وضع داكن
20-04-2024
Logo
برنامج ويتفكرون 2 - الحلقة : 19 - الطب الاسلامي1- الطب الطبيعي - الطب النفسي – الكآبة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الدكتور بلال:
 بسم الله، الرحمن علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان، والصلاة والسلام على النبي العدنان، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان.
 أخوتي أخواتي أينما كنتم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحن معاً في مستهل حلقة جديدة من برنامجنا: " ويتفكرون " نتناول آيات الله تعالى في الفكر والعقل، لنصل معاً إلى مراد الله تعالى منها، رحبوا معي في بداية هذا اللقاء الطيب بفضيلة شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي، السلام عليكم سيدي.
الدكتور راتب :
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الدكتور بلال:
 شيخنا الفاضل نتحدث اليوم عن قضية وهي الطب في الإسلام؛ الطب الإسلامي أو الطب النبوي، وهذا فيه مؤلفات، ولكن نحن اليوم نتناول قضية الطب في الإسلام من عدة زوايا، أبدؤها بقوله صلى الله عليه وسلم:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ))

[ مسلم عن أبي هريرة]

من ارتقى مقامه اتسعت دائرة انتمائه :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 الحقيقة أن هذا الحديث مهم جداً، أعلق على كلامكم الطيب إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله يجب أن تكون قوياً، يجب وكأن كلمة يجب تقترب من الفريضة، لأن القوي عنده خيارات بالعمل الصالح لا تعد ولا تحصى، بل إن علة وجود الإنسان في الدنيا العمل الصالح، والقوي خياراته بالعمل الصالح لا تعد ولا تحصى، أحياناً بجرة قلم تحق حقاً وتبطل باطلاً، بإنفاق مال تدعم أسرة من الضياع، بارتقاء منصب علمي تنشر الحق، فلذلك:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ))

[ مسلم عن أبي هريرة]

 أنا مرة كنت في المغرب وعدت إلى بلدي الشام، كان الطيار تلميذي فأجلسني في غرفة القيادة، عندما بدأنا ندخل إلى سوريا دخلنا من طرابلس، رأيت بأم عيني طرطوس وصيدا بنظرة واحدة، أي على ارتفاع اثني عشر ألف متر ترى خمسمئة كيلو متر، تعلمت درساً عميقاً جداً أن الإنسان كلما ارتقى مقامه اتسعت رؤيته، وأضيف إلى ذلك أيضاً وكلما ارتفع مقامه اتسعت عاطفته، ومشاعره، الأنبياء إنسانيون، يوجد إنسان أجياناً ينتمي إلى ذاته فقط هذا أناني شديد، يوجد إنسان ينتمي إلى أسرته، أو إلى عائلته، أو إلى مدينته، أو إلى قومه، أو إلى الإنسانية، الأنبياء إنسانيون كلما ارتقى مقامك تتسع دائرة انتمائك.
الدكتور بلال:
 أيضاً سيدي وردت القوة في كتاب الله تعالى، إحدى ابنتي شعيب عليه السلام لما قالت عن موسى:

﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾

[ سورة القصص : 26]

للقوة نتائج إيجابية كبيرة جداً :

الدكتور راتب :
 طبعاً يوجد ملمح دقيق جداً، كان سيدنا عمر إذا عين والياً يقول له: " خذ عهدك - أي خذ كتاب التعيين- وانصرف إلى عملك، واعلم أنك مصروف رأس سنتك، وأنك تصير إلى أربع خلال فاختر لنفسك، إن وجدناك أميناً ضعيفاً استبدلناك لضعفك، وسلمت من معرتنا أمانتك، وإن وجدناك خائناً قوياً استهنا بقوتك، وأوجعنا ظهرك، وأحسنا أدبك، وإن جمعت الجرمين الضعف والخيانة جمعنا عليك المضرتين، وإن وجدناك أميناً قوياً زدناك في عملك، ورفعنا لك ذكرك، وأوطأنا لك عقبك، أخذاً من قوله تعالى:

﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾

[ سورة القصص : 26]

 والقوة لها نتائج إيجابية كبيرة جداً، أنا أتمنى نحن أمة والله لا أبالغ نملك نصف ثروات الأرض، وبيننا قواسم مشتركة لا تملكها أمة في الأرض إطلاقاً، مرة جئت من إسبانيا إلى فرنسا إلى ألمانيا إلى سويسرا إلى إيطاليا وكأني أنتقل من حمص إلى حماة، أمة بينها خلافات لا تنتهي، وحروب قديمة، توحدت، فكروا، أصبحوا قوةً كبيرةً الآن، ونحن أمة لا تملك أمة في الأرض ما نملك من مقومات وحدة ومع ذلك مع الأسف الشديد بأسنا بيننا.
الدكتور بلال:
 يا سيدي كبداية لموضوع الطب في الإسلام القوة مطلوبة، وفي القرآن الكريم عندما تحدث عن طالوت:

﴿ إن الله اصطفاه عليكم وزادهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾

[سورة البقرة:247]

 لكن لم ترد القوة وحدها أي المؤمن القوي؟

 

القوة من غير إيمان قوة مدمرة :

الدكتور راتب :
 العقل السليم في الجسم السليم، القوة وحدها خطيرة جداً.
الدكتور بلال:
 من غير إيمان.
الدكتور راتب :
 قوة طائشة، قوة هدّامة، قوة مجرمة أحياناً.
الدكتور بلال:
 سيدي ننتقل إلى تفاصيل موضوع الطب في الإسلام، يقولون: الطب طب طبيعي، ونفسي، وعلاجي، ووقائي، لو بدأنا بالطب الطبيعي وشخصية المسلم كيف يكون هذا الأمر؟

خمس خصائص خطيرة تجعل المسلم في صحة تامة :

الدكتور راتب :
 أخلاق المسلم أولاً إيمانه بالله، استقامته على أمر الله، عمله الصالح، اتصاله بالقوي، يوجد خمس خصائص خطيرة جداً، إيمانه بالله، الأمر بيده وحده:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[سورة هود الآية : 123]

 ثم استقامته على أمر الله، لا يوجد حقوق في رقبته، يعطي كل شيء حقه، زوج صالح، ابن بار، مدير عادل لمؤسسة مثلاً، الشيء الثاني أولاً: آمن بالله، استقام على أمره، الآن عمل أعمالاً صالحة تقرب إلى الله عز وجل.
الدكتور بلال:
 العمل الصالح جهد؟
الدكتور راتب :
 بذل جهد، ونقل اهتماماته الكبرى إلى الدار الآخرة، ويعيش الآخرة في جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاستقامة المؤمن وعقيدته وعمله الصالح ونقل اهتماماته إلى الآخرة تجعله في صحة تامة.

 

الإيمان بالله يبعد الإنسان عن الأمراض النفسية :

 أنا أقول لك كلمة دقيقة جداً: أنا لا أصدق - وأنا مختص بعلم النفس - أن هناك مرضاً نفسياً يصيب المؤمن، يقول أحد الدكاترة في الجامعة: نسب الكآبة في العالم الغربي مئة و اثنان و خمسون بالمئة، سألناه ما هذه النسبة؟ بالعادة تسعون بالمئة، أو ثمانون بالمئة، مئة بالمئة، قال: مئة إنسان معهم كآبة، واثنان وخمسون مصابون بكآبتين، الكآبة ناتجة عن مخالفة الفطرة، قال: إن هذا المرض الخطير الوبائي بكل بساطة لا يوجد في الشرق الأوسط، بسبب الإيمان بالله، لك إله عظيم، أي أنت تسعى لإرضائه، وهو وعدك بالجنة، هذا الوعد بالجنة شيء مهم جداً، لذلك الآية الدقيقة الدقيقة قال تعالى:

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾

[ سورة مريم:71]

 واردها: المؤمن سيرد النار، والورود غير العقاب.
الدكتور بلال:
 غير الدخول.
الدكتور راتب :
 غير الدخول، يأتينا وزير داخلية بدولة عظمى مثلاً، ويوجد لدينا سجن حضاري، نأخذه إلى السجن، هل هو سجين؟ هو زائر:

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾

[ سورة مريم:71]

 لأن أسماء الله الحسنى محققة إلا اسم العدل محقق جزئياً، لحكمة بالغة بالغة الله يكافئ بعض المحسنين تشجيعاً للآخرين، ويعاقب بعض المسيئين ردعاً للباقيين، أما الحساب الختامي، الكلي، الشامل، التام، الكامل فهو يوم القيامة، فالإنسان عندما يرد النار ورود زيارة ليرى عدل الله المطلق.
الدكتور بلال:
 إذاً سيدي طب طبيعي لأن حياة المؤمن مبينة على العطاء لا على الأخذ، ثم انتقلتم إلى الطب النفسي؟

 

أعظم شيء في الإيمان أن علاقة الإنسان مع الله فقط :

الدكتور راتب :
 التوحيد.
الدكتور بلال:
 وهو التوحيد.
الدكتور راتب :
 ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، التوحيد ألا ترى مع الله أحداً، أي هو الرافع، هو الخافض، هو المعطي، هو المانع، هو المعز، هو المذل، أي علاقتك مع شخص، لو فرضنا شركة، لها عشرون مدير تنفيذي، لكن لو أن هذا الموظف أرضى زيداً غضب عمرو، مشكلة كبيرة، أعظم شيء في الإيمان علاقته مع واحد، أنا حتى حينما أحضر عقد قران، أقول: ما الزواج الإسلامي؟ الله بين الزوجين، كل طرف يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر، وكل طرف يتقرب إلى الله بإكرام الطرف الآخر.
الدكتور بلال:
 ويتقي الله أن يظلمه.
الدكتور راتب :
 نعم، لا يظلمها، إذاً هذا الزواج بني على طاعة الله.
 بالمناسبة أي شيء بني على طاعة الله يتولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين، أي زواج بالقارات الخمس بني على طاعة الله، يتولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين، وأي زواج بني على معصية الله، يتولى الشيطان التفريق بينهما، لذلك يوجد لدينا شقاق زوجي، ابحث عن الشقاق الزوجي، وراء كل شقاق معصية.

خاتمة و توديع :

الدكتور بلال:
 جزاكم الله خيراً سيدي، وأحسن إليكم، وأنا مضطر إن شاء الله ما زال في موضوع الطب أشياء مهمة نعود إليها في حلقة قادمة إن شاء الله، جزاكم الله خيراً، وأنتم أخوتي المشاهدون الشكر موصول إليكم لحسن متابعتكم لما تفضل به شيخنا، جزاه الله خيراً، دائماً نودعكم على أمل اللقاء، يحدونا لقاء جديد، وأمل جديد أن تكونوا دائماً بخير حال، وأحسن حال، إلى الملتقى نستودعكم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور