وضع داكن
23-04-2024
Logo
حياة المسلم 3 - إذاعة حياة إف إم : الحلقة 08 - مكفرات الذنوب
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
المذيع :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، يا ربنا صلّ وسلم ، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته شيخنا الكريم ، مرحباً بفضيلتكم ..
الدكتور راتب :
 أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم وبإذاعتكم .
المذيع :
 حفظكم الله دكتور .
 مكفرات الذنوب هو عنواننا لهذا اليوم ، كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، فكلنا يخطئ بحق الله عز وجل ، وهذا لا يعني أن الإنسان يتجرا على المعصية وإن كانت بشريته غلبته فضعف ، فعليه بباب التوبة ، يا ترى ما الذي يحملنا على التوبة وما أكثر الأفعال التي يقوم بها المسلم ليكفر عنه الذنوب ؟ وهل للتوبة شروط معينة يمكن أن يقوم بها الإنسان ليقول : أنا تبت وبإذن الله يلقي الله في روعه وأنا قد قبلت ؟
 شيخنا الكريم لنبدأ مع فضيلتكم لماذا يذنب الإنسان قبل أن ندخل في التوبة ؟

أنواع الذنوب :

الدكتور راتب :
 لا بد من مقدمة تلقي ضوءاً على هذه الأسئلة الكريمة ، ذنب يغفر مطلقاً ما كان بينك وبين الله ، وذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد ، وذنب لا يغفر هو الشرك ، يغفر مطلقاً ، يغفر اشتراطاً ، لا يغفر مطلقاً ، ذنب يغفر ما كان بينك وبين الله ، العبادات كلها علاقة مباشرة مع الله ، الصلحة بلمحة ، ودمعتان وركعتان والساعة الثانية ليلاً تصير توبة نصوح ، إلا أن الذنب المتعلق بالعباد ، جاء رجل إلى النبي الكريم ، النبي الكريم من عادته أن يزور الأصحاب المتوفين قبل دفنهم ، دخل لبيت صحابي جليل هو أبو السائب ، سمع امرأة تقول : هنيئاً لك أبا السائب لقد أكرمك الله ، النبي وحده أقواله سنة ، أفعاله سنة ، إقراره سنة ، صفاته سنة ، فلو سكت النبي لكان كلامها صحيحاً ، فقال لها : ومن أدراكِ أن الله أكرمه ؟ قولي : أرجو الله أن يكرمه ، بدل أكرمك فعل ماض قطعي الدلالة والثبوت ، أرجو الله أن يكرمك ، قال لها : وأنا نبي مرسل لا أدري ما يفعل بي ولا بكم .
 ليس من شأن البشر وفيهم سيد البشر أن يحكموا على إنسان بمصيره إلا بوحي من الله عند الأنبياء ، النقطة الدقيقة النبي صلى الله عليه وسلم عندما دعي إلى الصلاة على إنسان سأل : أعليه دين ؟ قالوا : نعم ، قال : صلوا على صاحبكم ، ما صلى عليه ، فقام رجل مخلص ، أخ كريم لهذا الصحابي الجليل الذي توفي قال : عليّ دينه ، فالنبي صلى عليه لأن هناك إنساناً ضمِن الدَّين فصلى عليه ، عندما انتهى من صلاته سأله في اليوم التالي : أأديت الدين ؟ قال : لا ، في اليوم الثالث سأل هذا الضامن : أأديت الدين ؟ قال : لا ، في اليوم الرابع سأل هذا الضامن : أأديت الدين ؟ قال : نعم ، قال عليه الصلاة والسلام : الآن ابترد جلده . لذلك حقوق العباد مبنية على المشاححة ، بينما حقوق الله مبنية على المسامحة .
 للتقريب عندك سفرة مهمة إلى العقبة مثلاً ، وهناك قطار - هذا المثل افتراضي -فيه درجة أولى ، ودرجة ثانية ، ودرجة ثالثة ، أنت قطعت درجة أولى وأخطأت ركبت حافلة من الدرجة الثالثة ، لكن القطار سيصل إلى الوجهة المطلوبة ، والمبلغ جاهز ، أو أنك أنت جلست بعكس اتجاه القطار شعرت بدوار ، هذه غلطة ثانية ، والغلطة الثالثة اخترت عربة فيها شباب عندهم رعونة ومزاح رخيص هذه غلطة ثالثة ، الغلطات الثلاثة كلها لا تقدم ولا تؤخر عند الهدف ، أما أكبر غلطة فهي أن تطلع من عمان إلى الشام ومبلغك في العقبة ، أخذت طريقاً آخر ، هذا الشرك ، فذنب يغفر ما كان بينك وبين الله ، والصلحة بلمحة ، والتواب يحبه الله ، وذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد ، لا يغفر هذا الذنب المتعلق بالعباد إلا بإحدى حالتين بالأداء أو بالمسامحة ، يؤدى أو يسامح ، وذنب لا يغفر هو الشرك .
المذيع :
 يقصد أن تموت ..
الدكتور راتب :
 أن يموت مشركاً ، قال تعالى :

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

[ سورة الزمر: 53 ]

المذيع :
 حتى لو كان الشرك الإسلام يغفر ما قبله .
الدكتور راتب :
 الشرك مهما تكن الذنوب الفكرية العقدية والسلوكية والمصيرية مادام هناك توبة نصوح فالذنب يغفر .
المذيع :
 والإسلام يعد توبة عن الشرك والإلحاد .
الدكتور راتب :
 والإسلام يجب ما قبله ، وإذا تاب العبد إلى الله توبة نصوحة أنسى الله حافظيه والملائكة وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه .
المذيع :
 الذنوب ثلاثة أنواع ، بينك وبين الله هذا يحتاج إلى توبة ، هل لنا أن نتعرف على شروط هذه التوبة ؟

 

شروط التوبة :

الدكتور راتب :
 للتوبة ثلاثة شروط ؛ الندم على ما مضى .
المذيع :
 كيف يكون الندم ؟
الدكتور راتب :
 شخص لعب بالقمار وخسر كل شيء ندم على غلطته ، عنده بيت وسيارة ومعمل كله باعه وقامر به وخسر كل شيء رجع إلى الصفر ، ندم ، عصى الله ودفع الثمن ، هذا الندم أحد أركان التوبة النصوحة ، الشرط الثاني الإقلاع عن الذنب فوراً إقلاع كلي ، لا يوجد نصف نصف ، لا يوجد أبيض وأسود ، إما أبيض أو أسود ، إقلاع كلي ، والشرط الثالث أن يعقد العزم على ألا يعود إليه مرة ثانية .
المذيع :
 فإن عاد ؟
الدكتور راتب :
 يوجد توبة ثانية .
المذيع :
 التوبة الإنسان يندم على ما فات ، يتركه ويعزم بنية ألا يعود إليه .
الدكتور راتب :
 وزلت قدمه يتوب مرة ثانية ، وثالثة ، ورابعة حتى يموت .
المذيع :
 أما إذا لم يكن عازماً أن يتوب وكان ينتظر فرصة أخرى للتوبة فهنا يوجد خلل في التوبة .
الدكتور راتب :
 الله توّاب صيغة مبالغة .
المذيع :
 إلى متى يغفر إذا أنا أذنب وتبت وعدت بنفس الذنب ؟
الدكتور راتب :
 إلى أن ينقضي أجله ، إذا قامت الساعة لا يوجد شيء ، لا يوجد قارات ، ولا بلاد ..

(( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ))

[ البزار عن أنس بن مالك]

 هذا توجيه رباني عميق جداً ، وظف نفسك بالبناء ولو انتهى الأجل .
المذيع :
 الذنب الأول بين العبد وربه وبالتوبة يمحى هذا الذنب ، النوع الثاني بين العباد بعضهم ببعض ، ما هي الشروط ؟

كيفية تكفير ذنوب العباد بعضهم مع بعض :

الدكتور راتب :
 شرطان الأداء أو المسامحة ، عليه دين ؟ قالوا : نعم ، قال : صلوا على صاحبكم ، جاء شخص قال : عليّ دينه فصلى عليه ..
المذيع :
 حينما آخذ حق الناس وأنكره هذه شروط التوبة أن أندم وأتوقف وأعزم ..
الدكتور راتب :
 هناك حالة دقيقة قد يأتي هذا السؤال ؛ شخص سافر إلى العقبة مثلاً ، واشترى شيئاً غالياً جداً ، كان البائع مشغولاً ما دفع ثمنها ، وذهب إلى عمان ، بعد أن تاب إلى الله ، بعد عدة سنوات سمع عدداً من دروس العلم فخاف من الله ، رجع وجد الشارع كله مهدوماً ، سأل عنه لا يوجد أي خبر عنه ولا يوجد معه عنوان بيته ، يدفع المبلغ صدقة تسجل يوم القيامة بحساب الدائن ، هذا حل .
المذيع :
 حتى نوضح إذا أحد الأشخاص يريد ديناً مني ، عليّ أن أعود إليه إما أن يسامحني أو أؤدي الدين إليه ، سعيت ما وجدت عنواناً له ، أتصدق بنفس المبلغ وأقول : يا رب عنه .
الدكتور راتب :
 عندنا أخ من حلب - هذه القصة أرويها- يبدو أنه وصل إلى الشام والتقى معي ، قال لي : أنا موظف وآكل رشاوى حتى أموت ، تقريباً عشرين سنة يقبض رشاوى ، وأنا الآن تبت ولا أعرف ممن أخذت رشوة ، من عدة آلاف ، أنا فكرت له بالموضوع قلت له : أمهلني إلى الغد ، خطر في بالي مشروع أن الدولة مكلفة رسمياً بدعم الجمعيات الخيرية ، جمعية خيرية مرخصة ، يوجد حساب دقيق واردات وإنفاقات ، مادامت الدولة مكلفة بالعناية بالجمعيات الخيرية والمبلغ غير معروف لمن ، أنا اقترحت عليه اقتراحاً ، والمجتهد له أجر إذا أخطأ ، وأجران إذا أصاب ، إن دفعنا المبالغ التي هي مجموع الرشاوى إلى جمعية خيرية كأنه أدى الذي عليه .
المذيع :
 له حق عام عند آلاف الناس .
الدكتور راتب :
 والدولة مكلفة بدعم هذه الجمعيات ، فلما قدم المبلغ ، هو كان آخذه من حساب الدولة كرشوة ، أي كل شيء له حل إلا أن يموت الإنسان كافراً يموت عاصياً ولم يتب .
المذيع :
 أؤكد على النقطة التي طرحتها فضيلتك أنه لم يعط الله الحق لأي أحد من البشر أن يطلق حكماً على الناس أن يقول : فلان في الجنة أو فلان في النار .

الابتعاد عن إطلاق الأحكام على الناس :

الدكتور راتب :
 هذا التعبير أصولي تنزيل حكم على إنسان لم يمت بعد ، حي .
المذيع :
 حتى لو مات هل لي أن أطلق ؟
الدكتور راتب :
 عفواً أكبر عدو للنبي أبو جهل ، ابنه أسلم ، ما هذا التوجيه ؟

(( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراً فلا تسبوا أباه فإن سبّ الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت ))

[الحاكم عن عبد الله بن الزبير]

 ما هذه الأخلاق ؟ أكبر عدو أبو جهل ابنه عكرمة أسلم ، بلغ أصحابه إياكم أن تسبوا أباه .
المذيع :
 أول المشاركين معنا تفضل أبو جواد ..
 السؤال الأول أنا بالقطاع الطبي نعمل مع المرضى بحكم كثرة المرضى نقصر مع مريض لمريض آخر ، ماذا نفعل؟ كيف نكفر ؟

 

كيفية تعامل الطبيب مع المرضى :

الدكتور راتب :
 عندي طبيب متفوق جداً يدخل إلى مستشفى عام ، هذه بمعظم الدول درجة عاشرة بالمجان ، قال لي : والله أستمع إلى هذا المريض باهتمام يفوق حدّ الخيال ، أطلب تخطيطاً لدماغه ، قلبه ، أنا أشعر بسعادة لا توصف ، ليس لها أجر ، عمل مجاني ، عنده مئة مريض ممكن إذا اعتنى بهم أن يكون أقرب إنسان إلى الله ، هؤلاء عباد الله ، الله عز وجل أقرب الناس إلى الله أنفعهم لعباده ، عفواً بالمستشفى الغالية جداً عناية فائقة جداً لكن يدفع الشخص آلاف الليرات ، هذا مستشفى وطني كله بالمجان يمكن لا أحد يسأل مريضاً ماذا يفعل؟ يمكن أن يعطوه قطرة إذا كان يعاني من ألم برجله ، الله وكيلك موضوع هكذا ، أما أنه يقف مع مريض يطلب تخطيطاً له ، يستمع تماماً ، قال : أنا أسعد إنسان في الأرض ، قال : أشعر بسعادة لا توصف :

(( الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ))

[ أخرجه أبو يعلى والبزار عن أنس بن مالك ]

 هذا الفقير لا يوجد معه واسطة ، ولا بطاقة من إنسان ، ولا مبلغ مال ، هذا مقهور ، هذا يئس من الحياة أنت تنعشه .
المذيع :
 إذا كان عدد المرضى أكثر من قدرته كطبيب للاهتمام بهم ماذا يفعل ؟
الدكتور راتب :
 تحتاج إلى حكمة إذا لم يكن هناك غيره ، إذا أخذ فكرة عن كل واحد سريعة ثم درسها على انفراد وعاملهم معاملة حسب مرض الأقوى .
المذيع :
 أول المشاركين معنا تفضل أبو جواد ..
 سؤال ثان ؛ أنا وزوجتي لنا حق على دكتورة في الأردن ، وسمعنا أنها مرضت بمرض خبيث ، لا أخفيك عندما سمعنا الخبر ونحن لا نسامحها ، ومازلنا ندعو عليها ، سؤالي : هل أنا يحق لي أن أدعو عليها لأني لا أستطيع أن أنسى الحق ؟

 

الفرق بين الحقوق و الكمال :

الدكتور راتب :
 الكمال أن تعفو عنها وتدعها إلى الله ، هذا الكمال ، عندنا حقوق وكمال ، الكمال أن تعفو عنها ، قال تعالى :

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[سورة الشورى : 40]

 إذا عفا عنها يقربها إلى الله ، هي مرتكبة أخطاء كثيرة نحن سامحناك ، أعرف شخصاً تزوج امرأة في الشهر الخامس ، حملها في الشهر التاسع ، هل هناك أوضح من هذا ؟ قال له : بإمكاني أن أطلقها ، أو أن أفضحها ، أو أذكر سبب طلاقي لها ، وأهلها معي ، والشرع معي ، والقانون معي ، لكن أردت أن أحملها على التوبة ، جاء لها بولّادة ولدت ، أخذ المولود وضعه تحت العباءة فجر اليوم الثاني ، ثم وقف أمام مسجد الورد بحي السنجقدار في الشام إلى أن نوى الإمام الفرض ، لا يوجد أحد ، وضع الطفل وراء الباب والتحق بالمصلين ، الصلاة تطول كل ركعة صفحة ، الصلاة انتهت ، بكى هذا المولود تحلق الناس حوله ، وابتعد حتى ضمن أن معظم أهل الحي تحلقوا حول المولود اقترب منهم قال لهم : ما الأمر ؟ قالوا : تعال وانظر لقيط ، قال : لقيط ! أنا أكفله أعطوني إياه ، أخذه أمام أهل الحي على أنه لقيط ، وستر هذه المرأة ، وحملها على التوبة ، هكذا الرواية والراوي مفت ، هذا الشخص رآه إمام المسجد يقول له النبي في المنام : قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة . الستر سيدي عمل عظيم جداً ، أنت عندما سترته أنعشته ، أحييته .
المذيع :
 أفهم من فضيلتكم أن أبا جواد وزوجته لهم حقوق عند طبيبة الآن الكمال أن يعفو عنها ، والعوض من الله ، إذا أراد أن يدعو عليها ولا يريد الكمال ليس بآثم يحق له .
الدكتور راتب :
 حقه أبداً . لكن يوجد حالات أخرى :

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[سورة الشورى : 40]

 وإن أيقنت أن عفوك عنه يصلحه فأجرك على الله ، الله يتولى المكافأة .
المذيع :
 أبو عمر اتصال جديد تفضل ..
 سؤالان ؛ الشخص الذي أذنب بحق والده المتوفى في حياته كيف يكفر عن هذا الذنب؟
 السؤال الثاني : هل نستطيع أن نعتبر إذا لم يوجد نص قرآني ولا حديث مثلاً النبي قال : خير متاع الدنيا المرأة الصالحة وانتهى هل العكس صحيح ؟
تفضل أبو طه ...
 لي صديق منذ فترة بسيطة أخذت بيده حتى التزم لكنه كان يأكل الربا ويشرب الخمر ويرتكب الزنا ، يفعل كل شيء ، موضوع حقوق الناس نصب على أناس وهو لا يعرفهم ، أنا اجتهدت وقلت له : كل جمعة تتبرع بدينار واحد بنية أن يغفر الله لك عن الناس الذين أخذت منهم ، لعل الله يغفر له .

 

لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار :

الدكتور راتب :
 قبل سيدي تمشي بطريق عرضه حوالي ثلاثين متراً ، وأنت تمشي في الوسط ما هي الصغيرة ؟ المقود حرفته سنتمتراً واحداً لكن هذا السنتمتر لو ثبته بعد دقيقة تصبح في الوادي ، فالصغائر إذا ثبتت وأصر الإنسان عليها انقلبت إلى كبائر ، أما الكبائر إذا تاب العبد منها فتنقلب إلى صغائر ، فالحديث الشريف :

(( لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار ))

[ابن المنذر والديلمي عن ابن عباس ]

 أنت قطعت التيار ميلي واحد الكل توقف ، لا ثلاجة ، ولا مكيف ، ولا ثريات ، ولا شيء في البيت ، سنتمتر مثل المتر ، الكهرباء انقطعت .
المذيع :
 هذه الكبائر تحتاج توبة نصوحة .
الدكتور راتب :

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ﴾

[ سورة الزمر: 53 ]

 القنوط واليأس والسوداوية والتشاؤم تتناقض مع الإيمان ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً .
المذيع :
 إذا كان للناس حقوق في رقبته هل يكفي أن يتصدق في كل أسبوع بمبلغ من المال ؟

 

الأداء أو المسامحة الطريق الوحيد لمغفرة الذنوب :

الدكتور راتب :
 لا بد أن تصل إليهم أو إلى ورثتهم .
المذيع :
 في حال عدم معرفة طريقهم يتصدق ؟
الدكتور راتب :
 إذا كان هناك ورثة فالورثة أحق ، قد يكون الابن بحاجة إلى بيت وقد أخذ هذا الشخص من والده خمسة بيوت .
المذيع :
 لو كنت أنا متعثر وليس لدي مال ؟
الدكتور راتب :
 اعمل وصية غير ملزمة لأولادي ، لكن الأولاد إن كانوا يحبون أباهم كثيراً وجاءهم مال وفير يدفعون ما عليهم .
المذيع :
 الذي أخطأ بحق والديه ؟

 

التوبة النصوح لمن عقّ والديه أحياء أو أمواتاً :

الدكتور راتب :
 ماذا بقي عليّ من برّ والدي بعد موتهما ؟ قال : أن تصل صديقهما ، وأن تبر عهدهما ، وأن تصل الرحم التي لم يكن لها صلة إلا بهما ، هذا الذي بقي عليك من برك لوالديك، له أصدقاء الأب له رحم ، عليه دين أديته عنه .
المذيع :
 هذا إذا كانت العلاقة طبيعية أنا أصل رحم والدي ماذا إذا أنا عققته في حياته ومات وأنا عاق له ؟
الدكتور راتب :

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ﴾

[ سورة الزمر: 53 ]

المذيع :
 التوبة النصوح .
الدكتور راتب :
 أبداً .
المذيع :
 هل يجوز أن أتصدق عنهما وأدعو له بالرحمة .
الدكتور راتب :
 الدعاء يصل والصدقة تصل .
المذيع :
 هل نستطيع فهم بعض النصوص بعكسها ؟ مثلاً النبي قال : خير متاع الدنيا المرأة الصالحة وانتهى هل العكس صحيح ؟

 

المعنى المعاكس من النصوص ليس صحيحاً دائماً :

الدكتور راتب :
 لا ، يوجد حالات ، امرأة نوح ولوط ، أريد أن أقول كلمة دقيقة : المرأة مستقلة في دينها عن زوجها ، فرعون أكفر كفار الأرض امرأة فرعون صديقة ، نوح ولوط زوجاتهم سيئات .
المذيع :
 المقصود المعنى المعاكس من النصوص هل هو دائماً صحيح ؟
الدكتور راتب :
 لا ، ليس دائماً صحيح ، يوجد أنبياء ابتلوا بزوجات سيئة .
المذيع :
 تفضل موسى ...
 الحمد لله الذي أنعم علينا بالدكتور راتب ، أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة كفيف والحمد لله أموري موفقة ، موظف حكومي وعندي أسرة كريمة ، وزوجتي كفيفة ولكن نظرها أفضل مني ..
الدكتور راتب :
 والله رضاك عن الله مع هذا الذي ذكرته وسام شرف لك .
المذيع :
تفضل موسى ...
 عمري ثمان وأربعون سنة عشت في أرياف بالغور ، وما كان عندنا هذا التطور والعلم لغاية هذه اللحظة من عمري يوم أنا خلقت كفيفاً .
الدكتور راتب :
 قد يكون الإنسان كفيفاً لكنه بصير بنفسه ، والجريمة هي عمى القلب لا عمى العينين.
المذيع :
 تفضل موسى ...
 من فضل الله كما قلت : لم أفكر أبداً بهذا الموضوع حتى أن أي شيء أريده أعمله ، أريد منك توجيهاً للإخوان الذين لا يعرفون أننا مكفوفون أحياناً يقف إنسان بسيارته وهي ليس لها صوت يحرج مني ، أن يكون هناك حس بشكل يراعون كافة الإعاقات .

من ازداد قربه من الله ازداد أدبه مع الخلق :

الدكتور راتب :
 كلما ازداد قربك من الله يزداد أدبك مع الخلق .
المذيع :
 تفضل أخي عبد الرحمن ..
 جاءني رزق أنا وعائلتي كيف تنصحني أكف أعين الناس عن بيتي وأتقرب إلى الله والحمد لله على كل شيء صار معي ؟

إظهار نعم الله الظاهرة و ليست الباطنة أمام الناس :

الدكتور راتب :
 المفروض الإنسان إذا أكرمه الله ببيت أو بأثاث أو بدخل معقول أو أو ما من داع يطلع عليه الناس باستمرار ، هذه مجلبة للحسد ، لكن إنسان يسكن في بيت الحمد لله ، وما من داع يمدح زوجته ليلاً نهاراً أمام الناس ، وأحبها كثيراً ، وما شاء الله جميلة جداً ، هناك أشياء فيها غلط كبير ، النعم الباطنة لا تذكرها ، والنعم الظاهرة اذكرها بحل متوسط ، لو فرضنا أرسلت مع ابنك طعاماً ، ثمنه عشرة دنانير ، والأكثرية يأخذون طعاماً بنصف دينار هذا لا يجوز ، تعمل تمايزاً ، أنت مع الوسط بكل شيء ، إذا عندك دخل كبير ممكن أن تسعد أهلك بهذا الدخل في البيت ، أما عندما تعلنه يصبح مشكلة كبيرة جداً .
المذيع :
 في بعض النعم ظاهرة إذا كان له مركبة وكانت فارهة جداً لا يستطيع أن يخفيها ماذا يفعل دكتور ؟
الدكتور راتب :
 الحسد لا يؤثر إلا في غافل ، مادمت أنت لم تغفل عن الله ، ترى هذه نعمة من الله ، وأنت متواضع ، وتنفق من مالك ، و لست متكبراً ، الحسد لا يصل إليك .
المذيع :
 هل يحصن نفسه بالأذكار ؟

تحصين النفس بالأذكار من كل حاسد :

الدكتور راتب :
 الصلة بالله ، الحاسد يحترق إذا وصل إلى إنسان له صلة بالله :

﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسد ﴾

[سورة الفلق :5]

 الاستعاذة بالله كل شيء الله أعطاك مفتاحاً فعالاً لدرجة مذهلة مع كل شخص حاسد.
المذيع :
 بعض الأشخاص العفو أفضل وبعض الأشخاص لا تعفو عنهم ، ما هي القاعدة ؟

 

من غلب على ظنه أن عفوه عن إنسان يصلحه يتولى الله مكافأته :

الدكتور راتب :
 إذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه ينبغي أن تعفو عنه ، وعندئذ يتولى الله مكافأتك ، شخص يمشي في الطريق وقع حجر من الطابق العاشر وهو يمشي على اليمين ، ما عمل شيئاً وبسرعة عادية ولكن مات إنسان بهذه العملية ، إذا أنت عفوت عنه تكون أنقذت إنساناً ، سيارة مشت فوق إنسان بعمان الأب عفا عن السائق طبعاً الابن لم يمت ، الأب عفا عن السائق وعمل له منسفاً و أطعمه عنده ، أنا هذه القصة أرويها دائماً ، هذه شهامة ، والخطأ ليس من السائق ، القانون يجرم السائق ، هذا الشخص صديقي يقول لي : أنا لا أنسى الأردن من هذه المعاملة ، أنا أمشي فوق طفل ثم أتكرم ؟
المذيع :
 الفكرة أن هذا الإنسان طيب ولم يتعمد الخطأ وعفوي عنه يصلحه الأولى أن أعفو عنه .
الدكتور راتب :
 وعندئذ يتولى الله مكافأتك .
المذيع :
 إذا سائق طائش .
الدكتور راتب :
 يتابع ويزيد لا أعفو عنه ، قضية ميزان دقيق ، إذا غلب على ظني أن عفوي عنه يصلحه ينبغي أن أعفو عنه وعندئذ يتولى الله مكافأتي .
المذيع :
 والعكس صحيح إذا عفوت عنه .
الدكتور راتب :
 صار أرعن ، أبداً لا أعفو عنه .
المذيع :
 الله يفتح عليكم دكتور ! نختم هذه الحلقة بالدعاء ، ونسأل الله تعالى القبول .

الدعاء :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك ، أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارضَ عنا ، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، واحقن دماء المسلمين في كل مكان .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور