وضع داكن
23-04-2024
Logo
الدرس : 07 - سورة الزمر - تفسير الآيات 54 - 61 الندم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة الكرام، الآياتُ التي شُرِحت البارحةَ بفضل الله عز وجل لها تتِمَّةٌ، فحينما قال الله تعالى:

﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)﴾

[سورة الزمر]

 أي ؛ يا من أسرفتُم على أنفسكم لا تقنطوا من رحمة الله و في الحديث القدسي عن أنسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ

((قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ))

[رواه الترمذي]

 المشكلة أن تنيبوا،أناب إلى الله رجع إليه و إلى أمره و إلى نهيه و إلى منهجه و رجع إلى ما يرضيه و ترك ما لا يرضيه، و الرجوع إلى الله هو الرجوع إلى منهجه و إلى الصراط المستقيم، قال تعالى:

 

﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)﴾

 

[سورة الزمر]

 و الرجوع في الإقبال إليه، في الحياة اليومية هناك استقامة هذا رجوع إلى منهجه و إلى طاعته في شأن بيته و عمله و تجارته و علاقاته و سفره و إقامته، قال تعالى:

 

﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ﴾

 

[سورة الزمر]

 ومعنى " أن " في اللغة لئلا تقول نفسٌ، قال تعالى:

 

﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾

 

[سورة الزمر]

 أيها الإخوة الكرام، ما من حالةٍ نفسيةٍ أشدُّ إيلاما لصاحبها من شعور الندمِ، الشيءُ بين يديكم متاحٌ لك و بإمكانك أن تصل إليه، فمثلا بيت عُرِض عليك بمائة ألف، و رفضتَه لسبب تافهٍ، و بعد عشر سنوات أصبحتَ بحاجة لهذا البيت و صار ثمنُه ثلاثين مليوناً، فتقول: أنا قلبي محروقٌ كيف ذهب البيتٌ عني، و أحيانا الإنسان يفرِّط في زوجةٍ بسبب طارئٍ طلَّقها وهي جيِّدة جدًّا ؛ أخلاق و دين و جمالٌ، فتشرَّد الأولاد و انحرفوا وتزوج الثانية و ما أعجبته، فيقول: أنا قلبي محروق كيف طلَّقتها، هذا ندم في الدنيا، و الموتُ ينهي فقر الفقير وغنى الغنيِّ و صحة الصحيح و مرض المريض، و الموت ينهي كلَّ شيءٍ، أما الأبد فإلى أبد الآبدين، قال تعالى:

 

﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾

 

[سورة الزمر]

 و قال تعالى:

 

﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27)يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا(29)﴾

 

[سورة الفرقان]

 لا توجدُ حالةٌ نفسيةٌ تردُّ النفسَ و تؤلمها مثل الندم، و الشيءُ المستحيل لا تندم عليه، أما أنت فتندم على ما بين يديك و على ما في متناول يديك و على ما أنت قادرٌ عليه، فإذا لم تصعد إلى الفضاء الخارجي هل تندم ؟ لا، ليس لك المؤهِّلات و لا الإمكانات، وهو شيءُ فوق طاقتك، فلا تندم إلا على ما هو بين يديك متمكِّن منه قادر عليه، قال تعالى:

 

﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ(42)﴾

 

[سورة القلم]

 قال تعالى:

 

﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾

 

[سورة الزمر]

 ومعظم الناس هم على حالة لا ترضي اللهَ، و حتى يتوازن همًّه الأولُ السُّخريةُ من أهل الدين، و التعليق على تصرفاتهم و انتقاد مواقفهم، حينئذٍ يرتاح، أما لو عرف الطريق المستقيمَ و الناسَ الملتزمين و الناجحين مع ربِّهم يختلُّ توازُنُه، أما حتى يستعيد توازنَه المنهارَ يطعن في أهل الحقِّ، قال تعالى:

 

﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾

 

[سورة الزمر]

 قلتُ لكم منذ يومين أنه معقول أن الله تعالى يقول:

 

﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾

 

[سورة الزمر]

 :قال تعالى:

 

﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4(﴾

 

 

[سورة التحريم]

 إذا انتقدت لامرأةٌ ملِكًا هل من المعقولِ أن يستنفر خمسَ فرق من الجيشِ و سلاح الطيران و البحرية و الشرطة و الأمن ؟ فما معنى الآية؟

 

﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)﴾

 

[سورة التحريم]

 زوجتا النبيِّ قال تعالى:

 

﴿فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)﴾

 

[سورة التحريم]

 معقول هذا الاستنفار كلُّه من أجل امرأةٍ، المعنى الذي أراده اللهُ أن الإنسانَ قبل أن يتحرَّك ليطفئَ نور الله و ليعادي أولياء الله لابد أن يحسب الحساب، لأن هذا المؤمنَ يدافع الله عنه و جبريل و صالح المؤمنين و الملائكة أجمعين، مثلما أن الإنسان لا يستطيع أن يقترب من الشرطي، لأن وراءه وزير الداخلية، فإذا فكَّرت في أحد أولياء الله و أن تجعله مضغةً في الأفواهِ فكِّرْ، لا تقترب إلى المناطق الخطيرة، دعك وهؤلاء الذين نذروا أنفسهم للدعوة إلى الله، و الذي لا يخطئُ هو رسول الله و معه شخصٌ ثانٍ هو الذي لا يعمل، لا دعا إلى الله و لا أمر بالمعروف و لا خدم المسجد، و قعد وصِيًّا على الناس، و من أنت حتى تكون وصيًّا على الناس، الذي لا يعمل يخطَئُ ؛ هذا معنى ثانٍ، قال تعالى:

 

﴿أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)﴾

 

[سورة الزمر]

 وهذه المشكلة التي يصفها اللهُ عز وجل أن الإنسانَ لمَّا يهتدي يقول: أنا اهتديتُ، أما إذا ضلَّ قال: هكذا الله كتب عليَّ لماذا في أمور الضلال و المعاصي و الآثام تعزوها إلى الله، قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(28)﴾

 

[سورة الأعراف]

 لا يُعقل أن تُعزى الحسناتُ إلى الإنسان و السيِّئاتُ إلى الله تعالى، هنا قال تعالى:

 

﴿أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)﴾

 

[سورة الزمر]

 واللهُ هداك، و الكونُ فيه هدًى و الأنبياءُ فيهم الهدى و الكتابُ فيه الهدى، و كلُّ شيء في الكون ينطق بالهدى، فالله هداك و بقيَت الاستجابة، قال تعالى:

 

﴿أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)﴾

 

[سورة الزمر]

 و قال تعالى:

 

﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِي(99)لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(100)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 أيها الإخوة الكرام نحن مُحاطون بآياتٍ لا تُعدُّ و لا تُحصَى، آيات كونية و آيات قرآنية و آيات تكوينية، فأفعالُ الله آياتُه التكوينيةُ و خلقُه آياتُه الكونيةُ و كلامُه آياتُه القرآنية، و كلًّ ما خلق الله تعالى يدلُّ على وجوده و على كماله و على وحدانيته، و كل!ُّ كلامه يدلٌُّ على وحدانيته و كلُّ أفعاله تدلُّ على وحدانيته، قال تعالى:

 

﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)﴾

 

[سورة الزمر]

 من الكذب على الله أن تقول حينما تفعل الفاحشةَ: إن الله أمرني بها، وإن الله كتبها عليَّ، و العوام يقولون: طاقاتٌ معدودةٌ في أماكنَ محدودة، و لا تعترض فتترض، و كلٌّ شغلُ سيِّدك،هذا كلُّه باطلٌ لا أساس له، قال تعالى:

 

﴿قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(28)﴾

 

[سورة الأعراف]

 و قال تعالى:

 

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ(148)﴾

 

[سورة الأنعام]

 قال تعالى:

 

﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)﴾

 

[سورة الزمر]

 هذا الوضعُ العصيبُ المُخيفُ الرهيبُ ؛ حسابٌ دقيقٌ و نارٌ مستعرةٌ، و المؤمنون وحدهم الناجون، قال تعالى:

 

﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)﴾

 

[سورة الزمر]

 اتقوا ؛ أي اتقوا سخطَه و غضبه و أن يبتعدوا عنه، قال تعالى:

 

﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)﴾

 

[سورة الزمر]

 لذلك الفوزُ كلُّ الفوزِ و النجاحُ كلُّ النجاحِ أن تكون في هذا اليوم العصيبِ من الفائزين، و إن غدا لناظره قريبٌ، و كلُّ متوَقَّعٍ آتٍ و كلُّ آتٍ قريبٌ، و الإنسانُ بين عشيةٍ و ضحاها و بين التفالتةٍ أو سواها يصبح من أهل القبور، كان شخصًا ماءَ السمع و البصر فصار خبرا على الجدرانِ، واعلموا أن ملَك الموت قد تخطَّانا لغيرنا و سيتخطَّى غيرَنا إلينا، فلنتَّخِذْ حِذرَنا، فالبطولةُ أن تصل إلى هذه الساعة الحرجةِ و أنت من الفائزين، و الفوزُ بيدك، و الندمُ أساسيُه الشيءُ المُستطاعُ، و أنت لا تندم على المستحيل عليك، فلذلك قال تعالى:

 

﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾

 

[سورة الزمر]

 أو لئلا تعزُوَ ذنبَها حينما يختلُّ توازُنها إلى الله أو لئلا تطلبَ الكَرَّةَ الثانيةَ، قال تعالى:

 

﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)﴾

 

[سورة الزمر]

 وقال تعالى:

 

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ(148)﴾

 

[سورة الأنعام]

 هذا كذبٌ، و تخرصون ؛ أي تكذبون، و حينما تعزو أخطاءك إلى الله أو إلى القضاء و القدر أو أنها مكتوبةٌ عليك قبل أن تُخلَق، هذا افتراءٌ على الله و هذا أشدّ‍ُ أنواع الكذبِ.
قال تعالى:

 

﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)﴾

 

[سورة الزمر]

 عرفوا ربَّهم في الدنيا و استقاموا على أمره واتقوا أن يعصوه فنجَّاهم اللهُ عز وجل، قال تعالى:

 

﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)﴾

 

[سورة الزمر]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور