وضع داكن
24-04-2024
Logo
أحاديث متفرقة - الدرس : 082 - الورع وترك الشبهات.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الأخوة الكرام لا زلنا في رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين عليه أتم الصلاة والتسليم، اليوم هو باب الورع وترك الشبهات وقبل أن نمضي في الحديث عن هذا الموضوع الجليل لابد من مقدمة الدين كله في جوهره وحقيقته ومحوره الفعال أن تسعد بالله، لأن الله جل جلاله مصدر كل سعادة، كل شيء عنده، عنده كل متطلبات الحياة عنده كل متطلبات النفس، عنده كل المصير، المصير عنده، الحالة الداخلية عنده، الحالة المادية عنده، كل شيء يخطر في بالك خزائنه عند الله، والله عز وجل خلقك ليسعدك.
 الآن المؤمنون كيف يتفاوتون ؟ يتفاوتون بالورع، حقائق الدين واحدة، ما من مؤمن إلا يؤمن بأن الله خلق هذا الكون، وأنه إله هذا الكون، وأن هناك جنة، وأن هناك نار الحقائق التي جاء بها القرآن وأتت بها السنة، قاسم مشترك بين كل المؤمنين، ولكن بما يتفاوت المؤمنون، كيف يكون هذا سباق، وهذا أقل سبق ؟ بالورع، لذلك ورد في الأثر أن ركعتان من ورع، أنْ قلت، لو قلت أنً ركعتين، أما أنْ ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط، يجب المؤمن يصل إلى درجة يكون في عنده حساسية ذاتيه، أنا كيف أتصل بالله، كيف تكون العلاقة بيني وبين الله عامرة، كيف ؟ بالورع، في نقطة مهمة جداً، جداً، جداً، لا يمكن أن تترك شيء لله، إلا الله عز وجل يعوضك خيراً منه أضعاف مضاعفة، في الخطبة يوم الجمعة الثانية تحدثت عن غض البصر، قلت هذا الذي غض بصره عن محارم الله يعني شكل واقعي حرم نفسه الاستمتاع بمنظر النساء في الطرقات والنساء في الطرقات كاسيات عاريات، مائلات مميلات، لم يبق لأزواجهن منهن شيء، كل شيء للطريق، طيب هذا المؤمن غض بصره عن محارم الله خوفاً من الله، يعني حرم نفسه باللغة الواقعية متعة النظر إلى محاسن المرأة، أنا أقول لكم هذه الكلمة والله وأنا متأكد منها، والله زوال الكون على الله أهون من أن تحرم نفسك شيئاً خوفاً من الله وألا يعوض عليك أضعافاً مضافة.
 ابن القيم رحمه الله تعالى لفت نظره أن الله عز وجل يقول:

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾

( سورة النور: 30 )

  إلى آخر الآية، ثم يقول الله عز وجل:

 

﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾

 

( سورة النور: 35 )

  ما معنى ذلك ! يعني أنت حينما غضضت بصرك عن محاسن امرأةً أجنبية نور الله قلبك، نور بصيرتك، صار في عندك رؤية صحيحة، وقرار سليم، بعض العلماء ذكروا عشرة فوائد لغض البصر منها:
 النور الذي يقذفه الله في القلب، منها الشعور بالقوة، أنت تفعل شيئاً ليس في الأرض كلها جهة تحرم، في الأرض كلها، في كل بلاد العالم، في كل أنظمة العالم، في كل قوانين العالم، ليس هناك من يحرم إطلاق البصر في المرأة، إلا الله، أما الإنسان حينما لا يسرق يعني يخاف إن سرق أن يعاقبه إنسان، فإن لم يسرق نقول لعله يخاف من إنسان، أما الذي يغض بصره عن محارم الله هذا حتماً يخشى الله وحده، لأنه ما من جهة أرضية تمنعك أن تطلق البصر، ذكرت أنواع منوعة، لكن في أخ لفت نظري، قال لي ذكرت آية دهشت من أجلها ما هذه الآية ؟ سيدنا يوسف، أولاً أخوانا الكرام، إذا أنت قرأت كلام لإنسان قد يكون ضعيف باللغة، قد يكون أصاب أو أخطأ، أو رمية من غير رامي، أما إذا قرأت كلام الله يجب أن تفهمه حرفاً حرفاً، حركةً حركةً، والاستنباط كله قطعي، سيدنا يوسف قال ربي:

﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ﴾

 ماشِ بعدها:

 

﴿وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)﴾

 

( سورة يوسف: 33)

  فالله وصف الإنسان الذي يتعلق بامرأة لا تحل له بأنه جاهل لماذا ؟ لأنه حرم نفسه حور العين إلى أبد الآبدين، إذا كان أنت القرآن مؤمن فيه إيمان حقيقي قضية تباركنا كلام ماله معنى، إذا أنت كلام الله عز وجل عندك ذا مصداقية عالية جداً، إذا كان كلام الله ذا مصداقية عالية جداً، أعلى درجة من الصدق، وقال لك في حور عين تأخذ بالألباب، إلى أبد الآبدين، فأنت من أجل أن تمتع نظرك بامرأة لا تحل لك لسنوات معدودة ضيعت سعادة الأبد مع الحور العين، إذاً العقل تعبان طيب ما هو العقل ؟ له تعريفات كثيرة جداً، لكن أختار تعريف واحد جهاز لو أعملته لا تندم، فإذا ندمت معنى ذلك أنت لم تعمل هذا الجهاز يعني أنت مثلاً بعت بيتك، وقبضت ثمنه عملة أجنبية، وفي بجيبك جهاز دقيق جداً لو فحصت به هذه العملة عرفت ما إذا كانت مزورة أو صحيحة، وما استخدمته، وإذ بعد ما بعت بيتك، وقبضت ثمنه وطوبت، العملة كلها مزورة، لماذا تتألم ألماً لا حدود له، لأن معك جهاز لو استخدمته لرفضت هذه العملة، فما استخدمته أنت، إذاً هو جهاز كل إنسان استخدمه لا يندم، فإذا ندم معنى ذلك هو لا يستخدمه " وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين " يعني اختار متعة موقتة على متعة أبدية، اختار شيء فانٍ على شيء باقي، اختار سنوات معدودة على أبد الآبدين.
الحديث عن أوامر الله عز وجل كل ما الواحد دقق، ووقف وانضبط، وكان أورع كان أقرب إلى الله عز وجل، فالقضية واضحة جداً، أنت تكون أقرب إلى الله بقدر ورعك، أنت تسعد بالله عز وجل بقدر ورعك، هذا الذي دفعني إلى اختيار هذا الباب في رياض الصالحين، باب الورع وترك الشبهات.
في نقطة، أيام الإنسان يقول لك هذه الأكلة ثقيلة عليّ، تضايقت منها، الإنسان بعد سن معين بتلاقي صار عنده خبرات غنية جداً بالطعام والشراب، هذه ثقيلة، هذه ملحها زيادة، هذه ما فيني نام إذا أكلتها، شيء جميل جداً، صار في عنده حكمة في تناول الطعام والشراب، يقول لك بلا عشاء أريح لي، أفيق مرتاح، هذه الأكلة ملحها عالي وأنا معي ضغط لا تناسبني، صار عنده حساسية بصحته جيد، بس يا ترى لو أحدنا عنده حساسية بقلبه، أنا اليوم أصلي صلاة متقنة، السبب ؟ عامل عمل طيب، منضبط، ضبط لساني تماماً، كثير في مغريات للغيبة سكتت، في مغريات، لكلمة باطلة سكتت، في جلسة لا ترضي الله اعتذرت عنها، في صديق لا يحب العمل الطيب أنا هجرته، لما الإنسان يعمل أعمال كلها لله، يعطي ويدع، يصل ويقطع في سبيل الله يشعر أنه قريب من الله، أنا الذي أتمناه في هذا الدرس أن يصل الإنسان إلى هذه الحساسية، يكون في عنده مشعر داخلي، أنا الآن على صلة بالله متينة، هذه الصلة انقطعت، ما السبب ؟ في مخالفة في سوء ظن بالله، في تقصير بصلاة، في تأخير صلاة عن وقتها فكل شيء حجبك عن الله عز وجل يجب أن تأخذ منه درس وعبرة يعني في حقيقة لا أعرف هي مريحة أم غير مريحة لكم، لا يمكن وألف لا يمكن تغفل عن الله وتستمر بالغفلة والله لا يصحيك، بطريقة أو بأخرى، وقد تكون الطريقة مزعجة، يصحيك الله عز وجل، فإذا عندك حكمة بالغة عندك حساسية بالغة، عندك إحساس بمستوى اتصالك بالله، في عندك مشعر دائماً فقبل أن يأتي الشيء المزعج، أنت وحدك بارد إلى مبادرة مع الله، بادر إلى مبادرة، يعني إنسان أيام يتصدق يحس حاله ترممت الأمور، واقع بحجاب مع الله لمخالفة، لو عمل عملاً طيباً.

 

﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾

 

( سورة هود: 114 )

 أيام الإنسان يصوم، أيام إنسان يقرأ القرآن، أيام يخدم أخ، أيام يجلس مع واحد أعلى منه ويستفيد منه، يعني أنت لماذا بأمور جسمك عندك رغبة دقيقة جداً ما يكون في خطأ بجسمك، الآن واحد لا سمح الله وجد ذبابة تطير أمامه لا ينام الليل، يسأل طبيب عيون يأخذ موعد يمكن بعد شهرين ما في موعد، يقول لك عين ما معها لعبة، إذا بالقلب أصعب لماذا بأمور القلب والعين حريص جداً على سؤال طبيب، على متابعة، على تنفيذ تعليمات الطبيب، لماذا بأمور قلبك الذي يقول الله عنه.

 

﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾

 

( سورة الشعراء: 88 ـ 89 )

  لماذا بأمور القلب ما في اهتمام فيها، هي أهم شيء.
 أخوانا الكرام:
 كل أمراض الجسم تنتهي عند الموت، أما أمراض النفس تبدأ عند الموت، وإلى الأبد، شوفي مرض خطير إذا الإنسان سمع فيه يبرك، هذا المرض ينتهي عند الموت، أخطر مرض، أزعج مرض الموت ينهيه، أما أمراض القلب تبدأ عند الموت، وإلى الأبد، لذلك الله قال:

(( يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم))

  والله عز وجل قال: تعاهد قلبك، اعتني بقلبك، القلب كما يقول بعض العلماء، علماء القلوب، بيت الرب، ورد في بعض الآثار القدسية، أن عبدي طهرت منظر الخلق سنين، أفلا طهرت منظري ساعة، يعني واحد أيام بقلك والله مدخل بيتنا مو حلو، بدنا ندهنه والله عندي طقم كنبات صار عتيق، يقعد الضيف الكنباية مو حلوة يغير طقم الكنبات، ويدهن بيته، ويضع برادي، يعني الناس يحسنوا بيوتهم، لأن البيت منظر الخلق، طيب قلبك هذا منظر الرب، يعني إن الله ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، في غيبة، في حسد، في حقد، في أنانية، في رغبة بأخذ ماليس لك، هي كلها أمراض بالقلب، فأنا أردت من هذا الدرس أن أصل، العبرة بالتدين، الوصول إلى ثمرة الدين العبرة بالتجارة تربح، وإلا مالها معنى، التجارة كلها أساسها الربح كل نشاطاتها والتصميم، والمحاسبة، والمراسلة، والمبيعات والمستودعات، واستخدام شركات، وأخذ وكالات، من أجل كلمة واحدة هي الربح، وكل ما في الدين من أجل أن تسعد بالله، فإن لم تسعد به، الدين ماله معنى أبداً، شيء مفرغ من مضمونه، يعني أحياناً علبة لأسواره ثمينة جداً، الأسواره قد يكون ثمنها خمسمائة ألف، لها علبة مخمل، لو العلبة فتحتها لقيت ما فيها شيء، شو قيمتة العلبة خمس ليرات ثمن العلبة، عشر ليرات، لو نسبت العلبة إلى مضمونها لا شيء أبداً صفر تقريباً، الآن لو نسبت مظاهر الدين إلى مضمونه صفر، البس كلابية واحمل مسبحة، وتعطر مسك عطر مشايخي وروح على الجامع، واجلس أول صف، واعمل حضرة، وإذا ما في استقامة، مظاهر الدين إلى جوهره لا شيء، علبة لأسوراه ثمنها نصف مليون ليرة، قيمتها صفر أمام ثمن المضمون، إذا المضمون راح.
في لنا أخ توفي، الله يرحمه، كان يحضر معنا في المجلس هو كان شب وكان صاحب دعابة، وكان يشتغل بمحل بسوق الحميدية فكان عنده رغبة كل يوم بكير صباحاً، يكنس المحل ويضع القمامة بعلبة أنيقة جداً، ويلفها بورق هدايا، ويضع لها شريطة حمراء ويضعها على طرف الرصيف، يأتي واحد ساذج يلاقي علبة ثمينة جداً يظن فيها مطيف ألماس، يأخذها ويسرع بالمشي يلحقه، بعد مائتين ثلاثمائة متر، يفك الشريطة، على مهله مسرع، مفكر معه غنيمة مطيف ألماس فيها، بعد مئتين كمان يفك الورق، بعد مائتين ثلاثة يفتح يوجد قمامة المحل، يقوم يسب ويخانق.
 أنا أقول لكم كلام دقيق، إذا الدين فرغته من مضمونه، جوامع وصلاة، وأشرطة وخطب، ومكتبة، ودكتوراه في الشريعة، الدين اتصال بالله، الدين شعور بالأمن، الدين شعور بأن الله يحبك، الدين انضباط، والله لا أبالغ، مائة ألف بند بمنهجه، كيف تنام، كيف تأكل كيف تعامل زوجتك، أولادك، كيف تعمل نزهة، كيف تعمل احتفال كله وفق المنهج، وإلا الناس فهموا الدين عبادات شعائرية، لا تقدم ولا تأخر، هذا الكلام كله سببه أن أصل معكم إلى أن جوهر الدين أن تسعد بالله، جوهر الدين، وهذه السعادة تحتاج إلى اتصال، والاتصال يحتاج إلى ورع، ومع الله عز وجل في حقيقة بس رهيبة.
 الأقوياء بالعالم، أي إنسان أعلن ولائه لهم يقربوه، في صفة عامة، الأقوياء بالعالم أي إنسان أعلن ولائه بلسانه أو بشيء آخر غير لسانه، فيقربوه، بس الله عز وجل العظيم، صاحب الأسماء الحسنى لا يمكن يقرب عبد إلا بكمال من جنس كمال الله عز وجل، يعني لا يقرب إنسان كذاب، لا يقرب إنسان مؤذي للناس قال له مثل بهم يا رسول الله، قال لا أمثل بهم فيمثل الله بي ولو كنت نبياً، لا يمكن الله يقربك منه، وأنت غلطان مع الناس.

 

﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)﴾

 

( سورة الأعراف: 55 )

  يعني إذا كان تعتدي على أخوك المؤمن، وتطلع بدعاء من أفصح الأدعية، بصوت جهوري، يا رب أنت الله، قد ما تقدر تفاصح بالدعاء لا يرد عليك، لأنك معتدي

((ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين))

  كنت بعقد قران قبل أن آتي، ألقيت كلمة، واحد ألقى كلمة لفت نظري، أخ ذكر لي في بمحطة فضائية عملوا حوار مع واحد من تركيا قال بلغة عربية فيها لكنة، قال نحن منعنا الحجاب، وحاربنا الله ورسوله، وعقدنا اتفاقية مع إسرائيل ضد المسلمين، وفعلنا وتركنا وستة عشر محطة فضائية إباحية عندهم، فعاقبنا الله عز وجل، شخص حكى هذا الكلام، كلام طيب، يعني أنا أستعرض الخسائر والله شيء لا يصدق يا أخوان، ثلاثين دولة من حلف الناتو، ثلاثين دولة عم تقصف بلغراد ستة أشهر بكاملها، صح هذا الكلام ؟ ستة أشهر ثلاثمائة طلعة باليوم، بأحدث طائرات العالم، طائرات الشبح، مع استخدام الأقمار الصناعية، وأشعة الليزر، وفي قنبلة مرة عطلوا الكهرباء بكل بلغراد، أتذكرون ؟ أنا تتبعت أخبار حرب البلقان، شيء مخيف، لم يبق شيء، ما بقي مصفاة نفط، ثلاثين دولة عم تقصف البلقان ستة أشهر بلياليها وأيامها، وبأحدث أنواع الأسلحة، ما أوقعت خسارة واحد بالمائة مما أوقعها زلزال استمر 45 ثانية فقط، آخر خبر اليوم نصف ميزانية تركيا خسارتها في هذا الزلزال، نصف الميزانية 50 مليار دولار، قريب 50 ألف دفنوا تحت الأنقاض، الأبنية لن تبقى ولن تزر.

 

﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا﴾

 

( سورة هود: 82 )

 درس لنا، درس، مو نحنا أحسن، إذا ماشيين على الخط نفسه أمامنا مثل هذا المصاب، على الله سهلة، عدة ثواني 8 رختر، ما عاد في شيء، درس 7 و 8 بالعشرة، كان كل شيء منتهي " جعلنا عاليها سافلها " في 8 دقائق، هذا درس لنا يا أخوان، يجب أن نتعظ، فكل إنسان يضبط بيته، يضبط بناته، يضبط أولاده، يضبط زوجته، يضبط عمله، يضبط دخله، يضبط حواسه، أعضائه، جوارحه، يضبط لسانه، إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً، درسنا على الورع، يتفاوت المؤمنون بالورع، كلما كنت أكثر ورعاً كنت أكثر قرباً من الله عز وجل، وكلما كنت أكثر قرباً كنت أكثر اتصالاً وسعادةً، وكلما كنت أكثر قرباً حققت الهدف من الدين، الدين شيء عظيم.
 الآن لو واحد اشترى سيارة لا تمشي، غسلها، رتبها، حط لها عصفور، حط لها عين الحاسد تبلى بالعمى مثلاً، بس ماعم تمشي يمل منها بعدين، يطلع من جلده منها، لما تمشي يذهب بها إلى مكان جميل، صار في اهتمام، إذا أنت ما قطفت ثمار الدين تمل منه والدليل المنافقين.

 

﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً (142)﴾

 

(سورة النساء )

  لماذا قاموا كسالى ؟ لأنهم محجوبون عن الله سبحانه وتعالى اتصال ما في، في مخالفات، في تجاوزات، في تقصيرات، في ظلم أحياناً، في حجاب، قد ما فيك صلي، الطريق غير سالك، إياكم ثم إياكم، ثم إياكم أن تفهموا مني إذا في حجاب لا تصلي، لا، يجب أن تصلي، ولكن اسعى أن تكون الصلاة صحيحة.
 وعن وابصة بن معبد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال:

((جئت تسأل عن البر ؟ استفهام، يعني يا وابصة جئت تسأل عن البر ـ قلت: نعم ـ البر من أوسع الكلمات ـ فقال: استفت قلبك البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك.))

حديث حسن رواه أحمد والدارمي في مسنديهما ]

  لما ذهبت إلى أمريكة، يمكن ما التقيت مع إنسان من دون مبالغة إلا وسألني عن شراء بيت بالتقسيط، لأن البيت هناك ثمنه نقدي مائة ألف دولار، بالتقسيط ثلاث مائة ألف، ثلاث أمثال، فكل واحد اشترى بيت بالتقسيط بفائدة عالية جداً في عنده شعور بالقلق، لأن أنت عما تسأل إذاً قلق أنت، في قلق عندك، إذا واحد له عمل طاهر مشروع مائة بالمائة واشترى طعام وأكله، وأكله وسمى بالله، وأكله باعتدال، مع زوجته وأولاده، في إنسان يسأل شيخ بالأرض أنا عملت شيء غلط سيدي من البديهي ما في شيء، الشيء الواضح لا يحتاج إلى سؤال، الأعمال المشروعة الطيبة ما بدها سؤال واضحة، أنت متى تسأل حينما تشعر بقلق، حينما تشعر أنه في مشكلة، عندئذٍ تسأل، فالجواب الدقيق أن الإنسان إذا شيء ما ارتاح له هي مؤشر، إلا في حالات نادرة والعياذ بالله، حالات انطماس البصيرة، انطماس الفطرة، هؤلاء المجرمين بقلك ما شعرت بشيء، إذا واحد لا سمح الله دعس اثنين، واحد مات وواحد ما مات، يلي ما مات عما يصرخ، هذا ما عم يحكي، هذا ميت لأنه ما عم يحكي، يعني عدم الصياح دليل موت، مو دليل ما في شيء، أبلغ من ما في شيء، ميت هذا نهائي، الآن إذا قال لك أنا ما عندي ولا مشكلة، ميت.

 

﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ﴾

 

( سورة النحل: 21 )

﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)﴾

( سورة فاطر: 22 )

  بقبر عايش، بقبر شهواته، يقول لي أحد الأطباء إذا كان زار مريض وجده خالص في عنده ثلاث وسائل بدائية من معرفة موته وسائل بدائية، يأتي بمرآة يضعها أمام أنفه، إذا طلع عليها بخار ماء إذا واحد مسك النظارة وعمل ها بصير بخار ماء من زفيره، إذا كان وضعنا مرآة أمام فم الميت وأنفه وما في عليه شيء أبداً معناها ما في تنفس، إذا وضعنا يدنا على الشريان اليدوي هذا تعرف كم دقات قلبك بالدقيقة، ثابت ما في حركة أبداً، هذا مؤشر ثاني، والمؤشر الثالث تأتي بمصباح شديد تضعه في عينه، فإذا البؤبؤ ما انكمش، صغر يكون ميت قطعاً موت دماغ، فإذا كان بؤبؤ العين ما صغر، والمرآة ما انطبع عليها بخار ماء، والنبض صفر، معناها عظم الله أجركم منتهي الزلمة، فإذا واحد ما بحس بشيء، يقرأ قرآن ما في شي يصلي ما في شي، يذكر ما في شي، ما عنده مشكلة، ما عنده ولا سؤال يسأله، لو فرضنا طالب شكى لطالب، قال له والله أنا ما عم نام الليل، عندنا أستاذ ظالم، وظائفه كثيرة، وإذا واحد قصر بجيب أبي ثاني يوم، ويكتب أبي تعهد، وأبي يعمل لي قتلة، ما عم يرحينا الأستاذ، وبالنهار أبي صعب عم يكلفني بأغراض، هذا الثاني خارج المدرسة، ينام للظهر، يذهب على الأفلام، ويقعد مع رفقاء السوق يقول له والله أنا ما عندي مشكلة بنوب، مين الأهم ؟ يلي ما عنده مشكلة أم يلي عنده مشكلة، يلي ما عنده مشكلة منتهي، بتلاقي شخص ماله ولا سؤال، ما عنده ولا قضية، يفعل ما يشاء، يطلق بصره حيث يشاء، يجلس مع من يشاء، يأكل ما يشاء، يلتقي مع من يشاء، ما عنده ولا مشكلة، لأنه ما عنده ولا مشكلة هو أكبر مشكلة صار، هذا خارج المدرسة، أما كل طالب ضمن مدرسة في عنده ألف مشكلة، في عنده مذاكرة، في عنده أساتذة، في عنده حفظ، عنده كتابة وظائف عنده كتابة أطروحة، عنده تقرير، عنده أشياء كثيرة، بدو يوفق بين رغبات والده ووالدته وأستاذه، ومدرسته، والدوام، وخدمة أهله، هذا عنده مليون مشكلة لأنه إنسان حي، إنسان صحيح، سليم، أما يلي ما عنده ولا مشكلة هذا إنسان ميت

﴿أموات غير أحياء﴾

 هذا الحديث: أتيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:

((جئت تسأل عن البر، قلت: نعم يا رسول الله، قال: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك))

حديث حسن رواه الأمام أحمد والدارامي]

  أخوانا الكرام:
 في موضوع أرجو الله أن يمكنني أن أوضحه لكم، إذا كان الإنسان كان ورع وترك شيء لله، لو الله عز وجل ماله سنن بالحياة أن يعوضه أضعاف مضاعفة أجمل، ما كان أحد مشى بالدين أبداً، مو معقول تحرم نفسك هذه الشهوة، وتبقى بلا شيء، هذه مستحلية عند الله عز وجل، والدليل: ما تقرب إليّ عبدي شبراً إلا تقربت منه ذراعاً في نهاية الحديث إذا أتاني مشياً أتيته هرولةً، يعني مستحيل تخطب ود الله بشيء ما يجيك تعويض أضعاف مضاعفة من نوع ثاني، يعني أنا بدأت بغض البصر، تغض بصرك عن محاسن امرأة فقط حرمت نفسك فقط، بس، صار في بقلك نور، صرت قريب من الله، صار في عندك قوة قلب، صدق فراسة، صار في عندك رضى عن الله الله عز وجل يلقي بقلبك من السعادة أضعاف مضاعفة عم فاتك من لذة النظر، من غض بصره عن محارم الله أورثه الله حلاوة في قلبه إلى يوم يلقاه، طبعاً مو بغض بصره بكل شيء، تركت مال حرام، خطبت فتاةً فلم تقبل بها لرقة دينها، مستحيل تترك شيء لله، الله عز وجل ما يعوض عليك أضعاف مضاعفة، ما ترك عبد شيء لله إلا عوضه خيراً منه في دينه ودنياه، يعني أنا بدي أكد لك لما أنت تأخذ موقف، تلتزم بالحق، وتدع عن نفسك يعني أشياء باطلة، أنت أغنى الناس تصبح الله عز وجل يعطيك سعادة مكثفة، من نوع ثاني، هو في شيء، في لذائذ حسية، وفي سعادة نفسية، السعادة النفسية ثمنها ترك اللذائذ الحسية، المحرمة طبعاً، مو المحللة، المحرمة، فكل إنسان ترك لذة حسية محرمة، الله يعوضه مكانها أضعاف مضاعفة من السعادة النفسية اللذائذ الحسية متناقصة ويعقبها كآبة، الآن أكبر مرض بالعالم مرض الكآبة، شو الكآبة ؟ عذاب الفطرة، الإنسان لما يخالف فطرته يحس بكآبة كبيرة جداً، فالكآبة مرض من أمراض النفس سببه الخروج عن الفطرة، فاللذة الحسية مؤقته، ومتناقصة، ويعقبها كآبة السعادة النفسية مستمرة، ومتنامية، وتنتهي بك إلى الجنة، السعادة النفسية التي تنتهي بك إلى الجنة ثمنها ترك اللذة الحسية المحرمة فقط، شوف إذا إنسان اشترى شيء، في عندي كتاب فن البيع، كتاب مؤلفه إنسان بأمريكة ومترجم، جزءان كبيران، فن البيع، ما في إنسان يشتري حاجة إلا بشعور نفسي، أن الحاجة أثمن من المال، أبداً، بالأرض كلها، لا يمكن تشتري كتاب، قال لك هذا ثمنه 500 ليرة، أنت إن لم ترى أن هذا الكتاب أثمن من 500 ليرة لا تشتريه، البياع بالعكس لا يمكن أن يبيع حاجة إلا إذا رأى أن هذا المبلغ النقدي أغلى منه، البياع ببيع بحالة نفسية معينة، أن الشيء المباع أهون عنده من ثمنه، يقول لك بعتك، الشاري لا يشتري حاجة إلا إذا أيقن أنها أثمن من ثمنها بكثير بهذا يتم البيع والشراء، فأنت لما تبيع نفسك لله.

 

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ﴾

 

( سورة التوبة: 111 )

  لازم يكون في عندك يقين قطعي أن الثمن أغلى من نفسك.

 

﴿بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾

 

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾

 يعني مرة واحد هيك حب يداعبني مداعبة، قال لي لسع بتقول أن المؤمن أنه سعيد وسعيد والله مثله مثل الناس، ما أظن أنه هو مكذب كما قلت، بس حب يجس النبض، قال لي إذا كان في موجة حر يحس بها مثل أي إنسان آخر، وإذا في أزمة ماء يعاني منها، وإذا في أزمة مواصلات يعاني منها، وإذا في غلاء أسعار يعاني منها، وين المؤمن بتقول سعيد وسعيد، يعني الحقيقة أحرجني بهذا الكلام، وأنا ما عندي كان جواب إلا كما يلي، قلت له إذا واحد موظف عنده ثمان أولاد، بيته بالأجرة، معاشه ثلاث آلاف، ثمانية أولاد وبيت بالأجرة وثلاثة آلاف وعليه دعوى إخلاء، شو هذا وضعه، يعني شيء لا يحتمل، له عم عنده خمسمائة مليون، وما عنده أولاد، ومات بحادث فجأةً، هو وريثه الوحيد، من ثلاثة آلاف بالشهر وثمان أولاد وبيت بالأجرة ودعوى إخلاء، إلى خمسمائة مليون، لكن حسب الأنظمة النافذة في عليه براءة ذمة، وفي معاملات، يعني لحتى قبض أول مبلغ لبعد سنتين وانتهت المعاملات، وتحول هذا المبلغ إليه، لماذا هو في هاتين السنتين من أسعد الناس، مع أنه أكله أكله ما تغير، ما معه قرش، صح ما قبض ولا قرش بس عنده شعور قوي أنه مالك خمسمائة مليون، هذا الشعور يمتص كل متاعب حياته بعد موت عمه.
 الآن المؤمن لما اصطلح مع الله، الله وعده بالجنة، هذا الشعور يلغي له كل متاعب الحياة، إنسان متميز موعود بالجنة، الله عز وجل قال:

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)﴾

( سورة القصص: 61 )

  هذا مثل هذا، فالمؤمن إنسان يعيش كما يعيش الناس يعاني ما يعانون، يتألم كما يتألمون، الأسعار إذا ارتفعت يتأثر فيها، إذا كان البيوت غلت يتأثر أيضاً، إذا في أزمة مياه يتأثر، صح، بس لأن الله وعده بالجنة، وخطه البياني صاعد دائماً، وله سعادة أبدية، يوقن بها يقين قطعي، يقين بوجوده، فهذا الشعور، وهذا الوعد، يمتص كل متاعب الحياة، هذا الكلام الواقعي.
 مرة إنسان له دعوة بسيطة سأل تلميذه، قال له لماذا تغض بصرك عن النساء يا بني ؟ يعني في ناس يعملوا مزاودات، قال له سيدي أنا أرى هذه الفتاة مثل القمامة، قال له لا هذا الكلام غير صحيح يا بني، غير صحيح، المرأة محببة للرجل، أما الصحيح أنت وازنت بين اتصالك بالله، واستمتاعك بمحاسنها، أيهما أغلى عندك، اتصالك بالله، ضحيت بالأدنى مقابل الأعلى، أما هو النظر إلى المرأة غير مزعجاً بالعكس محبباً، أمر واقعي، الواقعية خطك البياني صاعد أنت حينما تغض بصرك عن المرأة تنتظر ما عند الله من حلاوة يورثك إياها في قلبها، من غض بصره أورثه الله حلاوة في قلبه إلى يوم يلقاه فأنت حينما تكون واقعي ترقى، المؤمن يدع أشياء حرمها الله، لا يشعر بالحرمان إطلاقاً، يشعر أنه هو عبد لله مطيع، نفذ أمر الله عز وجل وينتظر التكريم والعطاء من الله، وعامل الله وشوف، وعامله مباشرةً أخلص له، واسأله، واطلب من عنده، منه كل عطاء، وتجد العجب العجاب، أنا أدعوكم إلى عقد اتصال بالله مباشر، إلى مناجاة إلى سؤال، كنت أضرب مثل مضحك، واحد قال لك كم الساعة عمو ؟ الدنيا شتاء، ولابس قميص صوف،الدنيا برد كثير، وفوقه قميص إفرنجي، وبعدين كم الكنزة قاسي شاريها جديد، وبعدين كم الجاكيت وكم المانطو، كم كم صاروا، مو آكل كم كم، لا موضوع ثاني وقال لك عمو كم الساعة، وما سك شنتايتين بيدك، تضعهم على الأرض تقيم كم المانطو، وكم الجاكيت، وكم الكنزة، وكم القميص وكم القميص الداخلي، تقول له السابعة والربع، يعني طفل سألك سؤال، إذا أنت سألت الله عز وجل بالصلاة، الله ما راح يرد عليك ؟ يتجاهلك، لا، اسأله بإخلاص شديد، اسأله وكأنه يسمعك، الله يقول لك: سمع الله لمن حمده، أنا عم أسمعك ياعبدي، احمدني تفضل سمع الله لمن حمده، اشكره على نعمة أنه أوجدك، ونعمة هداك له ونعمة متعك بسمعك، وبصرك، وصحتك، وأولادك، اشكره، سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد والشكر حمداً كثيراً طيباً مباركاً، يعني اعقد هيك مناجاة معه، اعقد صلة معه، إذا في خطأ استغفر، إذا في تقصير اعتذر، إذا في خطأ بسلوكك يا رب سامحني، خليك على صلة معه باستمرار، أنا أريد هذه الصلة تنعقد مع الله عزوجل، هي الدين كله، تلاقي في بقلبك نور، تلاقي في توفيق، تلاقي مرتاح، تلاقي عندك زخم روحي قوي، بتحس بحالك أنت ليس كبراً لكن بمستوى آخر أنت، أنت حامل هم المسلمين، يعني أنت إنسان مقدس بتصير، غالي على الله كثير، لذلك الله قال، يعني ممكن خالق الكون، هل يوازى خالق مع مخلوق ؟ ممكن الله عز وجل يقسم بعمر رسول الله قال له:

 

﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)﴾

 

( سورة الحجر: 72 )

  الله عز وجل أقسم بعمر رسول الله، قد ما عمره مقدس، ما ضيع ثانية من حياته، ما ضيع وقت، والله أعجب، سهرة للساعة الواحدة كلها غيبة ونميمة، أو كلام بالدنيا، إذا ما عندك شيء تحكيه انسحب، روح نام أريح لك، يعني كيف الناس عايشين بالملهيات وبالسخافات، إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها ودنيها، وأنت غالي على الله، أي إنسان، هي مراتب الدنيا مالها قيمة بالآخرة أبداً إطلاقاً، العبرة بمرتبتك عند الله عز وجل، بحسب إخلاصك وعملك لك مرتبة عنده، فأنت أطيعه وخاف منه وأرجه، وناجيه في الليل وفي الصلاة صل صلاة متقنة، واخدم عباده لا تحمل غل لأحد واستفتي قلبك وأن أفتاك الناس وأفتوك، شيء فيه حرج، دع ما يريبك إلى مالا يريبك، هذا ملخص الدرس، الحديث محوره، يعني يتفاوت المؤمن عن أخيه المؤمن بالورع، والورع سبب بالاتصال بالله والاتصال بالله هو ثمرة الدين في الجنة.
 في سؤال ؟ عم يقول أخ كريم ما معنى قوله تعالى:

 

﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)﴾

 

( سورة الرحمن: 29 )

 هل من توضيح بسيط يفسر هو " كل يوم هو في شأن " لنقطع ما يفكر به البعض أن الله له يوم يحكم به بين أهل السماء، و يوم يقيض بين الحيتان في البحر، ويوم بين البشر الحقيقة يعني طبيب وقف أمام مريض طلب إضبارته، وجد ضغطه مرتفع، قال لهم أوقفوا الملح، وضع هذا المريض ضغطه مرتفع، شأن الله معه، إنسان مقبل شأن الله معه الإكرام إنسان معرض شأن الله معه المعالجة، إنسان كريم شأن الله معه أن يرزقه رزقا طيباً حلالاً، إنسان مقصر شأن الله معه أن يؤدبه، يعني في كل لحظة، كل لحظة هو في شأن، أقبلت يكرمك، أعرضت يؤدبك، أسرفت يضيق عليك، تكبرت ينزلك تواضعت يرفعك

﴿كل يوم هو في شأن﴾

﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾

( سورة النحل: 60 )

  كالطبيب، الضغط مرتفع أوقفوا الملح، ضغطه هبط أكثروا الملح، فقر دم أطعموه لحمة، معه شحوم ثلاثية أوقفوا المواد الدسمة أطعموه خضار وفواكه، كل حالة بالجسم يقابلها إجراء خارجي، فالله عز وجل ينظر إلى قلبك، مقبل يكرمك، معرض يؤدبك، مسرف يفقرك، متصدق يغنيك، بار بوالديك يوفقك بعملك

((كل يوم هو في شأن))

 ناظر إليك هذا معنى يليق بعظمة الله، يعطيك حماس كبير أن أنت الله ينظر إليك، فكيف أنت يعالجك، أو يكرمك، أو يؤدبك.

 

 

إخفاء الصور