وضع داكن
29-03-2024
Logo
ماليزيا- ديناً قيماً 1 - الحلقة : 16 - الفضل وأهله.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  اللهم عاملنا بفضلك لا بعدلك، إن عاملتنا بفضلك نجونا، وإذ عاملتنا بعدلك هلكنا، فما هو الفضل الذي نطلبه من الله سبحانه وتعالى؟ وقديماً قيل: لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوي الفضل، ما هو الفضل؟ وما حقيقته؟ وما أنواعه؟ ومن هم أهل الفضل؟ وكيف يتحقق الفضل بيننا؟ كيف نتعامل في بيوتنا على المستوى الأسري، أنتعامل بالعدل أم نتعامل بالفضل؟ وكيف نطبق الفضل حقيقة في حياتنا؟ لم ننسى العدل؟ هل لأن العدل فيه قسوة وشدة ولأن الفضل فيه لين ورخاوة؟ كيف يطبق العبد الفضل مع الله سبحانه وتعالى وهل هذا يجوز أم لا؟ وكيف يتعامل مع الأنبياء والمرسلين وسيرتهم الصالحة؟ وكيف يتعامل مع الصالحين؟ وكيف يتعامل مع جيرانه؟
 الإنسان بين كل هذه الأفضال كيف يتعامل؟ الفضل وأهله موضوعنا في هذه الحلقة من برنامج:" ديناً قيماً " أهلاً وسهلاً بكم.
 مشاهدينا الأكارم في كل مكان نحييكم بتحية الإسلام، وتحية الإسلام السلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج:" ديناً قيماً " موضوعنا عن الفضل وأهله، نرحب بحضراتكم، ونرحب بضيفينا الكريمين العالمين الجليلين السبتين العدلين أصحاب المعالي، فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، مرحباً شيخنا.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 وبارك فيك، وصاحب المعالي والفضيلة فضيلة الأستاذ الدكتور عمر عبد الكافي، مرحباً بك سيدي.
الدكتور عمر :
 مرحباً بك ولدي، ومرحباً بالمشاهدين.
المذيع:
 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي حينما نقول: الفضل، ما معنى الفضل؟ وما هو؟

تعريف الفضل :

الدكتور راتب :
 تفوق أخلاقي في المجتمع، له أثر طيب عند كل الناس، وهذا الشيء ودع بالفطرة، قال تعالى:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾

[ سورة الروم: 30]

 أي كل أمر أمرنا به، وكل نهي نهينا عنه متوافق مع فطرتنا، وهذا سبب سعادة الإنسان بالتوبة، حينما تاب إلى الله استعاد صحته النفسية، واصطلح مع الله، لذلك ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحبّ إليك من كل شيء، هذه الصفات الأخلاقية هي عنوان المؤمن، النبي الكريم آتاه الله آلاف الصفات الاستثنائية، لكن حينما مدحه مدحه بخلقه العظيم، قال تعالى:

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾

[ سورة القلم : 4]

 سيدنا الصديق مثلاً لم يكن خليفة المسلمين، لكن يوم تولى الخلافة له من عادته سابقاً أن يحلب شياه جارته العجوز، فلما أعلن أنه تولى منصب الخلافة دخل لهذا البيت بعض الحزن، هذه الخدمة سوف تلغى، لكن في صبيحة اليوم الأول لتسلمه الخلافة طرق باب هذه الجارة، الابنة فتحت الباب قالت لها: من جاء يا بنيتي؟ قالت: جاء حالب الشاة يا أماه.
المذيع:
 الله بوصفه القديم، لم تقل الخليفة.
الدكتور راتب :
 سيدنا عمر يمشي في المدينة له هيبته، الأطفال تفرقوا، هناك طفل بقي واقفاً، فقال له عمر: أيها الغلام لمَ لم تهرب مع من هرب؟ قال له: أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك، ولست مذنباً فأخشى عقابك، والطريق يسعني ويسعك.
 عبد الله بن الزبير شيء لا يصدق، من البطولات لما دخل وفد الحجازيين على أحد خلفاء بني امية، تقدمهم طفل صغير، فانزعج الخليفة، قال له: أيها الغلام اجلس وليقم آخر مكانك، الطفل الصغير تبسم و قال: أصلح الله الأمير، المرء بأصغريه قلبه ولسانه، فإذا وهب الله العبد لساناً لافظاً، وقلباً حافظاً، فقد استحق الكلام، ولو أن الأمر كما تقول لكان في الأمة من هو أحق منك بهذا المجلس. البطولة بالأطفال سيدي هذا الوضع الإسلامي الرائع جداً قدوة للأجيال.
الدكتور عمر :
 لأن الكبار فضيلة الشيخ غرسوا فضلاً فأثمر هذا التفضل فضلاً.
المذيع:
 شيخ عمر بورك بك يا سيدي ولا تنسوا الفضل بينكم، الفضل هنا ما مدلوله؟

 

الفضل من ركائز الأخلاق :

الدكتور عمر :
 الناس يستشعرون في ذواتهم أن التفضل هذا الشيء إضافي من نوافل الفعل، ومن نوافل القول، أنا أتفضل عليك أن أبتسم في وجهك، أتفضل عليك أن أعطيك حقك، أتفضل..هذه كلمة كبرى.
المذيع:
 الفضل كماليات؟
الدكتور عمر :
 لا، ليس كماليات، نحن حققنا في حلقة سابقة أن الأخلاق عامة فرائض في الإسلام وليست فضائل، فإذا كنا نقول إنها ليست فرائض، فالفضل من ركائز الأخلاق، كيف؟ أي الإنسان الكريم والإنسان البخيل والعياذ بالله، من ينفق ينفق عليه، ومن يبخل يبخل عليه، هو الذي يزرع، هو الذي يحصد، من باب التفضل أو الفضل، من كرم الله علينا أن الله عز وجل من فضل الله عليك أنه خلق ثم نسب إليك.
المذيع:
 من فضل الله عليك.
الدكتور عمر :
 أنه خلق ثم نسب إليك، خلق حبّ الخير فيك، وبعد ذلك محمد عمل خيراً، خلق الكرم فيك، محمد تكرم، سبحان الله! ولذلك قالوا: لا تفرح بالطاعة لأنها بردت منك، ولكن افرح بها لأن الله جعلك لها أهلاً، أناس آخرون ما جعلوا أهلاً للطاعة، فلذلك الحكمة ضالة المؤمن، وأنا أقرأ في تاريخ الفرس كان أردشير وهو أعظم ملوكهم، كان له ثلاثة مواقع؛ حاجة اسمها المربع، وحاجة اسمها المرتع، وحاجة اسمها المخبع، أما المربع فهذا يجلس أمام قصره، ويأتي بأولاد الوجهاء والوزراء والنبلاء يلعبون كرة الصولجان أمامه ويراقبهم، فإذا جاءت الكرة عند أقدام الملك كسرى تهيب الصبية أن يذهبوا، فإذا الواحد منهم يتقدم برباطة جأش دون أن يلتفت إلى الملك، يكتب اسمه: يقول هذا قائد المستقبل، يدرب تدريباً خاصاً، فكان أغلب قواد الجيش ورواد الحضارة الفارسية من أمثال هؤلاء الذين اختارهم بالمربع.
 أما المرتع فيأتي بهؤلاء الصبيان في الحدائق الغناء للقصر بين الأطيار والأزهار والعز كله ويتركهم من شروق الشمس إلى غروبها، ثم يلاحظ ما جنى، ومع كل واحد دفتر، منهم من قال قصيدة، ومنهم من وصف زهرة، ومنهم من تأمل في أمر ما، فيأتي بهؤلاء يرعاهم كمفكرين وأدباء وتصير وزارة الإعلام من هؤلاء.
 أما المخدع فكان في قصر الملك جاريات، لا ينكشفن على رجال، ولا على نساء، إلا على الأزواج فقط، فكان يتنكر الملك خلف ستار ويراقبهن في طريقة أكلهن وشربهن، وهن على سجيتهن لا أحد ينظر إليهن، فإذا وجد من إحداهن حياء أو إيثاراً اختارها زوجة كي يكون ولي العهد من هذه الأم الصالحة، هذا تفضل الحاكم عندما يرى، لأن عظمة وكل جوانب رسول الله عظمة، من أعظم جوانبه أنه خبر وسبر غور أصحابه فاختار في كل واحد منهم عبقريته، ووضع مفتاح العبقرية في مكانها، فآتت أكلها ضعفين، فظهرت عبقرية أبي بكر، وظهرت عبقرية عمر، وظهر تفرد علي.
المذيع:
 هذا التكامل.
الدكتور عمر :
 هذا التكامل لماذا؟ لأنه أدرك سبحان الله حتى عندما أرسل إلى ملك الروم من اختار؟ اختار دحية الكلبي، دحية الكلبي كان من أجمل الصحابة، حتى الرسول يقول: ينزل علي جبريل ... ويأتيني في صورة رجل كدحية الكلبي، كان مثالاً للجمال، فأرسله للروم لماذا؟ الروم أهل الجمال، يرسل لهم شخصاً يعزف على نفس الوتر، هذا ذكاء عاطفي، وذكاء فطري متفضل من رسول الله على الأمة بأن يرسل له هذا الإنسان، وعمر يقول إذا أرسلتم إليّ رجلاً أو رسولاً فليكن حسن الصورة، لأن الوجوه تقرأ، وأصعب الوجوه يا ولدي الوجوه التي لا تقرأ، لأن قلبه مغلق، لكن المؤمن وجهه نضاح بالفضل.
المذيع:
 بارك الله بكم وأحسن إليك، فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل ما معنى هذه؟

سيدنا عمر بن الخطاب مثال الإنسان الأمين القوي في عصره :

الدكتور راتب :
 قبل هذا سيدنا عمر عين والياً، أعطاه كتاب التعيين قال له: خذ عهدك وانصرف إلى عملك، واعلم أنك مصروف رأس سنتك، وأنك تصير إلى أربع خلال فاختر لنفسك، إن وجدناك أميناً ضعيفاً استبدلناك لضعفك، وسلمت من معرتنا أمانتك- عزل فقط- إن وجدناك خائناً قوياً استهنا بقوتك، وأوجعنا ظهرك، وأحسنا أدبك، إن جمعت الجرمين جمعنا عليك المضرتين، وإن وجدناك أميناً قوياً ثبتناك في عملك، ورفعنا لك ذكرك، وأوطأنا لك عقبك.
الدكتور عمر :
 سيدنا عمر لن يجد ولا موظفاً الآن يتولى عنه.
المذيع:
 على من ينطبق هذا الكلام؟
الدكتور راتب :
 لأن الله يقول:

﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾

[ سورة القصص:26 ]

 القوة كفاءة، والأمانة ولاء.
المذيع:
 لمن هذه الجملة؟
الدكتور راتب :
 أنت بحاجة إلى إنسان خبير ويوالي هذا الوضع.
الدكتور عمر :
 ولذلك عثمان وعلي يجلسان في ظلّ خيمة في حر الظهيرة، فقالوا: هذا أعرابي غريب الأطوار في قلب الظهيرة، والشمس ترسل سياطها الحامية، ويسير خلف بعير، ناد عليه إلى الظل، قال: يا أعرابي تعال إلى الظل والماء، قال: عودا إلى ظلكما ومائكما، قالوا: إنه عمر، يا أمير المؤمنين أفي هذا الوقت؟ قال: بعير من إبل الصدقة مد أي هرب أو ضل، خشيت أن يحاسب الله عليه عمر يوم القيامة، فيقول علي لعثمان: يا عثمان من أراد أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى هذا، القوة والأمانة في عمر كما وضح أستاذنا ظهرت عملاً وقولاً وفعلاً على رأس الكبير في الدولة.
 لما جاء الرجل بسواري كسرى، تكميلاً لحديث أستاذنا، قال عمر يا علي ألا ترى أن قوماً أدوا هذا إلى أميرهم جد أمناء، ما هذا الفضل الذي عندهم؟ قال: يا أمير المؤمنين عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا.
المذيع:
 مسلمة.
الدكتور راتب :
 وفي اللغة العامية: ولو هففت لهفوا.
المذيع:
 ماذا تقصد هففت؟ والله هناك هفة بالعقل.
الدكتور عمر :
 كلاهما.
المذيع:
 أعود؛ لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، من هم أهل الفضل؟ وكيف يعرف ذو الفضل الفضل لأهله؟

 

الله عز وجل إذا أحبّ عبداً منحه خلقاً حسناً :

الدكتور راتب :
 الحقيقة مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحبّ الله عبداً منحه خلقاً حسناً، هذا الفضل اشتقاق الكمال من الله عز وجل، مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحبّ الله عبداً منحه خلقاً حسناً، لذلك قال تعالى:

﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾

[ سورة الأعراف: 180 ]

 نقطة دقيقة جداً أنت حينما تتصل بالله تتخلق بالكمال، هذا الخلق الذي اشتققته من إقبالك على الله يمكن أن تعبد الله به، وأن تقبل عليه بهذا الكمال المشتق من كمال الله.
المذيع:
 دكتور عمر في الأثر:" اللهم عاملنا بفضلك لا بعدلك" ما مغزى هذا الدعاء مع أن الكل يصبو إلى العدل ويحب العدل؟

 

الفرق بين العدل و الفضل :

الدكتور عمر :
 العدل عندما يتعامل البشر مع البشر هذا جميل، لكن العدل حينما يعاملنا رب العباد به، هو الذي أعطانا المنة، أو أعطانا الشيء الذي يجب أن نتعامل به، كيف؟ على الإنسان الخشوع في الصلاة، أو إعطاء الصدقات، هذا من عدل الله سبحانه وتعالى أن أعطاني، فكيف لي أن أتمثل سبحان الله إذا قلت: يا رب يوم القيامة أنا قد أنفقت، أنا الذي أعطيتك المال، ولكنني أكثرت، أنا الذي أحببتك بهذا الأمر، أعطيناه المال ولم تحبب إليه هذه العملية، هذا العدل، يا رب أنا صليت، أنا الذي قدرتك على الصلاة.
المذيع:
 إذا عاملنا بالعدل نهلك؟
الدكتور عمر :
 إذا عاملنا بالعدل ضعنا، تبخرنا، أما أن يعاملنا بفضله سبحان الله، شخص عبد ربنا خمسين سنة من دون معصية، يأخذ عن كل حسنة كم؟ عشر حسنات، يمكث في الجنة كم؟ خمسمئة سنة، بعد الخمسمئة الملائكة يطردونه؟ لا، وإنما يا أهل الجنة خلود بلا موت، إنما فضل الفضل، لأن الله علم بسابق علمه أن هذا المؤمن لو عاش إلى الأبد لأطاع ربه إلى الأبد، ولنعمه الله نعيم الأبد، عدلاً وفضلاً، أما الكافر ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه، ولو عاش إلى الأبد لكفر إلى الأبد فعذبه الله في جهنم عذاب الأبد.
المذيع:
 بارك الله بكم، نختم بها، يقال في هذا التوقيت الذي نحن نحياه الآن فلان كريم هذا أهل فضل، وكأن الفضل انصرف إلى الكريم الغني الذي ينفق ماله فقط، هل هذا صحيح؟

 

اجتماع الأخلاق بكلمة واحدة :

الدكتور راتب :
 أحياناً هناك مصطلحات إذا أطلقت انصرفت إلى معنى معين، كأن تقول: فلان أخلاقي، فيه أخلاق سيئة أيضاً، فإذا جاءت الأخلاق منفردة تنصرف إلى الخلق الحسن، الفضل هنا العمل الطيب، العمل الصالح، الكرم، الجود، المروءة، فلذلك الأخلاق تجتمع بكلمة واحدة، منها المروءة، صاحب المروءة صادق أمين، كريم معطاء، كل الصفات مجموعة بصفة واحدة، وهذه مروءة من الإنسان.
المذيع:
 لكن قد يقول:

مررت على المروءة وهي  تبكي فقلت علام تنتحب الفتـــــاة؟
فقالت: كيف لا أبكي وأهلــــــــــــي  جميعاً دون خلق الله ماتوا
***

 هل ما زالت المروءة موجودة شيخنا؟
الدكتور عمر :
 لعل الله يحييها عند أناس عرفوا المروءة، لأن فاقد المروءة أو خوارم المروءة تفقد شهادته في المحكمة، والإنسان لا يحب أن يكون غير سبت، غير عدل، يكون لا قيمة له.
المذيع:
 هل هناك خطوات عملية إجرائية لي و وللمشاهدين الكرام؟

 

الخطوات العملية لنصبح من أهل الفضل :

الدكتور راتب :

((أمتي كالمطر لا يُدرى أوله خير أم آخره))

[صحيح عن أنس]

المذيع:
 جميل، هل هناك خطوات عملية كيف نصبح أهل فضل؟
الدكتور عمر :
 أولاً: أعلم أن الفضل الذي أصنعه هو عطاء إلهي، ونعمة يجب أن أشكرها بأن أؤديها كي يزيدني رب العباد فضلاً، ثانياً: عندما استشعر سبحان الله أنني أتفضل على فلان أو كذا أحمد الله لأنه اختارني من ضمن الناس، أو الوحيد الذي اختارني كي أقضي له حاجته، فأعرف بأني صاحب فضل، وأنا لست بصاحب فضل، ربما يسير المرء رغم أنفه، يساق إلي الخير سوقاً، والدليل فضل الإله على العبد أنه فتح لك أبواب الطاعة، وأنت الآن سرت إليه، وتغلق الآن أمامك أبواب المعصية حتى ولو سرت نحوها، هذا من باب الفضل.
المذيع:
 سيدي نصيحة للشباب حتى يكونوا أهل فضل؟
الدكتور راتب :
 إذا أراد ربك إظهار فضله عليك خلق الفضل ونسبه إليك، فالإنسان:

أعلمه الرماية كل يــــوم  فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي  فلما قال قافية هجانـــــــي
***

 هؤلاء على عكس هذه الصورة.

 

خاتمة و توديع :

المذيع:
 شكراً لكما على هذه اللقاء، ونلقاكم في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.
 مشاهدينا الأكارم في كل مكان وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة في برنامج:" ديناً قيماً " كان موضوعنا فيها الفضل، وإلى حلقة جديدة، ومكرمة جديدة من مكارم الأخلاق، شكراً لكم و نشكر ضيفينا الكريمين العالمين الجليلين السبتين العدلين أصحاب المعالي والفضيلة، فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، والشيخ عمر عبد الكافي، شكراً لكم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور عمر :
 شكر الله لك وللفريق الفني الذي يتعب معنا.
المذيع:
 هذا من فضلهم أيضاً.
الدكتور عمر :
 هذا من تفضلهم علينا.
المذيع:
 أصحاب فضل، بارك الله بكم أصحاب فضل جميعاً، بارك الله بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور