وضع داكن
18-04-2024
Logo
مدارج السالكين - الدرس : 096 - استنباطات لموضوع العبادة - العلاقة بين الكليات والجزئيات
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

 

ما علة وجود الإنسان على الأرض؟ .


أيها الإخوة الكرام؛ مع الدرس السادس والتسعين من دروس مدارج السالكين, في منازل إياك نعبد وإياك نستعين، والدرس اليوم استنباطات عديدة من موضوع العبادة.

نعلم أن علة وجودنا في هذه الدنيا عبادة الله، والمؤمن لا يقبل شيئا إلا بالدليل، ولا يرفض شيئاً إلا بالدليل، ولعل هذا مستنبطك من قوله تعالى: 

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)﴾

[ سورة يوسف ]

فمعنى قول الله: ( عَلَى بَصِيرَةٍ ) أي بالدليل والتعليل، ذلك أن الله رب السموات والأرض, حينما أمرنا أن نصلي, قال: 

﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)﴾

[ سورة العنكبوت ]

الله قدَّم التعليل، وحينما قال لنا:

﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)﴾

[ سورة التوبة ]

جاء التعليل: تطهرهم وتزكيهم، وحينما قال الله عز وجل: 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾

[ سورة البقرة ]

فأنت لا تقبل شيئاً إلا بالدليل ولا ترفض شيئاً إلا بالدليل.

وقد قال بعضهم: لولا الدليل لقال من شاء ما شاء.

لك أن تقول: كلُّ أبنية دمشق ملكي، ولكن من دون دليل، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء، وإذًا: ربُّنا عز وجل أمرنا أن ندعو إلى الله على بصيرة، قال تعالى: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) إذًا: علة وجودنا على هذه الأرض أن نعبد الله، والعبادة كما أذكر دائماً: هي طاعـة طوعية, ممزوجة بمحبة قلبية, أساسها معرفة يقينية, تفضي إلى سعادة أبدية.

 

كليات الدين ثلاثة :


لا بد من وقفة متأنية عند التفوُّق والتطرف: 

التطرف أن تأخذ ناحيــة من نواحي الدين وتكبِّرها وتجعلها الدين كله، هذا تطرف . 

أما أن تتحرك مع كل كليات الدين حركة متوازنة هذا هو التفوق .

فمن خلال هذا التعريف البسيط: طاعة طوعية, ممـزوجة بمحبة قلبية, أساسها معرفة يقينية, تفضي إلى سعادة أبدية. 

اسأل نفسك هذا السؤال ، هل عندك نشاط تعلمي ونشاط سلوكي ونشاط جمالي؟ 

أنت في هذه الأرض من أجل أن تعبد الله، وفي عبادة الله كلِّيات ثلاث :

1- كلية معرفية .

2- وكلية سلوكية .

3- وكلية جمالية .

فالكلية المعرفية أن تطلب العلم.

ورد في بعض الأدعية أن: لا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله علماً، ولا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله قربًا .

فالمغبون من تساوى يوماه، ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان، أنت لو توقفت فالركبُ يمشي، إذًا أنت متأخر، ليس التأخر أن ترجع إلى الوراء، التأخر أن تبقى واقفاً، والركب يمشي.

والكلية الجمالية: 

الله جل جلاله أصل الجمال، كلُّ شيء تراه جميلاً في الكون له مسحة من الله، المنظر الجميل، الورد الجميل، الشاطئ الجميل، الجبال الرائعة، هذه أخذت مسحة من جمال الله، فدُهشت بها، فكيف لو اتصلت بأصل الجمال؟.

الصلاة قسم جمالي في الدين, لذا جعلها الله عز وجل قرة عيـن، جعل الصلاة قربى، الآية الكريمة، قال تعالى: 

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

[ سورة طه ]

وقال تعالى: 

﴿ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)﴾

[ سورة العلق ]

وورد في الأثر: ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها.

إذًا: 

الصلاة والاتجاه إلى الله, مع الدعـاء، ومع الاستغفار, ومع التهليـل والتكبيــر, مع الأذكار النبوية، قسم جمالي في الدين.

والحركة اليومية السلوك هذا قسم سلوكي .

وطلب العلم قسم معرفي .

فأنت حينما تطلب العلم, وتتحرك وفق منهج الله, وتسعى أن تتصل بالله فقد تفوقت, لأنك تحركت على الخطوط الثلاثة معًا, طلبت العلم, وتحركت وفق منهج الله, وأردت أن تسعد بقربك من الله، هذه هي العبادة، العبادة هي سرُّ وجودنا على وجه الأرض، علة وجودنا، الذي يصحِّح مسارنا في الكون عقيدتنا، تصوراتنا الصحيحة عن الكون والدنيا والإنسان.

 

الفرق بين المؤمن وغير المؤمن :


لو أردنا أن نعالج ربط الكليات بالجزئيات, مثلاً:

أنت ذهبت إلى الفراش كي تستلقي قُرع الباب، جاء إنسان يطلبك، أنت بإمكانك أن تعتذر عن مقابلته أو أن تلبي رغبته، إذا كان إيمانك بالآخرة كبيراً, وعقيدتك أنك مخلوق للعمل الصالح, وأن العمل الصالح هو أكبر ثمرة في الدنيا، وأن العمل الصالح ثمن الجنة, وأن الله يرضى عنك إذا خدمت عباده، وأنك إذا أردت أن تتصل بالله, فالعلم الصالح أكبر وسيلة، قال تعالى: 

﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)﴾

[ سورة الكهف ]

تنهض وتلبي حاجة هذا الطارق، وتضحِّي براحتك واستجمامك، أما إذا كانت هذه المعاني ليست واضحة, تغضب أشد الغضب, من هذا الذي جاء ليقلق راحتك؟ فأيّ تصرف يفعله الإنسان فهو انعكاس لفهمه للحياة، لو أنه لم يؤمن بالآخرة يرى الفلاح في الأخذ لا في العطاء، ولا فلاح في الراحة لا في بذل الجهد، والذكاء في استهلاك جهد الآخرين لا في خدمتهم، والذكاء في الانغماس في الملذات، لا في التعفف عن الموبقات، لو أنه آمن بالآخرة ينعكس الميزان انعكاسا كلياً، يرى الذكاء في إنفاق المال لا في أخذه، يرى الذكاء في بذل الجهد للآخرين لا في استهلاك جهدهم, يرى الذكاء في التواضع لهم لا في الاستعلاء عليهم، يرى الذكاء في خدمتهم لا في استخدامهم، لذلك ترى بونًا شاسعاً بين المؤمن وبين غير المؤمن، المؤمن في خدمة الخلق وغير المؤمن الخلقُ في خدمته، المؤمن يعطي وغير المؤمن يأخذ، المؤمن يتواضع وغيره يستعلي، المؤمن يصبر وغيره يفجر، إن كانت عقيدتك صحيحة, وكان تصوُّرك لله, ولحقيقة الكون والحياة والإنسان صحيحاً, هذا الفهم الدقيق ينعكس سلوكاً قويماً.

لو أن الإنسان يمشي في الطريق, ومرّت أمامه امرأة بارعة الجمال, فالمؤمن يرى فلاحه في غضِّ البصر عنها، وغير المؤمن يرى أن يملأ عينيه من محاسنها هو الفلاح.

 

الفرق بين حضارة الغربيين وبين حضارة المسلمين :


مثلنا الأعلى سيدنا يوسف الذي ملَك مصر وصار عظيمها, ملك نفسه فملك، قال تعالى:

﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)﴾

[ سورة يوسف ]

من أروع ما قرأت عن هذه الآية: أن الملك الذي ذكر في هذه الآية, ليس أنه حكم مصر؛ أيُّ إنسان تولى شؤون بلد, يقول لك: وأنا آتاني الله الملك، لكن الملك أنه ملَك نفسه عند الشهوة، هذه هي البطولة، ذلك أن حضارة الغربيين سيطرة على الطبيعة، بينما حضارة المسلمين سيطرة على الذات.

قال بعض زعمائهم عقب الحرب العالمية الثانية: ملكنا العالم ولم نملك أنفسنا. 

 

أساس صحة العمل معرفة الله .


أردت أن أربط بين كليات الديـن وجزئياته، أنت حينما تدخل إلى البيت, وحينما تجد شيئاً مزعجاً, إذا كان فهمك للحياة عميقا تقلِّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حلمه وفي صبره، أما إن لم يكن فهمك عن الحياة ولا عن الزواج ولا عن مهمتك في الحياة صحيحاً تنفجر، لماذا انفجر هذا و صبر هذا؟ لماذا أعطى هذا ومنع هذا؟ لماذا رنا هذا وغضّ هذا؟ لماذا تكلم هذا وسكت هذا؟ التكلم والسكوت أساسه التصور، الغضب والحلم أساسه التصور، صحيح أو غير صحيح، المنح أو الأخذ أساسه التصور، فيجب أن تعلم أنه كلما تعمق فهمك لحقائق الكون ولحقائق الدين, انعكس هذا الفهم سلوكاً صحيحاً هو ثمن الجنة، وكلما ابتعد الإنسان عن حقائق الدين, سلك سلوكاً بهيمياً, لذلك أساس صحة العمل معرفة الله عز وجل.

لو إنسان ذهب إلى بلد غربي، ونزل في أحد الفنادق, ونام الليلة الأولى, واستيقظ صباحاً, وتناول طعام الفطور, وارتدى ثيابه, وقال: إلى أين أذهب؟ إن كان طالب علم ذهب إلى الجامعة، وإن كان تاجراً ذهب إلى الأسواق، وإن كان سائحاً ذهب إلى المتنزهات، هذا الذي جاء لهذا البلد لا يصحُّ عمله إلا إذا عرف سرَّ وجوده، الناس يمشون في طرق مسدودة، يتوهم أحدهم أن المال كل شيء، فينكب على جمعه وكسبه من طريق مشروع وغير مشروع ، من طريق حلال أو حرام، إلى أن يجمِّع ثروة طائلة، حينما يبدأ يستمتع بهذا المال تكون صحته قد تراجعت، فيحتقر المال ويحتقر هذه الحياة الدنيا، معنى ذلك: أنه يمشي على غير هدى من الله.

 

الغربيون يرون أن اللذة لا بد لها من ثلاثة شروط:


من شرط المال والصحة والوقت، ومع الإنسان التائه الشارد في أيّة لحظة من حياته يفقد أحدها .

ففي شبابه يتوافر له الصحة والوقت، يفتقد المال، إذًا: لا يُتاح له أن يستمتع بالحياة .

في المرحلة الثانية يتوافر له المال والصحة، لكنه ليس عنده وقت، إذًا: لا يتاح له أن يستمتع بالحياة .

الحالة الثالثة يتوافر المال والوقت ولكن لا توجد صحة، إذًا: الذي شرد عن الله يعيش في أوهام السعادة، أو يعيش في سراب السعادة، أو يعيش كما يسعى الحمار إلى الفجلة التي أمامه والمسافة بينه وبينها ثابتة، قصة مشهورة جداً:

إنسان ركب حماراً ومسك عصا ووضع في نهايتها فجلة، والحمار يركض ليأكلها، والمسافة ثابتة بينهما. 

 

السعادة الحقيقية :


أما لو أنه عرف الله, لقال لك: السعادة الحقيقية تحتاج إلى معرفة بالله، وطاعة له, وخدمة لخلقه، وهذه الثلاثة متوافرة دائماً, أنت شاب، وأنت كهل، وأنت شيخ، بإمكانك دائماً أن تعرف الله وأن تستقيم على أمره وأن تسعد خلقه، فأنت في سعادة دائمة.

وذكرت أيضاً: أن هذه السعادة التي هي روح حياة المؤمن تنبع من داخله ولا تنبع من خارجه، ولا تأتي من خارجه، هو يملكها، كل واحد منا يملك أسباب سعادته، بصرف النظر عن عمره, وعن دخله, وعن ثقافته, وعن صحته, وعن مكانته, وعن دوره الاجتماعي، السعادة أن تصل إلى الله، بينما اللذة إلى أن تصل إلى جزء منها, يكون قد مضى الخمسون عاماً.

نحن الآن في حياتنا المعاصرة المعقدة حتى الإنسان يرتاح، له بيت وزوجة ومركبة وهو في بحبوحة من العيش، لا بد من أن يكون قد بلغ الأربعين أو الخمسين من عمره, ما الذي بقي من الحياة؟. 


هذه الحركة التي تنتج عن المؤمن نتيجة رؤيته الصحيحة للدين :


العلاقة بين الكليات والجزئيات، العلاقــة بين صحة العقيدة وبين حسن التصور، و بين حسن الفهم وبين الحركة اليومية، وقد لا تصدِّق: أنك إذا رأيت حجراً في الطريق أن تزيحه أو أن تدعه، متعلِّق بعقيدتك.

تجد إنساناً يركب مركبته في طريق سفري، يرى حجراً كبيراً، يعترضه ربما سائقو الشاحنات, أحياناً يضعون هذا الحجر وراء إحدى عجلات المركبة، حجر كبير قد يؤدي إلى حادث كبير إن لم ينتبه إليه السائق، تجد رجلاً مؤمناً يقف ليزيح هذا الحجر، هذا التصرف الجزئي متعلق بعقيدته، لو تتبعت حركتك اليومية, لوجدت وأنت في البيت أن أعمالك تنطلق من موقفك من زوجتك, وموقفك من أولادك, وموقفك من أي إنسان، حتى لو سرت في الطريق, لوجدت نظراتك وسمعك وبصرك ومطالعاتك تنطلق من عقيدتك، تطالع مقالة توازنها مع كلام الله ومع سنة رسول الله ترفضها أو تقبلها، عندك ميزان ثابت تقبل به و ترفض به، ذهبت إلى عملك, قد يأتيك إنسان يشتري وهو جاهل، تنوِّره وتبين له، ولا تفرح وتقول: زبون جاهل، إذا كان مع أحدهم مال يتيم، إذا عقيدته صحيحة خاف على المال خوفه على ماله، وإذا كانت عقيدته غير سليمة يجعل مال اليتيم حقل تجارب لتجارته، يجعل مال اليتيم دريئة لماله ، وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : ولا تجعل مالك دون ماله ، فتجد المؤمن في أدق حركاته التجارية,  حتى في أفراحه, حتى في أتراحه، حتى في سفره، حتى في إقامته، في نشاطاته، كلِّياته تتحكّم في جزئياته، منذ استيقاظه يفعل كما فعل النبي وكما نبه.

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ, فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ, فَإِنَّهُ لا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ, فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي, وَبِكَ أَرْفَعُهُ, فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا, وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ, فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي, وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي, وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِه ))

[ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ]

معنى ذلك: أن الله سمح لك بيوم جديد (( والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي )) -الأجهزة في أعلى درجة ((وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِه )) .

 

قصة تائبة :


إنسانة تعمل في الفن, قالت: دخلت أول ليلة تبت فيها, قمت عند صلاة الفجر, بعد أن كنت عمري كله أدخل بيتي بعد أذان الفجر، شتان بين من يستيقظ ليصلي الفجر وبين من يأتي بيته وهو في معصية بعد الفجر، قالت: ما من ليلة نمت إلا بمنوِّم، وبعد أن تبت إلى الله نمت كالطفل الصغير، في نوم عميق.

الإنسان لما يكون مستقيماً ولم يتعلق به حق أحد، ينام نوماً عميقاً، نوماً مريحاً، أما هذا الذي لا ينام لعل فطرته تؤنِّبه. 

حدّثني أخ كان في ألمانيا, نزل في أحد فنادقها, وجد كلمة كُتبت على طرف السرير: إذا لم تنم وتقلبت في فراشك، ففرشك وثيرة، لكن العلة في ذنوبك.

الإنسان حينما يأوي إلى الفراش, وقد بنى ماله على إفقار الآخرين، أو بنى سعادته على شقاء الآخرين تؤنبه فطرته.

 

يجب أن تعلم هذه الحقيقة :


حقيقة يجب أن تكون واضحة جداً: السلامة والسعادة مطلبان ثابتان لكل إنسان كائناً من كان, أبداً, السلامة والسعادة، السلامة في طاعة الله، والسعادة في القرب منه، قال تعالى: ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)) قال الله عز وجل: 

﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63)﴾

[ سورة الفرقان ]

ولو قرأت السنة لفوجئت:

(( عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ, ضَخْمُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَـةِ, شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ, مُشْرَبٌ وَجْهُهُ حُمْرَةً, طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ, ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ, إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا, كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ, لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))

[ أخرجه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه ]

والسيدة عائشة تقول: رحم الله عمر, ما رأيت أزهد منه، كان إذا سار أسرع، وإذا أطعم أشبع، إذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع.

كيف نوفّق بين الآية وبين هذين النصين من السنة؟.

لعل علماء التفسير حينما فسَّروا هذه الآية قالوا: يمشي هونــاً؛ أي لا يسمح لهموم الدنيا أن تستهلكه.

الإنسان من همٍّ لهمّ، ومن مشكلة لمشكلة، ومن قضية إلى قضية، ومن أزمة إلى أزمة، إلى أن يأتيه ملَك الموت، ما استعدّ للموت، ولا استعد للآخرة، الحياة قد استهلكته, ومعظم الناس تستهلكهم هموم الحياة، ليس عنده وقت يفكّر في سر وجوده، ولا أن يسأل من أنا؟ ليجد أنه المخلوق الأول، المخلوق المكرّم، المخلوق المكلف، قال تعالى:

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)﴾

[ سورة الجاثية ]

الكون كله مسخّر لك، وأنت الإنسان الذي قبل حمل الأمانة، والإنسان الذي خُلق ليعبد الله عز وجل، اسأل: من أنا؟ اسأل: لماذا أنا في الدنيا؟ اسأل: ما الشيء الذي ينبغي أن نفعله؟ ألم تقرأ قوله تعالى:

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)﴾

[ سورة الكهف ]

تجده يعمل ليلاً نهاراً، قال تعالى: 

﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)  ﴾

[ سورة المدثر ]

ثم يُفاجأ بالموت، من بيت ثمنه مائة مليون إلى قبر وضيع، نقلة كبيرة جداً، من بيت في أرقى أحياء دمشق إلى قبر، ما هذه الحياة؟.

رجل مقيم في بلد عربي، جاء إلى تركيــا ليمضي إجازة, فوافته المنية بالفندق، ترك هذا الرجل أربعة آلاف مليون, وكان يقيم في السعودية, وما صلّى فرض صلاة، ولا أدّى حجاً ولا عمرة, كان شارداً عن الله، وافته المنية وهو يملك هذه الثروة الطائلة، خسر كل شيء، كل شيء جمعه في عمر مديد خسره في ثانية واحدة، كان عليه أن يقف ويسأل: من أنا ؟ أنا من؟ لماذا أنا في الدنيا؟ ماذا ينبغي أن أفعل؟ إذا جاءه ملك الموت ماذا يقول؟ القرآن يقول: 

﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾

[ سورة المؤمنون ]

سر وجودك العمل الصالح، إذا هناك نشاط لا يتصل بالعمل الصالح خسارة ، الله عز وجل قال: 

﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)﴾

[ سورة العصر ]

الإله يقسم ويقول لك: أنت أيها الإنسان خاسر، خاسر لا محالة: يا ربي لماذا أنا خاسر ؟ لأن مضي الزمن وحده يستهلك الإنسان، وسوف ترى بعد حين أن أثمن شيء تملكه على الإطلاق هو الوقت، الوقت وعاء عملك.

لو إنسان أصيب بمرض عضال، ويحتاج لعملية بأمريكا, تكلِّف أربعة ملايين، وثمن بيته أربعة ملايين، لا يتردّد ثانية واحدة في بيع بيته واستئجار بيت سياحي لإجراء العملية، يرى أن يعيش سنوات معدودات زيادة أفضل من هذا البيت الذي يمكله، إذًا: الإنسان يؤمن بأعماقه أن الوقت أثمن من المال.

انظر إلى إنسان أمام الحاوية, مسك بيده مبلغاً من المال وأحرقه، تقول: هذا مجنون، هذا ليس من عمل العقلاء ، هناك ألماسة شاهدتها في استانبول في متحف ثمنها مائة وخمسون مليون دولار، هي بحجم البيضة، موضوعة على قماش أخضر، وعليها إضاءة شديدة، كأنهــا شمس، لو فرضنا وضِعت على طاولة، ووضع إلى جانبها كأس كريستال ثمنه ألف ليرة، وبجانبها وعاء أزرق ثمنه عشرون ليرة، وطلب منك أن تختار فاخترت الرخيص وتركت الثمين، فمثل هذا كمثل الذي يختار الدنيا ويدع الآخرة, قال تعالى: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)) فالذي يتلف ماله يُحكم عليه بالسفه، ويُحجـر على تصرفاته، والذي ينفق وقته سدًى في متابعة المسلسل, أو في لعب النرد, أو في الغيبة والنميمة, أليس ينفق وقته جزافاً؟ الذي أحرق مائة ألف اتهمته أنت بالجنون، والذي أتلف وقته أشد منه جنوناً.

مرَّ أحد العلماء أمام مقهى يلعب فيه من يلعب النرد, فقال: يا سبحان الله! لو أن الوقت يُشترى من هؤلاء لاشتريناه منهم.

 

العبرة من هذا الكلام :


عود على بدء, أقول: كلما صحّت عقيدتك كلما أدركت من أنت، كلما ازداد تعلقك بالدار الآخرة, انعكس هذا على حركتك اليومية, انعكس على نظرتك، على استماعك، على لسانك، المؤمن يلغي ألف قصة، ويهم أن يحكي قصة، هذه لا تفيد، هذه تعمل تفرقة، هذه القصة تعمل حزناً، مثلاً: 

رجل غني سافر ورجع، جاء أقرباؤه لزيارته, وفيهم موظف دخله محدود، وله أخ صغير لا يملك قطمير، جلس يحدثهم, نزلنا في فندق كلفني ثمانون ألف، ذهبنا إلى المحل الفلاني، هذا الكلام ما فائدته؟ تتباهى بدخلك الكبير، بإنفاقك العالي، أنت كسرت قلبه، فلما يعرف الإنسان سر وجوده في الحياة، هناك رقابة ذاتية عالية جداً، فيضبط كلامه، المؤمن يتمنى هداية الخلق، لأنه هو بالتعبير الحديث: استراتجيته العلم الصالح، حتى لو حاور, إذا نصح ينصح على انفراد.

الفرق بَيِّنٌ بين النصيحة والفضيحة: الفضيحة أمام ملأ، أما النصيحة على انفراد، هدفه أن يأخذ بيد الأخ، وليس هدفه أن يحرجه، الكافر هدفه يحرج، عنيف، المؤمن رفيق.

(( عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلا زَانَهُ, وَلا عُزِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ ))

[ صحيح مسلم ]

وأنت في عملك التجاري تأتيك صفقة رابحة جًدا، لكن لا ترضي الله، ارفضها، أما غير المؤمن لا يرفضها، بالعكس يتهم من رفضها بالجنون، فالعبرة: أن تكوِّن قناعات صحيحة, وعقيدة صحيحة, وتصورات صحيحة عن الكون والحياة والإنسان, تجد أن هذا الفهم العميق والعقيدة المتينة انعكست سلوكاً قويماً في حياته، وهذا السلوك القويم هو ثمن الجنة.

وبالمناسبة: قال تعالى: 

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)﴾

[ سورة البقرة ]

الإنسان في هذا العصر آلاف السيوف مسلّطة عليه، أحدها سيف الأمراض، من يضمن لليوم القادم أن تعمل أجهزتــه عملاً سليماً؟ لا أحد يضمن، هناك أمراض مخيفة، هناك أمراض عضالة, وهناك أمراض مميتة، من يضمن سلامته من حادث سير؟ من يضمن أن يقع في ورطة وهو بريء منها؟ طبيعة العصر الحياة معقدة جداً، معنى ذلك: أن الإنسان محطم نفسياً، الإنسان قلق، هذا ما عبّر عنه الأطباء بالشدّة النفسية، ضغط شديد، اسمع ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام :

(( عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ: يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً, ثُمَّ قَالَ: يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَل، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً, ثُمَّ قَالَ: يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَل, قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا, ثُمَّ سَارَ سَاعَةً قَالَ: يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: أَنْ لا يُعَذِّبَهُمْ ))

[ أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, والترمذي في سننه ]

يطيعوه، اسمع أنت الحديث واطمئن؛ أن يا ربي عليّ أن أطيعك وعليّ أن أعبدك، عليَّ ألاّ أخالف أمرك والباقي عليك، أن تحفظني، أن ترحمني، أن تسدد خطاي، أن تلهمني رشدي, أن ترزقني رزقاً حلالاً، أن ترزقني زوجة صالحة، أن ترزقني أولاداً أبراراً، أن تسعدني بقربك, أنت عليك شيء، قال تعالى: 

﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)  ﴾

[ سورة الزمر  ]

 

لماذا قسم الله بعمر النبي؟ :


الإنسان أحياناً يعتدّ بقوته فيؤدِّبه الله، فالإنسان حينما يكون مع الله عمله سديد، فأنت جئت إلى الدنيا فماذا فعلت في الدنيا؟ المؤمن يستغل حياته الدنيا، الله عز وجل يبين قيمة عملك في الحياة الدنيا فيقسم بعمر إنسان، لقد أقسم بعمر النبي، قال تعالى: 

﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)  ﴾

[ سورة الحجر ]

لأنه جاء إلى الدنيا وما فرّط بثانية ولا بدقيقة، ترك الهدى في الأرض، وكل من اهتدى في صحيفته.

لا تسمح لهموم الحياة أن تنسيك هدفك الكبير، يمكن أن يكون لك عمل له دخل كبير، لكنه استغرق كل وقتك، فالعمل الذي يمتص كل وقتك خسارة كبيرة، لأنه ألغى وجودك، ألغى سر وجودك في الأرض، ولا بد من وقفة من حيــن لآخر مع نفسك، لا بد من وقفة متأنية بينك وبين ذاتك، يا تُرى: أنا عملي صحيح أم غلط؟ يا ترى: هل يرضي الله أم لا يرضي الله ؟ أهل الدنيا ما حجّتهم؟ وجدنا الناس يفعلون هذا ففعلناه. 

(( عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَكُونُوا إِمَّعَةً, تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا, وَإِنْ أَسَاؤوا فَلا تَظْلِمُوا ))

[ أخرجه الترمذي ]

أسباب سعادته بيده، سعادته تنبع من طاعته لله عز وجل، فلا بد من طلب العلم، الإنسان إن لم يطلب العلم تحرك كالبهائم تماماً، ولا بد مع طلب العلم من تحقق هذا العلم في الحركة اليومية, ولا بد من أن تجعل سعادتك بالقرب من الله عز وجل، عن طريق الصلاة والصيام والحج والزكاة.

و الحمد لله رب العالمين

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور