وضع داكن
18-04-2024
Logo
الخطبة : 1050 - الصيام ، العبادات الشعائرية لا تصح إلا إذا صحت العبادات التعاملية
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى
     الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِ وسلم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه، ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

حقائق عن الصيام

     أيها الإخوة الكرام، لا بد من توضيح بعض الحقائق التي ينبغي أن تكون واضحة عند كل مسلم.

1 – الصيام عبادة شعائرية:

     الصيام عبادة، وهو عبادة شعائرية، وعلة وجود الإنسان في الأرض أن يعبد الله، قال تعالى:

 

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

( سورة الذاريات )

2 – لا تصح العبادة الشعائرية إلا بصحة العبادة التعاملية:

     لكن كما أن هناك عبادة شعائرية كالصلاة والصيام والحج هناك عبادة تعاملية كالصدق والأمانة والعفة، والحقيقة التي ينبغي أن تكون واضحة كالشمس أن العبادات الشعائرية لا تصح ولا تقبل إلا إذا صحت العبادات التعاملية، لأنها بمنزلة ثلاثة ساعات امتحان، الامتحان كان ثلاث ساعات، والآن ساعتان، هذا الامتحان يعبر به الطالب عن دراسته طوال العام، فإن لم يدرس إطلاقاً، ولم يلتزم، ولم يقرأ، ولم يراجع، ولم يداوم ساعات الامتحان فلا معنى لها إطلاقاً.

3 – ليس الصوم جوعا وعطشا فقط:

     ولنبقَ في الصيام:
     عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ))

[ البخاري، الترمذي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد ]

     عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ ))

     إذاً: الحكمة الأولى من الصيام تقوية الإرادة على طاعة الله، لماذا ؟ لأن الله في هذا الشهر الكريم منعك من المباحات، منعك من أكل الحلال، واللقاء الطيب، منعك مما هو مباح لك خارج الصيام، فأنت خضوعاً لله، وتنفيذاً لأمره، واستجابة له تدع الطعام والشراب وسائر المحظورات، هل يعقل أن تدع الطعام الحلال ثم تكذب ؟! هل يعقل أن تدع الطعام الحلال، ثم تغتاب مسلماً ؟! هل يعقل أن تدع الطعام الحلال، ثم توقع بين اثنين ؟ كأن الله سبحانه وتعالى وضعك في ظرف صعب جداً، ها أنت قد تركت الطعام والشراب من أجلي، وهو مباح لك خارج الصيام، فكيف تجترئ وأنت صائم على معصيتي ؟
     لذلك وهذه الكلمة قاسية جداً: هذا الذي لا يدع المعاصي والآثام في شهر الصيام وهو صائم فصومه لا يرتقي إلى مستوى صوم الإنسان، هو صوم ما دون الإنسان، حرمان فقط، جوع وعطش، مَثل المنافق كالدابة حبسها أهلها، ثم أطلقوها، فهي لا تدري لماذا حبست ؟ ولماذا أطلقت ؟
     قبل كل شيء لا يعقل، ولا يقبل، ولا ينسجم مع المنطق أن تدع الطعام والشراب وأن تكذب، أن تدع الطعام والشراب، وأن تغش المسلمين في البيع والشراء، وأنت صائم، لا يعقل أن تدع الطعام والشراب، وأن ترتكب الحرام، وأنت صائم، فلذلك أراد الله عز وجل في هذا الشهر الكريم الذي هو عبادة سنوية، أو شحنة سنوية أراد أن تقوى إرادتك على طاعة الله، لأنك حينما تركت في رمضان ما أحلّه لك فمن باب أولى أن تدع في هذا الشهر المحرمات.

4 – رمضان يقوِّي الإرادة في الإنسان:

     أيها الإخوة الكرام، هذا الشهر يقوي في الإنسان الإرادة، يقوي إرادة الصبر، يقوي الصبر على الطاعة، لأن الصبر على أنواع ثلاثة، صبر عن المعصية، وصبر على الطاعة، وصبر على قضاء الله وقدره، الله عز وجل يقول:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

( سورة البقرة )

     لعلكم تستقيمون على أمر الله، من أجل الطاعة، من أجل التقوى، ولكن ما اصطفى الله هذا الشهر من بين شهور العام إلا لتكون الطاعة منسحبة على بقية الشهور، فهذا الذي يعود بعد الإفطار على ما كان عليه ما فهم حكمة الصيام إطلاقاً، ما اصطفى الله هذا الشهر ليكون شهر عبادة وتوبة، وإنابة وإقبال، وسخاء وتلاوة قرآن، وعمل صالح إلا كي تترسخ هذه العبادة التعاملية، وأن تنسحب على بقية شهور العام.
     بالمناسبة، ما اصطفى الله البيت الحرام حيث فيه الصفاء إلا لينسحب الصفاء على كل البلاد في كل الأمصار، وما اصطفى الله سيد الخلق وحبيب الحق إلا ليكون التعامل معه وطاعة أمره ونهيه منسحباً على كل البشر.

5 – الصيام عبادة الإخلاص:

     أيها الإخوة الكرام، شيء آخر في هذه العبادة، إنها عبادة الإخلاص، كيف ؟ أكثر النظم الوضعية تحرم السرقة مثلاً، فالذي لا يسرق لا ندري أهو خائف من الله عز وجل، أو من إدارة حازمة جداً تنزل به أشد العقاب إذا سرق، فحينما تتوافق الأوامر الإلهية مع النظم الوضعية، والإنسان يمتنع لا ندري لمَ فعل هذا ؟ أما حينما ينفرد الدين بعبادة لا مثيل لها في النظم الوضعية، فالذي يصوم مثلاً هو حتماً مخلص لله عز وجل، أنت في البيت، والأبواب مغلقة والنوافذ مغلقة، والوقت شديد الحر، ويوم الصوم طويل، والمياه في الثلاجة باردة، من يمنعك أن تشرب الماء، ولا أحد يعلم بهذه المخالفة ؟ كأن الله عز وجل أراد أن يشعرك وأنت صائم أنك مخلص يا عبدي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ:

(( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِه...))

[ متفق عليه ]

     يشبه ذلك غض البصر، ليس على وجه الأرض نظام أو توجيه من صنع البشر يأمرك أن تغض البصر إلا الآية التي في كتاب الله:

 

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾

( سورة البقرة )

     حينما لا تغض بصرك عن امرأة لا تحل لك، وتأملت فيها، وحدقت، فليس على وجه الأرض إنسان يشعر بك، وليس هناك إنسان يدين هذا العمل، وحينما تغض البصر تثبت لنفسك أنك مخلص، لذلك يمكن أن نسمي الصيام عبادة الإخلاص، انظروا عبدي، ترك شهوته من أجلي، فبالصيام وغض البصر تثبت أنك مخلص لله عز وجل، وكأن الصيام عبادة الإخلاص.
     المعنى الآخر: أن الأب حينما يعطي ابنه تعليمات كثيرة كل هذه التعليمات لصالح الابن، أما حينما يعطيه تعليمات، ويعطيه أمراً بأن يدع الطعام، والطعام حلال، وابنه جائع، فإذا امتثل هذا الابن فهو على درجة عالية من الأدب، وعلى درجة عالية من الثقة، فلذلك:

(( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ ))، ينتهي في النهاية إلى صالحك الدنيوي والأخروي، (( إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه ))
     صار الصوم عبادة الإخلاص، وعبادة تقوية الإرادة.

6 – الصيام عبادة الافتقار:

     إن الإنسان أحياناً يكون غنيا وقويا، وكل شيء أمامه جاهز، لا يشعر بعبوديته لله، فيظن أنه على كل شيء قدير، بخطأ منه، فإذا جاء شهر الصيام، وامتنع عن الطعام والشراب، وذاق مرارة الجوع، وحرقة العطش يشعر أنه عبد لله، وأنه على مكانته، وعلى حجمه المالي، وعلى قوته، وعلى منصبه الرفيع مفتقر إلى كأس من الماء، فكأن الصيام أيضاً عبودية الافتقار إلى الله، فأنت مفتقر إلى كأس ماء تشربه، أنت مفتقر إلى لقمة طعام تملأ بها معدتك، أنت مفتقر في وجودك لا إلى ذاتك، ولكن إلى ما حولك.
     لذلك حينما أراد الله أن يعبر عن بشرية الأنبياء وصفهم بأنهم يأكلون الطعام، فلمجرد أنك تأكل الطعام فأنت عبد لله، لكن شتان أن بين أن تكون عبد شكر وبين أن تكون عبد قهر، فعبد الشكر عرف الله، وأقبل عليه، وأطاعه، وخضع له، هذا عبد الشكر، وجمعه عباد.

 

﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾

( سورة الفرقان: من الآية 63 )

     أما عبد القهر فهو كل مخلوق ولو كان كافراً، ولو كان ملحداً، هو عبد القهر، لأن حياته متوقفة على النفس والهواء، وعلى الماء والطعام والشراب، مفتقر إلى طرف آخر يكمل به نقصه.
     إذاً:من معاني الصيام أنه يشعرك بعبوديتك لله عز وجل، صار عبادة الإخلاص، وعبادة تقوية الإرادة إلى طاعة الله، وعبادة استشعار العبودية.

7 – الصيام جوعٌ اختياري ومشاركة وجدانية:

     شيء آخر، أنت في الصيام حينما تصوم أداءً لهذه الفريضة، وتمنع نفسك الطعام والشراب فهذا جوع اختياري، أنت اخترت أداء هذه العبادة فأنت جائع وعطش، فما قولك بمن كان جوعه إجبارياً، هذا الفقير، أنت باختيارك تركت الطعام والشراب، ولك عند الله أجر، لكنك تأكل الطعام عند انتهاء اليوم، تأكل ما لذ وطاب، فجوعك اختياري، لكن هذا الذي جوعه قصري ألا تشعر به ؟ أليس هو أخاك في الإنسانية ؟ أتكون مرتاحاً إذا شبعت وجاع، وآويت إلى بيتك وكان مشرداً ؟ فكأن الصيام عبادة فيها مشاركة وجدانية، فأنت إنسان، ومن لم يحمل همّ المسلمين فليس منهم.
     والله مرة دُعينا إلى طعام، يبدو أن أحد المدعوين جاء إلى البيت بشكل استثنائي، فدعي إلى الطعام، أكل بطريقة تشعرك أنه لم يأكل لحما من سنة من شدة نهمه بالطعام، فحينما ترى أخاك فقيراً محتاجاً، ليس في بيته شيء ألا تقتضي إنسانيتك أن تعطف عليه ؟ أن تمده ببعض ما عندك ؟ فصار الصيام أيضاً عبادة فيها مشاركة وجدانية.

8 – الصيام من أسباب استجابة الدعاء:

     أيها الإخوة الكرام، شيء آخر، الصيام من أسباب استجابة الدعاء، والسبب: لماذا جاءت هذه الآية مقحمة بين آيات الصيام ؟

 

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾

( سورة البقرة )

     فكأن الله أكرمك أيها الصائم بأن جعلك مستجاب الدعوة، وفي الآية لفتة رائعة، ذلك أن في القرآن عددا يزيد على عشر آيات على الصيغة التالية:

 

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾

( سورة البقرة )

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾

( سورة البقرة )

 

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ﴾

( سورة البقرة )

 

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾

( سورة البقرة )

     أكثر من عشر آيات جاءت بهذه الصيغة، إلا الآية الوحيدة التي أقحمت بين آيات الصيام، وهي قوله تعالى:

 

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾

( سورة البقرة )

     ما في قل، أي ليس بينك وبين الله واسطة ليس بينك أيها المؤمن وبين الله واسطة، قال تعالى:

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾

( سورة البقرة )

     أكبر عطاء إلهي في هذا الشهر الكريم أن الصائم يستجيب الله لدعائه، فإذا كنت صائماً فادع الله:

 

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ﴾

( سورة البقرة )

لابد من توافر شروط استجابة الدعاء:

     ولكن للدعاء شروط:

 

﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾

     حقيقة.

﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾

     بأن يطبقوا أمري.
     إلى الدعاء المستجاب، فعليك أن تؤمن بالله أولاً، وأن تستجيب لأمره ثانياً، وأن تدعو الله مخلصاً ثالثاً، عندئذ تغدو مستجاب الدعاء.

دعوة المضطر والمظلوم مستجابة مع عدم توافر شرط الإجابة:

     إلا أن الله عز وجل في القرآن الكريم استثنى صنفين يستجيب الله لهم مع عدم توافر شروط الاستجابة:
     الأول: المضطر: فقد يدعو المضطر فيستجيب له، لا لأنه حقق شروط الاستجابة، ولكن يستجيب الله له لأنه رحيم.
     الثاني: المظلوم: وقد يدعو المظلوم ربه، ولو لم يكن محققاً لشروط الاستجابة، لكن الله يستجيب له لأنه عدل، فالله يستجيب للمضطر وللمظلوم، ولو لم يكن هذان الصنفان محققين لشروط الدعاء، يستجيب للمظلوم باسم العدل، ويستجيب للمضطر باسم الرحيم، لذلك: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ:

(( اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ))

[ متفق عليه ]

     أيها الإخوة الكرام، ألا تكفي هذه الميزة للصائم ؟ أنه يغدو مستجاب الدعوة، قال تعالى:

 

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾

( سورة البقرة )

9 – شهر رمضان شهر التكفير عن الذنوب:

     شيء آخر، المؤمن مذنب تواب، وما طلب الله منا أن نتوب إليه إلا ليتوب علينا، وما أمرنا أن ندعوه إلا ليستجيب لنا، وما أمرنا أن نستغفره إلا ليغفر لنا، فشهر رمضان شهر التكفير عن الذنوب.
     عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))

[ متفق عليه ]

     وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))

[ متفق عليه ]

     فهو فرصة لا تعوض، وكل الماضي يزاح عن كاهلك، وما كان بينك وبين الله يزاح عن كاهلك في رمضان.
     إذاً: هذا الشهر شهر الغفران، شهر تكفير الذنوب، وهناك مقطع من بعض الأحاديث:

(( وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ ))

[ مسلم ]

     أيضاً هو فرصة ذهبية لا تعوض، أن تزاح عنك جميع الذنوب من رمضان الماضي إلى رمضان الحالي.
     أيها الإخوة الكرام، الصيام والقرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، فقد ورد في بعض الأحاديث أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.

10 – لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ:

     لكن شيء آخر، ثمرة عاجلة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ))

[ متفق عليه ]

     حينما يرى الصائم نفسه منصاعاً لأمر الله، تاركاً ما أحله الله له خارج الصيام يذوق الجوع، ويشعر بالعطش، وترك هذا كله من أجل الله عز وجل.
     والله أيها الإخوة، هناك منظر يخرجك من جلدك في طائرة وفي رمضان، ومعظم الركاب مفطرون، قد تقول: هم مسافرون، أما كيف يشربون الخمر في رمضان ؟ كيف سيرحمنا الله عز وجل ؟ إنسان في طبقات الجو، وتحت رحمة الله، وبخطأ صغير يأتي الخبر، مات جميع ركابها، وهو مفطر، وفوق ذلك يشرب الخمر، اشكروا الله عز وجل على أنه أعاننا على أن نصوم، اللهم أعنا على الصيام والقيام، وغض البصر وحفظ اللسان.

11 – الصيام فيه تربية حضارية على الصبر:

     أيها الإخوة الكرام، في الجنة باب يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة إلى الفردوس الأعلى، لكن لو تعمقنا في حكمة الصيام لوجدنا أن الصيام فيه تربية حضارية.
     الإنسان يعاني من تحديات، يعاني من ضائقة، يعاني مشكلات، يعاني من أعداء شرسين، يعاني من خطط ماكرة، كيف يستطيع الإنسان أن يصمد أمامها ؟ هو يحتاج إلى صبر، الصبر مفتاح الفرج، الصبر قيمة حضارية كبيرة جداً، أراد الله عن طريق هذا الشهر أن يعودك على الصبر.
     أحياناً يقلّ الدخل، أنت بين خيارين، إما أن تمالئ السلطان، أو أما أن تمد يدك إلى الحرام، الصيام عودك على الصبر، فتصبر، فتنجو من هذين المنزلقين الخطيرين.
     شهر الصيام يربي الإنسان على تحمل المشقات، على تحمل الحر، والماء ممنوع، على تحمل الجوع، والطعام ممنوع، على تحمل الصلاة، قيام الليل والتراويح، على تحمل الذهاب إلى المسجد بعد الفجر، المشي في الظلمات إلى بيت الله عز وجل، الصيام تربية لهذا الإنسان الذي حمله الله الأمانة، تربية لهذا الإنسان الذي أوكل إليه نقل هذا الدين إلى الأمم والشعوب، الصيام هو الحد الأدنى من الصبر، أراد الله عز وجل في هذا الشهر أن يعودك على الصبر، فقد تواجه مشقة، قد تواجه تحدياً قد تواجه فقرا، ومن أجل ألا تقع في منزلق أكل المال الحرام عودك على الصبر، من هذا المعنى أخذ الحديث الشريف:

(( اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ))

[ الجامع الصغير قريبا من هذا اللفظ عن ابن أبي حدرد ]

     إذا عودت نفسك على الخشونة في الطعام والشراب من حين إلى آخر، لو جاء ظرف قاهر فإنك تصبر، والأمور كما تعلمون أيها الإخوة ليست نحو الأحسن في العالم كله، الأمور نحو الأسوأ، الذي يحصل في العالم أن الأغنياء بوضع استثنائي يزدادون غنى فاحشا، وأن الفقراء يزدادون فقراً، والوضع ليس نحو الانفراج في العالم كله، فهذا الشهر يعودنا على الصبر، لذلك قال تعالى:

﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾

( سورة البقرة )

     الصبر سلبي، والصلاة إيجابية، أنت إذا اتصلت بالله عز وجل عوضك الله خيراً مما فقدت:

(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء))

[ ورد في الأثر ]

     الآية دقيقة:

 

﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾

( سورة البقرة )

     الصبر امتناع، والصلاة تعويض، تعوِّض ما خسرت بإقبالك على الله لذلك:

فليتك تحلو و الـحيــاة مريرة      وليتك ترضى و الأنام غضاب
و ليـت الذي بيني و بينك عامر      وبـيني و بين العالمين خراب
إذا صحّ منك الوصل فالكل هين      وكل الـذي فوق التراب تراب
***

12 – الصيام عبادة جماعية:

     شيء آخر، في الأمة الإسلامية ظاهرة في الصيام تلفت النظر، ففي وقت واحد يأكل جميع الناس، وفي وقت واحد يمتنع جميع الناس عن الطعام والشراب، وفي وقت واحد يتوجه الناس جميعاً إلى بيوت الله، وفي وقت واحد يصلون.
     مثلاً: في أي مدينة إسلامية مع أذان المغرب لا تجد أحداً في الطريق، أمة منظمة نظاما دقيقا يشعرك أن هذا الدين دين النظام.
     وهناك شيء آخر، الدين جماعي، والصيام عبادة جماعية، فلو أن الصيام كان اختياريا لاختار كل إنسان ثلاثين يوما على ذوقه.
     مرة جاءوا بلجنة من بلد بعيد من أجل تنظيم المرور في الحج، فاجتمعت شهرا، ودرست الأمر، وخططت، وجمعت، وطرحت، وقسمت، وبعد شهر قدمت تقريرا يقترحون فيه أن يكون الحج على خمس دورات، فما أصبح عبادة جماعية.
     لو أن كل واحد يصوم ثلاثين يوما بالمفكرة يكتب كما يحلو له، ما عادت عبادة جماعية، عبادة النظام، لكن الناس جميعاً ينتظرون أذان المغرب، ولا يقدر إنسان أن يضع قطرة ماء في فمه قبل سماع الأذان، والناس جميعاً يمسكون في وقت واحد، هذا الشيء يعلم النظام.
     أيضاً صلاة المسجد تعلم النظام، وخارج المسجد هناك مراتب، رتبة عسكرية، رتبة مدنية، وزير، معاون وزير، صاحب متجر كبير، مدير مؤسسة، مدير شركة، آذن، مستخدم، في المسجد لا أحد يتخطى الرقاب، كلٌّ في مكانه.
     والحج عبادة، وليس هناك طواف لعلية القوم، ولو كنت ملكاً فلا بد من أن تطوف مع الناس، فالحج عبادة جماعية فيها مساواة، والصلاة عبادة جماعية فيها مساواة، والصيام عبادة جماعية فيها مساواة، فالدين عبادة النظام، وعبادة جماعية تشعر بانتمائك للمجموع.
     لكن أبلغ من ذلك حينما ترى إندونيسيا تصوم معك، وتفطر معك، وفي بلاد بعيدة في شمال الصين خمسون مليون مسلم يصومون مثلك، تشعر بانتماء أممي، أنت لست إقليميا، أنت أممي، الإحساس بانتماء أممي، ديننا دين عالمي، والإحساس بالانتماء الإيماني، فكل المسلمين في العالم يصومون، ويفطرون، وعندهم رؤية هلال، وعندهم إثبات رمضان، وعندهم صلاة التراويح، فلذلك هذا يشعرك بانتماء أممي، والانتماء الإيماني، ويشعرك أن هذا الدين عالمي، لأنه دين البشرية قاطبة، قال تعالى:

 

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾

( سورة الأنبياء )

13 – رمضان شهر الفتوحات والمعارك:

     ولحكمة بالغة كانت المواقع الكبرى، والفتوحات العظمى في رمضان، ففتح مكة في رمضان، معركة حطين الحاسمة في رمضان، عين جالوت في رمضان، ولما اعترض على من قصف بلد إسلامي في رمضان قال: ألم تكن غزوة بدر في رمضان ؟ استخدم التاريخ استخداما شيطانيا.
     أيها الإخوة الكرام، الحديث عن حِكم الصيام من أجل تثبيت الإيمان، لكن هناك كلمة قالها بعض العلماء لا تنسى، فقد ذهب عالم من دمشق إلى أمريكا، والتقى بعالم أمريكي مسلم، وذُكر موضوع لحم الخنزير، فهذا العالم المسلم أفاض، وأجاد في الحديث عن ضرر أكل لحم الخنزير، بعد ساعة ابتسم هذا العالم الأمريكي المسلم وقال: كان يكفيك أن تقول لي: إن الله حرمه، لذلك قالوا: علة أيّ أمرٍ أنه أمر، نحن من ضعف الإيمان نبين ونوضح، ونفصل، لكن الإله العظيم قال:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

( سورة البقرة )

14 – رمضان شهر الفوائد الصحية:

     لو دخلنا في موضوع آخر، شيء لا يصدق، هذا الجسم بحاجة ماسة إلى شهر في العام كي ترتاح الأجهزة، وكي تقلّ نسب الدهون في الدم، فهو دورة وقائية علاجية، دورة وقائية من معظم الأمراض، ودورة علاجية لبعض الأمراض في الصيام، ولكن من باب الأمانة، هذا الذي يصوم من أجل صحته فقط ما صام رمضان، هذا شهر عبادة، تصوم لأن الله فرضه عليك، لكن حِكم الله عز وجل لا تعد ولا تحصى، هناك ضغط الدم ينخفض، نسب الأسيد أوريك تنخفض، نسب الدهون تنخفض، الكولسترول ينخفض، الضغط ينتظم، لا تبتعد كثيراً، فإذا قنن إنسان طعامه شهرا يشعر بنشاط لا يوصف، وكأن هذا الشهر أعاده سنوات إلى الوراء، اقترب من الشباب، فلحكمة بالغة ورد:

(( صوموا تصحوا ))

[ الجامع الصغير عن أبي هريرة بسند ضعيف ]

     أيها الإخوة الكرام، الإنسان أحياناً بذكاء وبعنجهية يقول لك: ضربت عصفورين بحجر واحد، الله عز وجل إذا أمر بالصيام فقد ضرب مليون عصفور بحجر.
     أيها الإخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.

 

* * *

الخطبة الثانية
     الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لا بد أن تحافظ على ما كنت عليه في رمضان على مدار السنة

     أيها الإخوة الكرام، كان عليه الصلاة والسلام جواداً، وكان أجود ما يكون في رمضان، لذلك من المفضل أن تؤدى الزكاة في رمضان، ومن المفضل أن تؤدى زكاة الفطر في وقت مبكر حتى ينتفع بها الفقير، الأولى أن تؤدى زكاة المال في رمضان، وأن تؤدى زكاة الفطر في وقت مبكر من رمضان، وعند الإمام الشافعي تصح أن تؤدى في أول رمضان، وأن تكون زكاة الفطر مجزية، لأن حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، والمسلمون في رمضان يتراحمون، والذي أخشى ما أخشاه على إخوتنا الكرام أن ينقلب هذا الشهر من شهر عبادة إلى شهر اجتماعي، شهر فلكلوري، شهر متابعة برامج، هذا لا يليق بالمسلم، هذا شهر عبادة، فلذلك كلنا نرجو من الله أن يعتقنا من النار في هذا الشهر، أن يرحمنا الله في هذا الشهر، أن يغفر لنا الذنوب في هذا الشهر، لذلك لا بد من جهد جهيد، فالعادات التي لا ترضي الله ينبغي أن تترك في رمضان وبعد رمضان، بشكل أو بآخر كل عام نصعد درجة، ونستمر، لكن كل عام نصعد درجة، وبواحد شوال ننزل كما كنا، ما استفدنا شيئا، كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، فإذا ألف إنسان صلاة الفجر في رمضان في المسجد ينتظر أن يتابع ذلك بعد رمضان، والذي ألف أن يصلي العشاء في المسجد، من صلى العشاء في جماعة كان في ذمة الله حتى يصبح، ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، وأنت في رمضان تصلي التراويح عشرين ركعة، بعد رمضان صلِّ العشاء صلاة متقنةً مع سننها ووترها.
     العادات الحسنة التي ألفتها في رمضان ينبغي أن توطن نفسك على متابعتها بعد رمضان، قراءة القرآن في رمضان كل يوم ينبغي أن تتابعها بعد رمضان، غض البصر في رمضان ينبغي أن تتابعه بعد رمضان من أجل أن نحقق نتائج الصيام، وإلا ما استفدنا شيئا.

الدعاء

     اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، خذ بيد ولاة المسلمين لما تحب وترضى يا رب العالمين، إنك على ما تشاء قدير، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، لا تأخذنا بالسنين، ولا تعاملنا بفعل المسيئين يا رب العالمين، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، دمر أعداءك أعداء الدين اجعل تدميرهم في تدبيرهم، اجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين، انصر عبادك المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شمالها وجنوبها، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور