2007-01-13
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
السنة النبوية من دعائم هذا الدين :
أيها الأخوة الكرام ، مع درس جديد من دروس فقه السيرة النبوية
ذلك لأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي أقواله ، وأفعاله ، وإقراره ، وصفاته ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بمفرده ، لذلك أقواله سنة ، وأفعاله سنة ، وإقراره سنة ، وصفاته سنة أي منهج ، والله عز وجل قال :
﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾
أي أن كل كلمة قالها النبي عليه الصلاة والسلام وحي غير متلو ، لأن الله عز وجل يقول :﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾
أقواله تشريع ، لذلك هناك وحيان : وحي متلو ، ووحي غير متلو ، الأحاديث الشريفة وحي غير متلو ، وسلوكه وحي غير متلو ، وإقراره وحي غير متلو .(( أوتيت القرآن ومثله معه ))
وهناك من يقول : يكفينا القرآن الكريم ، مع أن القرآن الكريم يقول :﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
إذاً : أن تحتفي بمواقف النبي ، بإنسانية النبي ، برحمة النبي ، بعدل النبي ، بتواضع النبي ، بإنصاف النبي ، وأن تجعل نفسك تطمح أن تكون على طريقه ، وعلى خطاه فأنت مؤمن، أما إذا كنت لا تعنيك السيرة إطلاقاً فأنت تبحث عن شيء آخر ، أنت إذاً لا ترجو الله واليوم الآخر ، لأن الله عز وجل يقول :﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
محبة النبي صلى الله عليه وسلم عين محبة الله :
أريد في هذا الدرس أن أقف قليلاً عند أهمية هذه السيرة النبوية العطرة ، الحقيقة هناك مثالية نجدها في الكتب ، قد نقرؤها ، ونعجب بها ، ولكنها لا تكفي لتحفيزنا إلا أن نطبقها، ما الذي يحفزنا إلى تطبيق السيرة ؟ حينما ترى أنك إنسان بشر .
(( إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ، وأغضب كما يغضب البشر ))
ويقول عليه الصلاة والسلام :(( أوذيت في الله وما يؤذى أحد ، وأخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال ))
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
بل إن الله جل جلاله لن يقبل دعوى محبته إلا بالدليل ، قال تعالى :﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾
معنى ذلك أن الذي لا يفكر أن يتبع سنة النبي العملية ، ولا يفكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أسوة له في حياته فهو بنص القرآن الكريم لا يحب الله :﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾
﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه ﴾
بضمير المفرد ،﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ ﴾
بحسب قواعد اللغة ترضوهما ، لأن الله قال :﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه ﴾
قال العلماء : إرضاء الله عز وجل عين إرضاء النبي ، وإرضاء النبي عليه الصلاة والسلام عين إرضاء الله ، ومحبة الله عين محبة النبي ، ومحبة النبي عين محبة الله ، لذلك محبة النبي فرع من محبة الله ، فالذي لا يحب النبي لا يحب الله ، والذي يحب النبي يحب الله .(( يا عمر كيف أصبحت ؟ قال : والله با رسول الله أصبحت أحبك أكثر من أهلي وولدي والناس أجمعين إلا نفسي التي بين جنبي ، قال : يا عمر لم يكمل إيمانك ، بعد حين جاءه وقال : الآن يا رسول الله أصبحت أحبك أكثر من أهلي ، وولدي ، ومالي ، حتى نفسي التي بين جنبي ، فقال عليه الصلاة والسلام : الآن يا عمر ))
الصلاة معراج المؤمن :
أيها الأخوة ؛ يقول بعض الصحابة الكرام ، وهو سيدنا سعد بن أبي وقاص : ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس ، وكلمة رجل في القرآن لا تعني أنه ذكر ، وفي السنة لا تعني أنه ذكر ، بل يعني القرآن بكلمة رجل أنه بطل .﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾
﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ﴾
فكلمة رجل لا تعني أنه ذكر ، تعني أنه بطل ، سيدنا سعد بن أبي وقاص استخدم هذا المعنى فقال : ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس - ما هذه الثلاثة ؟ - يقول هذا الصحابي الجليل : ما صليت صلاة فشغلت نفسي بغيرها حتى أنصرف منها .(( الصلاة عماد الدين ))
من أقامها فقد أقام الدين ، ومن هدمها فقد هدم الدين ، والصلاة معراج المؤمن .(( الصلاة ميزان ، فمن أوفى استوفى ))
من وفى الاستقامة حقها استوفى من الصلاة ثمراتها .شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبأني بأن الــــعــــــــــلم نــــــــــور ونـور الله لا يُهدى لعاصـــي
***
(( ليس كل مصلّ يصلي ، إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي ، وكف شهواته عن محارمي ، ولم يصر على معصيتي ، وأطعم الجائع ، وكسا العريان ، ورحم المصاب ، وآوى الغريب كل ذلك لي ، وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوأ عندي من نور الشمس على أن أجعل الجهالة له حلماً ، والظلمة نوراً ، يدعوني فألبيه ، ويسألني فأعطيه ، ويقسم علي فأبره ، أكلأه بقربي ، وأستحفظه ملائكتي ، مثله عندي كمثل الفردوس لا يتسنى ثمرها ولا يتغير حالها ))
النبي الكريم أسوة لنا :
قال سيدنا سعد : ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس ، ما صليت صلاةً فشغلت نفسي بغيرها حتى أنصرف منها ، ولا سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول - ونحن قبل هذا الدرس صلينا على أحد الموتى المسلمين ، هل فكر واحد منا أنه لا بد من يوم يكون في نعش ، ويدخل إلى المسجد لا ليصلي ، بل ليصلى عليه ؟ وبعدها تذهب هذه الجنازة إلى مقبرة ، وبعدها يوضع في القبر ، ويحاسب عن كل شيء ؟- ولا سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها .
ورد في بعض الآثار أن الميت ترفرف روحه فوق النعش ، تقول : يا أهلي ، يا ولدي، لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي ، جمعت المال مما حلّ وحرم ، فأنفقته في حله وفي غير حله ، فالهناء لكم ، والتبعة عليّ .
ورد في بعض الأحاديث :
(( فو الذي نفس محمد بيده ما من بيت إلا وملك الموت يقف فيه في اليوم خمس مرات ، فإذا رأى أن العبد قد انقطع رزقه ، وانقضى أجله ، ألقى عليه غمّ الموت فغشيته سكراته ، فمن أهل البيت الضاربة وجهها ، والصارخة بويلها ، والممزقة ثوبها ، يقول لهم ملك الموت : فيمَ الفزع ؟ ومم الجزع ؟ ما أذهبت لواحد منكم رزقاً ، ولا قربت له أجلاً ، وإني لي فيكم لعودة ، ثم عودة ، حتى لا أبقي منكم أحداً ، فوالذي محمد بيده لو سمعوا كلامه ، ورأوا مكانه ، لذهلوا عن ميتهم ، ولبكوا على أنفسهم ))
(( لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعاماً على شهوة أبداً ، ولا شربتم شراباً على شهوة أبداً ، ولا دخلتم بيتاً تستظلون به ، ولمررتم إلى الصعدات تلدمون صدوركم ، وتبكون على أنفسكم ))
ولا سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها - ولكن الشاهد في الثالثة ، هنا الشاهد - ولا سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى .﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
المؤمن الصادق إذا قرأ سيرة النبي كيف إذا دخل بيته ألقى على أهله السلام ، وكيف إذا دخل بيته كان بسّاماً ضحّاكاً وكيف يقول عن النساء :(( أكرموا النساء ، فوالله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن لئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً))
كيف كان عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله ، يخصف نعله ، ويرفو ثوبه ، ويكنس بيته ، وكان في مهنة أهله .(( علموا ، ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف ))
(( غضبت أمكم ، غضبت أمكم ))
كان زوجاً ناجحاً ، كان أباً ناجحاً ، كان صديقاً وفياً ، كان جاراً .(( يا أخي ، لقد حجرت واسعاً ))
(( هون عليك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة ))
كان مع أصحابه في سفر أرادوا أن يعالجوا شاة ، قال أحدهم : عليّ ذبحها ، وقال الثاني : عليّ سلخها ، وقال الثالث : عليّ طبخها ، فقال عليه الصلاة والسلام : وعليّ جمع الحطب ، قالوا : يا رسول سلله نكفيك ذلك ، قال : أعلم أنكم تكفونني ، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه .النبي الكريم قدوة لنا في فقره و غناه و قهره ونصره :
في فقره : دخل عليه الصلاة والسلام بيته ، فقال :
(( هل عندكم من طعام ؟ ـ لا يوجد شيء إطلاقاً ـ قالوا : لا ، قال : فإني صائم ))
رأى زعيم قبيلة وادياً من الغنم لرسول الله فقال :(( لمن هذا الوادي ؟ قال : هو لك قال : أتهزأ بي ؟ قال : لا والله هو لك ، قال : أشهد أنك رسول الله تعطي عطاء من لا يخشى الفقر ))
هو قدوة لنا في فقره ، وقدوة لنا في غناه ، قدوة لنا في قهره ، في الطائف قهر والآن المسلمون يقهرون في العالم ، قال :(( يا رب ، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ، ولك العتبى حتى ترضى ، لكن عافيتك أوسع لي ))
سمح له أن ينتقم منهم ، جاءه ملك الجبال ، قال : يا محمد ، أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك ، لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين ، قال : لا يا أخي ، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون .((ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ))
((إن العين لتدمع ، وإن القلب ليخزن ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون ))
امتحن نجح بامتحان موت الولد ، طُلقت بنتاه ، فامتحن فنجح بالامتحان ، اتهمه المنافقون بأن زوجته زانية ، في حديث الإفك ، فصبر ، حتى برأها الوحي من فوق سبع سماوات، لما برأها الوحي كان عنده الصديق فقال لابنته : قومي فاشكري رسول الله ، السيدة عائشة قالت : والله لا أقوم إلا لله ، فتبسم عليه الصلاة والسلام ، وقال : عرفت الحق لأهله .﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
(( كنتُ لك لأبي زرع لأم زرع ، غير أني لا أطلقك ))
ما لم تكن سيرة النبي في مخيلتنا ، ما لم تكن هذه الشخصية الفذة ، شخصية النبي بأخلاقه ، بشمائله ، بتواضعه ، برحمته ، بإنصافه ، بعدله أمامنا نبراساً لنا ففي الإيمان ضعف وخلل .(( ليس منا من لم يجل كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه ))
هكذا قال عليه الصلاة والسلام ، فيا أيها الأخوة ، ليس القصد أن نستمع لهذه الأخبار عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، القصد أن تترجم هذه السيرة إلى واقع نعيشه .معرفة سيرة النبي فرض عين على كل مسلم :
لذلك النقطة الدقيقة جداً أن معرفة سيرة النبي فرض عين على كل مسلم ، السبب أن هناك قاعدة أصولية تقول : ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض ، الصلاة تتم من دون وضوء ؟ الصلاة فرض والذي لا يتم إلا به فهو فرض أيضاً ، الوضوء فرض ؟
إذا قال الله لعباده المؤمنين :
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾
بصراحة كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لنا إن لم نعرف سيرته ؟ كيف تعالج ضغطك المرتفع وهو القاتل الصامت إن لم تعرف أنك مصاب بالضغط ؟ تماماً معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم ، لأن الله يقول :﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾
ولا يمكن أن يكون النبي أسوة لنا إلا إذا عرفنا ماذا فعل ، كيف أكل ، كيف نام ، كيف عامل زوجته ، كيف عامل أخوانه ، كيف عامل أولاده .﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
كيف نأخذ ما آتانا إن لم نعرف ما آتانا ؟ وكيف ننتهي عمن عنه نهانا إن لم نعرف ما الذي عنه نهانا ؟ فما لا يتم الواجب به فهو واجب ، وما لا يتم الفرض به فهو فرض ، وما لا تتم السنة إلا به فهو سنة .ضرورة حضور دروس فقه السيرة لمعرفة أخلاق النبي الكريم :
إذاً : حضور درس فقه السيرة النبوية للمؤمن ضروري جداً كي يعرف كيف كانت أخلاق النبي في بيته .(( من محمد بن عبد الله إلى عظيم الروم ))
(( ارْمِ سَعْدٌ فِدَاكَ أَبِي وَأُمّي ))
هذا خالي فأروني خالاً مثل خالي .اعتماد سيرة النبي طريق خلاص المسلمين :
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
هذه الآية واضحة جداً في حياة النبي ، لكن ما معنى الآية بعد موت النبي ؟ أي يا محمد ما دامت سنتك قائمة بعد موتك في حياتهم ، وفي بيوتهم ، وفي أعمالهم ، وفي مساجدهم، وفي بيعهم ، وفي شرائهم ، وفي كسب أموالهم ، وفي إنفاق أموالهم ، وفي احتفالاتهم ، وفي مسراتهم ، وفي أحزانهم ، فهم في بحبوحة من عذاب الله .﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
إذاً : نحن حينما نقصر في تطبيق السنة ، ونستغفر فنحن في بحبوحة ، وحينما نطبق السنة فنحن في بحبوحة ، وطريق خلاص المسلمين الآن أن يعتمدوا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ويطبقوها في حياتهم فلعل الله يرحمهم .