وضع داكن
19-04-2024
Logo
إذاعة مسك إف إم - رسائل في محنة كورونا.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المذيع:
 على الهاتف الآن فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي ، تحياتي لك دكتورنا الكريم .
الدكتور راتب :
 أهلاً وسهلاً ومرحباً ، وبارك الله بكم ، ونفع بكم .
المذيع :
 حياكم الله دكتور ، كل عام وأنتم بخير ، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .
الدكتور راتب :
 وأنتم بألف خير .
المذيع :
 حفظكم الله يا رب ، دكتور ؛ شهر رمضان المبارك هذه السنة نستطيع أن نقول عنه بأنه شهر حقيقة استثنائي ، هو رمضان استثنائي ، ولكن الظروف التي يمر بها هي ظروف استثنائية ، في شهر رمضان الحقيقة لا تراويح ، لا جوامع ، ولا عمرة ، أستطيع أن أقول لن نستطيع أن نذهب إلى العمرة خلال أي يوم من أيام شهر رمضان ، حتى الاعتكاف ، ربما يظن البعض أننا نحن في ابتلاء ، وهذه عقوبة من الله ، هل نستطيع أن نخطو وأن نفكر في هذا التوجه ؟

الابتلاء علة وجود الإنسان الوحيدة :

الدكتور راتب :
الحقيقة الدقيقة لا بد من مقدمة تلقي الضوء على هذا السؤال ؛ علة وجود الإنسان في الدنيا الوحيدة ، أي سبب وجوده في الدنيا هو الابتلاء ، الدليل هو :

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾

[ سورة الملك:2]

 فالابتلاء سبب وجودنا في الدنيا ، علة وجودنا ، فلابد من الابتلاء ، الإمام الشافعي سُئل : ندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ فقال : لن تمكن قبل أن تبتلى ، هذا قدرنا ، هذه علة وجودنا ، لا بد من أن نبتلى ، بدءاً من الأنبياء والرسل ، وانتهاءً بالمؤمنين ، النبي الكريم يقول :

(( لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاث من بين يوم وليلة ومالي طعام إلا ما واراه إبط بلال ))

[الترمذي عن أنس بن مالك]

 فالعبرة ليست ألا نبتلى ، بل العبرة أن ننجح في الابتلاء ، هذه واحدة .

 

العبادة علة وجودنا :

 الآن هو :

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ﴾

[ سورة الملك:2]

 ليبلوكم بالعبادة ، والدليل :

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الذاريات: 56]

علة وجودنا العبادة ، والعبادة بتعريفاتها الدقيقة هي طاعة طوعية ، طاعة لهذا الخالق، طاعة لتعليمات الصانع ، هي عبادة ، طاعة للذي أوجدنا ، للذي خلقنا ، للذي يسيرنا ، لإلهنا ، لربنا ، لمن عنده مصيرنا ، هي طاعة طوعية ، لكنها ممزوجة بمحبة قلبية ، فما عبد الله من أطاعه ولم يحبه ، كما ما عبد الله من أحبه ولم يطعه .
 طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية، علة وجودنا .
 ففي رمضانات عديدة شاء لنا أن نعبده في المساجد ، والله عز وجل خالقنا ، ومربينا، وإلهنا ، وربنا ، شاء هذا العام أن نعبده في بيوتنا ، لا يوجد مشكلة أبداً ، نصلي في البيت ، يصلي الزوج إماماً بزوجته وأولاده وبناته ما الذي يحدث ؟ الله موجود .

﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ َ﴾

[ سورة الحديد: 4]

 في بيوتكم أو في مساجدكم ، المؤمن مرن ، يفهم على الله حكمته ، من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر ، شاءت حكمة الله أن نجتمع في البيت ، أن تزداد العلاقات البيتية ، أن يزداد الاعتكاف ، أن تزداد الوجهة إلى الله عز وجل ، فأنا أعبده كما شاء لي أن أعبده ، لا أعبده كما أتمنى ، بل كما يريد ، أعبده كما يريد ، لا أعبده كما أتمنى ، حكمة بالغة .

 

فيروس كورونا رسالة من الله لكل أهل الأرض قاطبة :

 لكن والله ما سمعت في حياتي مأساة ، أو بتعبير آخر رسالة من الله لكل أهل الأرض قاطبة ، بالقارات الخمس ، العالم الغربي ، أمريكا ، أوروبا ، أستراليا ، الشرق الأوسط ، رسالة من الله ، العالم أدار ظهره للدين ، رآه تقليداً ، شيئاً قديماً ، شيئاً انتهى ، فجاءت رسالة من الله من أضعف خلق الله ، هذا المخلوق لا يرَى بالعين ، ليس كائناً حياً ، هو نوع من الفيروسات ، هذا الفيروس أوقف الحياة في الأرض ، في القارات الخمس ، اطلعت على صور لنيويورك أضخم مدينة في العالم فارغة .

﴿ قَاعاً صَفْصَفاً ﴾

[ سورة طه: 106]

 برلين ، لندن ، باريس ، موسكو ، هذه المدن التي كانت تضج بروادها :

﴿ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ﴾

[ سورة البقرة: 259]

درس من الله ، الناس اتجهوا إلى وحي الأرض ، وأداروا ظهرهم لوحي السماء فجاءت رسالة من الله بليغة ، شاملة ، لكل أهل الأرض أين أنتم ؟ إلى أين أنتم ذاهبون ؟ إلى شهواتكم ؟ إلى شبهاتكم ؟ الشهوات سلوك منحرف ، مغطى بفكر منحرف ، الشبهات ، يوجد شهوات منحرفة تغطيها شبهات غير صحيحة ، الله عز وجل أيقظنا ، لفت نظرنا ، أرسل رسالة، دولة عظيمة أحياناً تهددها دولة أخرى ، ماذا تفعل ؟ تقيم عرضاً عسكرياً ، أنواع المدرعات ، أنواع الطائرات ، أنواع المدافع ، هذا العرض العسكري رسالة لمن حولها ، لكن الله عز وجل أرسل رسالة ، أرسل رسالة من أضعف خلقه ، لا يوجد أضعف من هذا الفيروس ، فيروس يوقف الحياة في الأرض ! لا مطارات ، ولا جامعات ، ولا مدارس ، ولا معامل ، ولا نشاطات ، النشاط كله يقف كلياً ، والخسائر بألوف المليارات ، الآن يباع النفط بأقل من صفر ، أي خذ وندفع لك ، يباع النفط بأقل من الصفر ، اقبل هذه الشحنة ندفع لك ثمنها ، شيء لا يصدق .
 سيدي ؛ إذا أنت كنت مدير مؤسسة قوياً ، لك مع موظفيك عدة خيارات ، أول خيار أن تدعه كما هو ، خيار آخر أن تكافئه ، خيار ثالث أن تعاقبه ، خيار رابع أن تسرحه ، هل هناك غير هذا ؟
المذيع :
 لا .
الدكتور راتب :
 أما الله فله مع العباد مليار خيار ، فيروس ، أضعف خلق الله قاطبة ، يوقف الحياة بالقارات الخمس ، لا حركة ، ولا سكنة ، ولا نشاط ، ولا تعليم ، ولا عمل ، ولا حكم ، كله واقف .

 

بطولة الإنسان أن يعود إلى الله و يصطلح معه :


 شيء آخر : أصاب هذا الفيروس قيادات ، رئيس جمهورية أصابه هذا الفيروس ، ليس للفقراء فقط ، هذا الفيروس وصل أثره لكل طبقات الأرض .أنا بحياتي ، بعمري الدعوي الذي يصل إلى أربعين سنة ما رأيت رسالة من الله عميقة، شاملة ، كاملة ، واسعة كهذه الرسالة ، فالبطولة أن نعود إلى الله ، أن نصطلح معه ، أن نتوب إليه ، أن نقيم شرعه ، أن نتجه إليه ، أن نأخذ وحي السماء ، وأن نركل بأقدامنا وحل الأرض ، وحل انحرافات ، أقوياء متحكمون في مصائر الشعوب كلها ، أحياناً مأساة في بلد معين ضحيتها مليون إنسان ، الطرف الآخر الغربي بإمكانه أن يوقفها بهاتف ، بهاتف فقط ، مليون قتيل ، ستة مليارات بيت تهدم ، تحتاج من هاتف إلى قوي ، لا يفعله ، شيء لا يصدق سيدي .
المذيع :
 سبحان الله !

رسالة الله تدخل إلهي مفاجئ لأهل الأرض :

الدكتور راتب :
 والله النبي قال :

(( تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ))

امتلأت ظلماً وجوراً ، قوي معه المال ، معه الإعلام ، معه الهيمنة ، معه السيطرة ، معه كل شيء ، والضعاف تموت ، لا أحد يلتفت إليهم ، جاءت رسالة من الله ، بتعبير آخر : تدخل إلهي مفاجئ لأهل الأرض ، أين أنتم ؟ أين أنتم ذاهبون ؟ إلى مصالحكم ؟ إلى شهواتكم ؟ إلى ترفكم ؟ إلى هيمنتكم ؟ الله موجود ، أي رسالة من الله :

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾

[ سورة طه: 14]

 هذا الذي أراه بهذه الرسالة .
المذيع :
 دكتورنا الكريم ، الآن ما شاء الله ، تبارك الله ! العديد من المئات يسمعوننا في بداية شهر رمضان المبارك ، ضمن هذه الأزمة التي نحن موجودين فيها لعلنا فضيلة الشيخ نأخذ منك دعوة مفتوحة لمستمعي إذاعة مسك إف إم ، أنه خلال هذا الشهر الفضيل المبارك أن يكون لنا بصمة إيجابية ، أن يكون لنا قيمة مضافة ، إما مثلاً بترك عادة سيئة ، بتمسك بعادة حسنة ، نريد من حضرتك الحقيقة فضيلة الشيخ للسادة المستمعين .

 

بطولة الإنسان لا أن يبتلى بل أن ينجح في الابتلاء :

الدكتور راتب :
 لابد من عودة إلى الله ، لا بد من صلح مع الله ، لا بد من ضبط الدخل ، قد يكون هناك دخل غير مشروع ، لا بد من ضبط الإنفاق ، لا بد من تمضية أوقات الفراغ في لقاءات مختلطة أم لقاءات مميزة ؟ من كسب مشروع أم من كسب غير مشروع ؟ من مال حرام أم من مال حلال ؟ من علاقة طاهرة بين الذكر والأنثى علاقة زواج أم علاقة سفاح ؟ الأرض امتلأت بالمعاصي والآثام ، لابد من عودة إلى الله .
لكن كلامي دقيق : طائرة فيها ركاب ، ذاهبة من بلد إلى بلد ، سقطت ، راكب ذاهب ليلقي محاضرة إسلامية ، راكب آخر ذاهب ليرتكب فاحشة في هذا البلد ، الاثنان ماتا بسقوط هذه الطائرة ، كل إنسان يبعث على نيته .
 فهذا البلاء العظيم الكورونا لأناس ابتلاء ، ونجحوا بالابتلاء ، وأناس سقطوا في الابتلاء ، هناك إنسان يأتيه البلاء امتحاناً فينجح ، وإنسان يأتيه البلاء عقاباً ، الابتلاء واحد ، طائرة سقطت ، فيها راكبان ، راكب ذاهب إلى شرق آسيا ليرتكب الفواحش ، وراكب آخر ليلقي محاضرة إسلامية ، الاثنان ماتا في الطائرة ، لكن كل إنسان يبعث على نيته ، البلاء واحد، هناك إنسان جلس بالبيت مع أهله ، ومع أولاده ، قرؤوا القرآن ، عملوا أشياء لطيفة ، حفظوا الكتاب ، تذاكروا بأمور الدين ، لا يوجد مشكلة أبداً ، فلابد من الابتلاء ، فالبطولة لا أن ننجو منه ، بل أن ننجح فيه ، هذه البطولة ، فأنت قاعد ببيتك ، مع أولادك ، وهناك مودة ومحبة وقرآن وسنة ومعلومات دقيقة وكتب ، لا يوجد مشكلة أبداً ، أما الذي ألف التفلت ، والمقاهي ، والحانات ، ودور السينما ، طبعاً يتألم ، المصيبة واحدة ، لكن واحد يرقى بها ، والثاني يسقط بها .
المذيع :
 إذاً فضيلة الشيخ من خلال هذه الظروف الاستثنائية التي نحن بها شهر رمضان الشباب الموجودون الآن هنا ، حقيقة الأعمال قلت دكتور ، وصار بعض الضيق عندهم ، و بعض التململ ، حقيقة نحن في ضيق ، وجاء هذا الأمر ، أعطونا حلاً ؟

عبادة الله كما يريد لا كما نريد نحن :

الدكتور راتب :
 معي جواب واحد .
المذيع :
 وهو ؟
الدكتور راتب :
 أنا اعبد الله كما يريد ، لا كما أريد أنا ، أراد لي أن أعبده في البيت ، أن أعبده مع أهلي وأولادي ، أن أعبده مع القرآن ، مع حفظ القرآن ، مع الصلاة ، مع التراويح ، نصليها في البيت جميعاً ، التراويح تصلى في البيت ، من المصحف لا يوجد مانع وهناك فتوى بذلك ، إذا أنت لست حافظاً افتح المصحف كأب ، اقرأ كل ركعة صفحة ، أنا حسبت البارحة قد تقرأ ثلاثمئة من القرآن بشهر رمضان ، أب أنت ، المصحف أمامك ، وزوجتك وراءك ، وأولادك وبناتك ، تقرؤون القرآن ، أتيح لنا أن نعبده بطريقة جديدة ، أي أنا أعبده كما يريد لا كما أريد أنا.
المذيع :
 سبحان الله ! هذا هو التوجيه ، وهذا الفهم الذي يجب أن يكون بأعماقنا ، وأن نتذوقه قبل أن ندركه عقلياً .

الحكمة تُسعد المؤمن و لو فقد كل شيء :

الدكتور راتب :
 سيدي ؛ الآية الدقيقة :

﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ﴾

[ سورة البقرة: 269]

 دقق ، الله ما قال : ومن يأخذ الحكمة ، لا :

﴿ وَمَنْ يُؤْتَ ﴾

[ سورة البقرة: 269]

 الحكمة إذا أوتيت الحكمة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بها ولو ملكت كل شيء ، الله شاء لهذا الشهر أن نعبده في البيت ، عندي زوجة ، وأولاد ، وبنات ، نصلي جماعة، إن لم أكن حافظاً لكتاب الله ، نقرأ من المصحف ، وهناك فتوى بذلك ، افتح المصحف أمامك على الاستناد اقرأ كل ركعة صفحة ، أنا عددت البارحة نستطيع أن نقرأ ثلاثمئة صفحة برمضان ، وزوجتك معك ، وأولادك معك ، وبناتك معك ، جنة والله ، البيت يصبح جنة ، بالمناسبة البيت جنة المؤمن ، جنته بيته .
المذيع :
 كيف نصل إلى هذا البيت في شهر رمضان دكتور ؟

 

مذاكرة القرآن الكريم أجمل شيء بالحياة :

الدكتور راتب :
 يا أخي ! والله أنا عملت حسابي البارحة إذا أنا صليت إماماً مع زوجتي وأولادي وبناتي ، صليت بهم إماماً سوف نقراً ثلاثمئة صفحة ، نقرأ نصف القرآن ، كل ركعة صفحة ، بهدوء كلمة كلمة ، بعدما انتهينا نتناقش ، نتذاكر ، ما معنى هذه الكلمة ؟ ما معنى هذه الآية ؟ سيدي أجمل شيء بالحياة مذاكرة القرآن الكريم .

﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾

[ سورة البقرة: 121]

العلماء قالوا : ما معنى حق تلاوته ؟ أولاً : أن تقرأه قراءة بلغة صحيحة ، هذه واحدة، ثانياً : إن أمكن أن تقرأه قراءة مجودة ، يوجد إدغام ، ومدود ، إلى آخره ، ثالثاً : أن نفهمه ، رابعاً : أن تطبقه ، خامساً : أن تدعو إليه ، هذا معنى قوله تعالى :

﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾

[ سورة البقرة: 121]

 أن تقرأه قراءة صحيحة ، كقواعد الله إن أمكن ، كما قال سيدنا عمر : تعلموا العربية فإنها من الدين ، القليل من الثقافة اللغوية ، لأنك أنت إذا قرأت آية ، إنما يخشى اللهُ من عبادهِ العلماءَ فالصلاة باطلة ، باطلة كلها بحركة واحدة .

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ ﴾

[ سورة فاطر: 28]

 مفعول به مقدم .

﴿ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

[ سورة فاطر: 28]

 فإذا قرأنا القرآن قراءة صحيحة بإمام ، إمام بأولادك ، وبناتك ، ومن حولك بالبيت ، وتدبرت هذه الآيات ، بعد الصلاة تناقش بهذه الآيات ، هذا كلام الله ، فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه ، أنت مع كلام الله ، لذلك قالوا : الكون قرآن صامت ، والقرآن كون ناطق ، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي ، وأنا أقول : ما لم يرَ الناس إسلاماً يمشي أمامهم لا يقنعون بهذا الدين ، ما معنى إسلام ؟ رأوه مسلماً، إن حدثهم فهو صادق ، إن عاملهم فهو أمين ، إن استثيرت شهوته فهو عفيف ، هذا الذي ننمو به ، الناس يحبون أن يروا إسلاماً لا في كتاب ، ولا في محاضرة ، ولا في ندوة ، يحبون أن يرون إسلاماً أمامهم ، شخص صادق أمين ، هذا الذي يسمو بهذا الدين العظيم .
المذيع :
 دكتورنا ؛ إلا أنه الآن في بعض ممن الله سبحانه وتعالى ابتلاهم بمرض كورونا طبعاً هو لا يستطيع الصيام ، وهو مبتلى بهذا المرض الذي كما ذكرت عمل شللاً بالقارات الخمس ، وربما يسمعوننا الآن ، ما هي الرسالة من حضرتك التي توجهها لهم ؟

 

تعلق الإرادة الإلهية بالحكمة المطلقة :

الدكتور راتب :
 يا أخي الكريم ؛ كل شيء وقع - هذه قاعدة أصولية بالعقيدة - كل شيء وقع بالقارات الخمس من آدم ليوم القيامة أراده الله ، ما معنى أراده ؟ لا تعني أنه أمر به ، ولا تعني أنه رضيه ، ولكن سمح به .
 طبيب تزوج ، ما أنجب عشر سنوات ، ثم أنجب ولداً غاية في الجمال والحسن ، تعلق به تعلقاً مذهلاً ، هذا الأب الطبيب الذي هام بابنه اكتشف أن عنده التهاب زائدة دودية فسمح بتخديره ، وفتح بطنه ، واستئصال الزائدة .
 فكل شيء وقع أراده الله ، لا تعني أنه أمر به ، ولا تعني أنه رضيه ، لكن سمح به ، وكل شيء أراده الله وقع ، والإرادة الإلهية متعلقة بالحكمة المطلقة ، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق ، لا يوجد بالكون شر مطلق ، الشر المطلق أي الشر للشر ، يتناقض مع وحي الله ، هناك خير مطلق ، فكل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع ، والإرادة الإلهية متعلقة بالحكمة المطلقة ، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق ، هذا شيء يريحنا ، لا يوجد شر مطلق ، هناك خير مطلق ، قد يكون بوجه إيجابي ، راحة نفسية ، صحة ، دخل معقول ، وشيء سلبي كورونا ، هذا عطاء إلهي ، لفت نظر ، رسالة من الله .
المذيع :
 ونعمة بالله دكتور .

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارضَ عنا .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور