وضع داكن
25-04-2024
Logo
برنامج ويتفكرون 2 - الحلقة : 20 - الطب الاسلامي2- تتمة الطب النفسي – الطب الوقائي – الطب العلاجي
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الدكتور بلال:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الرحمة وعلى آله وأصحابه أجمعين، أخوتي أخواتي أينما كنتم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحن معاً في حلقة جديدة من برنامجنا: " ويتفكرون "، رحبوا معي في بداية هذه الحلقة فضيلة شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور راتب :
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الدكتور بلال:
 أستاذنا الفاضل في اللقاء السابق تحدثنا عن الطب في الإسلام، وقلنا: هناك طب طبيعي، وبينتم جزاكم الله خيراً أنه مبني على أن حياة المؤمن للعطاء، فيسعى في عمل صالح، وهذا في حدّ ذاته صحة لجسمه، ونفسه، وروحه، ثم بدأنا بالحديث عن الطب النفسي، وبينتم أن أساسه التوحيد، هنا تحضرني الآية الكريمة:

﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾

[سورة الشعراء: 213]

 كيف ذلك؟

 

من آمن بالله ألقى في قلبه السكينة و الطمأنينة :

الدكتور راتب :
 أنت عندما ترى مصيرك بيد إنسان لئيم شيء لا يحتمل، مصير ترقيتك بيد إنسان لا يحبك، فالإنسان عندما يشرك يقع بظروف صعبة جداً، جهات قوية تتفنن في إزعاجه، أو تتنافس على إزعاجه مثلاً، أما إذا جعل علاقته مع الله فما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
الدكتور بلال:
 قال تعالى:

﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا ﴾

[ سورة آل عمران: 151]

الدكتور راتب :
 أبداً ألا ترى مع الله أحداً، لمجرد أن يقع الإنسان في الشرك وقع في الخوف، أما المؤمن لأنه آمن بالله ألقى في قلبه الطمأنينة، والسكينة، والسعادة، والسكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء.
الدكتور بلال:
 أيضاً أستاذنا الفاضل من الطب النفسي قوله تعالى:

﴿ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

تعلق إرادة الله بالحكمة المطلقة :

الدكتور راتب :
 الإيمان بالقضاء والقدر، الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، أنت مؤمن بأن الله عز وجل عادل، حكيم، عليم، قادر، مقتدر، فكل شيء أصابك سمح الله به، كل شيء وقع أراده الله بالأرض كلها، بالخمس قارات، أراده أي سمح به، كيف؟ طبيب تزوج، ولم ينجب مدة عشر سنوات، ثم أنجب طفلاً آية بالجمال، تعلق به تعلقاً مذهلاً، ثم اكتشف الطبيب الأب أن ابنه معه التهاب زائدة، هذا الطبيب الذي أحبّ ابنه حباً يفوق حدّ الخيال، يسمح بتخديره، واستئصال الزائدة، فكل شيء وقع في الخمس قارات أراده الله أي سمح به فقط لم يأمر به، ولم يرضه، و كل شيء أراده الله وقع، يوجد إرادة واحدة في الكون، والإرادة الإلهية متعلقة بالحكمة المطلقة، فالذي وقع لو لم يقع لكان الله ملوماً، و الحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق، أي في الكون لا يوجد شر مطلق، الشر للشر لا يوجد لأنه يتناقض مع وجود الله، و لكن يوجد شرّ موظف للخير، وهكذا نفهم كل مصائب الأرض.
الدكتور بلال:
 أستاذنا الفاضل أيضاً في الطب النفسي موضوع الأمن، المؤمن يتمتع بالأمن أليس كذلك؟

 

الأمن يتمتع به المؤمن وحده :

الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾

[سورة الأنعام81-82]

 لو أن الله عز وجل قال: أولئك الأمن لهم، أما أولئك لهم الأمن، لهم وحدهم، كأن تقول: إياك نعبد وإياك نستعين واضحة، أما نعبد إياك فتفيد ألا نعبد غيرك.

﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾

[سورة الأنعام:82]

 يوجد قصر، قال تعالى:

﴿ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾

[سورة الأنعام:82]

الدكتور بلال:
 المؤمن مادام يقول:

﴿ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

الدكتور راتب :

﴿ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 يوجد ملمح دقيق، أصاب هذه المصيبة لنا غير علينا، علينا سلبية صارت مصيبة، أما يصيبنا فقد قال تعالى:

﴿ إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 لذلك كنت أقول دائماً: إذا شخص بيته إسلامي، وعمله إسلامي، وعقيدته صحيحة، ومستقيم، نقول له: لا تغير لا يغير، اطمئن، خطك البياني صاعد وباستمرار، إنسان آخر متورط بعمل خاطئ، بكسب غير مشروع، بعلاقة لا ترضي الله، مع زوجته مثلاً يوجد هجر، أحياناً هناك تطلع لغير زوجته، نقول: غير ليغير، هذا الدين مليون موضوع، ومليون كتاب، انضغط بأربع كلمات، لا تغير لا يغير، غير ليغير.
الدكتور بلال:
 نسأل الله أن يغير ما بنا، أستاذنا الفاضل هنا تحدثتم عن الأمن الذي يتمتع به المؤمن وحده، كتب الله لنا ولم يقل كتب الله علينا.
الدكتور راتب :

﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا ﴾

[ سورة آل عمران: 151]

الدكتور بلال:
 بسبب شركهم.
الدكتور راتب :
 الشرك معه خوف دائماً.
الدكتور بلال:
 أستاذنا الفاضل بعض الناس البعيد عن الله عز وجل يعيش متوقعاً المصيبة، المؤمن لا يتوقع.

 

المؤمن متفائل بعيد عن اليأس و الكفر :

الدكتور راتب :
 المؤمن متفائل، التشاؤم أخي الكريم يقترب من الكفر، واليأس يقترب من الكفر.
الدكتور بلال:
 توقع المصيبة مصيبة أكبر منها.
الدكتور راتب :
 سيدنا عمر كان إذا أصابته مصيبة، قال: الحمد لله ثلاث مرات، الحمد لله إذ لم تكن في ديني، يوجد خطأ، هناك شيء بالصحة لكن له شفاء، هناك نقص بالدخل لكن له علاج، أما بالدين فهذا مصيبة المصائب، لذلك أنا أقول: هناك خطأ في الوزن لا يتكرر، وخطأ في الميزان لا يصحح.
إذا الميزان خطأ لو استخدمته مليون مرة كل الموازين خاطئة، فالبطولة أن يكون خطئي بالوزن وليس في الميزان.
 الإنسان غير معصوم قد يقع في خطأ طفيف يتوب منه.
الدكتور بلال:
 أستاذنا الفاضل تقصدون بالوزن أي بالسلوك أم بالميزان؟
الدكتور راتب :
 بالمبادئ والتصورات.
الدكتور بلال:
 بالعقيدة، أستاذنا الفاضل الطب الطبيعي، تحدثنا عنه في لقاء سابق، واليوم نتحدث عن الطب النفسي، فالمؤمن يعيش بحالة استقرار نفسي بسبب صلته بالله تعالى، أيضاً هناك طب وقائي في الإسلام.

 

الطّب الوقائي في الإسلام :

الدكتور راتب :
 نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع، العلماء قالوا: هذا النص أصل في الطب الوقائي، لأن المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع، أي نأكل باعتدال.
الدكتور بلال:

((مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ))

[الحاكم عن المقدام بن معد يكرب ]

 أيضاً أستاذنا الفاضل هناك في الطب الوقائي، أليست النظافة، الطهارة، الوضوء، الغسل.

 

للعبادات فوائد صحية واجتماعية ونفسية يومية :

الدكتور راتب :
 الغسل وحده، والوضوء وحده كافيان لابتعاد الأمراض عن الإنسان، النظافة أحد أكبر التدابير الوقائية، نحن كل حياتنا في اغتسال أسبوعي، غسل الجمعة واجب، يوجد وضوء يومي خمس مرات، هذا الوضوء وهذا النقاء النفسي أيضاً، يوجد طهر نفسي، و طهارة نفسية، لا يوجد عنده تطلعات لمعصية، لا يوجد عنده علاقة لا ترضي الله عز وجل، لا يوجد كسب غير مشروع، تعمل حالة من الرضا، عندك حالة نفسية راقية جداً، ولأنه يصلي، يوجد دراسة دقيقة في ألمانيا أن حركات الصلاة هي الرياضة الكاملة التامة لجميع الأعمار في كل الأماكن، وقوف، ركوع، سجود، الإنسان عندما يسجد يأتي الدم بحكم الجاذبية إلى الدماغ، تروية الدماغ أعلى كثيراً من تروية الإنسان وهو واقف.
 أذكر مرة طبيباً عالج مريضة قريبتي، قال: تكلموا معها، كيف نتكلم معها؟ قال: إذا تكلمتم معها يجب أن تجيب، تتنشط خلايا الدماغ، الحقيقة هذه العبادات، نحن نعبد الله لأنها عبادات فقط، لكن لا يمكن أن ننسى أن لهذه العبادات فوائد صحية واجتماعية ونفسية يومية.
الدكتور بلال:
 هذا الطب الوقائي بمعنى أن يحترز الإنسان من الوقوع..
الدكتور راتب :
 نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع، يعد هذا النص أصلاً في الطب الوقائي.
الدكتور بلال:
 أستاذنا الفاضل الطب الأخير الطب العلاجي، أي لو وقع المرض؟

 

الطّب العلاجي :

الدكتور راتب :
 من طبب ولم يُعلم منه طبٌ فهو ضامن، الطب اختصاص، اعمل هكذا، افعل هكذا، هذا غلط وأنت ضامن وتحاسب، أنا أقول كلمة دقيقة: الطبيب المؤمن ولا أبالغ المال تحت قدمه، أما همه الأول فهو شفاء المريض، في طب آخر المال هو الأصل، فقد ينصح مريضة بولادة قيصرية لأن أجر القيصرية مبلغ عشرة أضعاف العادية، وهي لا يوجد عندها علم تناقش الطبيب، يوجد قصص كثيرة جداً كلما ارتقت المهنة من الصعب أن تسائل صاحبها، أما الشيء الدقيق فهو أن المؤمن لا يمكن أن يصف دواء لمريض لا يحتاجه أبداً.
الدكتور بلال:
 أستاذنا الفاضل في الطب العلاجي سيدي قوله تعالى:

﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾

[سورة الشعراء: 80]

 لماذا نسب المرض للإنسان هنا؟

 

ما من خروج عن منهج الله إلا يقابله حالة نفسية تعيسة :

الدكتور راتب :
 في الأصل لو طبق الإنسان منهج الله لما كان عنده مرض، أما أكل أكثر من حاجته، صار عنده مشكلة، تحمل هموماً لضعف توحيده، عنده مشكلة نفسية صار عنده حقد، ما من خروج عن منهج الله إلا يقابله حالة نفسية تعيسة، فالإنسان إذا كان مع الله كان الله معه.

كن مـع الله ترّ الله مع  واتـرك الكل وحاذر طمعــــك
و إذا أعطـاك من يمنعه  ثم من يعطـي إذا ما منعك؟
***

خاتمة و توديع :

الدكتور بلال:
 جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، وأنتم أخوتي الأكارم الشكر موصول إليكم لحسن متابعتكم، دائماً نودعكم ونحن على أمل اللقاء بكم في لقاءات مستمرة متجددة، نفيد فيها من هذه المعلومات القيمة، إلى الملتقى نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور