وضع داكن
25-04-2024
Logo
الدرس : 50 - سورة الأعراف - تفسير الآيتان 175 - 176، إخفاء شرح بعض الآيات حكمة من الله - وكل شيء في الكون هو آية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.


القصة في القرآن أراد الله أن تكون نموذجاً بشرياً متكرراً فأغفل كثيراً من جزئياتها :


 أيها الإخوة الكرام؛ مع الدرس الخمسين من دروس سورة الأعراف، ومع الآية الخامسة والسبعين بعد المئة .

 أيها الإخوة؛ الله عز وجل يقول : 

﴿  وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ(175) ﴾

[ سورة الأعراف  ]

 من هو؟ هناك روايات عديدة أنها قصة فلان، أو فلان، أو فلان، ولكن السؤال لماذا أغفل الله ذكر صاحب هذه القصة ؟

 العلماء قالوا: هذا الذي يريد أن يسأل عن جزئيات القصة في القرآن يريد أن يفسد على الله هدايته لخلقه، لماذا؟ لأن الله عز وجل ما أراد القصة في القرآن أن تكون قصة تتوهم أنها وقعت ولن تقع مرة ثانية، القصة في القرآن أراد الله أن تكون نموذجاً بشرياً، لأنه أرادها نموذجاً بشرياً متكرراً، في كل زمان ومكان أغفل كثيراً من جزئياتها.


البحث عن تفاصيل القصص في القرآن يفسد على الله حكمته من رواية هذه القصص :


﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83)﴾

[  سورة الكهف  ]

 من هو؟ العبرة: 

﴿  إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً(84) فَأَتْبَعَ سَبَباً(85)﴾

[  سورة الكهف  ]

 أي أيها الإنسان إذا مُكِّنت في الأرض تحرك وفق الأسباب، فأية قصة في كتاب الله تمثل نموذجاً بشرياً متكرراً، تجده في كل زمان ومكان، هذه حكمة الله عز وجل، من إغفال الجزئيات في القرآن الكريم .

 مرة ثانية: من أراد أن يسأل، وأن يدقق، وأن يبحث في الإسرائيليات عن تفاصيل ما في القرآن من قصص، كأنه يريد أن يفسد على الله حكمته من رواية هذه القصة .

 للتقريب: أستاذ جامعي كبير متخصص في علم الاقتصاد، أراد أن يعرض على طلابه درساً شائقاً في عوامل نجاح التجارة فقال:

 لي صديق، اشترى محلاً تجارياً في مركز المدينة، في مكان تزاحم الأقدام، واختار بضاعة أساسية في حياة الناس، واختار من أنواع هذه البضاعة أفضل أنواعها، وكان السعر معتدلاً، ولم يبع ديناً، وكانت معاملته للآخرين معاملة طيبة، نجح، وربح، وعاش في بحبوحة.

 فسأله طالب: هذا الذي تعرفه أبيض أم أسمر؟ هو صديق لك أم قريب لك؟ ما اسمه؟ كل هذه التفاصيل لا علاقة لها بمغزى القصة إطلاقاً، مغزى القصة أنك إذا أردت أن تنجح في التجارة ينبغي أن تختار مكاناً في مركز المدينة، عند تزاحم الأقدام، وأن تختار بضاعة أساسية في حياة الإنسان، وأن تختار أفضل أنواعها، وأن تجعل لها سعراً معتدلاً يستطيعه الإنسان المتوسط، وأن لا تبيع ديناً، وأن تعامل الناس معاملة طيبة، عندئذٍ تنجح في التجارة .

 أما اسم هذا الصديق، أهو قريب أم صديق؟ ما لونه؟ ما طوله؟ جزئيات هي عبء على القصة، وهي ليست في خدمة القصة .


القصة في القرآن تعد نموذجاً فذاً في القصة الحديثة :


 في علم القصة الفنية، القصة من الفنون المعاصرة، وكأن الأدب في العصر الحديث أدب قصة، هذه القصة لها خصائص فنية، طبعاً لها موضوع، لها أحداث، لها شخصيات، فيها سرد، فيها تحليل، فيها حوار، فيها عقدة، فيها حل، هذه خصائص القصة .

 الآن الجزئيات إما أن تكون في خدمة القصة، أو أن تكون عبئاً عليها، إما أنها في خدمتها، أو أن تكون عبئاً عليها، والناس في حديثهم، هناك من يأتي بتفاصيل مملة لا تقدم ولا تؤخر، قال لك: أنا قابلت الوزير، حتى قابلته ساعة، وجاء فلان ودخل من دون إذن، يأتي بتفاصيل! أنا أريد أنك قابلته، ماذا قلت له؟ وماذا قال لك؟ أما عشرين ثلاثين جزئية قبل أن تقابله لا تعنيني، تعنيك أنت، أنا لا تعنيني، هذه التفاصيل عبء على القصة .

 فلذلك هناك من درس القصة في القرآن في ضوء الشروط الفنية للقصة الحديثة فإذا بالقصة في القرآن تعد نموذجاً فذاً في القصة الحديثة .


الآيات الدالة على عظمة الله محيطة بالإنسان إحاطة الجلد بالجسم  :


 لذلك الله عز وجل أغفل صاحب هذه القصة:  

﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾ هذه صورة، أنا أسلخ الجلد عن جسم الدابة، الدابة تُذبح ثم تُسلخ، الجلد محيط بالدابة إحاطة كاملة، وكأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يبين لنا أن الآيات الدالة على عظمة الله، على وجود الله، على كمال الله، على وحدانية الله، محيطة بالإنسان إحاطة الجلد بالجسم، كأس الماء آية، الخشب آية، الضوء آية، الهواء آية، الطعام آية، الولادة آية، المرأة آية، الرجل آية، الذكر والأنثى في كل شيء آية .

 أينما تحركت، أينما توجهت، كيفما فعلت، أينما أقمت، الآيات الدالة على عظمة الله محيطة بك، استيقظت أشرقت الشمس، الشمس آية، جاء المطر، المطر آية، هبّ الريح، الريح آية، شربت كأس الماء، الماء آية، جلست إلى طعام الفطور الخبز آية، الجبن آية، الحليب آية، تناولت طعام الغداء، الخضراوات آية، اللحوم آية، يعني أينما تحركت استنشقت الهواء، سمعت صوتاً، شممت رائحة، رأيت شيئاً، تحسست شيئاً، أية حركة، وأية سكنة في حياتك هي آيات دالة على عظمة الله.


الآيات الدالة على عظمة الله و وجوده و وحدانيته لا تنتهي :


 إنسان يمشي في الطريق، سمع بوق مركبة، فانحرف نحو اليسار، آية، كيف عرفت وأنت لم ترَ البوق أن البوق من جهة اليمين؟ يعني المركبة من جهة اليمين، كيف عرفت؟ هناك جهاز بالغ التعقيد في الدماغ، حينما تستمع إلى صوت، الصوت يدخل إلى الأذنين معاً، لكن قد يدخل إلى أذن قبل الأخرى، الصوت من هنا يدخل إلى هذه قبل هذه، المسافة والفرق بينهما واحد على ألف وستمئة وعشرين جزءاً من الثانية، هذا الجهاز يكتشف أن الصوت جاء من جهة اليمين، إذاً المركبة من على يمينك، ومن ورائك، فالدماغ أعطى أمراً أن تنتقل إلى الطرف الأيسر، هذه آية .

 وأنت نائم، غارق في النوم يتجمع اللعاب في فمك، تذهب رسالة من الفم إلى الدماغ اللعاب ازداد، يأتي أمر من الدماغ إلى البلعوم يغلق القصبة الهوائية، ويفتح المريء، من أجل أن تبتلع اللعاب الذي في فمك وأنت نائم، وأنت نائم تتقلب يمنة ويسرة، وزن الهيكل العظمي مع ما فوقه من عضلات يضغط على ما تحته من عضلات، الله أودع بالإنسان مراكز الإحساس بالضغط، هذه المراكز ترسل إشارة إلى الدماغ، انضغطنا، صار هناك ضغط، يعني فتحة الأوعية ضاقت، لمعة الأوعية ضاقت، الدم قلّ مروره في الوعاء، صار هناك حالة اسمها التنميل، أي الخضران، هذه المراكز ترسل إشارة إلى الدماغ، الدماغ يأمر العضلات وأنت غارق في النوم أن تتقلب نحو اليمين . 

﴿ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)﴾

[  سورة الكهف  ]

 وكل إنسان لا يتقلب في الليل يتفسخ جلده، ولحمه، لذلك حالة مرضية اسمها السُّبات تحتاج الآن إلى سرير خاص، السرير يقلِّب، وأنت نائم هناك آيات .

 الحديث عن الآيات لا ينتهي، لكن الآيات الدالة على عظمة الله، بل على وجوده بل على كماله، بل على وحدانيته، محيطة بك، كما يحيط جلدك بك، هذا معنى ﴿فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾ .


آيات الله الكونية و التكوينية و القرآنية دليل للإنسان على عظمة المولى سبحانه :


﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا﴾ آيات كونية، آيات تكوينية، آيات قرآنية، آيات تدل على لطف الله، أي لا يوجد طبيب أسنان يستطيع أن يقلع سن لطفل إلا مع الألم، حتى لو أعطاه حقنة مخدر، غرز الإبرة في لثته مؤلم جداً، أما الله عز وجل من لطفه حينما يُقلع سن أحد الصغار يراه مع الطعام، كيف خُلع السن؟ وكيف لا يوجد ألم إطلاقاً؟ لطيف الله عز وجل.

 الله معنا لكنه لطيف، يعني اللطف له آيات، الجمال انظر إلى وردة، انظر إلى فراشة، انظر إلى عصفور، هناك ألوان تأخذ بالألباب، اسم الجميل يتجلى الله به على بعض الأماكن، وعلى بعض الأشخاص، وعلى بعض الكائنات، وعلى بعض النباتات، اسم الجميل تراه رأي العين، اسم الحكيم، اسم القدير، اسم الغني، اسم الرحيم، اسم اللطيف، الآيات الكونية والتكوينية، الكونية خلقه، والتكوينية أفعاله، والقرآنية كلامه، الآيات الكونية والتكوينية والقرآنية محيطة بك كما يحيط بك جلدك.


من عَرَّف نفسه بسرّ وجودها و غاية وجودها حقق النجاح المطلق :


﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا﴾ وتعقيب على الآيات السابقة حينما قال الله عز وجل : 

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً(72)﴾

[  سورة الأحزاب  ]


 الأمانة نفسك التي بين جنبيك، قال تعالى بحقها : 


﴿  قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10)﴾

[  سورة الشمس  ]

﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾ يعني حقق النجاح المطلق، عرف سرّ وجوده، وغاية وجوده . 

﴿  قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1)﴾

[  سورة المؤمنون  ]

﴿  قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى(14)﴾

[  سورة الأعلى  ]

﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ﴾ الأمانة نفسك التي بين جنبيك .


الإيمان أصل في فطرة الإنسان :


 أما الآية الثانية : 

﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172)﴾

[  سورة الأعراف  ]

 هذا الميثاق الذي أخذه الله علينا، قد يقول شخص: ما نذكره، مودَعٌ فيك، هذا الميثاق هو الفطرة، أنت مؤمن بالفطرة، الأصل أنك مؤمن، حتى الذي يُقال له كافر هو مؤمن بشيء فالإيمان أصل في الفطرة .

 لذلك الإنسان لو لم تأتِه رسالات، يُحاسَب على عقله الكافي لمعرفة الله، وعلى فطرته الكافية لمعرفة خطئه، أي إنسان لو لم يتلقَّ تعليماً، لو نشأ في جزيرة، ما سمع كلمة من إنسان، عقله وفطرته يحاسَب عليهما، عقله يدله على الله، وفطرته تدله على خطئه، الأقدام تدل على المسير، والماء يدل على الغدير، والبعرة تدل على البعير، أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج ألا تدلان على الحكيم الخبير؟

 إيمانك بالله إيمان فطري، والبشر جميعاً باستثناء قلة قليلة مكابرة تتوهم أن الإله غير موجود، البشر جميعاً مؤمنون بالفطرة .


من تجاهل الآيات الدالة على عظمة الخالق وقع في يد الشيطان :


﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾ سلخُ جلد الدابة شيء ليس سهلاً، الجلد مرتبط بالجسم ارتباطاً كاملاً . 

﴿فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ الإنسان حينما يتجاهل الآيات الدالة على عظمة الله، يكون قد قدّم للشيطان فرصة ذهبية . 

﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)﴾

[  سورة آل عمران  ]

 أي : 

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)﴾

[  سورة إبراهيم  ]

 الشيطان لا يقترب من الإنسان، إلا بسبب من الإنسان ﴿إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا﴾ أوضح مثل: صف فيه طلاب مجتهدون، وهناك طالب سيئ جداً، هذا الطالب السيِّئ يغري من بترك المدرسة؟ يغري طالباً آخر عنده رغبة في ترك المدرسة، لا يستطيع طالب فاسد أن يفسد إلا طالباً عنده رغبة في الفساد .

 لذلك الشيطان قال: ﴿وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ ﴾

﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) ﴾

[  سورة الحجر ]

 أيها الإخوة؛ من الخطأ الشائع والفادح أن تظن أن الشيطان أضلّ إنساناً . 

﴿ قَال قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ(27) ﴾

[  سورة ق  ]

 لا أحد يضل أحداً.


المؤمن آياته كونية وتكوينية وقرآنية والآخر مأخوذ بصنع البشر :


 لذلك ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾ لما انسلخ منها، تجاهلها، لم يعبأ بها، لم يفكر فيها أصلاً، تجد الآن إنساناً كل شيء من صنعة خالق الأكوان يدهشه، هذا مؤمن، الشمس عنده آية كبيرة، القمر آية كبيرة، خلق الإنسان آية، البعوضة آية، النحلة آية، العسل آية، النبات آية، المياه آية، البحار آية، وهناك إنسان لا يعبأ بكل هذه الآيات، يعبأ بسيارة معينة، بماركة معينة، بشكل معين، مأخوذ بصنعة الإنسان، وقد نسي الواحد الديان، فالمؤمن آياته كونية وتكوينية وقرآنية، والآخر مأخوذ بصنع البشر، متقدمون جداً، هذا الإنسان الذي اخترع الطائرة، أحياناً هناك شيء مدهش! طائرة على ارتفاع خمسين ألف قدماً، تتسع لأربعمئة راكباً، والآن يوجد ثمانمئة راكباً، و هناك ألف راكباً تطير بسرعة ألف كم، وأنت نائم كأنك في البيت، كأنك في بيت فخم جداً، ماذا أعطى الله الإنسان حتى صنع هذه الطائرة؟ أعطاه عقلاً، من خالق العقل؟ هو الله عز وجل .


المخترعات الحديثة المذهلة التي تلفت النظر دليل على عظمة الله عز وجل :


 صدقوا أيها الإخوة؛ لو الإنسان تعمق حتى الأشياء التي صنعها الإنسان وتلفت النظر هي دليل على عظمة الله عز وجل.

 يعني تصور مدينة محلقة في الجو، الطائرة مدينة، بمقاعدها، بخدماتها، بجوها المعتدل، كل حاجاتك مؤمنة بالطائرة ونائم أيضاً نوماً عميقاً وأنت في الطائرة، هذا فعل من؟ القرود صنعت طائرة ؟ معناها الإنسان متميز، الله عز وجل منحه العقل، فالعقل أثمن عطاء إلهي، لما استخدمه في الدنيا، نقل الصوت والصورة، اخترع الجوال، اخترع الطائرة، غاص في أعماق البحار، وصل إلى القمر.

 أنا رأيي حتى المخترعات الحديثة المذهلة التي تلفت النظر يمكن أن تكون دليلاً على عظمة الله عز وجل .

 هناك رأي آخر، حينما قال الله عز وجل : 

﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) ﴾

[  سورة النحل ]

 قال: ﴿وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ معنى ذلك أن الله عزا خلق الطائرة لا إلى الإنسان بل إلى الله ، الإنسان سبق، فالله عز وجل ألقى في روعه فكرة الطائرة .


عدم اقتراب الشيطان من الإنسان إلا بسبب من الإنسان :


 إذاً الشيطان لا يمكن أن يقترب من الإنسان إلا بسبب من الإنسان ﴿فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ﴾ ﴿إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا﴾ أما المؤمنون ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ ﴿وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾


الشيطان حينما يأتي الإنسان يأتيه من أربع جهات :


 ﴿فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ﴾ الشيطان حينما يأتي الإنسان يأتيه من أربع جهات، يأتيه من عن يمينه، ومن عن شماله، ومن أمامه، ومن ورائه، من أمامه أحد أكبر وسوسات الشياطين التقدم، عصر علم، المرأة نصف المجتمع، عصر حرية، الشهوة أساسية في حياة الإنسان، يجب أن يأخذ الإنسان حظوظه من شهواته، طروحات متعلقة بالعصر.

 ومن وساوس الشيطان، هذه الأمة ليست إسلامية فرعونية، يتجاوز الإسلام إلى أقوام عاشوا قبل آلاف السنين، هؤلاء الأقوام ليس لهم دين، القضية سهلة جداً، الانتماء سهل، أما الانتماء إلى الدين هناك منهج، هناك افعل ولا تفعل، إما أن يأتي الشيطان الإنسان من بين أيديهم، أو من خلفهم، إما الحداثة، والعصرنة، والتقدم، وعصر الكومبيوتر، وعصر الفضائيات، وهذه الفضائيات حضارة، أو أن يأتي الإنسان من ورائه، هؤلاء آراميون، هؤلاء فراعنة . 

﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(17)﴾

[ سورة الأعراف  ]

 أحياناً نقطة ضعف الإنسان من عن يمينه، الصلاة ما صحت، الوضوء ما صحّ، يدخله في الوسوسة ﴿وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ﴾ المعاصي ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ﴾


الطريق إلى الله وطريق التذلل إلى الله محمي من الشيطان :


 لكن هناك جهتين لم يردا في هذه الآية، الطريق إلى الله محمي من الشيطان، وطريق التذلل إلى الله محمي من الشيطان، نحو الأعلى الطريق إلى الله، ونحو الأسفل التواضع، هاتان الجهتان محميتان. 

﴿وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ من صفات من مشى مع الشيطان دائماً يذم حياته، يكون صحته طيبة، له بيت، له زوجة، له أولاد، دخله يكافئ مصروفه، دائماً يتشكى، الشكوى من علامات الإنسان البعيد عن الله عز وجل، المؤمن يرى ما عنده، عنده إيمان، عرف الله، عرف دين الله، عرف آخرته، عرف منهج الله عز وجل .


الشهوة حيادية ؛ سلم نرقى بها أو دركات نهوي بها :


 إذاً ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ غوى: انحرف، هو أراد أن يكون من الغاوين، والسبب أنه اشتهى الدنيا، وآثرها على الآخرة، والآيات التي أحاطه الله بها لم يعبأ بها، انسلخ منها ﴿فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ لكن الرحمن ماذا أراد من الإنسان؟ قال : 

﴿  وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(176)﴾

[  سورة الأعراف  ]

 يعني الدنيا حيادية، الشهوة حيادية، يمكن أن تكون سلماً ترقى بها إلى أعلى عليين، والشهوة نفسها يمكن أن تكون دركات تهوي بها إلى أسفل سافلين، المال حيادي، إن كسبته من حلال وأنفقته في حلال من نعم الله الكبرى، والمال أكبر نقمة إن كسبته من حرام وأنفقته في حرام، أحد أسباب دخول النار  المال نفسه، كصفيحة البنزين، إن وضعت في المستودعات المحكمة، وسالت في الأنابيب المحكمة، وانفجرت في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب ولدت حركة نافعة، أما إذا صُبّت على المركبة، وأصابتها شرارة أحرقت المركبة ومن فيها هذه الشهوة، سبب لرقيك، وسبب لدمارك، حيادية، أنت مخير. 

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا﴾ هذه الشهوات ﴿وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ﴾ أودع فيك شهوات، هي حيادية، لكن الحركة فيها يمكن أن تُمثَّل بـ180درجة، مسموح لك مئة درجة، امرأة؟ زواج فقط، يعني الذي يجري بأي مكان حرام يجري في غرفة الزوجين، لكن هنا الطريقة ترضي الله، هذه زوجتك، وهناك إنجاب أولاد، والأولاد قد يكونون صالحين للمجتمع وللمرأة مستقبل عندك، هذه زوجة، وأم، وبعد بضع سنوات ستكون جدة، وستكون كبيرة العائلة، المرأة المتزوجة لها شأن كبير، أما لو امرأة انحرفت ما دام فيها مسحة جمال هناك من يسأل عنها ثم تُلقَى على قارعة الطريق .

 أيها الإخوة؛ الشهوة مرة ثانية حيادية، سلم نرقى بها أو دركات نهوي بها .


من اتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه:


﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا﴾ هو لماذا تغافل عن آيات الله؟ من أجل شهواته، الشهوة نفسها لها قناة نظيفة، الله عز وجل قال : 

﴿ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) ﴾

[ سورة القصص  ]

 المعنى المخالف أنه من اتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه، اشتهيت المرأة هناك قناة نظيفة رسمها الله عز وجل، الزواج، اشتهيت المال، اعمل في الكسب المشروع، اعمل في التجارة، تعيّن في وظيفة ولو دخلها قليل، لكن النفقات الأساسية مغطاة.

 أيها الإخوة؛ ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل الله لها قناة نظيفة تسري خلالها. 

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا﴾ يعني الشهوة كالمحرك، لو ما كان هناك شهوات لمَا كان هناك حركة أبداً، صدقوا أيها الإخوة، لولا الشهوات لمَا رأيتم شيئاً على وجه الأرض، هذه الطاولة لا يوجد فيها شهوات، لا تتحرك، دعها في هذا المكان مليون عاماً، لا تشتهي طاولة مؤنثة، ولا تأكل، لا تشتهي شيئاً، لولا الشهوات لمَا رأيت شيئاً في الأرض، جامعات، ومعامل، وصناعة طائرات، وصناعة أسلحة، ومصالح، لأنه يوجد شهوات، الشهوة محرك، والعقل مقود، والشرع طريق، تصور مركبة بلا محرك، ليست مركبة، ليست سيارة، هذه وقافة، تصور مركبة بلا مقود، تتدمر فوراً، طريق فيه منعطفات تمشي بشكل مستقيم على الوادي، هناك محرك الشهوة، مقود العقل، و هناك طريق هو الشرع .


الشهوة لم يودعها الله في الإنسان إلا ليسمو بها :


﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ﴾ مال للأكل، للنساء، مالَ لشيء لا يرضي الله عز وجل، اتبع هواه، اتبع شهوته . 

﴿  إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً(3)﴾

[  سورة الإنسان  ]

﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)﴾

[  سورة الكهف  ]

﴿وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ لكن بالمناسبة ممكن أن تتنعم بكل الشهوات التي أودعها الله فيك من قنواتها النظيفة، مثل ضربته كثيراً :

 التقيت بعالم جليل، قال لي: عندي ثمانية و ثلاثون حفيداً، ثلاثة عشر حفيداً من حفاظ كتاب الله، وعشرة أطباء، قلت: هذا الكم الكبير عنده أولاد، عنده بنات، والأولاد جلبوا له الكنائن، والبنات جلبوا له الأصهار، صار هناك رأس هذا الهرم، هناك أولاد مع كنائن، وبنات مع أصهار، يوجد ثمانية و ثلاثون حفيداً، كل هذا الكم الكبير أساسه علاقة جنسية، أليس كذلك؟ وفي أي بيت دعارة هناك علاقة جنسية، سقوط إلى الهاوية، سقوط من عين الله، من عين الناس، زاني والزنا جريمة. 

الشهوة سلم ترقى بها، أو دركات تهوي بها ، لما أودع الله فيك الشهوات أرادك أن تسمو بها .


الحرمان غير موجود في الإسلام بل التنظيم و القيم و الطهارة :


 والله أيها الإخوة؛ هناك أناس صالحون، تزوج، تجد زواجه مباركاً، عاش حياة مديدة في سعادة كبيرة، أولاد أبرار، بنات عندهم محبة لآبائهم تفوق حدّ الخيال، أحفاد ملؤوا البيت سعادة، هناك حياة أساسها إنسان اشتهى المرأة فتزوج، شهوة، الله عز وجل أراد من الشهوات التي أودعها فينا أن نرقى إليه، والشيطان أراد من الشهوات أن نهوي بها إلى أسفل سافلين، وكل الشهوات التي تراها بعينك المؤمن متاحة له من طريق نظيف، بالإسلام لا يوجد حرمان، لكن يوجد تنظيم، يوجد قيم، يوجد طهارة ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ .

 قال لي إنسان مرة (زميل عمل) : أنا عشت فترة منحرفاً، ثم تزوجت، أقسم لي بالله، قال لي: ساعة مع زوجة تشعر بطهر، تشعر براحة نفسية، تشعر بسعادة لا توصف ولا مليون ساعة مع امرأة لا يجوز لك أن تجلس معها، طريق الجنة طريق مريح . 

﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ﴾ الآن ائتِ بحمار، ضع على ظهره كتاب فيزياء، وكتاب كيمياء، وكتاب رياضيات، وكتاب فلك، وكتاب ديني، امشِ معه ساعتين، اسأله سؤالاً ما بالفيزياء هل يجاوبك؟ حمار! هنا مثل آخر : 

﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ يعني يبحث عن شهوته فقط، بسبب، أو بغير سبب، بحاجة أو بغير حاجة ﴿إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ الكلب من خصائصه يتنفس بسرعة، ولسانه يخرج من فمه أثناء التنفس، قال تعالى: 

﴿ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ كذب بآيات الله الدالة على عظمته، وانسلخ منها، فالشيطان جاهز، هذا صيد ثمين أتبعه الشيطان، حمله على الزنا، على أكل المال الحرام .


الغفلة عن الله عز وجل تولد المشاكل و المعاصي :


﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ(1)﴾

[  سورة محمد  ]

 الآن كل مشاكل البشر ساعة غفلة عن الله، يسرق، بعد يومين ثلاثة أصبح في السجن.

 إخواننا الكرام؛ أنت بحاجة إلى نور إلهي، هناك نبي بدأ بكسب المال الحرام؟ 

 أيها الإخوة ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾

والحمد لله رب العالمين 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور