وضع داكن
24-04-2024
Logo
ماليزيا- ديناً قيماً 1 - الحلقة : 21 - الافتراء والكذب.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  الافتراء هذه الكلمة طالما تقشعر لها الأبدان، وترتعد لها الفرائص، وتطيش من هولها العقول والقلوب، هذا لأنه كذب لا أصل له من الصحة، لكن نجد في ميزان الشريعة الإسلامية القرآن والسنة بعض الكلمات التي فيها افتراء وكذب، وفيها خراصون، وذم الله تعالى الخراصين، قال تعالى:

﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ﴾

[ سورة الذاريات: 10]

 من هم الكذابون؟ ومن هم المفترون؟ ومن هم الخراصون؟ وما الفروق التي بينها؟ وكيف يتعامل الإنسان مع الافتراء والكذب والبهتان؟ وما هو منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الافتراء وأهله؟ الافتراء حلقة جديدة في برنامج:" ديناً قيماً " أهلاً بكم..
 مشاهدينا الكرام؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً في حلقة جديدة من هذا البرنامج، أرحب بحضراتكم، وأرحب بضيفينا الكريمين الجليلين السبتين أصحاب المعالي والفضيلة، فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، وفضيلة الأستاذ الدكتور عمر عبد الكافي، مرحباً بكم في حلقة جديدة..
الدكتور عمر :
 بارك الله بك.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 كعادتنا دائماً نود أن نتعلم بين يدي العلماء، عم نتكلم في حضرة العلماء؟ ماذا تحبان أن نتكلم في هذه الحلقة؟
الدكتور عمر :
 كثر أن يفتري البشر على البشر، ويفترون على دين الله عز وجل، والافتراء يهدم المجتمعات الآمنة، وجب أن نحذر من الافتراء حتى لا نكون من هؤلاء.
المذيع:
 الافتراء، فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ما الافتراء؟

 

تعريف الافتراء :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الافتراء أن تقول على الله شيئاً غير صحيح، والعوام لأن يرتكبوا الكبائر أفضل من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، الكلمة غير الصحيحة عن الله تقطع الطريق إلى الله، هؤلاء قطاع الطرق إلى الله، لو تصورنا الذات الإلهية كتبت على الإنسان الشقاء من عالم الأزل، كيف تفهم هذا الدين؟ جيء لسيدنا عمر بشارب خمر فقال: أقيموا عليه الحد، فقال: والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر عليَّ ذلك، فقال: أقيموا عليه الحد مرتين، مرة لأنه شرب الخمر، ومرة لأنه افترى على الله، قال له: ويحك يا هذا إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار. الافتراء على الله أن يعزو أخطاءه إلى الله، هكذا الله قدر عليّ هذه الكلمة.
المذيع:
 مثال على الافتراء على الله.

 

أمثلة عن الافتراء على الله :

الدكتور راتب :
 شخص ارتكب معصية، الله كاتب عليه المعصية، هو انسحب منها عزاها إلى الله.
المذيع:
 أي يزني ويقول: إن الله كتب عليّ، يسرق ويقول: إن الله كتب عليّ.
الدكتور راتب :
 أو يفهم النص فهماً آخر غير صحيح.
الدكتور عمر :
 يدخل نفسه في تأويل النصوص وتفسيرها، وليس له خلفية علمية، ولا الآلات المؤدية إلى فهم النص أو غيره، وبعد ذلك ينشر هذا بين الناس، ويسخر من هؤلاء العلماء الثبوت الذين قضوا حياتهم في الدراسة، وفي البحث، والتمحيص، والخبرة العلمية التي عندهم، فيلغي هؤلاء بكلمة، ويقعّد لنفسه قاعدة، وينصب نفسه إمام الدعاة، وداعية الأئمة، وفقيه العلماء، وعالم الفقهاء.
المذيع:
 وهو ليس محقاً.
الدكتور عمر :
 وهو سبحان الله:

يقولون هذا عندنا غير جائز فمن أنتم حتى يكون لكم عندُ؟
***

 لا نعرف نسبه..
المذيع:
 ألا يخرج هذا عن قضاء الله وقدره سبحانه وتعالى في الكون؟

 

المتكلم والمفتري على الله ورسوله لا يعرف له نسب فقهي :

الدكتور عمر :
 لا، سبحان الله قضاء الله لا يخرج، أولاً: هذا المتكلم والمفتري على الله ورسوله لا يعرف له نسب فقهي، يا رجل هناك خبير في عالم الخيول، أعزكم الله في عالم الكلاب، يحضرون الشهادة، سلالة لأجداده، فإذا كان هذا في عالم الإسطبلات فكيف في عالم الآدميات؟ الأمر المهم جداً الافتراء على الناس بالزور والكذب والملتمسون للبرآء هؤلاء من أبغض الناس لرب الناس، سبحان الله! إن قلت لي كلمة تحتمل تسعة من عشرة خطأ، واحد من عشرة تقتضي أن تكون صواباً، وجب عليّ أن أركز على جانب الصواب، ولا أبحث عن عيوبك تحت الميكروسكوب، وأضع عيبي أنا بالعدسة المصغرة، كما قال عيسى عليه السلام للحواريين لما مروا بجثة كلب، وانتفخ، وانتشرت رائحته فقالوا: ما أنتن رائحة هذا الكلب، قال: وما أشدّ بياض أسنانه. لأن العين الجميلة لا تقع إلا على الجميل.
المذيع:
 نظر إلى الجزء الطيب.
الدكتور عمر :
 لماذا؟ لأن قلبه طيب، إن المؤمن كالنحلة، إن أكل أكل طيباً، وإن أطعم أطعم طيباً، وإن وقف على عود لم يكسره.
المذيع:
 فضيلة الدكتور راتب الافتراء فيه معنى الكذب، والقرآن الكريم استخدم الافتراء واستخدم الكذب واستخدم الإفك واستخدم الخراصون، ما الفروق نود أن نتعلم؟

الإنسان مخير لا مسير :

الدكتور راتب :
 قبل ذلك الإنسان في الأساس مخير، ولأنه مخير لا بد من أن يسمح الله له أن يفعل شيئاً أراده.
المذيع:
 من الذي أراده؟
الدكتور راتب :
 الإنسان اختار أن يؤذي، هو سمح له أن يؤذي، أما من؟ هذه بيد الله عز وجل، يسوق هذا الإنسان الذي أراد أن يؤذي لإنسان يعد الأذى في حقه حكمة.
المذيع:
 ما فهمتها.
الدكتور راتب :
 إنسان أراد أن يؤذي بشكل مطلق.
المذيع:
 والله سمح له أن يؤذي.
الدكتور راتب :
 سمح له بأصل الفعل، لكن ساقه إلى إنسان يعد إيذاء هذا الإنسان حكمة له، فكأن الله حقق لهذا حريته، ولهذا تربيته.
المذيع:
 هل القرآن الكريم أو الفروق اللغوية بين الافتراء تحمل معنى الكذب، الفروق في القرآن الكريم والكذب فيه كذب، يفترون على الله الكذب، يجمع الاثنتين مع بعض.

 

الفرق بين الافتراء و الكذب :

الدكتور راتب :
 الحقيقة اللغة واسعة جداً، مثل لطيف؛ نستخدم كلمة رأى واضحة، نظر ورأى، حدّج: أي دقق، بحلق: ظهر حملاق العين، نظر شزراً: رؤية مع احتقار، شَخَصَ، شخص مع الخوف، رنا مع السرور، يوجد سبعون فعلاً تقريباً كل فعل يأخذ حالة خاصة، فاللغة واسعة جداً هذا يعبر عنه بفقه اللغة: اتساع العربية في التعبير، هذه المفردات بالأصل لا يمكن أن تتطابق تطابقاً تاماً، إلا أن هناك فروقاً بسيطة جداً بينها.
المذيع:
 شيخنا القرآن الكريم ما اتهمت به أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها نوع من أنواع الافتراء، ما منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع من يفترى عليه؟

 

منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع من يفترى عليه :

الدكتور عمر :
 أولاً ببساطة وعامية مطلقة المؤمن مربوط وغيره سائب، المؤمن مقيد وغير المؤمن غير مقيد، لأنه وفق هواه، قال تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾

[ سورة الجاثية:23 ]

 فإذا كان غير المؤمن خارج دائرة الانضباط، والمؤمن مقيد بالانضباط، قال رجل لعمر بن الخطاب بعد أن أغلظ في القول، فقال عمر: أراد الشيطان أن يستفزني بعزة السلطان- كيف واحد من الرعية ويكلمني بهذا الشكل- فلما استحضرت عظمة الله في قلبي رأيت هذا لذنب قد صنعته، أو لرفع درجة.
الصحابية الجليلة تقطع اللحم مع خادمتها، فالسكين وقعت فسال الدم، فابتسمت، قالت: يا سيدتي أتبتسمين والدم يسيل؟ قالت: لما رأيت حلاوة ثمرة الطبخ هانت عليّ مرارة الألم. بيت الصديق هكذا لما أوذي تحمل الافتراء، لماذا؟ أولاً: علموا أن هذا الافتراء مقدر من الله.
المذيع:
 لكنه افتراء على ابنته في عرضه؟ في شرفه؟
الدكتور عمر :
 إن العظائم كفؤها العظماء، لما أراد الله عز وجل أن يبطل عادة التبني طبقت على من؟
المذيع:
 النبي عليه الصلاة والسلام.
الدكتور عمر :
 بيت الصديق بهذا المنطق تعاملت مع الأزمة، لم نسمع في كتب التاريخ وبحثت في أضابير الكتب عن كلمة أم رومان، أن قالت كلمة في خلال الفترة التي لم ينزل فيها الوحي ما تكلمت أبداً.
المذيع:
 أبداً مع أنه افترى عليها وعلى ابنتها.
الدكتور عمر :
 والله إن المؤمن قد يرى حقيقة إيمانه، دع الله يدافع عنك.
المذيع:
 الشيخ راتب يود أن يقول شيئاً؟
الدكتور راتب :
 امرأة جاءت بعد عصور مديدة من مجيء رسول الله، اتهمت وهي بريئة، من قدوتها في هذا؟ السيدة عائشة، أنا أقول: النبي قدوة وأصحابه قدوات فرعية، فأي امرأة اتهمت في عرضها فهي بريئة وشريفة لها أسوة حسنة في هذه السيدة العظيمة.
المذيع:
 ممكن أن أسأل حضرتك سؤالاً شخصياً للدكتور راتب ولحضرتك شيخ عمر، قد يقول قائل ما تقولانه الآن تنظير فقط هل تمّ الافتراء على فضيلتك بشكل أو بآخر؟

 

الافتراء على الدكتور راتب بالشائعات :

الدكتور راتب :
 طبعاً.
المذيع:
 إذا أذنت.
الدكتور راتب :
 ورد في بعض الآثار أن سيدنا موسى بالمناجاة قال: يا رب لا تبقي لي عدواً، قال: هذه ليست لي يا موسى.
المذيع:
 هناك أعداء لله، كيف تمّ الافتراء عليك؟
الدكتور راتب :
 كان من الممكن أن يكون الكفار بكوكب آخر، ما عندنا ولا مشكلة، في المريخ، أو قارة لهم بكاملها، أو حقبة لهم، ولكن شاءت حكمة الله أن نكون معاً على أرض واحدة، وفي وقت واحد، لماذا؟ لأن الحق لا يقوى إلا بالتحدي، ولأن أهل الحق لا يستحقون الجنة إلا بالبذل والتضحية، هذا قدرنا معركة الحق والباطل..
المذيع:
 لم تخبرني كيف كان الافتراء على جنابك؟
الدكتور راتب :
 والله لا يوجد شيء مزعج، و لكن هناك كلاماً لا دخل له بالتفسير إذا فسرت.
المذيع:
 هناك شائعات مثلاً، كيف تعاملت مع تلك الشائعات؟
الدكتور راتب :
 أنا ميت ثلاث مرات.
المذيع:
 كيف ميت ثلاث مرات؟
الدكتور عمر :
 أي إشاعات.
الدكتور راتب :
 وانتشرت بالانترنيت.
المذيع:
 بارك الله في عمرك وعملك، دكتور عمر تمّ الافتراء عليك ما نوعية هذا الافتراء وكيف تعاملت معه؟ وكيف كانت حالتك الداخلية حال هذا الافتراء بصراحة وصدق؟

الحالة الداخلية للدكتور عمر عند الافتراء عليه :

الدكتور عمر :
 لا يمر أسبوع أو أسبوعان أو شهر أو شهران إلا ونجد افتراءً، كبر لحظةً وكبر أكثر لحظة أخرى تضخم، ولكن بفضل الله تعلمت من كتاب الله عز وجل ألا أرد على سفيه أو مفتر، إن كان صادقاً غفر الله لي، وإن كان كاذباً غفر الله له، والله هذا تعاملي مع الكل، لا أرد، وأنت تعلم لا يوجد وكالة إعلام ولا وسائل أستطيع أن أرد بها، لكن النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن:

﴿ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴾

[ سورة الحجر:6 ]

 وقالوا: ساحر، وقالوا: كافر، ما ثبت مرة أن رفض وأبى وقال: أنا لست بساحر، أنا لست بكاهن، لأن عنده مهمة كبيرة، نحن عندنا مهمة شرفنا رب العباد أن نكون ورثة الأنبياء قولاً وعملاً وحالاً، وجب علينا ألا نشغل أنفسنا بمعارك جانبية، وأن نشغل أنفسنا بتبليغ لله عز وجل.
المذيع:
 هل نفهم من هذا.
الدكتور راتب :
 لا، قبل لماذا أثبت الله في قرآنه الكريم ما قيل عن النبي وهو كتاب يتلى إلى يوم القيامة؟ ساحر، مجنون.
المذيع:
 وكلها افتراءات، لماذا؟
الدكتور راتب :
 رحمة بالدعاة من بعده.
المذيع:
 أي سيطالكم ما طال النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ألا يؤخذ من هذا من سياقيات الشريعة الإسلامية القصاص لما أصمت وأنا صاحب حق، ولم لا أرد ولا أرفع الافتراء حتى لا يلتصق بي وبأولادي من بعدي؟ هل في هذا حرج؟

 

وجوب الدفاع عن النفس إن كان الافتراء يسبب مضاعفات كثيرة :

الدكتور راتب :
 هذه تحتاج إلى حكمة، لا ليس فيه حرج، إذا كان الافتراء يسبب مضاعفات كثيرة يجب أن ترد، من حقك أن تدافع عن نفسك، أما موجة سحابة صيف فتمر، لو تتبعتها كلها هناك مشكلة كبيرة.
الدكتور عمر :
 إن أوذينا احتسبنا، وإن أوذي الدين انتفضنا.
المذيع:
 إن أوذينا احتسبنا، وإن أوذي الدين انتفضنا.
الدكتور عمر :
 نحن نعيش الدين، نحن نعيش ليلاً نهاراً بدين الله وبيوتنا كذلك.
المذيع:
 نحن نعيش الآن عصر الشائعات، عصر التكنولوجيا، كيف تقيم هذا الوضع ونصيحة للمشاهدين ولمن يروج هذه الإشاعات؟

 

الابتعاد عن ترويج الشائعات :

الدكتور عمر :
 أنا أقول: لا تكن بوقاً للإشاعة، بل اجعلها قبراً عندك، واجعل نفسك قبراً للإشاعة وكفنها، وأقم عليها أربع تكبيرات صلاة الجنازة، حتى لا تكون ناقلاً، وكن وسيلة نخل رديئة لا تنتقل شريان الإشاعة عن طريقك، لما قال رجل للحسن البصري إن فلاناً يغتابك، قال: أما وجد الشيطان رسولاً غيرك؟ أنا أقول يا أخوة يا أخوات إذا سمعتم شيئاً لا داعي حتى أن تقولوا، تخيل عن الشيخ محمد راتب النابلسي كذا، تخيل ..يا أخي كأنك ما سمعتها، أبناؤنا في البيوت يستخدمون معنا فقه الأذنين.
المذيع:
 ما فقه الأذنين؟
الدكتور عمر :
 هذا فقه اخترعته أنا، يدخل الكلام من الأذن ويخرج من الأذن الثانية، الإشاعة أدخلها من أذن وأخرجها من الأذن الثانية.
المذيع:
 ألا يخضع شباب الأمة إلى الخنوع والذل، سيدنا ابن عباس قال: أهديت إلي من حسناتك نحن نهدي لك من حطام الدنيا.
الدكتور عمر :
 والله إن العفو والتسامح والرضا بقضاء الله ليس شيئاً سلبياً بل بمنتهى الإيجابية..
الدكتور راتب :
 والله قد تأتي تهمة بالانترنيت أقسم بالله أحياناً حوالي خمسمئة رد عليها وليس من قبلي، هناك من يدافع عنك.
المذيع:
 قال تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾

[سورة الحج: 38]

 لكن في النهاية آخذ آداب أو كيفية التعامل مع الافتراءات، كيف تراها معلماً لي وللأخوة المشاهدين؟

 

كيفية التعامل مع الافتراءات :

الدكتور راتب :
 أنا أقول قاعدة أساسية: البيان يطرد الشيطان، هناك موقف للنبي الكريم، يمشي في الليل مع زوجته صفية، مرّ صحابيان كريمان، فقال عليه الصلاة والسلام: على رسليكما، انتظرا، هذه زوجتي، بيّن، البيان يطرد الشيطان. أنا مكلف أن أبين، بعد التبيين أنا انتهيت، أديت الذي عليّ.
المذيع:
 من الآداب في التعامل مع الافتراءات.
الدكتور عمر :
 يجب أن أعلم أولاً أنني في دنيا، والدنيا تحكمها نقائص وليست دار تكريم وإنما دار ابتلاء، وإذا كنت عند الله لي مقام معين فالابتلاءات لي سوف تكون شديدة، والصبر يجب أن يكون عليها عندئذ، نحن من الواجب أن نكون دعاة خير جميعنا، وإذا انتشرت علينا أو على غيرنا ابتلاءات أو اتهامات يجب علينا أن نوكل الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه إيجابية مطلقة وليس فيها قيد سلبية قيد أنملة.
الدكتور راتب :
 الإمام الشافعي رحمه الله تعالى حينما سُئل: ندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين؟ فقال: لن تمكن قبل أن تُبتلى. أي مستحيل وألف مستحيل ألا تبتلى.

ابتلاء الإنسان قبل تمكينه :

الدكتور عمر :
 دخلت امرأة على الشافعي في أثناء إلقاء درسه، وكان جامع عمر بن العاص ممتلئاً،يسمعون الشافعي، قالت: يا رجل أتعصي الله ليلاً وتأمر الناس بالمعروف وتنهاهم عن المنكر نهاراً؟ وإذا بصائح يصيح يا أمة الله احترق بيتك وأطفالك فيه في نفس الوقت، فجرى الناس لإنقاذهم ومنهم الشافعي حتى أطفؤوا النار، فقال المريدون للشافعي لمَ لم ترد عليها؟ قال: لو رددت عليها لانقسمتم إلى قسمين بين مصدق ومكذب، قال: رأيناك تتمتم، قال: قلت: أفوض أمري إلى الله.

خاتمة و توديع :


المذيع:
 شكراً لكما على هذا اللقاء، وتعلمنا منكم الكثير، ولعل من يفترى عليه يتمتم الآن، ونفوض الأمر إلى الله، شكراً لكم.
 مشاهدينا الكرام؛ وصلنا وإياكم إلى نهاية هذه الحلقة، على وعد بلقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى حتى ذلك الحين، شكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور