وضع داكن
25-04-2024
Logo
أحاديث متفرقة - الدرس : 113 - لا تحقرن من المعروف شيء.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم وننتقل اليوم إلى موضوع متعلق بالعمل الصالح أول شيء في الدرس أنك إذا سافرت إلى بلد كي تدرس كي تنال دكتوراه نقول علة وجودك في هذا البلد أن تنال هذه الشهادة وليس لك هدف إلا الشهادة، فإذا سألنا أنفسنا ما علة وجودنا في الأرض، طبعاً بعد الإيمان بالله، آمنت بالله خالقاً ومربياً ومسيراً، آمنت بالله واحداً وكاملاً وموجوداً، آمنت بكتابه، آمنت برسوله، تزوجت، لك أولاد، لك عمل، ما علة وجودك بعد أن آمنت ؟ الإنسان قبل أن يؤمن دابة متفلتة، نقول لمن آمن، لمن آمن بالله ماذا بقي عليك ؟ الذي بقي عليك يؤخذ من قوله تعالى:

﴿قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنون: 99-100]

  ما تذكر الإنسان وهو على مشارف الموت أو وهو في القبر إلا العمل الصالح لأن العمل الصالح ثمن الجنة، أنت الآن مؤمن أنك في الدنيا وأن هذه الدنيا سوف ترتحل عنها إلى الآخرة، زادك إلى الآخرة العمل الصالح، العملة المتداولة هناك العمل الصالح، دقق في المسافر معه عملة سورية أراد أن يسافر إلى أوربا يبدل باليورو إلى أمريكا بالدولار لأن العملة المتداولة هناك هي اليورو أو الدولار، لو أخذت معك النقد السوري لا قيمة له هناك، الآن المغادرة إلى الآخرة ما الشيء الذي يرفع مقامك في الآخرة ؟ أقول بعد الإيمان بالله وبأنبيائه وكتبه وملائكته والقدر خيره وشره من الله تعالى، النقطة الثانية علة وجودنا العمل الصالح لأن الإنسان حينما يغادر الدنيا يتمنى أن يعود للأرض ليعمل صالحاً، قال تعالى:

 

﴿قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً﴾

 

[ سورة المؤمنون: 99-100]

  كل إنسان يموت قد يكون يقيم مشروعاً وفي بدايته ما ورد أن يقول ربي ارجعوني لأتم هذا المشروع، كل إنسان يوجد عنده طموحات وعنده جدول أعمال وعند تخطيط للمستقبل لكن الإنسان حينما يأتيه الموت لايندم إلا على عمل صالح فاته، النقطة الثانية في الدرس إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فاسعوهم بأخلاقكم. كلما قلنا عمل صالح قد يقفز إلى أذهاننا إنفاق المال لا، إنفاق المال أحد أبواب العمل الصالح، العمل الصالح، قال تعالى:

 

﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)﴾

 

[ سورة البقرة ]

  فالذي آتاه الله علماً ينفق علمه، والذي آتاه الله جاهاً ينفق جاهه، والذي آتاه الله مالاً ينفق ماله، والذي آتاه الله طلاقة يؤلف بين المتخاصمين، فلذلك ما لم يكن العمل الصالح هاجساً وحيداً للإنسان لا يفلح، ورد في بعض الأحاديث أنه من أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه وشتت عليه شمله ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له، ومن أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة.
 النقطة الثانية أنه ما كل عمل صالح يحتاج إلى مال، مرة أحد الإخوة الأكارم امتلأ قلبه إيماناً من خلال هذه الدروس لكنه ليس متعلماً العلم الذي يجعل منه داعية، لا أنسى هذه القصة اشترى مئة شريط ووزعها على أقربائه لكن بحكمة يعطيه الشريط يقول هذه إعارة لأسبوع أدار هذه الأشرطة بين أقربائه الذين يعرفهم خلال بضعة أشهر انضم إلى المسجد عدداً لا بأس به، كلما يمضى أشهر ينضم إنسان جديد، هذا الإنسان الذي لا يتقن إلقاء الكلمة ولا نقل العلم استطاع أن ينقل هذا الشريط، أذكر أن أخ من إخوانا كان معين مدير مصبغة بفندق من أنواع الخمس نجوم نقل إلى الكويت هناك ما في عمل صالح أخذ معه أشرطة وصار يدعو من حوله من يعمل في الفندق إلى سهرة في بيته كل خميس ويقدم لهم عشاءً جيداً ويسمعهم شريطاً.
 أبواب العمل الصالح لا تعد ولا تحصى، ممكن تدعو إنساناً إلى الدرس، ممكن تعطيه شريطاً تأثرت به أنت، ممكن أن تصلح بين اثنين، الآن أذكر لكم بعض الأحاديث التي تبين أن أي عمل صالح قد يرقى بصاحبه إلى الله ومعظم الأعمال لا تكلف مالاً لكن لو أنفقت المال ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رب درهم سبق ألف درهم. أنت تملك درهمين أنفقت أحدهما أنت أنفقت نصف مالك وإنسان يملك مليونين أنفق ألف ليرة، الألف ليرة واحد من ألفين، رب درهم سبق ألف درهم، درهم تنفقه في إخلاص خير من مئة ألف درهم ينفق في رياء، درهم تنفقه في حياتك خير من مئة ألف درهم ينفق بعد مماتك، حتى الإنفاق له درجات عامل الإخلاص ونسبة المال الذي أنفقته، بالنسبة إلى مجموع المال، لذلك الدرس اليوم عن أعمال صالحة ترقى بالإنسان إلى أعلى عليين وهي لا تكلف إلا انتباهاً ويقظة.
 عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ))

 وفي رواية طليق.

 

[ مسلم، الترمذي، الدارمي ]

  والله أيها الإخوة الكرام، لا أنسى هذه القصة أخ كريم أثناء السلام قال لي هذا ابن خالتي أنا ابتسمت في وجهه وشددت على يديه وقلت للذي قدمه لي اعتنِ به وهل أعجبك الدرس يا أخي ؟ قال والله جيد. يعني طلاقة وجه وسلام حار، ثم حدثني بعد حين قال هذا قريبي كان متفلتاً بعيداً كل البعد عن أن يرتاد المساجد وعن أن ينضبط وهو غير متعلم وفقير جداً كنت ألح عليه أن يأتي معي على المسجد تقريباً لمدة عام إلى أن جاء معي هذه المرة ليستريح من إلحاحي فقط فلما سلم علي وبادلته بالمودة والابتسامة وشددت على يديه، قال له والله شيء جميل، ماذا كلفتني أيها الإخوة ؟ ابتسامة، كلفتني سلام حار، كلفتني أنني أحب كل من يأتي إلى المسجد، طالب علم لذلك (( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْيقٍ)) فالابتسامة صدقة، لك عمل عندك موظفين ممكن تفوت كهنوت مخيف من لم يأت ؟ من تأخر ؟ هات التفقد، طول بالك قل السلام عليكم، هؤلاء بشر لهم مشاعر لهم طموحات أنت معلمهم السلام عليكم كيف حالكم يا شباب مرتاحين إن شاء الله الأمور كلها تمام محتاجين إلى خدمة، أنت حينما تفعل هذا تملأ محبتك قلوبهم.
 مرة كنت في أمريكا وزرت معمل سيارات من أرقى المعمل فحدثني الخبير قال لي نحن فوجئنا أن صناعة السيارات في اليابان تفوقت على الصناعة الأمريكية بأشواط بعيدة بحيث أن كل عشر سيارات في أمريكا ثمانية منهم صنع اليابان، وكل شركة أسست معملاً في أمريكا صار في قلق أمريكا مشهورة بصناعة السيارات فأرسلت وفد إلى اليابات كي تكشف أين الخطأ ؟ أين الخلل ؟ قال لي المفاجأة لم تكن مفاجأة تقنية بل مفاجأة اجتماعية نظام العمل هناك أن مدير العمل هناك يأكل مع العمال، والعامل يسمى هناك صهر صاحب المعمل والعامل لا يسرح وله ضمان صحي وله جزء من الربح وله إجازات وله تعويض سكن تعويض انتقال وضمان صحي فهذا العامل مطمئن في هذا المعمل مستقبله مضمون لا يسرح، لا يحذف من دخله شيء لذلك أتقن عمله إتقان العمل انعكس رواجاً في البيع والشراء.
 فالنهاية أنت حينما تسلم وحينما تبتسم هذا لا يكلفك شيئاً، أنت لم تنفق كلمة طيبة، إنسان دخل المسجد وأحدث جلبة شوش على المصلين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام فلما انتهى النبي قال له زادك الله حرصاً ولا تعد، ما عنفه قال له زادك الله حرصاً ولا تعد، طيب قلبه، إنسان أراد أن يبول في المسجد، شيء مستهجن قام إليه الصحابة فخاف قال دعوه لا تزرموا عليه بوله صبوا عليه زنوباً من ماء ثم قال يا أخي هذا المكان لا يصلح له أن تبول فيه، قال اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، قال يا أخي لقد حجرت واسعاً.
 سلام، ابتسم، ابتسم فأنت مؤمن، كن مرحاً، الق أخاك بوجه طلق، سلم، صافح، اسأله عن صحته عن أولاده عن شؤونه عن حالاته، أخوانا الكرام في ملمح دقيق جداً وهو أن الله عز وجل يرشدك إلى أن الذي يستحق مساعدتك لا يسأل تحسبه غنياً من التعفف، لا يسألون الناس إلحافا وقد سماهم الله في القرآن الكريم المحروم لأنه لا يسأل فيحرم، قال تعالى:

 

 

﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)﴾

 

[ سورة الذاريات ]

  وهو متعفف ومتجمل ولا يسأل عزيز النفس، وهذا الذي يستحق أن تعطيه ماذا يبنى على هذه المقدمتين ؟ إذاً كان الذي يستحق أن يعطى لا يسأل متعفف ومتجمل إذاً من لوازم هذا التوجيه الإلهي أن تسأله أنت كلما التقيت بأخ مؤمن وأنت ميسور الحال سله عن أحواله عن وضعه العام، أعليه ديون ؟ لا تنتظر أن يأتيك من يسألك، الذي يسألك قد يكون ليس فقيراً لكن ألف أن يسأل ويقتحم عليك ويلح عليك بل ويثقل عليك، أما الذي ينبغي أن تعطيه لا يسأل إذاً يبنى على هذا الكلام أنه لا بد من أن تسأله أنت عن أحواله وعن أولاده وعن أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية وعن عمله وعن دخله هذا السؤال هو ما يسمى بالصلة، أحياناً يفهم الإنسان صلة الرحم فهماً سقيماً يكون غنياً ومترفاً له أقرباء فقراء يتفضل عليهم بالعيد يزورهم فضلت علينا يجلس دقيقتين مثل القرفانين ويمشي، ليست هذه صلة الرحم، صلة الرحم أن تزوره طبعاً أن تتفقد أحواله المعاشية الاجتماعية الدينية العلمية، تتفقد أولاده، وأن تحاول أن تقدم بعض المساعدة، وأن تحاول أن تقدم بعض الهداية، إن فعلت هذا فقد وصلت رحمك.
 أخ كريم أقسم بالله وهو عندي صادق حضر درس صلة الرحم له قريب لا يعرف شكل وجهه وهو ابن عمه، هذا النمط في تقاطع بين الأقرباء فطبق هذا الدرس ذهب إليه في العيد قال لي ما وجدته وضع له بطاقة يبدو أن هذا القريب على مستوى عال من الخلق والمال أخذ رقم الهاتف واتصل به وسأله عن بيته وزاره، ساكن في بيت تحت الأرض شمالي في رطوبة لما رأى بيته هكذا قال له أنت ابن عمي هذا البيت يسبب لأولادك الأمراض والروماتيزم قال له ابحث عن بيت أعطاه رقم يسمح له أن يشتري بيت طابق ثالث، قال لي والله ما قصدت إطلاقاً لكن هذه صلة رحم ابن عمك عنده خمسة أولاد وأنت ميسور الحال وساكن في بيت تحت الأرض وشمالي وعنده خمسة أولاد فلذلك قضية السلام والزيارة والصلة والتفقد هذا جزء من ديننا لكن الناس في تقاطع.
(( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْيقٍ))

  فالابتسامة صدقة والسلام الحار صدقة والله أيها الإخوة الكرام، حدثني أخ كريم أمضى ردحاً من حياته في بلاد الحجاز مدرساً قال لي في عندنا مدير متشدد جداً وقاسي في معاملته إذا قرع الجرس لا يحتمل أن يرى مدرساً متماهلاً في الذهاب إلى الصف، قال لي مرة صببت كأساً من الشاي وما أن انتهيت من صب الشاي في الكأس حتى قرع الجرس لا يريد أن يقع في موقف حرج مع المدير وجد أمامه عندنا اسمه آذن وعندهم اسمه فراش، أعطاه كأس الشاي هذا الفراش دهش في اليوم التالي قال له أنا صار لي سنتين ما إنسان سلم علي سلام أنت سلمت علي وأعطيتني كأس لماذا ؟ طبعاً لا يقول له لأنني أخاف من المدير، نحن أسرة واحدة هكذا يقول له بعد ذلك أنا معي ماجستير في العلوم، ما صدق شيء غريب قال دعوته إلى البيت وأعطيته موسوعة علمية وفيها صور وتعليقات قال له ابني في الحادي عشر له كم سؤال ؟ تصنع كم سؤال قال والله أجاب إجابة طليقة وقرأ باللغة الإنكليزية شيء غريب ليس عندهم أعمال اضطر أن يعمل فراشاً وهو يحمل شهادة عليا، هو غير مسلم طبعاً قال جمعته مع عدة أشخاص من أفراد ملته بجلسات أسبوعية بعد سبعة أشهر أسلموا جميعاً، القصة ما مغزاها ؟ أنت قدمت كأس شاي لإنسان وسلمت عليه بحرارة فكان سبب إسلام اثني عشر إنساناً لا تضن بسلام لا تضن بابتسامة لا تضن بسؤال عن صحته عن عمله عن أولاده، المؤمن ودود الله عز وجل قال:

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96)﴾

[ سورة مريم ]

  بعضهم فهم الآية على أن المؤمن له مع الله مودة، معنى رائع جداً لكن بعض العلماء فهم الآية على نحو آخر، قال إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً فيما بينهم فمن علامات الود أن تلقي السلام وأن تلقى أخاك بوجه طلق، حتى الإنسان في بيته إذا لم يسلم قال الشيطان لإخوته أدركتم المبيت في هذا البيت، فإذا جلس إلى الطعام ولم يسم قال أدركتم العشاء، الطعام لا يكفي لا يوجد بركة وما في تفاهم وما في جو للود في البيت في جو الانفصام والصياح، أنا والله أيها الإخوة الكرام، متألم أشد الألم لأنه في معظم الأسر صياح وسباب وقطيعة والأب بجهة والأم بجهة والأولاد ممزقون بين أمهم وأبيهم لأن الشيطان في البيت، السلام عليكم تطرد الشيطان والابتسامة تجلب الإنسان.
 الآن حديث آخر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ))

[ متفق عليه ]

  كيف تعطي ألف ليرة لإنسان الكلمة الطيبة صدقة، طبعاً أناس كثيرون يتكلمون بالكلام الطيب مع من يحبون أو مع من تكون بينهم علاقة طيبة هذا شيء طبيعي، لكن البطولة أن تنطق بالكلمة الطيبة مع من تظن أنه لا يحبك تستجلب قلبه بهذه الطريقة، في أحياناً توجس تحفظ هذا المتوجس منك هذا المتحفظ منك سلم عليه وتكلم معه كلمة طيبة، إنسان عند النبي عليه الصلاة والسلام مر إنسان آخر قال له والله إني أحبه، قال هل أعلمته ؟ قال لا، قال قم فاعلمه. الآن من السنة في أخ تحبه تحب كمال فيه تحب سمته الحسن تحب محبته تحب مودته إليك تحب عطاؤه وبذله قل له والله إني إحبك هذا من السنة، وينبغي أن يقول لك أحبك الذي أحببتني من أجله، النبي صلى الله عليه وسلم رأى صحابي جليل حامل ابنه على كتفه يحبه كثير، النبي عليه الصلاة والسلام من باب المودة قال له يا فلان أتحبه ؟ استمعوا إلى جواب هذا الصحابي الجليل قال أحبك الله كما أحبه. له ابن يحبه كثيراً لا يقوى على فراقه يأتي به إلى مجلس رسول الله وعلى أكتافه واضعه، بعد أيام غاب هذا الصحابي فالنبي تفقد قال والله مات ابنه فطلبه وعزاه بحرارة وقال له أيهما تريد أن تمتع به طوال عمرك، معك كبر صار بالثامنة عشر بالعشرين بالخمسة وعشرين زوجته ساكن معك بكل لحظة تحت الأمر إلى أن يموت الأب، أيهما أحب إليك أن تمتع به عمرك أم أن يسبقك إلى الجنة فأي أبوابها فتحها لك ؟ قال بل الثانية قال هي لك.
 تطيب خاطر هذا، والله مرة إحدى قريباتي جاءها مولود ومات بعد أشهر وبكت بكاءً لا يعقل كتبت لها هذا الحديث على الكومبيوتر على ورقة كبيرة وقدمته هدية لها والله قلب حزنها سروراً، إذا إنسان فقد أحد أولاده الصغار هذا يسبقه إلى الجنة يفتح له أي أبوابها إذا شاء.

 

((سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَهَلَكَ فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ فَحَزِنَ عَلَيْهِ فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَالِي لَا أَرَى فُلَانًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا فُلَانُ أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ أَوْ لَا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ قَالَ فَذَاكَ لَكَ))

 

[ النسائي ]

(( وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ))

 في إنسان كلامه قاسي كذاب يقول له، ممكن تنقل له عدم قناعتك بكلامه بإسلوب آخر، والله انا أرى رأياً مخالفاً لك يعني كذاب، لكن بشكل لطيف يتكلم كلاماً هذا الكلام لعله له تفسير آخر تسرعت بإعطاء هذا المعنى ممكن، سيدنا عمر مرّ على قوم يشعلون النار فقال السلام عليكم يا أصحاب الضوء ولم يقل السلام عليكم يا أصحاب النار، يا أصحاب الضوء، في باللغة يسمونها الواو الفاصلة قال له مثلاً لمريض إنسان هل زرت الطبيب يقول له لا، يرحمك الله، لو قال له لا يرحمك الله يقول له لا لم أزر الطبيب وهذا الاهتمام بي يرحمك الله عليه، فلا بد من واو فاصلة لا ويرحمك الله لو ألغيت الواو لا يرحمك الله ففي باللغة إشارات لطيفة جداً إلى دقة الكلام.
 أن تلقى أخاك بوجه طلق صدقة، أن تنطق الكلمة الطيبة صدقة هي لك صدقة، كان عليه الصلاة والسلام دققوا، يحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي بشره عن أحد، يحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي بشره عن أحد، إذا أنت شكيت بإنسان يجب أن لا تشعره بذلك الشك ضمنك تأخذ احتياط أما أنه أنا لست واثقاً منك، هذا كلام مؤلم جداً.

 

(( وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ))

  حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

. (( فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا قَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ))

[ متفق عليه ]

  لم يقل له أنت لست من أهل الجنة سبقك بها عكاشة، عود نفسك أن تقول الكلمة الطيبة قال تعالى:

 

﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾

 

[ سورة البقرة: 83]

  يمكن أن تعاشر أخ ثلاثين سنة ولا تسمع منه كلمة واحدة نابية ولا كلمة قاسية أما السباب والفحش والتفحش والمزاح الجنسي هذا ليس من صفات المؤمن، هذا الحديث:

 

(( وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ))

 

[ متفق عليه ]

  عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، عدي بن حاتم أيها الإخوة الكرام، هذا كان ملك فلما دخل على النبي عليه الصلاة والسلام كان يظن أنه سيلقى ملكاً فقال من الرجل ؟ قال عدي بن حاتم النبي عليه الصلاة والسلام كما علمنا ينزل الناس منازلهم لأنه ملك سابق طبعاً أخذه إلى بيته، قال فانصرفت معه إلى البيت في الطريق استوقفته امرأة ضعيفة مسنة تكلمه في حاجتها فوقف معها طويلاً يستمع إليها فقال في نفسه والله ما هذا بأمر ملك إنه نبي مرسل، ولما دخل سيدنا عمر على النبي عليه الصلاة والسلام وقد اضجع على الحصير فأثر في خده الشريف بكى عمر قال له يا عمر ما يبكيك ؟ قال كسرى ينام على الحرير ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير ماذا قال رسول الله ؟ قال يا عمر إنما هي نبوة وليست ملكاً في فرق كبير بين النبوة والملك، انا لست ملكاً.
 لما استوقفته المرأة وقف معها طويلاً تكلمه في حاجتها ويستمع إليها قال والله ما هذا بأمر ملك إنه نبي مرسل فلما دخل البيت معه قال: دفع إلي وسادة من أدم محشوة ليفاً فقال اجلس عليها ما في غيرها، قلت بل أنت قال بل أنت، قال فجلست عليها وجلس هو على الأرض قال إيه يا عدي بن حاتم إيه يعني تكلم، لعله إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من كثرة عدوهم، كالوقت الحالي ويم الله ليوشك أن تسمع بالمرأة البابلية تحج البيت على بعيرها لا تخاف لا تخشى أحداً الأمن مستتب لهم، ولعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم من فقرهم فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم فوالله ليوشكن أن تسمع بالقصور البابلية مفتحة عليهم. أيها الإخوة الكرام، هذا عدي بن حاتم روى عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث الشريف قال عليه الصلاة والسلام: عن عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ

: ((اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَة))

[ متفق عليه ]

  وأن تضع اللقمة في فم زوجتك هي لك صدقة، لا أقول لكم افعلوا هذا لكن إنسان ضاقت به الدنيا ما في أمامه ولا عمل صالح فصار ينظف حمامات المساجد يتقرب بها إلى الله عز وجل وقد يسبق أناساً كثيرين، أبواب الأعمال الصالحة لا تعد ولا تحصى، بل إن الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، النصيحة عمل صالح، الأمر بالمعروف عمل صالح، النهي عن المنكر عمل صالح، إطعام الطعام عمل صالح، رد السلام عمل صالح، طرح السلام عمل صالح، والعمل قيمته بنيته فكلما نمى إيمان المؤمن ارتقت نواياه الطيبة.

 

(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ))

 

[ متفق عليه ]

  لئلا يذهب بكم الظن أن كل إطعام طعام هو عمل صالح لا، يوجد أحاديث أخرى يقول عليه الصلاة والسلام: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:

(( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))

[ متفق عليه ]

  أقول لكم ما معنى إطعام الطعام أخ لك مسافر هل معقول يأكل بمطعم ؟ دخل بيتك أطعمته اعتنيت به شعر أن له أخاً بدمشق هذا إطعام طعام من أعلى مستوى، أحياناً تطعم الطعام وتجمع الناس على هذا الطعام فباجتماعهم على الطعام تدب الألفة بينهم، أنا لا أنسى أحد إخوتنا الكرام كان شارد عن الله مع أصدقاء حميمين يقتربون من الثلاثين وقد هداه الله إلى هذا الدين العظيم تمنى هذه الهداية لأصدقائه لكن أصدقاءه بعيدون عن الدين بعد الأرض عن السماء فهم لا يقرءون كتاباً دينياً ولا يسمعون شريطاً ولا يرتادون المساجد ولا يصلون بالأصل، ماذا فعل ؟ صار يدعوهم كل شهر إلى وليمة في بيته وكان يدعوني لأتكلم بعض الكلمات على عدة سنوات الآن جميعاً في المسجد، إذاً أحياناً إطعام الطعام يؤلف القلوب إطعام الطعام سبب للدعوة إلى الله إطعام الطعام يقرب المتباعدين، أحياناً صلح على طعام يصير، في أبواب لإطعام الطعام كثيرة جداً هي في الحقيقة تعد أحد أكبر العمال الصالحة لذلك قال عليه الصلاة والسلام حينما سئل

(( أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ))

 وفي حديث آخر: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ))

 إلقاء السلام أحد أسباب المودة والرحمة بين المؤمنين، في حديث آخر وأخير: عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ قَالَ حَسَّانُ فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ الْعَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِ فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً))

[ البخاري، أبو داود، أحمد ]

  منيحة العنز أي تعطيه عنزة ينتفع بحليبها، ما دون منيحة العنز:

(( مِنْ رَدِّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِ فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً))

  أيام شاحنات كثيرة في الطريق تبدل بعض العجلات وتضع أحجار كبيرة خلف العجلات قبل إقلاعها وتمشي طريق دولي وسريع وفيه حجر كبير هذا قد يودي بسيارة، بركاب، سيارة فيها أشخاص يقف ويزيح هذا الحجر، عد الصحابة ما دون منيحة العنز مِنْ رَدِّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِ فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً، إذا شخص مثلاً جالس بسيارة عامة وفي راكب واقف كبير بالسن أجلسه في مكانه هذا عمل صالح، إنسان يحمل شيئاً ثقيلاً وبالثمانين وأنت شاب عاونته بحمله، أبواب العمل الصالح لا تعد ولا تحصى، في النهاية الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق وعلة وجودك في الأرض بعد الإيمان بالله العمل الصالح، ولا يندم الإنسان على شيء حينما تدنو منيته إلا العمل الصالح، المؤمن دائماً يندم عند الموت، يندم على ساعة مضت لم يوظفها بالعمل الصالح، والعمل الصالح العظيم هو الذي يستمر بعد وفاة الإنسان، كثير في علماء دروسهم تلقى بعد موتهم ليلاً ونهاراً في كل العالم الإسلامي هذا عمل صالح، وفي مغنين أيضاً أغانيهم تنطلق في الإذاعات صباح مساء في جميع أنحاء العالم العربي بعد موتهم، وفي مساجد ينتفع بها المصلون بعد وفاة من أسسها، وفي ملاهي يهوي بها روادها بعد موت من أسسها والحياة فيها خيارين خيار الأعمال التي تؤدي إلى الجنة والأعمال التي تؤدي إلى النار، والله لا أنسى هذا المشهد دعينا إلى افتتاح مسجد في يعفور دعي معظم علماء دمشق والذي بنى المسجد كان مشرق الوجه وألقيت كلمات لطيفة خرجت من المسجد غريب على الضفة الثانية للطريق شخص أسس ملهى فيه كل أنواع الموبقات بالعالم، وازنت بين هذا وذاك يوم القيامة يقف هذا يا رب أنا أنشأت بيتاً من بيوتك لتؤدى فيه الصلوات تعقد فيه مجالس العلم، والثاني أسس مكاناً كي ترتكب فيه المعاصي الكبيرة على شتى أنواعها فأنت عند الله حجمك بحجم عملك الصالح.
 ومرة كنا نفتتح مسجد في الغوطة وجلس إلى جانبي مدير أوقاف الريف قلت له مداعباً اشكر الله فقال لي على ماذا ليس مستنكراً، أنت تفتتح مسجداً و تعين إماماً، يوجد إنسان أهم منك يفتتح ملهى و يعين راقصة، فنعمة كبيرة أن عملك في الدين، إذا شخص عمله مشروع و بالدين أفضل ألف مرة من أن لا يكون عملاً غير مشروع، أنت تبيع طعاماً، يوجد إنسان يبيع ألبسة فاضحة نسائية، فكل فتاة ترتدي هذه الثياب الفاضحة و تثير الشباب من حولها يحس بانقباض.
 فكل بطولتك أن يكون عملك وفق منهج الله، و أن تتعامل مع بضاعة لا تؤذي أحداً بها

 

تحميل النص

إخفاء الصور