وضع داكن
20-04-2024
Logo
قناة التاسعة التونسية - مختلفة : معركة الحق والباطل
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع :
  الداعية والمفكر الإسلامي فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي أهلاً ومرحباً بكم معنا.
الدكتور محمد راتب :
 بارك الله بكم ، ونفع بكم ، وأعلى قدركم .
المذيع :
 سعداء بوجودكم معنا فضيلة الدكتور ، موسم جديد سبحان الله ! كأن فضيلة الدكتور من مواسم حبّ النبي صلى الله عليه وسلم ، وتجديد هذا الحب في قلوبنا رغم ما صدر من إساءة بحقه فداه أمي وأبي .

الحب في الله عين التوحيد :

الدكتور محمد راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
 الله جلّ جلاله واجب الوجوب ، ما سواه ممكن الوجود ، خلقنا ، حياتنا بيده ، الموت بيده ، الغنى بيده ، الفقر بيده ، الصحة بيده ، المرض بيده ، القوة بيده ، والضعف بيده ، ومع كل ذلك ما قبل أن نعبده إكراهاً ، فقال تعالى :

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾

[ سورة البقرة: 256]

 بل أراد أن تكون العلاقة به علاقة حب .

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

[ سورة المائدة: 54]

 فالله عز وجل أراد وشاءت حكمته أن تكون علاقته بعباده علاقة حب ، السبب أن الإنسان حينما يحب الله يتخلق بأخلاق تؤهله للاتصال به ، فالإنسان إذا أحب الله عز وجل الله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيباً ، فلابد من أن يكون صادقاً ، أميناً ، رحيماً ، منصفاً ، حكيماً ، لطيفاً ، هذه الكمالات مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى ، فإذا أحبّ الله عبداً منحه خلقاً حسناً، فلذلك الحب أصل في هذا الدين ، والآية تقول :

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

[سورة المائدة: 54]

 والحب في الله عين التوحيد ، بمعنى أن الإنسان يحب الله ، يحب الأنبياء جميعاً ، يحب الرسل جميعاً ، يحب النبي الكريم ، سيد الخلق وحبيب الحق ، يحب الصحابة الكرام من دون استثناء ، يحب العلماء الربانيين ، يحب ما أحلّ الله له ، يحب أولاده ، وامرأته ، يحب العمل الصالح ، يحب القرب إلى الله ، ويكره البعد عن الله ، فأي عمل مقرب إلى الله ينبغي أن تحبه ، وأي عمل آخر يكون حجاباً بينك وبينه ينبغي أن تبتعد عنه ، فلذلك في علاقاته ، في كسب ماله ، في إنفاق ماله ، في تمضية أوقات فراغه ، في بيته ، في عمله ، في حله ، في ترحاله ، ما دام أحب الله ، وخضع لمنهجه فهو يعطي ولا يمنع ، الأصل أن تكون معطاءً لا أن تكون آخذاً .
المذيع :
 فضيلة الدكتور ؛ هذه الموجة الجديدة الصريحة تصدر عن رأس دولة من الدول الغربية فرنسا ، وأعني ماكرون كما تعلم قال كلاماً واضحاً بحق الإسلام ، إساءة واضحة ، تكريم ماكرون لرسوم مسيئة .

تقصيرنا في التعريف بالنبي الكريم :

الدكتور محمد راتب :
 الله قال :

﴿ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا ﴾

[ سورة الأنعام: 123]

المذيع :
 هذا الذي لم يتذوق حب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعرفه لحقده أم لتقصيرنا ؟
الدكتور محمد راتب :
 والله نحن أولاً البطولة أن نعترف بتقصيرنا في التعريف بالنبي الكريم ، لو طبقنا سنته - الكلام دقيق جداً - أحبه من حولنا ، لو رأى الناس إسلاماً مطبقاً بتفاصيله كنا محبوبين ، أما إذا رفعنا شعاراً إسلامياً ، رفعنا كلاماً إسلامياً ، ولم نكن كما ينبغي ، الإنسان عنده فطرة ، الله قال :

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

[ سورة الروم: 30]

 فأنت مفطور شئت أم أبيت على حب العمل الصالح ، على حب الفطرة ، حب الأمانة ، حب التواضع ، حب الإخلاص .

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

[ سورة الروم: 30]

الإنسان بين الفطرة والصبغة :

 هذه الفطرة تتوافق مع الأمر الإلهي توافقاً تاماً ، أما الصبغة فأرقى منها ، الفطرة أن تحب الحق ، أن تحب التواضع ، أن تحب الرحمة ، أن تحب الإنصاف ، أن تحب العدل ، أما الصبغة فأن تكون عادلاً ، ورحيماً ، ومنصفاً ، فنحن بين الفطرة والصبغة ، جميع أهل الأرض فطروا فطرة سليمة .

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

[ سورة الروم: 30]

 أما الصبغة إذا أقبلت على الله فتشتق منه الكمال ، الرحمة ، الإنصاف ، العدل ، التواضع ، المكارم الأخلاقية مخزونة عند الله تعالى ، فإذا أحبّ الله عبداً منحه خلقاً حسناً .
المذيع :
 فضيلة الدكتور ؛ نحن في القناة التاسعة أطلقنا حملة بعنوان :

﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ ﴾

[ سورة التوبة: 40]

 وأحباب النبي صلى الله عليه وسلم اليوم تراهم يتفاعلون مع ما يجري كل من موقعه يعبر عن حبه لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وعن غضبه تجاه المسيئين بالتحديد ماكرون وفرنسا للمشاركة بحملة المقاطعة للمنتجات الفرنسية ، ماذا تقول لهؤلاء أحباب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وبماذا تطالبهم ؟

الله مع الحق دائماً :

الدكتور محمد راتب :
 اسمح لي بكلمة واحدة ، قبل أن أجيب عن سؤالك ، ما ضرّ السحاب نبح الكلاب ، ولا ضرّ البحر أن ألقى فيه غلام بحجر ، ولو تحول الناس إلى كناسين ليثيروا الغبار على هذا الدين ما أثاروه إلا على أنفسهم ، فالحقيقة الله مع الحق ، الله هو الحق ، الحق الشيء الهادف والثابت ، هادف وثابت ، إنشاء جامعة حق ، إنشاء سيرك غير حق ، فالحق الشيء الهادف والثابت ، والباطل الشيء العابث والهازل والتالف ، فنحن إذا كنا مع الحق كان الله معنا ، والحرب بين حقين لا تكون ، لأن الحق لا يتعدد ، وبين حق وباطل لا تطول ، وبين باطلين لا تنتهي ، فالبطولة أن نكون مع الحق ، إذا كنا مع الله كان الله معنا .
المذيع :
 دكتور لو سمحت لي ، هناك حتى من يجادل في هذه النقطة يقول لك : الآن الحق ، و العدالة ، والعدل ، والحريات ، والحقوق في فرنسا ، وليست في بلدانكم أيها المسلمون فأنتم تقتلون بعضكم بعضاً ؟

ديننا دين عظيم و ما لم نكفر بالغرب لن نؤمن بالله :

الدكتور محمد راتب :
 الحقيقة أن هذا الدين عظيم ، نحن إذا أردنا مصلحتنا بذكاء نعمل أشياء محببة لنا ، أما حينما تمس مصالحنا فينقلب الغرب إلى وحوش ، قُصفت أفغانستان في يوم واحد خمسة آلاف قتيل ، أين الرحمة ؟
 مرة أحد رؤساء أمريكا قبل مغادرته البيت الأبيض بأربعة أيام ، قال : لقد تمّ قتل ثمانمئة ألف إنسان في راوندا ، هذا كلينتون ، وكان بإمكاني أن أحقن دماء أربعمئة ألف لكني لم أفعل .
 إذا كان الغرب يستطيع أن يحقن دم مليون قتيل شهيد بكلمة أو بهاتف ولم يفعل فهو شريك القاتل ، أنا أقول لك كلمة : ما لم تكفر بالغرب لن تؤمن بالله ، والدليل :

﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ الطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾

[ سورة البقرة: 256]

 الغرب قوي .
المذيع :
 دكتور اسمح لي أن أقاطعك في هذه النقطة ، يقولون لك : المواطن العربي اليوم يحرق ويقتل في الميادين على يد حاكم عربي حين يطالب بحقوقه ، أما عندما يذهب إلى فرنسا كمسلم عربي ، فيمارس دينه بكل حرية ، يعيش حياته ، وينال حقوقه كمواطن ، هكذا يقولون .

الله ينصر الأمة الكافرة العادلة على الأمة المسلمة الظالمة :

الدكتور محمد راتب :
 الذكي قد يكون كافراً ، وقد يكون بعيداً ، وإن الله ينصر الأمة الكافرة العادلة على الأمة المسلمة الظالمة ، قد يكون ببلد حاكم ملحد ، يعمل تأميناً صحياً لكل المواطنين ، يعمل تكافؤ فرص ، فيُحَب ، بذكائه أعطى حقوقاً للناس جميعاً ، هذا ذكاء لكنه غير العبادة ، العبادة شيء ثان ، أن تعرف الله ، أن تعرف قدرته وعظمته ، وأن تعرف جنته وناره ، فبين أن أعبد الله عبادة صحيحة ، الله عز وجل قال :

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الذاريات : 56 ]

 والعبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية ، أما إذا شخص كان بعيداً عن الله ، لكن مصلحته تقتضي أن يفعل كذا وكذا فهذا شيء واضح جداً .
المذيع :
 هنا دكتور بالتحديد بماذا توصي أحباب النبي صلى الله عليه وسلم الذين يشاركون الآن بهذه الحملة في موضوع الحقوق ؟

البطولة أن نعرف الله ونؤمن باليوم الآخر :

الدكتور محمد راتب :

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾

[ سورة الأنعام: 44]

 الطرف الآخر .

﴿ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾

[ سورة الأنعام: 44]

 قد يكون عندهم نظام معين ، قد يكون عندهم تكافؤ فرص ، قد يكون عندهم أحياناً قوانين جيدة هذه لمصلحتهم ، فرق كبير بين أن تعبده ، وبين أن تفعل شيئاً لمصلحتك ، فرق كبير ، والآية واضحة :

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً﴾

[ سورة الأنعام: 44]

 البطولة أن نعرف الله ، أن نؤمن باليوم الآخر إلى أبد الآبدين ، أن نعرف منهجه ، أمره ، نهيه ، أما الدنيا فهي لمن يتقنها ، والدنيا لمن يقيم قواعد ثابتة فيها ، الدنيا تصلح بالكفر والعدل - كما قال ابن تيمية - ولا تصلح بالإيمان والظلم .
المذيع :
 وماكرون أعاد مرة جديدة كشف حقيقة وجه هذه الحضارة الغربية ؟

الله عز وجل كشف حقيقة الغرب :

الدكتور محمد راتب :
 يمكن لك أن تخدع الناس لبعض الوقت ، ولك أن تخدع كل الناس لبعض الوقت ، أما أن تخدع كل الناس لكل الوقت فهذا مستحيل وألف ألف مستحيل ، أما تخدع الله ؟ ولا ثانية واحدة ، أما أن تخدع نفسك ؟ ولا ثانية .
 أعيدها مرة ثانية : لك أن تخدع معظم الناس لبعض الوقت ، ولك أن تخدع بعض الناس لكل الوقت ، أما أن تخدع كل الناس لكل الوقت فهذا شيء مستحيل يتناقض مع وجود الله عز وجل ، الله عز وجل كشف حقيقة الغرب ، عندما قتل أناساً آمنين بأفغانستان خمسة آلاف إنسان بيوم واحد بالقصف أين حقوق الإنسان ؟ فرق كبير بين أن يكون ديناً وبين من يتاجر بالقيم متاجرة .
المذيع :
 نعم دكتور ؛ حتى بالمثل الذي ضربناه الحاكم العربي الذي يقتلنا اليوم هو مدعوم من ماكرون وأمثال ماكرون على كل حال .

بطولة المسلمين اليوم أن يتعاونوا لأنهم أصحاب حق :

الدكتور محمد راتب :
 الله عز وجل أمرنا بالتعاون قال :

﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾

[ سورة المائدة: 2]

 الشيء المؤسف والمؤلم أشد الألم أهل الباطل يتعاونون تعاوناً مذهلاً ، وبينهم خمسة بالمئة قواسم مشتركة ، بينما أصحاب الحق لا يتعاونون كما ينبغي ، فالبطولة أن نتعاون نحن ، أن نتعاون مع بعضنا بعضاً ، نحن نملك نصف ثروات الأرض ، نملك أشياء لا تصدق، أراد الآخر أن يجعل بيننا العداوة والبغضاء .
المذيع :
 جميل ! اليوم الرئيس أردوغان دعا بصراحة وبوضوح لمقاطعة المنتجات الفرنسية تفاعلاً مع الدعوات الشعبية الواسعة التي انطلقت ربما من أهلنا في الكويت ، كيف تنظر إلى هذه الدعوة ؟

التفاؤل طريق لحل المشكلات :

الدكتور محمد راتب :
 أنا مع هذا ، نحن يجب أن نتعاون جميعاً ، لكن الطرف الآخر يتعاونون تعاوناً مذهلاً بذكائهم ولمصالحهم ، وبينهم خمسة بالمئة قواسم مشتركة ، نحن أحياناً ومع الأسف الشديد لا نتعاون ، نتقاتل ، وبيننا خمسة وتسعون بالمئة قواسم مشتركة ، أما أنا والله فمتفائل ، الله عز وجل في بعض الآيات والأحاديث دعا إلى التفاؤل ، أي لابد من حلّ لهذه المشكلات إن شاء الله .
المذيع :
 لكن أن يأتي الموقف من رئيس دولة مسلمة لهذا الأمر أهمية كبيرة اليوم ، هو يتصدى اليوم لكل ما يقوله ماكرون .

من سنن الله منع انفراد الباطل بالساحة :

الدكتور محمد راتب :
 طبعاً ، طبعاً ، انظر الله عز وجل لحكمة بالغة بالغة لا يسمح للباطل أن ينفرد بالساحة ، لو أن هناك أشخاصاً كثر لم يعجبوك ، وشخص يقف موقفاً أخلاقياً ، موقفاً إسلامياً ، موقفاً فيه حكمة ، التهفوا إليه ، أي لا يسمح الله للباطل أن ينفرد بالساحة ، لابد من بقعة ضوء، لابد من إنسان تثق بعلمه ، بأخلاقه ، بعدله ، وهذا من سنن الله عز وجل ، وجود حاكم مؤمن حريص على مصلحة المسلمين يعمل للإنسان توازناً ، لا يعمل خللاً .
المذيع :
 دكتور رغم الحرب التي تشن على تركيا وأردوغان اليوم على مستويات عدة ومنها الاقتصادية وحملات مقاطعة تركيا لفرنسا ؟

البطولة أن نكون مع الحق :

الدكتور محمد راتب :
 ماذا قال الله عن نبيه في القرآن ، لسيد الخلق ، وحبيب الحق ، قالوا عنه : مجنون وساحر وكاهن ، لماذا أثبت الله الصفات السلبية التي برأ منها النبي في القرآن ؟ في آخر الزمان الحق يحتاج إلى دعم ، إلى قوة ، والحرب بين حقين لا تكون ، وبين حق وباطل لا تطول ، بين باطلين لا تنتهي ، البطولة أن نكون مع الحق ، والحق هو الله .
المذيع :
 ومن دعا قبل أسبوع لمقاطعة المنتجات التركية واليوم سكت عن أعمال فرنسا ماذا تقول له ؟

الإنسان مع الحق أو مع الباطل :

الدكتور محمد راتب :
 والله هذا من ضعف الإيمان ، حينما ترى الله بيده كل شيء ، لا ترى مع الله أحداً حينما توحد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، دعوة الأنبياء جميعاً بأكملهم ملخصة بآية واحدة :

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الأنبياء: 25]

 كأنه وحي الرسالات جميعاً مجموع بكلمتين :

﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ﴾

[ سورة الأنبياء: 25]

 التوحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .

﴿ فَاعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الأنبياء: 25]

 تضعنا بمنهج الله عز وجل .
المذيع :
 لكن دكتور محمد ؛ بأي منطق ، بأي شرع ، بأي دين الآن هناك من يدعو إلى مقاطعة المنتجات التركية بدلاً من الفرنسية ؟
الدكتور محمد راتب :
 لأن هذا وقف مع الباطل ، فأنت إما أن تكون مع الحق ، أو مع الباطل ، مع الباطل طبعاً تقول : قاطعوا البضائع التركية ، ممكن ، لابد من فرز سيدي ، هو :

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾

[ سورة الملك:2]

 فأنت لا يمكن إلا أن تأخذ موقفاً ، إما مع الحق ، وإما مع الباطل ، والباطل أحياناً يكون قوياً ، والحق ضعيف ، لحكمة بالغة ، والدليل :

﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾

[ سورة آل عمران:140]

المذيع :
 جميل ! فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، بدأنا بحب النبي أريد أن أختم معك بكلمات عن حبه صلى الله عليه وسلم ؟

الحب نوعان ؛ حب مع الله وحب في الله :

الدكتور محمد راتب :
 الأرض مليئة بالحب ، الحب في الله عين التوحيد ، والحب مع الله عين الشرك ، الحب في الله أن تحب الله ، وأن تحب أنبياءه جميعاً ، وجميع الرسل أيضاً ، أن تحب الصالحين، المؤمنين ، العلماء الربانيين ، أن تحب العمل الصالح ، أن تحب الاستقامة ، الحب في الله عين التوحيد .
المذيع :
 باتباعهم .
الدكتور محمد راتب :
 نعم ، والحب مع الله عين الشرك ، أن تحب جهة تبعدك عن الله ، أن تحب جهة تمنعك أن تصلي ، إما أن تحب في الله وهو عين التوحيد ، أو أن تحب مع الله وهو عين الشرك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور