وضع داكن
20-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 317 - مرض الاعتلال الدماغي.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

ما هي الجهة الصانعة التي ينبغي أن نتبع أوامرها ؟

 أيها الأخوة الكرام, الجهة الصانعة هي وحدها، ينبغي أن تتبع تعليماتها، في استعمال الآلة، وصيانتها، وفي تحسين مردودها، لأنها الخبيرة بما تصنع, قال تعالى:

﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾

[سورة فاطر الآية: 14]

 والعبادة أيها الأخوة, في جوهرها انقيادٌ طوعيٌ، واتباعٌ تفصيليٌ، لمنهج الله، خالق الناس، ورب الناس، وإله الناس، وهذا المنهج، منهج الله عزَّ وجلَّ، مرتبطٌ أشدَّ الارتباط بسنن الخلق، وقوانين الكون، فالعلاقة بين الأمر الإلهي ونتائجه، وبين النهي ونتائجه, علاقةٌ علمية ، أي علاقةُ سببٍ بنتيجة .

ما هو المرض الذي أصيب به البقر حينما تلاعب بعض الناس في موازين الطبيعة ؟

 من بنود هذا المنهج: أنَّ الله جلَّ جلاله، حرمَّ تحريماً مطلقاً تناول لحم الميتة والدم، فلما أطعم البقر في بلادٍ أخرى، أطعمت الدماء، ولحوم الجيف، مسحوقةً ومجففة، أصيبت بمرضٍ خطيرٍ في دماغها، اسمه الاعتلال الدماغي الإسفنجي .
 أعراض هذا المرض في بني البشر وفي البقر:
 من أبرز أعراضه: عدم التحكم العصبي، والسلوك العدواني، لذلك سمي هذا المرض اختصاراً بجنون البقر، والأخطر من هذا، أنَّ هناك احتمالاً كبيراً، انطلق من حالاتٍ عدة، يعكف الباحثون على دراستها، بغية التحقق من انتقال المرض من البقر إلى البشر، عن طريق تناول اللحوم المصابة، ودهونها، وشحومها، ومسحوق عظامها، ومنتجاتها، وألبانها، وأحشائها ، ومخلفاتها، والأعلاف المصنوعة منها، ومواد التجميل المحضرة من دهونها .
 ومن أبرز أعراض هذا المرض في بني البشر، قلقٌ, واكتئاب, وفقدانٌ للذاكرة، وفقد التناسق العضلي، وفقد التوازن الحركي، والعمى، وفقد النطق، ثمَّ الوفاة بعد عامٍ من ظهور هذه الأعراض .

مسببات هذا المرض:

 العوامل المسببة لهذا المرض، بالغة الصغر، لم تعرف حتى الآن، ذات دور حضانة طويل، يمتد إلى عدة سنوات، وليس له مظهر التهابي مناعي، هذه المسببات تتحمل حرارة تصل إلى مئة وعشرين درجةً مئوية، لمدة ساعة كاملة .
 هم في تلك البلاد مضطرون إلى إحراق إحدى عشر مليون بقرة، قيمتها ثلاثٌ وثلاثين ملياراً من عملتهم، لقد صممت البقرة لتأكل علفاً نباتياً، فلما أطعموها ما حرَّم الله تناوله، ميتةً ودماً، أصيبت بالجنون، وما جنون البقر، إلا من جنون البشر، حيث خالفوا تعليمات الصانع، قال الله تعالى, ودققوا في هذه الآية:

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾

[سورة يس الآية: 71-73]

 إنهم يغيرون خلق الله، والأولى أن يتبعوا العليم الخبير، قال تعالى:

﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾

[سورة الروم الآية: 41]

 وقد أخذت والحمد لله في بلدنا الطيب احتياطاتٌ بالغة لتمنع وصول هذه المشكلة إلينا .

تحميل النص

إخفاء الصور