وضع داكن
29-03-2024
Logo
على هدى - الحلقة : 05 - علم الله وقدرته تطول كل البشر.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

محاسبة الإنسان الدقيقة يوم القيامة :

 أيها الأخوة الكرام؛ الله عز وجل حينما قال مخاطباً نبيه صلى الله وعليه وسلم:

﴿وَإِمّا نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَينا مَرجِعُهُم ثُمَّ اللَّهُ شَهيدٌ عَلى ما يَفعَلونَ﴾

[سورة يونس: ٤٦]

 أحياناً الإنسان يقرأ الآيات القرآنية يقشعر جلده، ولكن يوجد آية دقيقة جداً:

﴿إِنَّ إِلَينا إِيابَهُم*ثُمَّ إِنَّ عَلَينا حِسابَهُم﴾

[سورة الغاشية: ٢٥-٢٦]

 والإنسان حينما يحاسب أمام الله عز وجل يوم القيامة يحاسب حساباً دقيقاً جداً، فالإنسان محاسب على عطائه أو منعه، على رضاه أو غضبه، على مودته أو على جفائه، على كرمه أو بخله، على صلته أو على قطيعته، يحاسب حساباً دقيقاً، والإنسان دائماً إذا أيقن أنه سيحاسب وسيعاقب لابد من أن ينضبط.
 للتقريب أنت تقود سيارة، والإشارة حمراء، وأنت مواطن عادي، وقانون السير قاس جداً، يوجد غرامة كبيرة جداً لو تخطيت هذه الإشارة، فهل يعقل أن تتخطى هذه الإشارة وواضع قانون السير تحت سمعه أنت وتحت بصره؟
 بتعبير معاصر واضع قانون السير علمه يطولك، وقدرته تطولك، لا يوجد إنسان بالأرض إذا أيقن أن واضع هذا القانون علمه يطوله وقدرته تطوله يمكن أن يعصيه، هذا شيء بديهي جداً، ولكن الإنسان الساعة الثالثة ليلاً قد يخالف الإشارة، لتوهمه أن واضع هذا القانون ليس له من ينبئه بالمخالفة في هذا الوقت، أما الشرطي واقف والِإشارة حمراء فأنت حينما ترى الآمر والأمر متمكناً لا يمكن أن تعصيه.

أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه :

 الآن دقق في قوله تعالى:

﴿اللَّهُ الَّذي خَلَقَ سَبعَ سَماواتٍ وَمِنَ الأَرضِ مِثلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمرُ بَينَهُنَّ لِتَعلَموا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَد أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمًا﴾

[سورة الطلاق: ١٢]

 لماذا اختار الله من أسمائه اسمي العلم والقدرة؟ أي هو يعلم وسيحاسب وسيعاقب، وأنت كإنسان أمام إنسان آخر قد يكون دونك لكنه أقوى منك لا يمكن أن تعصيه، فهذا المعنى إذا استحضره الإنسان أنت تحت المراقبة، الذي أمرك معه، والله الآية الدقيقة:

﴿ إِنَّنا نَخافُ أَن يَفرُطَ عَلَينا أَو أَن يَطغى﴾

[سورة طه: ٤٥]

 لسيدنا موسى قال:

﴿ لا تَخافا إِنَّني مَعَكُما أَسمَعُ وَأَرى﴾

[سورة طه: ٤٦]

 لذلك أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه، إذا كان سيد الخلق وحبيب الحق لا يتاح له أحياناً أن يرى مصير الظالمين فنحن من باب أولى، فأنت بطولتك في تصديق الله عز وجل.
 قالوا مثلاً: الأسماء الحسنى قد نراها في خلق الله أحياناً، بل نراها كلها إلا اسم العدل الله أخبرنا أنه عادل، قد لا نرى بهذه العين العدل الإلهي في هذه الدنيا، فد تجد بلاداً غنية جداً، غارقة في كل المعاصي والآثام، وعندها استقرار وحرية وديمقراطية، وثروات كبيرة جداً، وترى بلاداً إسلامية يقام أمر الله فيها، وتعاني ما تعاني، لا تقدر بعقلك أن تكتشف عدل الله إلا أن الله أخبرك أنه عادل.
 أي عندنا حالة لكن مستحيلة؛ بإمكانك أن تكتشف بعقلك عدل الله بحالة مستحيلة أن يكون لك علم كعلمه، وهذا مستحيل، إذاً موضوع العدل نؤمن به تصديقاً.

 

أنواع اليقين :

 لذلك قالوا هناك: يقين حسي، ويقين عقلي، ويقين تصديقي.
 اليقين الحسي هذه الثريا متألقة نراها بالعين، هذه طاولة، هذا مسجد، هذا يقين حي، أما العقلي فكل هذه الثريات متألقة، معنى هذا أنه يوجد بالجامع كهرباء، ولكن الكهرباء لا نراها نحن نرى آثارها، مروحة تدور، تكييف يعمل، ثريا متألقة، إذاً هذا اليقين بالكهرباء عقلي لا حسي.
 لكن هناك يقيناً إخبارياً أي الماضي السحيق، المستقبل البعيد، كائنات لا نراها كالملائكة والجن، أخبرنا الله عنها، فمن هو المخبر؟ خالق السموات والأرض، فهذا النوع الثالث اسمه اليقين الإخباري.
 لكن اليقين الإخباري قيمة الخبر من المخبر، من المخبر؟ الله، فإذا أخبرك الله أنه لا يظلم إذاً لا يظلم، لكن لا تستطيع بعقلك أن ترى عدله في الدنيا، لأن الدنيا حقل ألغام، أحياناً يوجد إنسان يمد له بالقوة، إنسان يحاسب حساباً معيناً، هذا كله مما تقتضيه حكمة الله عز وجل.
 لذلك إذا كان سيد الخلق وحبيب الحق لم يتح له أن يرى مصير الطغاة في الدنيا لكن هذا الشيء واقع، الشيء الثاني إن بعض المجرمين، بعض الطغاة، يحاسبون ويعاقبون وبعضهم ليس بعد، كذلك يرجئ حسابهم إلى الدار الآخرة.
 فأنت يقينك بعدل الله قطعي، لأن الله أخبرك أنه عادل، فحينما ترى شيئاً يؤكد عدل الله هذه نعمة كبيرة، أي جاء اليقين:

﴿بَل كَذَّبوا بِما لَم يُحيطوا بِعِلمِهِ وَلَمّا يَأتِهِم تَأويلُهُ ﴾

[سورة يونس: ٣٩]

 حار بعض العلماء في تفسير هذه الآية، تأويل الآيات وقوع الوعد والوعيد، الآية مثلاً لو أن الله عز وجل قال:

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم ﴾

[سورة النور: ٥٥]

 فإذا رأيت مجتمعاً إسلامياً قوياً فهذا وعد الله عز وجل تحقق، فتحقحق هذا الوعد يزيدك إيماناً بعظمة القرآن، وعظمة خالق الأكوان، وأحياناً هذا المرابي يمحق ماله:

﴿يَمحَقُ اللَّهُ الرِّبا ﴾

[سورة البقرة: ٢٧٦]

 فإذا رأيت مرابياً محق ماله عن آخره هذا تأكيد قوله تعالى، إذاً تأويل الآيات وقوع الوعد والوعيد، فأنت حينما تؤمن بالله عز وجل عندك يقين قطعي أن وعد الله قائم حتماً، ووعيده قائم حتماً.

 

الإنسان بعقله يصل إلى الشيء قبل أن يصل إليه :

 أيها الأخوة، الله عز وجل حينما قال:

﴿ إِلَى اللَّهِ مَرجِعُكُم جَميعًا ﴾

[سورة المائدة: ١٠٥]

﴿إِنَّ إِلَينا إِيابَهُم*ثُمَّ إِنَّ عَلَينا حِسابَهُم﴾

[سورة الغاشية: ٢٥-٢٦]

 صدق ولا أبالغ ما من إنسان أذكى ممن يصل بعقله إلى الشيء قبل أن يصل إليه.
 للتقريب قرأت بحثاً عن التدخين أنه يوجد ثلاثة آلاف مادة سامة في الدخينة، قرأت بحثاً عن التدخين أن أحد أسباب سرطان الرئة التدخين، حسناً أنت بهذا البحث يجب أن تدع التدخين، لكن يوجد إنسان يدع التدخين متى؟ بعد أن يصاب بورم خبيث في الرئتين، هذه مشكلة.
 فأنت لماذا العقل؟ أنت بالعقل تصل إلى الشيء قبل أن تصل إليه، العاقل ما الذي يحكمه؟ النص، ضع لوحة بظاهر عمان: الطريق إلى دمشق مغلقة، لا تكمل طريقك، ما الذي جعلك ترجع؟ خمس كلمات، لكن الدابة لو مشت بهذا الطريق أين تقف؟ ليس عند اللوحة عند الواقع.
 فالإنسان يحكمه النص، والدواب يحكمها الواقع. كلام دقيق، فكلما ارتقت مكانتك، وازداد علمك، ونما عقلك، يحكمك النص، الله أخبر ما سيكون، أخبر أن هناك جنة وناراً، والذي أخبر خالق السموات والأرض، والذي أخبرك:

﴿فَعّالٌ لِما يُريدُ﴾

[سورة البروج: ١٦]

 دقق بكلمة فعال، أنت لست فعالاً لما تريد، كل شخص يريد أشياء كثيرة لكن لم تحقق، لكن الله خالق الأكوان فعال لما يريد، فلذلك اللفتة الأولى أن الله سبحانه وتعالى يطمئن النبي:

﴿وَإِمّا نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ ﴾

[سورة يونس: ٤٦]

الله عز وجل يعلم وسيحاسب وسيعاقب :

 أيها الأخوة، شيء آخر يقول الله عز وجل:

﴿ ثُمَّ اللَّهُ شَهيدٌ عَلى ما يَفعَلونَ﴾

[سورة يونس: ٤٦]

 أي أن الله مطلع على تكذيب المكذبين، وعلى كفر الكافرين، وعلى نفاق المنافقين، أنت في قبضة الله إن سكت فهو يعلم، وإن نطقت فهو يسمع، وإن تحركت فهو يرى، يعلم ويسمع ويرى، إن أردت شيئاً في قلبك، في سريرتك، الله عز وجل يعلمها، إن تحركت يراك، إن تكلمك يسمعك، سميع عليم بصير، لذلك يقول عز وجل:

﴿ وَيَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ﴾

[سورة الأنعام: ٥٩]

 يا رب إذا سقطت ورقة فإنك تعلمها فإذا سقط صاروخ؟ دمر مسافات خمسمئة متر دماراً كاملاً، لا تستطيع أبداً أن تلغي علم الله بما سيكون، أي الله عز وجل يعلم وسيحاسب وسيعاقب.
 أنت كمؤمن هل يستقيم إيمانك إذا توهمت أن الله لا يعلم ما يجري؟ مستحيل، لم تعد مؤمناً.
 هل يستقيم إيمانك إذا توهمت أن الله لا يستطيع؟ لا يقدر؟ مستحيل.
vهل يستقيم إيمانك أن الله يعلم ويقدر لكن لا يعنيه ذلك؟

﴿وَهُوَ الَّذي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الأَرضِ إِلهٌ ﴾

[سورة الزخرف: ٨٤]

 يعلم ويقدر ويعنيه ما يجري لحكمة بالغة، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها.

 

من حاول أن يعالج قضاياه معالجة داخلية ضمن نصر الله له :

 أخواننا الكرام؛ يوجد ملمح دقيق جداً وخطير جداً هو قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:

(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))

[ البخاري عن سهل بن سعد]

 في هذا الحديث ملامح كثيرة؛ أحد هذه الملامح أن هذا الضعيف بإمكانك أن تهمله، أو أن تتجاهله، يعاني ما يعاني من الفقر، قد يعاني من المرض، قد يعاني من التشرد، قد يعاني من مرض معين، فأنت إذا أهملته لا يستطيع أن يلزمك أن تعينه لأنه ضعيف وأنت قوي، فأنت حينما تنصره، حينما تكرمه، حينما ترزقه، الآن سوف تكافأ من الله مكافأة من جنس عملك، ينصرك على من هو أقوى منك، أنت ماذا فعلت؟ نصرت من هو أضعف منك فكافأك الله بأنه نصرك على من هو أقوى منك.
 فلذلك هذا الملمح في الحديث مذهل، طبعاً المسلمون لهم أعداء أقوياء جداً، فكيف ينتصرون عليهم؟ حينما يبحثون عن مشكلات الداخلية، يوجد فقر، مرض، حينما يعالج المريض، يكاأ المحسن، يعاقب المسيء، يعطى المحتاج، يزوج الشاب، هناك مشكلات كبيرة جداً يعاني منها المسلمون ما يعانون، فالذي يحاول أن يعالج القضايا معالجة داخلية هذا يضمن نصر الله له:

(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))

[ البخاري عن سهل بن سعد]

 أي الضعيف قد يكون فقيراً، يجب أن تطعمه، قد يكون عارياً، ينبغي أن تكسوه، قد يكون مشرداً، ينبغي أن تؤويه، قد يكون جاهلاً، ينبغي أن تعلمه، قد يكون مريضاً، ينبغي أن تعالجه.
 فأنت أيتها الأمة ترتقيي عند الله حينما نبحث عن ضعفائنا، والحقيقة الشيء المؤلم ببعض الدول التي لا تؤمن بالله أصلاً لكن ترعى وظيفة الدول فتعتني بضعفائها، يوجد مصحات، يوجد مآوي للعجزة، معالجة مجانية طبية، تأمين طبي ببعض الدول، هذا شيء وسام شرف لهذا المجتمع، فحينما يعالج الضعيف، يطعم الفقير، ينصف المظلوم، عندئذ تكون الأمة قد قدمت لله عز وجل سبب انتصارها.
 طبعاً هذا كلام دقيق جداً، وبحاجة له كل إنسان.

 

العدل فرض بين الأبناء :

 الآن إذا وجد العدل بالأسرة قال:

((انْطَلَقَ بِي أَبِي يَحْمِلُنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْهَدْ أَنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ كَذَا وَكَذَا مِنْ مَالِي، فَقَالَ : أَكُلَّ بَنِيكَ قَدْ نَحَلْتَ مِثْلَ مَا نَحَلْتَ النُّعْمَانَ ؟ قَالَ : لَا، قَالَ فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي، ثُمَّ قَالَ: أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ : فَلَا إِذًا))

[ البخاري ومسلم واللفظ له عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ]

 لذلك أيها الأخوة، العدل بين الأبناء فرض، والذي يؤلمني كثيراً أن بلاداً إسلامية كثيرة لا تعطي حق البنت في الميراث أبداً، ويدعون أنهم مسلمون، خالق الأكوان تولى بذاته العلية الفرائض، فهي لم تترك للنبي الكريم، الفرائض قرآنية كلها تولى الله بذاته الكريمة حكم التوريث بالتفاصيل، فكيف يجرؤ إنسان ألا يورث بنتاً؟ هذا لعب بدين الله عز وجل.
 أخواننا الكرام؛ يوجد ملمح لطيف أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:

(( أَنَّ رَجُلًا قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ، فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَ :يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمُ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ "، قَالَ: فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ سورة الأنبياء آية 47 " الْآيَةَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلِهَؤُلَاءِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ ))

[ الترمذي عن عائشة]

 أي إعتاقهم جميعاً فأعتقهم.
 يا أيها الأخوة؛ حقيقة دقيقة حقوق الله مبنية على المسامحة، أما حقوق العباد فمبنية على المشاححة، فسهل جداً أن يغفر الله ما كان بينك وبينه، أما حقوق العباد فلا تغفر إلا بحالتين بالأداء أو المسامحة، وأما الشرك فذنب لا يغفر.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور