنبي عليه الصلاة والسلام سَتَعود بلاد العرب مروجًا وأنهارًا ! صدِّقوني أيها الإخوة ممكن أن نتكلّم سنوات في الإعجاز العِلمي ولا ينتهي الحديث، أما هذه الآية فهي تجمع الحقائق كلّها قال تعالى:

 

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 الذي حرَّم الزنا وهو الله، خلق في الفتاة غشاء وهو غشاء البكارة، سلْ أطِبَّاء الأرض ؛ هل لِهذا الغشاء وظيفة فيزيولوجيَّة ؟! له وظيفة اجْتِماعيَّة فقط ! تشتري أحيانًا شريط كاسيت مغلّف بِنايلون، ومختوم، فهذا دليل أنَّ غير مستعمل سابقًا، وكلّ البنات هكذا، فالذي خلق هذا الغشاء في الفتاة ولا يقوم هذا الغشاء بأيّ وظيفة فيزيولوجيّة، ولكن له وظيفة اجتماعيّة وأنَّ هذه الفتاة عذراء ! قال تعالى:

 

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 البروستات في الإنسان تلْتهب في حال عدم الزَّواج، فالذي أمر بالزَّواج جعل هذه الغدَّة خطيرة تلتهب في حال العزوف عن الزواج، والموضوع طويل جدًّا، وكذا الذي أمرك بالصلاة لما يسجد الإنسان بِفِعل الجاذبيَّة الدم ينصبّ على الرأس فتحْتقنُ أوْعِيَة الرأس، ويرتفع ضغط الأوعِيَة في الرأس، ولما يرفع الإنسان فجأةً ينزل الضَّغط، تنشأ حالة اسمها مرونة الشرايين بالدِّماغ ! فالذي أمر بالصلاة هو الله تعالى، وهو الذي أعطى هذه الأوعيّة خواصَّها، وهناك مرض اسمه انقلاب الرَّحِم لا تُصاب به المرأة المسلمة إطلاقًا، ولو سألتَ الطبيب علاج هذا المرض لقال لك: حركات رياضيَّة كالصَّلاة، وسرطان القضيب لا يُعرف بالعالم الإسلامي لأنّ عندنا الخِتان ! فالذي أمر بالخِتان هو الله، قال تعالى:

 

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 والخمر حُرِّمَت في الاتِّحاد السوفياتي قبل أن ينهار ! والإنسان له حقّ إنجاب الأولاد، ولكن بالصِّين يُجبر الزَّوج على أن لا يُنجِبَ أكثر من واحد ! لذا موضوع الآية كبير جدًّا، لا عِلم والحياة والتجارب والخِبرات تؤكِّد أنَّ هذا الدِّين هو الحق، وأنَّه هو الذي سيَغدو في المستقبل قال تعالى:

 

﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ(33)﴾

 

[ سورة التوبة ]

 قال تعالى:

 

﴿أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾

 

[ سورة فصلت ]

 أيْ يشهد لك، فالله تعالى:

 

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(97)﴾

 

(سورة النحل)

 الحياة الطيِّبة التي يَحياها المؤمن هي شهادة الله لآياته، فتأويل القرآن هو الحوادث التي تقع وتؤيِّد القرآن، فالمُرابي يُفلِّس وتُصادر أمواله، وتحرق أمواله، فهذه الأخيرة هي تأويل الآية العملي فأفعال الله تؤيِّد كلامه، قال تعالى:

 

﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾

 

[ سورة فصلت ]

 فيكفي أنَّ الله يشهد للخَلق أنَّ هذا القرآن كلامه من خلال أفعاله ! يتصدَّق الإنسان فتنقص نقوده التي في جَيبِهِ، وما يكاد يرى إلا ويأتيه رِزق عشرة أضعاف ! فهذا الفِعل يؤكِّد أقوال الله، فأفعال الله تدعمُ كلامه.

 

تحميل النص

إخفاء الصور