وضع داكن
19-04-2024
Logo
الخطبة : 0971 - قوة المؤمن - قصة زواج الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الخطبة الأولى:
 الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته، ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين.
 اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

قـوة المؤمن:

 أيها الإخوة الكرام، تجتاح العالمَ الإسلاميَّ مشاعرُ الضعف، ومشاعرُ الإحباط، ومشاعرُ أمةٍ قد انتهت، ولكنَّ موضوعَ هذه الخطبة على عكس ذلك، قال بعضهم:
 " كن عضواً في جمعية الأقوياء، ولا تكن رأساً في قطيع الضعفاء ".

 

القوة مطلب أساسي في الحياة:

 قد تبدو ضعيفاً، لأنك أردت أن تكون ضعيفاً، إذاً، عِشْ كما تريد..
 لابد أن تعلم أنه بإمكانك في أي ظرف، وفي أي وضع، وفي أية معطيات، أن تكون قوياً، وأن تتخلى عن شعورك بالضعف.
 تأمل وِردك اليومي، تجد فيه القوة:
 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال:

 

(( دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَوم المسجدَ، فإذا هو برجلٍ من الأنصار، يقال له أبو أُمامة، جالساً فيه، فقال: " يا أبا أُمامةَ، مالي أراك جالساً في المسجد في غَير وقتِ صلاة ؟ " قال: هُمُوم لَزِمتْني ودُيُون يا رسولَ الله، قال: " ألا أُعَلِّمُك كلاماً إذا قلتَه أذْهَبَ الله عز وجل هَمكَ، وقضى عنك دَيْنك ؟ " فقال: بلى يا رسول الله، قال: " قل - إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيْتَ -: اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الهَمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بك من العجْزِ الكَسَلِ، وأَعوذُ بك من البخْلِ والجُبْنِ، وأعوذ بك من غَلَبَةِ الدَّيْنِ وقَهرِ الرجال " فقلت ذلك، فأَذهَبَ الله همِّي، وقضى عني دَينْي ))

 

حديث أخرجه أبوداود بإسناد حسن

 النبي، عليه الصلاة والسلام، يدعوك أن تستعيذ بالله من العجز والكسل، والجبن والبخل، ومن غلبة الدين وقهر الرجال..
 القوة مطلب أساسي، وإلا فلا قيمة للحياة:

 

 فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف.. ))

من حديث صحيح، أخرجه مسلم

القوة مصدر الثقة، والضعف موت في الحياة:

 أيها الإخوة الكرام، ما من مخلوق أضعف من بعوضة، ومع ذلك، هي حينما تلحُّ أن تغرس خرطومها في جسم الإنسان، وتمتص من دمه، تغدو أقوى منه، هي قوية بإلحاحها، وهو ضعيف باستسلامه، القوة مصدر الثقة، والثقة لا توجد إلا في قلوب الأقوياء، قال تعالى:

 

﴿ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾

 

( سورة النمل: الآية 33)

 أيها الإخوة الكرام، عليك ألاّ تتردد أن تكون قوياً مهما تكن الظروف، ومهما تكن معطيات البيئة، ومهما تكن الأحوال، لديك عملاق ينام بين جنبيك، فابحث عنه حتى لا تموت، وأنت تعيش بين الأحياء.

لَيْسَ مَنْ ماتَ فاستراحَ بِمَيْتٍ   إنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأحيـــاءِ

نماذج من القوة في متناول أيدينا:

 أيها الإخوة الكرام، يمكن أن تكون قوياً في أي ظرف، العلم قوة وهو في متناول يديك، والخبرة قوة، وإذا كنت في منصب رفيع فهو قوة، وإذا كنت ذا منطق سديد فالمنطق السديد قوة، وإذا كنت ذا بديهة فالبديهة قوة، الحياء قوة لأنه يمنعك أن تفعل شيئاً تهلك به، الاستقامة قوة، المنطق قوة، مئات، بل آلاف، أنواع القوى التي يمكن أن تمتلكها في أي ظرف، مثلاً إذا قال الله عز وجل:

 

﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾

 

( سورة النساء: الآية 113)

 ما الذي يمنعك أن تكون عالماً ؟ أبواب العلم في متناول يديك.
 المستقيم قوي، يرفع رأسه، ما الذي يمنعك أن تكون مستقيماً ؟
 الأمين قوي، ما الذي يمنعك أن تكون أميناً ؟
 العفيف قوي، ما الذي يمنعك أن تكون عفيفاً ؟
 وسائل القوة بين يديك.

نماذج من القوة في القرآن الكريم:

 الإخلاص قوة، سيدنا يوسف قال الله عنه:

 

﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾

 

( سورة يوسف: الآية 24)

 ما السبب الذي صرف الله به عن هذا النبي الكريم السوء والفحشاء ؟ لأنه كان من عباده المخلَصين، الإخلاص قوة، العلم قوة، الخبرة قوة، الاستقامة قوة، الصدق قوة، الأمانة قوة، العفة قوة..
 لو دخلنا في التفاصيل: التسبيح قوة، والاستغفار قوة، والتقوى قوة، والتوكل قوة..
 التسبيح قوة، والدليل:
 سيدنا يونس، قال تعالى:

﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (*) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾

( سورة الصافات، آية 144،143 )

 لأنه كان مسبِّحاً، كان أقوى من أكبر مصيبة تصيب الإنسان، أن تجد نفسك فجأة في ظلمة بطن الحوت، وفي ظلمة الليل، وفي ظلمة البحر، قال تعالى:

﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (*) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾

( سورة الصافات، آية 144،143 )

 والتقوى قوة، قال تعالى:

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (*) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾

( سورة الطلاق، آية 3،2 )

 التوكل قوة، قال تعالى:

﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾

( سورة الطلاق: الآية 3)

 الاستغفار قوة، قال تعالى:

﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (*) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (*) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ﴾

( سورة نوح، 12،11،10)

 في الحديث الصحيح، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( من أكثر الاستغفار، جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب ))

حديث صحيح الإسناد، أخرجه الحاكم في مستدركه

 أما المعرفة والعلم فقوة هائلة، المعرفة تعطيك طاقة لا تتقيد بحدود المكان، أو الزمان، تكسِب صاحبَها علواً ومنزلةً، تمهد له الطريق للرفعة في الدنيا والآخرة:
قال تعالى:

﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾

( سورة المجادلة: الآية 11)

القوة عند المرأة:

 المرأة بما آتاها الله من جمال، يمكن أن تكون قوية، يمكن أن تحق الحق، يمكن أن تكون زوجة من الطراز الأول، يمكن أن تسيِّر بيتها في طريق الخير، بما أوتيت من قوة، ليس هناك على وجه الأرض مؤمن لا يستطيع أن يكون قوياً:

 

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف.. ))

من حديث صحيح، أخرجه مسلم

القوة ليست في امتلاك السلاح:

 لماذا إذا ذكرنا كلمة ( قوة ) لا يتبادر إلى أذهاننا إلا أن تملك سلاحاً فتاكاً ؟ ! في أي مكان، في أي مجتمع، الأمين قوي، ومحترم، ولا يستطاع أن ينال منه، الصادق قوي، المتقن لعمله قوي، الخبير قوي، العفيف قوي..
 ما الذي يذلُّ الرجال ؟ شهوةُ البطن والفرج، يُشترى الإنسان الضعيف بالمال والمرأة، فإذا امتنع المؤمن عن أن يضعف أمام شهوته، وأمام رغبته في المال، كان أقوى من الأقوياء، ليس مفهوم القوة أن تملك سلاحاً فتاكاً، قد تكون ضعيفاً، وأنت قوي.

 

القوة النابعة من الضعف:

 أيها الإخوة، دققوا في هذه الحقيقة، إن من الواجب علينا أن نبحث في كل مظنة ضعف عن سبب قوة كامنة فيه، ولو أخلص المسلمون في طلب ذلك لوجدوه، ولصار الضعف قوةً، لأن الضعف ينطوي على قوة مستورة يؤيدها الله في حفظه، وفي رعايته، فإذا قوة الضعف تهدُّ الجبال، وتدكّ الحصون، قال تعالى:

 

﴿ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ﴾

 

( سورة الفتح: الآية 4)

 إن الحديث عن القوة النابعة من الضعف ليس دعوةً إلى الرضا بالضعف، وليس دعوةً إلى السكوت عليه، بل هو دعوة لاستشعار القوة حتى في حالة الضعف:

 

لَعَلَّ عَتْبَكَ مَحمود عَواقِبُهُ   فَرُبَّما صَحَّتِ الأَجسامُ بِالعِلَلِ

 قد ينتزع المسلمون من هذا الضعف قوةً تحيل قوة عدوهم ضعفاً، وينصرهم الله نصراً مبيناً، قال تعالى:

﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾

( سورة القصص: الآية 5)

القوة العظمى بالانتساب إلى الإسلام:

 أيها الإخوة الكرام، من مبادئ هذا الدين الأصيلة، أن نفتخر بهذا الدين وبتعاليمه، وأن نتشرف بأن جعلنا الله من المسلمين، فمن لم يتشرف بالدين، ومن لم يفتخر بكونه من المسلمين ففي قلبه شك، وقلة يقين، قال تعالى:

 

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾

( سورة فصلت: الآية 33)

﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾

( سورة الزخرف، آية 44 )

 وإنه ـ يا محمد ـ لذكر لك ولقومك، هذا القرآن يرفع ذكركم، وهذا القرآن يرفع ذكر أقوام سيأتون من بعدكم:

(( إِن الله يرفع بهذا الكتاب أَقواماً، ويضع به آخرين ))

من حديث صحيح، أخرجه مسلم عن عمر بن الخطاب

 قال تعالى:

﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

( سورة آل عمران: الآية 139)

 يا رب، كيف نضلُّ في هداك ؟ وكيف نذلُّ في عزك ؟ وكيف نضام في سلطانك ؟ وكيف نفتقر في غناك ؟

الاعتزاز بالإسلام قوة يحترمها الأعداء:

 أيها الإخوة، في بلد عربي أتت ضيفة وزيرة بلد آخر إلى هذا البلد، فاستقبلها الوزير المماثل لها، ومعه فريق من كبار الموظفين، كان أحدهم ملتزماً، فلم يصافحها، فغضب الوزير منه غضباً شديداً، ونهره، وعنفه، لكن هذه الضيفة سألت عنه في طعام الغداء، قالت: أين هو الذي لم يصافحني ؟ فجاؤوا به، فسألته: لماذا لم تصافحني ؟ قال: لأنني مسلم، ولأن ديني يمنعني أن أصافح امرأة أجنبية، وأنت امرأة أجنبية، فقالت لمضيفها الوزير: " لو أن المسلمين أمثال هذا لكنا تحت حكمكم ".
 لا تستحِ بإسلامك، هذا دين الله، لا تستحِ بقرآنك، هذا كلام الله، لا تستحِ بنبيك، هذا سيد خلقِ الله، البطولة أن تُظهِرَ عظمةَ هذا الإسلام، البطولة أن تطبقه، لا أن تنادي به، وأنت مخالف له.

 

التفلّت من الدين ضعف يحتقره الأعداء:

 أذكر قصةً رويتها كثيراً، لكنها مناسبة أن أذكرها الآن:
 شابّ عاش في بلد غربي، فأحبَّ فتاةً، وتعلّق بها تعلقاً شديداً، فلما استأذن والده بالزواج منها أقام عليه النكير، وتوعَّده أن يتبرأ منه، وأن يحرمه من الإرث، فلما سأله ثانية: يا أبت لو أنها أسلمت هل ستوافق ؟ قال: سأوافق، فأعطاها كتباً مترجمة إلى اللغة الإنكليزية عن الإسلام لتقرأها، فإن أسلمت تزوجها بموافقة أبيه، فطلبت منه مهلةً كي تقرأها بعيدة عن ضغوطاته، ومضت هذه الإجازة، وهي أربعة أشهر، كأنها أربع سنين، فلما انتهت المهلة، وقرأت الكتب كلها، أعلمته الخبر، فكاد أن يختل توازنه من الفرح، قالت: " لقد أسلمت "، ثم تابعت قولها: " ولكنني لن أتزوجك، لأنك في ضوء ما قرأت لست مسلماً ".
 هذا واقع المسلمين، يرفعون شعارات الإسلام، لكنهم على المِحَكّ اليومي ليسوا مسلمين، وهذا سبب ضعفهم، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين.
 قال تعالى:

 

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾

 

( سورة النور: الآية 55)

تذكّر يوم الحساب يعطيك قوة:

 أيها الإخوة الكرام، بإمكان كل واحد منكم أن يكون قوياً إذا أتقن تحصيله الدراسي، أيها الشباب، أيها الصغار، إذا كنت الأول، فالأول محترم، الأول قوي.
 سألوا طالباً نال الدرجة الأولى على مستوى القطر كله في الشهادة الثانوية، سألوه في صحيفة يومية: بمَ نلتَ هذا التفوق ؟ فأجاب إجابة تعدُّ درساً، قال:
 " لأن لحظة الامتحان لم تغادر مخيلتي كل العام الدراسي "
 وأي مسلم إذا تذكر يوم القيامة، يوم يلقى الواحد الديان، فكل عمل يعمله يسأل نفسه: أيرضي اللهَ هذا العمل ؟ إذاً عندئذ يتفوق، ويكون قوياً.

 

قصص عن قوة المؤمن:

 الإنسان المستقيم قوي، والعالِم قوي، والمتقن لعمله قوي، والعفيف قوي، والأمين قوي، وأسباب القوة بين أيديكم جميعاً، ولا أحد في الأرض يمنعك أن تكون قوياً، ولكن الشيطان يمنعك أن تكون قوياً، لا بقوته، ولكن بوسوسته.
 قال تعالى:

 

 

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

 

( سورة إبراهيم: الآية 22)

1- قصة الصحابي الضرير الضعيف:

 أحد أكبر زعماء قريش كان عند رسول الله، فجاء ابن أم مكتوم الأعمى، والقصة عندكم معروفة، هؤلاء الجبابرة، كأن الله سبحانه وتعالى يلفت نظر النبي عليه الصلاة والسلام إلى حقيقة من هو القوي، هو يعتب له، ولم يعتبْ عليه، هؤلاء الجبابرة الذين أتوك، أنت تستقبلهم، أما هذا الأعمى فقد أعرضت عنه:

 

﴿ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (*) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ﴾

 

( سورة عبس، آية 7،6 )

 فما الذي كان بعد ذلك ؟
 إن هذا الأعمى الضرير الضعيف الفقير، لكنه مؤمن بالله إيماناً قوياً، أتى النبي مرةً ثانية، فقام له النبي عليه الصلاة والسلام، وعانقه، وفرش له رداءه، وقال له: مرحباً بالذي عاتبني به ربي..
 هذا الأعمى الضعيف الفقير، لما أتى داعي الكفاح، وارتفعت راية الإسلام في عهد عمر رضي الله عنه، ونودي بالنفير إلى القادسية لمعركة فاصلة مع كسرى ورستم، فكان عبد الله بن أم مكتوم من المجاهدين، قيل له: إنك معذور، أنت أعمى، قال: لا والله، يقول الله عز وجل:

﴿ اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً ﴾

 فلما حضرت المعركة سلموه الراية، فوقف مكانه حتى قتل، فكان قبره تحت قدميه رضي الله عنه وأرضاه.
 إذاً، من هو القوي ؟ هذا الفقير الضعيف الضرير، هو القوي في موقفه.
 أما ذاك العملاق الكبير، فقد لفت الله عز وجل نظر نبيه أن دعك وشأنه، لا تحفِل به، احفل بهذا، فأنت إذا آمنت قوي عند الله.

 

2- قصة عالم مكة الأشل:

 أيها الإخوة الكرام، دخل سليمان بن عبد الملك الحرم المكي، ومعه الوزراء والأمراء والحاشية والجيش، فقال: من عالمُ مكة ؟ قالوا: عطاء بن أبي رباح، قال: أروني عطاءً هذا، فأشرف عليه فوجده عبداً، كأنَّ رأسَه زبيبة، نصفه أشلّ، أزرق العينين، مفلفل الشعر، لا يملك من الدنيا درهماً ولا ديناراً، فقال سليمان: أأنت عطاء بن أبي رباح الذي طار ذكرك في الآفاق ؟ قال: يقولون ذلك، قال: بماذا حصَّلتَ هذا العلم ؟ قال: بمتابعته ثلاثين عاماً حتى تعلمت العلم، قال سليمان: يا أيها الحجاج لا يفتي في المناسك إلا عطاء.
 وحصل أن اختلف سليمان وأبناؤه في مسألة من مسائل الحج، فقال: دلوني على عطاء بن أبي رباح، فأخذوه إلى عطاء، وهو في الحرم، والناس عليه كالغمام، فأراد أن يجتاز الصفوف، ويتقدم إليه، وهو الخليفة، فقال عطاء: " يا أمير المؤمنين خذ مكانك، ولا تتقدم الناس، فإن الناس سبقوك إلى هذا المكان "، فلما أتى دوره سأله المسألة، فأجابه، فقال سليمان لأبنائه: " يا أبنائي، عليكم بتقوى الله، وعليكم بالتفقه في الدين، فوالله ما ذللت في حياتي إلا لهذا العبد، لأن الله يرفع من يشاء بطاعته، وإن كان عبداً حبشياً لا مال له، ولا نسب، ويذلّ من يشاء بمعصيته، وإن كان ذا نسب وشرف ".
 ألم يكن هذا العبد الحبشي الذي رأسه كالزبيبة قوياً ؟

 

3- قصة الزاهد المستغني عن متاع الدنيا:

 جاء هشام بن عبد الملك فحجَّ البيت الحرام، فلما كان في الطواف رأى سالمَ بنَ عبد الله بنِ عمر الزاهد العالم العارف، وهو يطوف، وحذاؤه في يده، وعليه عمامة، وثياب لا تساوي عشرة دراهم، فقال له هشام: " يا سالم، أتريد حاجة أقضيها لك اليوم ؟ " قال سالم: " أما تستحي من الله، تعرضُ عليَّ الحوائج، وأنا في بيته "، فاحمرَّ وجه الخليفة، فلما خرج من الحرم لقيه، قال: " هل تريد شيئاً ؟ " قال: " من حوائج الدنيا، أم من حوائج الآخرة ؟ " قال: " أما حوائج الآخرة فلا أملكها، لكن أملك حوائج الدنيا "، قال: " والله الذي لا إله إلا هو، ما طلبت حوائج الدنيا، من الذي يملكها تبارك وتعالى، فكيف أطلبها منك ؟! "
 ألم يكن هذا العالم قوياً أمام الخليفة ؟
 الاستقامة قوة، النزاهة قوة، الصدق قوة، الأمانة قوة، العفة قوة، العلم قوة.

 

4- قصة فتح المسلمين لبيت المقدس:

 أيها الإخوة الكرام، سيدنا عمر يخرج لاستلام مفاتيح بيت المقدس، فيخرج له الناس، ويستعرض الجيش المسلم بقيادة أمرائه الأربعة تحت راية أبي عبيدة، يستعرضون له في الجابية، فلما أشرف عليهم قال: لا إله إلا الله، ثم قال: " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله "، ثم أمر الكتائب والجيوش أن تتفرق، فدخل مسكنه في تواضع، وفي هدوء، فلما اقترب الأمراء منه، قال: " تفرقوا عني، أين أخي أبو عبيدة عامر بن الجراح ؟ " فتقدم أبو عبيدة، فعانقه، وبكى طويلاً، فقال عمر: " يا أبا عبيدة، كيف بنا إذا سألنا الله يوم القيامة: ماذا فعلنا بعد رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟ " قال أبو عبيدة: " يا أمير المؤمنين، تعال نتباكى، ولا يرانا الناس " فانحرفا عن الطريق والجيوش تنظر إليهما، الأمراء والقساوسة والرهبان، قال: " فاتجهنا إلى شجرة، ثم توقفنا عندها، وبكينا ".

 

 

كن مع الله تر الله مــعك   واترك الكل و حاذر طمعك
و إذا أعطاك من يمنعــه   ثم من يعطي إذا ما منعـك

 إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان الله عليك فمن معك ؟ يا رب، ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟

 

 

5- قصة الصحابي الذي قابل قائد الفرس:

 يقول رستم قائد فارس ـ وتحت يديه مئتان وثمانون ألفًا من الجند ـ يقول لسعد بن أبي وقاص القائد المسلم: " أرسل إلي من جنودك رسولاً أكلمه "، فأرسل له سعد رضي الله عنه رِبعيَّ بنَ عامر، وعمره ثلاثون عاماً، من فقراء الصحابة، قال سعد: " اذهب، ولا تغير من مظهرك شيئاً، لأننا قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله "، فخرج ربعي بفرسه وثيابه ورمحه البسيط، فلما سمع رستم أن وافد المسلمين سوف يدخل عليه، جمع حوله الأسرة الحاكمة والوزراء والجنود، واستعدوا ليرهبوا هذا الوافد عليهم، حتى يتلعثم فلا يستطيع الكلام، فلما جلس رستم قال: " أدخلوه عليّ "، فدخل بهذه البساطة التي ما بعدها بساطة ليظهر لهم أن الدنيا حقيرة، وأنها رخيصة، وأنها لا تساوي عند الله شيئاً، ولما وقف أمامه قال رستم: " اجلس "، قال ربعي: " ما أتيتك ضيفاً حتى أجلس، وإنما أتيتك وافداً "، فقال رستم والترجمان بينهما:  " ما لكم أيها العرب ؟! ما علمنا قومًا أذلَّ ولا أقلَّ منكم، للرومان حضارة ولفارس حضارة، أما أنتم فأهل جعلان تطاردون الأغنام والإبل في الصحراء، فما الذي أتى بكم إلينا ؟ " قال ربعي: " نعم أيها الملك، كنا كما قلت وزيادة، كنا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، يقتل القريب قريبه على مورد الشاة، حتى بعث الله فينا رسولاً، ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام "، فغضب رستم، وللقصة تتمة رائعة.
 ما هذه القوة ؟ أعرابي فقير يواجه قائد جيشٍ يُعَدّ قريباً من ثلاثمئة ألف رجل ؟
 أيها الإخوة الكرام، وفي الصباح الباكر تمت المعركة بين مجموعة بدو الصحراء وبين أقوى دولة في وقتها، الآن كي نفهم ذلك، تصور دولة صغيرة جداً متخلفة فقيرة لا تملك شيئاً، تذل أقوى قوة في العالم، شيء يكاد يكون من الخيال، لكن إذا كنا مع الله كان الله معنا.

 

 

وأخيراً:

 

 أيها الإخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنأخذ حِذرنا، الكيِّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.

* * *

 الخطبة الثانية:
 الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

زواج الصحابي جليبيب رضي الله عنه:

 أيها الإخوة الكرام:
 عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:

(( كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: جليبيب، في وجهه دمامة ))

 وكان قصير القامة، وكان فقيراً، وكان يكثر الجلوس عند النبي عليه الصلاة والسلام، قال أنس:

(( فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم التزويج ))

 قال له النبي عليه الصلاة والسلام: " يا جليبيب، ألا تتزوج ؟ "، فالتفت جليبيب إلى النبي صلى الله عليه وسلم و

(( قال: إذن تجدني كاسداً ))

 قال: " يا رسول الله من يزوجني ؟ " وأنا كما ترى لا بيت، ولا مال، ولا شيء من هذا القبيل ؟ من يأخذني ؟ من يقبل أن يزوجني ؟ لا شكل، ولا مال ؟
 أجابه النبي صلى الله عليه وسلم،

(( فقال: غير أنك عند الله لست بكاسد ))

 ابتغوا الرفعة عند الله.
 ثم لم يزل النبي عليه الصلاة والسلام يتحين الفرص حتى يزوِّجَ جليبيبًا، فجاءه في يوم من الأيام رجل أنصاري قد توفي زوج ابنته، فجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له النبي:

(( " يا فلان زوجني ابنتك ". قال: " نعم، ونعمة عين "، قال: " إني لست لنفسي أريدها ". قال: " فلمن ؟ " قال: " لجلبيب ". قال: " يا رسول الله نستأمر أمها " ))

 شيء شبه مستحيل، ثم مضى إلى أمها، وقال لها:

 

(( " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك "، قالت: " نعم ونعمة عين، تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم "، قال: " إنه ليس لنفسه يريدها "، قالت: " فلمن ؟ " قال: " لجليبيب " ))

 

(( فقالت: " لاها الله إذاً، ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيباً، وقد منعناها فلاناً وفلاناً ؟ " قال: والجارية في خدرها تسمع ))

(( فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم، قالت الفتاة من خدرها لأبويها: " من خطبني إليكم ؟ " قالا: " رسول الله صلى الله عليه وسلم "، قالت: " أتردّون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره، ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني "، فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " شأنك بها "، فزوجها جليبيباً ))

 والقصة وردت في روايات عديدة، بعض هذه الروايات أنه لا يجد شيئاً يملكه ليكون مهراً، أو بيتاً، أو أثاثاً، أو طعاماً، فجمع له الصحابة بعض المال، وفي يوم عرسه دعا داعي الجهاد، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام حينما علم أنها قبلت به دعا لها، فقال:

(( اللهم صُبَّ عليهما الخير صباً، ولا تجعل عيشهما كداً كداً ))

 فلما نودي بنادي الجهاد، ودخل المعركة استشهد في يوم عرسه، فقال عليه الصلاة والسلام:

 

(( " تفقدون من أحد ؟ " قالوا: نفقد فلاناً ونفقد فلاناً، ثم قال صلى الله عليه وسلم: " هل تفقدون من أحد ؟ " قالوا: لا، قال: " لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه في القتلى "، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقتل سبعة ثم قتلوه ؟ هذا مني وأنا منه " يقولها مرتين ))

 ثم قعد عليه الصلاة والسلام بجانب هذا الجسد، ثم حمل هذا الجسد،

 

(( فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه، ما له سرير إلا ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى وضعه في قبره ))

 هذه أمة فتحت العالم، هذه أمة وصلت إلى الصين شرقاً، وإلى مشارف باريس غرباً، أما حينما نكتفي من الإسلام بشعائره، ونحن يكره بعضنا بعضنا، ويزدري بعضنا بعضاً فلا نفعل شيئاً.
 ما مشكلة الشباب اليوم ؟ المتطلبات فوق طاقتهم، مصاريف الزواج فوق طاقتهم، العنوسة أكبر مشكلة يعاني منها المجتمع المسلم، هذه أمة فتحت العالم، ولو فهم الصحابة الإسلام كما نفهمه نحن لما خرج الإسلام من مكة المكرمة.
 أيها الإخوة الكرام، بإمكانكم أن تكونوا أقوياء، أقوياء بعلمكم، أعظم كرامة لك كرامة العلم، هذه الكرامة لا تحتاج إلى خرق العادات، أعظم كرامة لك أن تكون أميناً، أن تكون صادقاً، أن تكون عفيفاً، أن تكون محسناً، ولا يمنعك أحد في العالم أن تكون قوياً:

 

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف.. ))

 

من حديث صحيح، أخرجه مسلم

الدعاء:

 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك.
 اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت.
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين.
 اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور