وضع داكن
20-04-2024
Logo
مختلفة اليابان : المحاضرة 01 - المدرسة العربية الافتراضية في اليابان – أولادنا الورقة الرابحة بأيدينا.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ربَّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغُرِّ الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارض عنا وعنهم يا ربَّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

العناية بالأولاد قمة النجاح والفلاح :

 أيها الأخوة الكرام ، إن وجدتم في كلمتي تلك ما كنتم تتوقعون فالفضل لله وحده ، وإلا فحسبكم الله ونعم الوكيل .
 مقولةٌ أرددها كثيراً : لو بلغت أعلى منصبٍ في الأرض ، وجمعت أكبر ثروة فيها ، وارتقيت إلى أعلى مرتبةٍ ، ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس ، هذه الحقيقة الأولى ، فالذي يعتني بأولاده يعتني بنفسه ، اجلبوا لها السعادة والسكينة ، أولادك امتدادٌ لك إن أكرمتهم وربيتهم كنت أنت أسعد الناس بهم قبل غيرك ، وإن أهملتهم كان الأب والأم أشقى إنسانين في الحياة بسبب شقاء أولادهما ، مستحيل وألف ألف مستحيل أن يسعد إنسان وأولاده أشقياء ، فالعناية بالأولاد قمة النجاح ، وقمة الفلاح ، وقمة العقل ، وقمة التوفيق ، وقمة كل شيء ، فالأولاد امتداد لآبائهم وأمهاتهم .
 الحقيقة الدقيقة : الأولاد أمل الأمة ، والأطفال مستقبل الأمة لأنّهم رجال المستقبل ، وهم قرّة عينٍ لوالديهم ولأمتهم ، وأحياناً للبشرية ، طفولة الأطفال مدتها أطول طفولة من كل طفولات المخلوقات الأخرى عدا الإنسان ، هناك مخلوقات طفولتها أيام ، أما الإنسان فطفولته أحياناً عشر سنوات ، أو خمس عشرة سنة ، لماذا ؟ لماذا أراد الله أن تطول الطفولة ؟ ليكتسب الابن من أبيه مبادئه ، خبراته ، قيمه ، تجاربه ، ليكون الابن امتداداً لأبيه ، فهناك حكم إلهية لا تنتهي لطول طفولة الإنسان ، والعبارة الدقيقة ، أو محور هذا اللقاء الطيب ، أن يأخذ الطفل عن والديه كل المبادئ والقيم ، والخبرات والمهارات ، لينتفع بها في مستقبله ، ولتنتفع الأمة منه ، النقطة الدقيقة جداً الجهات التي توجه الإنسان على تنوعها ، بمعنى يوجد أب ، وأم ، وعم ، وخال ، إلى آخره ، الأقرباء جميعاً ، معلم الصف ، المدرّس ، الأستاذ ، خطيب الجمعة ، لو جمعت كل هؤلاء الجهات التي أوكل لها التوجيه والتعليم ، كانت أربعين بالمئة فقط ، ورفيق السوء ستون بالمئة .
 أهم نقطة في هذا اللقاء ، ما يأخذه الابن من أمه وأبيه ، وكل أقربائه ، لا يزيد عن أربعين بالمئة ، لذلك البطولة والذكاء والنجاح والتفوق أن يعلم الأب من هو صديق ابنه ، وأن تعلم الأم من هي صديقة ابنتها ، هذه نقطة أولى .

القدوة قبل الدعوة :

 الآن من مسلّمات قواعد التأثير أن القدوة قبل الدعوة ، كن قدوةً له ولا تكثر من المواعظ ، القدوة قبل الدعوة ، الإنسان يتعلم بعينه لا بأذنه ، إن رأى أباه صادقاً مستقيماً ، لم يخلع ثيابه أمام أولاده ، لم يتكلم كلمة سيئة في البيت ، لم يتابع مسلسلاً لا يرضي الله عز وجل، ما دام الأب منضبطاً ، فالأولاد حكماً ينضبطون ، لذلك استقيموا يستقم بكم ، إذاً كن قدوةً لأولادك ، ولا تكن واعظاً لهم ، فالقدوة قبل الدعوة .
 الآن املأ قلب ابنك بإحسانك ، ليفتح لك عقله لبيانك ، فالإحسان قبل البيان .
 القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، ولكن كما قيل : استقيموا يُستقم بكم ، أنا أقول كلمة وأعني ما أقول : لو أن الأب أو الأم لم يتكلما كلمة واحدة توجيهية ، لكنهما منضبطان بأخلاقهم ، وعاداتهم ، ومنطلقاتهم ، وأهدافهم ، الأولاد يتعلمون من آبائهم وأمهاتهم ، فلذلك التعليم أساسه القدوة ، القدوة قبل الدعوة .

الإحسان قبل البيان :

 الأساس الثاني الإحسان قبل البيان ، أن تملأ قلبه بإحسانك ليفتح لك عقله لبيانك ، لذلك ورد في بعض الآثار:

((لاعب ولدك سبعاً ، وأدبه سبعاً ، وراقبه سبعاً))

[ورد في الأثر]

 يوجد مرحلة لا يجدي فيها إلا الملاعبة حتى يحبك ، من اليوم الأول إلى السنة السابعة الملاعبة ، لاعبه سبعاً ، من سبع حتى أربع عشرة المراقبة ، راقبه سبعاً ، السبعة الأولى ملاعبة ، السبعة الثانية تأديب ، وجدت معه قطعة ليست له تابع الأمر متابعة دقيقة جداً ، مثلاً قلم جيد ليس له كيف أخذه ؟ اذهب إلى المدرسة تابع الأمر ، لاعبه سبعاً كي يحبك ، وأدبه سبعاً كي ينضبط ، ثم أصبح في سن لا يحتمل التعنيف راقبه سبعاً ، وبعد هذه السبعات الثلاثة اتخذه صديقاً ، حاوره ، ناقشه ، اسأله ماذا سمع اليوم من الاستاذ ؟ اسأله عن سؤال هو حرج منه ، لا حياء في السؤال ، فأنت إذا اتخذته صديقاً أفضل ألف مرة من أن يتخذ صديقاً منحرفاً يلقنه العادات السيئة ، والقيم البالية ، غذّ عقله بالعلم ، العقل يحتاج إلى غذاء ، غذّ عقله بعلمٍ ينفعه ، وغذّ قلبه بحب يسمو به ، أن يحب الله ، أن يحب أنبياءه جميعاً ، رسله جميعاً ، العلماء الربانيين ، يحب الطاعة ، يحب المساجد ، يحب الأخوة الكرام المؤمنين ، غذّ عقله بعلمٍ ينفعه ، وغذّ قلبه بحبٍّ يسمو به ، وغذّ جسده بطعامٍ حلال نوعاً وثمناً .

الابتعاد عن التعنيف واستخدام أسلوب الحوار للإقناع :

 الآن لا تعنّف ، فالعنف لا يلد إلا العنف ، طريق مسدود ، درسنا كتاباً في الجامعة من ثمانمئة صفحة لفرانز فانون ، ملخصه العنف لا يلد إلا العنف ، حاوره ، أقنعه ، لذلك المحاورة أسلوب راق جداً ، لذلك أنا أتمنى لكل أب حريص على أولاده لابد من وقتٍ في اليوم ، ولو كان وجبة طعام ، اختر وجبة طعام طويلة الأمد ، قد تكون مساءً في بلاد ، وقد تكون ظهراً في بلاد ، اسأله : ماذا سمعت من مدرّسك يا بني ؟ هذا الحوار أعلى طريقة للإقناع ، التلقين لا يجدي ، والحوار ورد في القرآن كثيراً ، إذاً لا تعنّف ، فالعنف لا يلد إلا العنف .

الابتعاد عن المعاقبة على الخطأ في المرة الأولى :

 النصيحة التالية ؛ لا تعاقب على الخطأ في المرة الأولى ، أنا أتبع طريقة مع أولادي، مثلاً هناك خطأ أسجله عليه في المرة الأولى إشارة ، الثانية من الممكن أن يخطئ ، الثالثة أحاسبه عليها ، عندها يعرف أنه لا يوجد قضية عنف ؛ يوجد قضية تربية ، فأول شيء أقنع ولا تقمع ، ملخص ملخص التربية أَقنع ولا تقمع ، الدليل القرآن علمنا :

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) ﴾

[سورة التوبة]

 هل الإله بحاجة أن يقمع ؟ بحاجة أن يعطي أمراً فقط ، ومع ذلك الإله العظيم أعطاك التعليل ، فالأمر إذا قارنته بالتعليل وبالسبب يغدو نصيحةً ، أما إذا قارنته بالعنف فيغدو أمراً وقسوةً ، إذاً أقنع ولا تقمع ، لكن أبٌ لم يخطئ في كلامه بكلمة لا ترضي الله ، ولم يتابع على الشاشة مشهداً لا يرضي الله ، ولم يوجد بمكان لا يرضي الله ، الأب المستقيم أولاده حكماً يستقيمون معه ، استقم يُستقم بك ، إذاً أقنع ولا تقمع ، كن قدوةً ولا تتناقض ، مثلاً أمٌ عند الجيران مع ابنتها الصغيرة ، المدة طالت ، والطعام تأخر صنعه ، جاء الأب كان غاضباً ، أين كنتم ؟ قالت الأم أمام ابنتها : لم نكن في مكان ، هذا كذب ، البنت شربت الكذب من أمها ، أقول كلمة مؤلمة لكنها واقعية : معظم أخطاء أولادنا من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات ، معظم الأخطاء ، مثلاً معلم يدخن ، أو معلم يغضب فيتكلم كلمة لا ترضي الله ، البطولة أن تكون قدوةً ، والقدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان .

حق الأبناء على الآباء :

 لكن هناك معلومات لابد منها ، أن تعرف حق ولدك عليك ، أن تحسن اختيار أمه ، أن تحسن اختيار اسمه ، أن تحسن أدبه ، أن تدافع عنه ، وأن تزوجه إذا كنت ميسوراً ، أنا لا أرى نفقة للآباء تفوق عند الله من أن تزوج ابنك، قد يكون دخله أقل مما يستطيع ، فأنت ليس لك علاقة ، عصرك ليس كعصره ، (أدبوا أولادكم وعلّموهم فإنهم خلقوا لزمنٍ غير زمنكم) ، كان المنزل سهلاً جداً سابقاً ، فإذا إنسان خطط أن يزوج أولاده جميعاً ، ويقتنون بيوتاً متواضعة ، يكون قدم خدمات لأولاده لا تنسى ، فلذلك قد لا تصدقون ، قد يكون له حقٌ عليك قبل أن يولد، له حقٌ عليك قبل أن تتزوج ، بطولتك أن تحسن اختيار أمه ، عليكم بذات الدين تربت يداك ، ذات الدين مخلصة ، ذات الدين مربية ، ذات الدين تخاف الله ، ذات الدين وفيّة ، امرأةٌ لعوب لا تناسبك إطلاقاً ، هذه امرأةٌ لا تصلح مربيةً لأولادك ، فالبطولة أن تختار المرأة التي تكون عوناً لك على تربية أولادك .
 أنا أذكر كلمة أحب أن أدرجها ، عندما عاد طفلٌ إلى المنزل ، قال لأمه : هذه رسالة من إدارة المدرسة ، فالأم قاومت دموعها وهي تقرأ الرسالة لطفلها ، قالت له بصوتٍ عال : يقولون إن ابنك عبقري ، والمدرسة صغيرة عليه وعلى قدراته ، عليه أن يتعلم في المنزل ، مرت السنوات وتوفيت الوالدة ، والدة أديسون الذي اخترع الكهرباء ، والذي تحول إلى أكبر مخترع في تاريخ البشرية ، وفي أحد الأيام وهو يقوم بالبحث عن خزانة أمه ، عثر على رسالة كان نصها : ابنك غبيٌ جداً ، فمن الصباح لن ندخله المدرسة ، بكى أديسون كثيراً ، وبعدها كتب في دفتر مذكراته : أديسون كان طفلاً غبياً ، ولكن بفضل والدته الرائعة تحول إلى عبقري ، الأم تصنع الرجال ، ما من بطل إلا وراءه أم عظيمة ، ولو لم تر ، أنا علمت أربعين سنة ، إذا كان الطالب لباسه حسن ، أخلاقه رضية ، أديب متواضع ، يكتب وظائفه ، أعتقد يقيناً أن وراء هذه الابن أم عظيمة .

تربية الأولاد في الإسلام أعظم عمل على الإطلاق :

 أعلى تجارة الآن بين اثني عشر بالمئة إلى خمسة عشر ، أعلى صناعة من عشرين إلى خمسة وعشرين ، أما ثمن تربية الأولاد فمئة مليار ، الدليل :

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) ﴾

[سورة الطور]

 العلماء قالوا: (ألحقنا بهم أعمال ذريتهم) ، جميع أعمال الذرية إلى ما شاء الله في صحيفة الأم والأب ، إذاً أكبر تجارة مع الله مليار بالمئة هي تربية الأولاد ، لذلك أنا أرى التفرغ لتربية الأولاد من الأم أعظم عمل ، لو أن هناك تنظيماً رائعاً ، الأب يعمل ويأتي بالمال ، والأم تربي ، أصبح هناك تكامل ، أما إذا خلا البيت من الأم والأب ، مع الخادمة ، قد تلقنهم هذه الخادمة أشياء لا ترضي الله ، هناك كاميرات خفية في البيوت ، الشيء الذي لا يصدق ولا يذكر في هذا اللقاء ما تفعله الخادمات مع الأبناء ، تنتقم من سيدتها بإيذاء أولادها ، فلذلك الأم مدرسة، والأم مربية .
 كنت في بلد أمريكي ، أعلى صفة للمرأة ، وفي اليابان أيضاً ، أعلى صفة للمرأة مربية أولاد ، هذا أعلى مستوى ، التربية أعلى عمل على الإطلاق ، التربية تحتاج إلى علم ، إلى أخلاق ، إلى أهداف سامية ، إلى رسالة تحملها ، أما الخادمة فلا تحمل رسالة ، تريد أن تأكل وتشرب ، وأن تقبض معاشاً فقط ، فلذلك تربية الأولاد في الإسلام أعظم عمل على الإطلاق ، والحقيقة لدينا ثلاث مدارس ، أول مدرسة الأم ، إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ، أول مدرسة ، المدرسة الثانية المعلم ، مع الأسف الشديد إن أعطينا المعلم أقل مرتب، أنا معلوماتي الدقيقة في بعض البلاد ومنها ألمانيا ، أعلى مرتب للمعلم ، أجمل بيت في القرية للمعلم ، طبعاً النجار مع الخشب ، والحداد مع الحديد ، والطبيب مع المرضى ، والمحامي مع أصحاب المشاكل ، أما المعلم فبيده نخبة الأمة ، بيده فلذات أكباد الأمة ، بيده كل ما تملك الأمة ، فنحن إذا اعتنينا بالمعلم اعتنينا بأنفسنا ، إذا دعمنا المعلم ، أعطيناه مرتباً يستطيع أن يعيش به حياةً كريمةً ، هذا الذي ائتمناه على كل من يخطط في هذه البلاد الإسلامية ، لذلك فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه ، تعليم القرآن أعظم شيءٍ في تربية الأولاد، فصاحةً ، ولغةً ، وآداباً ، وفهماً ، وحكمةً ، فضل كلام الله الذي هو القرآن على كلام خلقه كفضل الله على خلقه ، هذا القرآن يجب أن نقرأه قراءةً صحيحة ، إذاً تعلموا اللغة العربية ، وتعلم اللغة من مكرمات المؤمن في الدين ، تعلموا العربية فإنها من الدين ، هذا كلام سيدنا عمر، كلام الله في اللغة العربية ، الله اصطفى هذه اللغة ، جعلها لكلامه ، والمسافة بين كلام الله وكلام خلقه كالمسافة بين الله وخلقه ، فلابد من تعليم ابنك القرآن ، وهناك طلاب يحفظون الكتاب وعمرهم سبع سنوات ، الطفل لديه ذاكرة عجيبة ، استغل هذه الذاكرة ، وهذه الطفولة البريئة ، وهذا البعد عن الشهوات التي قد تنمو مع سنه إذا كبر بتعليم القرآن ، وأن تؤذن في أذن المولود ، وأن تعرّف ابنك بالحلال والحرام ، من دون تفاصيل وأدلّة ، هذا حرام ، وهذا حلال ، وأن تتابع ولدك في عباداته ، هناك الكثير من الآباء تسأل ، هل كتبوا وظائفهم ؟ ممتاز ، ولكن هل يا ترى صلوا العشاء ؟ البطولة أن تتابع الابن في عباداته ، إذا صلَّى أم لم يصلّ ، وأنت قدوةٌ له ، وأقول لكم كلمة دقيقة والآن رمضان قادم ، إذا كان لديك أربع بنات وثلاثة أولاد ، وصليت أنت بهم إماماً في البيت هذه اسمها صلاة جماعة عند كل الفقهاء ، إذا شخص صلَّ العشاء في الجامع ، ويعلم يقيناً أن الأولاد لم يصلّوا ، إذا صلَّى بأولاده إماماً وبناته ، وتكلم كلمتين بعد الصلاة ، يكون قد عمل داعية ، وصلَّى إمامً ، فالبطولة أن تحبب أولادك بالنبي الكريم ، النبي كيف يُحب ، يا بني يجب أن تحب النبي ، النبي كان رحيماً بالأولاد ، كان يحب الأولاد ، ذات مرة كان هناك طفل جالساً على يمين النبي ، جاء صحابي كبير ، لم يقبل الطفل أن يغادر مكانه ، قال له : هذا حقي ، أيعقل قائد جيش عمره سبعة عشر عاماً ، قائد جيش يذهب إلى الشام ، وممن ودعه الصديق وسيدنا عمر ، وهو يركب الناقة قال له : يا خليفة رسول الله لأنزلن ولتركبن ، قال له : والله لا ركبت ولا نزلت ، وما عليّ أن تغبر قدمي ساعةً في سبيل الله ، ما هذا الدين الذي يجعل جيشاً كبيراً ينتقل من قارّة إلى قارّة بقيادة شاب عمره سبعة عشر عاماً ، بينما المراهقة مفهوم اصطنعوه لنا ليغطي انحراف أولادنا ، لذلك علّم ولدك احترام العلم والدين ، العالم له مكانة كبيرة ، الأستاذ له مكانة كبيرة في حياتنا ، المعلم له شخصية كبيرة جداً ، أما الآن حينما نقيّم الإنسان بدخله فقط ، فهذا وسام شرف له هذا الدخل ، طبعاً دخل قليل ولكن يؤثر طاعة الله عز وجل ، وهناك أشياء فطرية ، حافظ على فطرته ، الله عز وجل قال:

﴿َأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) ﴾

[سورة الروم]

 فلذلك أجمل شيء في حياتنا أن نربي أولادنا .
 أقول كلمة والله لا أبالغ ولا أزيد : إن لم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس ، والإنسان إذا ربّى أولاده أول من ينتفع بهذه التربية الأب والأم ، هذه اسمها في القرآن قرّة عين :

﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) ﴾

[سورة الفرقان]

تربية الأولاد تربية دينية وأخلاقية وعلمية وصحية :

 لذلك الإنسان إذا عرف الله ، عرف كيف يربي أولاده ، بالحكمة بالموعظة الحسنى ، لا تكن عنيفاً معهم ، العنف لا يلد إلا العنف ، كن متسامحاً معهم ، إذاً هناك تربيةٌ دينية ، وتربيةٌ أخلاقية ، وتربيةٌ علمية ، وتربيةٌ صحية ، وتربيةٌ اجتماعية ، وتربيةٌ نفسية ، هذه كلها أنواع منوعة ، والكتاب الذي لي موجود في الموقع ، ويسحب بأكمله بكبسة زر ، أنقل الكتاب إلى الحاسوب اللوحي عندك ، أو إلى هاتفك ، أو إلى الكمبيوتر ، تحميل كتب ، يوجد أربعب وستون كتاباً ، تحمّل إليك مجاناً بلا مقابل ، هذه كلها بين أيديكم ، الموقع من فضل الله الأول في العالم ، يوجد فيه عشر لغات ، والموضوع تريده نصاً يوجد نص ، تريده أن تسمعه يوجد صوت ، ويوجد نص يمكن أن تعرضه على الشاشة ، ويوجد فتاوى ، هذا كله بين أيديكم .
 أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا اللقاء الطيب فاتحة للقاءات أخرى ، وأنا أقول دائماً : اِدعني أستجب لكم ، وأنا أتلقى بعض الأسئلة الآن .
المذيع :
 حياك الله دكتور محمد راتب ، ما شاء الله ، بارك الله فيك شيخنا الحبيب ، وزادك الله بسطةً في العلم والجسم إن شاء الله .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 بارك الله بكم جميعاً .
المذيع :
 حياك الله ، وتقديراً لحضوركم وتفاعلكم ضيوفنا الأكارم فإننا نتشرف بتوجيه أسئلتكم إلى فضيلة الشيخ الحبيب ، ليجيب عنها الدكتور ، فيمكنكم كتابة الأسئلة لأقوم بقراءتها إن شاء الله .
 نبدأ دكتورنا الحبيب ، هناك سؤالٌ وجهه أحد الطلاب ، عمره سبعة عشر عاماً ، يسأل ويقول : أنا عمري سبعة عشر عاماً ، كيف لي أن أصبح مثلك شيخنا الحبيب ؟

أهمية طلب العلم :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 الطريق مفتوح ، لابد من طلب العلم ، إما بقراءة كتاب ، أو سؤال والدك ، أو سؤال المعلم ، أو متابعة برنامج إسلامي مهم جداً ، العلم الآن ميسور بشكل مذهل ، ماذا قال النبي الكريم؟

((ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ اللَّيلُ والنَّهارُ ، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدَرٍ ولا وبَرٍ إلَّا أدخلَهُ اللهُ هذا الدِّينَ ، بعِزِّ عزيزٍ ، أو بذلِّ ذليلٍ ، عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ ، وذلًّا يذِلُّ اللهُ به الكفرَ))

[رواه مسلم]

 كنت أنا في أستراليا في مدينة ملبورن ، أقرب مدينة للقطب الجنوبي ، فيها معهد شرعي ومسجد ودروس دين ، يبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، هذا الدين الخاتم ، الأديان كلها في مراحل معينة ، الإسلام آخر دين ، فهو الخاتم ، لابد من أن يكون على عموم الأرض، ويبلغ هذا الأمر بإشارة النبي ما بلغ الليل والنهار .
المذيع :
 حياك الله دكتور ، نفع الله بك ، سؤال آخر من أحد الأخوة يقول : كيف لنا أن نربي أطفالنا بعقيدةٍ قوية في دولةٍ غير مسلمة ؟

كيفية تربية الأولاد بعقيدةٍ قوية في دولةٍ غير مسلمة :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 والله لأقول لك النقطة الدقيقة في الدولة المسلمة الجو العام إسلامي ، هناك مآذن ، يوجد نساء محجبات ، يوجد دروس علم ، يوجد بيئة إسلامية ، فالوضع سهل ، أما في بيئة غير مسلمة ، بحاجة إلى أضعاف مضاعفة من العناية بالأولاد ، يوجد شبهات ، يوجد شهوات ، يوجد صوارف عن الدين ، كل شيء في البلاد الأخرى يصرف عن الدين ، يوجد محاولة جادة لتفكيك الأسرة ، والأسرة حصن ، الأسرة لبنة أولى في المجتمع الإسلامي ، فالتفكيك سياسة دقيقة جداً ، فأنت كلما كنت مع المؤمنين ، ما الدليل ؟

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) ﴾

[سورة التوبة]

 الإنسان بحاجة إلى حاضنة إيمانية ، بحاجة إلى رفقاء مؤمنين ، إلى نزهة مع مؤمنين ، هذه الحاضنة لابد منها ، فلذلك نقطة دقيقة جداً ، إذا كنت في مكان مع أخوة ، مع أصدقاء ، مع أقارب ، أغروك بترك الصلاة ، أو بفعل بعض الأشياء أنصحك أن تبتعد عنهم بلطف ، أما إذا شجعوك على متابعة التديّن وإقامة الصلوات فاِبق معهم ، هذا اسمه ميزان دقيق، ميزان الشد والانسحاب ، إذا استفدت من الجلوس معهم تابعهم ، وإلا انسحب ، لابد من هذا الميزان ، جلسة لا تقيم للصلاة وزناً ، لا تقيم للانضباط وزناً ، هذه الجلسة قد تأخذك إليهم ، إما أن تجرّ إليهم ، وإما أن تجرّهم إليك ، فإن أمكنك أن تجرّهم إليك ابق معهم ، وإن استطاعوا أن تجرّ إليهم فانسحب بلطف ، أنا مع الخط المائل بالدخول والخروج ، أما الخط العمودي ففيه قسر ، فيه عنف ، فيه عداوة ، انسحب بالتدريج وانضم بالتدريج .
المذيع :
 نفع الله بك دكتورنا ، أخٌ آخر يسأل عن الكتاب ، كتاب حضرتك دكتور ، اسمه ؟ وهل هو متاح عبر الأمازون لشرائه من الإنترنت ؟

موقع الدكتور راتب بين أيدي الجميع وبالمجان :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 لا ، كله بلا مقابل ، افتح الموقع الخاص بي ، هناك رابط لأربعة وستين كتاباً ، تأخذها مجاناً إلى الهاتف ، أو الحاسوب اللوحي ، أو الكمبيوتر ، موقع النابلسي أول موقع ، هذا الموقع بين يديك ، هذا الرابط يحمّل أي كتاب عندي يؤخذ مجاناً بكامله ، من غلافه إلى غلافه .
المذيع :
 أحسن الله إليك دكتورنا الحبيب .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 الموسوعة الصوتية ، وأنت في سيارتك والطريق طويل ، تستطيع أن تسمع الدرس كاملاً ، الموسوعة النصية تأتي نصاً ، يوجد بشكل pdf وبشكل ملف word تستطيع أن تعدل عليه ، هذه الفقرة مثلاً لا تناسب اليابان تستطيع أن تحذفها ، أما بشكل نصي فمقصدي منه ، مثلاً يوجد اجتماع ولديك شاشة تلفاز ، يوجد موضوع مهم جداً ، ينتقل إلى الشاشة يراه كل الحاضرين ، ولديك موسوعة فتاوى ، سنرسل الرابط نحن وتراه بعينك ، هذا الموقع بين أيديكم ، والأول في العالم ، يدخله في اليوم مليونا زائر ، يسحب منه عدة ملايين ، وأي سؤال أنا حاضر .
المذيع :
 حياك الله دكتور ، السؤال الآخر من أحد الأخوة من المغرب ، يوجه سؤالٌ حول كيفية حماية الابن من المؤثرات الخارجية ، مثلاً الابن يذهب إلى المدرسة ، وفي الشارع يختلط ، وكذلك في المجتمع ، يكتسب قيماً وصفات ربما تفسد شخصيته ، فما السبيل للخلاص من هذا ؟

السبيل للخلاص من الصفات السيئة التي تفسد شخصية الأبناء :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 البطولة أن يجتمع عدد من الرجال الأكابر المؤمنين ، وأن يجعلوا لأولادهم حلقات مع بعضهم ، البيت منضبط ، وهذا منضبط ، فإذا سمحنا للابن أن يصاحب ابناً منضبطاً لا يوجد مشكلة ، لابد من رفيق ، فاختر له أنت الرفيق ، ولابد من مجلس آباء ، عشرة أقارب ، أو جيران ، أو زملاء بالعمل ، أي مجموعة ، هؤلاء إذا اجتمع الآباء واتفقوا على أن يكون أبناؤهم هؤلاء أصدقاء لأبناء هؤلاء ، فالبيوت كلها منضبطة ، يصاحب الابن صديقاً واثنين وعشرة ، ولكن من بيوت إيمانية ليس من بيوت غير مؤمنة ، فإذا اجتمع مجلس آباء واتفقوا على أن يكون أولادهم مع بعض هذه اسمها : حاضنة إيمانية ، وهذا الحل ، والدليل :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) ﴾

[سورة التوبة]

 أمر إلهي ، وكل أمر يقتضي الوجوب ، ودليل آخر:

﴿ واصبر نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) ﴾

[سورة الكهف]

 فلابد من حاضنة إيمانية ، بآيتين صريحتين قطعيتين ، حاضنة إيمانية حتى مع الصغار ، صديقه أبوه مؤمن ، في المنزل يوجد صلاة ، لا يوجد تلفاز مفتوح ، لا يوجد كلام سيئ ، لابد من مصاحبة المؤمنين ، لذلك لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ، والأولاد يقتدون بآبائهم ، فإذا الآباء اتفقوا على اتفاق راق لأولادهم ، أصبح لديك أصدقاء للأولاد، أما ابن أباه متفلّت فصاحب ابن هذا المتفلّت تعلم التفلّت .
المذيع :
 شكراً لك دكتور ، إحدى الأخوات المتزوجات يبدو أنها تسأل عن كيف نتصرف مع الزوج الذي لا يقوم بأي دورٍ في تربية الأولاد ؟

تحمل الأم مسؤولية تربية الأولاد إن قصر الأب بذلك :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 تقوم مكانه مبدئياً ، وبالأساس يتعاونان ، إذا قصّر هو تقوم هي بمكانه ، والأم مدرسة كبيرة .
المذيع :
 ما شاء الله ، دكتور أحد الأخوة المقيمين في اليابان يسأل حضرتك : هل تنصح بالعودة والسكن في البلاد الإسلامية عوضاً عن البقاء في اليابان ؟

من حال مكان بينه وبين عبادة الله فعليه أن يغادره :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 كلام دقيق جداً ، قديماً كان هناك مسافة كبيرة جداً في المجتمعات البعيدة عن المسلمين ، الآن أصبح هناك تجمعات إسلامية ، إذا كان هناك تجمعات إسلامية كبيرة ، والبيوت ملتزمة ، والدعوة واصلة إلى هناك ، هذا حكم ، وإذا كان هناك تفلّت كبير هذا حكم آخر ، إذا كنت في مكان ، واستطاع هذا المكان أن يغير عقيدتك ودينك غادره فوراً ، شخص أرسل ابنه إلى باريس لنيل الدكتوراه من السوربون ، لم يقبلوه ، فإذا مكان حال بينك وبين أن تعبد الله ينبغي أن تغادره ، أي مكان حال بينك وبين أن تعبد الله ينبغي أن تغادره إلى مكان تعبد الله فيه ؛ لأنّ علّة وجودك العبادة :

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ﴾

[سورة الذاريات]

 فإذا حال مكانٌ بينك وبين أن تعبد الله ، والعبادة علّة وجودك ، ينبغي أن تغادره ، من أجل دينك ، استنقاذاً لدينك ، لأن هناك موتاً ، الموت ينهي كل شيء ، ينهي قوة القوي ، وضعف الضعيف ، وغنى الغني ، وفقر الفقير ، ووسامة الوسيم ، ينهي كل شيء ، هناك قبر ، إذا كان معك عمل صالح في القبر فهذا ضياء لك في القبر .
المذيع :
 دكتور بارك الله فيك ، كيف نتعامل مع الطفل العنيد في عمر خمس سنوات ؟

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 العنيد يحتاج إلى اتساع في الصدر ، العنف لا يجدي معه أبداً ، العنف يزيده عنفاً ، بالإقناع بمعنى أنت حاسبه على واحدة ، وتجاهل ثلاثة ، أخطأ مرة ، اثنتين ، ثلاث ، الرابعة حاسبه حساباً لطيفاً ، وبينك وبينه ، إياك أن تحاسب ابنك أمام أخيه ، أو أمام أخته ، أو أمام رفاقه ، مادام الحساب بينك وبينه يقبله ، بينك وبينه حاسبه ، وأقنع ولا تقمع ، ولا تكن عنيفاً أبداً، العنف لا يلد إلا العنف .
المذيع :
 كيف يمكن حل العصبية عند ابني بعمر عشر سنوات ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 أن تقابله بلا عصبية ، استوعبه ، ممكن إنسان يقول : يا ربي أنا ربك وأنت عبدي ، أخطأ ، وأنت اعتبرها خطأ منه ، أحسن به الظن ، استوعبه ، حاوره ، لا تكن عنيفاً معه ، اجعله صديقاً ، من واحد حتى سبع أكرمه حتى يحبك ، من سبع حتى أربع عشرة علمه ، ثم راقبه ، ثم كن له صديقاً ، (لاعب ولدك سبعاً ، أدبه سبعاً ، راقبه سبعاً ثم اتخذه صديقاً) .
المذيع :
 دكتور البنت منزعجة من ارتداء الحجاب كيف أقنعها بذلك ؟

كيفية إقناع الفتيات بالحجاب :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 ممكن بالتدرج ، وهي صغيرة إذا جعلناها ترتدي ثياباً شرعية ، النقل المفاجئ صعب جداً ، وقبل أن تكلف ، نجعلها ترتدي ثياباً فضفاضة ، ثياباً واسعة ، وإذا كانت ثيابها واسعة وهي صغيرة ، تنشأ على هذه الثياب ، فجأةً تتحجب لا تتحجب ، الله سبحانه وتعالى قال :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) ﴾

[سورة النساء]

 القرآن اعتمد التدرج ، التدرج ينجح ، أما الطفرة فلا تنجح ، في القرآن : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ) ، الله عز وجل كن فيكون ، زل فيزول ، استخدم مع عباده التدرج ، والأب الحكيم بالتدرج ، والمعلم بالتدرج ، إذا كنت في بلاد بعيدة عن المسلمين أنت في أمس الحاجة للتدرج .
المذيع :
 والقدوة مطلوبة دكتور أليس كذلك ؟

مبادئ الدعوة :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع ، والمضامين قبل العناوين ، والمبادئ لا الأشخاص ، والتدرج لا الطفرة ، ومخاطبة العقل والقلب معاً ، هذه مبادئ الدعوة ، موجودة في الموقع ، مبادئ الدعوة الإسلامية تفصيل جميل جداً ، هذه أجمل دروسي .
المذيع :
 دكتور أحدهم يسأل إن الدولة التي يسكن فيها تعطيه راتباً لابنته الصغيرة ، فهل يحق له شرعاً التصرف بهذا المبلغ رغم أنه يقوم بمستلزماتها من راتبه الشخصي ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 إذا وضع المبلغ لها ، وأخذ منه ديناً وأعاده لا مانع ، المبلغ لها ، أخذ نصفه كتب عليه ، ثم أصبح هناك نوع من التسامح .
المذيع :
 هناك سؤال من أحد الآباء يقول : إن أبناءه في المدرسة ، يبدو أنه يسكن في بلدٍ غير مسلم ، أبناؤه في المدرسة يسألونه دائماً عن ما ذنب أصحابهم ليدخلوا النار ويعذبهم الله عز وجل ؟

من استجاب لعقله وفطرته دخل الجنة :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 الإنسان يدخل الجنة بلا تعليل إطلاقاً ، بعقلٍ أودعه فيه وفطرةٍ فقط ، إذا استجاب لعقله ولفطرته يدخل الجنة بلا تفاصيل ، العقل كاف أن تؤمن بوجود إله عظيم ، أنت ذهبت إلى بلد بعيد وأغلقت الكهرباء كلها في المنزل ، وأقفلت الأبواب ، عدت بعد شهر الأضواء متألقة ، تقول: من دخل المنزل ؟ لا تقبل أنت شيئاً بلا سبب ، ولا تقبل شيئاً بلا غاية ، لو اعتمدت العقل والفطرة فقط ، مثلاً شخص والدته جائعة جداً ، جلب طعاماً أكله لوحده أمامها ، ألا يشعر بالخطأ ؟ لو لم يتلق أي توجيه بحياته ، الله أعطاك عقلاً كافياً أن تعرف الله ، وأعطاك فطرة كافية أن تعرف خطأك ، يحاسبك على العقل الذي آتاك إياه ، وعلى الفطرة ، أنت بالعقل والفطرة تستطيع أن تنجو من عذاب النار ، بدون تفاصيل .
المذيع :
 أحسنت دكتور ما شاء الله ، أحدهم يسأل أكثر من مرة عن اسم الكتاب أو الكاتب الذي قال : العنف لا يولد إلا العنف ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 فرانز فانون ، فرانز فانون كتاب كان مقرراً في سوريا ، العنف لا يلد إلا العنف ، فرانز فانون هو المؤلف ، كتاب مقرر في سوريا للشهادة الثانوية ، كتاب مترجم الآن للعربية .
المذيع :
 أحدهم يسأل كيف أرد على أسئلة ابني عن ماهية الله ؟ الابن يسأل ما هو الله ؟

الإجابة عن أسئلة الأولاد تحتاج إلى مطالعة لتكون صحيحة :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 هناك إجابات جميلة جداً ، تحتاج إلى مطالعة ، هناك إجابات محرجة من الأولاد لآبائهم ، وهناك إجابات جميلة جداً ، مثال بسيط ، إذا وضعت في كيس عشر بطاقات مرقمة من واحد إلى عشرة ، إذا سحبتها وراء بعضها هي حالة من عشرة ملايين حالة ، أن تأتي وراء بعضها ، الدماغ بمعنى لديك آيات بجسدك ، الشعر لديك ثلاثمئة ألف شعرة ، في كل شعرة وريد وشريان وعصب وعضلة ، شبكية العين ميليمتر وربع فقط ، كل الصور تنطبع فيها ، آيات الإعجاز بخلق الإنسان ، لدي كتاب الإعجاز مطبوع حوالي خمسين طبعة ، موجود على الموقع، الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ، جزآن ، هذا بين أيديكم مجاناً ، والرابط أُرسل لكم .
المذيع :
 دكتورنا الفاضل هناك شخصٌ يسأل : إن في المدرسة التي يذهب إليها أبناؤه تحدث ممارسات غير إسلامية ، مثلاً الذهاب إلى رحلات المعابد البوذية وتأدية صلاتهم باعتبارها تقاليد ، وهذه الممارسات يفعلها الأبناء أحياناً دون علم الأسرة أي بشكل تلقائي ؟

الأولاد فلذة الأكباد علينا المحافظة عليهم :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 ألا يوجد مدارس إسلامية إطلاقاً ؟ سأقول لك كلمة : أخطر شيء أولادك ، وأخطر شيء الإنفاق على الأولاد مهما كان عالياً أنت الرابح الأول ، هؤلاء فلذة كبدة ، نهاية نشاطك الحياتي ، فإذا كانت المدرسة مجانية وفيها تعليم الإلحاد ، تعليم الانحراف ، أكبر خسارة على الإطلاق أن تخسر أولادك ، وأي إنفاق مهما كان عالياً من أجل صون أولادك ، أنت الأب الأول، وأنت أسعد الناس بهذا العمل .
المذيع :
 ما شاء الله ، دكتور سؤالنا قبل الأخير ، أحدهم يسأل هو يقيم في اليابان ، وأتته فرصة للذهاب لدولةٍ عربية ، هل تنصحه بذلك أم يبقى في اليابان؟

العناية بالأولاد أهم شيء في حياة الوالدين :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 العربية أفضل من غير العربية ، والبلد الإسلامي أفضل من غير الإسلامي ، ابحث عن مكان تقيم به ترتاح بالتعامل مع أحكام الدين .
 سأقول كلمة دقيقة جداً ، أب غادر بلاده بعدما آمن واستقام ، أما أولاده سينشؤون في بيئة المعاصي كلها مباحة ، هو غير أولاده ، فالبطولة أن تهتم بأولادك ، أولادك امتداد لك ، لا يوجد إنسان يسعد وأولاده أشقياء ، العناية بالأولاد أهم شيء في حياة الوالدين ، هذه اسمها: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74))

 ، لا يمكن أن يتمتع بقرّة العين إلا أبٌ صالح ومعه ابنٌ صالح .
المذيع :
 ما شاء الله ، دكتور هل يمكن أن تتكرم علينا بومضاتٍ رمضانية ؟

ومضات رمضانية :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 أنا أتمثل قول الله تعالى:

﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ(60) ﴾

[سورة غافر]

المذيع :
 الآن بعض الكلمات عن رمضان .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 رمضان موسم ديني كبير جداً ، نقلة نوعية من التقصير إلى التفوق ، من البعد إلى القرب ، من الصلاة الشكلية إلى الصلاة الصحيحة ، من الإقبال الضعيف إلى الإقبال القوي ، هذا دورة تدريبية مكثفة جداً ، إن صام الإنسان رمضان وعاد بعد رمضان إلى ما كان قبل رمضان كأنه ما صام رمضان ، نقلة نوعية .

خاتمة وتوديع :

المذيع :
 ما شاء الله دكتور ، اللهم انقلنا من حالنا إلى أفضل حال ، نحن وسائر المسلمين .
 ضيوفنا الأكارم نشكر باسمكم فضيلة الدكتور ، وأيضاً نعتذر من الأخوة الذين أرسلوا أسئلتهم ، لكن ضيق الوقت لم يسعفنا .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 إن أرسلوها إلى الموقع نجيب عنها .
المذيع :
 إذاً هذا كرمٌ منك دكتورنا الحبيب بارك الله بك ، طبعاً أريد أن أنوه إلى حضورنا الكريم بأولى مفاجآت مدرستنا ، المدرسة العربية الافتراضية في اليابان ، اسمحوا لي أن ألقي على مسامعكم هذه الدعوة : يسرُ المدرسة العربية الافتراضية في اليابان أن تدعوكم لحضور محاضرة بعنوان : هوية أبنائنا مكوناتٌ ومبادئ وتحديات ، لفضيلة الدكتور مصطفى أبو سعد ، وذلك يوم السبت السابع عشر من أبريل ، في التاسعة والنصف مساءً بتوقيت اليابان ، والثالثة والنصف عصراً بتوقيت مكة المكرمة ، رابط التسجيل موجود في صفحة المدرسة على الفيسبوك إن شاء الله ، وفي الختام :

لَك الحَمد يا مستوجب الحمد دائماً  عَلى كل حالٍ حمدُ فـــــــــانٍ لدائـــمِ
وَسُبحانك اللهم تَسبيــــح شاكــــــــــــــِر  لمعروفك المَعروف يا ذا المَراحِــم
وجودك مَوجود وَفضــــلك فائــــــــــض  وَأَنتَ الَّذي ترجى لتكشف العَظائم
وَبابـــــــــــك مَفتــــــــوح لكـــــــل مؤمـــــل  وَبرك ممنــــــــوح لكـــــــــل مصـــــــارم
***

 كان معكم رباح قنديل من دولة فلسطين معلم اللغة العربية ، شكراً لكم جميعاً ، وإن كان لك كلمة دكتورنا الفاضل نستمع لك قبل الختام .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 آخر كلمة إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، والإنسان يظل عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ، ولا يخافنَّ العبد إلا ذنبه ، ولا يرجونَّ إلا ربه . والحمد لله ربَّ العالمين .
 بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممكن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، والحمد لله ربَّ العالمين ، الفاتحة .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور