وضع داكن
08-05-2024
Logo
ماليزيا- ديناً قيماً 1 - الحلقة : 18 - الحقوق المتبادلة بين الوالدين والأبناء.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾

[سورة الإسراء: 23-24]

هكذا صدر الأمر الإلهي من الله سبحانه وتعالى في قرآن يتلى إلى يوم الدين إلى الأبناء، بالإحسان إلى أبويهما، بالإحسان إلى الأب والأم، لماذا؟ لأنهما ربوهم وهم صغار، فكيف يعامل الآباء الأبناء إذا فهمنا أن الآباء قد يعقون أبناءهم؟ كيف يكون هذا العقوق؟ وهل يعق الآباء أبناءهم؟ أم أن الأبناء هم الذين يعقون الآباء والأمهات؟ كيف نترجم هذا العقوق؟ وكيف نحاول إصلاح هذا العقوق من خلال الشرع الرباني؟ وكيف نقوم من سلوكياتنا وشريعتنا نحن والعرف الاجتماعي الذي جبلنا عليه؟ وكيف يتوافق الآباء والأمهات مع تعليم الله سبحانه وتعالى؟ وهل لهذا العقوق من الآباء للأبناء صور من القديم أو من الحديث؟
ما قصة الرجل الذي اشتكى لسيدنا عمر بن الخطاب أن ابنه يعقه، فقال له سيدنا عمر: عققته قبل أن يعقك، كيف عق الرجل ولده؟ وكيف أصدر عمر بن الخطاب هذا المنهج ليجد لنا في الحياة منهجاً من برنامج:" ديناً قيماً"، مشاهدينا الكرام حلقة جديدة في برنامج:" ديناً قيماً " عقوق الآباء.
مشاهدينا الكرام نحييكم بتحية الإسلام، وتحية الإسلام السلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم معنا إلى حلقة جديدة في برنامج:" ديناً قيماً " نرحب بحضراتكم، ونرحب بضيفينا الكريمين العالمين الجليلين السبتين العدلين أصحاب المعالي والفضيلة، فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عمر عبد الكافي، وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، مرحباً شيخنا.
الدكتور عمر :
مرحباً، أهلاً وسهلاً.
الدكتور راتب :
بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
وفيك بارك، فضيلة الإمام قلت في الحلقة المنصرمة عقوق الآباء للأبناء، اتهمت نفسي بالسماع خطأ لكن استمعت الحقيقة ماذا تقصد بهذا المصطلح؟

 

توضيح مصطلح عقوق الآباء للأبناء :

الدكتور عمر :
حمداً لله وصلاة وسلاماً على رسولك، درج الناس أن يستمع الواحد منا إلى العلماء الأجلاء والدعاة الفضلاء في قضية بر الوالدين، وهذا شيء جميل، ولكن يبدو أطلنا الحوار أو الحديث عن حقوق، وما تحدثنا عن واجبات، والدين حقوق وواجبات، فإذا كان للأب والأم حقوق فإن عليهم واجبات، في هذه الحلقة مع شيخنا الجليل أن نتكامل ونتواصل في قضية هل يعق الأب أولاده؟ وهل تعق الأم أولادها وبناتها؟ هذا منطق مهم جداً.
المذيع:
سؤال مطروح توافق فضيلة الشيخ الدكتور محمد على هذا؟
الدكتور راتب :
أوافق نعم.
المذيع:
ورد في آية في القرآن الكريم: ووصينا الإنسان بولديه، قال تعالى:

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾

[سورة الإسراء: 23]

إلى آخر هذه الآيات والأحاديث، كيف نفهم عقوق الآباء؟
الدكتور راتب :

(( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ ))

[ أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو]

يطعمه، يسقيه، يشتري له الثياب، يضعه في أحسن المدارس، لكن لا يهتم بدينه، ولا بإيمانه، ضيعه، فالبطولة أن تهتم بالإيمان، أي يدخل الأب مساءً هل كتب الأولاد؟
المذيع:
عذراً على المقاطعة، الضياع هنا عدم تعليم تعاليم الدين؟
الدكتور راتب :
طبعاً.
المذيع:
أنا أكلت أفضل الطعام، وسكنت في أفضل البيوت، ولبست أفضل الثياب.

 

أنواع القراءات و الغاية منها :

الدكتور راتب :
ماذا قال الله عز وجل؟

﴿ اقْرَأْ ﴾

[ سورة العلق: 1]

أول كلمة لأول آية في أول سورة اقرأ، ما معنى اقرأ؟

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾

[ سورة العلق: 1]

تعلم كي تؤمن.
المذيع:
علمه في الفرير، أفضل المدارس.
الدكتور راتب :
تعلم كي تؤمن، القراءة الأولى قراءة البحث والإيمان، وهناك قراءة الطغيان لا سمح الله، وقراءة الوحي والإذعان، وقراءة الشكر والعرفان، أربع قراءات، قال تعالى:

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾

[ سورة العلق: 1]

قراءة بحث وإيمان، تعلم من أجل أن تؤمن، من أجل ان تعرف علة وجودك، وغاية وجودك، ثم تعلم أيضاً من أجل أن تشكر خالقك على نعم ثلاث، نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد، أول قراءة بحث وإيمان، الثانية شكر وعرفان، الثالثة وحي وإذعان، هناك منهج إلهي، خالق السموات له منهج، أما الطرف الآخر فعدوان وطغيان، القنبلة الانشطارية والعنقودية والحارقة الخارقة هذا كله شيء آخر.
المذيع:
شيخنا الدكتور عمر، باع كبير في مسألة التاريخ وتراثه عن رجل عق أبناءه، هل تتحفنا بهذا.

 

قصص عديدة عن عقوق الأب لأبنائه :

الدكتور عمر :
القصص كثيرة من هذا النوع حتى يقال في الطرائف إن رجلاً كبيراً في السن حتى صار في السبعين تزوج وأنجب، قالوا: عجباً ما الذي أخرك عن الزواج والإنجاب؟ قال: أعاجله باليتم قبل أن يعالجني بالعقوق. الولد يحصل على لقب يتيم أحسن من أن يكون عاقاً.
عمر رضي الله عنه وضع نقطة فوق حرف في التربية عندما جاءه من يشكو أباه، لأن أباه قد تزوج أمة يعير بها أمام أصحابه، ما حفظه القرآن، سماه جعراناً، والجعران هو نوع من الخنافس، الولد يستحي من اسمه، هنا قال عمر: عققت ولدك قبل أن يعقك، المسألة أصبحت معكوسة، هذا أمر، الأمر الثاني الآباء والأمهات نوعان، نوع يعتبر أن عنده كياناً إنسانياً يجب أن ينتج منه إنتاجاً صالحاً، ويترحم الناس عليه، ويقولون: رحم الله فلاناً، رحم الله فلانة، وتترحم زوجة الابن على والد زوجها، وتترحم زوجة الابن على أم زوجها، بارك الله فيكما، نعم أحسنتما التربية، وفيهم من يدعو، هنا هذا المنتج، هل أضفت بصمة إنسانية تضاف إلى تاريخ البصمات؟ هذا أمر، النوع الثاني يعتبر أن عنده معذرة عاهة، هذه العاهة تضاف إلى العاهات، ويضاف الصفر إلى الأصفار، وسبحان الله العظيم يخرج لنا إنساناً معاقاً سلوكياً، معاقاً سلوكياً، والله ليست الإعاقة في فقد نظر، لا، لا ، سبحان الله هذا ابتلاء، لكن الإعاقة الحقيقية إعاقة تربية، هل يخرجون لنا سبحان الله معلفاً أم بنوا مدرسة للتربية؟ كما أنت ذكرت فضيلة الشيخ أنا وضعته بأفضل مدرسة، وعلمته أحسن تعليم، هذا من باب ألف باء من الأول، لكن هو ما ربى، لم يحسن التربية، لماذا؟ لأن نتيجة هذه التربية يثني على الإنسان جيرانه في الحضر، ورفقاؤه في السفر، ومعاملوه في الأسواق، هل أثنى الأساتذة في المدارس على أبنائنا أدباً وعرفاناً؟ هل شعروا سبحان الله لما سلمنا البنت إلى زوجها هل سجد لله شاكراً؟ قال: الحمد لله الذي نشأت في هذا البيت؟ الذي تربت أحسن تربية؟ أحد الصالحين عبد الله بن زيد من التابعين لما تزوج وقفت العروس في أول لحظة على مصطبة عالية في البيت قالت: يا أبا عبد الله أريد ان أخطب فيك خطبة، ليلة العرس، أنا لا أعرفك وأنت لا تعرفني فخبرني بالله عليك ماذا تحب من الأمور حتى آتيه؟ وما تكره حتى أجتنبه؟ المهم بعد عام كاملة يقول أبو عبد الله: رأيت امرأة عجوز في بيتي، قلت: من هذه؟ قالت: أنا أمها - أي حماته- بعد سنة وليس الساعة السابعة في اليوم الثاني، قالت: يا أبا عبد الله هل أحسنا التربية فنسجد لله شاكرين أم أسأنا التربية تعطينا إياها كي نكمل التربية؟ أما أنا فأسلم عاهة إلى عاهة، ماذا تكون النتيجة؟
المذيع:
سيئة بالفعل، فضيلة الشيخ محمد راتب بارك الله بك، حتى نكون في التقارب وكل يعرف ما له وما عليه، ما حقوق الآباء على الأبناء وواجبات الأبناء تجاه الآباء، كيف حددها الشرع الحنيف؟

حقوق الآباء على الأبناء :

الدكتور راتب :
أولاً: هناك مقولة نحتاجها في هذا اللقاء الطيب، لاعب ولدك سبعاً، وأدبه سبعاً، وراقبه سبعاً، ثم اترك حبله على غاربه، هناك مرحلة لا بد من الملاعبة، لاعب ولدك سبعاً، وأدبه سبعاً، وراقبه سبعاً، مرحلة المراهقة إن عاقبته يوجد مشكلة، إن أهملته يوجد مشكلة، راقبه سبعاً.
الدكتور عمر :
أو صادقه.
الدكتور راتب :
إذا كبر ابنك خاويه، فلاعبه وأدبه وراقبه، الإنسان عندما يسلك هذا الطريق الصحيح يسلم من عقوق الأبناء، هذه كلمة دقيقة جداً، فلذلك قال تعالى:

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾

[سورة الإسراء: 23]

دقق هل يمكن أن نعطف شراء مزرعة على ملعقة؟ من لوازم العطف التماثل، الله عز وجل رفع بر الوالدين إلى مستوى عبادته، وبالوالدين هذه باء الإلصاق، ممكن أن تقول للسائق: خذ هذه الفاكهة لأبي، الأصل أن تزوره أنت بنفسك الإلصاق، الحقيقة بر الوالدين أحد أكبر العبادات تأتي إلى جانب العبادة لله عز وجل، الله هو الخالق، وكان الأب والأم سبب وجودك.
المذيع:
هذا من حقوق الآباء على الأبناء، واجبات الأبناء تجاه الآباء؟

 

واجبات الأبناء تجاه الآباء :

الدكتور عمر :
أولاً: الآباء يجب أن يعين أحدهما أو كلاهما أبناءهم على برهم، أي لا ينفع أن أعطي الولد أوامر ونواه أن يبرني وأن يطيعني، من واجب الأب والأم أن يكون عندهم شيء يسمى الذكاء الاجتماعي، الذكاء العاطفي، الرسول صلى الله عليه وسلم أعلى قيمة الذكاء العاطفي في البيئة التي كانت لا تعرف العاطفة، كيف؟ أنا عندما أريد أن آمر ابني أو ابنتي أمراً، الأب والأم يتفقدون ماذا يعني يتفقدون؟ يجعل بينه وبين ابنه وابنته مسافة كي لا يقال له: لا، عند القطع أتوقف وأنظر، وأقرأ الوجه، هذا ذكاء الأب والأم، لماذا؟ أعين ابني كي يقول لي: نعم، لم يستطع أن يقول لي: نعم، أسكت، أنا هنا أتنازل عن جزء من حقوقي، هذا في الفقه الإسلامي الذي هو يدور حول ماذا؟ حول الاعتساف في طلب الحق، أنت من أجل أنك أب تأمر وتنهى في كل وقت، لا ينفع، من أجل أنك أب تملي إرادتك، الولد لا يحب عمه، يأتينا بعض الناس يقول: أنا لا أحب زوجة ابني، أحب طلاقها، لماذا يا عم؟ يقول: أنا لا أحبها، عدم حبك لها لا يبيح لك أن تطلب من ابنك تطليقها، يقول: أبو بكر أمر ابنه أن يطلق، عندما تصل إلى درجة أبي بكر سوف نطلق زوجة ابنك، أنت وصلت إلى أبي بكر قائد السيارة وليس إلى أبي بكر الصديق، فالقضية حق الابن على أبيه سبحان الله أنا أرى والله أعلم هل يتجرأ أحد المشاهدين والمشاهدات الآن ويقول: ابني عمره أربع سنوات أو خمس سنوات سوف أفرغه أو سأفرغ ابنتي لحفظ القرآن قبل أن تدخل الدراسة، والله سوف يتفوق هذا الولد أو هذه البنت على أقرانهما إذا التحق بالدراسة ولو تأخر عنهما سبحان الله كمثال.
المذيع:
الوقت معكم يمر سريعاً، أصحاب الفضيلة فضيلة الدكتور محمد راتب بارك الله بك، في القرآن الكريم:

﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾

[سورة الإسراء: 23-24]

الربط بين التربية في الصغر وبين عدم أن نقول لهما أف كيف نفهم هذه العلاقة؟

 

الربط بين التربية في الصغر وبين عدم أن نقول لهما أف :

الدكتور راتب :
بل لو أن في اللغة كلمة أقل من أف لذكرها الله، لذلك العلماء حملوا على كلمة أف ما برّ أباه من شدّ نظره إليه.
الدكتور عمر :
أي ينظر إليه شذراً.

 

للابن حق على أبيه أن يحسن اختيار أمه :

الدكتور راتب :
يحمل على هذه الكلمة مئات الحالات، هذا من بر الوالدين، لذلك أقول كلمة دقيقة: للأبناء حق على الآباء، هذا الحق قبل أن يولدوا أن يحسن الأب اختيار أمهم.
الدكتور عمر :
والعكس كذلك الأم.
الدكتور راتب :
أن يحسن الأب اختيار أمهم، فإذا لم يحسن اختيار الأم.
المذيع:
تخيروا لنطفكم.

الطبع و التكليف :

الدكتور راتب :
النقطة الدقيقة عندنا طبع وتكليف، محبة الآباء للأبناء طبع، لا يوجد آية تلزم الأب أن يطعم أولاده

لكن هناك آيات كثيرة في بر الوالدين، يوجد فرق بين الطبع والتكليف، لا يوجد أمر لأي جهة حكومية أن تلزم المواطنين بتناول طعام الإفطار، هذا طبع، لكن هناك أشياء كثيرة فيها إلزام.
المذيع:
هذا طبع وهذا تكليف.
الدكتور راتب :
لذلك الطبع:

(( يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ ))

[ أحمد عن أبي أمامة ]

المذيع:
لكن التكليف قدر من الله للأبناء بالإحسان إلى الآباء هذا تكليف.
الدكتور راتب :
إحسان الأب للابن طبع، وإحسان الابن للأب تكليف، الإنسان عندما يتزوج هواه مع زوجته، وأمه عبء عليه، يوجد أمر أن يعتني بأمه، هذا تكليف، أما الأم فعنايتها بابنها طبع، ادخل إلى مستشفى المحجبة تبكي لأجل ابنها، السافرة كذلك، وأي امرأة، هذا شيء أودع في نفوسنا، أكاد أقول: الأجر ما كان طبعاً أقل مما كان تكليفاً.
المذيع:
في عجالة هل عقّ جريج أمه حتى يصيبه ما أصابه؟

 

ضرورة الإنصات للأبناء و الاهتمام بهم :

الدكتور عمر :
جريج فهم نصاً معيناً وتوقف عنده، انظر مازلت أؤكد نعين أبناءنا على برنا، قال تعالى:

﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾

[سورة يوسف: 4]

لو قالت الآية: إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر لي ساجدين، لكانت الجملة صحيحة، الرؤيا مكررة مرتين، إني رأيت، رأيتهم، من شدة إنصات يعقوب لولده واهتمامه به، نحن نستمع لأبنائنا لا ننصت لأبنائنا، هو أنصت، فلما أنصت سأل عن كيفية الرؤيا، قال تعالى:

﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾

[سورة يوسف: 4]

كأنما يعقوب من شدة إنصاته يسأل كيف رأيتهم يا يوسف؟

﴿ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾

[سورة يوسف: 4]

هذا تناغم هرموني ما بين الأب وابنه، هذا الأب عندما يقول لولده كذا سوف يطيعه، لأنه عمل أرضية، نحن نجيد الاستماع لأبنائنا ولكن لا نجيد الإنصات، وهناك طرفة سريعة، يا أبت ما اسم الحفرة التي أمام بيتنا؟ قال: أشاهد مباراة كرة قدم اذهبي واسألي أخاك، ذهبت لأخيها وهو جالس على الكومبيوتر، ما اسم الحفر؟ قال: اسألي أختك، ذهبت للأخت اسألي أمك، قالت: أنا أطبخ، ذهبت لأختها الصغيرة، الحفرة اسمها بئر، قالت: أخي الصغير حبا ووقع في البئر. والكل مشغول.

 

خاتمة و توديع :

المذيع:
شكراً لكما على هذا اللقاء، مشاهدينا الأكارم في الحب عشنا اللقاء، وبالخير والأمل يمضي بنا موكب الزمان، وحتى لقاء جديد أشكركم، و نشكر ضيفينا الكريمين العالمين الجليلين السبتين العدلين أصحاب المعالي والفضيلة، فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عمر عبد الكافي شكراً لفضيلتك، وصاحب المعالي و الفضيلة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، شكراً لكم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

إخفاء الصور