وضع داكن
23-04-2024
Logo
جامع التقوى - الدرس : 259 - تعريف الإنسان - أركان النجاة للشافعي.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الإنسان خاسر لأن مضي الزمن وحده يستهلكه :

 أخواننا الكرام؛ الإنسان إذا وردت في القرآن ماذا تعني؟ يوجد مؤمن، وكافر، ومنافق، وإنسان، ماذا تعني كلمة الإنسان إذا وردت في القرآن؟ أجمع العلماء على أن كلمة إنسان إذا وردت في القرآن تعني الإنسان قبل أن يعرف الله، مثلاً:

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 1 ـ 2 ]

 العصر مطلق الزمن، والله جلّ جلاله أقسم بمطلق الزمن لهذا المخلوق الذي هو في حقيقته زمن، وما من تعريف جامع مانع رائع للإنسان كتعريف الإمام الجليل الحسن البصري: الإنسان بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه.  الإنسان زمن، ولأنه زمن أقسم الله له بمطلق الزمن، فقال:

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 1 ـ 2 ]

 الإنسان خاسر لا محالة، لِمَ يا رب؟ قيل: لأن مضي الزمن وحده يستهلكه، قبل أن نقول: مؤمن، غير مؤمن، محسن، مسيء، كافر، منافق، قبل أن تقول كل هذا الكلام، مضي الزمن وحده يستهلك الإنسان، هو بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، لذلك أقسم الله له بمطلق الزمن فقال:

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 1 ـ 2 ]

 الخالق، الإله، الرب، العظيم، يقسم لكم، ولكل إنسان أنه خاسر، كيف يارب؟ مضي الزمن وحده يستهلكنا.

أركان النجاة :

﴿ إِلَّا ﴾

[ سورة العصر: 3]

 رحمة الله بإلا، ما بعد إلا أركان النجاة، كما قال الإمام الشافعي.

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾

[ سورة العصر: 3]

 هذه أركان النجاة عند الإمام الشافعي، آمنوا؛ عرفوا الحقيقة، حضر درس علم، حضر درس تفسير، التحق بجامع، سمع درس علم، يا أستاذ لماذا خلقنا؟ أقول لك: خلقنا لعبادته، وللعمل الصالح، لذلك:

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾

[ سورة العصر: 3]

 بحثوا عن الحقيقة، تأملوها، قرؤوها، استمعوا إليها بدرس، ناقشوها، حاوروا بعض العلماء، آمنوا، لا يكفي.

﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾

[ سورة العصر: 3]

 جاءت حركتهم في الحياة موافقة لعقيدتهم، آمن ولم يكذب، آمن ولم يغش، آمن ولم يحتال، آمن ولم ينظر إلى امرأة لا تحل له، آمن ولم يوقع بين اثنين.

﴿ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾

[ سورة العصر: 3]

 الإيمان فكر، أيديولوجيا، تصور، عقيدة، أما:

﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾

[ سورة العصر: 3]

 سلوك، عمله يصلح للعرض على الله، لِمَ سميّ العمل صالحاً؟ لأنه يصلح للعرض على الله، ومتى يكون صالحاً؟ إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة.

ذكاء الإنسان أن يعد للموت عدته :

 الآن هذا الإنسان ولد، بعد فترة تكلم، قال: بابا، الأسرة كلها تفرح، ثم مشى، ثم التحق بالحضانة، حفظ الفاتحة، وكلما جاء ضيف تعال بابا أسمعه الفاتحة لعمك، كبر أكثر، دخل ابتدائي، ثم متوسط، ثم توجيهي، أخذ لسانس، تعين بوظيفة، بحث عن خطيبة، وجد زوجة مناسبة، تزوجها، أنجب منها أولاداً، خطه البياني صاعد، الأولا كبروا، دخلوا الابتدائي، المتوسط، التوجيهي، أخذوا شهادات، زوجهم، الخط البياني صاعد، صار معه أسيد أوريك، ومعه فشل أحياناً، الصحة لها خط صاعد، تمشي هكذا، ثم هكذا، شاب شعره، ضعف بصره.

(( عبدي كبرت سنك، وشاب شعرك، وضعف بصرك، فاستحي مني فأنا أستحي منك))

 الخط صاعد، صاعد، صاعد، زوج أولاده كلهم، بيته لم يعد يعجبه، دخله كبير، غير بيته، وسيارته صارت قديمة، غير سيارته، أخذ بيتاً على البحر من أجل أن يصيف، وبيتاً بالجبل، ثم جاء أبو العز، من هو أبو العز؟ ملك الموت، قال له: شرف، قال له: الآن؟ قال: الآن.
 يروون أن شخصاً افتقر فقراً شديداً، وقرر أن ينتحر- القصة قديمة- فجاءه ملك الموت قال له: لا تنتحر، أنا أدلك على طريقة تعيش منها ببحبوحة كبيرة، قال له: ما هي؟ - القصة طبعاً رمزية- قال له: اعمل نفسك طبيباً، إذا رأيتني عند رأس المريض إياك أن تعالجه لأنه سيموت، انسحب بنعومة، قل: هذا ليس اختصاصي، لا أعرف، لا يوجد عندي وقت، و إن رأيتني عند قدميه قل له ما تريد، قبل الأكل، بعد الأكل، حبتان على الريق، طبقها ربح أموالاً طائلة، مرضت ابنة الملك، هذه فرصة لا تقدر بثمن، جاء ليحكمها، رأى عزرائيل عند قدميها، نعمة كبيرة، عالجها، الملك قال: الذي يعالجها سأزوجه إياها، من مواطن عادي عادي، صار ولي العهد، يوم التتويج جاء ملك الموت، قال له: الآن؟ قال: الآن، قال له: والله سابقاً كان عليّ أهون.
 هذه ليست طرفة، إنها واقعة، اشتغل بالتجارة ربح، تزوج، وسع بيته، غير سيارته، يأتي ملك الموت شرف، بعد الكمال، بعد الأمن، بعد الغنى الكبير، عنده خبرات، عنده أصدقاء، عنده طموحات، عنده رحلات، مرة بالمصيف الفلاني، مرة بالفلاني، غير بيته، غير سيارته، بعد أن ينتهي تطوره الدنيوي، يأتي ملك الموت، ذكاؤك، وبطولتك، وحنكتك، ونجاحك، وتوفيقك، أن تعد لهذه الساعة التي لا بد منها.

(( عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت ))

امتحان الله عز وجل الإنسان في الفقر و الغنى :

 إذاً الإنسان إذا وردت في القرآن تعني الإنسان قبل أن يعرف الله.

﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ﴾

[ سورة العلق: 6]

 يتجاوز الحد، متى؟

﴿ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾

[ سورة العلق: 7]

 الله عز وجل أحياناً يمتحنك بالغنى، دخل كبير، تجارة رابحة، مكانة كبيرة، يسمونها عندنا بالشام شيخ التجار، يأتي ملك الموت سوف يدع كل شيء، الموت مخيف يا أخوان، والله مخيف، من بيت لقبر، من زوجة لقبر، من بنات صبايا لقبر، من أولاد لقبر، من مكانة لقبر، من ولائم، وسياحة، ورحلات لقبر.

(( رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت ))

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾

[ سورة العلق: 6 ـ 7]

 ترى الفقير باليوم بحاجة إلى الله مئة مرة، الغني ينسى الله كلياً، الغني غير المؤمن طبعاً، الغني غير المؤمن ينسى الله، يوجد سيارات، وولائم، وأموال طائلة، وأولاده زوجهم كلهم بأحلى زيجة، إلخ..
 الآن كلمة الإنسان في القرآن تعني الإنسان قبل أن يعرف الواحد الديان:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

[ سورة المعارج:19]

 شديد الخوف، إذا كان عنده حبة كبرت، فحصها فكانت ورماً خبيثاً لا ينام الليل.

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

[ سورة المعارج:19-21]

 كلها آيات بالقرآن تشير إلى الإنسان قبل أن يعرف الله، فالبطولة ألا توجد هذه الصفات في أحدنا إن شاء الله.

﴿ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

[ سورة المعارج:19-21]

 بالشر تجده انتهى، تحطم، صار غنياً، فقيراً، راح إلى الخليج ووجد عملاً، يخبر زوجته إذا لم تأتي بالبنطال لا تحضري، صار غنياً يريد من زوجته أن تكون على الموضة، بلا حجاب، جاءه الخير صار منوعاً.

الإنسان خُلق ضعيفاً ليفتقر في ضعفه فيسعد بافتقاره :

 إذاً:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 1 ـ 2 ]

 سورة العصر.

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾

[ سورة العلق: 6 ـ 7]

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ﴾

[ سورة المعارج:19-21]

﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ﴾

[ سورة الكهف: 54 ]

 مناقشة، حوارات، الآن الحوارات تنتهي بالخصومات أحياناً، الآن:

﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾

[ سورة النساء: 28 ]

 لِمَ يا رب لم تخلقه قوياً؟ خُلق ضعيفاً ليفتقر في ضعفه فيسعد بافتقاره، ولو خلق قوياً لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه.

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾

[ سورة إبراهيم: 34 ]

 ظلوم صيغة مبالغة، مثلاً تقول: فلان كاتب، أو فلان صائم، صام يوماً، فلان صوّام، كثير الصوم، فلان كذب كذبة واحدة وانكشف، أما فلان كذّاب؛ كثير الكذب، هذه صيغ مبالغة اسم الفاعل، فعّال من صيغ مبالغة اسم الفاعل.

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾

[ سورة إبراهيم: 34 ]

 بمعنى فعول، كثير الظلم.

﴿ كَفَّارٌ ﴾

[ سورة إبراهيم: 34 ]

 شديد الكفر، الإنسان قبل أن يعرف الله.

﴿ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾

[ سورة إبراهيم: 34 ]

 شديد الظلم، كثير الكفر.

إيجابيات بلادنا لا تقدر بثمن :

 أخواننا الكرام؛ ممكن العالم الغربي الذي يأخذ بالأبصار، الذي يتألق أمامنا، متقدمون، انظر إلى حياتهم، إلى فنادقهم، إلى مواصلاتهم، إلى طيرانهم، لكن لم تر الصورة الثانية.
 أذكر مرة كنت في أمريكا، الحقيقة شيء لا يصدق، هذا البيت كم إنسان فيه، أمام البيت سيارات بعدد أفراد البيت، وكل بيت فيه مسبح، مدفأ في الشتاء، دخل فلكي، يأتي عالم من الشام يذهب لعندهم، شخص دعاني إلى العشاء، من أين خلقوا خمسين شخصاً؟ عندهم فراغ إيماني، عندهم شوق لمعرفة الله.
 فالإنسان أحياناً إذا كان ببلد وضعف دينه يغادره لبلد الدين قوي فيه، من أقام مع المشركين برئت منه ذمة الله.
 كنت مرة بأستراليا، وأقمت بها شهراً تقريباً، والله وفقني بمحاضرات ناجحة جداً، يوم المغادرة ودعني رئيس الجالية، والله قال لي: بلغ أخواننا بالشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا، ليس معقولاً! قلت له: اشرح لي، قال لي: ابنك خمسون بالمئة ملحداً، وخمسون بالمئة شاذاً، و إن لم تصدقني فاسأل، من عشر سنوات صرت أحب أن أعرف إيجابيات بلادنا، أنت عندما تفكر بالسلبيات تتألم كثيراً، أما إيجابياتنا فلا تقدر بثمن، لذلك ورد: من أقام - أي إقامة دائمة- مع المشركين برئت منه ذمة الله.

ضرورة إنفاق المال في العمل الصالح :

 أخواننا الكرام؛

﴿ لَظَلُومٌ ﴾

[ سورة إبراهيم: 34 ]

 شديد الظلم، كثير الظلم.

﴿ كَفَّارٌ ﴾

[ سورة إبراهيم: 34 ]

 شديد الكفر، الكفر أيديولوجي، عقيدة، تصور، منطلق نظري، هذا الكفر والسلوك ظلم، أقول لكم: ما يتلف من مواد غذائية في العالم الغربي في كل عام يكفي لإطعام قارة بأكملها! لا تصدقون، مثلاً: يوجد سيارة النمرة ثلاثة، ثمنها خمسون مليون درهم، ماذا عملت أنت؟ ما هذه الميزة العظيمة؟! سيارتك رقمها ثلاثة، خمسون مليون درهم ثمن النمرة! تجد أحياناً منسفاً، مرة رأيت منسفاً ببلاد معينة والله يوجد عشرون خروفاً فوقه، وجمل، بعد أن انتهوا من الطعام قاموا بغسل أيديهم فوق المنسف، هل من المعقول أن تتلف طعاماً يكفي ألف شخص من أجل شخص أو اثنين؟ يوجد قيم ليس لها معنى، وإذا كان رقم سيارتك ثلاثة، ماذا عملت أنت بالدنيا؟ فتحت فلسطين؟! كل القيم تروج لنا لإنفاق أموالنا.
 أخواننا الكرام؛ طوبى لمن وسعته السنة، ولم تستهوه البدعة.

كليات الدين :

 لذلك؛ كليات الدين أربع: عقيدة، فكر، أيديولوجيا، تصور، جانب نظري، منطلق نظري، عقيدة.
 الآن السلوك السلبي استقامة، أنا ما أكلت مالاً حراماً، معنى هذا أنا مستقيم، أنا ما كذبت، مستقيم، أنا ما دلست، مستقيم، أنا لم آخذ مالاً ليس لي، مستقيم، لا يكفي، هذا سلبيات كلها، هناك جانب إيجابي العمل الصالح، يصلح للعرض على الله، ومتى يصلح؟ إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة.
 صار عندنا كليات، عقيدة، استقامة، عمل صالح، اتصال، هذه كليات الدين.
 كنت مرة بمعمل سيارات بأمريكا، معمل جنرال موتورز، الدليل قال لي: هذه السيارة فيها ثلاثمئة ألف قطعة، ، أنا كراكب، يوجد غلاف معدني، ومقاعد، ومحرك، وبنزين، وعجلات، ومقود، أين الثلاثمئة ألف؟ أي الدين مليون موضوع، وهناك مئة ألف عالم، ومليون كتاب، لو ضغطناهم بكليات، الدين عقيدة، أيديولوجيا، فكر، منطلق نظري، استقامة، ترك الحرام، فيه ما، ما أكلت مالاً حراماً، ما كذبت، ما غششت، العمل الصالح إيجابي، يصلح للعرض على الله، إنفاق مالك، إنفاق علمك، إنفاق جاهك، ثم الاتصال بالله عز وجل، هذه كليات الدين.
 أخواننا الكرام؛ الحقيقة أن هذه الكليات لا بد منها، لذلك ماذا ورد في القرآن عن كلمة نجاح؟ لم يرد شيء، وردت كلمة فلاح لأن النجاح أحادي.
 من فترة مات شخص اسمه جوبز، ترك سبعمئة مليار دولار، أكبر ثروة بالتاريخ الحديث، وهو على فراش الموت قال: هذا الرقم لا يعني عندي شيئاً.

الدين أساسي بالحياة :

 لذلك لا بد من فكر ديني، لا بد من طلب علم، لابد من حضور مجلس علم، لابد من أن تسأل كي تجاب، جانب أيديولوجي، وجانب سلوكي سلبي، الاستقامة، وجانب سلوكي إيجابي، العمل الصالح، وجانب الاتصال بالله عز وجل.

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾

[ سورة طه: 14 ]

 إنك إن صليت أديت واجب العبودية، لكن الله إذا ذكرته يذكرك، الدليل:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[ سورة الأنعام: 81 ـ 82 ]

 إذا ذكرك منحك السكينة، تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، إذا ذكرك منحك الحكمة، أنت بالحكمة تسعد بأي زوجة، من دون حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى، أنت بالحكمة تدبر أمرك بالمال المحدود، من دون حكمة تتلف المال الكثير، بالحكمة تجعل العدو صديقاً، من دون حكمة تجعل الصديق عدواً.
 أخواننا الكرام؛ الدين أساسي بالحياة، علاقتك مع الدين ليس علاقة وردة حمراء تزين بها صدرك، علاقتك مع الدين علاقتك بالهواء تتنفسه، فإن لم تفعل فقدت حياتك، علاقتك مع الدين علاقة هواء، ليس علاقة وردة حمراء.
 أرجو الله أن يحفظ لكم إيمانكم جميعاً، وأهلكم، وأولادكم، وصحتكم، ومالكم، واستقرار بلادكم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور