وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 055 - الاستعداد لاستقبال شهر رمضان.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتمّ الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هي تحية أهل الإيمان بالدنيا، ونسأل الله عز وجل أن يجعلها تحيتنا وإياكم لنكون من أهل الجنة والنعيم، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام، نتواصل في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 شيخ الشباب أكرمك الله دكتور محمد، حديثنا ونحن على مقربة زمنية من أعظم ضيف، من شهر رمضان المبارك، قد يكون أقل من شهر يفصل بيننا وبين هذا الضيف العزيز، كيف لنا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك؟

الحياة بلا رسالة ولا هدف تافهة ومملة :

الدكتور راتب :
 لكن لا بد من أن أعقب على كلمة شباب، بالمعنى الدقيق النفسي من هو الشاب؟ المؤمن يذوق طعم الجنة في الدنيا
كل إنسان هدفه أكبر منه هو شاب، وهو في التسعين شاب، كل إنسان هدفه محدود حققه انتهى وملّ، لو أن شخصاً هدفه المال فقط، ورث من والده مئة مليون، هذا انتهى بالخامسة والعشرين، هدفه المال، معه مال، تصبح الحياة بلا معنى، فالحياة بلا رسالة، بلا هدف، بلا مبادئ، بلا قيم، تافهة ومملة، فلذلك الإنسان عندما يصل إلى هدفه يحتقر هذا الهدف، متى يبدأ شقاء الغني؟ بعد الغنى، قبل الغنى الغنى متألق أمامه، هذا التألق ينتهي عند البلوغ، أحياناً إنسان يشتري بيتاً في منطقة مرتفعة، يكشف المدينة كلها، زار مرة صديقه منذ سنة، وأعجبه المنظر، الآن اشترى بيتاً إلى جانبه، والمنظر موجود، قال لي شخص: والله منذ سنة ما خرجت إلى الشرفة، مألوف، هل يوجد كلام أعمق من هذا؟ رحمة الله بنا لم يجعل لهذه الدنيا نتائج مستمرة بل متناقصة، إذا يوجد لذة، واللذة متناقصة، هذه تظهر بمليون شيء، شراء سيارة بعد أسبوعين عادية جداً، شراء بيت، ارتقاء منصب، أي شيء له طموح الإنسان يسعد به قبل بلوغه، يتألق أمامه، فإذا بلغه انتهى، فلذلك غير المؤمن يشقى في الدنيا، أما المؤمن فالدنيا طريق الجنة، صار شيء آخر قال تعالى:

﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾

[ سورة محمد الآية : 6]

 عرّفها لهم في الدنيا، ذاقوا طعمها، لذلك المؤمن في جنة إنها جنة القرب، قال تعالى:

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

[ سورة الرحمن : 46]

 جنة في الدنيا وجنة في الآخرة، لذلك والله لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلونا عليها بالسيوف، قال ابن تيمية: ماذا يفعل أعدائي بي؟ بستاني في صدري، إن أبعدوني فإبعادي سياحة، وإن حبسوني فحبسي خلوة، وإن قتلوني فقتلي شهادة، فماذا يفعل أعدائي بي؟
المذيع:
 نرتحل معكم إلى شهر رمضان المبارك كيف يفترض للمسلم كفرد، كعائلة أن يهيئ نفسه لاستقبال شهر رمضان؟

 

كيفية تهيئة الإنسان نفسه لاستقبال شهر رمضان :

الدكتور راتب :
 أنا لي أن أقول بتعريف جامع شامل لهذا الشهر إنه دورة تدريبية لنقل الإنسان من مستوى إلى مستوى، لا سمح الله من مستوى المعصية إلى الطاعة، من الطاعة إلى العقل، من العقل إلى الإحسان، يوجد مراتب مهمة رمضان أن ينقلك من مستوى إلى مستوى أعلى
رمضان مهمته أن ينقلك من مستوى إلى مستوى، المستوى الأدنى هو مستوى المعصية، برمضان يتوب إلى الله، لكن أخطر شيء سلبي بهذا الشهر أن يصبح هذا الشهر عادة من عوائدنا، هناك أشياء مألوفة في الشهر، ولائم، سهرات على المسلسلات، صلاة متأخرة للساعة الثانية عشرة، ينام يصلي الفجر بعد الشمس، كأنه ألغى الشهر، ألغى العبادة، جعله شهر ولائم، سهرات، أفلام، مسلسلات، ودائماً بالإعلام إن هذا الفيلم أنتج خصيصاً لشهر رمضان المبارك، يكون كله معاص وآثام، حياتنا فيها ازدواجية، حياتنا فيها شكل لا مضمون، هذا شهر عبادة، شهر قرب من الله، شهر تلاوة القرآن، شهر غض البصر، شهر ضبط اللسان، شهر الإحسان، شهر دفع الزكاة، شهر زيارة الأقارب، صلة الأرحام، شهر طاعات كله، شهر إكرام مادي ومعنوي، شهر اتصال بالله، شهر تألق مع الله، شهر عبادة طويلة، التراويح عشرون ركعة تقف ساعة تستمع لكلام الله، وهناك ركوع وسجود، فكلما ضبط الإنسان استقامته قطف ثمار هذا الشهر، وإذا الإنسان لم يغير شيء باستقامته فالكذب والغيبة والنميمة كأنها مفطرات من نوع آخر.
المذيع:
 نحن كل رمضان يأتي نتمنى أن نغير به أنفسنا للأفضل لكن الواقع يكون مخيباً للأمل، وما الحل؟

رمضان دورة تدريبية على إحكام الاستقامة والصلة بالله :

الدكتور راتب :
 أنا أقول كلمة: برمضان صعدنا درجة، انتهى رمضان نزلنا درجة، المفروض صعدت درجة، العام القادم درجة ثانية، فكل مرة قفزت قفزة نوعية كلما ازداد الإنسان قربا من الله ازداد تألقا
هذه المرة بالاستقامة، كان لا يوجد غض بصر، صار غض البصر قوياً، كان هناك صلوات تفوتني، أصبحت الصلوات متقنة وفي أوقاتها، كان هناك جلسات لا ترضي الله، غيبة، ونميمة، كلها تركتها، فالإنسان كلما استقام اقترب من الحي الديان، كأن شهر رمضان دورة تدريبية على إحكام الاستقامة مبدئياً، ثم إحكام الصلة بالله ثانياً، هذا رمضان، ثم هناك تراكم، عشر أول، عشر ثان، عشر ثالث، كل مرحلة تنتقل من مرحلة إلى مرحلة، صار عندك ألفة مع الصلاة، هنا صار خشوع، هنا إقبال، فالإنسان كلما ازداد قرباً من الله زاد تألقاً، يأتي العيد، ما العيد؟ يوجد فهم للعيد مضحك، أكلنا الحلويات، لبسنا الجديد، العيد عودة إلى الله، العيد حقيقته عودة إلى الله، الله أكبر أين كنت أنا؟ كل هذه السعادة بالقرب، أنا أين كنت؟ أضيع وقتي كله، كل هذه السعادة بالصيام، كل الطهر بالصيام، كل غض البصر بالصيام.
المذيع:
 هل يفترض أن يبدأ التغيير مع بدء شهر رمضان، مثلاً أنا لا أصلي هل يفترض بي أن أصلي واحد رمضان أم أبدأ الآن؟

رمضان قفزة في سلم الإيمان و قرب من الله :

الدكتور راتب :
 أنا لا يوجد عندي إمكانية أن أصدق أن النقلة الفجائية نوعية، أنا مؤمن بالتدريج، أنت بشهر شعبان تحاول ألا تجلس بجلسة لا ترضي الله عز وجل، هيئ نفسك إلى حاضنة إيمانية، هيئ نفسك لغض البصر، لضبط لسان، لضبط سمع، يوجد أغان، ضبط اليد، لا تصافح امرأة لا تحل لك، لك بيت اعتن ببيتك، اعتن بزوجتك، هذه حلالك، فأنت عندما تعمل محاولة تغيير، قال تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾

[ سورة الرعد: 11 ]

 كأن رمضان يختصر بالتغيير نحو الأحسن، ومن مستوى إلى مستوى، من تفلت إلى عبادة، من عبادة إلى إقبال، من إقبال إلى تألق، من تألق إلى تقوى.
المذيع:
 من الآن يهيئ نفسه لاستقبال رمضان.
الدكتور راتب :
 أنا لست من أنصار أن الإسلام مناسبات، نحن نذكر الأم بعيد الأم، أنت كمؤمن يجب أن تذكرها، وأن تتصل بها، وأن تبرها بثلاثمئة وخمسة وستين يوماً، هذه جاءت من الغرب، رمضان شهر عبادة، أنت من دون رمضان لا تعبد الله؟! هنا يوجد تألق لا يوجد إحداث عبادة، يوجد تألق وفتور قبل رمضان، وتألق برمضان، أنت بيتك إسلامي، عملك إسلامي، دخلك إسلامي، مشاعرك إسلامي، بيتك ملتزم، لا يوجد بنت متفلتة من بناتك، لا يوجد شاب فلتان، وكلامه غير معقول، وشهواته مباحة، بيتك إسلامي، زوجتك مطبقة للدين، فرمضان يصبح شهر رقي، أما إذا الشخص عنده تفلت يقول: رمضان شهر توبة، شهر توبة نصوح، الله أعطاك فرصة تسميها دورة تدريبية، سمّها دورة مكثفة، نقلة نوعية، قفزة في سلم الإيمان، قرب من الله، أن تذوق طعم القرب من الله.
المذيع:
 في هذه الأيام التي تسبق رمضان كيف ينبغي لنا أن نحضر أنفسنا لاستقبال رمضان؟

 

طلب العلم هو الأصل في شهر رمضان :

الدكتور راتب :
 أنا يجب أن أعرف الصلاة، وشروطها، وأهدافها، وخصائصها، وتألقها، وقبول العبد بصلاته، أريد معلومات دقيقة يجب أن أطلب العلم بالنهاية، أنت من أجل أن تكون متفوقاً باختصاصك تعمل دورة مكثفة، العلم هو الأصل في رمضان، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، يجب أن تعرف الله عز وجل حتى تطيعه، كيف؟ أنت تمشي في الطريق تركب السيارة، والإشارة حمراء، ماذا تفعل؟ تقف، لماذا تقف؟ أولاً: لأن الشرطي واقف، هذا الشرطي نائب وزير الداخلية، واضع القانون وزير الداخلية علمه يطولك من خلال هذا الشرطي، وقدرته تطولك، تسحب الإجازة منك، تحجز المركبة، فأنت عندك يقين قطعي أن واضع قانون السير علمه يطولك، وقدرته تطولك، لذلك لا يمكن أن تعصيه، أنت مع بشر، لأنه يضع في كل مفرق شرطي سير، عند التقاطعات شرطي سير، وأنت مواطن عادي من الدرجة الخامسة، وهذا الشرطي يستطيع أن يحجز المركبة، وأن يدفعك مبلغاً كبيراً، افتح القرآن الكريم قال تعالى:

﴿ اللَّهُ الَّذي خَلَقَ سَبعَ سَماواتٍ وَمِنَ الأَرضِ مِثلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمرُ بَينَهُنَّ لِتَعلَموا ﴾

[ سورة الطلاق: ١٢]

 الأمر في القرآن الكريم كله، الوحي كله لتعلموا:

﴿ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَد أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمًا ﴾

[ سورة الطلاق: ١٢]

 عندما تعلم أن علم الله وقدرته تطولك لا تعصيه
أنت حينما تعلم أن علم الله يطولك وقدرته تطولك، لا يمكن أن تعصيه.
 من الأخير، هذا شهر رمضان أن ترى يد الله تعمل وحدها، أن توحد، أو ترى رحمة الله في الخلق، أن ترى المهمة التي أنت مكلف بها، أن تؤمن بالآخرة، سيدي إذا شخص زار طبيباً، والطبيب وصف له وصفة، هو عنده ذكاء اجتماعي، صافح الطبيب وشكره على عنايته، وشكره على اهتمامه، وعلى الدواء، لكن لم يشتر الدواء إطلاقاً، لأنه لم يقتنع من أعماقه بعلم الطبيب، هذا غير مختص، يريد طبيباً مختصاً بالقلب، هذا مختص بالهضم، لم تشتر الدواء لأنك لم تقتنع بالطبيب، هذا اسمه التكذيب العملي والخطير، لا يوجد عندنا بكل العالم الإسلامي من يقول: الله غير موجود إلا قلة قليلة من الملحدين، لا أحد يقول: لا يوجد جنة، العالم الإسلامي لا يوجد به تكذيب لفظي، فيه تكذيب عملي، الذي يضع أمواله بالبنوك، ويأخذ أرباحاً طائلة، هو يصلي ويعلم أن الله يمحق الربا، لا يقبض المبلغ كله، أنت مقدار إيمانك بالنص مقدار تطبيقه.

(( ما آمن بالقرآن من استحل محارمه ))

[ الترمذي عن صهيب ]

 فالإنسان عندما يعرف الله المعرفة تحمله على طاعة الله، وأي معرفة لا تحمل على طاعة الله لا قيمة لها.
 إبليس آمن بالله:

﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ ﴾

[ سورة ص : 82 ]

 وهو إبليس اللعين.
المذيع:
 في هذه الأيام في شهر رجب، في شهر شعبان، يحب كثير من الناس أن يبدؤوا بزيادة العبادة، الذي لا يصوم، يصوم يوم الاثنين والخميس، من لا يقيم الليل يبدأ بشي من قيام الليل، حتى يهيئوا أنفسهم لعبادة زائدة في رمضان، هل تنصح بذلك؟

 

السعادة تكون بالاتصال بالله عز وجل :

الدكتور راتب :
 أنصح بهذا لكن لا يبالغ ليكون لرمضان بهجة، إذا نحن عملنا كل يوم قيام ليل عبارة عن عشرين ركعة، وفي رمضان نصلي عشرين ركعة، صار بهت ألوان، نحن نصوم من حين لآخر، نصوم نفلاً، ونترك رمضان لتكاليفه الدقيقة جداً، التراويح فيها قبض أجرة، أنا لي قول دقيق: أنت لماذا تدخل إلى بيت من بيوت الله؟ تدخل إلى هذا البيت لتتلقى تعليمات الصانع، افعل ولا تفعل، تقول: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، هذه بالفاتحة، تقرأ الآية:

السجود طلب معونة من الله

﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾

[ سورة الإسراء: 53]

 الركوع خضوع في تنفيذ هذه الآية، السجود استمداد العون من الله على التنفيذ، الركوع خضوع، والسجود طلب المعونة، أنت مع كل آية في الصلاة لها ركوعها الخاص، ولها سجودها الخاص، وقد ورد في الأثر لكل آية في الصلاة حظها من الركوع والسجود، أنت صليت كلما أتقنت هذه الصلاة جعلت نفسك في راحة كبيرة، ولا خير في دين لا صلاة فيه، لا يوجد دين سماوي إلا فيه صلاة، أنت ضعيف، عاجز، فقير، خائف، الصلاة تقويك، تقوي ضعفك، تقوي علمك، تقوي حكمتك، تقوي قربك من الله عز وجل، السعادة بالاتصال بالله عز وجل.
المذيع:
 أنت مع العبادة من الآن وبشيء من التدرج، كثير من الناس يستعدون لشهر رمضان المبارك بمجالس العلم، يقرؤون عن رمضان، عن أجره، عن فضله، وينشرون ذلك حملات في المدارس، وفي الجامعات.

 

حاجة كل إنسان إلى شحن علمي و روحي :

الدكتور راتب :
 أنا أتمنى من أخوتي المستمعين أن يكون لكل مستمع درس أسبوعي، أو درس نصف شهري، لا بد من لقاء مع عالم، مع دعوة، مع أخوة مؤمنين، لا يمكن ألا يكون لك وجبة علم، هذه يسمونها شحناً، عندك هاتف خلوي، قد يكون ثمنه مئة ألف، إذا لم تشحنه انتهى، أصبح قطعة بلاستيك، لا تقدم ولا تؤخر، كما أن هذا الهاتف بحاجة إلى شحن أنا أولى أن تشحن، أنت تحتاج إلى شحن علمي وشحن روحي، لا بد من أن يكون مجلس علم.
المذيع:
 هل يجب أن يكون مجلس علم بالصورة القديمة في مسجد أم أنا أحضر بالتلفاز أو الانترنيت وخاصة للنساء.

المعلم أصل في التعليم :

الدكتور راتب :
 للنساء شيء أفضل من عدمه، أما الحقيقة فهناك أخت داعية، عندها طالبات، لها درس أسبوعي، المرأة تفهم على المرأة، وتقدم لها حلولاً لمشكلاتها، من لم يأخذ العلم عن الرجال فهو ينتقل من محال إلى محال، لو كان ممكن من دون معلم ما من داع ليكون هناك أنبياء بالأساس، وكتب سماوية نقرؤها لنتعلم منها، لا بد من معلم، المعلم أصل في التعليم، المعلم فكر، المعلم نفس، المعلم حماس، المعلم هدف، المعلم حكمة.
المذيع:
 مظاهر الاستعداد لشهر رمضان هي مظاهر شكلية، مثلاً تحضير فوانيس رمضان، زينة رمضان، لباس للأطفال الصغار، وما شابه، هل هذا إيجابي؟

أي سلوك استثنائي برمضان مغطى بالشرع سلوك مقبول :

الدكتور راتب :
 لا مانع من التعبير عن السرور برمضان
إذا أنت حضرت التحضير الجيد لرمضان ما من مانع، هذه أشياء تفرح الأطفال، نوع من أنواع العادات والتقاليد لا تتناقض مع شريعة الله، عيد الفطر يوجد حلويات، هذه الحلويات طعام حلو لا يتناقض مع منهج الله عز وجل، يوجد زيارة أقارب، هذه صلة رحم، فأي سلوك برمضان استثنائي مغطى بالشرع مقبول.
المذيع:
 أنت ترى زينة رمضان مقبولة، هي زينة لرمضان.
الدكتور راتب :
 يوجد آية دقيقة أنا أشم منها رائحة معينة، قال تعالى:

﴿ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾

[ سورة يونس: 58 ]

 الآن وأنت تمشي في رمضان ترى شرفة فيها أضواء ملونة، وفيها آلية تنير وتنطفئ، أي أنا مسلم مسرور برمضان، هذه عادة غير إسلامية لكن لا يوجد مانع، أنا أضع على بيتي حبلاً من الأضواء الملونة ولها حركة، أنا مسلم مسرور بشهر رمضان، إذا كان هناك شيء لا يوجد نص يحرمه ولكنه يعبر عن شيء، عن محبة، عن تقدير، لا يوجد مانع.
المذيع:
 البعض اهتمامه بهذه الجزئيات أصبحت له هي رمضان، قد لا يصوم، ولا يذهب للمسجد للصلاة، لكنه يضع زينة رمضان ويشعر بالعوض.

 

الانتقائية في الدين حالة خطيرة جداً :

الدكتور راتب :
 غلو في الدين، والإنسان المقصر عنده فراغ، أو عنده انهدام بالنفس، أحياناً مثلاً شخص يعوض عن عدم اهتمامه بالدين يدفع مبلغاً كبيراً، يكون غير متوقع أن يدفع هذا المبلغ، يعمل عملاً صالحاً حتى يتوازن، بصراحة الإنسان عندما يعصي الله اختل توازنه، كيف يرممه؟ إما بالتعلق بأحاديث غير صحيحة تؤكد أن الله يغفر، غفران ساذج من دون توبة، فكل حديث يحل له مشكلته يتمسك به وقد يكون موضوعاً، وكل حديث يكشفه على حقيقته يقول لك: هذا غير معقول، يختار النصوص التي تعجبه، هذه الانتقائية حالة خطيرة جداً، حالة أهل النفاق، هو يأكل مالاً من البنوك ربا، أي موضوع ليس له علاقة بالربا يحبذه، عندما تتكلم عن الربا يتغير لونه، الإنسان إذا أراد الجنة يجب أن يقبل أن يأخذ الحقيقة المرة، أنا أقول لهؤلاء جميعاً: الحقيقة المرة أهون ألف مرة من الوهم المريح.
المذيع:
 ما المميز في رمضان والذي يجب على كل إنسان أن يعظمه حتى يعظم رمضان في قلبه حتى يكون صاحب همة وقادة في تلاوته؟ في أعماله الصالحة؟ في دعوته لله؟

تعظيم شهر رمضان و عدم الاستخفاف به :

الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾

[سورة الحج:32]

 مثلاً شخص معه مرض يبيح له أن يفطر، يدخل إلى مطعم يأكل أمام الناس، من يعرف أنك مريض ومرضك يبيح لك الفطر؟ قلة، أنت بهذا تستخف بهذا الشهر، لذلك الإنسان لو أفطر لسبب شرعي، يمسك عن تناول الطعام أمام الناس، في البيت يأكل، أما أن يأكل في الطريق فليس معقولاً، هذا يستخف بهذا الشهر، إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا، مبدئياً إذا أنت مضطر أن تفطر لسبب صحي معين يجب ألا تأكل أمام الناس، هذا من الأدب مع شهر رمضان، وأحياناً يكون هناك لقاء لا يرضي الله عز وجل، نساء كاسيات عاريات وأنت صائم لا تنضبط، إطلاق البصر له مشكلة في رمضان وغير رمضان.
المذيع:
 انشغالات الناس كثيرة هذه الأيام جامعات بدوام طويل، كيف يمكن أن نوفق بينها وبين حقوق الله والعبادة في شهر رمضان من الآن تحضيراً وفي رمضان؟

 

ضرورة تنظيم الوقت لأداء كل الواجبات :

الدكتور راتب :
 أنا أرى لا يصعب عن طريق تنظيم الوقت من أداء الواجبات بكل أنواعها، شخص له زوجة، لها حق عليه أن يجلس معها في اليوم عشرين دقيقة أو نصف ساعة، والأولاد يجلس معهم وجبة طعام واحدة، ماذا قال الأستاذ اليوم؟ هل صليت الفجر؟ كيف علاماتك؟ جلسة مع أولادك وجلسة مع زوجتك، لك أم يجب أن تزورها كل يوم أو يوم بيوم، الحقيقة أداء جميع الواجبات هو الكمال، نحن كنا نظن أنه يكفي أن تنجح بشيء واحد هذا المعنى انتهى، النجاح الأحادي الآن مرفوض في الحياة، لا تعد ناجحاً في الحياة إلا إذا نجحت بكل علاقاتك، لك علاقة مع الله يجب أن تنجح معها، لك علاقة مع زوجتك، هناك نجاح مع الزوجة، نجاح مع الأولاد، مع الوالدين، مع الأخوات.
المذيع:
 زمنياً كيف نوفق بين هذا وبين العمل الطويل وبين التفرغ للعبادة؟
الدكتور راتب :
 تنظيم الوقت مهم في حياة المسلم
أنا مؤمن بتنظيم الوقت، مهما كان عندك مشاغل ممكن بعد الطعام تجلس ربع ساعة، ممكن تلقى العلم من خلال درس في جامع، نصف ساعة في اليوم، كنت أعمل في الشام درساً بعد التراويح مدة عشرين دقيقة فقط، عملت ثلاثين درساً مركزين جداً، دخل إلى الجامع وخرج بمنهج، أنا أعرف أن الوقت صعب، وهناك ازدحام شديد، وأعرف الآن كل شيء طويل ممل، أنا عندي أطول درس برمضان عبارة عن عشرين دقيقة، يجلس بعد التراويح عشرين دقيقة لا يوجد عنده قلق، الوقت قصير، أنا أرفض أن يكون الوقت مفتوحاً، إنسان عنده موعد مع مريض، مريض يزور طبيباً بعد التراويح، التراويح لها وقت محدد، يجب أن تنتهي كل يوم بوقتها المحدد، ممكن تقرأ برمضان ختمة، ختمة تعني أن كل يوم تقرأ ساعة ونصف، هناك شيء فوق طاقة الناس، ممكن تصلي ثماني ركعات ولا تستطيع أن تصلي عشرين ركعة، لكن العبادة لا تترك، لكن تخفض من مستوى شاق صعب، إذا شخص متقاعد لا يوجد عنده شيء، طالب جامعة، أستاذ جامعة عنده محاضرات في اليوم الثاني، يوجد دليل قرآني دقيق:

﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴾

[سورة الشرح: 7]

 فانصب للعبادة، أنا كنت مشغولاً، مع ابنه التهاب سحايا، وهو قلق عليه بشكل كبير، هذا مشغول بمعالجة ابنه من مستشفى إلى مستشفى يحتاج إلى تحليل وإيكو وتصوير وتحليل دم:

﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴾

[سورة الشرح: 7]

 الآية مريحة جداً.
المذيع:
 حديثنا عن الاستعداد لشهر رمضان، هي أيام قليلة تفصل بيننا وبين شهر رمضان المبارك ما الذي ننتظره نريد أن تشوقنا لرمضان؟

 

الابتعاد عن العادات والتقاليد التي تتعارض مع شهر رمضان :

الدكتور راتب :
 خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى؟ أنت في شهر المغفرة، شهر التوبة، شهر العمل الصالح، شهر إنفاق الزكاة، شهر صلة الرحم، رمضان كله عبادات، عبادات اجتماعية، ومالية دفع الزكاة، وشعائرية صلة التراويح، وصلاة الفجر، أنا أول شيء أتمنى العادات والتقاليد التي تتعارض مع هذا الشهر أن نبتعد عنها.
المذيع:
 مثل ماذا دكتور؟
الدكتور راتب :
 شهر الولائم، كل يوم يوجد إفطار عند شخص، طبعاً الأهل يحضرون الطعام منذ يومين سابقين، يؤكل الطعام والحديث غير منضبط، لا يوجد خوف من غيبة، ولا نميمة، ولا تعليق، والتلفاز مفتوح على أفلام، ويبقون هكذا حتى الساعة الثانية عشرة، ثم يتعبون فينامون ولا يستيقظون ليتسحروا، والسحور بركة، والسحور من شعائر هذا الشهر العظيم، فنحن إذا اكتفينا بترك الطعام والشراب هذا الصيام لا يقدم ولا يؤخر، وكأنه لم يصم.
المذيع:
 هناك من يقول إن هذه الولائم من باب تفطير صائم، وله أجر في رمضان، أنت شيخنا لست مع العزائم في رمضان؟

رمضان شهر صلة الرحم و الولائم الهادفة :

الدكتور راتب :
 رمضان لصلة الأرحام
أنا مع عزائم طلاب العلم، أنا أعمل لطلاب العلم، في بلدي يوجد طلاب من الشيشان، طلاب من السودان، من آسيا، هؤلاء ليس لهم أهل، أنا أجري ولائم لطلاب العلم في الجامع، أحياناً للمحسنين دعوة، أحياناً للأطباء دعوة، أنا هكذا أفعل في رمضان ولائم هادفة..
المذيع:
 ماذا عن الأهل والرحم؟
الدكتور راتب :
 رمضان لصلة الرحم، ممكن أزورهم بالعصر تقريباً، إذا كان هناك وقت، الوقت محرج وأنت جائع، ولا تقدر أن تنام من الجوع إذا كان اليوم طويلاً من العصر إلى المغرب، يمكن أن تطل على أخواتك البنات، على خالتك، على عمتك، تعمل صلة رحم برمضان.
المذيع:
 لكن الإنسان عليه ألا يقضي الوقت بأن يعزم أحداً أو يعزم عند الآخرين.
الدكتور راتب :
 لا يوجد انضباط إطلاقاً، شهر ولائم، شهر اجتماعي، لم يعد تعبدياً.
المذيع:
 ما تعليقكم عن الخيم الرمضانية فيها نرجيلة ولعب شدة؟

حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية :

الدكتور راتب :
 نرجيلة ولعب شدة وراقصة، أكيد في لبنان يوجد راقصة، وطاولة، وهو صائم، شيء يضحك، هذا الدين عندما يصبح فولكلوراً، هذا إسلام فولكلوري، صار عادات وتقاليد، وليس له علاقة بالدين إطلاقاً، صلِّ قبل ألا تصلي، وأقس عليه صم قبل ألا تصوم، تحتاج إلى حاضنة إيمانية، إلى رفقاء مؤمنين، تحتاج إلى أسرة مؤمنة، إلى أقرباء مؤمنين، أنت عندما تصاحب في رمضان شخصاً متفلتاً يزهدك بالشهر، يريك أنك مخطئ، الطعام والشراب شيء أساسي في الحياة، افطر، أعرف شخصاً قلت لك في اللقاء السابق هو شارب خمر تاب وعاد إلى الشرب.
المذيع:
 هل يوجد خطة مقترحة للعبادات؟

خطة مقترحة للعبادات في رمضان :

الدكتور راتب :
 أولاً: أتمنى من أعماق أعماقي أن تختم القرآن الكريم في رمضان، هذه قراءة تعبدية، كل يوم جزء لا يكفي، يوجد قراءة بحث ودرس، يكفي أن تقرأ آيتين و تتعمق بفهمهما، ثلاث آيات، أربع آيات.
المذيع:
 كيف نفهمهم؟
الدكتور راتب :
 تدبر القرآن في رمضان
من قراءة التفسير، العبد الفقير افتح موقعي تجد أن القرآن الكريم كله مفسر بتفصيل، تفهم القرآن الكريم، إذا أنت قرأت قراءة تعبدية، أي قرأت جزءاً كل يوم، و آيتين أو ثلاث كل يوم من الآيات المحكمات، منهج للحياة، قال تعالى:

﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ﴾

[ سورة الأنعام : 115]

 أي يا عبادي بيني وبينكم كلمتان؛ منكم الصدق، ومني العدل، أي تتفاوتون عندي بصدقكم وأنا أعدل بينكم، يقال ساعة عن هذه الآية، قال تعالى:

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾

[ سورة الطلاق : 2]

 اتقيت الله في تربية أولادك فلك مخرج من عقوقهم، اتقيت الله في اختيار زوجة مؤمنة فأنت نجوت من الشقاق الزوجي، اتقيت الله في كسب مالك نجوت من الإفلاس.
المذيع:
 إضافة لختمة القرآن الكريم ما هي العبادات التي تنصح بها؟
الدكتور راتب :
 يكون له في اليوم حضور مجلس علم، بعد التراويح يوجد درس، وأنا كنت أعمل درساً عبارة عن عشرين دقيقة، ودرساً بعد الفجر، بعد التراويح صار هناك اتصال بالله، أتمنى على المدرس بعد صلاة ساعة بكاملها ألا يكون الدرس أكثر من عشرين دقيقة، والفجر كذلك، أنت بالصلاة أقبلت، بالدرس قطفت الثمار.
المذيع:
 هل تنصح الناس بأداء التراويح في المساجد أم في بيوتهم وبين عائلاتهم؟

 

أداء صلاة التراويح مع الأهل بالبيت لا إشكال فيه :

الدكتور راتب :
 لو فرضنا إنساناً عنده ثلاث بنات، وأربعة شباب، وزوجة، وصلى التراويح فيهم، هذا أفضل من ألف صلاة، هذه صارت صلاة جماعية، استيقظ صباحاً ذهب إلى المسجد في غير رمضان وصلى بالجامع:

(( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

[سنن ابن ماجة عَنْ سَمُرَةَ ابْنِ جُنْدَبٍ]

 إذا هيأت الأولاد توضؤوا أمامك، والبنات توضأن، وصليت بهم إماماً، قرأت صفحة من القرآن الكريم، وجلست معهم، هذه الآية ما معناها يا ولدي؟ من سمع قصة مؤثرة من أستاذه بالدين؟ جلست معهم نصف ساعة هذه أكبر عبادة، لأن الآخرين أنت لهم وغيرك لهم، أما أولادك فمن لهم غيرك؟ أنا من اجتهادي أجلس جلسة مع بناتي كل أسبوع، نشرح آية، حديثاً.
المذيع:
 لهم أم مع عائلاتهم وأولادهم.
الدكتور راتب :
 طبعاً لا يوجد مشكلة، ليس مع أزواجهم، أنا لا يوجد عندي صهر يشاهد زوجة أخيه، حتى لا يكون هناك اختلاط.
المذيع:
 قاعدة أن يصلي في أهل بيته ويكسب بهم أجراً هي للنوافل والفرائض أم للنوافل فقط؟
الدكتور راتب :
 لا، للفرائض، إذا شخص صلى الفجر مع أولاده وبناته، وقرأ قراءة جيدة، وأمّ بهم، ما المشكلة؟ هؤلاء أولى من غيرهم.
المذيع:
 طالما تحققت الجماعة في البيت.
الدكتور راتب :
 أما شخص بناته متزوجات، أولاده متزوجون، مع زوجته أخذها وذهب إلى المسجد، فالمسجد أولى.
المذيع:
 صلاة النساء في التراويح ليس كحكم فقهي.
الدكتور راتب :
 أن تتقي المرأة أن تكون مزينة أو ثيابها غير إسلامية، النبي صلى الله عليه وسلم قال: ارجعن مأزورات غير مأجورات، إذا كان هناك تزين في الطريق.
المذيع:
 دكتور حدثتنا عن ختمة القرآن، وعن صلاة التراويح، وعن وجبة السحور، حدثتنا أيضاً عن الولائم، تؤخر العزائم لبعد رمضان، لأن رمضان شهر عبادة، ماذا أيضاً تضيف على عباداتنا اليومية في رمضان من نصائح؟

 

قراءة القرآن بتدبر :

الدكتور راتب :
 إذا قرأنا القرآن الكريم قراءة تدبر، أنا من عادتي أتخذ مصحفاً، قد يكون قديماً عندي، يوجد أحدث منه بكثير، كلما شاهدت آية مؤثرة أضع تحتها خطاً أحمر، هذه قراءة ممنهجة، هذه آية أمر تحتها خط أخضر، النهي تحتها خط أحمر، قراءة قرآن ممنهجة، هذه القراءة لي، هذه الآية تأثرت بها أضع إشارة لها، بتصفح القرآن تصفحاً عادياً أستذكر كل معاني هذه الآيات، هذه قضية في التربية مهمة جداً، أنت تريد أن تعمل دراسة مسجلة، أي طالب يقرأ هذه الفقرة يلخصها على الهامش لا ينساها، أنت عندما تقرأ القرآن وهذه قراءة تفاعلية، يوجد آية تأثرت بها، والله ألهمك معان دقيقة فيها، أو راجعت معانيها بالتفاسير، وتأثرت بهذا، ضع إشارة، عندك لقاء مع أخواتك البنات كل أسبوع، ماذا تتكلمون؟ بالأسعار، والزينة، والأزياء، تفتح المصحف والآيات المتأثر بها، تقول لهم: معي مادة أقولها، كل أخ مؤمن عليه أن يجعل معه مادة متأثراً بها، سمعها من عالم، من خطيب، من مسجد، قرأها بكتاب، الكلمات المؤثرة أكتبها عندي بدفتر صغير، أفتح الدفتر وأقولها، هذا صار ذكراً لله عز وجل.
المذيع:
 في العبادات ما الفرق بين نهار رمضان وليله؟

الفرق بين نهار رمضان و ليله :

الدكتور راتب :
 النهار الصلوات الخمس فقط، وصلاة الضحى، والأوابين، ممكن بعض النوافل، أما في الليل فهناك التراويح، أنت صائم أكلت، وشبعت، أنت تستعد لتلقي التجلي من الله عز وجل، ممكن أن تكون التراويح ثماني ركعات، أنا لاحظت في الأردن كله التراويح عبارة عن ثماني ركعات، تخفيف.
المذيع:
 نصيحتكم فيما تبقى من شهر رجب ولشهر شعبان كي يستعدوا لتلقي رمضان.

نصيحة حول الاستعداد لرمضان من شهري رجب و شعبان :

الدكتور راتب :
 كل شيء يعلمه الإنسان علم اليقين أنه غلط، يتركه من الآن، الحالة الحادة جداً من أسود إلى أبيض تعمل منطقة رمادية ثم يأتي الصيام المشرق.
المذيع:
 نختم بالدعاء..

الدعاء :

الدكتور راتب:
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، وحديثنا كان عن الاستعداد لاستقبال شهر رمضان، وكما تفضل الدكتور كم جميل من الإنسان أن يخلع ثوب الأخطاء والمعاصي من اليوم، وأن يستعد نفسياً لأن يستقبل هذا الشهر، وأن ينتقل من سواد تلك الذنوب إلى بياض رمضان، لكن يجب أن يكون الانتقال تدريجياً حتى يتحقق التغير بحول الله، وفي رمضان نسأل الله القبول، إلى هنا تنتهي حلقتنا، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور