وضع داكن
28-03-2024
Logo
مختلفة - الجزائر - المحاضرة : 20 - جمعية ردود إيجابية - هل القرب من الله بعد عن الحياة ؟.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

الفرق بين اللذة والسعادة :

 بسم الله الرحمن الرحيم ، من عادتي حينما أدعى إلى مثل هذا اللقاء المرئي والصوتي أنني أستنبط من نص الدعوة التي وجهت إليّ فقرات كلماتي ، فالحقيقة الأولى المستنبطة من نص الدعوة ، قوله تعالى :

﴿ ِ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)﴾

[سورة الرحمن]

 جنة في الدنيا ، وجنة في الآخرة ، جنة الدنيا جنة القرب من الله ..

فـلو شاهدت عيناك من حسننــــــا   الذي رأوه لما وليت عنــــا لغيرنــــــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابـنا   خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــــا
ولو ذقت مـن طعــــــم المحـبة ذرة   عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمــــــة   لمــــت غريباً واشتياقــــــــــاً لقربنـــــــا
ولو لاح مـن أنوارنا لك لائـــــــــــــح   تــركت جميع الكائنــات لأجلنــــــــــــــا
فما حبنا سهل وكل مــــن ادعـــــى   سهولته قلنا له قـــــــــــد جهلتنـــــــــــا
فأيسر ما في الحب بالصب قتله   وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنا
***

 لذلك :

﴿ ِ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)﴾

[سورة الرحمن]

 جنة في الدنيا ، وجنة في الآخرة ، جنة الدنيا جنة القرب ، وجنة الآخرة جنة القرب ، لكن هذا ينقلنا لموضوع دقيق اللذة والسعادة ، اللذة حسية مادية تحتاج إلى صحة ، إلى وقت ، إلى مال ، لحكمة بالغة بالغة في البدايات الصحة موجودة والوقت موجود لكن المال غير موجود، بالمنتصف يوجد مال وصحة ولا يوجد وقت ، بخاتمة المطاف يوجد وقت ومال لكن لا يوجد صحة ، هذه اللذة ، أما السعادة لمجرد أن تنعقد لك مع الله صلة ولا تقل : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني هناك مشكلة كبيرة ، فالحقيقة الأولى :

﴿ ِ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)﴾

[سورة الرحمن]

 جنة في الدنيا ، وجنة في الآخرة ، جنة الدنيا جنة القرب وجنة الآخرة جنة الخلد .

الإسلام فردي وجماعي :

 الحقيقة الثانية من خلال كلمات الدعوة لهذا اللقاء الطيب ، عندنا إسلام فردي ، يوجد ثمانية مليارات إنسان في الأرض ، لو مسلم واحد أقام هذا الدين في نفسه أولاً ، أدى الصلوات ، أدى الفرائض ، طبق منهج الله ، ضبط حياته ، بصره ، دخله ، إنفاقه ، أدى ما عليه من واجبات ، النقطة الدقيقة أنه أدى الذي عليه ، يتمتع بكل ميزات الإسلام ، وهو واحد من ثمانية مليارات إنسان ، أو ملياري مسلم بكل ميزاته الفردي لا الجماعية ، ما الآية ؟

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)﴾

[ سورة النساء ]

 أي إن عرفتم ربكم ، وعبرتم عن شكركم بطاعته ، قطفتم كل ثمار الدين وحدكم ، هذا الإسلام الفردي ، فالإنسان لا يحتج أن هناك فساداً عاماً ، أنت لو أنك أقمت أمر الله فيما تملك ماذا تملك ؟ تملك ثلاث دوائر ، نفسك دائرة ، وبيتك دائرة ، وعملك دائرة ، فإذا أقمت أمر الله فيما تملك كفاك ما لا تملك ، لا أحد يقول : العالم فسد ، أنت مكلف ومحاسب عن دوائر ثلاثة ، أنت دائرة ؛ سمعك ، بصرك ، كلامك ، نطقك ، سفرك ، إقامتك ، تجارتك ، كسب مالك، إنفاق مالك ، أنت واحد .
 بيتك الدائرة الثانية ؛ أمرك نافذ في هذا البيت ، القرار لك ، عملك أمرك نافذ فيه ، القرار لك ، ففي الدوائر الثلاثة نفسك دائرة ، و بيتك دائرة ، وعملك دائرة ، إذا أقمت أمر الله فيما تملك كفاك ما لا تملك ، الآية :

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)﴾

[ سورة النساء ]

 أما الإسلام الجماعي فالآية تقول :

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) ﴾

[سورة الأنفال]

 أي يا محمد إذا كانت سنتك أو منهجك ، السنة بالمناسبة أقواله وأفعاله وإقراره وصفاته ، يا محمد إذا كانت سنتك قائمة في حياتهم هم في مأمن من عذاب الله ..

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)﴾

[ سورة النساء ]

 أما الأمة حينما تطبق منهج رسول الله التفصيلي في حياتها كأمة ، في أنظمتها ، في قوانينها ، في قراراتها ، مستحيل ومليار مستحيل ألا تنتصر .

الحق واحد لا يتعدد :

 لذلك قالوا : الحرب بين حقين لا تكون ، الحق لا يتعدد ، بين نقطتين يمر مستقيم واحد ، مهما حاولت لا يمر بين نقطتين إلا مستقيم واحد ، فالحق لا يتعدد ، الحرب بين حقين لا تكون ، وبين حق وباطل لا تطول ، الله مع الحق ، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ بين حقين لا تكون ، وبين حق وباطل لا تطول ، وبين باطلين لا تنتهي ، راحت مع الحياة ، فنحن لا نستطيع أن ننتصر :

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) ﴾

[سورة الأنفال]

 النقطة الدقيقة دقيقة جداً :

((عن مصعب بن سعد قال: رأى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن له فضلًا على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضعفائكم ))

[أخرجه البخاري ]

 كأمة ، كمجتمع ، هؤلاء الضعفاء إن أطعموهم إن كانوا جياعاً ، إن ألبسوهم إن كانوا عرايا ، إن أسكنوهم إن كانوا مشردين ، إن نصروهم إن كانوا مظلومين ، إن أمنوهم إن كانوا خائفين ، يتفضل الله علينا جميعاً فيكافئنا بمكافأة من جنس عملنا ، ينصرنا على من هو أقوى منا...

((عن مصعب بن سعد قال: رأى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن له فضلًا على من دونه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضعفائكم ))

[أخرجه البخاري ]

 ملمح دقيق جداً القوي بيد الله ، الله ما ملكه شيئاً ، قال تعالى :

﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) ﴾

[ سورة آل عمران]

 ما قال : والشر ، إيتاء الملك خير ، ونزعه خير ، والإعزاز خير ، والإذلال خير ، ما قال : والشر ، فالكرة بملعبنا دائماً ، لا يخافن العبد إلا ذنبه ، ولا يرجون إلا ربه ، لذلك عندنا إسلام فردي آيته :

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)﴾

[ سورة النساء ]

 وعندنا إسلام جماعي :

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) ﴾

[سورة الأنفال]

 والسنة كما قلت قبل قليل أقواله ، أفعاله ، إقراره ، صفاته ، إن طبقت هذه السنة في حياتهم هم في مأمن من عذاب الله .

الشباب قوة الأمة وأملها :

 استنبطت أيضاً من سؤال الدعوة كلمة الشباب ، الشباب قوة الأمة ، الشباب أمل الأمة ، الشباب مستقبل الأمة ، الشباب المحرك بالسيارة ، فالأمة تنطلق بقوة الشباب وبتوجيه العلماء الربانيين من الشيوخ ، يوجد علماء غير ربانيين ، وبتوجيه العلماء الربانيين من الشيوخ ، وعلى الطريق المعبد وهو الشرع الحكيم ، والصراط المستقيم ، تنطلق الأمة بقوة شبابها ، وبتوجيه علمائها الربانيين ، وعلى المنهج المستقيم بل والصراط المستقيم هكذا نتقدم .
 أذكر مرة عندنا عالم كبير جليل بدر الدين الحسني ، هذا العالم بلغ من العمر ثمانية وتسعين عاماً ، الشيء الذي يلفت النظر كان منتصب القامة ، حاد البصر ، مرهف السمع ، أسنانه في فمه ، حينما يُسأل : يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ يقول : يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ، من عاش تقياً عاش قوياً .

الإسلام منهج تفصيلي :

 الآن ننتقل إلى مفهوم إيماني للشباب ، من هو الشاب ؟ أنا أؤمن بكل خلية في جسمي ، وكل قطرة بدمي يوجد شاب في الخامسة والتسعين ، وشيخ بالمعنى السلبي الخرفان شيخ بالأربعين ، مادام لك أهداف أكبر منك فأنت شاب دائماً ، إن كانت أهدافك أن تعرف الله، أن تعرف منهجه ، أن تطبق منهجه ، أن يكون زواجك إسلامياً ، أن تختار حرفة تليق بك كمسلم، أن تتعامل مع الآخرين تعاملاً إسلامياً ، ومنهج الإسلام واسع جداً يبدأ من أخص خصوصيات الإنسان من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية , منهج تفصيلي ، أما الصلاة والصوم والحج والزكاة والنطق بالشهادة فهذه عبادات شعائرية ، هذه لا تقطف ثمارها إلا بحالة أن تأتي العبادات التعاملية موافقة لمنهج الله ، يا ترى أين الدين ؟ في حرفتك ، أنت تقدر أن تكون موظفاً وأنت جالس مع موظفة تدير حديثاً عادياً يأتي مراجع : تعال غداً ، لماذا غداً وبإمكانك أن تلبي طلبه بدقيقة واحدة ؟ في الإسلام التعاملي التفصيلي الذي يبدأ من أخص خصوصياتك وينتهي بالعلاقات الدولية , لكل موقف حكم شرعي ، يوجد فرض ، وواجب ، ومباح ، ومكروه كراهة تنزيهية ، ومكروه كراهة تحريمية ، وحرام ، أي عمل ، أي حركة ، أي سكنة بحياتك تنتظمها هذه الأحكام لا بد من طلب العلم ، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئا ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .

حرص الإنسان على سلامة وكمال واستمرار وجوده :

 لذلك أول كلمة بأول آية بأول سورة :

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) ﴾

[ سورة العلق ]

 لماذا ؟ نحن بالتقسيم التقليدي المشهور جداً يوجد بالكون نبات ، جماد ، حيوان ، إنسان ، فالجماد له وزن وحجم وطول وعرض وارتفاع ، يزيد عليه النبات بالنمو ، ويزيد الحيوان على الجماد والنبات بالحركة ، أما الإنسان فيزيد عليهم جميعاً بقوةً إدراكية أودعها الله بالإنسان ، هذه القوة إدراك ، هذه القوة تلبى بطلب العلم ، فإن لم تطلب العلم هبط الإنسان عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به ، استمع إلى كلام خالق الأكوان عن وصف هذا الإنسان الذي شرد عن طلب العلم :

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾

[سورة النحل]

 نبضه ثمانون ، مثالي ، ضغطه مثالي ، ثماني اثنتا عشرة ، عند الله ميت لأنه ما طلب فهم هذا الدين ، ما طلب التطبيق ، ما تقرب إلى الله ، ما آمن بالآخرة ، ما آمن بجنة عرضها السماوات والأرض ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فلذلك الموت عند الله وفي قرآنه أن تغفل عن الله ، لذلك الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به ، الجاهل عدو نفسه ، أزمة أهل النار في النار ما هي ؟

﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)﴾

[ سورة الملك ]

 معنى ذلك الإنسان في أصل كيانه حريص على سلامة وجوده ، وعلى كمال وجوده، وعلى استمرار وجوده ، سلامة وجودة بالاستقامة ، وكمال وجوده بالعمل الصالح ، واستمرار وجوده بتربية أولاده .
 كنت مرة في بلاد الغرب في أمريكا قبل خمس وعشرين سنة ، كنت أقول هذه المقولة بعهد كلينتون الزوج طبعاً : لو بلغت منصباً ككلينتون ، وثروة كأوناسيس ، وعلماً كأينشتاين ، ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس .
 الإنسان يسلم بالاستقامة ، ويسعد بالقرب من الله ، ويستمر وجوده بأولاده .

العمل الصالح علة وجودنا وغاية وجودنا :

 ماذا يقول الإنسان إذا وافته المنية ؟

﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾

[ سورة المؤمنون ]

 لم سمي العمل صالحاً ؟ قال : لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة ، لذلك العمل الصالح علة وجودنا ، وغاية وجودنا ، أوضح مثل لو أن إنساناً ميسوراً أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه من السوربون ، علة وجوده في هذه المدينة ، مدينة عملاقة أكبر مدينة في أوروبا، فيها ملاه ، فيها متاحف ، فيها دور سينما ، فيها دور منحرفة ، فيها أسواق ، فيها مؤسسات ، فيها وزارات ، علة وجود هذا الطالب في هذه المدينة العملاقة الدراسة ، لا يمنع أن يدخل إلى مطعم ليأكل ، أن يقتني كتاباً ليقرأه ، أن يجلس بحديقة يتنزه بها ، أما علة وجوده فنحن كما في القرآن وهو كلام خالق الأكوان :

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾

[ سورة الذاريات]

 علة وجودنا العبادة ، والعبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية . العبادة علة وجودنا ، وغاية وجودنا ، أنت مع الخالق لأنك أنت مخلوق أول ، مكرم ، مفضل ، محاسب ، قال تعالى :

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)﴾

[ سورة الأحزاب ]

 في عالم الأزل حملها الإنسان قال : أنا لها يا رب ، فالإنسان لأنه قبِل في عالم الأزل حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول رتبة ، والمكلف بالعبادة تكليفاً ، المكرم والمكلف والمحاسب ، قال تعالى :

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)﴾

[ سورة الحجر ]

كليات الدين :

 النقطة الدقيقة الآن الدين له كليات ، مرة كنت بأمريكا بمعمل جنرال موتورز ، أخ كريم دعاني لزيارة هذا المعمل ، قال لي الخبير مع المترجم : في هذه السيارة ثلاثمئة ألف قطعة، أنا كراكب يوجد غلاف معدني ، ومحرك ، وعجلات ، ومقاعد ، ومكابح ، ومقود ، سبعة أشياء ، كيف أضغط هذه العدد الكبير من القطع بسبع قطع فقط ؟ أنا أردت من هذا المثل هذا الدين العظيم كم كتاب فيه ؟ والله ملايين ، كم عالم ؟ مئة ألف عالم ، كم موضوع ؟ ملايين الموضوعات ، هل ممكن أن يضغط بكليات ؟ ممكن والله المستعان ، أول كلية العقيدة ، الإيديولوجيا ، أي التصور ، المنطلقات النظرية ، الجانب العلوي في الإنسان ، كلها أسماء لمسمى واحد الأيديولوجيا كمصطلح حديث ، أو المنطلق النظري ، أو الجانب التصوري ، إن صحت العقيدة صح العمل ، وإن فسدت فسد العمل .

الإنسان كائن متحرك تحركه حاجات ثلاثة :

 الآن عندنا حركة ، الإنسان لماذا يتحرك ؟ بدافع الطعام والشراب ليأكل ، مفتقر إلى الطعام والشراب ، بما وصف الأنبياء ؟ بأنهم كانوا يأكلون الطعام ، مفتقرون في وجودهم إلى تناول الطعام والشراب ، ويمشون في الأسواق ، ومفتقرون إلى السوق ليكسبوا المال ، هم بشر إذاً..

محمد بشر وليس كالبشر فهو ياقوتة والناس كالحجر
***

 بل ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر تجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيد البشر ، إذاً الحركة ، حاجة إلى الطعام والشراب حفاظاً على بقاء الفرد ، وبعدما أخذ ليسانس ، أو شهادة عليا ، أو أنهى الثانوية ، مثلاً وتاقت نفسه لزوجة ، الآن يبحث عن زوجة وتنتظر الفتاة الشابة من يخطبها ، الحاجة الثانية إلى بقاء النوع ، لولا هذه الغريزة التي أودعت في الإنسان ذكوراً وإناثاً لانقرض النوع البشري ، إذاً يوجد حاجة إلى الطعام والشراب لبقاء الفرد ، وحاجة إلى الزواج لبقاء النوع ، بعد أن أكل وشرب وتزوج وأنجب ، بحاجة إلى أن يكون أول مدرس ، أو أول صناعي ، أو أول تاجر ، أو أول موظف ، الحاجة إلى التفوق من أجل بقاء الذكر ، والحاجات الثلاثة متوافرة في هذا الدين بالتمام والكمال .
 لكن للتقريب أنت ذاهب في العيد إلى مكان جميل في الجزائر ، لكن سيارتك فيها صفيحة بنزين ، إن وضع هذا البنزين الذي هو الشهوة ، إن وضع هذا البنزين في المستودع المحكم ، وسال في الأنابيب المحكمة ، وانفجر في الوقت المناسب في البستونات في المحرك ، ولّد حركة نافعة ، أقلتك أنت وأهلك في العيد إلى مكان جميل بجاية ، في الجزائر ، أما إذا صبّ هذا الوقود على المركبة ، وأصابته شرارة ، أحرق المركبة ومن فيها ، فالشهوات قوة دافعة وليست قوة مؤذية .
 شيء ثان ؛ كأن الشهوات مئة وثمانون درجة ، ما من شهوة أودعها الله فينا إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، الآن المرأة مئة وثمانون درجة ، مثلاً مئة وأربعون في الحلال ، وأربعون في الحرام ، وكذلك المال ، الحرام في بعض الآراء ثلاثة بالمئة فقط ، الخمر محرمة ، والزنا محرم ، وكم طعام مسموح به ؟! وكم شراب مسموح به ؟! والزواج ممكن مثنى وثلاث ورباع، إذاً ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها .

ديننا دين تفوق وسعادة واستمرار :

 هذا الدين دين واقعي ، دين علم ، دين تألق ، دين تفوق ، دين سعادة ، دين استمرار ، الإنسان يولد يمشي يفرح أهله أنه مشى ، ثم يقول : بابا ، لا ينامون الليل من فرحهم ، ثم دخل روضة ثم ابتدائي ثم متوسط ثم ثانوي ، ثم دخل جامعة أخذ شهادة توظف مدرساً ، أو مهندساً ، أو طبيباً ، ثم تزوج وأنجب أولاداً ، خط صاعد صاعد ، بالخامسة والستين ، الخامسة والسبعين ، الرابعة والثمانين ، الثامنة والستين وافته المنية ، خطه البياني الصاعد وصل إلى مراتب عليا ، شهادات، دراسات ، بيت ، بيت على البحر ، بيت بالجبل ، بيت بمكان جميل ، للصفر ، إلا المؤمن ، الموت عند المؤمن نقطة على الخط الصاعد ، لذلك أهل الدنيا يقولون إذا وافتهم المنية : لم نر خيراً قط ، يكون ساكناً في بيوت ، ومركبات ، ونزهات ، ورحلات ، وسفر ، وولائم ، كلها مسعدة، الذين كفروا يقولون : لم نر خيراً قط ، البطولة بالنهاية ، هذا يسمى فقه المآل :

(( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ))

[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ومالك عن أبي هريرة ]

من ذكر الله ذكره الله ومنحه السكينة :

 الحقيقة الموضوع دقيق ، كليات الدين ، العقيدة ، الحركة ، حركة سلبية استقامة ، إيجابية عمل صالح ، سمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة ، الثمرة :

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14) ﴾

[ سورة طه ]

 أقم الصلاة كي أكافئك على عملك ، على استقامتك ، على انضباطك ، على عملك الصالح ...

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14) ﴾

[ سورة طه ]

 لكن الله قال :

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ(152)﴾

[سورة البقرة]

 أي إن صليتم أديتم واجب العبودية ، لكنكم إن ذكرتموني أذكركم ، ما معنى أذكركم ؟ أمنحكم السكينة ، تسعدون بها ولو فقدتم كل شيء ، النبي صلى الله عليه وسلم ذاق السكينة في غار حراء ، وسيدنا إبراهيم ذاقها في النار ، سيدنا يونس في بطن الحوت ، إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا وجد من فقدك ؟ وماذا فقد من وجدك ؟ هذه السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، إذا أنت أقبلت على الله ، واتصلت به ، منحك التوفيق ، قال تعالى :

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) ﴾

[ سورة هود ]

 توفق في زواجك ، توفق في اختيار حرفتك ، توفق في أولادك ، في بناتك ، في أقربائك ، لك مكانتك الاجتماعية ..

(( استقيموا ولن تحصوا ))

[ ابن ماجه عن ثوبان]

 شيء دقيق جداً ، لذلك هذا الدين أصل حياتنا ، أصل وجودنا ، أصل سعادتنا ، أصل سلامتنا ، أصل تفوقنا ، أصل مكانتنا ، أصل تألقنا ، شيء دقيق جداً أنت عندك الآن كليات أنا فيما أراها أول نعمة تتمتع بها نعمة الهدى ، تعرف أن هناك إلهاً وخالقاً ورباً ، خالق خلق ، رب أمدك بالطعام والشراب والطبيعة الجميلة والفواكه والثمار وما إلى ذلك ، ومسير سيّر، فإذا آمنت بالله خالقاً ورباً ومسيراً ، وبحثت عن الأمر والنهي ، كيف تأتمر بما أمر الله إن لم تعرف ماذا أمر الله ؟ وكيف تنتهي عما نهى الله عنه إن لم تعرف عن أي شيء نهاك ؟

(( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ ))

[ ابن ماجه عن أنس بن مالك]

 شئت أم أبيت ، العلم هواء تستنشقه لا وردة حمراء تضعها على صدرك ، حاجات وجودية لا تكميلية ، لا رفاهية ، فنحن عقل يدرك ، كيانك عقل يدرك ، بناؤه العلم ، قلب يحب ، غذاؤه الحب الذي يسمو بك ، الطعام والشراب غذاء الجسم والعلم غذاء العقل .

السعادة لا تكون إلا بالإقبال على الله :

 الآن أنت تريد سعادة ، والسعادة بالإقبال على الله ، قال تعالى :

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

[ سورة طه ]

 الله عز وجل أرسل رسالة ، أحياناً دولة قوية إلى جانبها دولة ليست كقوتها تناوئها ، عملت عرضاً عسكرياً ؛ مدرعات ، ناقلات صواريخ ، طيران ، هذا العرض العسكري رسالة لهذه الدولة التي تناوئها ، والله عز وجل أرسل رسالة إلى كل أهل الأرض قاطبة ، إلى كل أطياف المجتمع ، إلى كل مراتب المجتمع ، من الخفير إلى الأمير ، هذه الرسالة :

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

[ سورة طه ]

 رسالة من الله أنا لا أصدق بعيني أن أرى نيويورك لا يوجد فيها إنسان واحد ، سان فرانسيسكو ، واشنطن ، باريس ، لندن ، إيطاليا ، روما ، ألمانيا ، برلين ، أبداً رسالة من الله :

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

[ سورة طه ]

 لأن معظم الناس لا أعمم غرقوا في وحل الأرض ، الله عز وجل أراد أن يلفتهم لوحي السماء ، أنت بين وحي الأرض ووحي السماء ، هذا الفيروس أكبر حاملة طائرات في العالم فيها خمسة آلاف عنصر ، فيها سلاح نووي ، معها أسلحة تصيب أي مكان في الأرض ، يصيح ربانها يخاطب رؤساءه في أمريكا : أدركونا يموت العناصر واحداً تلو الآخر بالكورونا ، الله عنده جنود لا يعلمها إلا هو ، ممكن الكورونا أوقفت الحياة في الأرض ؟ تعطل الطيران ، الخسائر بالمليارات ...

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

[ سورة طه ]

 هذه الصلاة ..

(( الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ، ومن تركها فقد هدم الدين ))

[ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن عمر ]

 و عصام اليقين ، وسيدة القربات ، ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات ، لذلك: لا يخافن العبد إلا ذنبه ، ولا يرجون إلا ربه .

معرفة الله في الوقت المناسب :

 ملخص الملخص ، بل فحوى دعوة الأنبياء جميعاً ، مضمون دعوة الأنبياء جميعاً في آية واحدة ، قال تعالى :

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

[ سورة الأنبياء]

 قال العلماء : نهاية العلم التوحيد ونهاية العمل التقوى ، لذلك :

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

[ سورة الأنبياء]

 لا يخافن العبد إلا ذنبه ، ولا يرجون إلا ربه ، والبطولة أن نتابع دروس العلم لأن العلم يحتاج إلى تراكم ، أنت لو معك هاتف خلوي ثمنه مئة ألف ، هذا الهاتف من دون شحن يصبح كتلة بلاستيك لا قيمة لها إطلاقاً ، فكما أن الهاتف الذي بين يديك يحتاج إلى شحن دوري يوجد شحن يومي أو أسبوعي ، أنت بحاجة إلى شحن ، الصلاة شحن :

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14) ﴾

[ سورة طه ]

 الله إذا ذكرك منحك كل شيء ، منحك الصحة والوسامة ، منحك الغنى ، منحك الكرامة العالية ، منحك الحكمة ، منحك أشياء لا تعد ولا تحصى ، فلذلك البطولة أن تعرف الله في الوقت المناسب .

خيار الناس مع الإيمان خيار وقت فقط :

 آخر كلمة أقولها ؛ خيارك مع الدين خيار وقت ، ولك مليون خيار رفض ، هذا البيت لم يعجبك لا تشتره ، هذه الفتاة المخطوبة لم يسرك لباسها في الطريق لا تتزوجها ، هذه الحرفة رفضتها دوامها طويل ودخلها قليل ، أنت معك خيار رفض لمليون موضوع إلا الإيمان معك خيار وقت ، لماذا ؟ لأن أكفر كفار الأرض فرعون الذي قال :

﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)﴾

[ سورة النازعات ]

 والذي قال :

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) ﴾

[ سورة القصص ]

 فرعون عندما أدركه الغرق قال :

﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ (90) ﴾

[ سورة يونس ]

 إذاً خيار الناس مع الإيمان خيار وقت فقط ، الآية تقول :

﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) ﴾

[ سورة الأنعام ]

 أرجو لكم أن يحفظ الله لكم إيمانكم ، وأهلكم ، وأولادكم ، وصحتكم ، ومالكم ، وآخر دعوة وأهم دعوة واستقرار بلادكم ، لأن هذه النعمة لا يعرفها إلا من فقدها .
 وأرجو الله أن يحفظ لكم إيمانكم ، ومن يلوذ بكم ، وصحتكم ، ومالكم ، وبلادكم .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور