وضع داكن
29-03-2024
Logo
مختلفة - المغرب : 14 - علة وجودنا في الدنيا العمل الصالح.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس :

 أحب الناس إلى الناس أنفعهم للناس، لذلك أبدأ بسيد الخلق، وحبيب الحق، وسيد ولد آدم، الذي خاطبه عبد مؤمن فقال: يا من جئت الحياة فأعطيت و لم تأخذ، يا من قدست الوجود كله، ورعيت قضية الإنسان، يا من زكيت سيادة العقل ونهنهت غريزة القطيع، يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً فوق الجميع، فعشت واحداً بين الجميع، يا من كانت الرحمة مهجتك، والعدل شريعتك، والحب فطرتك، والسمو حرفتك، ومشكلات الناس عبادتك.
ويمكن أن نضيف أنه يقع على رأس الهرم البشري ثمانية مليارات، زمرتان الأقوياء والأنبياء، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، الأقوياء ملكوا الرقاب، والأنبياء ملكوا القلوب، الأقوياء عاش الناس لهم، الأنبياء عاشوا للناس، الأقوياء يمدحون في حضرتهم، والأنبياء يمدحون في غيبتهم، لهذا لا بد من أن يكون كل إنسان تبعاً لقوي أو نبي، والبطولة أن تكون من أتباع الأنبياء، و الأقوياء أن يتخلقوا بأخلاق الأنبياء.
 أيها الأخوة الكرام؛ هذا الموضوع أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، هذا الموضوع بشكل أو بآخر يتصل اتصالاً وثيقاً بسبب وجودنا في الأرض، إنسان ذهب إلى بلد أجنبي لينال الدكتوراه، نقول: سبب وجوده الوحيد في باريس الدراسة، وإذا وسعنا هذا المثل سبب وجودنا الوحيد في الأرض هو العمل الصالح، موضوع هذا اللقاء الطيب يتصل اتصالاً وثيقاً بعلة وجودنا في الأرض، أو بسبب وجودنا في الأرض، والقرآن الكريم عبر عن هذا السبب فقال تعالى:

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾

[ سورة المؤمنون : 99-100]

 ما قال: لعلي أتابع بناء البناء، أبني الطابق الثامن، لعلي أعمل صالحاً، لعلي أصل هذه الرحم، لعلي أعمل صالحاً لأن علة وجودنا في الدنيا الوحيدة بعد الإيمان العمل الصالح..

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا ﴾

[ سورة المؤمنون : 99-100]

﴿كَلَّا﴾

  أداة ردعٍ ونهي.
 عفواً الإنسان إن سئل: هل أنت جائع؟ يقول: لا، لو سئل: هل أنت سارق؟ يقول: كلا، كلا أداة ردع ونهي، لذلك قال تعالى:

﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾

[ سورة المؤمنون : 99-100]

العمل الصالح هو العمل الذي يرضاه الله عز وجل :

 يا أخوان؛ والله الذي لا إله إلا هو ما لم تجعل العمل الصالح ديدنك ودينك كل يوم فأنت في خسارة، هذا العمل الصالح ما هو؟ قال تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾

[ سورة الأحقاف: 15]

هذا يانصيب لدعم الأيتام، العمل الصالح الذي يرضاه الله عز وجل، قال تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾

[ سورة الأحقاف: 15]

 الآن نحن في دنيا الإنسان يقيّم من ماله، يقدم إلى الناس أحياناً بحجمه المالي، أبل حجمه المالي سبعمئة مليار، شخص آخر يملك ثلاثة وتسعين ملياراً، لكن المؤمن حجمه عند الله بحجم عمله الصالح، جاء النبي صلى الله عليه وسلم وغادر الحياة واهتدت بهدايته أمم، حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، الدليل قوله تعالى:

﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾

[ سورة الأنعام: 132]

 ولم سمي العمل صالحاً؟ لأسباب كثيرة، أهم سبب لأنه يصلح للعرض على الله، ولا يصلح إلا إذا كان خالصاً وصواباً، العمل له ظاهر؛ الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة، غض البصر، الدخل الحلال، الإنفاق الحلال، العلاقات الأسرية الناجحة، علاقات أخرى لا يوجد، هذا الحلال تحلو به النفس، لا يصلح العمل إلا إذا كان صواباً وخالصاً، صواباً ما وافق السنة، وخالصاً ما ابتغي به وجه الله، حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، وسمي صالحاً لأنه يصلح للعرض عن الله.

العبادة سلوك :

 لذلك قال تعالى:

﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ﴾

[ سورة البينة: 5 ]

العبادة سلوك، حركة، عطاء، صلاة، صوم، حج، زكاة، جهاد، العبادة سلوك، قال تعالى:

﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ﴾

[ سورة البينة: 5 ]

 المخلصون سلموا من الرياء، ما الرياء؟ استجداء المديح، أحياناً إنسان يدعوك إلى الطعام ويسألك: الطعام طيب؟ هو يستجدي الثناء على الطعام، أما المؤمن فلا يعنيه ذلك، لأن الله يعلم ما كان، ويعلم ما سيكون، ويعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، لكن المؤمن قال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم:

﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾

[سورة الشرح: 4]

 هو خير الخلق، وحبيب الحق، ويذكر مع الله بأي مناسبة، لا إله إلا الله محمد رسول الله، رفعنا لك ذكرك.

 

كل شيء خاص بالنبي لكل مؤمن منه نصيب بقدر إيمانه وإخلاصه :

 لكن أقول لأخوتي المؤمنين: كل شيء خاص بالنبي الكريم لكل مؤمن منه نصيب بقدر إيمانه وإخلاصه، أيضاً المؤمن رفع الله ذكره، مثلاً النبي صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم أعطي ذات الجنب فغضب، قال: ذاك مرض ما كان الله ليصيبني به. ويقاس على ذلك المؤمن، نحن نعالج بأشياء لطيفة، أنت غال على الله، اطمئن، مرة كنت بعمان مع أخ كريم طبيب، تقدم إلى سيارتي شخص ومعه لاقط، قال لي: ممكن أن تتكلم كلمتين، قلت له: بأي موضوع؟ شيء يحير، قلت له: أنت مرتاح؟ قال: أنا! أي إنسان مرتاح في بيتك؟ بعملك؟ مع زوجتك؟ مع أولادك؟ مع أصهارك؟ مع زوجات أولادك؟ مع أهلك؟ مع والديك؟ في عملك مرتاح؟ قال: نعم، قلت له: لا تغير لا يغير، اطمأن. لا تقلق بتعبير آخر باللغة الدارجة أنت غال على الله لا تقلق، عندك مصيبة كبيرة لا سمح الله بعملك، بصحتك، الأول لا تغير لا يغير، الحالة الثانية غير ليغير، قلت له: الدين فيه مليون موضوع مثلاً، وفيه ألف كتاب، وألف عالم، ضغطته كله بأربع كلمات، لا تغير لا يغير، غير ليغير، ما عندك أية مشكلة ..
 النقطة الثانية أذكرها بالمناسبة لا تقلق على هذا الدين، ولو وقف في وجهه العالم كله، لا تقلق على هذا الدين إنه دين الله، ولكن اقلق ما إذا سمح الله أو لم يسمح أن تكون جندياً له. كل شيء بيد الله عز وجل.

طلب المديح يصغر الإيمان :

 الحقيقة طلب المديح يصغر الإيمان، والاستغناء عن مديح الناس يجعل المؤمن عزيز النفس، لا تقلق، والدعاء 

المشهور لمن غرقوا في محبة الله:

 إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي، وما قرأت دعاءً جامعاً مانعاً قاطعاً موجزاً بأربع كلمات كهذا الدعاء: اللهم أنا بك، أنت الهدف يا رب، أنا بك وإليك، لذلك المخلص يستوي في عطائه وفي عمله، في السر والعلانية، ويستوي في هاتين الحالتين الفقر والغنى.

 ورد عن قاض أنه طلب من الوالي أن يعفيه من وظيفة القضاء، فقال له: لم؟ أنت قاض عادل، قال: والله قبل يومين كان عندي متخاصمان، الأول قدم لي طبقاً من التمر فما قبلت، وفي اليوم التالي تمنيت أن يكون الحق مع الذي قدم لي الطبق مع أني لم آكله فكيف لو أكلته؟ اعتذر.. نحن عندنا في الإسلام تاريخ مشرف، تاريخ يرفع الرأس.
 مرة سألني شخص سؤالاً، الحقيقة كان عند طبيب ويوجد عنده ثلاثون مريضاً، وكل مريض يدفع مبلغاً جيداً، فضرب عدد المرضى بالأجرة فوجد دخل الطبيب جيداً، فذهب إلى طبيب آخر قال له: علمني كيف أكتب الوصفة، شيء مضحك، تحتاج إلى ابتدائي وإعدادي وثانوي ودكتوراه بالطب ودبلوم وماجستير ودكتوراه من أجل أن تكتب هذه الوصفة، هذا دين، منهج الله عز وجل، دين خالق الأكوان، الإنسان حتى يوضع أمام اسمه دال أي دكتور يجب أن يدرس ثلاثاً وعشرين سنة، من أجل آخرة إلى أبد الآبدين، بلا ثمن؟

حاجة العمل الصالح إلى الحكمة و النية الطيبة :

 لذلك أيها الأخوة؛ إذا كان هناك يانصيب خيري ترصد أرباحه للأيتام، خالصاً وصواباً، لا تدخل الحق بالباطل، دع الحق، لكن أقول لكم: وجود الإنسان في الدنيا مرتبط بالعمل الصالح والدليل قوله تعالى:

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾

[ سورة المؤمنون : 99-100]

 العمل الصالح أولاً يحتاج إلى نية طيبة وحكمة، من هنا نقول: الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، يوجد مليون عمل بدءاً من بر الوالدين لإطعام الفقراء لمعالجة المرضى، هناك أطباء إن وجدوا المريض فقيراً يعطوه الدواء مجاناً، وهناك طبيب في بلد ثان لا يتنازل أن يعالج المريض إلا بدفعة مقدمة، هذا طبيب وهذا طبيب؟

 

إعطاء كل ذي حق حقه :


 أيها الأخوة؛ هذا المال إذا وضعته أمامك تنتظره الأصل عمل صالح

الأصل معالجة إنسان، أعرف شخصاً إذا لاحظ إنساناً فقيراً السعر ينزل إلى النصف دون أن يدري الشاري، أعطاه كرامته ودفع من الصدقة، ما من داع أن يقول له: هذه زكاة مالي، لا، قدم هدايا في العيد لشخص ولا تقل له: هذه زكاة، ولا تعلُ عليه.
 الأعمال الصالحة تصلح لك أيها المسلم لأن علة وجودك العمل الصالح، عندنا عالم جليل توفي في المئة من عمره، الإنسان أثمن شيء في حياته العمل الصالح.
 اهتم بعائلتك من لهم غيرك؟ الآخرون أنت لهم, و غيرك لهم، أما أولادك فمن لهم غيرك؟ لذلك أنا أخرج قبل أن يستيقظوا وأعود وهم نائمون، خير إن شاء الله، ما عندك وقت تجلس مع أولادك تسمع منهم، توجههم لأعمال طيبة، تحتاج إلى جهد، أعط لكل ذي حق حقه، الابن له حق، والزوجة لها حق، لا بد من أن تجلس مع زوجتك، الحد الأدنى نصف ساعة في اليوم تسمع منها، إنسانة، طوال النهار تعمل، أليس لها حق عندك؟

الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم :

 أيها الأخوة الكرام؛ قال تعالى:

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ﴾

[ سورة يوسف: 108]

معنى بصيرة أي يوجد دليل والتعليل، الآية تقول:

﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾

[ سورة التوبة: 103 ]

 أعط أمر مع التعليل، أقوى إقناع، ممكن أن تعطي أمراً وأنت قوي، لكن مع التعليل، الله عز وجل أعطى الأمر مع التعليل، قال تعالى:

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾

[ سورة يوسف: 108]

 فكل إنسان لا يدعو على بصيرة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ليس متبعاً رسول الله، يجب أن تتمثل منهج النبي صلى الله عليه وسلم، أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، فكل إنسان لا يدعو إلى الله على بصيرة ليس متبعاً لرسول الله، إذاً هذه الدعوة فرض عين على كل مسلم، لكن في حدود ما يعلم ومع من يعرف، سمعت آية رائعة جداً اذكرها لزوجتك، لأخيك، لشريكك في العمل، الدعوة إلى الله فرض عين لقوله تعالى:

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾

[ سورة يوسف: 108]

 هذه فرض عين على كل مسلم، بالضبط في حدود ما تعلم ومع من تعرف..
 أما الدعوة الاحترافية فتحتاج إلى تفرغ، وإلى تعمق، وإلى تبحر، هذه قوله تعالى:

﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ﴾

[ سورة آل عمران: 104 ]

 دققوا بالدعوة ترتفع دوائر الحق، بدون دعوة إلى الله تضيق هذه الدوائر، ويزداد معها دوائر الباطل.

 

ضرورة مطابقة حركة الإنسان في الحياة لمنهج الله :

 الآية الثانية قال تعالى:

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾

[ سورة فصلت : 33 ]

دعا إلى الله بلسانه وبعمله، وعمل صالحاً، الآن تضبط دخلك، إنفاقك، اختيار زوجتك، اختيار سهراتك، لقاءاتك، كل نشاطاتك وفق ما يرضي الله، أي علاقاتك أنت مسلم يجب أن يحبها الله، يتوهم الناس أن الإسلام صوم، وصلاة، وحج، وزكاة، هذه العبادات الشعائرية، العبادة التعاملية افعل ولا تفعل، هذه تبدأ من أخصّ خصوصيات الإنسان وهو فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية، منهج كامل، إنفاق مالك، علاقاتك، مع والدتك، ووالدك، وإخوانك، وأبنائك، وأصهارك، كل الحلقات مرتبطة، بتعبير آخر العبادة التعاملية تبدأ من فراش الزوجية وتنتهي بالعلاقات الدولية، قال تعالى:

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾

[ سورة فصلت : 33 ]

 جاءت حركته في الحياة مطابقة لما أمر الله، لذلك الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، ذهبت مع ابنتها لعند الجارة والحديث طال فتأخرت، والطبخ لم يجهز حين قدوم الأب، جاء الأب غضبان، أين كنتم؟ لم نذهب إلى أي مكان، هذه الطفلة الصغيرة شربت الكذب من أمها، وكلمة قاسية سأقولها: كل أخطاء أبنائنا أساسها أخطاء الآباء والأمهات، الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، إذاً قال تعالى:

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾

[ سورة فصلت : 33 ]

 دعا إلى الله بدعوته، وعمل صالحاً بحركته وفق دعوته، ما قال: أنا أكبر داعية، هذا معه مرض توحد يحتاج إلى معالجة:

﴿ وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾

[ سورة فصلت : 33 ]

 أيها الأخوة الكرام؛ سامحوني الدعاة إلى الله أنا أراهم في دائرة واحدة، لأنهم جميعاً على قدر معقول يدعون إلى الله، ويتعاونون فيما بينهم، وهم متكاملون فيما بينهم، هذا بالفقه، وهذا بالسيرة، وهذا بالحديث، أما التعاون فهو فرض عين على كل مسلم، أعداؤنا يتعاونون تعاوناً مذهلاً وبينهم خمسة بالمئة قواسم مشتركة، والمسلمون مع الأسف الشديد يتقاتلون وبينهم خمسة وتسعون بالمئة قواسم مشتركة.
 شيء آخر؛ عندك سيارة سعرها مرتفع جداً، لكن لا يوجد محرك، هذا الدين لا تستطيع أن تختار منه ما يعجبك، بل عليك أن تطبقه بشكل كامل، ولا تقل: لا أستطيع أن أغض البصر، هذا منهج متكامل يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية..

 

أخطر شيء بحياة الإنسان عقيدته إن صحت صحّ سلوكه :

 أيها الأخوة الكرام؛ أهم شيء العقيدة إن صحت صح العمل، أي أيديولوجيا، الفكر، المنطلق النظري، الجانب الفكري، الفلسفي، العلمي، هذا أول شيء، الآن الحركة، عندنا حركة سلبية وإيجابية، السلبية أنا ما أكلت مالاً حراماً، أنا ما كذبت، ما أكلت مالاً حراماً، ما اغتبت، والإيجابية أنفقت من مالي، من علمي، من صحتي، إذاً هناك جانب سلبي الاستقامة، وجانب إيجابي العمل الصالح، إن اجتمعا تفرقا، وإذا تفرقا اجتمعا، الاستقامة والعمل الصالح متكاملان، عندنا الإيمان منطلق نظري، عقيدة، وهناك حركة سلبية الاستقامة، وإيجابية العمل الصالح، والصلاة ..
((أرحنا بها يا بلال ))

[الطبراني عن رجل من الصحابة]

 تنعقد لك صلة مع الله بها، الله عز وجل أصل الجمال والكمال والنوال في الكون..

فـلو شاهدت عيناك من حسننــــا الذي  رأوه لما وليت عنــــــــــا لغـيرنـــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا  خلعت عنك ثياب العجب وجئتنــــــــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة  عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة  لمــــت غريباً واشتيـــــــــاقاً لقربنـــــــــا
ولو لاح من أنوارنـا لـك لائـــــحٌ  تركــــت جميع الكائنــــــات لأجلنـــــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعـى  سهولته قلنا له قــــــــــد جهلتنـــــــــــا
***

 أخوانا الكرام؛ إن لم تقل بعد أن انعقدت لك صلة مع الله: ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني هناك مشكلة في إيمانك..

 

الصلاة عماد الدين :


أيها الأخوة الكرام؛ الحقيقة أن الصلاة عماد الدين

الصيام يسقط عن المريض والمسافر، الزكاة تسقط عن الفقير، والحج عن الضعيف والفقير، والشهادة مرة واحدة في الحياة، في الأركان الخمس للإسلام الصلاة هي الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال، لا بد من أن تصلي.
 إنسان فقير جاهل التقى بقوي صار قوياً، الفقير صار غنياً، الجاهل صار عالماً، لكن أتيح لك أن تتعرف على الله عز وجل، صار عندنا إيمان، جانب عقدي، استقامة سلبية، عمل صالح إيجابي، ثم الصلاة.
 سأقول كلمة دقيقة جداً: هذا البلد الطيب اشكروا الله عليه، ويوجد نعم في هذا البلد لا تعد و لا تحصى، التدين في هذا البلد ليس تهمة تحاكم عليها، هذه نعمة كبيرة، التدين في هذا البلد ليس تهمة تحاسب عليها، في هذا البلد يوجد دولة وتحاسب الناس، أرجو الله أن تشكروه على هذه النعم، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم أرنا نعمك بدوامها لا بزوالها ".
 حفظ الله لكم بلدكم، وإيمانكم، وأهلكم، وأولادكم، ومالكم.
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور