وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 021 - الحمام الزاجل والجريمة المروعة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين

اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

 

ما هي القدرات الجسمية التي يتمتع بها الحمام الزاجل ؟

أيها الأخوة المؤمنون, قرأت كلمةً وقفت عندها، أن الأمير نور الدين الشهيد استخدم البريد الجوي، حينما كان أميراً على بلاد الشام، ومصر، أي بريدٍ؟ إنه الحمام الزاجل، وقد قال العلماء: إن من الحمام الزاجل، ما يزيد عن خمسمئة نوع وأن هذا الحمام الزاجل، أو حمام الرسائل، يمتاز بحدة الذكاء، والقدرة الفائقة على الطيران، والغريزة القوية التي يهتدي بها إلى هدفه وموطنه، وهو حيوانٌ مستأنسٌ, أليف، قال ربنا عزَّ وجل:

﴿وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ﴾

[سورة يس الآية: 72]

من ذلل هذا الطير؟ من جعله حاد الذكاء؟ من جعله مستأنساً، يألف الإنسان, ويخدمه، وهو مسخرٌ له؟ .

 

كم تقدر المسافة التي يقطعها الحمام الزاجل في الطيران ؟

أيها الأخوة الأكارم, إن هذا الطير يقطع مسافة ألف كيلو متر من دون توقف في طيرانٍ مستمر، أي أن سرعته في الساعة ستون كيلو متر  ويعطي هذا الحمام الزاجل سنوياً تسعة أزواجٍ من الزغاليل، هذا عطاؤنا، يعينك على نقل رسائلك عبر الآفاق، ويهتدي إلى إيصالها بسرعةٍ فائقة ، بالقياس إلى ذلك الزمان، وفوق هذا وذاك، يعطيك تسعة أزواجٍ من الزغاليل كل عام .

ما هو الأمر الذي احتار به العلماء, وأين كان ينقش نور الدين اسم السلطان ؟

العلماء في حيرةٍ، كيف يهتدي هذا الحمام إلى هدفه؟ بعضهم قال: إن له قوة إبصارٍ عجيبة، يفوق بها الإنسان أضعاف المرات، وبعضهم قال: إنه يدرك بفطرته الاتجاهات في الأرض، وإنها مزروعةٌ مع غرائزه، وبعضهم قال: إنه يتحسس خطوط القوة المغناطيسية في الأرض، وبها يهتدي إلى هدفه .
على كلٍ؛ استخدم السلطان نور الدين الحمام لنقل رسائله بين دمشق والقاهرة، كان البريد ينقل عن طريق الحمام، وكان اسم السلطان ينقش على منقار هذا الحمام، وكان له ورقٌ خاص، يحمله لينقل به الرسائل، ذا وزنٍ خفيفٍ نسبياً، وكان هذا السلطان يستخدم ألفي حمام لنقل الرسائل بينه وبين عماله في الأمصار .أيها الأخوة المؤمنون, هذا من آيات الله، هذا من آيات الله الدالة على عظمته، والكون كما قلت قبل قليل: إنما هو تجسيدٌ لعظمة الله سبحانه وتعالى .
  نبأ محزن :

أيها الأخوة, وردنا أنه بمناسبة الجريمة النكراء التي وقعت يوم الخميس قبل الماضي، في مدخل دمشق الشمالي، أن هؤلاء الذين خططوا لها ونفذوها، لا يحملون بين جوانحهم أية ذرةٍ من الشعور الإنساني، أو الوطني، أو الديني، لأنه إنما يذهب ضحية أعمالهم, أناسٌ أبرياء من رجالٍ، ونساءٍ، وأطفال، كان يرتجى منهم بناء وطنهم، وخدمة أمتهم، ورعاية أهليهم وذويهم، فهل بين المسلمين، مسلمٌ واحدٌ، لا يستنكر مثل هذه الأعمال، ولا يدينها ويدين فاعلها, وهل من بين المسلمين، مسلمٌ واحد، لم يتألم أشدَّ الألم، ولم يتفطر قلبه لهذه الجريمة المروعة, وكيف حال من كان لهم ضحيةٌ من زوجٍ، أو طفلٍ، أو أخٍ؟ قال تعالى:

﴿مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً﴾

[سورة المائدة الآية: 32]

تحميل النص

إخفاء الصور