وضع داكن
20-04-2024
Logo
الدرس : 2 - سورة الأنعام - تفسير الآيات 74-82 ، لماذا يعصي المسلم ربه ؟
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

عبادة التفكر :

 أيها الأخوة الكرام ؛ قد يسأل أحد هذا السؤال : لماذا يعصي المسلم ربه ؟ مع أن الأوامر معروفة ، الحلال بين ، والحرام بين ، ولا جهل في بلد الإسلام ، ما من مسلم إلا ويحضر مئات الخطب ، فالحلال بين ، والحرام بين ، فلماذا يعصي المسلم ربه ؟ أغلب الظن أن الإنسان حينما لا يعرف الله عز وجل ، و يعرف أمره لا يطبق أمره .
 فهناك فرق كبير بين معرفة الله ، ومعرفة أمره ، معرفة الأمر يحتاج إلى مدارسة ، أي إنسان في رأسه عقل يقرأ كتب الفقه ، فيعرف أن هذا حلال ، وهذا حرام ، وهذا واجب ، وهذا مباح ، وهذا مكروه ، وهذا مندوب ، وهذا مكروه كراهة تحريمية ، وذاك مكروه كراهة تنزيهية .
لكن لماذا لا يطبق المسلم أمر الله عز وجل ؟ لأن في حياته نقصاً في عبادة فريدة قلّما يلتفت المسلمون إليها ، إنها عبادة التفكر .
 هو يعرف الأمر ولا يعرف الآمر ، يعرف الحكم الشرعي ، ولا يعرف الذي أنزل هذا الحكم الشرعي .

قصة من سورة الأنعام تبين عبادة التفكر :

 إليكم هذه القصة من سورة الأنعام تبين عبادة التفكر ، وقبل أن نمهد لهذه القصة ، لو أن جندياً في قطعة عسكرية تلقى أمراً من عريف سبعة ، قد لا يعبأ بهذا الأمر ، كلما علت الرتبة اهتم بالأمر ، فحينما لا تهتم بأمر الله فهذا دليل أنك لا تعرفه ، عليك أن تتعرف إلى الله ، فإذا عرفت عظمة الله عز وجل ، وعرفت ما عنده من إكرام إذا أطعته ، وعرفت ما عنده من عقاب إذا عصيته ، عندئذٍ تبادر إلى أمره ، إذاً قيمة الأمر من قيمة الآمر .

﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ *﴾

[سورة الأنعام : 74-82]

 سيدنا إبراهيم نظر إلى هذه الأصنام ، أيعقل أن أنحت حجراً بيدي وأنزع الأزميل عن رأسه ثم أقف بين يده متأدباً ؟ بعض القبائل كانت تعبد رباً من تمر ، فلما جاعت أكلته ، فقالوا : أكلت ودٌ ربها ، بعضهم رأى ثعباناً يبول على رأس صنم ، قال :

أربٌ يبول الثعلبان برأسه قد  ضل من بالت عليه الثعالب
***

 سيدنا إبراهيم ، قطعة حجر منحوتة نعبدها ؟!

﴿أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾

 أي أن الإنسان إذا طلب الحقيقة صادقاً أراه الله إياها ، إذا طلبت الحقيقة بصدق أراك الله إياها . قال :

﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً﴾

  كوكب متألق .

﴿قَالَ هَذَا رَبِّي﴾

 معقول صنم من حجر نحته الإنسان يعبده من دون الله ؟ فلما

﴿رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴾

  مادام هذا النجم أفل ، من يرعى الكون في غيبته ؟ إذاً ليس رباً . ما معنى ذلك؟ هناك نشاط فكري ، هناك سؤال ، طرح فرضية ، امتحان فرضية .

﴿فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي﴾

 هذا أكبر .

﴿فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ﴾

 شعر أن هذا كله يأفل ويذهب ، هذا كله مخلوقات .

﴿فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾

 هذه المحاكمة الفكرية ينبغي أن يجريها المسلم ، ينبغي أن يبني إيمانه على نظر ، وعلى بحث ، وعلى درس ، وعلى سؤال ، وعلى جواب ، وعلى تفكر ، لأنه كلما عرفت الآمر انطلقت إلى تنفيذ أمره ، وكلما ضعفت قيمة الآمر عندك حاولت أن تتفلت من أمره .
 يقول الله عز وجل على لسان سيدنا إبراهيم :

﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ ﴾

 هؤلاء الأصنام الأقوياء الأشرار ، هؤلاء لا أخافهم :

﴿ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً﴾

 هذه القوى الشريرة ، هذه لو سمح الله لها تصل إليك ، هذا موقف المسلم ، قد يجد إنساناً شريراً ، إنساناً مخيفاً ، نام في البرية ، وهناك أفعى ، وعقرب ، وحيوانات مفترسة ، وأمراض وبيلة ، وجراثيم ، وفيروسات ، الحياة كلها أخطار ، هذه الأخطار بيد الله ، لأن الله عز وجل يقول :

﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾

[سورة الزمر: 62]

 بيده الخلق والأمر قال :

﴿وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً﴾

 إلا إذا أذن الله أن يصل هؤلاء إليّ .

﴿وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

.

نعمة الأمن لا تعدلها نعمة على الإطلاق :

 أخواننا الكرام ؛ نعمة الأمن لا تعدلها نعمة على الإطلاق ، وهذه النعمة لا يعرفها إلا المؤمن حصراً ، فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ، جاء الجواب : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون .
 إذا أردت أن تنعم بنعمة الأمن ، وهذه النعمة والله يفتقر إليها الأقوياء والأغنياء والأثرياء والمتسلطون والجبابرة ، لأن الله عز وجل يقول :

﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ﴾

[ سورة آل عمران: 151 ]

 لمجرد أن تشرك يقذف الله في قلب الإنسان الرعب .

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾

[ سورة الشعراء : 213 ]

 إذاً نعمة الأمن ، الأمن بالمناسبة ليس ألا تقع مصيبة ، لا ! هذه السلامة ، نعمة الأمن ألا تتوقع المصيبة ، وفرق كبير بين عدم وقوع مصيبة وبين عدم توقعها ، لأنك من خوف الفقر في فقر ، ومن خوف المرض في مرض ، وتوقع المصيبة مصيبة أكبر منها ، وهذا الذي يخاف المرض الخبيث والأزمة القلبية ، الآن يوجد أمراض قلب وبيلة سببها - قد تستغربون - الخوف من أمراض القلب ، الخوف من أمراض القلب يسبب مرضاً في القلب ، قلق ، هناك أمراض خبيثة ، سببها الخوف من الأمراض الخبيثة ، الخوف والقلق يضعف جهاز المناعة لدى الإنسان ، وإذا ضعف جهاز المناعة نمت الخلايا نمواً عشوائياً فكان المرض الخبيث ، لذلك نعمة الأمن أعظم نعمة يتمتع بها المؤمن ، أمره كله بيد الله ، والله يرى ويسمع ، وقدير وعليم ، وغني وعادل ، ورحيم وقدير ولطيف ، لا يحتاج إلى قسم ، ولا إلى بيان ، ولا إلى وثيقة ، ولا إلى شهود، هو يعلم .

﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً﴾

[ سورة الفرقان : 31 ]

﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾

[ سورة آل عمران: 173 ]

 يقول الله عز وجل :

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

  جاء الجواب:

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

.

من تفكر في خلق السماوات والأرض ازدادت معرفته بالله :

 أخواننا الكرام ؛ ربنا عز وجل تعامله مع الناس واضح جداً ، أتريد نعمة الأمن ؟ ثمنها واضح ، ثمنها أن تؤمن وألا تظلم ، لا زوجة ، ولا ولد ، ولا جار ، ولا زبون أبداً ، كن منصفاً في كل شيء ، إياك أن تظلم ، آمن ولا تظلم ، تنال نعمة الأمن ،

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

  هذه الآيات .
 الإنسان لابد له من تفكر في خلق السماوات والأرض ، لابد له من وقفة من حين إلى آخر ، قد تكون هذه الوقفة بعد صلاة الفجر ، في ساعة تأمل ، في وقت فراغ ، تركب سيارة ، جالس بالبيت وحدك ، فكر في نعمة الطعام والشراب ، نعمة الأمن ، نعمة الأولاد ، في هذه العين، في هذا اللسان ، في هذا الشعر ، كلما تفكرت في ملكوت السماوات والأرض ازداد حجم معرفتك بالله ، وكلما ازداد حجم معرفتك بالله ازدادت خشيتك له .

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

[ سورة فاطر : 28 ]

 أريتم أيها الأخوة لماذا يعصي المسلم ربه ؟ لأنه يعرف الأمر ، ولا يعرف الآمر ، لأنه فكر في الحكم الشرعي ولم يفكر في ملكوت السماوات والأرض .

من ازداد معرفة بالله ازداد خشية له :

 إذاً في هذه الآيات من سورة الأنعام والتي تبدأ بالآية الرابعة والسبعين ، في هذه الآيات إشارة إلى عبادة التفكر التي هي من دون شك أرقى العبادات .

﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾

[ سورة القدر : 2-3 ]

 ألف شهر ثمانون عاماً ، ثمانون عاماً تعبد الله صائماً ومصلياً ، قائماً ، منفقاً ، حاجاً ، معتمراً ، لحظة تفكر في ملكوت السماوات والأرض يزداد حجم معرفتك بالله عز وجل ، هذه اللحظة خير من ألف شهر . قال تعالى :

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ﴾

[ سورة الزمر : 67 ]

 الإنسان عندما يكون جندياً أمام لواء ، يقول له : ازحف في الوقت نفسه ينبطح ، قبل أن تأتي الحروف البقية ، أما إذا قال له عريف فلا يسمع كلامه ، القاعدة : قيمة الأمر من قيمة الآمر .

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

  فالإنسان يشرب كأس ماء يفكر فيه ، أكل رغيف خبز يفكر فيه ، كأس حليب يفكر فيه ، أو ابنه أمامه ، يعرف أنه كان نقطة ماء ، ثلاثمئة مليون حوين يقذفها الرجل باللقاء الزوجي ، من حوين واحد مع بويضة واحدة مع عشرة آلاف انقسام بالطريق إلى الرحم ، ثم تغرز هذه البويضة بالرحم ، ويتشكل الدماغ والعمود الفقري واللحم، كيف صار هذا الطفل ؟ يأكل ، ويشرب ، ويبكي ، ويضحك ، ويتثاءب ، ويعطس ، ويطلب ، ويتكلم .
 ابنك آية من آيات الله الدالة على عظمته ، لا تعرف ماذا يوجد في جسمك ، أخونا القصاب عنده لحم ، الله جعل الخروف مثل الإنسان ، انظر إلى الكبد ، إلى الكليتين ، إلى الأمعاء ، العضلات ، العظام ، الأربطة ، إذا شخص وقف عند قصاب ، يعرف كل شي عن جسم الإنسان ، لحكمة بالغة جعل طعامك اليومي من حيوان مشكل وفق تشكيل الإنسان ، فيه جمجمة ، فيه دماغ ، فيه أعصاب ، فيه أوردة ، فيه شرايين ، وفيه قلب .
 أنا مرة أحضر ابني قلباً للبيت ، قلب خروف ، قبل أن نأكله ، شرحناه ، هذا الدسام، الأوردة ، البطين ، الأذين ، شيء عظيم جداً . فكلما ازدادت معرفتك بالله تزداد الخشية .
 آيات اليوم دعوة للتفكر في خلق السماوات والأرض ليزداد حجم معرفتك بالله ، وبالتالي لتزداد خشيتك له .
 والشيء الثاني الأمن أعظم نعمة على الإطلاق ، ثمنها الإيمان وعدم الظلم

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

 والأمن ليس عدم وقوع المصيبة بل هو عدم توقع المصيبة .

تحميل النص

إخفاء الصور