وضع داكن
19-04-2024
Logo
برنامج تحية الإفطار - الحلقة : 10 - آيات الله القرآنية موقفنا منها التدبر.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

تدبر الآيات القرآنية :

 آيات الله آيات كونية تقتضي التفكر، وآيات تكوينية تقتضي النظر، وآيات قرآنية تقتضي التدبر، أنت مع الكون تفكر، ومع أفعال الله تنظر، ومع القرآن تتدبر، هذه الآيات القرآنية القرآن كلام الله، وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه، بل إن الكون قرآن صامت، لكن القرآن كون ناطق، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي.
 تعليق سريع، ما لم ير الناس اليوم إسلاماً يمشي أمامهم، إن حدثك فهو صادق، وإن عاملك فهو أمين، وإن استثيرت شهوته فهو عفيف، لا يقنع الناس بهذا الدين.
 من هذه الآيات القرآنية الرائعة التي تقتضي التدبر قال تعالى:

﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ﴾

[ سورة الأنعام : 115]

 كأن الله جلّ جلاله يقول: يا عبادي بيني وبينكم كلمتان فقط؛ كلمتان اثنتان، منكم الصدق ومني العدل، تتفاوتون عندي بصدقكم، بإصراركم على طلب الحق، على طاعة الله، على خدمة الإنسان، على قراءة القرآن، على الصلوات بأوقاتها وبإتقانها، منكم الصدق ومني العدل، هذا معنى، وهو رائع جداً، وهناك معنى آخر لا يقل عنه، هذا القرآن الذي بين أيديكم من دفته إلى دفته لا يزيد عن نوعين من الآيات، آية فيها إخبار صادقة، وآية فيها أمر عادلة، الخبر صادق والأمر عادل، هذا كلام الله عظمته تنطلق من أنه كلام خالق الأكوان، وبين كلام الله وبين كلام خلقه مسافة كبيرة جداً، فلذلك نحن أمام القرآن نتدبر القرآن.

قراءة القرآن بلغة عربية صحيحة مع تطبيقه وتدبره :

 لذلك لو سألتني سؤالاً دقيقاً، ما معنى قول الله تعالى:

﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾

[ سورة البقرة : 121 ]

 قال العلماء: يتلونه حق تلاوته يتلونه بلغة عربية صحيحة، لذلك قيل عن سيدنا عمر: " تعلموا العربية فإنها من الدين". تعلم هذه اللغة جزء من الدين، أولاً: يتلونه بلغة عربية صحيحة، وبلغة مجودة إن أمكن شيء رائع جداً، إدغام، مدود، غنة، إلى آخره، ثم فهم هذا الكتاب، ثم تطبيقه، ثم تدبره، والتدبر أعلى درجة في فهم كتاب الله، أين أنت منه؟ هل طبقت هذا، من حولك هل هم مطبقون له؟ لذلك هذا القرآن كلام الله، هذا القرآن وحي السماء، هذا القرآن فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه، لذلك القرآن يقرأ كل يوم تلاوة متأنية لكن ممكن تقرأ جزءاً، نصف جزء، خمس صفحات، صفحة، لا بد من أن تتعهده يومياً، ويمكن أن تقف عند آياته، يمكن أن تكتب ملاحظات، آيات الأمر، آيات النفي، آيات التحريم، آيات الموعظة، الآيات الكونية، الآيات القرآنية، إلى آخره، لذلك التدبر شيء مهم جداً، يمكن أن تقرأ قراءتين، قراءة تعبدية، وقراءة تدبرية.
على كل مرة ثانية، فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه، هذا قرآننا، هذا دستورنا، هذا كتابنا السماوي، هذا منهجنا إلى الله، هذا الكتاب الذي ينبغي أن يكون في كل بيت.

الآيات القرآنية هي منهج التفكر عند الله :

 أخوتنا الكرام؛ قلت قبل قليل: القرآن يقرأ تعبداً، ويقرأ مدارسة، الذي ينبغي أن تفعله كل يوم أن تقرأ الآية ثم تقول: ما علاقتي بها؟ ما موقفي منها؟ هل أنا مطبق لها؟ آيات الأمر، آيات النهي، آيات كونية، ألا تتساءل هذا السؤال؟ آية الأمر تقتضي أن تأتمر، آية النهي تقتضي أن تنتهي، آية القصة تقتضي أن نعتبر، كل آية لك منها موقف، فإذا كان في القرآن ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون والإنسان، ألا ترى معي أنه لا بد من أن يكون لك موقف من هذه الآيات؟ أنا أرى أن هذه الآيات هي منهج التفكر عند الله، قال تعالى:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة آل عمران : 190-191 ]

 وكأن الله أعطاك عنوانات جاهزة، أعطاك موضوعات متميزة، موضوعات مصطفاة للتفكر بها، آيات الكون، آيات الإنسان، آيات النبات، الحيوان، آيات الأمر والنهي، كلها آيات ينبغي أن تقف منها موقف المتفهم المطبق.

الإيمان بالله العظيم والاستقامة على أمره :

 لذلك هذا القرآن كلام الله، ربيع القلوب، كلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أرجو الله أن نطبق ما سمعنا، والله سبحانه وتعالى هو الضامن والآمر، وأرجو الله أن نسعد بهذا القرآن، أن يكون مطبقاً في بيوتنا، في أعمالنا، في أوقاتنا، في حلنا وترحالنا، في سفرنا وإقامتنا، وهو صديقنا ومعنا دائماً، المؤمن سلاحه القرآن، وهدفه القرآن، وسعادته بالقرآن، وفي القرآن سورة قصيرة قال عنها الإمام الشافعي: لب القرآن، والصحابة الكرام لا يتفرقون إلا على هذه السورة، والحقيقة سورة دقيقة جداً، لأن الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، إذاً هو زمن، ولأنه زمن أقسم الله لك أيها الإنسان بمطلق الزمن، فقال تعالى:

﴿ وَالْعَصْرِ﴾

[ سورة العصر : 1 ]

 لأنك زمن، جواب القسم مخيف:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 2 ]

 إله يقسم، جواب القسم أنك خاسر، لم يا ربي أنا خاسر؟ قال: لأن مضي الزمن وحده يستهلكك فقط، قبل أن نقول: صالح، طالح، مؤمن، غير مؤمن، مستقيم، منحرف، مضي الزمن وحده يستهلكك، أنت زمن، ولأنك زمن أقسم الله لك بمطلق الزمن، لكن رحمة الله في إلا، قال تعالى:

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾

[ سورة العصر : 3 ]

 الإمام الشافعي قال: هذه أركان النجاة. أي لا بد من أن تؤمن أولاً بإله عظيم، خالق كبير، مربّ حكيم، أن تؤمن بالله وأركان الإيمان كلها، وأن تستقيم على أمره، وأن تعمل صالحاً تقرباً إليه، وأن تتصل به، وأن تصبر على المعرفة، والاستقامة، والعمل الصالح، هذه السورة جامعة مانعة، لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم.

الدعاء :

 اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور