- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠36برنامج جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم - قناة دبي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، بادئ ذي بدء أشكر للقائمة على جائزة القرآن الكريم الدولية هذه الدعوة الكريمة التي إن دلت على شيء فعلى حسن الظن بي ، وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنكم ، وإن رأيتن في محاضرتي ما كنتن تتوقعن منها فالحمد لله والفضل لله ، وإن لم يكن كذلك فحسبكن الله ونعم والوكيل ، والصابر يؤجر .
الإنسان كائن متحرك :
بادئ ذي بدء الإنسان في هذه الدنيا لا تصح حركته إلا إذا عرف سر وجوده ، هذه الحقيقة الأولى ، الإنسان كائن متحرك ، لماذا هو كائن متحرك ؟ لأن الله أودع فيه حاجات ثلاثة كبرى
أودع فيه حاجة إلى الطعام والشراب ، إذاً يتحرك ليكسب المال ، وليأكل ، وأودع فيه حاجة إلى الطرف الآخر ليتزوج ، وأودع فيه حاجة لتأكيد الذات حفاظاً على الذكر ، فالطعام والشراب حفاظ على الفرد ، والزواج حفاظ على النوع ، وتأكيد الذات حفاظ على الذكر ، إذاً هو كائن متحرك ولأنه متحرك يصدق أو يكذب ، يحسن أو يسيء ، ويا أيتها الأخوات الفاضلات الكريمات ، البشر على اختلاف مللهم ، ونحلهم ، وانتماءاتهم ، وأعراقهم ، وأنسابهم ، وطوائفهم ، ومذاهبهم ، وتياراتهم ، وألوانهم ، وشرائحهم ، وأطيافهم ، لا يزيدون عند الله على نموذجين ؛ النموذج الأول إنسان عرف الله فانضبط بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه ، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، وإنسان غفل عن الله ، وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة ، ولن نجد نموذجاً ثالثاً :
﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)﴾
الرد الإلهي :
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾
زواجه موفق ، حياته موفقة ، نفسيته مريحة ، راضٍ عن الله ، يشعر بالأمن ، يشعر بالتفاؤل ، يشعر أنه في جنة ، في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة . والدليل ، قال تعالى :
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
المرأة في الإسلام مكرمة أعظم تكريم :
أيتها الأخوات الفاضلات ، المرأة في الإسلام مكرمة أعظم تكريم ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( أكرموا النساء ، فو الله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن لئيم ))
وفي زيادة بالحديث : وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً.
ما هو أعلى شيء في الإسلام ؟ الجهاد في الإسلام ذروة سنام الإسلام ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( اعلمي أيتها المرأة ، وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ))
لذلك علة وجودنا على وجه الأرض أن نعبد الله ، الدليل :
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
العبادة في أدق تعاريفها : طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية . هذا كلام دقيق ، علة وجودنا أن نعبد الله ، لذلك مرة أخت كريمة اتصلت بي في دمشق تشكو لي مشكلة تعاني منها مع زوجها ، قلت هذه الكلمة وهي والله تمشي في دمي : المرأة المؤمنة الطاهرة إذا عرفت ربها هي أكبر من أكبر مشكلة ، أما إذا ما عرفت ربها هي أصغر من أصغر مشكلة ، لذلك مثلاً أيعقل أن يخطب النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فتعتذر ؟ لماذا رشحت ؟ لأن تكون السيدة الأولى في المجتمع ، فاعتذرت ، فلما سألها قالت : يا رسول الله لي خمسة أولاد ، أخاف إن قمت بحقك أن أقصر بحقهم ، وأخاف إن قمت بحقهم أن أقصر بحقك . فأكبرها النبي صلى الله عليه وسلم أيما إكبار ، هكذا ربا النبي الصحابيات :
(( أول من يمسك بحلق الجنة أنا ، فإذا بامرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي ، قلت : من هذه يا جبريل ؟ قال : هي امرأة مات زوجها ، وترك لها أولاداً فأبت الزواج من أجلها ))
ربت أولادها .
أعظم مهمة أنيطت بالمرأة تربية الأولاد :
أعظم مهمة أنيطت بالمرأة تربية الأولاد ، شهاداتها أولادها ، إذا دفعت إلى المجتمع أولاد صالحين صادقين أمناء أعفة يخدمون أمتهم فكل أعمالهم في صحيفتها والدليل :
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾
كل أعمال ذريتهم إلى يوم القيامة في صحيفة الأم التي ربت ولدها ، لذلك من جاءته بنت فأحسن تربيتها فأنا كفيله في الجنة ، يعني أي بيت فيه بنت ربيت تربية عالية فالأم والأب إلى الجنة ، لذلك أنا أقول هناك عبادة عامة :
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
العبادة ، فعلة وجودنا العبادة ، العبادة بأوسع معانيها ، قد يتوهم المسلمون أن العبادة كما قلت قبل قليل : طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
يوجد في هذا التعريف جانب معرفي ، أي طلب العلم فريضة على كل مسلم ، معنى مسلم هنا يعني على كل شخص مسلم ، عند علماء الأصول المسلم هنا على كل شخص مسلم ذكراً كان أم أنثى ، لذلك المرأة المؤمنة الصادقة حينما تطلب العلم تطلبه أداءً لفريضة فرضها الله عليها ، والآن العلم مبذول والحمد لله ، لذلك المرأة إذا علمنا فتاةً ماذا فعلنا ؟ علمنا أسرة ، أما إذا علمنا شاباً علمنا واحداً .
عبادة الهوية :
أيتها الأخوات الفضليات ، العبادة إذاً : طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية . هناك ما يسمى بعبادة الهوية ، أنت من ؟ أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، غير الصلوات الخمس والصيام والحج والزكاة هذه عبادة شعائرية على جميع المسلمين من دون استثناء ، أما العبادة التعاملية هناك عبادة الهوية أنت من ؟ أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت قوي ، صاحب منصب رفيع ، العبادة الأولى إحقاق الحق وإبطال الباطل ، القوي بجرة قلم يحق حقاً ويبطل باطلاً ، ويقر معروفاً ويزل منكراً ، ويقرب مخلصاً ناصحاً ويبعد فاجراً منافقاً .
أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت قوي العبادة الأولى إحقاق الحق وإبطال الباطل ، سيدنا عمر جاءه ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم مسلماً ، وفي أثناء طواف جبلة حول الكعبة داس بدوي من فزارة طرف ردائه ، فالتفت جبلة نحو البدوي وضربه ضربة هشمت أنفه ، هذا بدوي من عامة الناس بالتعبير المعاصر من سوقتهم ، من دهمائهم ، فما كان من هذا البدوي إلا أن شكا جبلة إلى عمر ، فاستدعى عمر جبلة إلى مجلسه ، ودار بينهما حوار ، صاغه أحد الأدباء المعاصرين في الشام شعراً ؛ قال عمر لجبلة : أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح ؟ قال جبلة : لست ممن ينكر شياً ، أنا أدبت الفتى ، أدركت حقي بيدي . فقال عمر : أرضِ الفتى ، لا بد من إرضائه ، مازال ظفرك عالقاً بدمائه أو يهشمن الآن أنفك ، و تنال ما فعلته كفك . قال : كيف ذلك يا أمير ؟ هو سوقة ، وأنا عرش وتاج ؟ كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً ؟ فقال عمر : نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها ، أقمنا فوقها صرحاً جديداً ، وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً . فقال جبلة : كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز ، أنا مرتد إذا أكرهتني .فقال عمر : عنق المرتد بالسيف تحز ، عالم نبنيه كل صدع فيه يداوى ، وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى.
أنت قوي العبادة الأولى إحقاق الحق ، هذه تمهيد ، لكن أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت عالم عبادتك الأولى تعليم العلم :
﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ (39)﴾
عبادة المرأة الأولى رعاية الزوج والأولاد :
الآن محط الشاهد أنت امرأة عبادتك الأولى رعاية الزوج والأولاد :
(( أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة ))
(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ـ يعدل الجهاد في سبيل الله ـ ))
نظام الإسلام أساسه الأسرة ، والمربية الأولى في الأسرة هي الزوجة ، هذه التي سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات ، هذه التي رآها عمر وهو يركب دابته فنزل عن دابته وتأدب أمامها ، فلما سأله بعضهم : ما هذا ؟ قال : لقد سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات أفلا أصغي إليها ، قالت : يا رسول الله ! إن زوجي تزوجني وأنا شابة ، ذات أهل ، ومال ، وجمال ، فلما كبرت سني ، ونثر بطني ، وتفرق أهلي ، وذهب مالي ، قال : أنتِ عليّ كظهر أمي ولي منه أولاد ، الآن دققوا : إن تركتهم إليه ضاعوا أنا أربيهم ، وإن ضممتهم إلي جاعوا ، هو يعمل ويكسب رزقاً ليطعمهم ، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أنزل الله عليه :
﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾
إذاً المرأة عبادتها الأولى تربية الأولاد ، هذه شهادة كبرى ، وكل ولد شهادة ، وكل ولد دكتوراه ، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أول من يمسك بحلق الجنة أنا ، فإذا بامرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي ، قلت : من هذه يا جبريل ؟ قال : هي امرأة مات زوجها ، وترك لها أولاداً فأبت الزواج من أجلها ))
المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية :
إذاً العبادة الأولى رعاية الزوجة والأولاد ، المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف ، وفي التشريف ، وفي المسؤولية ، لذلك قال تعالى :
﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً(35)﴾
وقال :
﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾
المودة والرحمة بين الزوجين من خلق الله عز وجل :
أيتها الأخوات الكريمات ، الله عز وجل يقول :
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (22)﴾
السماوات والأرض من آياته الدالة على عظمته ، والكون كله سماوات وأرض ، السماوات والأرض مصطلح قرآني نعني به الكون :
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (22)﴾
وقال :
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (37)﴾
الآن دققن ، ومن آياته الدالة على عظمته كما أن الكون من آياته ، وكما أن الشمس والقمر من آياته ، وكما أن الليل والنهار من آياته :
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً (21)﴾
المودة والرحمة بين الزوجين من خلق الله عز وجل ، وأنا أدعو أخواتي الفضليات أن أي بيت فيه بعض التشويش ، فيه بعض المشاحنة ، بعض الإعراض ، هذه حالة مرضية ينبغي أن تعالج :
(( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا ))
المودة تعبير مادي عن الحب :
أنا حينما أكون مستقيمة على أمر الله ، وحينما يكون الزوج مستقيماً على أمر لله فالود مستمر ومتنامي ، يعني هناك من يتوهم أن هذا الود بين الزوجين لفترة بسيطة ، أنا أذكر في حالة غير صحيحة أن في الخطبة مكالمة بين خطيبين دامت ثلاث عشرة ساعة ، بعد سنتين ما فيه ينطق بكلمة في البيت ، سكت ، ما الذي حدث ؟ هذه حالة مرضية ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( الحمد لله الذي رزقني حب عائشة ))
من علامات إيمان المؤمن والمؤمنة أنه يحب زوجته ، وزوجته تحبه :
﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾
ما المودة وما الرحمة ؟ الحقيقة في القرآن الكريم ما في ترادفات ، الاختلاف في المبنى دليل اختلاف في المعنى ، العلماء قالوا : المودة تعبير مادي عن الحب حينما تكون الزوجة ملأ سمع زوجها وبصره ومحققة لطموحه ، وحينما يكون الزوج ملأ سمع زوجته وبصرها ومحققاً لطموحها ينشأ بينهما الحب يعبر عنه بالابتسامة ، كان إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً ، كان يقول :
(( أكرموا النساء ، فو الله ما أكرمهن إلا كريم ))
كانت إذا دخلت عليه فاطمة وقف لها ، حينما جاءته فاطمة ضمها وشمها وقال : ريحانة أشمها وعلى الله رزقها ، النبي صلى الله عليه وسلم علمنا دروس لا تنتهي ، فلذلك المودة هو التعبير المادي ؛ الابتسامة ، الهدية ، الاعتذار ، لكن لا سمح الله ولا قدر ، لا سمح الله ولا قدر ، لا سمح الله ولا قدر ، المرأة أصيبت بمرض والمرض موجود ، ما الذي يحل محل المودة ؟ الرحمة :
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾
هذا من خلق الله فأنا أسمع في دمشق بمئات عقود القران ، الذي أجرى العقد يقول : على كتاب الله وسنة رسوله ، يا ترى الزوجان هل عرفا كتاب الله وسنة رسوله ؟ في ماليزيا تجربة رائعة جداً حينما ارتفعت نسب الطلاق ، المسؤولون في ماليزيا أنشؤوا مدرسة ، لا يعقد عقد قران بين خطيبين إلا إذا نجحا في هذه المدرسة ، ستة أشهر يتعلمن النساء في المدرسة حقوق الزوج ، واجبات الزوجة ، مسؤولية الزوجة ، الآداب ، تربية الأولاد ، ويتعلم هو حقوق الزوجة ، واجبات الزوج ، مسؤولية الزوج ، العلم أساس .
البيت يجب أن يبنى على العلم:
إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، لكن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، لذلك البيت يجب أن يبنى على العلم ، المرأة حينما تعرف واجباتها ، والزوج حينما يعرف واجباته ، هذا الركب سار في بر الأمان ، حقق الهدف ، فلذلك ما في مشكلة إلا سببها الجهل ، والدليل أن الإنسان مفطور على حب وجوده ، وعلى حب كمال وجوده ، وعلى حب سلامة وجوده ، وعلى حب استمرار وجوده ، من أين يأتي الشقاء ؟ من الجهل ، فلذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، لكن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً .
أيتها الأخوات الفاضلات ، أحد أكبر أسباب الشقاق الزوجي ، أنا لا أتكلم من فراغ ، أنا أتكلم من واقع مر يعيشه المسلمون ، في خصومات ، في شحناء ، في بغضاء ، حتى في آية من أروع الآيات قبل أن أتلوها على مسامعكم هذه الآية تنطبق على الزوجين ، وعلى الشريكين ، وعلى الصديقين ، وعلى الأخوين ، وعلى الجارين ، وعلى الزميلين ، وعلى الأسرتين ، وعلى العائلتين ، وعلى القبيلتين ، وعلى العشيرتين ، وعلى الشعبين ، وعلى الأمتين ، وعلى الحضارتين ، في غير ذلك ، الآية :
﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾
لذلك :
(( مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا ))
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً (21)﴾
البطولة أن تعبد المرأة ربها فيما أقامها :
الزوجة حينما تتقدم إلى زوجها إلى نصف الطريق ، وهو إذا تقدم إليها إلى نصف الطريق ، كانا مأجورين معاً على انهما توافقا ، ومن الذي يقطف هذه الثمار ؟ الأولاد فلذلك قال تعالى :
﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ (228)﴾
أرأيتم آية أوضح من هذه الآية ،
﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾
هي درجة القيادة ، كيف عندنا طيار ومعاونه ، في ربان سفينة ومعاونه ، الطيار ومعاونه بينهما مسافة قليلة جداً ، لكن بالأزمات القرار لواحد ، هذه درجة القيادة ، لذلك أيتها الأخوات المرأة حينما تتعرف إلى ربها ، وتتعرف إلى واجباتها ، تعبد ربها فيما أقامها ، البطولة أن تعبد المرأة ربها فيما أقامها ، أقامها زوجة ، هناك إنسانة تقصر في حق أولادها ، فلذلك تدفع الثمن باهظاً ، الآن أنا أقول لكم كلمة من القلب : لم يبقَ في أيدي المسلمين حقيقة من ورقة رابحة إلا أولادنا ، وأنا أقول : إذا بلغت أعلى منصب في العالم ، وجمعت أكبر ثروة في الأرض ، وتحمل أعلى شهادة في العالم ، ولم يكن الابن كما تتمنى فأنت أشقى الناس ، قال تعالى :
﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً(74)﴾
أنا أتمنى صلاح البيوت ، القاضي شريح ، هذا قاضي لقيه صديقة الفضيل ، فقال له : يا شريح كيف حالك في بيتك ؟ قال : والله منذ عشرين عاماً لم أجد من يعكر صفائي .
والله أيتها الأخوات أنا أحد أصدقائي توفيت والدته عمرها ثمانون عاماً ، والده تسعون عاماً ، حضرت التعزية ، بكى الأب بكاء غير طبيعي ، هل ماتت بالسابعة عشر ؟ بالثمانين ماتت ، فلما انتهت التعزية حاولت أن أخفف عنه ، قال لي : والله يا بني عشت معها خمساً وخمسين سنة ما نمت يوماً وأنا غاضب منها ، هكذا كانت بيوتات المسلمين مودة ومحبة ورحمة ، فالآية التي تنطبق على كل الحالات :
﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾
قصة القاضي شريح مع زوجته :
لذلك قال : والله منذ عشرين عاماً لم أجد من يعكر صفائي . قال : وكيف ذلك يا شريح ؟ قال : خطبت امرأة من أسرة صالحة ، فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً ، يقصد صلاحاً في دينها ، وكمالاً في خَلقها ، ما في أروع من امرأة فقيهة ، ما في أروع من امرأة تعرف ربها ، وتعرف واجبها تجاه ربها ، وواجبها تجاه زوجها وأولادها ، في مرة زوج نصح زوجته ، قال لها : إن في خلقي سوءً ، قالت له : إن أسوأ خلقاً منك من حاجك لسوء الخلق .
قال : والله منذ عشرين عاماً لم أجد من يعكر صفائي . قال : وكيف ذلك يا شريح ؟ قال : خطبت امرأة من أسرة صالحة ، فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً ، فصليت ركعتين شكراً لله على نعمة الزوجة الصالحة ، فلما سلّمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي ، وتسلم بسلامي ، وتشكر شكري ، فلما خلا البيت من الأهل والأحباب دنوت منها ، فقالت لي : على رسلك يا أبا أمية انتظر ، فقامت فخطبت ، قالت : أما بعد ، يا أبا أمية إني امرأة غريبة لا أعرف ما تحب ولا ما تكره ، فقل ما تحب حتى آتيه ، وما تكره حتى أجتنبه ، ويا أبا أمية لقد كان لك من نساء قومك من هي كفء لك ، وكان لي من رجال قومي من هو كفء لي ، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله وسنة رسوله ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ، فاتقِ الله فيّ وامتثل قوله تعالى :
﴿ فإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾
ألقت أمامه خطبة وقعدت ، هو ليس ينوي أن يخطب ، قال : فألجأتني إلى أن أخطب ، وقفت ، وقال : أما بعد ، فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكن لك ذخراً وأجراً ، وإن تدعيه يكن حجة عليك ، أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا ، ما وجدت من حسنة فانشريها ، وما وجدت من سيئة فاستريها .
صحة الأولاد النفسية أساس الوفاق بين الأبوين:
يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( إني أكره المرأة تخرج من بيتها تشتكي على زوجها ))
المؤمنة ستيرة والفاسقة فضاحة ، المؤمنة تبقي أي خلاف بينها وبين زوجها فقط، أما غير المؤمنة فضاحة ، لذلك لما الله عز وجل أعطى حلولاً للناشزات :
﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾
لماذا في المضاجع ؟ لو هجرها إلى غرفة ثانية الأمر كشف أمام الأولاد ، الهجر في غرفة النوم فقط ، من أجل أن يبقى هذا بين الزوجين فقط ، والخطأ أكبر خطأ أن يصل الخلاف إلى الأولاد ، لأن صحة الأولاد النفسية أساس الوفاق بين الأبوين ، قبل فترة لي أخ من أخواننا في المسجد ، قال لي : أنا أتناقش مع زوجتي ارتفع صوتي ، رفعت صوتها ، فبكى الصبي ما تحمل ، الابن الصغير سعادته بالوفاق بين الزوجين ، أنا أقول لأخواتنا الكرام الإنسان حينما يكون عنده أولاده يضع حظوظه من الزواج تحت قدمه من أجل أولاده ، فلذلك المرأة التي تعتني بأولادها لها عند الله مكانة كبيرة ، إن الملائكة في السماء والحيتان في البحار تصلي على معلم الناس الخير ، والابن أغلى شيء في حياة أمه وأبيه ، أنا أقول دائماً : الآخرون أنت لهم وغيرك لهم ، أما أولادك من لهم غيرك ، أنا أتمنى كما عندنا جهاد والجهاد ذروة سنام الإسلام ، في عندنا دعوة إلى الله ، في عندنا إلقاء كلمات ، عقد مؤتمرات ، والمرأة يمكن أن تصل إلى أعلى درجة في الجنة من بيتها ، من رعاية زوجها ، كلما ازداد هذا الفقه في حياتنا كلما أصبحت الأسر متماسكة ، أسر سعيدة ، بيوت المسلمين ليست سعيدة وليست مستقرة بسبب التقصير في أداء العبادات ، الله عز وجل قال :
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾
من علا صياحه في البيت جرحت عدالته :
بيت تقام فيه الصلوات ، هذه الصلاة تشيع في البيت المودة والمحبة والسكينة ، في عندنا بالفقه حكم لطيف جداً أنه : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروءته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوته ، وحرمت غيبته ، في عندنا بحث اسمه العدالة والضبط ، الضبط صفة عقلية ، والعدالة صفة نفسية
فالمؤمن يتمتع بالضبط والعدل ، فمن عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروءته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوته ، وحرمت غيبته ، الآن الفقهاء عددوا ثلاثة وثلاثين حالة لا تسقط العدالة لكنها تجرحها ، أحياناً إبريق يكسر يحطم بمطرقة ، أحياناً يُشْعَر ، في عندنا حالة اسمها جرح العدالة ، من علا صياحه في البيت جرحت عدالته ، وفي موضوعات ثانية قد لا يعني الأخوات الكريمات ولكن نذكرهم ، من أطلق لفرسه العنان جرحت عدالته ، السرعة بالسيارة الزائدة تجرح العدالة ، من تنزه في الطرقات ـ في طرقات فيها تفلت ـ جرحت عدالته ، إذا أكل لقمة من حرام جرحت عدالته ، إذا طفف بتمرة بالميزان جرحت عدالته ، إذا قاد برذوناً أي حيواناً مخيفاً ليخيف الصغار ، من أكل في الطريق جرحت عدالته ، من مشى حافياً ، إلى آخره ، في عندنا ثلاثة وثلاثين حالة تجرح العدالة ، لكن أنا ذكرت الحالات من أجل حالة واحدة ، من علا صياحه في البيت جرحت عدالته .
أما بعد ، فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكن لك ذخراً وأجراً ، وإن تدعيه يكن حجة عليك ، أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا ، أعطاها قائمتين ، ما وجدت من حسنة فانشريها ، وما وجدت من سيئة فاستريها ، المرأة المؤمنة ستيرة ليست فضاحة . قالت: كيف نزور أهلي وأهلك ؟ في جلسة مفاوضات أول الزواج ، قال : نزورهم غباً مع انقطاع بين الحين والحين لئلا يملونا . وفي الحديث الشريف :
(( زر غِبَّاً تزدد حبَّاً ))
قالت : فمن من الجيران تحبَّ أن أسمح لهنَّ بدخولِ بيتك ومن تكره ؟ قال : بنو فلان قومٌ صالحون ، وبنو فلان قومٌ غير ذلك ، ما قال لها سيئون ، قال غير ذلك ، قال : ومضى عليَّ عامٌ جئت إلى البيت فإذا أم زوجتي عندنا ، فلمَّا دخلت رحَّبتُ بها أجمل ترحيب قالت لي أمها : يا أبا أمية كيف وجدت زوجتك ؟ قلت : والله هي خير زوجة ، قالت : يا أبا أميَّة ما أوتي الرجال شراً من المرأة المدلَّلة فوق الحدود ، فأدِّب ما شئت أن تؤدِّب ، وهذِّب ما شئت أن تهذِّب ، ثم التفتت إلى ابنتها تأمرها بحسن السمع والطاعة . ومضى علي عشرون عاماً لم أجد ما يعكر صفائي إلا ليلة واحدة كنت فيها أنا الظالم .
نبي هذه الأمة وأكبر داعية في العالم كان زوجاً ناجحاً :
والله يا أخواتي الكريمات ، أحياناً يقول الشخص : لها عندي عشرون سنة ما نمت يوماً مرتاحاً ، هنا بالعكس عشرين سنة ما انزعج منها يوم ، إذا البيت فيه ود ومحبة ، دائماً كلامي دقيق أقوله الحب يصنع بأيدينا ، في مقولة شيطانية أنه بعد سنتين أو ثلاثة حياة روتينية مملة ، هذا كلام الشياطين ، لأن الشيطان له مهمة واحدة أن يفرق بين الزوجين ، أن يكره الزوج بزوجته وأن يكره الزوجة بزوجها ، فالمؤمنة الصادقة تقدم دلائل محبتها لزوجها وتعبر عن ذلك ، في شخص لا ينطق بكلمة في البيت ولا بكلمة لطيفة ، هذا خطأ كبير .
في موضوع اسمه أسباب الشقاق الزوجي ، أحياناً الحديث في البيت يُحدث مودة يستمع الإنسان لزوجته يعمل مودة ، السيدة عائشة سألت سيد الخلق وحبيب الحق ، سألته : كيف حبك لي ؟ قال لها : كعقدة الحبل ، عقدة لا تفك ، تسأله من حين لآخر كيف العقدة ؟ فيقول على حالها . مع أنه كان نبي هذه الأمة وأكبر داعية في العالم كان زوجاً ناجحاً .
مرة وكان يستمع إلى زوجته ، حدثته عن أبي زرع وأم زرع ، وكانا زوجين مثاليين ، لكنها تأسفت أشد الأسف حينما أعلمته في النهاية أنه طلقها ، فكان عليه الصلاة والسلام رفيقاً بها ، فقال لها : أنا لك كأبي زرع لأم زرع ، غير أني لا أطلقك .
أنا الذي أتمناه على كل أخت كريمة أن تراجع حساباتها مع ربها ، يجب أن تكون المودة بينها وبين زوجها في أعلى مستوى ، تصنع هي ذلك بنفسها ويصنع هو ذلك بنفسه ، بالتفاهم والود والمحبة يعيش الإنسان حياة هانئة ، والعمر قصير ، تجدهم يحاربوا بعضهم شهر شهرين ثلاثة ، هذه ليست حياة ، فلذلك هذه زوجة شريح قالت له : إن أسوأ خلقاً منك من حاجك لسوء الخلق . إنسانة فقيهة .
أيتها الأخوات الكريمات ، أنا أجد العبادة الأولى للمرأة الأولى ، تقول لك : أنا لا أحبس في البيت ، هذا الطيار الذي عنده ستمئة راكب جالس في غرفة صغيرة ، في كبينة القيادة ، محبوس بالكبينة ، أما سلامة الستمئة راكب بيده ، فلما المرأة تشاهد أن بيتها جنة وبيتها مكان تربية أولادها ، لا تقول : أنا حبست في البيت ، بالعكس هي طليقة ، لكن أعلى شهادة تملكها المرأة تربية أولادها ، أسأل الله التوفيق والنجاح لي ولكن .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .