وضع داكن
28-03-2024
Logo
جامع التقوى - الجزء الأول - الدرس : 265 - بعض من آيات الله التكوينية ـ قصص وحكايات .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

الآيات القرآنية هي القنوات الوحيدة السالكة لمعرفة الله :

 أخوتنا الكرام ؛ الله عز وجل يقول :

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية : 6 ]

 من خلال هذه الآية يتبين أن الآيات هي القنوات الوحيدة السالكة لمعرفة الله .

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية : 6 ]

الآيات أنواع ثلاث؛ آيات كونية ، خلقه ، موقفنا الكامل من هذه الآيات الكونية التفكر :

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة البقرة : 191ـ 190]

 هذه الكونيات ، الموقف اللازم منها التفكر ، وأما الآيات الثانية فآيات تكوينية ، أفعاله ، الآيات الكونية خلقه ، والآيات التكوينية أفعاله .

﴿ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾

[ سورة آل عمران : 137]

 فاء .

﴿ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾

[ سورة آل عمران : 137]

 والآية الثانية :

﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾

[ سورة الأنعام : 11]

 فالكونيات تفكر ، والتكوينيات نظر ، إلا أن الآيتين الوحيدتين ، الأولى :

﴿ فَانْظُروا ﴾

[ سورة آل عمران : 137]

 والثانية :

﴿ ثُمَّ انْظُرُوا ﴾

[ سورة الأنعام : 11]

 الفاء للترتيب على التعقيب ، وثم للترتيب على التراخي ، هذه الآيات التكوينية أفعاله ، بالكونية تفكر ، بالتكوينية نظر ، مرة النظر يأتي الرد الإلهي عقب الفعل مباشرة :

﴿ فَانْظُروا ﴾

[ سورة آل عمران : 137]

 ومرة يأتي الرد الإلهي بعد الفعل مع التراخي :

﴿ ثُمَّ انْظُرُوا ﴾

[ سورة الأنعام : 11]

 وأما الآيات القرآنية فالموقف منها التدبر ، الكونية تفكر ، والتكوينية نظر ، والقرآنية تدبر .

 

استخدام فن القصة لأنه فن أدبي رفيع :

 في هذا اللقاء الطيب اخترت من آياته التكوينية أفعاله ، بعض الحكايا ، الحكاية قصة قصيرة جداً ، فيها حدث واحد ، الأطول ؛ أقصوصة ، الأطول ؛ قصة ، الأطول ؛ رواية، بفن القصة هناك الرواية ، ألف صفحة رواية ، هناك قصة تقريباً مئة صفحة ، هناك أقصوصة عشر صفحات ، هناك حكاية صفحة واحدة ، الله عز وجل قال :

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾

[ سورة يوسف : 111]

بالمناسبة أنت كأب ، أو كمعلم ، أو كمدرس ، أو كأستاذ ، أو في منصب قيادي ، من الخفير إلى الأمير ، أنت لك أن تقدم موعظة لهؤلاء ، اخترت من بين هذه المواعظ عدة قصص أو عدة حكايات .
 أسرة في الشام توفي عميدها ، أي الأب ، ترك بيتاً في أرقى أحياء دمشق ، تقريباً ثمنه - القصة من حوالي خمس وثلاثين سنة - ثمانية عشر مليوناً ، وترك ابن وابنة ، الابنة محامية ، والابن ثقافته محدودة جداً ، فهذه البنت المحامية استطاعت بأساليب ماكرة مبنية على علم عميق بالقوانين أن تأخذ البيت لها وحدها بطريقة ما -القصة طويلة جداً - الأشخاص أعرفهم ، فالبيت أصبح للبنت ، الابن عنده أربعة عشر ولداً ، وليس له مكان ، قال لها : أين سأذهب يا أختي؟ والله قالت له : هذا الحاضر ، يأتي لعندي ابن أخيها ، قلت له : والله الله موجود ، لا تقلق ، توقعنا أن يكون الرد الإلهي بعد حوالي سنتين أو ثلاث ، بعد شهر توفيت هذه البنت الظالمة بورم خبيث ، وريثها الوحيد أخوها ، فتوفيت وعاد البيت لأخيها ، الله كبير ، والله لا أرتوي من هذه الكلمة ، ماتت عاصية ، مغتصبة ، الله غاضب عليها ، وأخذ البيت بأكمله له ولأولاده .
 يا أخوان ؛ دائماً وأبداً القصة فيها موعظة كبيرة جداً ، أنا مرة أجرب يكون معي ابني الصغير ، نحضر قصة من أربعين أو خمسين سنة ، أقول له : ماذا فهمت بابا ؟ القصة يتذكرها ، القصة لا تنسى أبداً ، لأنها فن راق جداً ، فيها شخصيات ، فيها بيئة ، فيها حوار ، فيها موعظة ، فيها حبكة ، فيها عقدة ، فيها بداية ، فيها نهاية ، القصة محببة ، وأنا أتمنى عليكم أن تستخدموا مع أولادكم أسلوب القصة .
 مثلاً؛ مئة محاضرة لابنك الذي يقود مركبتك من عهد قريب لا تساوي أن يرى حادثاً مروعاً فيه خمسة قتلى ، والسيارة معجونة ، القصة هذه أبلغ من ألف محاضرة ، الدليل :

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾

[ سورة يوسف : 111]

 فاستخدم أسلوب القصة ، القصة فن أدبي رفيع ، والقرآن مليء بالقصص .
 مهما تكن المصيبة كبيرة في حياة المسلمين ، هل تصل إلى مستوى أن تجد نفسك فجأة في بطن حوت ؟ الحوت وزنه حوالي مئة وخمسين طناً ، خمسون طناً لحماً ، خمسون طناً دهناً ، خمسون طناً عظماً، تسعون برميل زيت ، نبي كريم وجد نفسه في بطن الحوت ، هذا اسمه الحوت الأزرق ، أكبر كائن حي بالأرض كلها ، مئة وخمسون طناً ، خمسون طناً لحماً ، خمسون طناً عظماً ، خمسون طناً دهناً ، تسعون برميل زيت .

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾

[ سورة الأنبياء : 87]

 قرآن كريم ، في ظلمة الليل ، وظلمة أعماق البحر ، وظلمة بطن الحوت .

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الأنبياء : 88 ـ 87]

 هل هناك أوضح من هذا ؟ كانت قصة فانقلبت إلى قانون .

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الأنبياء : 87]

عادات المؤمن عبادات و عبادات المنافق سيئات :

 أخواننا الكرام؛ عندنا في الشام سوق الحميدية ، و هو سوق مشهور ، يوجد سوق مشابه له سوق مدحت باشا ، في هذا السوق ثاني محل هو محل يبيع أقمشة ، صاحب هذا المحل سمع إطلاق رصاص ، خصومة بين شخصين تبادلا إطلاق النار ، فهذا صاحب محل الأقمشة مدّ رأسه ليرى ما القصة ، فإذا برصاصة تستقر في عموده الفقري ، يصاب بالشلل فوراً، النتيجة أصيب بالشلل ، وانتهى الأمر ، أنا ماشي بسوق من أسواق دمشق اسمه الحريقة ، خرج شخص من محل تجاري ودعاني إلى فنجان قهوة ، والله استجبت له ، قال لي : هناك قصة حيرتني ، قلت له : ما القصة ؟ قال لي : شخص توجه من بيته لمحله ، أليس العمل عبادة ؟ قلت له : إذا كان عملك مشروعاً - بيع أقمشة - وسلكت به الطرق المشروعة ، لا يوجد به كذب ، ولا غش ، ولا احتيال ، ولا تدليس ، فالعمل مشروع ، وسلكت به الطرق المشروعة ، ولم يشغلك عن فريضة ، ولا عن واجب ، هذا العمل الحرفي ، المهني ، انقلب إلى عبادة .
لذلك قالوا : عادات المؤمن عبادات ، أي ذهابه إلى المحل ، إلى المكتب ، إلى الوظيفة عبادة ، عادات المؤمن عبادات ، وعبادات المنافق سيئات ، المنافق يصلي ، يصلي ليوهم الناس أنه مستقيم .
 فقال لي الأخ التاجر : هذا ما ذنبه أستاذ ؟ وكأنه دون أن يشعر يعترض على هذا القضاء والقدر ، أن إنساناً توجه من بيته إلى هذا المحل التجاري ليبيع ويشتري ويكسب قوت أولاده ، فإذا بتبادل إطلاق نار ، مدّ رأسه تأتي رصاصة في عموده الفقري فيشل فوراً ، قال لي: ما ذنبه ؟ قلت له : الله أعلم ، أنا أعلم أن الله عادل ، أما هذه القصة فلا أعلمها ، أعلمها إذا أخبرني النبي الكريم ، واضحة تماماً ؟ أعلم يقين أن الله عادل ، لا يوجد عندي إمكان لأكشف سبب هذه القصة ، وانتهى الأمر ، واعتذرت عنه .
 والله بعد عشرين يوماً ، لي أخ كريم آخر ، كانت مدير معهد عندي في الشام ، قال لي : لنا جار يسكن فوقنا في الميدان ، له أخ توفي ، الأخ ترك بيتاً مؤجراً ، تقاضى هذا الأخ الأجرة عن أولاد أخيه المتوفى ، ورفض أن يعطيهم الأجرة ، ظلّ يقبضها عاماً بأكلمه ، إلى أن ضجر هؤلاء الأولاد الأيتام ، وشكوا هذا العم لشيخ التجار توفي رحمه الله ، فاستدعاه ، وطلب منه أن يرد الأموال التي أخذها إلى أولاد أخيه الأيتام ، قال له : لا أفعل هذا ، وهذا الحاضر ، كان فظاً ، غليظاً ، فتوجه هذا العالم الكبير إلى هؤلاء الأولاد وقال لهم : هذا عمكم لا أنصحكم أن تقيموا عليه دعوى أمام القضاء ، اشكوه إلى الله ، الكلام تمّ الساعة التاسعة مساء كان الساعة التاسعة صباحاً مشلولاً .
 أنت ترى إنساناً بريئاً ، ليس له ذنب ، بمحله التجاري ، سمع إطلاق رصاص ، مدّ رأسه ، فإذا برصاصة جاءت بعموده الفقري ، بتعبير أو بآخر : أنت ممكن أن تسمع ألف قصة، لأنك لا تعرف هذه القصص من أول فصل لآخر فصل فهي لا معنى لها ، يكون بحياتك أربع قصص أو خمس فقط ، تعرفها من أول فصل لآخر فصل ، هذه القصة المفيدة إن عرفت أبعاد هذه القصة ، لذلك الآية تقول :

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى ﴾

[ سورة يوسف : 111]

من أخلص لله أتته الدنيا و هي راغمة :

 رجل من كبار أغنياء أوروبا ، يحتاج إلى موظف ، أعلن عن وظيفة عنده في الشركة، لكن فعل شيئاً عجيباً ، وضع مصحفاً وإلى جانب المصحف وضع مئتي يورو ، وقال لهذا طالب الوظيفة : اختر المصحف أو المئتي يورو ، هم عشرة طلاب ، التسعة اختاروا المئتي يورو وكانت حجتهم عندنا مصحف بالبيت ، عندنا عدة مصاحف ، آخر واحد هو أفقر واحد ، اختار المصحف ، فقال له صاحب العمل : ألا يوجد عندك مصحف ؟ قال : عندي ، لكن والله أستحي من الله ، أن تخيرني بين كتابه وبين المئتي يورو ، أقنعه مرة ثانية ، أبداً مُصر ، قال له : حسناً ، أخذ المصحف فتحه وجد شيكاً بعشرين ألف يورو ، فلما قرأ الشيك بكى ، قال له : لا تبك ، أنا لا يوجد عندي أولاد ، وعندي أموال طائلة ، وعندي أراض ، وبيوت ، وعمارات ، وأنا سأتبناك ، في أوروبا يوجد تبني ، والتبني يرث ، فكل هذه الأموال لك.
أقسم لكم بالله ، وكل واحد من الحاضرين إذا أخلص لله عز وجل تأتيه الدنيا وهي راغمة ، استحى من الله أن يأخذ المئتي يورو ويدع المصحف ، المصحف فيه مبلغ فلكي ، ليس هذا فقط بل أراد صاحب العمل الذي يملك الأموال الطائلة ، قصور ، أراض ، أراد أن يتبناه ، وتبناه تبنياً حقيقياً ، وعندما مات ورث هذا كله .

(( ابن آدم اطلبنِي تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء ))

 أذكر مرة عندنا بالشام حي اسمه سوق ساروجة ، في منتصفه جامع الورد ، الحي تراثي ، بيوته قديمة من لعهد العثماني ، شارع تراثي ، وفيه جامع الورد ، كان يخطب فيه المفتي قديماً ، هناك قصة عجيبة ، القصة أن إنساناً تزوج امرأة ، وفي الشهر الخامس من زواجه بها كان حملها في الشهر التاسع ، فهمتم عليّ؟ أي زانية ، كان بإمكانه أن يطلقها ، أو أن يفضحها ، أو أن يخبر أهلها ، والشرع معه ، والقانون معه ، والعرف معه ، والناس معه ، لكنه أراد أن يحملها على التوبة ، جاء لها بولّادة ، ولدت ، حمل المولود تحت عباءته في صلاة الفجر ، وقف على باب المسجد ، حتى نوى الإمام الصلاة ، عندما نوى الصلاة المسجد أصبح خالياً من الوراء ، الكل يصلي ، فحمل هذا المولود ووضعه وراء الباب ، والتحق بالمصلين ، فلما انتهت الصلاة بكى هذا الصغير المولود لتوه ، تحلق المصلون حوله ، هو ابتعد إلى أن تأكد إلى أن كل المصلين تحلقوا حول هذا المولود ، اقترب منهم ، قال : ما القصة ؟ قالوا : تعال انظر لقيط ، قال : أي لقيط هذا ؟ تفضل ، هذا لقيط ! فنظر إليه وقال : أنا آخذه ، أخذه أمام أهل الحي على أنه لقيط ، ودفعه إلى أمه العاصية ، سترها .
 إمام جامع الورد ، أنا ليس من عادتي أبداً أن أذكر منامات ، إمام جامع الورد رأى رسول الله في المنام ، قال له : قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة .
 أخواننا الكرام؛ الدنيا ساعة ، اجعلها طاعة ، نحن جميعاً متشابهون ، نأكل ، ونشرب، وننام ، ونذهب إلى عملنا ، وظيفة ، أو تجارة ، ونرجع إلى البيت نتغدى ، وننام نصف ساعة ، ونسهر سهرة أحياناً ، كلنا مثل بعضنا إلا في بعض الحالات هذه الحالة فرصة كبيرة جداً ، إما أن ترقى إلى الله في أعلى عليين ، أو تسقط .
 هذا لو فضحها ، وركلها بقدمه ، لا يوجد عليه شيء ، خائنة ، زانية ، لكن حملها على التوبة ، هذه بطولة .

 

الله رب النوايا :

 لذلك أخواننا الكرام؛ قبل أن تتحرك فكر ، بإمكانك أن تستر ، بإمكانك أن ترقى عند الله .
أذكر تماماً أخاً مقيماً بالخليج ، وله أموال طائلة هناك في البنوك ، جاء إلى الشام في الصيف ليجلس مع أهله ، كان هناك شركة عملاقة اسمها : سوق المناخ في الخليج ، واضع كل أمواله فيها كاستثمار ، يوجد جلسة بالشام مع أحد العلماء علم أن هذه الشركة عليها إشكال ، فيها جزء ربوي ، فتناقش للساعة الثالثة بالليل مع هؤلاء العلماء ، ثم ثبت له - سوق المناخ في الخليج شركة عملاقة - أن أعمال هذه الشركة غير شرعية ، حاول أن يتصل بأخيه في الخليج كي يبيع الأسهم ، هذه الأسهم لحاملها ، والأسهم موجودة في بيته بالخليج ، اتصل مرتين ، ثلاث ، أربع ، الآن الاتصال سهل جداً ، بالأول كان صعباً ، أنا أذكر كنت مضطراً أتصل بحلب فاحتجت إلى ساعتين أو ثلاث حتى يعلق الخط ، الآن القضية سهلة جداً ، فلم يتمكن من الاتصال بأخيه ليبيع له الأسهم ، قال : أنا حينما أعود للكويت أبيع الأسهم ، وصل للكويت بعد أسبوعين أو ثلاثة ، بعدما انتهت إجازته في الشام استقبله أخوه بالمطار ، قال له : هل تعلم ؟ قال له : ماذا ؟ قال له : سوق المناخ أفلس ، راحت كل أمواله ، وقع مغشياً عليه، قال له : قم قم ما نفد غيرك ، رأيتك في المنام أول مرة تقول لي : بع الأسهم ، أقول : أبيعها على منام ؟ بعد بساعة منام ثان ، بع الأسهم ، منام ثالث بع الأسهم فبعتها ، لم ينجُ غيرك ، الله رب النوايا .

التفكر هو الموقف الكامل من آيات القرآن الكريم :

 أخواننا الكرام؛ أتمنى عليكم هناك قصص كلها قصص واقعية ، مؤثرة جداً ، صارخة في بيانها ، عظيمة في مغزاها ، حاول أن تسجل هذه القصص ولو بعنوان تتذكره أنت ، اجعل عنوان هذا الموضوع :

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى ﴾

[ سورة يوسف : 111]

 فاتعظ ، الله له أقوال قرآنه ، الموقف الكامل التفكر ، له أفعال آياته التكوينية ، الموقف الكامل النظر .

﴿ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا ﴾

[ سورة آل عمران : 137]

 وهناك :

﴿ ثُمَّ انْظُرُوا ﴾

[ سورة الأنعام : 11]

على فانظروا معي حكاية ، وعلى ثم انظروا يوجد حكاية ، على فانظروا :
 قاض ، صديقي في الشام ، جاءه متخاصمان ، والقضية تحتاج إلى يمين ، فطلب البينة على من ادعى ، واليمين على من أنكر ، طلب ممن أنكر حلف اليمين ، يقول لي : وضع يده على المصحف وحلف اليمين الذي تلوته عليه ، ورفع يده و لم ينزلها ، القاضي غضب ، قال له : أنزل يدك ، كان يمسك جسمه باليد الثانية ، كان ميتاً ، عندما حلف اليمين كاذباً مات فوراً ، هذه الآية تحت قوله تعالى :

﴿ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا ﴾

[ سورة آل عمران : 137]

 الفاء للترتيب على التعقيب .
 قصة ثانية : بمكان في الشام بالقلعة ، جانب سوق الحميدية يوجد قلعة مشهورة ، هناك شخص أُعدم ، الإعدام صار بالقلعة ، لم يعد بالمرجة ، بالقلعة ، بعدما وضعوا حبل المشنقة برقبته قال : انتظروا ، أنا الآن سأشنق لأنني متهم بقتل إنسان ، أنا ما قتلته ، لكنني قتلت شخصاً من ثلاثين سنة ، هذه على الآية الثانية :

﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا ﴾

[ سورة الأنعام : 11]

 الأولى الذي حلف فوراً شلّ ثم مات ، فأنت أمام آيات تكوينية ، الكونية تفكر ، التكوينية نظر ، القرآنية تدبر .

﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ﴾

[ سورة الأنعام : 115]

 آية ، اثنتان ، أي يا عبادي بيني وبينكم كلمتان ، منكم الصدق ، ومني العدل ، تتفاوتون عندي بصدقكم وأنا أعدل بينكم .

﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ﴾

[ سورة الأنعام : 115]

 أو هذا القرآن بين دفتيه آيات كثيرة ، ستة آلاف آية ، هذه الآيات الكثيرة لا تزيد عن خبر ، أو أمر ، الخبر صادق ، والأمر عادل ، صارت الآيات الكونية تفكر ، والآيات التكوينية نظر ، والآيات التكوينية تدبر .

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية : 6 ]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور