- محاضرات خارجية
- /
- ٠23ندوات مختلفة - الأردن
مقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .المذيع :
في هذا اليوم شيخنا المبارك حديثنا عن النبي عليه الصلاة والسلام :
(( لن تؤمنوا حتى تراحموا . قالوا : يا رسول الله ، كلنا رحيم . قال : إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ، ولكنها رحمة الناس رحمة العامة ))
كيف تحدثنا عن رحمة العامة ونحن اليوم في زمنٍ نحتاج فيه إلى هذه الرحمة يحتاج الناس أن يتراحموا فيما بينهم حتى تتنزل رحمة الله علينا جميعاً ؟العمل الصالح علة وجودنا الأولى والوحيدة في الدنيا :
الدكتور محمد راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين .
أخي الكريم ؛ بارك الله بك ، ونفع بك ، وأعلى قدرك .
يوجد سؤال كبير ، كبير ، كبير ، هذا السؤال : ما علة وجودي في الأرض ؟ طبعاً التفاصيل دقيقة جداً لكن لابد من هذه المقدمة ؛ لو أن إنساناً أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه من جامعة السوربون ، نقول : ما علة وجود هذا الابن في باريس ؟ العلة الوحيدة ، قد يأكل ، ويشرب ، ويتنزه ، ويجلس في حديقة ، ويشتري مجلة ، لكن علة وجوده الوحيدة في باريس هي الدراسة .
بادئ ذي بدء : لا بد من أن يعلم الإنسان علة وجوده في الدنيا ، طبعاً هذه الحقيقة الدقيقة الخطيرة تتضح من بعض الأمثلة ، طبعاً الإنسان عندما يكون بمكان معين له سبب وجود ، لو فتحنا كتاب الله ، يقول الله عز وجل :
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾
معنى هذا الذي اقترب أجله يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ليعمل صالحاً ، وكأن العمل الصالح علة وجود الإنسان في الدنيا .﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾
الشيء الدقيق الإنسان يقيّم في الدنيا بمقاييس كثيرة ، يقيّم بحجمه المالي ، بمستوى دراسته ، بأصالته ، بنسبه ، إلى آخره ، لكن الإنسان يوم القيامة يقيّم فقط بعمله الصالح ، الدليل:﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾
حجم الإنسان عند الله يوم القيامة بحجم عمله الصالح ، ولِمَ سميّ العمل صالحاً ؟ لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة .إذاً الحقيقة الدقيقة الخطيرة الوحيدة أن علة وجودنا العمل الصالح ، الإنسان أحياناً يطلب منه عمل صالح يفعله ، هذا شيء آخر ، يجب أن نعلم علم اليقين أن الله سبحانه وتعالى جاء بنا إلى الدنيا ، لماذا ؟ لندفع ثمن مفتاح الجنة .
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
مفتاح الجنة العمل الصالح ، لا أقول : ثمن الجنة ، الجنة لا يمكن لأن تقيّم برقم أي إلى أبد الآبدين ، تصور واحداً بالأرض وأصفاراً إلى الشمس ، وكل ميلي صفر ، هذا الرقم واحد بالأرض وأصفار إلى الشمس ، مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر وكل ميلي صفر هذا الرقم إذا نسب إلى اللانهاية قيمته صفر ، فنحن خلقنا لجنة عرضها السماوات والأرض ، خلقنا لعمل صالح في الدنيا يعد ثمن مفتاح الجنة ، لا ثمن الجنة ، فالعمل الصالح هو موضوع هذا اللقاء الطيب ، جاء الله بنا إلى الدنيا كي نتعرف إليه ، من خلال آياته الكونية ، والتكوينية ، والقرآنية ، ومن خلال حرية الاختيار كي نعمل عملاً صالحاً هو ثمن لمفتاح الجنة .فلذلك هذا اللقاء الطيب ، العمل الصالح ، دفع المال ، إنقاذ الأخوة الكرام المشردين .
والله مرة كنت عند رسول الله في غرفته ، في الحرم النبوي ، مكتوب : أفضل المعروف إغاثة الملهوف .
فنحن الآن نضع أيدينا على علة وجودنا في الدنيا ، إذاً العمل الصالح علة وجودنا الأولى والوحيدة في الدنيا :
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾
والعمل الصالح يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله وصواباً ما وافق السنة ، أي الإنسان حجمه عند الله بحجم عمله الصالح ، ولأنه سمي صالحاً يصلح للعرض على الله .كليات الدين :
الآن قال تعالى :
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾
يا محمد بسبب رحمة استقرت بقلبك من خلال اتصالك بنا كنت ليناً معهم ، وأنت أنت لو كنت منقطعاً عنا افتراضاً لامتلأ القلب قسوة ، ولانعكست القسوة غلظة وفظاظة .﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
هذا قانون ، علاقة ثابتة بين متغيرين ، إذاً العمل الصالح علة وجودنا في الدنيا ، العمل الصالح ترتيبنا عند الله في الدنيا وفي الآخرة .إذاً هذا الدين منهج الله عز وجل لكن تقريباً الدين فيه كليات .
مرة كنت في أمريكا ، وكان هناك معمل سيارات ، قال لي المرافق : هذه السيارة فيها ثلاثمئة ألف قطعة ، أنا كراكب فيها ستة أشياء أساسية أو سبعة ، الغلاف ، والمحرك ، والعجلات ، والمقاعد ، والمقود ، والبنزين .
هل لهذا الدين العظيم أن يكون له كليات ؟ نعم ، أول كلية العقيدة ، التصور ، الإيديولوجية ، الجانب العقدي ، الجانب الفكري ، لا بد من طلب العلم ، حتى نعلم من خلال طلب العلم علة وجودنا في الدنيا ، حينما نعلم علم اليقين أن علة الوجود في الدنيا العمل الصالح نبادر إليه كل يوم ، بل كل ساعة .
إذاً العقيدة شيء أساسي جداً ، هذا الذي يعلم علم اليقين أن الله جاء به إلى الدنيا ليعمل صالحاً يبادر لهذا العمل الصالح .
الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق :
الشيء الثاني ؛ الإنسان هو كائن متحرك ، هناك حركة سلبية ، قد يقول : أنا ما أكلت مالاً حراماً ، أنا ما كذبت ، أنا ما غششت ، أما الحركة الإيجابية فهي إنفاق المال لإطعام الفقراء والمساكين والمشردين ، لأن حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح ، النقطة الدقيقة جداً أن العمل الصالح علة وجودنا ، الآن يوجد ثمرة ، فكر ، تصور ، أيديولوجيا ، عقيدة ، يوجد حركة ، السلبية استقامة ، الإيجابية العمل الصالح ، موضوع هذا اللقاء الطيب الثمرة ، الثمرة ؛ قال تعالى :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾
إنك إن صليت أيها الأخ المستمع والمشاهد أديت واجب العبودية ، لكن الله عز وجل يقول :﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾
إن ذكرك الله منحك نعماً لا تعد ولا تحصى ، منحك نعمة التوفيق .﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ﴾
ولا شيء في الأرض يتحقق إلا بتوفيق الله ، منحك السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، أنت حينما تفكر بعلة وجودك وهي العبادة ، العبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .أنت حينما تفكر أن علة وجودك العمل الصالح تبادر إليه لا كل شهر مرة ، ولا كل أسبوع مرة ، بل كل يوم ، وكل مناسبة ، العمل الصالح علة وجودنا في الدنيا .
الآن إنفاق المال عمل صالح ، رعاية اليتيم عمل صالح ، تأمين مأوى لمشرد عمل صالح ، تأمين دخل شهري للفقير عمل صالح ، والطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق ، والإنسان حينما يعلم علم اليقين أن حجمه عند الله بحجم عمله الصالح يبادر إلى الأعمال الصالحة .
بالمناسبة : الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق ، المياتم ، دور العجزة ، إطعام الطعام ، التعليم ، التعليم أعظم عمل صالح ، هذا الإنسان إن لم يتعلم أصبح متسولاً ، وإن لم يكن أخلاقياً أصبح مجرماً ، أما إذا علمته ، لذلك :
(( وإنما بعثت معلماً ))
إنما أداة قصر وحصر .(( وإنما بعثت معلماً ))
كما قال النبي الكريم .(( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ))
بعد أن عرفت الله ، آمنت به واحداً ، وكاملاً ، آمنت بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلا ، لا بد من أن تتحرك نحوه ، الحركة نحوه بعمل صالح .﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾
توزيع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء :
حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح ، وأفضل المعروف إغاثة الملهوف ، وما أكثر هؤلاء الذين يحتاجون إلى المساعدة ، إلى مأوى يأوون إليه ، إلى طعام يأكلونه ، إلى ثياب يلبسونها ، ولحكمة بالغة الحظوظ في الدنيا موزعة توزيع ابتلاء ، أي الغني ممتحن بغناه ، والقوي ممتحن بقوته ، صاحب منصب رفيع ، فالقوي ممتحن بقوته ، والغني ممتحن بالمال ، وصاحب المنصب ممتحن بقراره ، فكل هذه الطرق إلى الله واصلة إليه ، لذلك ورد عن النبي :
(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف))
لماذا ؟ لأن خيارات القوي في العمل الصالح لا تعد ولا تحصى ، القوي بمنصبه بجرة قلم يحق حقاً ويبطل باطلاً ، يقر معروفاً ويزيل منكراً ، والقوي بعلمه ينفق هذا العلم ، الإنسان كائن يحتاج إلى أن يتعلم .﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾
السبل الواصلة إلى الله عز وجل كثيرة لا تعد ولا تحصى :
﴿ اقْرَأْ ﴾
أول كلمة ، في أول آية ، في أول سورة .﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾
إذاً هناك آلاف السبل الواصلة إلى الله عز وجل ، هذا الفقير نطعمه ، وهذا الجاهل نعلمه ، وهذا المظلوم ننصفه ، فلذلك أعظم عمل صالح أن تقدم لهذه الأمة التي اختارها الله الأمة الأولى لهذه البعثة العظيمة ، وأن ترفع شأن أولادها ، إما بتعليمهم ، أو بتأمين مأوى للشباب والشابات ، أو بتأمين طعام للمشردين ، تحت الخيام ، فلذلك أرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمالنا كلها وفق هذا المنهج الذي رسمه الله لنا ، وحجمك عند الله بحجم عملك الصالح .شيء دقيق جداً أن هناك هدى بيانياً ، وتأديباً تربوياً ، وإكراماً استدراجياً ، وقصماً.
المذيع :
شيخنا ؛ كأن حديث النبي عليه الصلاة والسلام عن الرحمة العامة ، هو أن يخرج الإنسان من فرديته ، وأنانيته ليحمل همّ الأمة ، كما كان النبي عليه الصلاة والسلام بمنهجه لم يفكر في شخصه فقط ، لم يفكر في عائلته ، لم يفكر في أولاده ، هذه رحمة .
الدكتور محمد راتب :
خاصة .
المذيع :
نعم ، أما أن يخرج الإنسان ، لأن الربط سيدي في بداية الحديث :
(( لن تؤمنوا حتى تراحموا ))
هذا شيء يتعلق بصحة الإيمان .الرحمة العامة :
الدكتور محمد راتب :
شيء دقيق جداً سيدي الكريم ، الإنسان أودعت فيه رحمة خاصة لأولاده ولأهله ، هذه أجرها أقل بكثير ، لأن هذه رحمة خاصة ، حتى المجتمع ينمو لا بد من حالة خاصة عند الأب والأم ، هذه رحمة خاصة ، أنا أسميها طبعاً .
(( يطبع المؤمن على الخلال كلها))
أما حينما تتجاوز الأسرة ، والأهل ، والأولاد ، والأقارب إلى إنسان بعيد ، هذا العمل الذي يؤجر عليه الإنسان ، الأولى بدافع الفطرة ، بدافع الطبع .أنا مرة كنت بمستشفى ، الملتزمة تبكي ، والريفية تبكي ، والمدنيّة تبكي ، والمثقفة تبكي ، والأخرى تبكي ، فالله أودع فينا محبة الأهل ، لكن بطولتك وذكاؤك وفهمك العميق أن تتجاوز النطاق الضيق ، الدائرة الأولى إلى دائرة أوسع ، ولكنها رحمة عامة ، النبي علمنا أن نرحم من حولنا .
عفواً ؛ الفقير الرحمة العامة أن نطعمه ، والجاهل أن نعلمه ، والمشرد أن نسكنه في بيت ، الحديث الدقيق جداً :
(( فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم ))
هذا الضعيف إن أطعمته إن كان جائعاً ، أو كسوته إن كان عارياً ، أو علمته إن كان جاهلاً ، أو أنصفته إن كان مظلوماً ، أو آويته إن كان مشرداً ، الله عز وجل والجواب دقيق جداً لننتظر ما الجواب :(( فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم ))
فنحن إذا أردنا أن نكون أقوياء في بلادنا ، ومع من حولنا لا بد من أن ننصر الضعفاء ، لأن الله عز وجل يكافئ المؤمنين بمكافأة من جنس أعمالهم ، فكما أنهم انتصروا نصروا ، الضعفاء الله عز وجل ينصرهم على من هو أقوى منهم ، إذاً لا بد من أن تكون رحمة عامة .المذيع :
حضرتكم تقول : إذا أردتم رحمة الله ارحموا بعضكم بعضاً ، إذا أردتم أن تحققوا خصوصاً نحن الآن نحتاج إلى مدد من الله لهذه الجائحة ، ونحتاج إلى حفظ الله ، وعنايته ، ورحمته ، ولطفه بخلقه ، وكأنك تدلنا جميعاً على مفتاح العناية والنجاة والنجاح في الحياة .
العمل الصالح هو مقياس الغنى والفقر عند الله عز وجل :
الدكتور محمد راتب :
إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي .
(( مَن لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ ))
كلمة رحمة أخي الكريم دقيقة جداً ، أي واسعة لدرجة غير معقولة ، إطعام الطعام رحمة ، أن تدل المشرد رحمة ، أن تعلم الجاهل رحمة ، أن تغني الفقير رحمة ، أن تنصف المظلوم رحمة ، أكاد أقول : الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق ، وعلة وجودنا العمل الصالح ، والعمل الصالح هو مقياس الغنى والفقر عند الله عز وجل .المذيع :
نعم سيدي ، جزاكم الله عنا كل خير ، وأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بهذه الكلمات .
طبعاً نحن معنا من أخواننا المحسنين الموجودين هنا في أمريكا الذين دائماً يتبرعون، وينصفون ، ويقدمون كل ما يستطيعون عليه من دعم لهؤلاء الأيتام ، والأرامل ، واليتامى ، والمساكين ، وخصوصاً ما تشهده بلادنا في سوريا ، وفي اليمن ، وفي غزة ، والبلاد التي تعاني من النزوح ، والحروب ، والنزاعات ، نوجه لهم كلمة ودعاءً شيخنا بارك الله بك ؟
كل إنسان ممتحن والعاقل من نجح في الامتحان :
الدكتور محمد راتب :
قبل ذلك ؛ الإنسان ممتحن إن كان غنياً ، هل ينفق هذا المال على الفقراء والمساكين ؟ ممتحن إن كان قوياً ، هل ينصف بحكمه المظلوم ؟ ممتحن بماله ، ممتحن بعلمه، ممتحن بمنصبه ، فنحن ممتحنون في كل شيء ، لذلك أنا أسمي الغنى حظاً ، المال حظاً ، والقوة حظاً ، والعلم حظاً ، الحظوظ موزعة في الدنيا توزيع ابتلاء لكنها سوف توزع في الآخرة توزيع جزاء .
لو ضربنا مثلاً : إنسانان عاشا ستين عاماً بالضبط ، الأول الله أنعم عليه بمال وفير ، والثاني بمال محدود ، فكلاهما ممتحن بغناه وبفقره ، فالغني إن أنفق هذا المال للفقراء والمساكين ورحم عباد الله وما أكثرهم ! هذا عاش للعمل الصالح ، فهذا نجح في الدنيا والآخرة .
يقع على رأس الهرم البشري زمرتان ، الأقوياء والأنبياء ، الأقوياء ملكوا الرقاب ، والأنبياء ملكوا القلوب ، الأقوياء عاش الناس لهم ، والأنبياء عاشوا للناس ، الأقوياء يمدحون في حضرتهم ، والأنبياء في غيبتهم ، لذلك البطولة أن نكون من أتباع الأنبياء ، فإذا كان الإنسان من أتباع الأنبياء عاش للناس ، الأقوياء عاش الناس لهم ، والأنبياء عاشوا للناس ، الأقوياء ملكوا الرقاب ، والأنبياء ملكوا القلوب ، الأقوياء يمدحون في حضرتهم ، والأنبياء في غيبتهم، الناس جمعاً تبع لقوي أو نبي .
الشيء الدقيق من هذا اللقاء الطيب أن يعرف الأخ المؤمن علة وجوده الوحيدة وهي العمل الصالح .
﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾
عند الله .(( فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم ))
إطعامهم ، تربيتهم ، وتعليمهم ، ولعلي أجتهد وأقول : أعظم عمل صالح أن تعلمهم ، إن كان جاهلاً هناك مشكلة ، إن كان جاهلاً ليس جريئاً على الله يغدو متسولاً ، وإن كان غير متعلم يغدو منحرفاً ، لذلك أعظم الأعمال الصالحة أن هذا الجيل الذي ينشأ الآن أن يعطى حظه من العلم ، وحظه من فرص العمل ، لذلك لماذا تأمين فرص العمل مهمة جداً ؟ لأنها تكفي الإنسان فيستغني بهذا المال .أرجو الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا العمل الصالح ، ومع العمل الصالح الإخلاص ، ومع الإخلاص التواضع ، والإنسان حجمه عند الله بحجم عمله الصالح ، وهؤلاء الذي يعانون ما يعانون العملية كلها مؤقتة ، تنتهي الحياة ، من الذي يفوز ؟ الذي عمل صالحاً ، وقدم للآخرة ، هذا العمل لله .
المذيع :
جزاكم الله خيراً شيخنا المبارك ، أكرمكم الله على هذا النفس الطيب المبارك الذي لطالما استفدنا منه ، ودفعنا إلى طريق الجنة إن شاء الله .
الأخوة بدؤوا الآن البذل ، بفضل الله تعالى عندنا بعض التبرعات وصلت إن شاء الله لنعمل عليها إعلاناً ، لكن نحتاج دعاءكم إن شاء الله لهم ، وهكذا نصيحة لله تعالى .
من أنفق عوضه الله أضعافاً مضاعفة :
الدكتور محمد راتب :
والله ، أول دعاء أدعو لأخوتي المشاهدين والمستمعين أن يحفظ الله لهم إيمانهم ، وأن يحفظ لهم أولادهم ، وأهلهم ، وأموالهم ، وصحتهم ، وآخر واحدة ؛ استقرار البلاد التي هم فيها ، هذه نعمة لا تعرف إلا إذا فقدت ، والإنسان الله عز وجل يكافئه أضعافاً مضاعفة إذا أنفق هذا المال في سبيل الله .
المذيع :
إن شاء الله ، جزاكم الله خيراً شيخنا ، ممكن أيضاً تدعو لنا دعاء شاملاً إن شاء الله هكذا .
الدعاء :
الدكتور محمد راتب :اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت ، وانصرنا على أعدائنا يا أكرم الأكرمين ، ألهمنا الصواب ، ألهمنا الحكمة ، ألهمنا العمل الصالح ، ألهمنا أن نحافظ على بيوتنا ، وعلى كل من يجب علينا أن نحافظ عليه .
خاتمة وتوديع :
المذيع :
آمين اللهم آمين .
جزاكم الله خيراً شيخنا المبارك ، وبارك الله لنا في عمرك ، وفي عملك ، ونفعنا بعلمك، نسأل الله تبارك وتعالى أن يسلمنا وإياكم والمسلمين جميعاً من هذا المرض إن شاء الله ، وأن يحمي الناس جميعاً ، بحفظه ، وحمايته ، ورعايته ، وعنايته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
الدكتور محمد راتب :
لكن كلمة واحدة ؛ حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، هنيئاً لمن دفع وبذل من ماله الشيء الكثير .
والحمد لله .
المذيع :
أكرمكم الله سيدي ، وبوركتم ، نعلم نحن أيضاً أيقظناك بوقت متأخر من الليل في تركيا .
الدكتور محمد راتب :
ما من مشكلة أبداً .
المذيع :
شريك معنا إن شاء الله في كل الجمع بكل خير ، نسأل الله أن يجزيك عنا خير الجزاء ، ودمتم إن شاء الله بحفظ الله ، وحمايته ، ورعايته ، ونلقاكم إن شاء الله في قريب عاجل شيخنا .
الدكتور محمد راتب :
إن شاء الله بارك الله بكم ، وسلامي لكل من حولك .
المذيع :
إن شاء الله يصل بإذن الله ، دكتور ياسر حفار أيضاً زاد الآن أن أصبح المبلغ معه ستة وثلاثين ألف دولار من الجالية في ( تشارلستون فيرجينيا ) خصهم بدعاء شيخنا هؤلاء أخوة دائماً ما شاء الله .
الدكتور محمد راتب :
حفظ الله لهم إيمانهم ، وأهلهم ، وأولادهم ، وصحتهم ، ومالهم ، واستقرار بلادهم، وعوض عليهم أضعافاً مضاعفة ، وهذا من لوازم الإنفاق .
المذيع :
اللهم آمين ، أكرمكم الله وبارك بكم شيخنا .
نستودع الله دينكم ، وأمانتكم ، وخواتم أعمالكم إن شاء الله ، دمتم برعاية الله شيخنا المبارك .
الدكتور محمد راتب :
بارك الله بكم ، ونفع بكم .