- محاضرات خارجية / ٠26ندوات مختلفة - تركيا
- /
- ٠3ندوات مختلفة - تركيا
الحمد لله ربَّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغُرّ الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارض عنا وعنهم يا ربَّ العالمين .
اللّهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
العبادة علة وجود الإنسان :
بادئ ذي بدء : أشكر لكم هذه الدعوة الكريمة التي إن دلّت على شيء فعلى حسن الظن بي ، وأرجو الله أن أكون عند حسن ظنكم .
بادئ ذي بدء : هناك مصطلحٌ حديث اسمه علّة الوجود ، مثلاً إذا إنسان أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه من السوربون ، هناك مصطلح دقيق ، ما علّة وجوده في باريس ؟ باريس مدينة كبيرة جداً عملاقة ، علّة وجوده الوحيدة والفريدة الدراسة ، هذا لا يمنع أن يدخل لمطعم ليأكل ، أو أن يقتني مجلة أو كتاباً ، أو أن يجلس في حديقة ، أما علّة وجوده الفريدة والوحيدة فهي الدراسة ، لو سحبنا هذا المثل على الإنسان ، ما علّة وجوده في الأرض ؟ لماذا نحن في الأرض ؟ لماذا خلقنا وجاء بنا إلى الأرض ؟ ما المهمة الأولى والوحيدة والفريدة لوجودنا في الأرض ؟ أجابها القرآن الكريم :
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾
كلام خالق الأكوان ، كلام رب الأرض والسماوات ، كلام الخالق ، علة وجودنا الوحيدة العبادة ، العبادة طاعة طوعية ليست قسرية ، الله عز وجل خلقنا ، وحياتنا بيده ، والموت بيده ، والصحة بيده ، والمرض بيده ، والغنى بيده ، والفقر بيده ، ومع كل ذلك ما قبل أن نعبده إكراهاً ، قال تعالى:﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)﴾
بل أراد أن تكون علاقتنا به علاقة حب ، فقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)﴾
الحب درجة عالية ، لا يوجد فيها قهر ، فيها وازع داخلي ، فيها ميل فطري ، فيها ميل إلى الكمال ، (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) .الحب نوعان ؛ الحب في الله والحب مع الله :
في الحقيقة الحب نوعان ، حبٌّ في الله ، وحبٌّ مع الله ، أن تحب الله رب العالمين ، أن تحب الله خالق السماوات والأرض ، أن تحب الذي لا إله إلا هو ، أن تحب صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، أن تحب الذي أوجدك من عدم وإليه المصير ، هذا الحب إلى الله ، أصل هذا الدين : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) ، الله ما قبل أصلاً أن نعبده إكراهاً ؛ بل أراد أن تكون علاقة الحب بيننا وبينه ، الحقيقة هناك حبٌّ في الله ، أن تحب الله ، أن تحب رسله جميعاً ، أن تحب أنبياءه جميعاً ، أن تحب العلماء الربانيين ، أن تحب دور العلم ، أن تحب المعاهد الشرعية ، أن تحب العمل الصالح ، أن تحب الاستقامة ، أن تحب أداء الصلاة بإتقان ، هذا حبٌّ في الله ، يتفرع إلى مئات الفروع ، أن تحب والديك ، أن تحب زوجتك ، النبي قال :
((الحمد لله الذي رزقني حبها))
لا أن تحب امرأةً أخرى ، أن تحب حلالك ، أن تحب أولادك ، أن تحب المصلحة التي تقربك إلى الله ، هذا الحب في الله ، ومنوعة أنواع كثيرة قد تصل إلى مئة نوع ، وهناك حبٌّ مع الله ، الحب في الله عين التوحيد ، والحب مع الله عين الشرك ، أن تحب جهةً من أجل مصلحتك لا تصلي أو أم تبتعد عن الدين إرضاءً لها ؟ الحب في الله عين التوحيد ، والحب مع الله عين الشرك .من لم يكن لديه وقت للتعرف على الله فقد ألغى وجوده :
الآن هناك كليات في الدين ، كنت ذات مرة في أمريكا ، زرت معمل سيارات رقم واحد ، قال لي المرافق والخبير : أي مركبة فيها ثلاثمئة ألف قطعة ، أنا كراكب لها غلاف معدني ، مقاعد ، محرك ، مقود ، مكبح ، عجلات ، وقود ، سبع قطع ، أنا ضربتها مثلاً ، ممكن هذا الدين الكبير ، دين خالق السماوات والأرض ، دين رب العالمين ، دين الواحد الأحد ، هذا الدين فيه مئة ألف موضوع ، فيه مئة ألف عالم ، فيه مليون كتاب ، هل يمكن أن ينضغط ببنود متعددة ؟ الجواب نعم .
هناك مثل آخر ، التجارة كم نوع ؟ مليون نوع ، كم مستوى ؟ مليون مستوى ، هل يمكن أن تضغط بكلمة واحدة ؟ نعم التجارة هي الربح ، إن لم تربح لست تاجراً ، هل يمكن الدين كله أن ينضغط بكلمة واحدة ؟ الاستقامة ، إن لم تستقم على منهج الله ، إن لم تخضع لمنهج الله ، لن تنتفع من هذا الدين ، من دون استقامة ثقافة ، القرآن الكريم قُرئ في باريس على أنه ثقافة شرقية ، الدين عادات ، تقاليد ، الدين تراث ، الدين ثقافة عامة ، هذه كلها مصطلحات حديثة ، أما الدين فهو وحي الله ، وحي خالق السماوات والأرض لأهل الأرض ، لذلك الآن البشر غرقوا في وحل الأرض ، ما وحل الأرض ؟ المصالح والشهوات ، الشهوات والمصالح هي التي تحرك الناس اليوم .
في الجاهلية الأخيرة التي أُشير لها في القرآن الكريم مصالح وشهوات ، الأرض غرقت في وحل المصالح ، القوي يأكل الضعيف ، الغني يستغل الفقير، لا يوجد رحمة ، الرحمة نُزعت من قلوب الأمة ، هناك قسوة بالغة ، لذلك الإنسان لأن يسقط من السماء إلى الأرض فتنحطم أضلاعه أهون من أن يسقط من عين الله ، فالكليات العقيدة ، والعقيدة تحتاج إلى طلب علم ، قضايا دقيقة جداً ، الإيمان بالله خالقاً ، مربياً ، مسيّراً ، الإيمان بأسمائه الحسنى ، بصفاته العلا ، الإيمان بالأنبياء جميعاً ، بالرسل جميعاً ، بسيد الخلق وحبيب الحق ، النبوة أعلى مقام ، والرسالة أعلى مقام دعوة ، فلابد من أن نتفرغ للعلم ، والذي ليس لديه وقت ليطلب العلم ألغى وجوده كإنسان ، إذا الإنسان عزف عن طلب العلم ، مثلاً تاجر دخله كبير ، لديه عدة سيارات ، وبيت في المدينة ، وبيت على البحر ، ولديه بنات وأولاد كبار ، ومكانة اجتماعية ، ولقاءات ، وسهرات ، إذا لم يكن لديك وقت أن تتعرف على الله ألغيت وجودك .
أوصاف في القرآن تنطبق على كل من شرد عن الله :
الآن إذا ألغيت وجودك لك في القرآن خمسة أوصاف ، تنطبق على كل من شرد عن الله ، أول وصف خطير:
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)﴾
ميت ، نبضه مثالي ، وضغطه مثالي ، عند الله ميت ، الموت عند الله موت العقيدة، موت الاستقامة ، موت العمل الصالح ، ما فهمت سر وجودك ، (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ) ، وصف آخر:﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (4)﴾
خشبة ، مادة تتحرك إلى شهوتها فقط ، وإلى مصلحتها ، كنت مرة في أمريكا ، فسألني أخ في الشام : ماذا رأيت ؟ رأيت هذا العالم الغربي المتفوق ، الصناعي القوي الكبير ، يوجد همّان لا ثالث لهما ، يعيش لحظته همّه الرفاه فقط ، يعيش لحظته الآن ، أما هناك التقدم في السن ، هناك شيخوخة ، هناك مرض عضال ، هناك مفاجأة لم تكن متوقعة ، هناك موت ، هناك قبر ، هناك برزخ ، هناك جنة ونار ، هناك حلال وحرام ، هناك يجوز ولا يجوز ، هناك صح وهناك خطأ بعيد ، والإنسان إن لم يطلب العلم فهو كالدابة ، (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ) ، (خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ) :﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)﴾
أما أقسى وصف :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)﴾
هذه أوصاف القرآن لمن عزف عن طلب العلم .طلب العلم فريضة :
إذاً طلب العلم فريضة ، ما معنى فريضة ؟ بمعنى شرب الماء فريضة ، إن لم تشرب فلموت محقق ، التنفس فريضة ، إن لم تتنفس خلال دقائق تموت ، والماء فريضة خلال أيام ، والطعام فريضة خلال أيام ، فالفريضة بمعنى تتوقف الحياة عليها ، طلب العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ ، وقالوا : على كل شخصٍ مسلم ، ذكراً كان أو أنثى ، فلابد من طلب العلم بشكل أو بآخر ، تحضر درس علم بمسجد ، تحضر خطبة لخطيب رائع متفوق ، تقتني كتاب تفسير ، تتابع ندوة إسلامية ، لابد من طلب العلم ، وإن لم تفعل هبطت عن مستوى إنسانيتك إلى مستوى لا يليق بك .
الآن هذا العبد الفقير الطارئ ، الحادث ، المفتقر إلى كل شيء ، سُمِح له أن يتصل بأصل الكمال والجمال والنوال ، بخالق السماوات والأرض ، صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، الأبدي ، السرمدي ، إذا اتصل به اشتق من رحمته رحمةً ، يرحم بها من دونه :
((يقول اللهُ : إن كنتُم تُريدونَ رحمتِي فارحموا خَلْقِي))
اشتق العلم منه ، ما اتخذ الله ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه ، اشتق العلم منه :﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) ﴾
أنت بالحكمة تجعل العدو صديقاً ، بالحكمة تسعد بأي زوجة ، بالحكمة تعيش بمال محدود ، من دون حكمة تجعل الصديق عدواً ، من دون حكمة تشقى بأي زوجة ، فالحكمة أكبر عطاء إلهي ، ما من شهوةٍ وضعت في الإنسان على الإطلاق ، ما من شهوةٍ وضعت في الإنسان إلا جعل الله لها قناةً نظيفةً تجري من خلالها ، الشهوة كصفيحة الوقود في السيارة ، سائل متفجر وباهظ الثمن ، هذه الصفيحة إذا وضِعت في المستودع المُحكَم ، وسال هذا الوقود في الأنابيب المُحكَمة ، وانفجر في المكان المناسب للمحرك ، وفي الوقت المناسب ، ولّد حركة نافعة ، قد تنقل إنسان من اسطنبول إلى أنقرة ، فالشهوة إن وضعت في مكانها الصحيح ولّدت حركة نافعة ، أما لو صببت هذه الصفيحة على المركبة وفيها خمسة ركّاب ، وأصابتها شرارة ، أحرقت المركبة ومن فيها ، إما قوة دافعة أو قوة حارقة .بطولة الإنسان أن يحكمه النص :
الآن تركب مركبتك ، لوحة بسيطة من خمس كلمات ، نحن في دمشق مثلاً ، التوجه إلى حمص ، الطريق إلى حمص مغلقة بسبب تراكم الثلوج في النبك ، مركبتك حديثة جداً ، أنت تاجر كبير ، لك مبلغ ضخم في حمص تعود ، ما الذي ألغى السفر ؟ خمس كلمات ، فالإنسان ماذا يحكمه ؟ النص ، والقرآن نص ، والسنة نص ، وكلام العلماء نص ، لو أن دابةً توجهت نحو حمص ، أين تقف ؟ عند الثلج ، ماذا يحكم الدابة ؟ الواقع ، فالبطولة ، والذكاء ، والعقل ، والنجاح ، أن يحكمك النص ، والنص كلام خالق الأكوان ، ومشروح من قبل سيد أولاد آدم ، سيدنا محمد ، لذلك :
((إنِّي قد خلَّفْتُ فيكم شيئَيْنِ لن تَضِلُّوا بعدَهما أبدًا ما أخَذْتُم بهما ، أو عمِلْتُم بهما : كتابَ اللهِ ، وسُنَّتي ، ولن يتفرَّقَا حتَّى يَرِدَا علَيَّ الحوضَ))
هذا الجانب الأول .الإنسان كائن متحرك :
إذاً هناك جانب عقدي أيديولوجي ، فكري ، منطلق نظري ، وهناك جانب حركي ، أنت تتحرك لماذا ؟ أنت بحاجة للطعام والشراب ، وتتحرك بعد أن حصلت على شهادة ، أو حصلت على عمل ، وأصبح عمرك عشرين عاماً ، ستتزوج دون أن تشعر أنك بحاجة لزوجة ، والزوجة تنتظر من يخطبها أيضاً ، الحاجة الثانية حاجة بقاء النوع ، الحاجة الأولى بقاء الفرد بالطعام والشراب ، الحاجة الثانية إلى بقاء النوع ، ذكراً كان أو أنثى ، الآن أكل وشرب ، وتزوج وأنجب ، عنده حاجة ثالثة ، الحاجة الثالثة بقاء الذكر ، التفوق ، لديه رغبة عميقة أن يُشار إلى أنه الطبيب الأول ، أو المهندس الأول ، أو العالم الأول ، أو الداعية الأول ، بحاجة إلى التفوق، والحاجات الثلاثة تتحقق كلّياً في هذا الدين العظيم ، كل حاجاتك محققة ، لكن بطريق مشروع ، وطاهر ، ويرفع قدرك عند الله عز وجل ، وبالمناسبة ما من شهوةٍ وضعت في الإنسان إلا جعل لها الله قناةً نظيفةً تسري من خلالها ، أصبح لدينا شهوة ولدينا منهج .
من كان الله معه نعِمَ بالسكينة والتوفيق :
الشيء الآخر لدينا الآن شيء ثالث ، أنت عرفت الله ، وعرفت عظمته ، وجلاله ، وقوته ، وغناه ، وفضله ، وعرفت منهجه ، التطبيق ، هكا التطبيق فيه ثمرة ، ما هي الثمرة ؟
﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾
فالذي يصلّي أراد بهذه الصلاة أن يؤدي واجب العبودية ، لكن الله عز وجل يقول :﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)﴾
إذا الله عز وجل ذكرنا ما الذي يحصل ؟ شيء لا يصدق ، الله عز وجل قال : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) إذا صلّيت ذكرته ، فإذا ذكرك منحك السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، إن ذكرته ذكرك ، إن ذكرك أعطاك السكينة ، السكينة نَعِم بها نبيٌّ عظيم في بطن الحوت :﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)﴾
عندئذٍ الله عز وجل أعطاه السكينة في بطن الحوت ، فلذلك إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا ربي ماذا وجد من فقدك ؟ وماذا فقد من وجدك ؟ أعطاك السكينة ، أعطاك التوفيق ، وما توفيقي إلا بالله ، لا يتحقق شيء في الأرض في القارات الخمس إلا بتوفيق الله ، المؤمن الموفّق موفّق في صحته ، موفّق في زواجه ، موفّق في أولاده ، موفّق في مكانته ، موفّق في سمعته ، هناك حرص إلهي ، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ فلذلك :((يا بن آدم إن تطلبني تجدني ، فاذا وجدتني وجدت كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء))
العمل الصالح علّة وجودنا الوحيدة في الدنيا :
إذاً هناك كلّيات للدين ، العقيدة كلّية ، والحركة كلّية ، الحركة السلبية استقامة ، أنا لم أكذب ، أنا لم أغش ، أنا لم آكل مالاً حراماً ، والإيجابية عملت عملاً صالحاً ، والعمل الصالح علّة وجودنا الوحيدة في الأرض ، الدليل : الإنسان إذا وافته المنيّة يقول :
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُون(100)﴾
لم يقل : لعلّي أتابع بناء الطابق الخامس ، لعلّي أتابع الدراسات العليا ، وأنال الدكتوراه ، ربي ارجعوني لعلّي أعمل صالحاً ، إذاً علّة وجودنا الوحيدة في الدنيا العمل الصالح ، وسمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة ، فلذلك حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، وعلّة وجودك في الدنيا العمل الصالح ، وسُمي صالحاً كما قلت قبل قليل لأنّه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة ، إذاً الكلّيات العقيدة ، والعمل الصالح ، سلباً استقامة ، إيجاباً عطاءً ، ثم الاتصال بالله عز وجل .الفلاح والنجاح :
لكن نحن لدينا بالعلوم الحديثة مفهوم القانون ، أدق تعريف للقانون علاقةٌ مقطوعٌ بها بين متغيرين ، تطابق الواقع عليها دليل ، الآن لو لم تكن العلاقة مقطوعاً بها ، الوهم ثلاثون بالمئة بالمصداقية ، والشك ستون بالمئة ، والظن سبعون بالمئة ، وغلبة الظن تسعون بالمئة ، والقطع مئة بالمئة ، كل حقائق الدين قطعية ، من عند المطلق ، لا يوجد احتمالات ، كل كلمة قيلت في القرآن صحيحة ، حق ، الله حق ، بعث أنبيائه حق ، الحق شيء ثابت ، فلذلك أنت مع الثوابت ، لا يوجد إنسان ترك الدين إلا تصوّر أشياء ، ثم اكتشف بعد فوات الأوان أنه كان مخطئاً ، أحياناً الإنسان يظن المرأة كل شيء ، في البداية كل شيء ، ثم تصبح شيئاً ولكن ليس كل شيء ، على فراش الموت إذا لم تكن محجبة ، لم يدلّها على الله ، أصبحت عبئاً عليه ، المال كذلك ، المال مادة الشهوات ، في البداية المال كل شيء ، في الوسط شيء ، لكن ليس كل شيء ، مثلاً بيل غيتس يملك ثلاثة وتسعين ملياراً ، على فراش الموت قال : هذا الرقم لا يعني عندي شيئاً ، جوبز مؤسسته حجمها سبعمئة مليار ، لا شيء ، هذا اسمه نجاح ، النجاح ليس كالفلاح ، النجاح أحادي أن تنجح في جمع المال ، هناك رئيس وزارة ياباني حكم سبعين عاماً ، النجاح بمنصب ، النجاح بمكانة مرموقة ، الفلاح شمولي ، أن تنجح مع الله معرفةً ، وعبادةً ، وعملاً صالحاً ، وتقرّباً ، ودعوةً ، أن تنجح مع نفسك بإيمانك ، وصحتك ، العناية بصحتك ، والعناية بطعامك وشرابك ، العناية بالرياضة ، وأن تنجح في بيتك ، بيتك إسلامي ، الدخل إسلامي ، الإنفاق إسلامي ، الشاشة مضبوطة ، الرحلات مضبوطة ، لا يوجد تفلّت في الرحلة ، مضبوط في حياته اليومية ، في وقت فراغه ، في نزهاته ، في ولائمه ، لا يوجد عنده اختلاط إطلاقاً .
من كان مع الله كان أسعد الناس :
الآن الشيء الدقيق جداً الصلاة تعقد له مع الله سلاحاً حقيقياً ، إن لم يقل الإنسان : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني فليس مؤمناً ، فأنت بالله قوي ، تستمد منه القوة ، وغني ، وحاكم ، وحكيم ، وقوي الشخصية ، كل إيجابيات الإنسان يستمدها من الله ، والإنسان البعيد عن الله عنده خوف مرضي ، دكتور في الجامعة يعد أحد كبار علماء النفس ، كان أستاذنا ، قال : الكآبة في أوروبا بين المئة والمئة والخمسين ، لم نفهم هذه النسبة ، قال: مئة يعانون من كآبة ، ومئة وخمسون يعانون من كآبتين ، لا يمكن :﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى(126)﴾
بمعنى كنت أعمى في الدنيا ، فلابد أن تكون مع الله وأنت أسعد إنسان ، أو تكون بعيداً عن الله وأنت أشقى إنسان ، هذا الشقاء ، دقق :﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123)﴾
﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)﴾
بمعنى كل من تبع هدى الله لا يضلُّ عقله ، ولا تشقى نفسه ، ولا يندم على ما فات ، ولا يخشى مما هو آت ، ماذا بقي ؟ الحياة كلها ، والسعادة كلها ، والتوفيق كله ، والسرور كله ، بطاعة الله :﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)﴾
مثلاً : إذا جاء العيد ، وهناك طفل أخذ مبلغاً من المال ، من عمه ، أو خاله ، أو عمته ، قال : أنا لدي مبلغ عظيم ، عظيم عنده يكون عبارة عن مئتي دينار تقريباً ، أما إذا كان أحد أعضاء دولة عظمى ، قال : أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً ، مئتا مليار ، فإذا قال الله عز وجل :﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)﴾
فلذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.أنواع الهدى :
أصبح لدينا الكلّيات ؛ العقيدة ، والحركة ، والاستقامة ، والعمل الصالح ، والصلة بالله عز وجل ، الآن الهدى أنواع ، هدى بياني مثل درس ، لقاء ، ندوة ، خطبة ، وهناك تأديب تربوي ، الهدى البياني الأصل فيه الاستجابة :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)﴾
البطولة أن تستجيب ، والآية تقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ) إذا لم يستجب ، قال الطبيب لهذا المريض :لديك التهاب معدة حاد ، يجب أن تخضع لحمية قاسية ، عليك أن تبقى على الحليب مدة ستة أشهر ، وإذا لم تتكمن من الحمية تحتاج لعمل جراحي ، إذا إنسان لم يستجب للهدى البياني ، ندوة ، خطبة جمعة ، كتاب تفسير ، قراءة كتاب ، هناك تأديب تربوي ، قال تعالى :﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)﴾
اذا لم تكتف بالحليب وكان لديك التهاب معدة حاد ستحتاج إلى عمل جراحي ، (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)) لم يرجع ، لم يستجب بالهدى البياني ، ولم يتب بالتأديب التربوي ، بقي حالة ولكن النجاح بها نادر ، الإكرام الاستدراجي ، تأتي الدنيا فجأةً ، دخل كبير ، اشترى ثلاثة منازل ، ثلاث مركبات ، مكانة ، أناقة ، لقاءات ، ولائم ، سفريات ، سياحة ، ثم يأتي من قصر إلى قبر ، من سهرة نساء كاسيات عاريات إلى القبر ، من مكانة اجتماعية إلى القبر ، رجعوا وتركوك ، وبالتراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبق معك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت ، أنت فكر في الأمر فقط ، هل هناك حدث أكثر واقعية من الموت ؟ كل مخلوقٍ يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت :والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر
* * *
كل ابن أنثى وإن طـالت سلامته يوماً على آلــــــــة حدباء محمول
فإذا حملــــــت إلى القبور جنـــازة فــاعلم بأنك بعدهـــا محمـــــــــــــول
* * *
تعلق وجود الإنسان وسلامته بالإيمان :
أخواننا الكرام كلمة دقيقة ؛ في العالم يوجد ثمانية مليار إنسان يعيشون لحظتهم ، وحاضرهم وماضيهم فقط ، وقلّة قليلة من المؤمنين يعيشون المستقبل ، المستقبل فيه مغادرة الدنيا ، يعدّ لهذا اليوم عِدته ، باستقامةٍ على أمر الله ، بدخله ، بإنفاقه ، بعلاقاته ، علاقاته مع المرأة ، وعلاقاته مع المال ، المرأة والمال أخطر شيء في الحياة ، المرأة ليس لديه خلاف بالشرع ، والمال ليس لديه دخل غير مشروع ، فإذا ضبط أموره مع المال والنساء ، وأدى الفرائض والصلوات ، وأدى زكاة ماله ، ذاق معنى القرب من الله :
فـلو شاهدت عيناك من حسننــــا الذي رأوه لما وليت عنــــــــــا لغـيرنـــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــــــــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة لمــــت غريباً واشتيـــــــــاقاً لقربنـــــــــــا
ولو لاح من أنوارنا لك لائــــــحٌ تركت جميــع الكائنـــــــــات لأجلنـــــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعـــى سهولته قلنا له قــــــــــــد جهلتنـــــــــــــا
***
((يا بن آدم اطلبني تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، أنا أحب إليك من كل شيء))
لا يخافنَّ العبد إلا ذنبه ولا يرجونَّ إلا ربه .نهاية العلم التوحيد ونهاية العمل العبادة :
آخر كلمة ؛ الله عز وجل جمع فحوى دعوة الأنبياء جميعاً ببندين اثنين ، قال :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾
لا إله إلا أنا ، التوحيد ، نهاية العلم التوحيد ، ونهاية العمل العبادة ، عبد ضعيف اتصل بأصل الجمال والكمال والنوال ، فإذا أردت الدنيا عليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، فالعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .أخواننا الكرام ؛ لي موقع في الانترنت ، والآيباد ، والآيفون ، موقع الموسوعة الإسلامية ، هذه الموسوعة هي موسوعة أولاً صوتية ، وأنت تركب مركبتك تسمع الدرس بأكمله، الموسوعة الثانية خطية ، أنت خطيب مسجد تأخذ النصوص مكتوبة ، جالس في سهرة تريهم الدرس بالموسوعة المرئية ، هذا الموقع ترتيبه حوالي عشرين ألفاً من أصل ستة مليارات موقع ، الأول في العالم ، فيه عشر لغات ، ويتجدد يومياً ، وبين أيديكم وبالمجان ، من دون أي مقابل، يظهر على أي كمبيوتر أو آيباد أو آيفون ، على أي موقع إخباري ، فأرجو الله أن ننتفع من هذه الإنجازات الحديثة ، وحقيقة هناك إنجازات الآن :
((ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ اللَّيلُ والنَّهارُ ، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدَرٍ ولا وبَرٍ إلَّا أدخلَهُ اللهُ هذا الدِّينَ ، بعِزِّ عزيزٍ ، أو بذلِّ ذليلٍ ، عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ ، وذلًّا يذِلُّ اللهُ به الكفر))
البطولة الإنجازات المذهلة كالآيباد ، وأنا جالس في منزلي عملت أكثر من خمسين مقابلة فيديو في هذه الفترة ، أمريكا عبارة عن أربع وعشرين ولاية رأوني ورأيتهم في آنٍ واحد ، وسألوني وأجبتهم ، هناك إنجازات الآن مذهلة ، طبعاً هناك كورونا وحجر صحي لكن الدروس لم تتوقف ، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم .أرجو الله أن يحفظ إيمانكم ، وأهلكم ، وأولادكم ، ومالكم ، وصحتكم ، واستقرار بلادكم، والحمد لله ربِّ العالمين .
المذيع :
جزاكم الله ألف خير شيخنا ، أولاً : نشكركم على قبول دعوتنا ، والحضور في هذا اليوم ، اسمح لنا أن نطمع بكلمة منك أو رسالة مختصرة ، لاستقبال شهر رمضان ، كلمة بسيطة .
رمضان عبادة استثنائية :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
طبعاً ، أولاً : رمضان عبادة إلا أنه عبادة استثنائية ، عندك صلوات وحج وزكاة ، رمضان تترك الطعام والشراب ، دورة مكثفة ، دورة فيها صلاة تراويح وقيام ليل :
((من صلَّى الصبحَ في جماعةٍ فهو في ذمةِ اللهِ فمن أخفر ذمةَ اللهِ كبَّه اللهُ في النارِِ لوجهِه))
إذا كان هناك شخص عليه دين بقيمة ثلاثة ملايين ، ومنزله محجوز ، وأمواله كلها مصادرة ، جاءه عرض بثلاثين يوماً لديك أفعال تفعلها تُعفى من هذا الدين :((من صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَه ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَه ما تقدَّمَ من ذنبِهِ))
هذا كلام النبي الكريم ، وحيٌ غير متلو ، لا ينطق عن الهوى ، أنت في رمضان أمام فرصة أن تفتح مع الله صفحة جديدة ، الماضي كله انتهى إلا الحقوق ، ما كان بينك وبين الله يغفر بلا تردد ، وذنبٌ لا يترك ما كان بينك وبين العباد ، وذنبٌ لا يُغفر وهو الشرك بالله ، لذلك:((كان رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أُتيَ بالجَنازةِ لم يَسألْ عن شَيءٍ مِن عَمَلِ الرَّجُلِ ، ويَسألُ عن دَينِه ، فإنْ قيلَ : عليه دَينٌ ، كَفَّ عنِ الصَّلاةِ عليه ، وإنْ قيلَ : ليس عليه دَينٌ صَلَّى عليه ، فأُتيَ بجَنازةٍ ، فلَمَّا قامَ لِيُكبِّرَ ، سألَ أصحابَه ، فقالَ : هل على صاحِبِكم دَينٌ ؟ قالوا : دينارانِ . فعَدَلَ عنه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال : صَلُّوا على صاحِبِكم . فقالَ علِيٌّ عليه السلام: هما علَيَّ ، بَرِئَ منهما . فتَقدَّمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فصَلَّى عليه ، ثم قال لِعلِيٍّ : جَزاكَ اللهُ خَيرًا ، فَكَّ اللهُ رِهانَكَ كما فَكَكتَ رِهانَ أخيكَ ، إنَّه ليس مِن مَيِّتٍ يَموتُ وعليه دَينٌ إلَّا وهو مُرتَهَنٌ بدَينِه ، ومَن فَكَّ رِهانَ مَيِّتٍ فَكَّ اللهُ رِهانَه يَومَ القيامةِ . فقالَ بَعضُهم : هذا لِعلِيٍّ خاصَّةً أم لِلمُسلِمينَ عامَّةً ؟ قال : بل لِلمُسلِمينَ عامَّةً))
تعامل مع الله بدقة بالغة ، أنت الرابح الأول ، استقم كما أمر الله عز وجل ، الذكاء ، والنجاح ، والتفوق ، والسلامة ، والتألق ، والسعادة بطاعة الله ، (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) رمضان شهر ، أنا أتألم ألماً لا حدود له ، أصبح عند بعض الناس مع الأسف الشديد شهر ولائم ، وشهر مسلسلات ، والمسلسل له خطورة تهدم عقائدنا ، مسلسل ذكي جداً ، يريك منزلاً فخماً ، كبير المساحة ، أثاث جميل ، ثريات ، مناظر طبيعية ، صالونات ، شُرف ، حدائق ، مركبات ، وصاحب المنزل لا يصلي ، ويستقبل صديقات زوجته بتفلّت ، يسهر معهن ، بينما ترى صاحب دين ، منزله صغير ، وضعه رديء ، هذا الإعلام ، الإعلام مهمته هدم القيم ، تفكيك القيم ، الإعلام فيه مضلل ، وفيه ملمّع للغرب وحضارته ، وفيه مُعتّم ، يُعتّم على إيجابياتنا ، يلمّع سلبياتنا ، ويلمّع الغرب ، الإعلام يبعدك عن الله ، أنا لا أصدق أن هناك منزلاً فيه شاشة مفتوحة فيه توبة لله ، لا من الأب ، ولا من الأم ، ولا من الأولاد ، الشاب ما سيراه بعد عشرين عاماً رآه الآن ، وليس لديه إمكانية للزواج ، أخطر شيء أن الغرب لم ينجح بإقناعنا بمنهجه بالكلمة ، أقنعنا بالصورة ، فإذا الآيباد والموبايل والشاشة لم تُضبط لا يوجد توبة في البيت ، لا يوجد ابنة تطيع الله ، ولا يوجد ابن يطيع الله ، أنا هذه نصيحة من أخ محب ، أنا لي في الدعوة أربعون عاماً ، وأرى مادامت الشاشة لم تكن مضبوطة ، ممكن أن تكون على المحطات الإخبارية والدينية فقط ، هذه شاشتنا ، أما أفلام مفتوحة ، فالغرب هزمنا بهذه الأفلام ، بدّل القيم ، وهدم ثوابتنا بالشاشة ، واللقاءات :﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)﴾
حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(129)﴾
أمر إلهي ، تحتاج أنت حاضنة إيمانية ، تحتاج إلى أصدقاء مؤمنين ، سهرة مع مؤمنين ، رحلة مع مؤمنين ، تعيش مع علماء أجلّاء ، ليس مع مفسدين في الأرض ، تضبط الأجهزة في المنزل ، تضبط الاختلاط ، لا يوجد اختلاط ، نحن الاختلاط شائع بالسنة كلها ، هذه أخت زوجتي ، هذه كذا ، ما لم تنضبط انضباطاً كاملاً لا يوجد ثمرة من هذا الدين ، ولعلي على صلاح ، والحمد لله ربِّ العالمين .المذيع :
بارك الله فيكم شيخنا ، نعيد التذكير بإذن الله أن المحاضرة ستكون مسجلة وموجودة على اليوتيوب ، في حال فاتت بعض الأشخاص ، أيضاً لتوصيل رسالة الشيخ ونصائح الشيخ لأكبر شريحة من الناس ، تمت مشاركة رابط قناة اليوتيوب في التعليقات ، وكذلك أيضاً بدء الموسوعة التي ذكرها الشيخ ، اسمها موسوعة النابلسي ، بإمكانكم البحث عنها في الانترنت ، وبإذن الله تجدونها بسهولة .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
يدخلها في اليوم مليونا إنسان .
المذيع :
ما شاء الله ، تبارك الله ، بإذن الله تزيد أكثر وأكثر ، إذا سمحت شيخنا أن نأخذ مشاركة أو مشاركتين من الحضور .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
نعم تفضل .
المذيع :
عندنا الأخ بشار الحاج ، تفضل .
مداخلة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك يا شيخ ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، تفضل .
مداخلة :
شيخ أنا اتفقت أنا وزميلي محمد صادق على أن نسأل سؤالين ، السؤال الأول هو : كيف يمكن تطبيق أوامر الإسلام في دولة ليست مطبقة لها ؟ النقطة الأولى هي غض البصر مثلاً في الصف ، أحياناً يكون هناك بنات غير ملتزمات ، أحياناً في الشوارع ، أحياناً المعلمة تكون غير ملتزمة ومتبرجة .
النقطة الثانية هي عن الصلاة ، أحياناً تأتي بعض أوقات الصلاة ونحن في الدرس ، وربما تأتي وقت اختبارنا في وقت صلاة الجمعة .
حكم قضاء الصلاة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هناك قضاء ، إذا كان هناك عذر شرعي فيوجد قضاء ، أنت في الامتحان فاتتك صلاة الظهر أو العصر ، هذا عذر شرعي ، نقضيها .
مداخلة :
ماذا عن غض البصر في دولة غير ملتزمة ؟
من غض بصره أورثه الله حلاوةً في قلبه إلى يوم يلقاه :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
إذا لا تستطيع غض بصرك لا يوجد أمل أن نتخاطب أبداً ، شيء تملكه أنت ، إذا كنت لا تستطيع أن تطيع ربك ليس هناك داعٍ للدين أبداً ، نرضي الإله ، يعطيك أمراً فتطيعه ، اسمع الجواب :
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)﴾
إذا ظننت أو توهمت أنك لا تستطيع فعل هذا الأمر فاعلم يقيناً أنك لا تريد أن تفعله، (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) ، آية جامعة مانعة مطلقة ، الإله خبير ، وغض البصر فيه سعادة لا توصف ، من غض بصره أورثه الله حلاوةً في قلبه إلى يوم يلقاه ، إذا غضضت بصرك ستكون أسعد الناس بزوجتك ، وإذا لم تغضه ستكون زوجتك قطعة شقاء ، الله يعاقب الذي لا يغض بصره بزوجة متعبة جداً .مداخلة :
هذا الكلام معقول في السعودية أو في دولة إسلامية ، أما في دولة مثل تركيا .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هل هذا الأمر خاص للسعودية ؟ تحت الآية مكتوب : خاص لأهل السعودية ما قولك؟
مداخلة :
حفظكم الله ورعاكم شيخي ، أشكرك .
المذيع :
جزاك الله خيراً ، أعتقد الإجابة واضحة ، عندنا الأخ عبد الحميد أيضاً لديه مشاركة .
مداخلة :
السلام عليكم .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
وعليكم السلام والإكرام .
مداخلة :
أود أن أشكرك جزيل الشكر شيخي في البداية على هذه المحاضرة الرائعة التي نحن بحاجتها ، شيخي الكريم لدي فقط استفسار بسيط ، وأريد أن أسمع نصيحتك ، نحن كطلاب ومقبلين على شهر الرحمة إن شاء الله شهر رمضان ، قد نجد صعوبة في ضبط الوقت ، وخصوصاً من أجل الدراسة والاستعداد للامتحانات ، أراد صديقي أن يدرس في وقت الليل بعد صلاة التراويح ويستمر حتى الفجر ، فما رأيكم هل دراسة الليل أفضل أم دراسة النهار ؟
كيفية الدراسة في رمضان :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله أنا معك ، رمضان من المغرب للسحور ، نأكل وننام للساعة الحادية عشرة ، وأنت تدرس هناك كأس ماء ، أو شاي ، أو عصير ، شبعان ، في رمضان الدراسة من المغرب للسحور ، في النهار أنت ترتاح وتنام عصراً ، القيلولة في النهار تعين على السهر ، هذا نضال، أما أنت عطش في النهار ، ومتعب ، وجائع ، فلا ، أنت تنام العصر ساعتين ، وتستيقظ الساعة الحادية عشرة ، الليل للدراسة ، ولديك كأس شاي أو عصير ، ومرتاح ليس لديك أي مداخلة .
مداخلة :
شكراً ، جزيل الشكر شيخي .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
بارك الله فيك .
المذيع :
بارك الله فيكم شيخنا ، هذه نصيحة أخرى من ضمن مخزون النصائح في هذا المساء، بالنسبة لرمضان والدراسة ، وترتيب الدراسة مع رمضان إن شاء الله ، نأخذ مشاركة أخيرة إذا سمحت لنا شيخنا ، الأخ علي العذري تفضل .
مداخلة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، جزاكم الله عنا خير الجزاء ، دكتور محمد مثلاً نستقيم أسبوعاً أو أسبوعين ، ثم تأتينا أيام متفرقة نؤخر فيها الصلوات . . .
القصر والجمع في الصلاة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
الشرع واضح ، هناك ضرورة تستطيع أن تؤخرها ، هناك جمع الظهر مع العصر ، والعصر مع الظهر ، والمغرب مع العشاء ، والعشاء مع المغرب ، الجمع والقصر ، في السفر يوجد جمع وقصر ، فجمع المغرب مع العشاء ، أو العشاء مع المغرب ، والظهر مع العصر ، الإسلام واسع جداً .
المذيع :
هذه أيضاً ما شاء الله واضحة شيخنا ، بمعنى إذا كان في حالة اختبار معين طويل يمكن للشخص أن يقدم الصلاة .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
فمن اضطر غير راغبٍ قدم الصلاة جمع تقديم ، أو جمع تأخير ، تؤخر الظهر للعصر ، ولكن الأصح أن يكون الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء ، كلاهما تقديم وتأخير .
المذيع :
واضحة يا شيخ ، هل نأخذ مشاركة زيادة ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
لا يوجد مانع بقدر ما تريد .
المذيع :
عندنا الأخ إسماعيل المانو ، تفضل .
مداخلة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
وعليكم السلام ورحمة الله .
مداخلة :
سؤالنا في مثل هذه الدول تكون ساعات الصيام طويلة ، هل الإنسان يصوم بساعات أهل البلد أم ينظر إلى أقرب بلد ؟
حكم صيام الساعات الطويلة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هذه غير واردة إلا في القطب ، في القطب ستة أشهر صيام ، وستة أشهر إفطار ، إذا كان هناك ليل ونهار كل أربع وعشرين ساعة لا يهم طوله ، لا توجد مشكلة أبداً ، لا توجد فتوى بها ، أما الموجودون في القطب فيصومون مع أهل السعودية .
خاتمة وتوديع :
المذيع :شيخنا نعيد شكرنا من جديد ، نشكركم على قبول الاستضافة ، على قبول الدعوة مرة أخرى ، لا يوجد شيء نقدمه لشكركم ، لذلك نقول : جزاكم الله خيراً ، بإذن الله يجزيكم الله عنا خير جزاء .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
هذا الشكر اللفظي كاف .
المذيع :
جزاكم الله ألف خير ، شكراً للشيخ محمد راتب النابلسي ، وأيضاً نيابةً عن اتحاد الطلبة العربي في اسكي شهير نشكر جميع الحضور ، جميع من حضر واستفاد من كلمة الشيخ، بإذن الله لنا لقاءات أخرى مع الشيخ أيضاً .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنا أقول لكم أتمثل قول الله تعالى :
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)﴾
المذيع :جزاك الله كل خير شيخنا ، شكراً لجميع الحضور ، أتمنى أن تكون هذه الأمسية مفيدة ، ومثمرة خصوصاً في حالنا حالياً ، في استقبال الشهر الكريم ، شهر رمضان شهر الصيام والقيام ، اسأل الله أن يبلغنا الشهر الكريم ، ويعيننا على صيامه وقيامه ، جزاكم الله ألف خير ، نراكم على خير بإذن الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .