وضع داكن
25-04-2024
Logo
أركان النجاة - الرائعة : 014 - عدم الربط بين التقصير مع القضاء والقدر
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

عدم الربط بين التقصير مع القضاء والقدر

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

أيها الإخوة الكرام:
أنا لا أرى في العقيدة موضوعاً أخطر من القضاء والقدر، لكن أن نعزي كل أخطائنا إلى القضاء والقدر، أن نعزي كل تقصيرنا إلى القضاء والقدر، أن نرسل كل حججنا باتجاه القضاء والقدر، هذا كلامٌ لا يُقبل ولا يُعقل نحن مقصرون، وأريد أن أؤكد لكم أيها الإخوة؛ البطل الذي يعترف بخطئه، والبطل الذي يعزي الخطأ إليه بادئ ذي بدء، يعني أحياناً يكون هناك خطأ في تربية الأولاد، الناتج لهذه التربية الخاطئة يجب أن يتحملها الأب، الأب مسؤول، وهناك خطأ يعزى إلى المعلم، وهناك خطأ يعزى إلى أولي الأمر، فالبطولة أن تكون جريئاً وأن تصرح أنك أخطأت، أمَّا كل شيء يعزى للقضاء والقدر!، والله أنا أردت أن أميز بين القضاء والقدر وبين جزاء التقصير، يعني شخص لم يدرس أبداً فلم ينجح، كلما سئل عن نتيجة هذا العام الدراسي يقول لك: الله لم يكتب لي النجاح، سبحان الله، هكذا ترتيب ربك، لا يوجد اذن بالنجاح، لا كلامه غير صحيح، يجب أن يقول: أنا لم أنجح لأني لم أدرس، وإياك أن تدخل القضاء والقدر بالموضوع، أما طالب درس دراسة عالية جداً متقنة جداً وقبل الامتحان بيومين أصابه طارئٌ على صحته منعه أن يؤدي الامتحان، هذا الطالب بالذات له أن يقول: الله عزَّ وجلَّ ما شاء لي أن أنجح،

(عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ: لَمَّا أَدْبَرَ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ، فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

(سنن أبي داود)

(إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ) تحرك، اسعى، قدم طلب، ابحث عن وسيلة، ابحث عن سبب، اخرج من بيتك، راجع إعلانات الوظائف، تحرّك، جالس قابع في بيته لا يتحرك لا يسأل ينتظر المعجزة، وهذا حال المسلمين الآن، أعداؤنا يعدّون لنا ونحن ننتظر فرج من الله، ننتظر معجزة، ننتظر شيء؛ زلزال يقضي على أعدائنا، هذه أحلام المجانين والله، الله عزَّ وجلَّ قال:

(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ (60))

(سورة الأنفال)

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور