وضع داكن
20-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 094 - الجماعة .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، اللهم صلّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، ومرحباً بكم مستمعينا الأكارم على الهواء مباشرةً مع فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، ونرحب بفضيلة الدكتور محمد ، أهلاً بكم دكتورنا .
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم ، ونفع بكم .
المذيع :
 حياكم الله يا دكتور ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم :

﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾

[ سورة آل عمران : 103]

 وبهذا ننطلق بعنوان حلقتنا دكتور عن الجماعة ، وعن أهميتها ، وعن قيمتها في حياة المسلمين ، ونبدأ مع فضيلتكم دكتور : كثير من النصوص الشرعية والحديث تتحدث عن مضاعفة أجر صلاة الجماعة ، عن صلاة العبد بمفرده ، لماذا للجماعة هذه القيمة الكبيرة في التشريع الإسلامي ؟

 

جو العبادة الحقيقي في المسجد :

الدكتور راتب :
 لأن الجماعة رحمة ، والفرقة عذاب ، قضية الجماعة قضية خطيرة جداً ، الإنسان عندما يقوم بعباداته في المسجد يختلف الترتيب ، والإتقان ، والإقبال ، هذا المكان مكان الصلاة، قد يكون في البيت هواتف ، وشاشات مفتوحة ، وأولاد يبكون ويصرخون ، في البيت جو العبادة غير موجود أما جو العبادة الحقيقي في المسجد . لذلك :

(( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي ، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح ))

في ذمة الله؛ في كفالة الله ، في توفيق الله ، في رعاية الله ، في العطاء الإلهي ، فقضية الجماعة قضية كبيرة جداً في آثارها ، الإنسان وحده قد يضعف ، وقد تغريه الدنيا وحده، وقد لا يتقن عباداته وحده ، لكن مع الجماعة يوجد بركة ، يوجد راحة نفسية ، ويوجد تنافس أيضاً .
 أنا أذكر مرة كان يوجد تبرع لعمل إنساني كبير وهو مستشفى ، فأصبح هناك منافسة ، فإذا قال أحدهم : أنا أدفع مئة ألف ، الثاني شريكه قال : وأنا أدفع مئة ، بقي من ست إلى سبع سنوات مشروع حيوي كبير ، ميتم ضخم جداً ، في إحدى السنوات جاء توجيه بعدم ذكر الرقم ، فنزل المبلغ من ستة ملايين إلى ستمئة ألف ، للعشر ، لم يعد هناك تنافس ، هما شريكان ، دفع الأول مئة ، وأنا مئة أيضاً ، لا يدفع الآخر عشرة ، أما إذا كان التبرع ع طريق الورقة ، سيكتب عشرة ويكتفي ، لذلك :

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ ﴾

[ سورة البقرة : 271]

 الحل الوسط إذا توجه العمل الخيري إلى عمل مؤسسة ، ميتم ، مستشفى ، مدرسة، معهد ، فلابد من الإعلان ، يحقق التنافس .

﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾

[ سورة المطففين : 26]

 فيه أمر إلهي .

﴿ وَفِي ذَلِكَ ﴾

[ سورة المطففين : 26]

 بالعمل الصالح تنافسوا ، ببناء ميتم ، بناء مستوصف .
المذيع :
 البعض يخشى دكتور أن تزل نيته فتذهب من خانة الإخلاص إلى خانة الرياء .

 

إذا كانت حياتنا بين شرين نختار أهونهما :

الدكتور راتب :
 إذا خاف على نفسه من ذلك يكتفي بعدم الإعلان ، لكن الخوف من الرياء نوع من الرياء ، طبعاً إذا أنت عملت عملاً طيبا يحبك الناس ، هل إذا أحبوك غلط ، هل يعني هذا أنك كفرت ؟
المذيع :
 لا ، لكن أخشى على سلامة قلبي وإخلاصي لله .
الدكتور راتب :
ما الذي يحدث ؟ تدخل المنافسة ، ماذا قيل : ليس بخيركم من عرف الخير ، ولا من عرف الشر ، ولكن من عرف الشريين وفرق بينهما واختار أهونهما .
 نحن الآن حياتنا ليست بين خير وشر ، بين شرين نختار أهونهما ، فأحيانا يكون التنافس بإنشاء مشروع خيري ، مستشفى ، معهد شرعي ، يحتاج أموالاً طائلة ، فإذا وزعنا أوراقاً على الحاضرين يضع أحدهم عشرة آلاف فقط ، أما عند الإعلان أنا مليون ، وأنا مليون .
 والله مرة كنت في مشروع للنازحين ، يوجد سبعمئة ألف إنسان على الحدود ، فقال أحد الأشخاص : أنا أدفع مليوناً ، قال له عريف الحفل : والله قليل ، قال له : مليونين ، قال له: وأنت ؟ قال له : مثله ، والله أنا بكيت ، خلال ربع ساعة جمعوا ستة ملايين ، بالعملة الصعبة دولار ، طبعاً يوجد نازحين بمئات الألوف ، يحتاجون إلى بيوت ، إلى مدارس ، إلى أثاث ، إلى رواتب مدرسين ، هو مشروع ضخم ، لكن ستة ملايين دولار يتم جمعهم بعشر دقائق !
المذيع :
 وكانت الجماعة محفزاً لهذه الصدقات الكبيرة .
الدكتور راتب :
 مرة أحد الوزراء منع الإعلان ، نزل المبلغ من ستة ملايين إلى العِشِر ، الآية تقول:

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾

[ سورة البقرة : 271]

 إذا توجهت الصدقة لعمل خيري ، لمدرسة شرعية ، لمستوصف ، لمدرسة ، لرعاية أيتام ، لرعاية نازحين ، مادام توجه المشروع إلى أناس ، أما إذا كان التوجه لاسم معين ، لفقير، لا :

﴿ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ ﴾

[ سورة البقرة : 271]

 الآية واضحة كالشمس .
المذيع :
 الله يفتح عليكم يا دكتور ، الآن عندما نقرأ في قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( صلاةُ الرجل في الجماعة تُضعَّف على صلاته في بيته ، وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً ))

[البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ومالك عن أبي هريرة]

 لماذا كان أجرها في المسجد أعلى من أجرها في بيته وهي نفس الصلاة ؟

 

الركوع خضوع لأمر الله والسجود طلب العون من الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 أولاً عندما دخل المسجد شجع الحاضرين ، رواد المسجد تشجعوا فازداد عددهم ، عندما قرأ الإمام الآيات بتأن ، قد يقرأ قل هو الله أحد ، يعيدها كل حياته ، قرأ صفحة وفيها أوامر ، وفيها نواهي ، فأنت تمثلت هذه الأوامر ، فأنا أقول عندما يريد الإنسان الصلاة إذا كان قرأ من المصحف لا مانع ، لماذا ؟ لأنه يأخذ الأمر الإلهي .

﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾

[ سورة الفاتحة : 6 ـ 7]

﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾

[ سورة الإسراء : 53]

 ألم تسأله قبل قليل :

﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾

[ سورة الفاتحة : 6]

 هذا هو الصراط ، الركوع خضوع لهذا الأمر ، والسجود طلب العون من الله عز وجل، فأصبح للصلاة معنى .
المذيع :
 جميل ، الله يفتح عليكم يادكتور ، أيضا دكتور نقرأ في هذا الهدي هدي النبي عليه الصلاة والاسلام ، وفي فضل الجماعة في العبادات ، الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام :

(( من صلى لله أربعين يوماً في جماعةٍ يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار ، وبراءة من النفاق))

 لماذا ارتبطت هذه البراءة دكتور بالصلاة ، وتحديداً بصلاة الجماعة ، لأربعين ليلة متتالية ؟

ديننا العظيم إن طبقه فردٌ وحده لا يتنامى أما إذا طبقته الجماعة فتتنامى :

الدكتور راتب :
 الجماعة رحمة ، ستجد شخصاً متفوقاً عليك ، يكون حافزاً للتفوق ، ستجد شخصاً لا يملك مثل ما تملك ، فيكون حافزاً للشكر ، أنت بالجماعة إما أن تقتدي أو يقتدى بك ، الخير توسعت دوائره ، كان الخير فردياً ، شاهدت إنساناً أقوى منك بإلقاء الخطاب ، أو معلوماته أدق أنت تتمنى أن تكون متله ، هذه غبطة وليست حسداً ، هي غبطة ، بالخيرات ، بالصدقات ، بالأعمال الصالحة ، بالإنفاق على الأيتام ، بإنشاء معاهد شرعية ، هذه كلها أعمال طيبة ، فهنا لا يوجد حسد يوجد غبطة ، فالعمل الصالح إذا أُعلن ، فهناك تنافس .

﴿ وَفِي ذَلِكَ ﴾

[ سورة المطففين : 26]

 أمر إلهي .

﴿ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾

[ سورة المطففين : 26]

﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾

[ سورة الصافات : 71]

 أما كله بالكتمان ، قلت لك : أنا من ستة ملايين إلى ستمئة ألف ، للعشر نزل ، لم يعد هناك تنافس .
المذيع :
 دكتور حينما نقول : يد الله مع الجماعة ، وأن الله سبحانه وتعالى أمرنا :

﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ﴾

[ سورة آل عمران : 103]

 ما أثر هذه الجماعة على الإيمان الذاتي للفرد ؟
الدكتور راتب :
 أقول لك السبب سيدي ، هذا الدين العظيم إن طبقه فردٌ وحده لا يتنامى أبداً ، أما إذا طبقته الجماعة تتنامى ، بمعنى عندما تكون في جمع كبير ، ينفق زكاة ماله ، انحلت مشكلة الفقراء ، والله معي أرقام لا تصدق ، لو دفع أغنياء البلد زكاة أموالهم لا يمكن أن يبقى فقير ، لا يمكن ، بدراسة علمية أكاديمية جامعية ، لو دفع الأغنياء زكاة أموالهم فقط ، غير الصدقات هذه زكاة ، دراسة مذهلة ، لا يمكن أن يبقى فقير في هذا البلد ، لذلك الذي يدفع واحداً بالمئة من زكاة أمواله ، لو دفعت الزكاة تماماً ، بأمة معينة ، فيها أغنياء بالقدر المعين ، بالحجم المالي ، زكاة المال ستغطي حاجة الفقراء كلها ، هي الزكاة مصممة لذلك .
المذيع :
 إذاً دكتور ، الإنسان إذا طبق شرع الله وحده ، نزلت عليه البركة وحده ، وإذا الأمة والجماعة طبقتها ؟

 

عندما تضعف استقامتنا وتطبيقنا للدين نخسر كل وعود الله الإيجابية :

الدكتور راتب :
 الآية الأولى .

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء : 147 ]

﴿ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء : 147 ]

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ﴾

[ سورة النساء : 147 ]

 هذه فردية ، الآية الثانية :

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال : 33]

 يا محمد ما دامت سنتك قائمةً في حياتهم فهم في مأمن من عذاب الله ، فدين الإسلام العظيم فردي وجماعي بآن واحد ، تطبقه وحدك ، تقطف كل ثماره الفردية لا الجماعية، إن طبقته الأمة تنتصر ، أحياناً يواجه ثلاثون ألفاً من الصحابة ثلاثمئة ألف من الروم ، ثلاثمئة ألف وينتصرون .

﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾

[ سورة البقرة : 249]

 مرة سيدنا خالد طلب من سيدنا الصديق مدد ، واجه ثلاثمئة ألف ، كان يقاتل معه ثلاثون ألفاً ، الرقم أخذه من هذه المعركة ، معه ثلاثون واجه ثلاثمئة ألف ، أرسل رسالة يسأل العون ، جاء المدد ، ماذا تظن سيرسل له ؟ عشرة آلاف ، عشرون ألفاً ، أرسل له واحداً ، القعقاع بن عمرو ، قال له : أين المدد ؟ قال له : أنا ، قال له : أنت ؟! قال : أنا ، معه كتاب، فتحه سيدنا خالد ، يقول له الصديق : والله إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم ، ما هذه الأمة؟! إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم .

﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾

[ سورة البقرة : 249]

 والله عندنا تاريخ مشرق نفتخر به إلى أبد الآبدين ، لكن الآن عندما تضعف استقامتنا وتطبيقنا للدين نخسر كل وعود الله الإيجابية .
المذيع :
 الحل دكتور ، إذاً غياب الأمة بمجموعها عن تطبيق شرع الله هو سبب عدم نصرتها اليوم ؟

 

الإسلام دين فردي وجماعي :

الدكتور راتب :
 طبعاً .
المذيع :
 حتى مع وجود بيوت مؤمنة ، لكن لا تكفي لنصر الأمة بشكل جماعي .
الدكتور راتب :
أنا قلت قبل قليل : الإسلام دين فردي وجماعي ، يطبقه إنسان وحده ، ضمن مئة مليون ، يقطف كل ثماره الفردية .
المذيع :
 مثل ؟
الدكتور راتب :
 الآية :

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ ﴾

[ سورة النساء : 147 ]

 أيها المؤمنون :

﴿ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء : 147 ]

 هذا الكون مسخر لك تسخير تعريف ، أنت آمنت من خلال الكون ، مسخر تسخير تكريم ، شكرت ، آمنت وشكرت ، انتصرت .
المذيع :
 عفواً دكتور ، الثمار الفردية التي يقطفها من يحيي الدين ، مثل ماذا ؟
الدكتور راتب :
 غض بصره ، أدى صلاته ، أنفق ماله ، رعى الفقراء والأيتام ، أنفق من جهده ، تبرع بخبراته العالية جداً ، بذل كل شيء يملكه .
المذيع :
 يكافأ بماذا ؟

 

تطبيق أولي الأمر المنهج الإلهي ليقطفوا ثماره اليانعة :

الدكتور راتب :
 يكافأ بحياة طيبة في الدنيا .
المذيع :
 حياة فردية .
الدكتور راتب :
 فردية .

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

[ سورة النحل :97 ]

 طيبة واسعة جداً ، يعني ليس موضوع مال ، موضوع سعادة سيدي ، موضوع ثقة ، لا يوجد قلق ، لا يوجد خوف ، لا يوجد انهيار ، لا يوجد مصيبة ساحقة ، لا يوجد عدو متجبر، لك معاملة خاصة من الله ، الآن تطبقه الأمة تنتصر ، فأصبح إسلامنا فردي وجماعي ، يطبقه الفرد وحده يقطف كل ثماره الفردية ، تطبقه الأمة تقطف ثماره الجماعية .
المذيع :
 ماذا أفعل دكتور إذا كنت أنا أحرص على تطبيق شرع الله ، لكن من يحيطون بي لا يحرصون ، مثلاً لي جار ، لي قريب ، لا يريد هذا الشيء ، ماذا أفعل ؟
الدكتور راتب :

﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾

[ سورة الكافرون : 6]

المذيع :
 لتنتصر أمتي في النهاية ماذا أفعل ؟
الدكتور راتب :
 عليك أن تقنع من حولك أن يتعاونوا ، أنت إذا كنت فرداً عادياً لا تستطيع أن تفعل شيئاً ، هذه قضية متعلقة بأولي الأمر ، عندما يطبق أولو الأمر المنهج الإلهي يقطفون ثماره اليانعة .
المذيع :
 جميل الله يفتح عليك يا دكتور .

 

حينما يعلم الله من العبد شروداً يسوق له شدةً :

الدكتور راتب :
 أنا ذكرت القصة سيدي : من ثلاثين ألفاً واجهوا ثلاثمئة ألف ، بعث له القعقاع ، قصة مشهورة ، قال له : والذي بعث محمداً بالحق ، سيدنا الصديق : إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم .
المذيع :
 الله يفتح عليكم يادكتور ويجزيكم الخير ، حديثنا عن الجماعة وعن فضلها ، دكتورنا الكريم يقول النبي عليه الصلاة والسلام .

((إن الله لا يجمع أمَّتي - أو قال : أمة محمد - على ضلالة ، ويَدُ الله على الجماعة ، ومن شَذَّ شَذَّ إلى النار))

[الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما]

 لماذا لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة ؟
الدكتور راتب :
لأنه يوجد تواصل ، الضلالة انحراف خطير ، لكن مادام هناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، فالذي يأمر هناك من يستجيب له ، فعندما تجتمع أمة على ضلالة ليست أمة محمد عندها ، تلك الأمة لا تجتمع على ضلالة لأنه يوجد من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، مادام هناك أحد أمر والثاني استجاب ، هنا يوجد اجتماع ، هذه ضمانة من الله .
المذيع :
 إذا غابت هذه القضية دكتور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغاب الإلتزام فيها؟
الدكتور راتب :
 يكاد يختفي الآن ، يختفي نهائياً ، يقول لك : دعه لا دخل لنا ، لا تتدخل . أنا أذكر مرة أن شخصاً سأل النبي الكريم ، قال له : عظني ولا تطل ، قال له : فاستقم كما أمرت ، قال له : أريد أخف من ذلك ، قال له : إذاً فاستعد للبلاء . كلام دقيق جداً .
المذيع :
 إذا لم ترد الاستقامة فاستعد للبلاء .
الدكتور راتب :
 قال له : فاستقم كما أمرت ، قال له : أريد أخف من ذلك ، قال له : إذاً استعد للبلاء.
 عندما تطبق أنت تعليمات الصانع تماماً ، لا يوجد ولا مشكلة ، أما عندما تخلقها عمداً عليك أن تنتظر العقاب ، أو تنتظر السلوك الذي يدفعك إلى طاعة الله ، أدق الكلمة ، حينما يعلم الله من العبد شروداً يسوق له شدةً ، ما الدليل :

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

[ سورة السجدة : 21]

ربنا عز وجل يسلك مع عباده سنناً وهذه السنن هي القوانين :

 نحن عندنا شيء اسمه الهدى البياني ، عندنا التأديب التربوي ، عندنا الإكرام الاستدراجي ، وعندنا القسم ، فربنا عز وجل يسلك مع عباده سنن ، فالسنن قوانين ، أولاً وأنت مرتاح ما عندك ولا مشكلة إطلاقاً ، تسكن في بيتك ، وزوجتك معك ، وأولادك معك ، ودخلك معقول ، وبيتك ملكك ، وصحتك جيدة ، وليس عندك أي مشكلة ، نقول لك : لا تغير لا يغير ، هذا الهدى البياني أرقى شيء ، لا يوجد مصيبة ، ولا شدة ، ولا أي شيء ، أنت بدافع من بحثك عن الحقيقة بحثت عن الله عز وجل ، وجدته ، موجود ، موجود بكل خلية في جسمك ، بكل قطرة في دمك ، بكل حركة ، بكل سكنة ، بكل إنجاز ، فالله موجود ، اسمه الهدى البياني ، ما في ولا مشكلة ، لكن أنت استجبت لهذا الهدى ، الهدى البياني أرقى مرحلة ، ما الموقف الكامل منها ؟ الاستجابة :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾

[ سورة الأنفال : 24]

 معنى ذلك ما كان حياً ، أما عند الطبيب حي يرزق ، ضغطه جيد ، ونبضه ممتاز ، لكنه عند الله ميت .

﴿ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾

[ سورة الأنفال : 24]

 هذا الهدى البياني سيدي ، هذا أرقى شيء ، وأنت معافى ، ما عندك ولا مشكلة ، لا يوجد شدة ، ولا قهر ، ولا ظالم مستبد ، ولا دخل قليل لا يكفي ، ولا أولاد غير بارين ، ما عندك ولا مشكلة ، هذا الهدى البياني أكمل موقف فيه الاستجابة ، والدليل :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾

[ سورة الأنفال : 24]

 معنى الحياة من دون إيمان موت ، والدليل :

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[ سورة النحل :21]

 هذا قرآن أيضاً .

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[ سورة النحل :21]

 الآن إن ما استجاب أو ما اهتدى هدى بياني يسوق له بعض الشدائد ، يغطيها قوله تعالى :

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

[ سورة السجدة : 21]

 نبدأ بالثانية ، الأولى هدى بياني استجابة ، الثانية تأديب تربوي ، الموقف توبة ، لم يتب ولا استجاب بالهدى البياني ، ولا بالتأديب التربوي تاب ، الثالثة مريحة لكن نادرة ، الإكرام الاستدراجي تفتح له الدنيا ، أصبح دخله فلكياً ، غيّر بيته ، غيّر سيارته ، كل سنة سياحة في أوروبا ، فنادق خمس نجوم ، انغمس إلى قمة رأسه بشهواته ، هذا اسمه أولاً هدى بياني ، تأديب تربوي ، إكرام استدراجي ، أنا اجتهادي الشخصي ، ينجح بالتأديب التربوي من مئة شخص ثمانون ، بالإكرام ينجح من مئة عشرة ، تسر لأنه ليس عندك ولا مشكلة ، فإذا ما استجاب بالهدى البياني ولا تاب بالتأديب التربوي ولا شكر بالإكرام الإستدراجي بقي القسم ، هذه سنن الدفع ، عندنا فقط ثلاث : الردع مصيبة ، للأنبياء كشف ، وللمؤمنين دفع ورفع ، لغيرهم ردع وقسم .

 

أسئلة المستمعين :

المذيع :
 الله يفتح عليكم يادكتور . نبدأ بجولة مشاركات مستمعينا في حلقتنا وحديثنا عن الجماعة ، وعن فضلها ، أم نزار أهلاً وسهلاً بك وباتصالك معنا ، تفضلي يا أم نزار .
المستمعة :
 يعطيك العافية ، شكراً للدكتور على معلوماته القيّمة ، والله أريد أن أسأل سؤالاً أسمع به لكن أتردد كثيراً ، أن رسولنا الحبيب اللهم صلِ وسلم عليه ، في الإسراء والمعراج طلب من رب العزة ثلاثة أشياء : ألا تهلك الأمة الإسلامية ، وألا تحرق ، وألا يجعل البأس بين أيديها ، أي بين ظهرانيها ، كما نرى في الوقت الحاضر ، فأعطي اثنتين والثالثة لا ، وهذا سبب الخلاف بين الأمة ، نرى الأمة الإسلامية مختلفة جداً ، هل هذا الكلام صحيح ؟
المذيع :
 شكراً لك أم نزار ، وبارك الله بك ، وجزاكِ الله كل الخير ، دكتورنا إذا كان لكم تعليق؟
الدكتور راتب :
الإنسان أولاً مخير ، إذا توهمناه مسير انتهى الدين كله ، التغى الدين ، التغى الحساب ، التغت الجنة والنار ، التغى التفوق ، كل شيء انتهى ، والدليل :

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

[ سورة الكهف : 29]

 عندما نتوهم أنه لا يوجد اختيار ، أنت مجبر وقعنا بأخطر عقيدة جبرية تلغي الدين ، والدليل : سيدنا عمر رأى إنساناً يشرب الخمر ، قال : أقيموا عليه الحد ، قال : والله يا أمير المؤمنين إن الله كتب عليّ ذلك ، قال : أقيموا عليه الحد مرتين ، مرة لأنه شرب الخمر ، ومرة لأنه افترى على الله .
 هل تصدق مدير مدرسة يقرأ على الطلاب أول يوم في العام الدراسي أسماء الراسبين والناجحين ؟ هل سيدرس أحد بعدها ؟ عندما تتوهم أنت أيها المستمع الكريم أن المعصية مكتوبة عليك هذا أكبر خطأ في الدين ، إن الله أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلف يسيراً ، ولم يكلف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يعصَ مغلوباً ، ولم يطع مكرهاً ، فالاختيار أصل.

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ ﴾

[ سورة الكهف : 29]

 دقق الآن :

﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾

[ سورة الأنعام : 148 ]

 هذا كذب .

﴿ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴾

[ سورة الأنعام : 148 ]

المذيع :
 الله يفتح عليكم يا دكتور ، أبو أصيل أهلاً باتصالك معنا تفضل .
المستمع :
 السلام عليكم ، جزاكم الله الخير ، اللهم صلِ على سيدنا محمد ، سيدنا موسى عندما استسقى ربنا ما سقاه لأجل رجل عاصٍ ، الآن إذا أردت أن أنظر للأمة الإسلامية ، أو أنا اعتبرت نفسي عاصياً في بني اسرائيل ، إذاً أنا أقول : كل إنسان يجب أن ينظر إلى هذه الأمة ما أسباب هزيمتها ، كما ذُكر في دروس للدكتور يقول : أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك ، والحديث :

(( ولن تُغْلَبَ أُمَتي مِنْ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))

[أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس ]

 إذاً أين أنا من هؤلاء الاثني عشر على سبيل المثال ؟ أين أنا من هذه الثغر الإسلامية ؟ أين أنا من عاصي بني إسرائيل ؟ أنا أعتقد بدل أن أتكلم عن الزعماء ، وعن الرؤساء ، يجب عليّ أن أعالج بيتي من البداية ، وأعالج نفسي ، فإذا طهرت كما قال الدكتور قبل قليل أن نبدأ بأنفسنا .
المذيع :
 الفكرة واضحة تماماً أبو أصيل ، بارك الله بك ، إن كان لكم تعقيب دكتور ؟

 

الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم :

الدكتور راتب :
 الحقيقة عندما يهمل الإنسان نصح الآخرين ، يهمل الدعوة إلى الله وهي فرض ، الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم في حدود ما يعلم ومع من يعرف ، دقيق كلامي ، الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، نقول لمسلم لماذا تصلي ؟ يجيبك لأن الصلاة فرض، الدعوة فرض ، لكن الفرض الدعوي لعوام المسلمين في حدود ما تعلم ومع من تعرف ، فأنت حضرت خطبة تكلم الخطيب فيها عن الأمانة ، تأثرت بها ، قلها لزوجتك ، لجارك ، سهر عندك جارك ، أخوك في السهرة ، فهذه الدعوة كفرض عين ، فالدعوة لو قمنا بها لا مشكلة .
المذيع :
 الله يفتح عليكم يا دكتور . سعد مرحباً بك باتصال جديد تفضل أخي .
المستمع :
 السلام عليكم ، دكتور أشكرك جداً لوجودك في المملكة الهاشمية ، نحن مسرورون أنك موجود في الأردن ، أنا منذ زمن أحضر دروسك وأسمعها ، وعدلت أشياء كثيرة عندي ، الحمد لله . دكتور عندي ثلاثة أسئلة ، السؤال الأول : سمعت لك درساً قلت فيه : ما أصابكم من خير فهو من الله ، وما أصابكم من شر فهو من أنفسكم ، هل يمكن للشر أن يشمل جميع العائلة مثلاً ؟ أو البلاء يقع على العائلة كلها مع بعضها ؟
الدكتور راتب :
 الجواب : لا ، لأنه :

﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾

[ سورة الأنعام : 164 ]

 قطعاً .
المذيع :
 سؤالنا الثاني أخي سعد .
المستمع :
 الوالد يقول لي أن الدخان يقطع رزقي ، عندما تدخن أنت تقطع رزقي ، هل هذا الكلام صحيح أم لا ؟
الدكتور راتب :
 والله أنا مع والدك ، أنا عضو تأسيس مكافحة التدخين في سوريا ، أعرف أنه يوجد ثلاثة آلاف مادة سامة في الدخان ، والله سامحني بهذه الكلمة : وما رأيت مدخناً عاقلاً ، هل هناك أحد يشتري المرض لنفسه ؟ ثلاثة آلاف مادة سامة والله موجودة في الدخان .
المذيع :
 هل ترى حكم الدخان دكتور حرام ؟

 

محاسبة كل إنسان على إيمانه واستقامته وعمله الصالح :

الدكتور راتب :
 طبعاً لأن الحكم مع المعلومات ، بوقت معين ما كان يوجد معلومات دقيقة ، الآن أصبح يوجد معلومات دقيقة جداً ، افتح الانترنت ، اكتب دخان ، وانظر كم موقع سيُظهر لك سموم الدخان ، فالمشكلة أن الأمر الآن واضح جداً .
المذيع :
 هل يمكن له أن يتسبب في قطع رزق إنسان دكتور ؟
الدكتور راتب :
إنسان آخر ؟ لا .
المذيع :
 أنا أدخن هل يمكن أن يكون مقللاً لرزقي مثلاً ؟
الدكتور راتب :
 ممكن ، يأتي التأديب التربوي ، إنسان يرتكب معصية ، فالدخان أنا أعده مخالفة لمنهج الله عز وجل .
المذيع :
 سؤالنا الثالث أخي سعد ؟
المستمع :
 أريد أن أعقب على موضوع البلاء مرة ثانية ، هل يمكن للبلاء أن يصيب الأب ويأتي على الأبناء مثلاً ، يصيبهم كلهم ؟
الدكتور راتب :
 لا .

﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾

[ سورة الأنعام : 164 ]

﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ﴾

[ سورة هود : 45 ]

﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾

[ سورة هود : 46 ]

 هذا إيماني أنا .

﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾

[ سورة الأنعام : 164 ]

 كل إنسان يتحاسب على إيمانه ، وعلى استقامته ، وعلى عمله الصالح .
المذيع :
 هنا قد يتحدث الأخ سعد دكتور ، أن الأب أحياناً يكون بعيداً عن منهج الله فالعائلة كلها تعاني المصائب دكتور .

 

من طلب الحق وصل إليه :

الدكتور راتب :
 والله إذا استجابت له ، وما خافت من الله فعندها مشكلة كبيرة في إيمانها .
المذيع :
 الأولاد يسيرون على منهج الله ، لكن التوفيق غير موجود في العائلة ، مصدر العائلة .
الدكتور راتب :
 لا تصدق أن أحداً في الأرض من آدم إلى يوم القيامة طلب من الله الهداية ولا يوصله الله لها ، مثلاً : شخص يسكن في ألاسكا ، ما قولك ؟ في ألاسكا ، فكر أن يكون له إله، الآن يجد عملاً في واشنطن ، يأتي إلى واشنطن ، يفرزونه للعمل في الإمارات ، يسكن بجانبه شخص متدين يدله على وجود الله ، لأنه قال في ألاسكا : يا ربي أنت موجود ؟
هذه مهمة الله عز وجل ، لا يوجد إنسان يطلب الحق إلا ويصل إليه ، إيماني موجود في عروقي .
المذيع :
 الله يفتح عليكم يا دكتور ، أبو عمر باتصال جديد ، تفضل .
المستمع :
 السلام عليكم ، الله يبارك فيكم سيدي ، القرآن ذكر أحداث مكة إلى المدينة ، ونزلت الآيات حسب الأحداث ، بعد ذلك :

﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾

[ سورة البينة : 8 ]

 فكانت الحياة بالنسبة للصحابة ، عدد الصحابة بالنسبة للناس لا شيء يُذكر ، مع ذلك بعد آيات الرضوان دخلوا في دين الله أفواجاً ، بعد ذلك بدأت الأحداث والخلافات ، وأعتقد أن طائفتين تحاربتا ، وكانوا يطبقون شرع الله .

﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾

[ سورة الحجرات : 9 ]

 سيدي ، أن يقتل إنسان إنساناً آخر هذا ليس من شرع الله ، قصة تطبيق شرع الله تحتاج إلى تفسير أكبر من ذلك .
 الجانب الثاني : إذا كان يوجد عالمَين يعيشان في نفس المنطقة ، أحدهم أخطأ بالفتوى ، لماذا لا يراجعه العالِم الثاني ؟ لماذا لا يتصل به ويقول له : يا سيدي ، يا مولانا أنت أخطأت في الفتوى ؟
المذيع :
 شكراً أبو عمر الفكرة أصبحت واضحة ، النقطة التي طرحها أبو عمر دكتور ، أننا اليوم بعيدون عن تطبيق شرع الله والناس تقتتل .

 

يبقى المرء بخير ما لم يسفك دماً :

الدكتور راتب :
 الحقيقة ، الإنسان عندما يدخل الدم مشكلة كبيرة جداً ، لا توبة لقاتل ، أقول لك من الآخر : موضوع الدم ، يبقى المرء بخير ما لم يسفك دماً .
المذيع :
 لكن قضية يعتبر القاتل دكتور محل خلاف بين الفقهاء .
الدكتور راتب :
 أنا أرجح أن إنساناً يقتل مليون إنسان وبعد ذلك يقول : يا الله تبت إليك ، ما قولك؟ هل تتحمل أنت هذه الفكرة ؟ قتل مليوناً بعد ذلك يتوب لله ؟ هذا الكلام غير معقول! كلمة ترضيك وترضيني : لا يستطيع أن يتوب ، لا يقدر أن يتوب ، لأنه بعده عن الله أصبح كبيراً جداً .
المذيع :
 من قتل مئة نفس ، في الحديث ، ودل على التوبة ألم يقبله الله سبحانه وتعالى ؟
الدكتور راتب :
 أنا عندي مبدأ عام الله يقبله ، إذا عنده حقوق في رقبته حتى يؤدي الحقوق ، هذا الذي قُتِل ، قال : ما فعلت يا ربي ؟ أنا جالس في بيتي قتلوني ؟ ببساطة هكذا يقول تاب ، هذا برأيي غير ممكن .
المذيع :
 أمره إلى الله .
الدكتور راتب :
 في أشياء لا يعقل أن نتكلم بها .
المذيع :
 دكتور ، عندما نتحدث نحن عن الجماعة اليوم لحد كبير الناس تبحث عن الأنا ، عن مصلحتها ، الإنسان في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة يبحث عما يقيت به نفسه ، ولا يهتم بعائلته ولا يهتم كثيراً بمن حوله .

من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم :

الدكتور راتب :
 يبحث عن مصلحته ، لا مانع ، على ألا يكون هذا البحث عن مصلحته على حساب مصالح الآخرين ، لا يكون فيه عدوان ، إذا فيه عدوان فهناك مشكلة كبيرة ، أبحث عن مصلحتي بأن أعمل ساعات إضافية ، أحسّن أدائي ، أعتني بصناعتي ، أرفع السعر ، أبحث عن مليون سبب ، أرفع دخلي .
المذيع :
 دكتور ، البعض لا يقوم بأي عدوان أو سرقة لحقوق الآخرين ، لكن لا يهتم بالأمة، هو يهتم بنفسه فقط ، لا يوجد أي اهتمام .
الدكتور راتب :
 هذه معصية سيدي ، معصية بحق المسلمين ، من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، أنت ليس عندك مشكلة أن ترى أناساً يموتون بمئات الألوف ، ومشردين ، وجائعين ، ما عندك مشكلة أبداً ، فأنت ليس عندك انتماء ، يوجد حد أدنى للانتماء . مثال أوضح : شخص يمشي في الطريق ، وجد ابنه ، وابن أخيه ، ورفيقهم ، ثلاثتهم يدخنون ، يتألم من ابنه ألماً لا حدود له ، ابن أخيه أقل ، الغريب أقل وأقل . فنحن عندنا ترابطات ، فإذا الإنسان ما اهتم بمن حوله ، ما اهتم بأبناء بلده ، ما اهتم ببلده ، بوطنه ، فهناك مشكلة كبيرة ، معناها ليس عنده انتماء ، ما ذنبه ؟ يقول لك : أنا لم أعصِ الله ، لكن أنت لا تنتمي لهذه الأمة ، الانتماء علامته أن تتألم لألمها ، وأن تفرح لخيرها .
المذيع :
 الله يفتح عليكم يا دكتور . لا زال حديثنا عن الجماعة ، في الحديث دكتور عن النبي عليه الصلاة والسلام :

(( مَنْ أَراد بُحْبُوحَةَ الجنة فليلزم الجماعةَ ))

[الترمذيُّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما]

 لماذا لهذه الجماعة هذه القيمة ، لماذا هي طريق إلى الجنة دكتور ؟

 

الإنسان كلما ارتقى إيمانه ترتقي أذواقه :

الدكتور راتب :
 الإنسان لأن عنده جانب فردي ، وجانب جماعي ، الجانب الفردي ليس عليه أي إشكال ، أما الجماعي إذا وُجد حوله أناس غير مؤمنين .
 أنا أذكر قصة ، إنسان يشرب الخمر ، مدمن خمر ، تاب إلى الله توبة نصوحة ، وذهب إلى بيت الله الحرام ، وحج بيت الله الحرام ، وعندما عاد لم يغير أصدقاءه ، كانوا يشربون كلهم ، ذات مرة ضغطوا عليه ، ألزموه ، أحدهم غني كبير قال له : كم كلفتك الحجة ؟ قال له : خمسون ألفاً ، قال له : هذه خمسون ألفاً ، شرب معهم ، بعد عدة أيام مات ، مات شارب خمر . أنت عندما تريد أن تؤمن يجب عليك أن تغير الأصدقاء .

﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة : 119]

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ﴾

[ سورة الكهف : 28]

 تنويه دقيق جداً ولغوي : معنى أغفلنا؛ لا تعني أبداً باللغة أن الله جعله غافلاً لكن بمعنى وجدناه غافلاً ، المعنى اللغوي ، ليس معنى أغفلنا الله جعله غافلاً ، لا وجدناه غافلاً .

﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾

[ سورة الكهف : 28]

 فالجماعة المؤمنة هي أصل ، أنا لا أصدق إنساناً يعيش مع أناس متفلتين ، غير مؤمنين ، لا يصلون ، مزاحهم لا يرضي الله ، دخلهم مشبوه ، يعيش معهم! أنت اترك الاتجاهات الدينية ، أنت إذا كنت نظيفاً جداً هل تتحمل شخصاً لم يغتسل من شهر ، وثيابه سيئة ؟ وجواربه سيئة ؟ غير معقول! أصبح ذوقك عالياً ، الإنسان كلما ارتقى إيمانه ترتقي أذواقه ، فأنت لا ترتاح إلا للمؤمن ، صادق ، أنت صادق ، وهو صادق ، أمين أمين ، عفيف عفيف ، متواضع متواضع ، لطيف لطيف ، أحب الخير يحب الخير ، هذا التوافق في الصفات هو سبب الوئام والمودة ، هذه نقطة مهمة جداً .

 

حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية :

 جاء من الحج ، وتاب ، بقي مع رفاته ، شرب الخمر ، ومات شارب خمر ، لذلك :

﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ﴾

[ سورة الكهف : 28]

﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة : 119]

 إله يقول :

﴿ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾

[ سورة التوبة : 119]

 كأن هناك معنى ضمنياً : لكن لن تقدروا عليه إلا إذا كنتم :

﴿ مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة : 119]

 تحتاج حاضنة إيمانية ، تحتاج رفيقاً مؤمناً ، تحتاج جماعة إيمانية ، بحاجة لأناس يحبونك ويعيشون على كمالك ، لا يتنقدونك أنك لا تعرف شيئاً في الدنيا ، هم يعرفون الله أكثر، أنا أرى أن الجماعة ضرورية .
المذيع :
 كلام مهم جداً ، دكتور أيضاً فيما ورد في الأثر عن النبي عليه الصلاة والسلام :

((عليكم بالجماعةِ))

[الترمذيُّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما]

الدكتور راتب :
 هذا بالعلاقات الحميمة ، يوجد عندنا علاقات غير حميمة ، أنت موظف في دائرة ، والعلاقة مع الإدارة علاقة عمل فقط ، مطلوب منك أن تأتي على الوقت ، لا تتأخر ، وتقوم بواجبك ، ولك مكانة عند الجماعة . أنت موظف في وزارة ، جاء وزير لا بصلي ، لا علاقة له بالدين ، أنت لا علاقة لك به ، يريد منك أن تأتي على الوقت ، تنجز عملك فقط ، علاقات العمل لا علاقة لها بالموضوع ، العلاقات الحميمة مثل سهرة طويلة ، نزهة جميلة لأربعة أو خمسة أيام ، فإذا كان أحدهم زوجته محجبة والثاني زوجته متفلتة لا يمكن ، يجب أن يكون هناك توافق .
المذيع :
 في حديث النبي دكتور :

((عليكم بالجماعةِ ، وإِيَّاكُم والفُرْقَةَ ، فَإِنَّ الشيطانَ مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعدُ))

[الترمذيُّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما]

((فإنما يأكلُ الذِّئبُ من الغنم القاصية ))

[أبو داود والنسائي عن أبي الدرداء رضي الله عنه ]

 لماذا الشيطان يتمكن من الفرد أكثر من الجماعة دكتور ؟

 

الجماعة حصن المؤمن :

الدكتور راتب :
 لأنه استفرد به ، استفرد فيه الشيطان ، هو ليس له جماعة ؟ لا يصلي العشاء في الجامع ، ليس له أصدقاء ؟ هذا الجمع الغفير من المؤمنين يحصنونه ، أصبح له حصن معنوي، كيف يواجهه بالمعصية ؟
المذيع :
 لكن الوسوسة فردية دكتور ، أنا صليت جماعة مع المسلمين في المسجد مثلاً .
الدكتور راتب :
 أنا أقول كلمة مطمئنة : الله لا يحاسب على الوسوسة ، يحاسب على العمل فقط ، وعندما لا يصغي الإنسان لهذه الوسوسة يرتاح منها بعد حين .

﴿ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ ﴾

[ سورة الأعراف : 16]

 الشيطان :

﴿ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾

[ سورة الأعراف : 16]

 تركه لثلاثين سنة وعندما بدأ يصلي بدأ بالوسوسة .

﴿ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾

[ سورة الأعراف : 16 ـ 17]

المذيع :
 سبحان الله! فإذاً الجماعة كما تفضلتم حصن نفسي .

 

إذ أردت أن تصاحب من جنسك فصاحب مؤمناً :

الدكتور راتب :
 أضرب مثلاً شخص يلبس بدلة بيضاء غالية جداً ، وقميصاً ، وربطة عنق أنيقة ، وحذاء غالياً ، ووجد أمامه مياه سوداء ، مياه مجاري ، قال له أحدهم : انزل فنزل ، وعندما خرج وجد نفسه بحال يرثى لها ، ذهب ليشتكي عليه ، قال له : هل سحب عليك مسدساً ؟ قال : لا والله لم يفعل ، قال له : هل أمسك بك ورماك ؟ قال : لا ، لكنه قال لي انزل ، معنى ذلك أنه مجنون .

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ﴾

[ سورة الأعراف : 22]

 هذه آيات حاسمة .
المذيع :
 إذاً الجماعة هي حصن نفسي للإنسان تعينه وتذكره بالصواب ، ما هي نصيحتك للشباب والفتيات في مراحل تحيط بهم حقيقة كثير من مغريات الدنيا من بداية العمل ، الحياة الجامعية ، بداية التكليف الشرعي ؟
الدكتور راتب :
 لا تصاحب إلا مؤمناً ، تريد أن تصاحب من جنسك صاحب مؤمناً .
المذيع :
 هل يكثر من وقته مع الجماعة أم يبقى بمفرده ، هل يحاول أن يكون غالبية وقته معهم أم يتوازن ؟
الدكتور راتب :
 أن يجمع بينهما ، إذا كان لوحده وعنده إنجاز كبير ، وعنده دراسة مهمة جداً ، البقاء لوحده أفضل ، إذا لم يكن عنده عمل يأكل وقته كله ، دوامه ينتهي عند الساعة الثانية ، وعنده وقت فراغ كبير من الأفضل أن يكون له علاقات مع مؤمنين .
المذيع :
 في العبادة دكتور هل ترشح العبادات الفردية أم الجماعية ؟ مثلاً يصوم يوم الاثنين والخميس مع أصدقائه بشكل جماعي ، الفطور بشكل جماعي ، أم ترشح الفردي ؟

 

العبادات أنواع ومن الأفضل أن يكون الإنسان فرداً فيها :

الدكتور راتب :
 العبادات أنواع ، هذه فردية ، الصيام فردي ، على مزاجه أو حسب حاجته .
المذيع :
 قيام الليل مثلاً دكتور ؟
الدكتور راتب :
 من الممكن أن يصليه كل يوم .

المذيع :

 هل تميل إلى أن تكون جماعة أم أن يكون بشكل فردي ؟

الدكتور راتب :

 فردي ، قيام الليل لا علاقة له بالجماعة .

المذيع :

 هذه العبادات يكون الإنسان فرداً فيها .

الدكتور راتب :

 ماذا يحدث ؟ مثلاً إذا استيقظ قبل الفجر بربع ساعة ، صلى ركعتي قيام ليل ، لا يشترط أن ينام ويستيقظ وينام ، خاصة في الصيف وقته قصير جداً ، قبل أن تنام تصلي الوتر، ثم تستيقظ قبل الفجر بربع ساعة ، تصلي ركعتي قيام ليل ، أو أربع ركعات .

المذيع :

 الله يفتح عليكم يا دكتور ، الله يجزيكم الخير ، نختم لقاءنا بالدعاء ونرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون ساعة إجابة .


الدعاء :


الدكتور راتب :

 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك ، أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارضَ عنا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، واحقن دماء المسلمين في كل مكان ، واحقن دماءهم في الشام ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .


خاتمة و توديع :


المذيع :

 الحمد لله رب العالمين ، بارك الله بكم فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، كان حديثنا عن الجماعة ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا وعليكم بأن نعتصم بحبل الله جميعا ، ويد الله مع الجماعة .

 سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك .

 والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور