وضع داكن
18-04-2024
Logo
برنامج تحية الإفطار - الحلقة : 15 - الصلاة عماد الدين.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الصلاة إقبال على الله و هي الفرض الذي لا يسقط بحال :

 أيها الأخوة الكرام؛ من مسلمات هذا الدين أركان الإسلام، أركان الإسلام؛ الصوم، والصلاة، والحج، والزكاة، والنطق بالشهادة، النطق بالشهادة مرة واحدة في الحياة، والزكاة تسقط عن الفقير، والحج عن غير المستطيع، أما الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال فهو الصلاة، لأن الصلاة عماد الدين، تصور خيمة بلا عماد قماش فقط، ما الذي يجعلها خيمة؟ العماد، لو أخذت العماد أصبحت قماشاً بعضه فوق بعض، الصلاة تشبيه رائع جداً:

((الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين))

[البيهقي في شعب الإيمان عن عمر ]

 لذلك هذا الفرض لا يسقط بحال، لكن ما حقيقته؟ هذا العبد الفقير يتصل بالغني، هذا العبد الضعيف يتصل بالقوي، هذا العبد الجاهل يتصل بالعليم، إن مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحبّ الله عبداً منحه خلقاً حسناً من خلال الصلاة، فالصلاة إقبال على الله، أن تشتق من الله الكمالات، أن تكون إنساناً راقياً، إنساناً تنطوي على رحمة، على حلم، على عقل، على تفوق، على خدمة للآخرين، الإنسان المؤمن مجموعة كمالات، المؤمن مجموعة انضباطات، مجموعة طموحات، إنسان متميز، تقريباً تصور وردة بلاستيكية، و وردة حقيقية، المسافة كبيرة جداً، لها رائحة فواحة، ألوان متناسقة، محببة للناس، فإذا أردت أن يحبك الله فاستقم كما أمرت، وإن أردت أيضاً أن يحبك الناس فكن على الحق، الحق أحق أن يتبع.
 والحق أيها الأخوة الكرام؛ الشيء الثابت والهادف، ماذا يقابله؟ الباطل، الشيء الزائل والعابث، الحق ثابت، مبادئ، قيم، تطلعات للآخرة، صدق، أمانة، خير، الباطل الشيء العابث والزائل، لذلك:

((الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين))

[البيهقي في شعب الإيمان عن عمر ]

من ذكر الله أدى واجب العبودية و من ذكره الله منحه الأمن :

 لكن الذي يلفت النظر قال تعالى:

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[سورة البقرة:125]

 إنك إن صليت وقفت وقرأت الفاتحة وركعت وسجدت، هذه الصلاة، هذه أركان الصلاة، إنك إن ذكرت الله بحركاتك وسكناتك قبلك الله، لكن أنت ذكرت الله بالصلاة لكن إذا ذكرك الله هنا الشاهد، من أين أخذناها؟ من قوله تعالى:

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[سورة البقرة:125]

 فعل أمر وجواب الطلب، إن ذكرتموني أذكركم، إذا ذكرت الله أديت واجب العبودية، لكن إذا ذكرك الله منحك نعمة لا يتمتع بها إلا المؤمن، إنها نعمة الأمن، قال تعالى:

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ﴾

[سورة الأنعام81-82]

 دققوا هذه لفتة لغوية، لو قال: الأمن لهم ولغيرهم، أما قوله تعالى:

﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾

[سورة الأنعام:82]

 وحدهم، كأن تقول: نعبد إياك، الصلاة فاسدة، أما إياك نعبد حصراً، قال تعالى:

﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾

[سورة الأنعام:82]

 أي لا يتمتع على وجه الأرض في القارات الخمس من آدم إلى يوم القيامة بنعمة الأمن إلا المؤمن، هذه من خصوصيات المؤمن، قال تعالى:

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾

[سورة الأنعام:81-82]

 يوجد متعة أخرى، المتعة هي أنه يعطيك الحكمة، تسعد بها ولو فقدت كل شيء، أنت بالحكمة تعرف الصديق من العدو، أنت بالحكمة ترقى عند الله، أنت بالحكمة تتألق عند الله، أنت بالحكمة تفعل ما ينبغي، أنت بالحكمة تجعل العدو صديقاً، بالحكمة تجعل القليل كثيراً، بالحكمة تكون أسعد الناس.

الله أكبر كلمة الإسلام الأولى :

 أيها الأخوة المشاهدون؛ بارك الله بكم إن صليت وقلت: الله أكبر، ماذا تعني كلمة الله أكبر؟ نقولها دائماً في الصلوات لعشرات المرات، وفي الأذان، وفي أكثر الشعائر تقول: الله أكبر، أي الله أكبر من ماذا؟ من أي شيء تصورته كبيراً هو أكبر، أكبر من أن تنشغل عنه بغيره، أكبر من أن تهتم بالدنيا وتنسى الآخرة، أكبر من أن تهتم ببيتك وتنسى ربك، فلذلك الله أكبر كلمة الإسلام الأولى، لكن كلما أقبلت عليه رأيت عظمته، وهو أكبر مما وصلت، أكبر مما بلغت، كلما أقبلت عليه ازددت تعظيماً له، ومحبة له، وخشوعاً، وإقبالاً، إذاً الله أكبر الكلمة الأولى في العالم الإسلامي، الله أكبر فوق الأقوياء، فوق المتجبرين، فوق العتاة، فوق الظالمين، أكبر من أي شيء تتصوره كبيراً، أنت مع الله، مع خالق السماوات والأرض، مع خالق الدنيا والآخرة.

الاتصال بالله هو الدين كله :

 شيء آخر؛ الصلاة معراج المؤمن، أنت بالصلاة تصل إلى الله، أنت بالصلاة تصل إلى حكمته، تشتق الحكمة منه، أنت بالصلاة تصل إلى رحمته، تشتق الرحمة منه، أنت بالصلاة تصل إلى قوته، أنت قوي بهذا الدين، لا تتضعضع أمام قوي، ولا أمام غني، ومن تضعضع أمام قوي أو غني ذهب ثلثا دينه، وإذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ ويا رب ماذا وجد من فقدك؟ وماذا فقد من وجدك؟ لذلك الاتصال بالله هو الدين كله، الصلاة فرض متكرر لا يسقط بحال، لك أن تصلي واقفاً، أو قاعداً، أو مضطجعاً، أو عن يمينك، وقبلة المسافر جهة دابته، وقبلة الخائف جهة أمنه، وقبلة المريض جهة راحته، هذا الفرض لا يمكن أن يتوقف لأنه اتصال الضعيف بالقوي، الجاهل بالعليم، الفقير بالغني، أنت مع خالق السماوات والأرض، مع أصل الكمال والجمال والنوال، مع خالق السماوات والأرض، مع الجهة المسعدة الأبدية التي لا تفنى.

الدعاء :

 أرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من مقيمي الصلاة، أن يعطينا ولا يحرمنا، أن ينجينا من كل كرب وضيق، أن يوفقنا في أعمالنا، وفي بيوتنا، ومع من حولنا، ومع من كان بعيداً عنا، هذا التوفيق الشمولي هو عطاء إلهي كبير، والله إذا أعطى أدهش، وإذا حاسب فتش..

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور