وضع داكن
25-04-2024
Logo
جامع التقوى - سيرة الصحابة الكرام : الحلقة 02 - معاذ بن جبل 2 - إرضاء الله عين إرضاء رسول الله.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحب أحد كليات الدين :

 لا زلنا أيها الأخوة في دروس الصحابة الكرام، في اللقاء السابق بدأنا بسيدنا معاذ بن جبل، و وعدتكم أن أتابع هذا الموضوع في الدرس القادم.
 سيدنا معاذ بن جبل يقول: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: إني لأحبك يا معاذ.
 هذه قليلة؟ أن يحبك رسول الله!

(( يا معاذ إني لأحبك ))

 الإنسان عقل وقلب وجسد
لذلك الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، غذاء العقل العلم، و غذاء القلب الحب، و غذاء الجسم الطعام و الشراب، فإذا غذى الإنسان عقله بالعلم، و قلبه بحب يسمو به، أن تحب الله، أن تحب أنبياءه، أن تحب رسله، و على رأسهم سيدنا محمد، أن تحب الصحابة الكرام جميعاً، هل يوجد استثناء؟ إن كان هناك استثناء فهناك مشكلة كبيرة، أن تحب الصحابة جميعاً، أن تحب العلماء الربانيين، أن تحب المساجد، أن تحب دروس العلم، أن تحب العمل الصالح، الحب في الله عين التوحيد، و الحب مع الله عين الشرك، أن تحب جهة لا يرضيها أن تصلي، لذلك تتجنب أن تصلي أمامها، الحب في الله عين التوحيد، والحب مع الله عين الشرك.

(( يا معاذ والله إني لأحبك))

 إذاً الحب أحد كليات الدين، عقل يدرك يغذى بالعلم، قلب يحب يغذى بمحبة سيد الخلق، و حبيب الحق، و سيد ولد آدم، و محبة أصحابه جميعاً.

(( أصحابي كالنجومِ، فبأيِّهِم اقتديتم اهتديتم ))

[أخرجه زيادات رزين عن عمر بن الخطاب ]

 و أن تحب العمل الصالح، لذلك:

(( قال له: يا معاذ والله إني لأحبك، قال له: و أنا أحبك يا رسول الله ))

 بالمناسبة: لا يوجد حب من طرف واحد، خلقنا حياتنا بيده، موتنا بيده، الصحة بيده، المرض بيده، السعادة بيده، الشقاء بيده، نجاح الزواج بيده، عدم نجاح الزواج بيده، نجاحك بعملك بيده، و عدم نجاحك بيده، و مع كل ذلك ما قبل الله أن نعبده إكراهاً فقال:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾

[ سورة البقرة : 256]

 بل أراد أن تكون العلاقة به علاقة حب، قال تعالى:

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

[ سورة المائدة : 54]

 لذلك:

(( قال: يا معاذ والله إني لأحبك، قال: و أنا أحبك يا رسول الله، قال: لا تدع أن تقول في كل صلاة: ربي أعني على ذكرك، و شكرك، و حسن عبادتك))

 الشكر؛ الشكر: حال داخلي، و قال، و عمل.
 الحال؛ الامتنان من الله، و قال؛ يا ربي لك الحمد، غمرتني بفضلك، غمرتني بكرمك، غمرتني بسترك، غمرتني بعفوك، حال، و قال، و فعال، الفعال؛ أن تحسن إلى خلق الله، الدليل:

﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾

[ سورة سبأ : 13]

الله خلّاق و فعّال و الأمر كله بيده :

 أخواننا الكرام؛ الله عز وجل خلّاق، و فعّال، كلام دقيق جداً، أحياناً دولة تصنع طائرة، و تبيعها إلى دولة أخرى، هذه الدولة صانعة، لكن ليست فعالة لهذه الطائرة، قد تستخدم في قصف شعب بدل قصف عدو، لكن باعوها.
 الإنسان المتفوق بالصناعة قد يكون صانعاً كبيراً، لكن ليس فعالاً، الطائرة باعها، الذي اشتراها قصف بلاد شعبه مثلاً، أما الله عز وجل فخلاق و فعال.

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ﴾

[ سورة هود : 123 ]

 دقق:

﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾

[ سورة الأعراف : 54 ]

 الخالق فعال لما يريد
أحياناً الطائرة تصنع بمكان، و تباع، أمر هذه الطائرة لا بيد من صنعها، بيد من اشتراها، و العادة الطائرات تستخدم في قصف العدو، لكن ما كان يخطر في بال هذا المعمل أن هذه الطائرات قد يقصف فيها الصديق لا العدو.
 الله خلاق و فعال، الدليل:

﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾

[ سورة الأعراف : 54 ]

 قال لك، دقق:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ ﴾

[ سورة هود : 123 ]

 أمر ؛ نكرة، الأمر؛ معرفة، هذه ال التعريف عند علماء النحو ال الجنس، بمعنى أي أمر بأي مكان في العالم من آدم إلى يوم القيامة، هل هناك أوسع من ذلك؟ أي أمر في الخمس قارات من آدم إلى يوم القيامة بيد الله.

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ﴾

[ سورة هود : 123 ]

 الآن قال لك:

﴿ فَاعْبُدْهُ ﴾

[ سورة هود : 123 ]

 متى أمرك أن تعبده؟ بعد أن طمأنك.
 أذكر شيئاً لطيفاً: شخص بعمان، يركب مركبته، الإشارة حمراء، لماذا يقف؟ يوجد شرطي واقف قديماً، الآن يوجد آلة تصوير تصور، و تأخذ رقم السيارة، و المخالفة قد تكون سحب الإجازة سنة أحياناً.
 إذاً واضع قانون السير علمه يطولك، و قدرته تطولك، علمه يطولك من خلال هذا الشرطي، و قدرته تطولك، يمكن أن يمنعك من أن تقود مركبة لعام بأكمله، علمه يطولك، و قدرته تطولك، إذاً لا يمكن أن تعصيه، و قد تكون أنت من الكبار، لكن هذا الشرطي مسلط عليك، وقد تكون بأعلى منصب، هذا الشرطي مسلط عليك، اسمعوا القرآن:

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا ﴾

[ سورة الطلاق: 12]

 دققوا أخواننا الكرام؛ لذلك الله خلاق و فعال.

﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾

[ سورة الأعراف: 54 ]

 يوجد كلمة دقيقة، قال لك:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾

[ سورة هود : 123 ]

 معاكسة؛ لو أسلمك إلى غيره لا يستحق أن تعبده، واضحة تماماً؟ لو جعل مصيرك بيد شخص، حاكم ظالم، أو ديكتاتور، معنى هذا أن الأمر ليس بيد الله، لا، على الشبكية بيده، لكن الظالم سوط الله يَنتقم به ثم يُنتقم منه.
 مرة ثانية: لو أسلمك إلى غيره لا يستحق أن تعبده.

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود : 123 ]

الموضوعية قيمة علمية و أخلاقية :

 يوجد ملاحظة ثانية؛ هذه الملاحظة الثانية: معظم الناس يظنون بها.
 النبي الكريم جالس مع أصحابه، مرّ شخص، قال بعض أصحابه: يا رسول الله إني أحب هذا الإنسان، فقال له النبي: هل أعلمته؟ قال: لا، قال: قم فأعلمه.
 لا تبخل بالمشاعر الصادقة على زوجتك، أتحبني؟ سألته السيدة عائشة، قالت له: كيف حبك لي؟ قال لها: كعقدة الحبل، أي عقدة لا تفك أبداً، تسأله من حين لآخر: كيف العقدة؟ يقول: على حالها.
 عندك موظف أمين غلط غلطة، لا تنس أن تمدحه بإيجابياته، عندك زوجة جيدة بمئة بند، غلطت غلطتين أو ثلاث، عندما تعاتبها لا تنس إيجابياتها.
 إظهار المودة ينشر الوئام بين الناس
شخص مثلاً أثناء الصلاة، دخل إلى المسجد و عمل جلبة، شوش على المصلين، كيف عاتبه النبي؟ قال له: زادك الله حرصاً، و لا تعد، أرأيت الدقة؟ زادك الله حرصاً و لا تعد.
 الآن عقب معركة بدر وقف النبي ليستعرض الأسرى، جاؤوا من مكة ليحاربونه، فوجئ النبي بأن أحد الأسرى هو صهره، أبو العاص بن الربيع صهره، ماذا قال؟ قال: والله ما ذممناه صهراً.
 أرأيت الموضوعية؟ احفظوا هذه الكلمة، الموضوعية قيمة أخلاقية، و الموضوعية قيمة علمية، و العلم و الأخلاق يلتقيان بالموضوعية، لا تكبر، و لا تصغر، ماذا يقابل الموضوعية؟ العنصرية.
 أنت مثلاً جالس مع زوجتك، أمضيت السهرة كلها بالاستهزاء من أمها، باليوم التالي تكلمت عن أمك كلمة واحدة، فأقمت عليها الدنيا، فأنت عنصري، أنت أمضيت السهرة كلها تستهزئ بأم زوجتك، فلما تكلمت كلمة واحدة عن أمك لم تحتمل؟ هذه ضمن البيت، مجلس الأمن، قرار إنساني، يوجد ألف قرار إنساني، رفع أحد أعضاء المجلس حق الفيتو التغى القرار، حق الفيتو استخدم حوالي ألف مرة ضد الإنسانية، خمسة أعضاء بالمجلس يلغون مليون قرار إنساني، حق الفيتو، هذا أيضاً قرار عنصري، أحياناً يكون هناك شعوب تموت من الجوع، إذا كان هناك قرار ينصفها من جهة معتدلة، يوجد حق الفيتو، و ما دام هناك حق الفيتو معنى هذا أن هناك عنصرية، و ما دام هناك عنصرية الصراع بالأرض لا ينتهي، من الأخير، ما دام هناك جهة عنصرية الحرب لا تقف.
 الموضوعية علم وأخلاق
لذلك الموضوعية دين، الموضوعية علم، الموضوعية أخلاق.
 قال له: و الله إني أحبه، قال له: هل أعلمته؟
 يا أخي كلف خاطرك و تكلم بكلمتين طيبتين، أربعون سنة تخدمه، ما قال لها مرة: أعطاك الله العافية، أو شكراً، أبداً، تجد البيوت جحيماً، لا يوجد مودة، لا يوجد محبة، لا يوجد تمنيات.
 اقبلوا مني هذه الكلمة: إذا صنع معك معروف ينبغي ألا تنساه، و إذا صنعت معروفاً مع إنسان ينبغي أن تنساه، إن عملت معروفاً انسه، كأنك ما فعلته، وإذا شخص عمل معك شيئاً سيئاً انسه، لا يوجد مانع، ما الدليل؟

(( وَمَنْ صَنَعَ إِليكم معروفا فكافئوه. فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادْعُوا له حتى تَرَوْا أنكم قد كافأتموه ))

[أخرجه أبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما]

 واضح تماماً؟

 

المؤمن يبين و النبي يبلغ :

 الآن النبي الكريم يبلغ:

﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾

[ سورة المائدة : 67]

 المؤمن يبين، النبي يبلغ، الله قال:

﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾

[ سورة البقرة : 160]

 الآن اعتقد يقيناً بكل خلية في جسمك، وبكل قطرة بدمك، أن الآمر ضامن، أي كلمة الحق لا تقطع رزقاً، و لا تقرب أجلاً، واضحة؟ كلمة الحق لا تقطع رزقاً، و لا تقرب أجلاً، و من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله برضا الناس سخط الله عليه، و أسخط عليه الناس، أي مستحيل و ألف ألف مستحيل أن تطيعه و تخسر، مستحيل و ألف ألف مستحيل أن تعصيه و تربح، مستحيل و ألف ألف مستحيل أن تطيعه و تخسر.

 

إرضاء الله عين إرضاء رسول الله :

 أخواننا الكرام؛ ملمح ثان دقيق، قال تعالى:

﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ﴾

[ سورة التوبة : 62]

 إرضاء الله عين إرضاء رسول الله
الهاء ضمير المفرد، باللغة ينبغي أن تكون الصياغة: و الله و رسوله أحق أن يرضوهما، هكذا اللغة، هذه الآية فيها ملمح دقيق، استنبط منه العلماء أن إرضاء الله عين إرضاء رسول الله، وأن إرضاء رسول الله عين إرضاء الله.

﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ﴾

[ سورة التوبة : 62]

 لذلك دقق: من لم يشكر الناس لم يشكر الله، أحياناً مواقف عنيفة، لا أحد له فضل عليّ، أبوك رباك عشرين سنة، أكلت، شربت، نمت، دخلت المدرسة، وقد دفعت أقساطها، لا أحد له فضل عليّ.
 لذلك دقق: من لم يشكر الناس لم يشكر الله، و مرة ثانية: إن فعلت معروفاً ينبغي أن تنساه، و إن فُعل معك معروف ينبغي ألا تنساه، ما الدليل؟ قال تعالى:

﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾

[ سورة البقرة : 237]

 لا تنس الفضل.
 ماذا قال الصحابة حين وزع النبي الغنائم؟ وجدوا عليه في أنفسهم، تألموا، فقال: مقالة بلغتني عنكم، بلغني أنكم متألمون، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم، من أجل لعاعة تألفت بها قوم ليسلموا و وكلتكم إلى إسلامكم، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة و البعير و ترجعوا أنتم برسول الله إلى رحالكم؟ ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟ وأعداء فألف بين قلوبكم؟ أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة و البعير و ترجعوا أنتم برسول الله إلى رحالكم؟
 أنا هذا النص يحيرني، أين أضعه؟ بأي مكان؟ مع حكمته؟ أم مع رحمته؟ أم مع وفائه؟ أم مع صدقه؟ أم مع إخلاصه؟ أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة و البعير و ترجعوا أنتم برسول الله إلى رحالكم؟

(( قال له، يا معاذ! لما أراد أن يبعث به إلى اليمن، قال: يا معاذ! كيف تقضي إذا عرض لك القضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ - مشكلة- قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله، ولا في كتاب الله؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو- هذه لا النفي - فضرب النبي الكريم صَدْرَهُ فرحاً بهذا الفهم العميق، وقال : الحمد لله الذي وَفَّق رسولَ رسولِ الله لِمَا يُرضي رسولَ الله ))

[أخرجه أبو داود والترمذي عن معاذ بن جبل]

الحلال بين و الحرام بين :

((إنّ الحلال بيِّن ))

[أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه]

 واضح كالشمس.

(( وإن الحرام بيِّن ))

[أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه]

 تفتح محلك التجاري، وتطلب من الله الرزق الحلال، واضحة مثل الشمس، لكن:

(( بينهما أمور مشتبهات))

[أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه]

 شيء يحير.

(( لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعِرْضهِ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يَوشك أن يرتَعَ فيه، ألا ولكِّل ملك حمى، إلا وإنّ حمى الله محارمُه))

[أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه]

 الحلال بين والحرام بين
أنا سأرسم نصف دائرة، هذه كم درجة؟ مئة و ثمانون درجة، الدائرة الكاملة ثلاثمئة و ستون، هي مئة و ثمانون، ما من شهوة أودعها الله فيك إلا جعل لها قناة نظيفة تسري طاهرة خلالها، أي لا يوجد حرمان، أنت اشتهيت المرأة، تزوج، اشتهيت المال، اشتغل، ما من شهوة أودعها الله فيك إلا جعل لها قناة نظيفة طاهرة تسري خلالها.
 لذلك قال له: يا معاذ! دققوا، هذه الدائرة مسموح لك بمئة وعشر درجات بهذا الشكل، و الباقي ممنوع، فأنت ممكن أن تتحرك وفق منهج الله.
 عفواً؛ صفيحة البنزين تشبه الشهوة، إذا وضعت في المكان المخصص، بالمستودع، و سال هذا البنزين بالأنابيب المصممة له، و انفجر بالمحرك، في المكان المناسب، و الوقت المناسب، قد تقلك هذه المركبة إلى العقبة بالعيد مثلاً، انفجارات، لكن البنزين وضع في مكانه الصحيح، و سال هذا البنزين في أنابيب معدة له، وانفجر بالمحرك، في الوقت المناسب، و المكان المناسب، ولّد حركة نافعة تقلك إلى مكان جميل في العيد، الصفيحة نفسها إن صبت على المركبة و جاءتها شرارة أحرقت المركبة و من فيها، المادة هي هي.
 هذه الشهوات، ما أودع الله فينا الشهوات، إلا لنرقى بها إلى رب الأرض و السماوات، هذا الدين دين دقيق جداً.

 

الدين حياتنا و سلامتنا و سعادتنا :

 قال له: يا معاذ! ما حق العباد على الله؟ والله سؤال كبير، أردفه خلفه على الدابة، قال له: يا معاذ! ما حق العباد على الله؟ قال: الله ورسوله أعلم المؤمن غال على الله
سيدنا معاذ مؤدب جداً! فقال: يا معاذ حق الله على عباده أن يعبدوه، و ألا يشركوا به شيئاً، فلما سأله: يا معاذ ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه؟ أقسم لكم بالله هذا النص لا يقدر بثمن، قال له: يا معاذ ما حق العباد على الله؟ كأن الله أنشأ حقاً عليه إذا هم عبدوه، قال: الله ورسوله أعلم، قال: يا معاذ، حق العباد على الله إذا هم عبدوه ألا يعذبهم.
 يجب أن تشعر بالأمن، أنت مؤمن غال على الله، لن يسلمك إلى غيره، يحفظك، ينصرك، يؤيدك، يدعمك، يوفقك، يلهمك الصواب.
 "إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك؟ وماذا وجد من فقدك؟
 هذا الدين حياتنا، هذا الدين سلامتنا، هذا الدين سعادتنا، هذا الدين نجاحنا بأسرتنا، نجاحنا بعملنا، نجاحنا بصحتنا.
 فأرجو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لكم جميعاً إيمانكم، و أهلكم، و أولادكم، و صحتكم، و مالكم، والسادسة أهم شيء و أن يحفظ لكم استقرار هذه البلاد، هذه نعمة لا يعرفها إلا من فقدها.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور