وضع داكن
25-04-2024
Logo
الدرس : 04 - سورة الزمر - تفسير الآية 8 كلَّ شيءٍ ورد في القرآن الكريم له صفةُ الديمومةُ.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيُّها الإخوة الكرام، في القرآن الكريم نماذجُ بشريةٌ متكرِّرةٌ، ما وردتْ في كتاب الله الذي هو قرآنٌ يُتعبَّد بتلاوته إلى يوم القيامةِ، إلا أن هذه النماذجُ نجدها في كلِّ عصرٍ، يجب أن نعلم علم اليقين أن كلَّ شيءٍ ورد في القرآن الكريم له صفةُ الديمومةُ، القرآنُ الكريم ليس كتابَ تاريخٍ و إنما هو كتابُ هدايةٍ و رشادٍ، فالنموذجُ البشري الذي في كتاب الله نموذجٌ متكرِّرٌ، يمكن أن نستفيد من وصفه سلبًا أو إيجابًا، فالله تعالى يقول:

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

[سورة الزمر]

الإنسانُ حيثما وردتْ هذه الكلمةُ معرَّفةً بـ "أل" تعني الإنسانَ قبلَ أن يهتديَ، و قبل أن يتصل بالله و قبل أن يعرف اللهَ، و قبل أن يصطبغ بصبغة اللهِ، قال تعالى:

﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا(19)إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا(20)وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا(21)إِلَّا الْمُصَلِّينَ(22)الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ(23)وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24)لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(25)وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ(26)﴾

[سورة المعارج]

 فالمصلي مستثنًى، قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

 

[سورة الزمر]

 الإنسان الذي لم يعرف اللهَ يعرفه بفطرته، لذلك طائرةٌ تحلِّق في الأجواءِ عليها خبراءٌ يؤمنون بأنه لا إله، فدخلتْ في سحابةٍ مكهربةٍ فكانت قاب قوسين أو أدنى أن تقع على الأرض، فما كان من هؤلاء الخبراء الذين يؤمنون أنه لا إله إلا أنهم تضرعوا إلى الله و سألوه النجاةَ هذا إيمانُ الفطرةِ، فإذا أصابتْ الإنسانَ مصيبةٌ، فقال: يا ربي، فلا يحسبْ نفسَه مؤمنا، المؤمنُ في الرخاءِ، و أنت صحيحٌ مُعافى، و المالُ بين يديك و لك بيتٌ و لك زوجةٌ و أولادٌ و لم عملٌ و لك مكانة و أنت في أعلى درجات النجاح
إيمانُك يقتضي أن تكون عبدا لله، أما عند الشِّدَِّة فالناسُ جميعا من دون استثناءٍ، قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

 

[سورة الزمر]

 لعوامُ يروون قصةً طريفةً،أن بائعَ التماري يقول: يا كريم إذا الفرشُ مملوءٌ بالبضاعةِ، فإذا باع البضاعةَ سكتَ، متى يا كريم ؟‍! إذا كان فوق رأسه بضاعةٌ، هذا شأنُ الإنسان الجاهل، شأن الإنسان الذي لا يعرف اللهَ، و عند الضرورةِ بفطرته يلجأ إلى الله، قال تعالى

 

﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾

 

[سورة الزمر]

 الحرارةُ 41درجة، التشخيص التهاب سحايا، الخطرُ 90/100، يا ربُّ، يصلي و يدعو و يبتهل، و لما شُفِيَ الطفلُ، يُقالُ: الطبيبُ الفلاني لا يُوجدُ مثلُه، هو الذي أعطانا الدواءَ و تمَّ الشفاءُ على يديه، و نسيَ أن الله عز وجل هو الذي شفاه، قال تعالى

 

﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾

 

[سورة الزمر]

 يقول: خبرات و جهدٌ مُضْنِي حتى حصَّلتُ على هذه المكانةِ، و تعبُ دؤوبٌ و خبراتٌ متراكمةٌ، قال تعالى:

 

﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾

 

(سورة القصص)

بسب خبراتي و جهدي الدؤوبُ، و ينسى فضلَ الله عليه، مع أن الغنسانَ لو تجمَّدتْ قطرةُ دمٍ في أحد أوعية الدماغِ لفقد ذاكرتَه، و ما عرف أولادَه، و لفقدَ حركتَه، قال تعالى

﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾

[سورة الزمر]

 يرى أن فلانا يعطِي و يمنع و يغضب و يخفض و يرفع و يقرِّب و يبعِّد و يغني و يُفقِر و يعذِّب، و تعلُّقه بالأشخاص لا بالواحد الديَّان، و المؤمن تعلُّقه بالله، أما غيرُ المؤمن تعلُّقه بالأشخاص، قال تعالى:

 

﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾

 

[سورة الزمر]

 هناك يرون أن العالَم كلَّه بيدِ شخصٍ واحدٍ فإذا رضي عن بلدٍ سلمتْ و إن غضب قاطعَنا اقتصادية و منع الطيرانَ، و هو يتوهَّم أن هذا بيد فلانٍ، هذا هو الشركُ، قال تعالى

 

﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾

 

[سورة الزمر]

 بدلَ أن يوجِّه الناسَ إلى الله و إلى معرفة الله و إلى توحيد الله و إلى الاعتماد على الله و إلى الطلب من الله يوجِّههُم إلى زيدٍ، كأن يقول: البلدُ الفلاني إن كان مع بلدٍ آخرَ، فهذا البلدُ سعِد، و إن كانتْ ضدَّه شقيَ، هذا يُقال في شكلٍ رسميٍّ، فأين الله ؟ نسيَ اللهَ، قال تعالى:

 

﴿قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

 

[سورة الزمر]

 دقِّقوا الآنَ ؛ هذا الإنسانُ أصابه ضرٌّ فدعا ربَّه منيبا إليه، قال تعالى:

 

﴿قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

 

[سورة الزمر]

 " فهو عند الله كافرٌ، أتحبُّون دليلا أقوى ؟ الآية الكريمةُ، قال تعالى

 

﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ(54)﴾

 

[سورة التوبة]

 يصلي و يدفع زكاةَ ماله وهو عند الله كافرٌ، قال تعالى:

 

﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ(54)﴾

 

(سورة التوبة)

 معنى ذلك أن الكفرَ إعراضٌ، و ليسَ إنكارًا، أعرض عن الله و عن منهجه و لم يعبأ بأمره و لا نهيه، معترِفٌ بوجوده و عند الضرورة يدعوه، أرأيتَ إلى هذا النموذج ؟! قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

 

[سورة الزمر]

 لذلك الإنسانُ لا ينبغي أن يغترَّ بتقييم نفسِه له، يجب لان يُقيِّمه القرآنُ، قال تعالى:

 

﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ(44)﴾

 

[سورة الزخرف]

 مرَّةً أحدُ العلماء قرأ الآيةَ الكريمةَ، قال تعالى:

 

﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(10)﴾

 

[سورة الأنبياء]

 قال: و اللهِ لا بدَّ أن أبحث عن مكاني في القرآن الكريم، قال تعالى:

 

﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ(17)﴾

 

[سورة الذاريات]

 قال: لستُ هناك، و ذكر الآياتِ، فلم يجد فسَه لا مع هؤلاء و لا مع هؤلاء، أنا مع الذين خلطوا عملا صالح آخر سيِّئا فأرجو اللهَ أن يعفوَ عني، فأنت يجب أن تعرف أين أنت في كتاب اللهِ، و على أيِّ نموذجٍ، الناسُ نماذجُ، هذا الإنسانُ مسَّه الضرُّ قال تعالى

 

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

 

[سورة الزمر]

 معنى ذلك ؛ لو أن أستاذا يقف أمام الطلاب وهو ملءُ السمع و البصر ضخمُ الجثَّة واضح النبراتِ يدرِّس و يحرك يديه و الدرسُ واضحٌ جدا و طالبٌ ينشغِل عن كلِّ هذا المدرِّسِ و عن درسِه و عن علمه و تعليقاته و حِكمه، يعبث بالقلم الورقةِ، نقول: هذا الطالبُ كافرٌ بالمدرِّسِ، هل معنى ذلك أنه ينكر وجودَه ؟ لا، يعرِض عنه، و الكفرُ تكذيبٌ و إعراضٌ، و الإيمانُ تصديقٌ و إقبالٌ، صدَّق بوجود الله و بوحدانيته و كماله فأقبل عليه، و الكافرُ كذَّب بأحقِّية هذا الدينِ و بفرضية الأوامرِ و بصلاحية الدين لكلِّ مكانٍ و زمانٍ، أعرض عنها، فقد جد إنسانًا مسلما يرتاد المساجدَ و لكن لا يُدخِل الدينَ في حساباته، نمطُه غربيٌّ و تعاملُه غربيٌّ و مبادئُه غربيةٌ، و الحياة هي كلُّ شيءٍ، و لا يُدخِل الموتَ في حسابه إطلاقا، يموت بموت الحياة كما هي عند الكفارِ، فهذا عند الله كافرٌ، الكافرُ هو الذي يُكذِّب و يعرضُ، و المؤمنُ هو الذي يصدِّق و يقدِم، و الآيةُ دقيقةٌ جدًّا، وهذا نموذجٌ بشريٌّ، فهذا يعبد اللهَ على حرفٍ، كما قال تعالى:

 

﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(11)﴾

 

(سورة الحج)

 قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ﴾

 

[سورة الزمر]

 و ليس ذلك خطأً، إذا مسَّ الإنسانَ الضُّرُّ أن تدعوَ اللهَ، و لكنَّ الخطأَ أن اللهَ حينما يستجيب لك و يزيح عنك هذا الضُّرُّ إيَّاك أن تعزوَ هذا إلى غيرِ اللهِ، و حينما تعاهد اللهَ على التوبةِ و أنت في الضرِّ ليس خطأً هذا، بل الخطأُ أن تنتكِس بعد أن يُزاح عنك الضرُّ، قال تعالى:"

 

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

 

 

[سورة الزمر]

 لذلك أن أقول، اللهم صُنْ وجوهنَا باليسارِ، و لا تبذلْها بالإقتارِ، فنسأل شرَّ خلقِك، و نُبيلَى بحمدِ من أعطى وذمِّ من منع، المعطي و المانِع هو اللهُ، و أنت من فوقهم ولِيُّ العطاءِ، و بيدك وحدك خزائنُ الأرض و السماء
من علامات التوحيد أن لا تحقد على الناسِ لشيءٍ منعه اللهُ عنك، و لا تمدحهم على شيءٍ أعطاك اللهُ إيَّاه، و إن فضلُ الله لا يجُرُّه حِرصُ حريصٍ و لا يدفعه كراهةُ كارهٍ، هذا هو التوحيد، قال تعالى:

 

﴿وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

 

[سورة الزمر]

 هذا النموذج متكرِّرٌ و موجود، أما الشيءُ الغريبُ أنه يصلي و يدعو ربَّه عند الشدَّةِ و لكنَّه بعد الرخاءِ يشرك و يتخِذ لله أندادا و يضل عن سبيل الله و يُبعِد الناسَ عن طريق الحقِّ، قال تعالى:

 

﴿وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

 

[سورة الزمر]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور