وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 052 - إعلان الأعمال وإخفاؤها.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام على الهواء مباشرةً في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 يقول الله عز وجل:

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾

[ سورة البقرة:271 ]

 عن إعلان الأعمال وإخفائها يدور حديثنا مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، لماذا الأعمال الصالحة الذي نختلف في إعلانها أو إخفائها قيمة كبيرة لنبدأ بتعريف الأعمال الصالحة وقيمتها ثم نتحدث عن الإخفاء والإعلان؟

 

العمل الصالح عمل يصلح للعرض على الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.
أيها الأخ الكريم بارك الله بك، ونفع بك، ونفع بهذه الإذاعة المسلمين.
 العمل الصالح سمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله، ما سمي العمل صالحاً إلا لأنه يصلح للعرض على الله عز وجل، يوم القيامة حينما تقول لرب العزة: يا رب فعلت كذا وكذا، وكان هذا العمل طيباً تسعد به، وتفتخر به، لأنه يصلح للعرض على الله، في البداية العمل الصالح الذي يصلح للعرض على الله ما كان صواباً وخالصاً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة.
المذيع:
 هذان الشرطان ليكون عملاً صالحاً.
الدكتور راتب :
 خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة، مثلاً يانصيب خيري، اليانصيب له إشكال كبير، نحن نريد عملاً صالحاً خالصاً وصواباً ما وافق السنة، الأصل في الموضوع قوله تعالى:

﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ ﴾

[سورة النمل: 19 ]

 يوجد معنى مخالف، هناك عمل صالح لا يرضي الله، إذا الإنسان أحبّ أن يتباهى بهذا العمل، ينطوي على رغبة التباهي والاستعلاء، أنا فعلت كذا، يوجد عمل صالح يرضي الله، وعمل صالح لا يرضي الله، ظاهره عمل صالح لكنه لا يرضي الله، إذاً:

﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ ﴾

[سورة النمل: 19 ]

 العمل الذي يرضاه الله ما كان صواباً وخالصاً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة..
المذيع:
 لهذه الأعمال الصالحة قيمة كبيرة في حياة الإنسان ما أجرها؟ ما فضل من عمل صالحاً؟

 

العمل الصالح علة وجودنا في الدنيا :

الدكتور راتب :
 سيدي يوجد كلمة أكبر من ذلك، العمل الصالح علة وجودنا في الدنيا، كيف؟ أنت أرسلت ابنك إلى بلد أجنبي لينال الدكتوراه، ولتكن باريس، هذا الابن بباريس، باريس مدينة عملاقة، فيها دور سينما، فيها مسارح، فيها ملاعب، فيها حدائق، فيها مكتبات، فيها دور لهو، فيها نواد ليلية، هذه المدينة العملاقة ابنك الذي أرسلته إلى هذه المدينة لينال الدكتوراه نقول: علة وجوده الوحيدة في هذه المدينة الدكتوراه، هذا السؤال لو كبرناه، شخص منا إن سأل نفسه: ما علة وجودي في الدنيا؟ لماذا جاء الله بي إلى الدنيا؟ لماذا أرسلني إلى الدنيا؟ ما سرّ وجودي في الدنيا العلة الأساسية طبعاً؟ ابنك في الجامعة، يوجد مطعم في الجامعة لكن المطعم ليس أساسياً، يوجد ندوة فيها مقتنيات تشتريها، فيها حديقة، ومكتبة للموضوعات العلمية، و دور سينما، يوجد أماكن جميلة، نقول: هذا الابن بهذه الجامعة علة وجوده الوحيدة الدراسة، هل تصدق أن علة وجود الإنسان الوحيدة العمل الصالح، لأنه ثمن الجنة، قال تعالى:

﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

[ سورة النحل: 32]

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾

[ سورة المؤمنون : 99-100]

 أول حقيقة؛ علة الوجود الوحيدة في الدنيا العمل الصالح لأنه ثمن الجنة، قال تعالى:

﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾

[ سورة فاطر: 10]

الفرق بين الاستقامة و العمل الصالح :

 يوجد نقطة دقيقة مهمة جداً، نحن لو فرضنا أن هناك طريقاً إلى الله، وليكن الطريق مادياً، إذا كان هناك صخرة على عرض الطريق، هذه الصخرة تمنعك أن تتابع السير، صخرة ثانية، ثالثة، هذه المعاصي، فالإنسان إذا تاب من كل الذنوب والمعاصي كأنه أزاح هذه الصخرات، الآن صار الطريق سالكاً، لا يكفي أن يكون الطريق سالكاً، لا بد من أن تسير فيه، السير هو العمل الصالح، إزاحة العقبات هو الاستقامة، والسير هو العمل الصالح، لذلك قال تعالى:

﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾

[ سورة فاطر: 10]

أنت ترتقي بالعمل الصالح لكن لا ترتقي بالاستقامة، أنا ما كذبت، ما أكلت مالاً حراماً، ما اغتبت، ما غششت، ما فرقت بين زوجين، الاستقامة طابعها سلبي، والعمل الصالح فيه بذل، بذلت من وقتك، بذلت من مالك، بذلت من جاهك، بذلت من علمك، من خبرتك، فالعمل الصالح عطاء إيجابي منوع، أحياناً الفكر، الخبرة، العلم، الجاه مثلاً، هذا كله عمل صالح، العمل الصالح عطاء والاستقامة ترك، لكن لحكمة بالغة إذا اكتفينا بذكر العمل الصالح أي الاستقامة، فهاتان الكلمتان إذا تفرقتا كل واحدة لها معنى، وإذا اجتمعتا يكون المعنى مشتركاً.
المذيع:
 أوضح شيء، ذكرت حضرتك أن الاستقامة طابعها سلبي، أي لا يقوم الإنسان ببذل الجهد فيها كالعمل الصالح، إنما ينهى نفسه عن الظلم، الترك، لأن الناس تفهم المعنى السلبي أي أقرب للمحرمات.
الدكتور راتب :
 ما كذبت، تركت الكذب، ما غششت، ما فرقت بين زوجين، ما أوهمت أحداً، إلى آخره، الاستقامة ترك، طابعها سلبي، والعمل الصالح طابعه إيجابي، أعطيت من وقتي، من مالي، من علمي، فهاتان الكلمتان إذا تفرقتا كل واحدة لها معنى، وإذا اجتمعتا المعنى مشترك.
المذيع:
 هذا العمل الصالح وله هذه المكانة الكبيرة عند الله، أي الأعمال الصالحة هل من الأفضل إعلانها أم إخفاؤها؟

 

حالات يجوز فيها إخفاء الأعمال الصالحة أو إعلانها :

الدكتور راتب :
 هنا يوجد إجابة دقيقة جداً، أنا أذكر في الشام يوجد ميتم كبير جداً من أرقى المياتم في القطر، وهذا الميتم يجتمع فيه أغنياء البلد، كنت ألقي عليهم كلمة، أحياناً خلال نصف ساعة يجمع مبلغ فلكي بالملايين، خلال نصف ساعة، هناك ترتيب طرأ أن ألغوا الأسماء، والمبالغ، ووزعوا أوراقاً فنزل المبلغ من ستة ملايين لستمئة ألف، مثلاً شريكان جالسان قال الأول: أنا سأدفع مئة ألف، لا يستطيع شريكه الثاني أن يقول: أنا سأدفع خمسمئة ألف بدافع الحماس، قال: وأنا سأدفع مئة، مرة كنت في مشروع ضخم لتعليم النازحين على الحدود التركية، يريدون مدارس، قال أحدهم: أنا سأتبرع بمليون دولار، قال الثاني: والله قليل، أنا سأدفع مليونين، قال الثالث: و أنا سأدفع مليونين أخرى، حصلنا ستة ملايين خلال ربع ساعة، إذا أعلناها يوجد حكمة بالغة، لكن عندي ضابط إذا الموضوع متعلق بمشروع، لا بشخص أعلن، وإذا متعلق بشخص أخفي، رحمة به، نريد أن نجمع لإنسان فقير، مثلاً فلان فقير يا أخوان، فلان لا يوجد عنده ما يأكله، أنت أهنته، إذا التبرع يتجه لإنسان بذاته ينبغي أن تكتم المبالغ، قال تعالى:

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾

[سورة البقرة: 271]

 وإذا كان التبرع يتجه لمشروع ميتم، مستشفى، مستوصف، مدرسة شرعية، عمل صالح كبير ينبغي أن تعلن، بالإعلان يصبح هناك تنافس، ماذا قال الله عز وجل؟

﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾

[ سورة المطففين: 26 ]

المذيع:
 تقصد بذلك المشاريع؟
الدكتور راتب :

﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾

[سورة الصافات:61]

 فالتنافس مطلوب، إذا كان العمل الصالح يتجه لإنسان بالذات الأولى أن نخفيه، وإذا العمل الصالح يتجه إلى مشروع، لميتم، لمستوصف، لمعهد شرعي، لإنجاز كبير، ينبغي أن نعلن حتى نحرك التنافس بين الناس.
المذيع:
 أعود من حضرتك إلى المثال الذي ذكرته، دار الأيتام التي هبطت تبرعاتها من ستة ملايين إلى ستمئة ألف، هؤلاء الأشخاص ألم يكشف الله على قلوبهم لو كانوا يريدون الله لبقوا في تبرعاتهم علم أم لم يعلم الناس بتبرعاتهم، أليس هذا أفضل حينما كتمت حتى لا يكون هناك أذى ومنية؟

 

النوايا لا يعلمها إلا الله :

الدكتور راتب :
 حينما نوظف روح التنافس للعمل الصالح لا يوجد مانع.
المذيع:
 تبقى النوايا لله؟
الدكتور راتب :
 لا أحد يعلم ذلك إلا الله، هذا من شأن الله وحده، أنا عفواً منذ أربعين سنة بالدعوة إذا سئلت مثل هذا السؤال أقول: هذا من شأن الله عز وجل وحده لا أعرف، كل إنسان ينطوي على نوايا، هذه لا تكشف، لا يعلمها أحد إلا الله، الله أخفى عن الآخرين نواياك..
المذيع:
 القاعدة التي تنصح المستمعين إذا كان لمشروع جماعي يخدم الأمة..

 

استغلال روح التنافس إذا كان المشروع يخدم الأمة :

الدكتور راتب :
 ينبغي فيه أن نعلن حتى يتحقق التنافس، قال تعالى:

﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾

[ سورة المطففين: 26 ]

 شريكان يملكان معملاً واحداً، دفع الأول مئة ألف، الثاني إذا كان الشيء معلناً لا يستطيع أن يدفع عشرة آلاف، أنا سوف أستغل روح التنافس، والله سمح بروح التنافس، حتى أجمع تبرعات أكبر.
المذيع:
 هل نعتبر هذا تنافساً أم أخذ بسيف الحياء؟
الدكتور راتب :
 والله الدخول إلى هذه الدرجة لا أنصح به، هذا شأنه مع الله، أنا بعمري الدعوي -أربعون سنة - عندي جواب لا أتركه إطلاقاً: هذا من شأن الله وحده.
المذيع:
 بالنسبة للأعمال الفردية في الطاعة الأولى إظهارها أم إخفاؤها، أريد أنا أن أصوم اليوم عملاً فردياً؟

 

رُبّ معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً :

الدكتور راتب :
 سوف أقول لك كلمة دقيقة، قال تعالى:

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾

[ سورة القيامة: 14-15 ]

أنت عندما تقول: أنا البارحة كنت صائماً، والبارحة صليت قيام الليل، عندما تتكلم عن أعمالك العبادية دون أن تشعر تبتغي أن تعلو على الناس، أن تفتخر بقيام الليل، قالوا: رُبّ معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً، إذا هذه الطاعة سوف تتيه بها على من حولك الأولى أن تخفيها، هذا المقياس بيدك، أقول: الذي يتهم نفسه بالرياء لا تعلن، قضيت على الشيطان كلياً، الذي يتهم نفسه من باب الورع، خاف على نفسه أن يرائي، الحل سهل لا تعلن، ادفع صدقة كبيرة وابق ساكتاً، هل يستطيع الشيطان أن يقول لك: أنت ترائي؟ أما إذا الشخص عندما يريد أن يتكلم عن أعماله الصالحة أمام أشخاص مؤمنين، ويحبون العمل الصالحة، عندما يتكلم يدفع الناس إلى أعمال صالحة أكثر، الله عز وجل رب النوايا، إذا الكلام يحفز ويثير الأعمال الصالحة بين الناس تكلم عن عملك الصالح، وإذا النية تفتخر، عفواً أنت اشتريت بيتاً كبيراً، وأجمل كسوة، جاءك ضيف تعال حتى أريك البيت، وهذا الضيف يسكن في بيت أجرة، مساحته سبعون متراً، إلى ماذا ينظر؟ بيت مساحته حوالي أربعمئة وخمسين متراً، وكله ديكورات، وبلاط، ورخام، ما من داع لتريه هذا البيت، هنا يوجد تفاخر، قال تعالى:

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾

[ سورة القيامة: 14-15 ]

 أنا هذا إيماني، أولاً الله يلقي في روعك أنك فعلت هذا لا من أجلي، من أجل سمعتك، من أجل أن تتباهى بهذا العمل، الذي عنده مقياس دقيق يعرف ذلك، لذلك استفت قلبك ولو أفتاك المفتون وأفتوك.
المذيع:
 نبدأ باستقبال مشاركات مستمعينا الكرام أبدأ مع أبي عمر تفضل...
 غير الصلاة والصوم والعبادة العمل الصالح ما هو بالضبط؟

 

أعمال الخير هي أعمال تصلح للعرض على الله :

الدكتور راتب :
 أي عمل يصلح للعرض على الله، تعرف شخصاً توفي وترك أيتاماً، إذا تفقدت الأيتام وأكرمتهم إما بمعونة مادية أو طعام، أو بإيناس، هذا عمل صالح، أنت مركب في نفسك حب العمل الصالح، كل شيء ينفع الآخرين، إطعام فقيرهم، معالجة مريضهم، إيواء مشردهم، تعليم جاهلهم، كلها أبواب إلى الله، جميع أعمال الخير هي عمل يصلح للعرض على الله، إذا كان هناك عمل تستحي أن تعرضه على الله فهذا ليس عملاً صالحاً، وهذا بالفطرة، أودع الله في الإنسان حبّ العمل الصالح، لذلك قال تعالى:

﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾

[ سورة فاطر: 10]

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾

[ سورة المؤمنون : 99-100]

 علة وجودنا العمل الصالح، أما يصلح أو لا يصلح، تعرف ذلك أنت، بالفطرة تعرفه، الآية تقول:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾

[ سورة الروم : 30]

 توقف، إقامة وجهك للدين حنيفاً هذا ما فطرت عليه، كل أمر أمرك الله به أنت برمجت وفطرت على محبته، قال تعالى:

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات: 7]

 أي أمر أمرك الله به برمجك وفطرك على محبته، وكل شيء نهاك الله عنه برمجك وفطرك على كراهيته، قال تعالى:

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات: 7]

المذيع:
 للتوضيح الأعمال الصالحة التي تقترحها كلها مرتبطة بالآخرين، بمساعدتهم، لا تشمل العبادات الشعائرية، أما العمل الصالح فمرتبط بالخير مع الناس؟

 

أنواع الذنوب :

الدكتور راتب :
 العبادة بينك وبين الله، هناك ذنب يغفر، وذنب لا يترك، وذنب لا يغفر، أما الذنب الذي يغفر فهو ما كان بينك وبين الله، قصرت بصلاة يا رب سامحني، هذا الذنب العفو عنه سهل جداً، ما كان بينك وبين الله العفو سهل جداً، لكن ما كان بينك وبين العباد فهذا ذنب لا يترك، لا بد من الأداء أو المسامحة، عليك دين، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أعليه دين؟ فإن قالوا: نعم، لا يصلي عليه، يقول: صلوا على صاحبكم، مرة قال: صلوا على صاحبكم، لأن عليه ديناً، فقال أحدهم: يا رسول الله عليّ دينه، فصلى عليه، لكن في اليوم التالي سأل هذا الضامن أأديت الدين؟ قال: لا، في اليوم الثالث سأل هذا الضامن: أأديت الدين؟ قال: لا، في اليوم الرابع سأل هذا الضامن: أأديت الدين؟ قال: نعم، قال عليه الصلاة والسلام : الآن ابترد جلده.
أما الذنب الذي لا يغفر فهو الشرك بالله، أنت بحاجة إلى مستشفى لا سمح الله، إذا أخذوك إلى مكان فيه نزهة فهذا خلاف هدفك كله.
 إذاً ذنب يغفر ما كان بينك وبين الله، وذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد، يغفر بالأداء أو بالمسامحة، أما الذنب الذي لا يغفر فهو الشرك بالله.
المذيع:
 أبو محمود تفضل...
 دكتور أحبك في الله أولاً..
الدكتور راتب :
 جعلني الله أهلاً لمحبتكم.
المذيع:
 أريد أن أعلق على موضوع إبداء الصدقات، أذكر في شهر رمضان قبل خمس سنوات قامت حياة fm بإفطار بعد العشاء لجمع تبرعات لذوي الشهداء بغزة أتوقع، وألقى فضيلة الشيخ كلمة تحض الناس على التبرعات، بعد الكلمة قام هذا الخطيب وتبرع بمبلغ معين حتى يشجع الحضور على التبرع، فإذا رأى الناس الخطيب يتبرع في بعض المواقف يضطر الإنسان أن يتبرع.

 

من يأمر الناس بشيء و يسبقهم إليه يؤكد قناعتهم به :

الدكتور راتب :
 أنا أقول كلمة: أنت إذا أمرت الناس بالتبرع وتبرعت، أكدت لهم أنك قانع بهذا الطلب، وأنا في خطبي السابقة منذ أربعين سنة حينما أطلب تبرعاً لجمعية خيرية، عرف أخواني عندما أنا أدفع معنى هذا أني قانع، وإذا لم أدفع الموضوع لم يعجبني، هم يفهمون عليّ، أنت حينما تأمر بشيء وتسبق الناس إليه تؤكد لهم قناعتك به.
المذيع:
 اتصال جديد محمد تفضل..
 غير الصلاة فيما يرضي الله عز وجل، ماذا يفعل؟

الفرائض تقرب العبد من ربه سبحانه :

الدكتور راتب :

(( ..وما تقرب إلى عبد بشيء أحب إلى مما افترضته عليه.. ))

[ البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه]

أدّ الفرائض تكن أعبد الناس، يوجد أناس تركوا الفرائض ولحقوا السنن، لا يصح، أدّ الفريضة تكون أعبد الناس، ثم السنة، هذه نقطة مهمة جداً، أحياناً يهمل صلاته ويرعى يتيماً، رعاية اليتيم شيء جيد جداً، لكن ليس على حساب صلاتك، هذه أشياء مفروغ منها، الفريضة مثل الهواء تستنشقه، إذا ما أديتها تموت، وهناك أعمال مثل الوردة، إذا الإنسان وضع وردة على صدره ولم يتنفس يموت، لا يوجد شيء تتقرب به إلى الله أفضل مما افترضه عليك.
المذيع:
 أبو أيهم تفضل...
 في سورة فاطر، قال تعالى:

﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾

[سورة فاطر: 10]

 ما معنى الكلم الطيب؟ العمل الصالح هل هو شرط لقبول الفرائض أم الفرائض تقبل حتى لو لم يكن هناك عمل صالح؟

 

ضرورة اقتران الكلم الطيب بالعمل الصالح :

الدكتور راتب :
 أنت إذا حضضت الناس في خطبة الجمعة على التبرع لعمل صالح، و شاركت الناس في هذا التبرع أكدت لهم قناعتك، فالذي يرفع هذا العمل إلى الله أن تفعله أمام الناس، أمرتهم به، ينبغي أن تفعله أنت، فإذا أمرتهم وأنت لا تفعله إطلاقاً، صار هناك مسافة بين أقوالك وأفعالك، أنت ممكن أن تنتفع من علم طبيب دون أن تبحث عن سلوكه الشخصي، معه بورد بالجراحة العامة، تنتفع من مهندس لا يهمك سلوكه الشخصي، تنتفع من محام خبير، إلا أن رجل الدين لا يمكن أن تنتفع به إلا إذا رأيت أعماله مطابقة لأحواله.
المذيع:
 فلذلك اقترن الكلم الطيب والعمل الصالح؟
الدكتور راتب :
 لذلك أنا قابلت أحد علماء مصر الكبار الشعراوي رحمه الله، وألفت عنه كتاباً، سألته مرة بماذا تنصح الدعاة إلى الله؟ كنت أظن أنه سوف يتكلم نصف ساعة، فإذا هي جملة واحدة، قال لي: احذر أن يراك المدعو على خلاف ما تدعوه. إذا اكتشف المستمع أن هناك مسافة بين أقوالك وأفعالك انتهت دعوتك.
المذيع:
 أم عصام تفضلي...
 أريد أن أسأل: ابني توفي وعليه دين، فقلت للرجل أن دين ابني عليّ، أنا أسده لك، وهذا الرجل قبِل بهذا.

وجوب أداء الدين قبل كل شيء :

الدكتور راتب :
 لك أجر كبير، لو فرضنا أباً توفي، عنده سبعة أولاد وبنات إلى آخره، أول شيء يسد الدين من تركته، هذا أقدس دين، قبل توزيع أي شيء لا بد من أداء الديون.
المذيع:
 أمه تخاف عليه من أجل الحساب أمام الله عز وجل، هل هو بخير الآن بعد موته لأن أمه سوف تسد الدين عنه؟
الدكتور راتب :
 شخص سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول ماذا عليّ من بر والدي بعد موتهم؟ قال: أن تدعو لهما، وأن تنفذ عهدهما، وأن تصل الرحم التي لم يكن لها صلة إلا بهما، وأن تؤدي عنهما ما تركاه لك، هذا عمل عظيم، أنا أعرف شخصاً عندما كنت في العقبة حدثني أن أباه ترك له مبلغاً فلكياً، كله دين، مئة وخمسون ألفاً وهو لا يوجد عنده شيء، توجه إلى الله قال: يا رب أعني حتى أسد الدين، وسده خلال خمس سنوات، له أجر كبير جداً.
المذيع:
 تفضلي ضحى باتصال جديد..
 دعاء الوالدين لأولادهم، توفي والدي هل يظل الدعاء جارياً؟

دعاء الوالدين لأولادهم مستمر بعد موتهما :

الدكتور راتب :
 دعاء الوالدين لأولادهم مستمرة، والله كله مستمر، أنت تعاملين الله عز وجل، اسمعي القرآن الكريم:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾

[ سورة الطور: 21 ]

 أي ألحقنا بهم أعمال ذريتهم.
المذيع:
 تؤكد دائماً دكتورنا الكريم على ألا يتهم الإنسان نفسه، دائماً بعض الناس لديه وسوسة في موضوع النوايا، هو لا يريد أن يعلن العمل الصالح لدرجة أنه يمتنع عن القيام بالعمل الصالح، مثلاً يكون هناك صندوق للتبرعات فلا يتبرع خوف أن يراه الناس ما تعليق حضرتكم؟

 

من ترك العمل الصالح خوف الرياء فهو أكبر رياء :

الدكتور راتب :
 تعليق مؤلم جداً؛ من ترك العمل الصالح خوف الرياء فهو أكبر رياء، أنت تعامل الله، والله يشاهد، يأتي الشيطان يوسوس لا ترد عليه، أنا أقول لك: انس، اعمل عملاً صالحاً وانسه، لا تصغ للشيطان، الشيطان لا يريحك، قال تعالى:

﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾

[ سورة الأعراف: 16]

 إذا كان الإنسان تاركاً للدين يغرق بالمعاصي، والشيطان يتركه، لأنه حقق له هدفه، متى يبدأ عمل الشيطان؟ عندما يتوب إلى الله، قال تعالى:

﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾

[ سورة الأعراف: 17 ]

إلا أن النص أغفل الأعلى والأسفل، أما عن اليمين واليسار والأمام والخلف فوق ماذا يوجد؟ الله عز وجل، وتحت الافتقار لله، مادمت مفتقراً إلى الله لا يوجد أية مشكلة، مادمت متجهاً إلى الله لا يوجد أية مشكلة، لكن يوجد طريق يأتي عن أيمانهم، يقول له: أنت لا تريد الله بهذا العمل الصالح، تنوي السمعة، هذه عن أيمانهم، لا ترد عليه، عن شمائلهم اعمل معصية، ومن خلفهم، أنا لا أريد أن أترك شيئاً، يقال عني إني كنت محسناً رياء، أمامه مشكلات، من الأمام ممكن أن يغلط، من الخلف ممكن، على اليمين ممكن، على اليسار ممكن، من الأعلى يوجد الله، من الأدنى هناك الافتقار إلى الله عز وجل، فالصحابة الكرام في بدر افتقروا فانتصروا، هم هم في حنين اعتدوا بعددهم فلم ينتصروا، الملخص تقول: الله، يتولاك، تقول: أنا، يتخلى عنك، قمم البشر مع رسول الله بحنين لن نغلب من قلة، اعتدوا بعددهم، أما في بدر:

﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾

[ سورة آل عمران: 123 ]

المذيع:
 قضية النية لها مكانة كبيرة في الشريعة، إذا كانت نيته لله، ويرى المنفعة بالعمل الصالح فليعلنها وليقل يا رب، معنا اتصال الأخت سلسبيل تفضلي...
 أريد أن أسأل عندما يكون النقاش في موضوع معين، ويذكر الإنسان أن هذا الفعل حسن، وجيد، يجد في نفسه شيئاً من الفخر، أي يريد أن يظهر نفسه، هل في هذا الحال يمتنع عن ذكر هذه الأمور؟
 شيء آخر؛ الأهل في كثير من الأحيان يذكرون أننا قمنا بواجبنا تجاه أبنائنا، وكانت البيئة صالحة، لكن أبناءنا سيئون وهذه القضية أرقتني، نرى بهم الالتزام من الخارج ونرى أبناءهم بعيدون عن الدين وهناك نسبة كثيرة..
 تفضل أخ فيصل معنا اتصال..
 سؤال بسيط بالنسبة للخير والشر في الدنيا، لماذا الشر منتشر بشكل كبير حتى بعض المؤمنين يحبط، مع العلم أن الله ذكر في القرآن الكريم:

﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾

[ سورة الأنبياء: 105]

 الآن الذي نشاهده محبط..

 

الفرح مشروع و طبيعي بشرط الابتعاد عن الغرور و الاستعلاء :

الدكتور راتب :
 الإنسان هل يستطيع أن يخرج من جلده؟ لا، الإنسان فطر على حب الخير، إذا عمل أعمالاً طيبة يسر من نفسه، هل نستطيع أن نسمي السرور معصية؟ إذا الله وفقك لعمل صالح كبير ألا تشعر براحة كبيرة جداً؟ ألا تشعر بسعادة؟ فإذا الشخص سعد بعمله الصالح هل هذا خطأ؟ يجب أن تفرح به، قال تعالى:

﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾

[ سورة يونس: 58 ]

افرح بهذا العمل الصالح، الله عز وجل مكنك من عمل صالح، مكنك من إطعام يتيم، مكنك من هداية صديق، مكنك من نشر كتاب، يجب أن تفرح، والفرح مشروع وطبيعي.
المذيع:
 متى يخرج من السياق المقبول شرعاً؟
الدكتور راتب :
 عندما يتكلم خلاف الواقع، أنا عملت ولم يعمل، إذا كان هناك كذب وشعور بالفخر يشعر بذلك.
المذيع:
 إذا دخل شعور الغرور والاستعلاء هنا أنت في خطر.
الدكتور راتب :
 لذلك رُبّ معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً.
 أنت جاءك خمسة ضيوف، عندك نصف كيلو لبن، أضفت له ثلاثة أضعافه ماء صار عيران، مع الثلج، يصبح شراباً رائعاً جداً، إذا وضعت في اللبن نقطة كاز واحدة، فالكبر يفسد العمل، فرح طبيعي.
المذيع:
 يفرح وهو مرتاح.
الدكتور راتب :

﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾

[ سورة يونس: 58 ]

المذيع:
 نحن نخشى بعد العمل الصالح ..
الدكتور راتب :
 دخل في الوسوسة.
المذيع:
 إذا إنسان بدأ بعمل ابتغى به وجه الله فمدحه الناس، ثم بعد فترة دخل إلى قلبه الكبر والفخر تغيرت النية بعد يوم أو يومين هل يفسد العمل؟
الدكتور راتب :
 إذا مدح وفرح بهذا المدح كثيراً، وبدأ يستعلي، اعمل عملاً صالحاً في اليوم الثاني لا تتكلم أية كلمة، من يقدر أن يقول لك إنك تنافق أمام الناس؟ لأن العمل الذي عملته لم تتكلم عنه كلمة واحدة.
المذيع:
 فيصل سأل لماذا الشر أكثر من الخير اليوم؟

 

الابتعاد عن الشّح :

الدكتور راتب :
 سيدي نحن جئنا بعصر هكذا:

((.. إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا .. ))

[الترمذي عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ]

 أي المال كل شيء، والشح مرض خبيث لكنه انتشر:

((..وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ الْعَوَامَّ، ..))

[الترمذي عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ]

 في حال من الأحوال شح مطاع، يصبح الإنسان مادياً يبيع دينه بيمين كاذب:

((.. إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا .. وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ- هذا وضع استثنائي في آخر الزمان- فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ الْعَوَامَّ ...))

المذيع:
 سؤال أخير لفضيلتكم سوف أسميه العمل الصالح الدعائي، بعض المؤسسات جزء من ميزانيتها لخدمة المجتمع، فهم يقومون بإعلانات تجارية بهدف الربح المالي البحت وهي أيضاً أعمال صالحة.

 

العمل الصالح الدعائي مقبول عند الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 هذا المال بالنهاية لمن؟
المذيع:
 للعمل الصالح، للمحتاجين.
الدكتور راتب :
 لا يوجد مشكلة، أصبحت هذه وسائل.
المذيع:
 لكن النية لم تكن للصدقة.
الدكتور راتب :
 ليست صدقة، أنت عملت مؤسسة خيرية تحتاج إلى بناء.
المذيع:
 لا سيدي، أنا لدي مطعم، مؤسسة تجارية، ومن طرق التسويق التي أريدها مثلاً أن أحضر مئة يتيم في رمضان وأطعمهم، وأصور هذا الشيء، وأنشره بين الناس، من ناحية تجارية.
الدكتور راتب :
 لا يوجد مشكلة، أنا أعتبر مادام الإنسان مؤمناً كل أعماله صالحة ولو كانت دعائية أحياناً، هذا المعمل أنت طالما مؤمن لا تدخل حواجز بشخصية المؤمن، أنت هدفك أن تربح، لماذا تربح؟ لتطعم أولادك، تتصدق، عندك أعمال صالحة تريد أن تدفع لبناء جامع، تصنع ميتماً، أنت كونك مؤمناً كل أعمالك صالحة دقق قال تعالى:

﴿ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ﴾

[ سورة التوبة:120 ]

 إذا أخذت أهلك نزهة - وأنا أعني ما أقول- متنت علاقتك مع زوجتك وأولادك هذا عمل صالح، ضيفت أخوانك.
المذيع:
 أعتذر لنهاية الوقت لعلنا نختم بدعاء.

 

الدعاء :

الدكتور راتب:
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اللهم صن وجوهنا باليسار، و لا تبذلها بالإقتار، فنسأل شر خلقك، و نبتلى بحمد من أعطى، و ذم من منع، و أنت من فوقهم ولي العطاء، و بيدك وحدك خزائن الأرض و السماء، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور