وضع داكن
25-04-2024
Logo
مختلفة - الأردن - المحاضرة : 60 - قصص رائعة لأشخاص اختاروا الآخرة على الدنيا
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

من آثر الله على كل شيء أتته الدنيا وهي راغمة :

 أيها الأخوة الكرام ؛ نحن بدأنا قبل أشهر بسلسلة من الموضوعات المتسلسلة ، وهي قوانين القرآن الكريم ، ولكل جلسة مباركة لهذا المسجد المبارك قانون ، ولكن أحياناً تأتي موضوعات استثنائية ، أقطع بها التسلسل وأضعها بين أيديكم ثم نتابع التسلسل في درس آخر .
 الحقيقة جاءتني رسالة من أمريكا عن قصة تلفت النظر ؛ إنسان من أكبر أغنياء بلد معين ، لا أذكر اسمه ، إما في أوروبا ، أو في أمريكا ، والأرجح أنه في أوروبا ، أعلن عن مسابقة لتعيين متسابقين ، طبعاً المقبلون على هذه المسابقة عدد كبير ، وضع على هذه الطاولة مصحفاً وألفي يورو ، يخيره تحب أن تأخذ المصحف أم تأخذ النقود ؟ الشيء الذي يلفت النظر معظم من دخل إليه يطلب النقود ، فكان جوابهم واحداً : عندنا مصاحف ، عندنا مصاحف كثيرة في البيت ، المبلغ يهمني أكثر ، قال له : خذه ، آخر متسابق يعمل في البوفيه ، أي أقل وظيفة بالمكان كله ، دخل لعنده قدم طلباً ، قال له : مصحف أم نقود ؟ قال له : لا ، المصحف ، الآن هو حاول أن يقنعه بخطئه ، ألا يوجد عندك مصحف ؟ قال له : عندي لكن هذا أغلى عندي ، أقنعه عدة مرات وهو مصرّ - الحقيقة هو فيديو جاءني - عندما أصرّ أخذ المصحف فتحه وجد فيه ورقة ، قرأها : شيك بعشرين ألف يورو ، أي عشرة أضعاف المبلغ موضوعة جانب المصحف ، فهذا الشاب صار يبكي ، هو اختار الله عز وجل ، اختار مصحفاً ، ما سمح لنفسه أن تخير بين مصحف وبين ألفي يورو ، فأخذ النقود وتأثر تأثراً بالغاً ، قال له : قف، أنا عندي أموال طائلة ، عندي أراض ، وعندي معامل - رجل من أكبر أثرياء البلد ، بلد لا أذكر أي بلد - أنا الآن اتخذتك ابني بالتبني ، بالغرب يوجد ابن بالتبني ، وأنت سوف ترث مني كل شيء ، كل الأموال والأراضي والمعامل صارت لك ، أنت ابني بالتبني .
 أقسم لكم بالله لا يوجد واحد من أخواننا الكرام الحاضرين يختار الله إلا وتأتيه الدنيا وهي راغمة .

(( مَن شَغَلَهُ قراءةُ القرآن عن مسألتي أعطيتُهُ أفضلَ مَا أُعْطِي السائلين ))

[أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري]

حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح :

 أخواننا الكرام ؛ القصة خطورتها أنها حقيقة مع البرهان عليها ، والله عز وجل قال :

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾

[ سورة يوسف : 111]

 أنا أحياناً أعتمد القصة ، لأن لها تأثيراً كبيراً جداً .
 يوجد قصة مشابهة ؛ يوجد تسعة مهندسين زراعيين في مصر ، فقراء لا يملكون إلا شهادتهم ، درسوا في الجامعة ، أرادوا أن يعملوا شركة ، اتفقوا أن يدفع كل واحد ألف جنيه ، ليعملوا مزرعة دواجن ، نقصهم واحد ، يريدون عشرة آلاف ، هذا الواحد لم يعثروا عليه ، انتظروا كثيراً ، فاقترح أحدهم أن هذا الواحد هو الله ، الله شريك معنا ، والله عز وجل أخذ بيدهم، ربحوا أرباحاً طائلة ، العام القادم أعطوا لله حصتين ، فصار لله عشرون بالمئة ، العام الذي يليه ثلاث حصص إلى أن أصبح المشروع كله لله ، وربحوا أرباحاً طائلة ، والنتيجة من خلال هذه الأرباح أنشؤوا معاهد شرعية ، أنشؤوا جامعة خاصة ، أنشؤوا محطة قطار في قريتهم ، يأتي القطار لعندهم ، المشروع طويل ، هذا الذي توفي مشى بجنازته مليونا إنسان بمصر .
 أخواننا الكرام ؛ الدنيا لها سقف محدود ، مهما كنت غنياً ، ماذا ستتغدى ؟ وقيتا لحمة ؟ وقية ونصف ؟ وقية وربع ؟ وقية ؟ على كم سرير ستنام ؟ على سرير واحد ، كم بذلة تلبس بوقت واحد ؟ بذلة واحدة ، الله عمل للدنيا سقفاً منخفضاً ، أي مهما تملك ، أنا الآن مضطر أن أفرق بين الكسب والرزق ، ما هو الرزق ؟

(( وهَلْ لَك يا بْن آدَمَ مِنْ مَالِكَ إلا ما أكلتَ فأفْنَيتَ ، أو لَبِستَ فأبْلَيْتَ ، أو تصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ))

[أخرجه مسلم والترمذي والنسائي عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه]

 ثلاثة أشياء مستهلكات ، اثنان من المستهلكات ليس لهما أثر مستقبلي ، لو شخص آكل أطيب طعام بحياته ، وصار معه مرض شديد ، الطعام الطيب ينسيه آلام المرض ؟ لا ينسيه ، فعندنا رزق :

(( إلا ما أكلتَ فأفْنَيتَ ، أو لَبِستَ فأبْلَيْتَ ، أو تصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ))

 أي حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، وسمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً .

من آثر طاعة الله على شهواته رفعه الله إلى أعلى عليين :

 أخواننا الكرام ؛ الدنيا سقفها محدود ، أما العمل الصالح فليس له سقف ، ممكن أن يهتدي على يدك مليون إنسان .
 شخص من بلاد الخليج ، يمكن من الكويت اسمه السميط - الله أعلم - أسلم على يده بإفريقيا مليونا إنسان ، محسن كبير ، وظف كل حياته لخدمة فقراء إفريقيا ، حفر مئة ألف بئر ، هذا إنسان ، وكل إنسان يستطيع أن يكون كذلك ، لا تصدق أن هناك شيئاً مغلقاً أمامك ، شاب أول حياتك فكر بالآخرة ، من آثر طاعة الله على شهواته رفعه الله إلى أعلى عليين .
 أذكر إنساناً آخر ، صدقوا يا أخوان بمرحلة ما البيت كان ثمنه بالشام خمسة ملايين، ستة ملايين ، سبعة ملايين ، عشرة ملايين ، الإنسان الذي أنا أعرف ابنه ، وابنه كان صديقي ، كان ثمن بيته مئة وثمانين مليوناً ، بأرقى أحياء دمشق ، مساحته ستمئة متر ، قسم شرقي ، وقسم غربي ، أنا أعرف تفاصيل حياته البذخية شيء لا يصدق ، توفي في ليلة مطيرة، اشتروا قبراً في مقبرة في دمشق ، هذا القبر فتحوه وجدوا مياهاً سوداء ، يوجد مجرى مياه مالحة مفتوحة على القبر ، لا يوجد حلّ وأنا كنت واقفاً ، قال لهم ابنه : ضعوه ، هذا التي تأتيه أغطية بالشحن الجوي موهير من فرنسا أول الشتاء ، عنده بيت ، أنا رأيت بيته يفوق حدّ الخيال ، قسم شرقي كله أثاث شرقي ، الديكورات شرقية ، مناظر شرقية ، أحدث شيء ، هذا كان مصيره إلى القبر ، والمياه السوداء في القبر ، ودفن بهذا القبر .
 البطولة بالنهاية ، العبرة بالخاتمة ، العبرة بلقاء الله عز وجل ، وهناك قصص عن أناس صالحين دفنوا وبعد فترة طويلة جداً كما هم ، أنا أؤمن بهذا ، هذه واردة أن الإنسان يحفظ الله له جثته كما هي .
 لذلك أخواننا الكرام الموضوع خطير ، ممكن أن تصل إلى أعلى عليين :

(( مَن شَغَلَهُ قراءةُ القرآن عن مسألتي أعطيتُهُ أفضلَ مَا أُعْطِي السائلين ))

.

علامة إيمان الإنسان خوفه من الله :

 قصة المهندس الزراعي بمصر الذي مشى بجنازته مليون إنسان ، أو مليونا إنسان كان محسناً ، عمل أعمالاً صالحة ، الحقيقة الدرس لا يكفي لشرحها ، أنشأ جامعة ، أنشأ معاهد شرعية ، أنشأ محطة قطار ، أعطى عطاء كبيراً ، العمل الصالح ليس له سقف ، والإنسان يكبر ويكبر ويكبر ولا ترى كبره ، يتضاءل أمامه كل كبير ، ويصغر ويصغر ويصغر ولا ترى صغره، يتعاظم عليه كل حقير ، أنت بين أن تكون فوق الملائكة ، وبين أن يكون الإنسان الذي شرد عن الله أحقر من أحقر حيوان .
 ركب الملك من عقل بلا شهوة ، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل ، وركب الإنسان من كليهما ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة ، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان ، الدليل القرآني :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾

[ سورة مريم : 96]

﴿ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة : 7]

 أنت كمؤمن أنت خير ما برأ الله .

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة : 6]

 بين أن تكون فوق الملك ، وبين أن يكون هذا الذي شرد عن الله دون أحقر حيوان والثمن بيدك ، الفرص متكافئة ، ممكن أن تكون أفقر إنسان ، وعند الله أكبر إنسان ، وقد تكون أكبر إنسان وعند الله أصغر إنسان .
 أي هذه الدماء التي تسيل بالعالم الإسلامي الذين أسالوها لا يحاسبون ؟ أنا اجتهادي المتواضع لم أرَ أغبى من الطغاة ، لمَ ؟ لأنهم ما أدخلوا محاسبة الله لهم في حساباتهم، وكلما كان إيمانك أكبر تخاف من الله أكثر ، علامة إيمانك خوفك من الله ، والدليل : رأس الحكمة مخافة الله .
 سيدنا عمر كان يمشي بالطريق رأى راعياً ، قال له : بعني هذه الشاة وخذ ثمنها ؟ قال : ليست لي ، قال له : قل لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب ، قال له : والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها ولو قلت لصحابها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني فإنني عنده صادق أمين ، ولكن أين الله ؟
 هذا الراعي وضع يده على حقيقة الدين ، لا معه دكتوراه ، ولا معه شهادات ، ولا له مؤلفات ، لكن عندما قال : أين الله ؟ وضع يده على حقيقة الدين .

من أيقن أن علم الله وقدرته تطوله لا يمكن أن يعصيه :

 أخواننا الكرام ؛ أنت بأي مدينة ، بعمان ، تمشي بالطريق ، راكب سيارتك ، والإشارة حمراء ، لماذا تتوقف ؟ سؤال إيديولوجي ، عندك يقين أن واضع قانون السير علمه يطولك من خلال هذا الشرطي ، كتب مخالفة ، في أيامي مئتا دينار ، أحياناً يوجد سحب إجازة مدة سنة ، هنا بالأردن ، سحب الإجازة سنة ، لماذا تطيعه وقد تكون أنت إنساناً غنياً كبيراً ؟ هذا شرطي أي معاشه بالشهر يعادل دخلك باليوم ، تقف ، لأن هذا الشرطي عين وزير الداخلية ، وزير الداخلية واضع قانون السير ، علمه يطولك من خلال هذا الشرطي ، وقدرته تطولك بسحب الإجازة ، أو تدفع غرامة كبيرة جداً ، لأنك أنت موقن أن علم واضع هذا القانون يطولك من خلال هذا الشرطي ، وقدرته تطولك لا يمكن أن تعصيه ، الدليل :

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا ﴾

[ سورة الطلاق : 12]

 الآن فحوى دعوة الأنبياء جميعاً بهاتين الكلمتين :

﴿ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾

[ سورة الطلاق : 12]

 لِمَ اختار من أسمائه الحسنى العلم والقدرة ؟ الله عز وجل علمه يطولك ، وقدرته تطولك ، إنسان دخل لبيته ، كل المعاصي في البيت لا أحد يحاسبه عليها ، لكن الله موجود ، علم الله يطولك .
 لا سمح الله ولا قدر إنسان ليس مقتنعاً برمضان ، دخل للبيت برمضان ، شرب كأس ماء بارد ، وأكل قطعة لحمة ، وسلطة ، ونام ، لا يوجد إنسان رآه إلا الله عز وجل ، القوانين أكثرها تتفق مع الأحكام الشرعية بجانب كبير ، أي إذا شخص سرق يحاسب بأي بلد ، عند الله يحاسب ، لكن إطلاق البصر لا يوجد قانون بالأرض يحاسب عليه إلا الله ، فإذا غضضت بصرك عن محارم الله تشعر بشعور أن الله يحبك ، ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب :

(( إن الله تعالى ليباهي الملائكة بالشاب التائب ، يقول : انظروا عبدي ترك شهواته من أجلي ))

[ ورد في الأثر ]

على الإنسان أن يسعى دائماً ليكون من أهل الجنة :

 لذلك أنا أقول دائماً : هذه السيارة فيها محرك ، وفيها مقود ، وهناك طريق معبد ، المحرك هم الشباب ، قوة اندفاع كبيرة ، والمقود هم الشيوخ ، والطريق هو الشرع ، فأنت تندفع بقوة المحرك بشبابك ، بتوجيه الشيوخ والعلماء الربانيين ، وينبغي أن تبقى على الطريق ، ففرصة لا تتكرر لأن تكون من أهل الجنة .

(( فيها ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))

[متفق عليه عن أبي هريرة]

 الأخ من أين ؟ أنا والله من الأردن فرضاً ، أين سافرت بحياتك ؟ والله ذهبت لأمريكا الشمالية ، وإلى البرازيل ، ومرة إلى الهند ، ومرة إلى الصين ، خمسة بلاد أو ستة ، لكن زرت الأماكن كلها ؟ مستحيل ،

(( فيها ما لا عين رأتْ ))

 أول دائرة ، لكن أنت سمعت بكوالالمبور بالأخبار ،

(( ولا أذن سمعتْ))

 أكبر ، خطر ببالك إنسان طوله ألف كيلو متر ؟ خطر ،

(( ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))

 ما هذا النص ؟

(( أعددت لعبادي الصالحين فيها ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))

 وإلى متى ؟ للأبد .

العاقل من أعدّ لساعة الموت عدتها :

 ما الأبد ؟ دقيق كلامي : واحد هنا ، وأصفار إلى الباب ، أول ثلاثة أصفار ألف ، وثاني ثلاثة مليون ، والثالثة ألف مليون ، الرابعة مليون مليون ، من هنا للجدار ما هذا الرقم ! أبلغ من ذلك ، واحد بالأرض وأصفار للشمس ، مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، وكل ميلي صفر ، ما هذا الرقم ؟ مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، وكل ميلي صفر ، هذا الرقم اسأل أخواننا بالرياضيات إذا نسب إلى اللانهاية صفر ، أي رقم مهما تصورته إذا نسب إلى اللانهاية صفر ، فالله وعدك باللانهاية ، للأبد ، جنة للأبد ، والدنيا عبارة عن ستين أو سبعين سنة ، أول عشرين سنة تكون فقيراً لا يوجد عندك شي ، العشرون الثانية صار لك وظيفة لكن لا تكفي ، ثم اشتريت بيتاً عبارة عن ستين متراً ، يقول لك : أنا أعيش بالجنة ، ثم وسعت البيت ، أنا رأيت هكذا أشخاص ، وسع ، وسع ، وسع ، عندما وصل لقمة النجاح جاء أبو العز ، أي عزرائيل ، الآن ؟ قال له : الآن ، قال له : كنت خذني وقتها كان أريح لي والله .
شخص اشتغل طبيباً ، طبعاً هو ليس طبيباً ، شخص قال له عزرائيل : إن رأيتني عند رأس المريض لا تعالجه هذا ميت قطعاً ، انسحب بانتظام ، وقل : هذا ليس اختصاصي والله ، وإن رأيتني عند قدميه عالجه ، صف له ما تريد ، قبل الأكل بساعة ، بعد الأكل بساعتين، على الريق ، كما تريد لأنه سيشفى ، هذا اشتغل طبيباً ، يأتي إلى المريض يجد ملك الموت عند رأسه ، يقول : والله ليس اختصاصي ، ينسحب ، وعندما يجده عند رجليه يعالجه ، جمع ثروة طائلة ، بنت الملك مريضة ، قال الملك : من يعالجها أزوجه إياها ، جاء لعنده ، هو أصبح طبيباً مشهوراً جداً ، وجد ملك الموت عند رجليها ، طار عقله ، صار ولي العهد ، عالجها ، يوم توليه هذا المنصب بالاحتفال جاء ملك الموت تفضل ، قال له : الآن ؟ قال : الآن ، قال له : والله وقتها كان أهون .
 الإنسان بعدما ينجح نجاحاً كبيراً ، يملك بيتين أو ثلاثة ، سيارتين أو ثلاث ، بيت على الجبل ، وبيت على البحر ، وبيت بالعاصمة ، ومكانة اجتماعية ، وسهرات ، ولقاءات ، وولائم ، وحفلات ، يأتي أبو العز تفضل ، كل ذكائك ، وكل بطولتك ، وكل حنكتك ، وكل توفيقك أن تعد لهذه الساعة .

(( عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت ))

 بمصر لي صديق حميم ، له أب توفي ، أبوه كان مليونيراً ، فهذا الابن سمع الحديث ، ماذا يفعل ؟ القصة الحقيقة مؤثرة جداً ، رأى شخصاً فقيراً جداً جداً جداً ، من فقره كان يلبس ثوب قمح ، عندنا اسمه بالشام : كيس خيش ، ماذا تسمونه أنتم ؟ خيش ، فتحه من أعلى لرأسه ، ومن الطرفين ليديه ، وربطه بحبل ، قال له : تنام مع أبينا ليلة واحدة نعطيك عشر جنيهات ؟ قال : نعم ، وضعوه جانب الأب - القصة هنا صارت رمزية - فتحوا طاقة من أجل الهواء ، جاء ملكا الموت ، قال الأول للثاني : عجيب ! يوجد اثنان بالقبر اليوم ، عادة نجد واحداً من أين جاء الثاني ؟ الثاني ليس ميتاً حرك رجله ، عندما حرك رجله قال الأول للثاني : تعال نبدأ به ، أجلسوه ، بدؤوا بالحبل ، الحبل من أين جئت به ؟ اضطرب ، من البستان ،كيف دخلت للبستان ؟ لم يعرف أن يجاوب ، فضربوه ضرباً مبرحاً ، خرج ثم قال : أعان الله أباكم .
 تأكل مالاً حراماً مدة سبعين سنة وتنفد ؟ لا تنفد ، تغش الناس وتنفد ؟ لا تنفد ، تحلف يميناً كاذباً وتنفد ؟ لا تنفد ، الورثة كلهم صغار ، وأنت الأخ الأكبر ، قيدت الأملاك كلها باسمك وتنفد ؟ لا تنفذ ، والله يوجد ظلمات ، وظلم ببلاد المسلمين لا يعلمه إلا الله ، ظلمات وظلم ، انج بنفسك واتبع منهج ربك ، وطبق المنهج ، وخذ الذي لك ، ودع الذي عليك ، والله عز وجل هو الجبار .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور