وضع داكن
24-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 040 - التيسير في الدين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام في لقاء إيماني جديد مع الدكتور محمد راتب النابلسي، يقول الله عز وجل:

﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ ﴾

[سورة البقرة: 185]

﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾

[سورة النساء: 28]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

((إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره))

 وفي لفظ :

(( إنكم أمة أريد بكم اليسر))

[ أحمد بسند صحيح]

 فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي حياكم الله.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 حديثنا اليوم عن تيسير الأمور، ونبدأ مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، ما معنى التيسير في الدين؟

 

التيسير في الدين :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.
بارك الله بك، ونفع بكم.

﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾

[سورة الليل: 1-4]

 على وجه الأرض سبعة مليارات ومئتا مليون إنسان، وكل إنسان يتحرك في اتجاه، إن سعيكم لشتى، متنوع، متعدد، بل إن سعيكم بقدر عددكم، إلا أن الله عز وجل أراد أن يجمع هذا السعي المتنوع في حقلين اثنين، أما الحقل الأول:

﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾

[سورة الليل: 5-7]

 ثلاث صفات جاءت بترتيب معكوس لحكمة بالغة، صدق بالحسنى، أي أنه صدق بالجنة، أو أنه صدق أنه خلق للجنة، أي قوله تعالى:

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود:119]

 فكل كلام يقوله العامة أن الإنسان خلق للشقاء ضعه تحت قدمك، سعيكم لشتى، الإنسان مخير، وكل إنسان يفكر بشيء، هذا بشراء أرض، هذا بتأسيس محل تجاري، هذا بدراسة جامعية، هذا بزواج، يوجد سبعة مليارات ومئتا مليون حركة، وكل حركة يقودها صاحبها، إلا أن الله عز وجل أراد أن يجعل كل حركات البشر من دون استثناء بمجموعها في حقلين اثنين، الحقل الأول:

﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾

[سورة الليل: 5-7]

 لأنه في أصل العقيدة الإنسان خلق للجنة، خلق لجنة عرضها السماوات والأرض، فيها:

(( ما لا عين رأتْ، ولا أذن سمعتْ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))

[متفق عليه عن أبي هريرة ]

هذه الجنة التي خلقنا من أجلها جاء الله بنا إلى الدنيا كي ندفع ثمنها، فدفع الثمن في الدنيا، إلا أن هذا الثمن لا يكافئ الجنة، إلا أنه يكافئ مفتاحها، كما لو أن أباً قال لابنه: لو أنك نجحت ونلت الدرجة الأولى لك سيارة، فهذا الابن بعد أن نال الدرجة الأولى ذهب إلى بائع السيارات قال: أعطني هذه، قال له: أين ثمنها؟ لذلك ادخلوا الجنة برحمتي، واقتسموها بأعمالكم، الاقتسام بالأعمال أما هي فتكون بالرحمة، إذاً أنت في كل حياتك الدنيا لم تدفع ثمن الجنة، بل دفعت ثمن مفتاحها، قال تعالى:

﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾

[سورة الليل: 5-7]

 أي بنى حياته على العطاء، هذا المجتمع البشري تقع على رأسه زمرتان كبيرتان هم الأقوياء والأنبياء، الأقوياء ملكوا الرقاب، والأنبياء ملكوا القلوب، وشتان بين أن تملك رقبة الإنسان وبين أن تملك قلبه، الأقوياء عاش الناس لهم، الأنبياء عاشوا للناس، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، وما منا واحد من بني البشر إلا وهو إما أن يكون تابعاً لقوي أو لنبي، فالذي يتبع الأنبياء يعطي، سعادته بالعطاء لا بالأخذ، والذي يتبع النبي منضبط بمنهج الله، ضبط حركاته، وسكناته، وغضبه، ورضاه، وعطاءه، ومنعه، وصلته كل ذلك وفق منهج الله، والشيء الثاني عاش للناس، لخدمتهم، لمعونتهم، لإكرامهم، لرأب صدعهم، لجمع شتاتهم، إذا هذا التقسيم الإلهي في قوله تعالى:

﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾

[سورة الليل: 1-4]

 يوجد سبعة مليارات ومئتا مليون حركة، هذه الحركات على اختلاف أنواعها، ومستوياتها، ودرجاتها، واتجاهاتها، جمعت في حقلين اثنين، أعطى واتقى وصدق بالحسنى، الرد الإلهي التيسير، موضوع هذه الحلقة، زواجه ميسر، عمله ميسر، إنجاب أولاده ميسر، تربية أولاده ميسرة، مكانته الاجتماعية ميسرة، قراره صحيح، نظره ثاقب، متماسك، يتمتع بالسكينة، يتمتع برؤية دقيقة جداً، يتمتع بسعادة، بطمأنينة، بتفاؤل، لذلك قال تعالى:

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[سورة البقرة:125]

 إنك إذا أديت الصلاة ذكرته، وأديت واجب العبودية، لكنه إذا ذكرك ماذا يكون؟ أول عطاء من عطاءات الذكر أن يمنحك الأمن، قال الله تعالى:

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

[سورة الأنعام81-82]

 لفتة لغوية، ما قال الله عز وجل: أولئك الأمن لهم ولغيرهم، عندما قدمنا شبه الجملة الخبر قبل المبتدأ صار عندنا قصر وحصر، كأن تقول: نعبد إياك، وهذا النص لا يمنع أن نعبد غيرك، أما

﴿ إِيّاكَ نَعبُدُ ﴾

 فحصر.
المذيع:
 هذه هي صور التيسير من الله عز وجل.

 

الإنسان إما أن يكون عبد شكر أو عبد قهر :

الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾

[سورة الليل8-9]

كذب بالدار الآخرة، كذب بالجنة، استغنى عن طاعة الله- ما من داع ليطيعه- وبنى حياته على الأخذ، أقول للأخوة المستمعين: ما الذي يسعدك أن تعطي أم أن تأخذ؟ أن تأخذ من أتباع الأقوياء، أن تعطي من أتباع الأنبياء، لذلك قرأت كتاباً عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه إهداء رائع جداً، يخاطب المؤلف النبي صلى الله عليه وسلم: يا من جئت الحياة فأعطيت و لم تأخذ، يا من قدست الوجود كله، ورعيت قضية الإنسان، يا من زكيت سيادة العقل ونهنهت غريزة القطيع، يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً فوق الجميع، فعشت واحداً بين الجميع، يا من كانت الرحمة مهجتك، والعدل شريعتك، والحب فطرتك، والسمو حرفتك، ومشكلات الناس عبادتك.
 التيسير أنت حينما تعرف سرّ وجودك، خلقت لمعرفة الله، خلقت للسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى:

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

[ سورة الرحمن : 46]

 يوجد دليل قرآني جميل جداً، قال تعالى:

﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾

[ سورة محمد: 6]

 ذاقوا طعمها في الدنيا، لذلك هذه الدنيا لها طعم في الدنيا، من هنا قال بعض العلماء الكبار: ماذا يفعل أعدائي بي؟ بستاني في صدري، إن حبسوني فحبسي خلوة، وإن أبعدوني فإبعادي سياحة، وإن قتلوني فقتلي شهادة، فماذا يفعل أعدائي بي؟
 هنا نتوصل إلى أن الإنسان إما أن يكون شاكراً لله، أو أن يكون متجهاً لشهواته، إما أن يكون عبد شكر أو عبد قهر، لكن كل إنسان عبد قهر، مقهور بالتنفس، إن لم يتنفس الإنسان يموت، مقهور بالطعام والشراب، مقهور بمأوى، مقهور بمليون شيء، لذلك جمع عبد القهر عبيد، قال تعالى:

﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾

[سورة فصلت: 64]

 وجمع عبد الشكر عباد، قال تعالى:

﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾

[ سورة الفرقان: 63 ]

المذيع:
 في الجوانب التي ييسرها الله عز وجل للعبد تطرقنا إلى موضوع اختيار العبد لهذه الجوانب كيف يكون هذا في حياتنا؟

 

إلغاء الاختيار إلغاء للدين :

الدكتور راتب :
لو أننا ألغينا الاختيار في اعتقادنا لألغي الدين، ألغي الثواب، ألغي العقاب، ألغيت الجنة، لمجرد أن تلغي الاختيار ألغيت الدين، لذلك لما جيء لسيدنا عمر بشارب خمر فقال: أقيموا عليه الحد، فقال: والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر عليَّ ذلك، فقال: أقيموا عليه الحد مرتين، مرة لأنه شرب الخمر، ومرة لأنه افترى على الله، قال له: ويحك يا هذا إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار. لا يوجد قهر على المعصية، لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب، ولو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب، إن الله أمر عباده تخييراً، وكلف يسيراً ولم يكلف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يعص مغلوباً، ولم يطع مكرهاً.
المذيع:
 مكتوب عند الله أن هذا الإنسان سوف يعصي، كل ميسر لما خلق له.

علم الله علم كشف لا علم جبر :

الدكتور راتب :
 علم الله علم كشف لا علم جبر، أنت واقف بشرفة في الطابق العاشر، أمام البناء ساحة، وفيها طريق إلى ملهى، وطريق إلى مسجد، أنت رأـيت إنساناً اتجه نحو الملهى، علمك أنه سيتجه إلى هذا الملهى لا علاقة له بإلزامه، علم كشف لا علم قهر، وليس إجباراً، لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب، ولو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب، لو تركهم هملاً لكان عجزاً في القدرة، إن الله أمر عباده تخييراً، وكلف يسيراً ولم يكلف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يعص مغلوباً، ولم يطع مكرهاً. الإنسان مخير إذا ألغينا الاختيار ألغينا الجنة والنار.
المذيع:
 كيف يكون ذلك مع موضوع تيسير الله عز وجل؟
الدكتور راتب :
 إذا توهمنا أحياناً كلمات العوام هي الكفر بعينه، إنسان شارب خمر يقول لك: ليس بيده، طاسات معدودة بأماكن محدودة، الله قدر عليه الشقاء، مستحيل وألف ألف مستحيل، هذا كلام كفر بعينه، هو خلقه كافر وجاء إلى الدنيا تنفيذاً لأمر الله ثم في جهنم.
المذيع:
 دكتورنا الحبيب في الوقت الحاضر اختلط التيسير بالتساهل، وأصبح المتشدد بالأحكام يتهم من يتبع منهج التيسير بأنه يميع الدين، نتحدث حول هذا المحور ما بين التيسير والتساهل، تحدثنا كيف الله عز وجل ييسر للعبد في حياته، وطرحنا سؤالاً ما هو الفرق بين التيسير وتمييع الدين، فكيف نوافق بينهما؟

المداهنة و الورع :

الدكتور راتب :
الإجابة عن هذا السؤال تقتضي أن نفهم المداهنة والورع، أنت بالمداهنة تبذل الدين من أجل الدنيا، أما بالمداراة فقد تبذل الدنيا من أجل الدين، والفرق كبير جداً، المداهنة بذل الدين من أجل الدنيا، إنسان بمنصب معين إسلامي، أصدر فتوى بخلاف علمه، يعلم أن هذه الفتوى لا تجوز، ولكن استجاب لضغوط، وآثر مصلحته المادية في الدنيا، واستقراره في منصبه، ودخله الكبير على طاعته لله، هذه اسمها مداهنة، بذل الدين من أجل الدنيا، لكن حينما تبذل الدنيا من أجل الدين هذا ورع، قد تستميل إنساناً بهدية من أجل أن يميل إلى الدين، يوجد فرق بينهما، لذلك أنا حينما أداهن أي أبذل ديني من أجل دنياي، أما حينما أكون ورعاً فقد أبذل دنياي من أجل ديني.المذيع:
 هذا في الورع والمداهنة فما بال التيسير والتمييع في الدين؟ البعض يقول: إن الفتاوى أصبحت في زماننا فيها تمييع للدين بالذات من يرى أن الأخذ بالأحوط ونقول موضوع سد الذرائع، من باب سد الذرائع يمتنع ويمنع.

كيفية التوفيق بين التيسير و تمييع الدين :

الدكتور راتب :
 أولاً: نحن عندنا نص قطعي الدلالة، أعط فلاناً ألفاً وخمسمئة درهم، هذا النص لا يحتاج لا إلى تأويل، ولا إلى تفسير، ولا يختلف فيه، ولا يوجد مؤيد ولا معارض، و لا يوجد شيء أبداً، نص قطعي الدلالة، الفرائض في الإسلام نصوصها قطعية الدلالة، هل هناك اختلاف على الصلاة؟ فرض الصيام، الحج، الزكاة، الصدق، الأمانة، هذه قطعية الدلالة، لا تحتمل تأويلاً، ولا تفسيراً، ولا تعدداً، ولا اختلافاً.
 لو قلت لإنسان: أعط فلاناً ألف درهم ونصفه، هذه إن عادت على الألف تصبح ألفاً وخمسمئة، في الأمور المتبدلة في الحياة، باختلاف الأماكن، والأزمنة، والبيئات، والظروف، والغنى، والفقر، تأتي النصوص ظنية الدلالة، ومعنى ظنية الدلالة أن عدة معان تحتمل هذه النصوص، وعدة معان هي المطلوبة بأكملها، فأنت النص قطعي الدلالة يتجه نحو الفرائض، أما النص ظني الدلالة فيتجه نحو السنة أحياناً، نحو المباح، لك أن تفهمه فهماً ضيقاً، أو فهماً واسعاً.
المذيع:
 دكتور إذا تحدثت عن موضوع الجمع بين الصلوات، نقول بالمطر، هذا الموضوع لا نريد أن نأخذه من الناحية الفقهية بل من ناحية التيسير والتمييع.

الرخصة و العزيمة :

الدكتور راتب :
 جمع النبي صلى الله عليه وسلم صلاتين من دون سفر، أحياناً يكون هناك سيول جارفة، وحل كبير، يجمع، لا يوجد مانع، لكن دائماً يوجد فرق بين أن أتصيد الفرص، أن أجمعها، انظر لي بأي مذهب لا نؤدي الزكاة إلا طعاماً وشراباً؟ بأي مذهب ممكن أن أجمع الصلاتين؟ هو يتصيد الرخص، هذا اسمه: رقة في الدين، أما في الشدة فينبغي أن تأخذ بالرخص، أنت بالطائرة والغرفة مساحتها نصف متر بنصف متر، وقد لا تستطيع أن تغسل رجليك، امسح على الجوارب، ممكن، هذه الرخص نحتاج لها عند الضرورة، وعند الرخاء لا نحتاج إليها.
المذيع:
نرد على من يقول: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه.
الدكتور راتب :
 النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد وفي رمضان مسك كأس ماء وشرب، وقال: أفطروا، شخص بلغ النبي أن هناك أناساً لم تفطر، قال: أولئك العصاة، النبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق، حبيب الحق، قدوة البشرية، رأى لا بد من أن تفطر، لأن هذا شرع الله عز وجل، يحب أن تؤتى رخصه، ما قبل إلا بالتعنت، والمكابرة، والمبالغة، قال: أولئك العصاة، فمعنى ذلك إذا الله عز وجل أعطاك رخصة الأكمل أن تأخذ بها.
المذيع:
 كيف استطيع أن أقرر في أي حالة أن هذه الرخصة بالشدة كما تفضلت؟
الدكتور راتب :
 مثلاً تسافر لك أن تفطر، لكن إن سافرت بالطائرة بين دمشق وبيروت عشر دقائق لا تفطر، قال تعالى:

﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

[سورة البقرة: 184]

 يجب أن توازن بين الرخصة وبين العزيمة، أنا بالشدة آخذ بالرخص، أما لو فرضنا بالرخاء فآخذ بالعزيمة، إنسان مست يده يد زوجته، هو شافعي، لكنه في سفر، يطوف حول الحرم، مادام مست يده يد زوجته يقول: سوف أذهب وأتوضأ، لا ، مثال أوضح من ذلك، امرأة أصبحت معذورة من أن تصلي قبل طواف الإفاضة، وطواف الإفاضة أحد أركان الحج، ما الحل؟ في مذهب الأحناف عليها بدنة، أي جمل، قد يكون ثمنه خمسمئة ألف، وهي فقيرة جداً، أما عند السادة الشافعية فقال: تغدو أميرة الحج، ينتظرها قومها إلى أن تطهر، لو كان ابنها مقيماً في جدة، تبقى عند ابنها سبعة أيام، ثم تطوف طواف الإفاضة، أما إذا كانت فقيرة ملحقة بفوج، والفوج لا ينتظرها، والفوج مئة حاج، وبقاء مئة حاج في الفندق مبلغ فلكي، يقول الإمام مالك: تطوفين البيت ولا شيء عليك، كم حالة؟ بدنة للأغنياء، لو شخص ابنه بجدة اجلس عند ابنك أسبوعاً ثم طف طوافة الإفاضة، شخص ملحق بفوج لن ينتظروه، نقول له: طف البيت ولا شيء عليك، هذا هو التيسير، عندك شدة بالشدة نأخذ بالرخصة، بالرخاء نأخذ بالعزيمة.
المذيع:
 كشخص طبيعي عامي ولا يستطيع أن يميز بين المذاهب أو يأخذ مذهباً يسير عليه، هل يستطيع أن يتتبع هذه الرخص؟
الدكتور راتب :
 يسأل و يتبع جواب المفتي.
المذيع:
 ما هو عكس التيسير، وهل التعسير هو دائماً شكل من أشكال العقوبة من الله عز وجل؟

 

التعسير في حياتنا ليس نوعاً من العقوبة من الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 لا، جاء رجل فرنسي، أسلم على يد شيخ أزهري، الشيخ- أصلحه الله- أبقاه ستة أشهر في أحكام المياه، خرج من جلده فترك الدين، فالتقى بالإمام محمد عبده، قال له: الماء الذي تشربه توضأ منه، ضغط ستة أشهر بكلمة واحدة.
لذلك أنا أقول: يجب أن نأخذ بالرخص عند الضرورة، والأصل يوجد عزيمة، البطولة في الفتوى، إذا إنسان تلبس بمعصية أبحث له عن أيسر فتوى، وقع فيها، لكن قبل أن يقع بها أعطيه أشد فتوى، إذا إنسان سأل عن موضوع، فإذا اقترف هذا الموضوع وهو يسأل ليطمئن أعطيه أسهل فتوى، لا نكبر عليه الموضوع، لكن إذا كان سيتحرك نعطيه أشد فتوى، هذه حكمة المفتي.
المذيع:
 هل كل أنواع التعسير التي تكون في حياتنا هي نوع من العقوبة من الله عز وجل؟
الدكتور راتب :
 لا، إذا أحبّ الله عبده جعل حوائج الناس إليه، إذا أحبّ الله عبده عجل له في العقوبة، التعجيل رحمة، طبيب جاءه ثلاثة مرضى، الأول معه ورم خبيث منتشر، والثاني معه التهاب معدة حاد، والثالث لا يعاني من شيء، الذي معه ورم خبيث منتشر، سأل الطبيب ماذا آكل؟ قال له: كُلْ ما شئت، والثاني معه التهاب معدة حاد، وسأل الطبيب قال له: إياك حليب فقط، و الذي لا يوجد عنده أية مشكلة كُل طبيعياً كما تريد.
 عندنا شخص عنده مشكلة كبيرة نعطيه أيسر فتوى، والذي لا يوجد عنده حتى لا يقع في المشكلة نعطيه الفتوى الأصعب.
المذيع:
 البعض يتساءل يقول: أنا أصلي صلواتي، وأؤدي ما عليّ من واجبات، وأحيا حياتي بطاعة الله عز وجل، لكنها مغلقة في وجهي لا أجد رزقاً، لا أجد زوجة صالحة.

العبادات الشعائرية لا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادة التعاملية :

الدكتور راتب :
 قبل سيدي هذا الذي يصوم ويصلي ويحج ويزكي ويشهد أن لا إله إلا الله هذه أركان الإيمان، هذه الأركان اسمها عبادة شعائرية فقط.

((بني الإسلام على خمس))

[البخاري وابن خزيمة عن عبد الله بن عمر]

 الإسلام غير الخمس، الصلاة والصوم والحج والزكاة والنطق بالشهادة هذه عبادات شعائرية بني الإسلام عليها، لا تصح ولا تقبل ولا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادة التعاملية، قالوا: لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، الدليل، الصلاة:

(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))

[ سنن ابن ماجه عن ثوبان ]

 راحت الصلاة، الصيام:

(( مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ))

[البخاري عن أبي هريرة ]

 الحج: " من حج بمال حرام ووضع رجله في الركاب ونادى: لبيك اللهم لبيك، نودي أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك".
 الزكاة:

﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة : 53 ]

 الآن الشهادة:

((من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل: وما حقها؟ قال: أن تحجبه عن محارم الله))

[ الترغيب والترهيب عن زيد بن أرقم بسند فيه مقال كبير ]

 أكدت لك بالأدلة القطعية في الكتاب والسنة، خمس عبادات لا وزن لها عند الله، ولا ينتفع بها، ولا تقبل إلا إذا صحت العبادة التعاملية، ما العبادة التعاملية؟ عبر عنها سيدنا جعفر رضي الله عنه حينما سأله النجاشي عن الإسلام، فقال:

(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه...))

[ ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 إن حدثكَ فهو صادق، وإن عاملتهُ فهو أمين، وأن استثيرت شهوتهُ فهو عفيف، وفوق ذلك ذو نسب رفيع.

(( ... فدعانا إلى الله لتوحيده، ولنعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان.. ))

[ ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 الآن العبادة التعاملية وليس الشعائرية:

(( ... وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ))

[ ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 صار عندنا عبادات شعائرية وعبادات تعاملية، قطعاً ويقيناً أن العبادات الشعائرية لا تقبل ولا وزن لها ولا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادة التعاملية:

((ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط))

[الجامع الصغير عن أنس]

 ومن لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشيء من عمله.
المذيع:
 موضوعنا اليوم عن التيسير في الأمور، تحدثتم فضيلتكم عن أن الإسلام شعائر تعبدية وشعائر تعاملية، وألا تقبل الشعائر التعبدية إلا إذا صحت الشعائر التعاملية، فجال في خاطري سؤال؛ كل إنسان يؤدي صلاته وزكاته ويؤدي الشعائر التعبدية لكن قد تخطئ نفسه والحديث:

(( .. إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))

[ سنن ابن ماجه عن ثوبان ]

 قد يعصي الإنسان ربه فلا تقبل كل عباداته الشعائرية؟

 

من أيقن أن علم الله يطوله و قدرته تطوله لا يمكن أن يعصيه :

الدكتور راتب :
 ليس هذا هو المعنى، أنت مواطن تقود مركبتك في أحد شوارع عمان، الإشارة حمراء والقانون واضح، فأنت حينما توقن أن علم واضع القانون قد يكون وزير الداخلية علمه يطولك من خلال من؟ من خلال الشرطي، وقدرته تطولك، مخالفة كبيرة، تغريم السائق بمبلغ كبير، لا يمكن أن تعصيه. الآن نستمع إلى قوله تعالى:

﴿ اللَّهُ الَّذي خَلَقَ سَبعَ سَماواتٍ وَمِنَ الأَرضِ مِثلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمرُ بَينَهُنَّ لِتَعلَموا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَد أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمًا ﴾

[ سورة الطلاق: ١٢]

أنت حينما توقن أن علم الله يطولك وأن قدرته تطولك لا يمكن أن تعصيه، هذا الشيء الطبيعي، من هنا جاء التوجيه أنت إذا عرفت الله ثم عرفت أمره تفانيت في طاعته، أما إذا عرفت أمره ولم تعرفه تفننت في معصيته، وكأني أضع يدي على مشكلة المسلمين الأولى، الأمر بين أيدينا تعلمناه صغاراً وكباراً في المدارس، الصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، والحلال، والحرام، والشبهة، والواجب، واليقين إلى آخره، أما حينما نتعرف إلى الله من خلال آياته الكونية والتكوينية والقرآنية، قال تعالى:

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية :6]

 أنا إذا تفكرت في خلق السماوات والأرض، وفي القرآن ألف وثلاثمئة آية عن السماوات والأرض والإنسان، هذا منهج تفكر، التفكر بآياته الكونية، الآن والنظر في آياته التكوينية أفعاله، ثم النظر في آياته القرآنية، الكونية تفكر، والتكوينية نظر، والقرآنية تدبر، أنا إذا سلكت القنوات الثلاث السالكة لمعرفة الله أقول لك وأنا أصر على ما أقول: يصعب جداً أن تعصيه، يصعب جداً أن تعصي وزير الداخلية، فما بالك بخالق السماوات والأرض؟ إذا عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر، أما إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر، لذلك بقي الصحابة في مكة سنوات طويلة يتعرفون إلى الآمر فقط، لما جاؤوا إلى المدينة جاء التشريع، فنحن إذا ألغينا في حياتنا الدعوية المرحلة المكية وقعنا في خطأ كبير.
المذيع:
 معنا اتصال من أختنا نضال تفضلي..
السائل:
 عمري خمس وعشرون سنة كلما يأتيني خاطب لا يتيسر الأمر، وأمي تذهب بي إلى شيوخ وتقول: عين حسد، أنا لا أرضى عن هذا الأمر.

 

زوال الكون أهون على الله من أن يدعوه الإنسان و لا يستجيب له :

الدكتور راتب :
 اسمعي الجواب:

(( إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلي السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟ حتى يطلع الفجر))

[ أخرجه أحمد عن أبي هريرة]

 قبل الفجر بربع ساعة توضئي وصلي ركعتين، وفي السجود اطلبي من الله ما تريدين، أي شيء، أنا أقول: زوال الكون أهون على الله من أن تدعوه ولا يستجيب لك، قال تعالى:

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

[ سورة الزمر: 53 ]

 أما إذا هناك مخالفات كثيرة، وتقصير بأداء الواجبات، واختلاط، وإطلاق بصر، والدخل فيه شبهة وغير مشروع سوف يتحمل:

(( قل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحداً بعدك؟ قال: قل: آمَنْتُ بالله، ثم استقم، قال: أريد أخف من ذلك قال: إذاً فاستعد للبلاء ))

[ مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي ]

المذيع:
 يريد أن يميعها..
الدكتور راتب :
 بالأثر القدسي:

((..فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ ))

[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي ذر الغفاري ]

المذيع:
 البعض يقول هناك دعاء لتيسير الزواج، والإنجاب، وهو دعاء خاص.
الدكتور راتب :
 الله عز وجل لا يريد دعاء مرتباً، ومنمقاً، قل له يا رب باللغة العامية هيئ لي زوجة صالحة، لا تحتاج إلى تنميق، أي دعاء صادر عن قلب صادق، محتاج، قال تعالى:

﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾

[ سورة النمل :62]

المذيع:
 معنا اتصال من أبي عمر...
السائل:
 سؤالي عن التشريع الإسلامي بأنه تيسير للمسلم، ومن ناحية ثانية أمرنا الله بالتعاون، قال: تعاونوا، أنا أتعاون مع أخواني، أنا أصلي والآخر يصلي، أنا أصوم والآخر يصوم، هذا هو التيسير بذاته؟

 

التعاون فرض و قوة و حضارة :

الدكتور راتب :
 التعاون فرض، والتعاون قوة، والتعاون حضارة، المشكلة الكبيرة أعداء المسلمين يتعاونون و بينهم خمسة بالمئة قواسم مشتركة، والمسلمون يتقاتلون وبينهم خمسة وتسعون بالمئة قواسم مشتركة، فالتعاون ضرورة.
المذيع:
vيسر العبد لأخيه أن ييسر العبد عن أخيه، نحن نعيش في زمان لا أحد يرحم..
الدكتور راتب :

(( غَفرَ الله لرجل كان قبلكم سهلاً إذا باع، سَهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا اقتضى))

[البخاري عن جابر بن عبد الله ]

(( إن كنتم تحبون رحمتي فارحموا خلقي ))

[ الديلمي عن أبي بكر]

المذيع:
vوصلنا إلى نهاية اللقاء لو سمحتم دعاء..

 

الدعاء :

الدكتور راتب:
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اللهم صن وجوهنا باليسار، و لا تبذلها بالإقتار، فنسأل شر خلقك، و نبتلى بحمد من أعطى، و ذم من منع، و أنت من فوقهم ولي العطاء، و بيدك وحدك خزائن الأرض و السماء، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 جزاكم الله عنا كل خير، بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور