وضع داكن
25-04-2024
Logo
ماليزيا- ديناً قيماً 1 - الحلقة : 14 - الأدب مع الله والأدب مع المخلوق.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:

أعلمه الرماية كل يـــــــوم   فلما اشتد ساعده رماني
وكما علمته نظم القوافي  فلما قال قافية هجانــــي
***

 هل هذا هو الأدب أم لا؟ ما هو الأدب؟ ما تعريفه؟ ما أنواعه؟ ما حقيقته؟ وكيف نحققه؟ كيف يتأدب العبد مع الرب؟ وكيف يتأدب العبد مع نفسه؟ وكيف يتأدب العبد مع العبد؟ ما شروط هذا الأدب؟ وما دوافعه؟ وما انطلاقاته؟ وكيف نحققه في واقعنا المعاش الآن؟ وهل الأدب موجود أم غير موجود؟ ما هي الأشياء التي تجعل الأدب يرتفع بيننا ويحل مكانه ما يقال بقلة الأدب أو عدم الحياء؟ الأدب موضوعنا في الحلقة الجديدة من برنامج:" ديناً قيماً " أهلاً بكم مشاهدينا الأكارم نرحب بحضرتكم بحلقة جديدة، ونرحب بضيفينا الكريمين العالمين الجليلين الدكتور محمد راتب النابلسي، مرحباً. شيخنا
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم.
المذيع:
 وبكم شيخنا، والدكتور عمر عبد الكافي مرحباً بكم شيخنا.
الدكتور عمر :
 مرحباً بك وبمشاهديك أهلاً وسهلاً.
المذيع:
 بارك الله بكم سيدي اقترحت في الحلقة المنصرمة أن يكون اللقاء حول الأدب إذاً عليك تعريفه؟

 

تعريف الأدب :

الدكتور عمر :
 أحمد الله رب العالمين، وأصلي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأدب إذا صرف هكذا ظن المستمع أننا نتحدث عن الأدب العربي بلاغة ونحواً وصرفاً وشعراً ومعلقة، وهذا تخصص أستاذنا دكتور محمد راتب، لكن الأدب الذي نقصده السلوك، وأدب الجوارح، وأدب القلوب الذي نفتقده في مجتمعاتنا.
 الأدب ينقسم إلى قسمين أساسيين؛ أدب مع الخالق، وأدب مع المخلوق. أدب مع الخالق؛ بين المخلوق وخالقه أن يكون تحت عنوان إن لم تكن تراه فإنه يراك.
المذيع:
 مرتبة الإحسان.
الدكتور عمر :
 مرتبة الإحسان، وهذا الإحسان الذي هو أدب الإحسان، إذا الأدب ما بين المخلوق والمخلوق فكبير المسلمين بالنسبة لي أب، وأوسطهم أخ، وأصغرهم ابن، وجب عليّ أدباً أن أبرّ أبي، وأن أصل أخي، وأن أعطف على ابني.
المذيع:
 رائع، شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي من التقسيمات الإسلامية عبادات، ومعاملات، آداب، نريد أن نتعرف من مرصد فضيلتكم الخاص على منزلة الأدب في الشريعة الإسلامية.

منزلة الأدب في الشريعة الإسلامية :

الدكتور راتب :
 الحقيقة أن الإسلام دين الله عز وجل، له منطلقات نظرية أيديولوجية، فلسفة، عبادة، كلها مؤداها واحد، الجانب النظري في الإسلام، عبادات الجانب التعبدي؛ الصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، هذه عبادات شعائرية لا نقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادات التعاملية:

((ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط))

[الجامع الصغير عن أنس]

 لذلك النجاشي عندما التقى بسيدنا جعفر قال له: حدثني عن الإسلام؟ قال: أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الرحم، ونسيء الجوار، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته وصدقه وعفافة ونسبه، إن حدثك فهو صادق، إن عاملك فهو أمين، إن استثيرت شهوته فهو عفيف، ويأتي النسب فوق كل هذا، فدعانا إلى الله لنعبده ونوحده ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا - الآن العبادة التعاملية - بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء" لذلك العبادة الشعائرية - أقول كلمة دقيقة- لا جدوى منها ولا وزن لها عند الله إن لم يرافقها عبادة تعاملية.
المذيع:
 هذا الكلام قد يكون غريباً وخطيراً على آذان الناس؟
الدكتور راتب :
 طبعاً بالدين لا يوجد رأي شخصي، والدليل ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء، الدليل: عن ثوبان بن بجدد رضي الله عنه: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا))

[أخرجه ابن ماجه عن ثوبان بن بجدد رضي الله عنه]

 الصلاة انتهت.

(( مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ))

[ أخرجه البخاري ، وأبو داود ، والترمذي]

 هذا الصيام.

(( من أم هذا البيت من الكسب الحرام شخص في غير طاعة الله، فإذا أهل ووضع رجله في الغرز أو الركاب، وانبعثت به راحلته، قال : لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، كسبك حرام، وزادك حرام، وراحلتك حرام، فارجع مأزوراً غير مأجور، وأبشر بما يسوؤك))

[أخرجه البزار في مسنده]

 الزكاة:

﴿قُل أَنفِقوا طَوعًا أَو كَرهًا لَن يُتَقَبَّلَ مِنكُم إِنَّكُم كُنتُم قَومًا فاسِقينَ﴾

[سورة التوبة: ٥٣]

 الشهادة:

((من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل وما حقها؟ قال: أن تحجبه عن محارم الله))

[ الترغيب والترهيب عن زيد بن أرقم بسند فيه مقال كبير ]

 العبادات الخمس الكبرى من دون استقامة لا وزن لها عند الله.
المذيع:
 شيخنا الدكتور عمر كيف يتأدب الإنسان مع الرب؟ وكيف يتأدب مع الأنبياء؟ وكيف يتأدب مع الناس؟

 

تأدب الإنسان مع الله عز وجل :

الدكتور عمر :
 استكثار النعمة من المنعم حتى وإن رآها العبد قليلة، واستعظام الذنب من العبد وإن رآه صغيرة.
المذيع:
 مرة ثانية؟
الدكتور عمر :
 أن يستكثر العبد نعمة الله عليه وإن رآها في عرفه أنها قليلة، يظن أن هذه الجلسة نعمة بسيطة لا يعرفها إلا عندما يفتقدها، والمؤمن يعرف النعمة في وجودها لا عند فقدها.
المذيع:
 المؤمن يعرف النعمة عند وجودها لا عندما فقدها؟
الدكتور عمر :
 فلا يعرف الإنسان نعمة الصحة إلا عند المرض لأنه ليس مؤمناً، والنعم من باب الأدب مع الله عز وجل كالسوائم والأنعام تقيد، فإن لم تقيد السائمة هربت.
المذيع:
 كيف نقيد النعم؟

تقييد النعمة بقيد الشكر :

الدكتور عمر :
 نقيد النعم بقيد الشكر؛ فإن قيدتها بقيد الشكر حصلت على ثلاثة نعم مهمة جداً، النعمة الأولى أنها بقيت، والثانية أنني رزقت شكرها فزادها رب العباد عز وجل، والنعمة الثالثة أنها ما أنستني المنعم؛ لأن كثيراً من المنعم عليهم ينسون المنعم ويذكرون النعمة.
المذيع:
 معظمهم يقولون: الحمد والشكر لك يا رب.
الدكتور عمر :
 انظر الشكر اللساني هو آخر باب في موسوعة الشكر، الشكر يجب أن تشكر النعمة من جنسها، فلا يأتي غني ليصوم النهار، ويقوم الليل، ويمنع ماله عن فتح بيوت الناس، وعن الخيرات، يجب أن يشكر النعمة من جنسها، لا يجلس عالم في صومعته ويقرأ بكتب التاريخ، يجب أن يخرج للناس، إذا حدث وباء في الأمة يجب على الأطباء أن ينزلوا، ولا يستنهض نزولهم أحد، هكذا العلماء والدعاة أدباً مع الله عز وجل، وأدباً مع العلم الذي أعطاهم الله عز وجل إياه، أي فضلاً وتفضلاً منه عز وجل لا فضل للشخص فيه، يجب عليهم أن يعلموا الناس وأن يكونوا قدوة أمام الناس، فلا يأمروا إذا ائتمروا، ولا ينهوا إلا إذا انتهوا.
المذيع:
 بارك الله فيك شيخنا الدكتور محمد راتب كيف يتأدب العبد مع الأنبياء والرسل؟

تأدب العبد مع الأنبياء و الرسل :

الدكتور راتب :
 أولاً: لابد من تمهيد، إنسان يمشي بمركبة على طريق عرضه يقدر بستين متراً، عن اليمين واد سحيق، وعن اليسار واد سحيق، حرف المقود سنتمتراً واحداً لو ثبت هذا الانحراف صار في الوادي، لا صغيرة مع الإصرار، أصغر ذنب إذا أصررت عليه وتابعته يصبح كبيرة، فلو حرفت المقود سنتمتراً واحداً وثبته الاستمرار على هذه الصغيرة تنتهي إلى الوادي. أما لو حرفت المقود تسعين درجة ومعك وقت لترجعه مثلما كان فلا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار. الذنب الصغير إذا أصررت عليه حجبك عن الله.
 مثل لطيف؛ بيت يوجد فيه ثلاثون جهازاً كهربائياً لكن لا يوجد كهرباء، قطع التيار لو قطعته ميلمتراً أو سنتمتراً واحداً انقطع التيار.
المذيع:
 كيف نترجم هذا ونحن نتكلم عن الأنبياء مثلاً هل للإنسان أن يتأدب مع الأنبياء وقد ماتوا؟
الدكتور راتب :
 الحقيقة أن الأنبياء نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا، الإقبال المستمر على الله هو مقام الأنبياء، نحن ساعة وساعة، لو بقيتم على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة، ولزارتكم في بيوتكم، نحن ساعة وساعة، الفرق بيننا شخص يمضي ثلاثاً و عشرين ساعة غفلة وساعة يقظة، وشخص يمضي ثلاثاً و عشرين ساعة يقظة وساعة غفلة، فهي نسب، فلذلك الموضوع مع الله دقيق جداً، لابد من أن تعرف الطريق إليه، وأن تسلك هذا الطريق، وإلا هناك مشكلات كثيرة تنتظر المؤمن.
المذيع:
 شيخنا الدكتور عمر هل ترى من مرصدك الخاص أن الأمة من سماتها الكبيرة أنها متأدبة مع الله سبحانه وتعالى أم أن العلماء علموا ولم يربوا ويؤدبوا؟

 

التقصير في تربية الأمة على الأدب مع الله و الأدب مع المخلوق :

الدكتور عمر :
 الخليل وهو في مقامه يدعو الله عز وجل ليهدي الأمة:

﴿رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم ﴾

[سورة البقرة: ١٢٩]

 فجعل التزكية والأدب رقم أربعة، قال الله عز وجل مرتباً دعوة الخليل:

﴿هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ ﴾

[سورة الجمعة: ٢]

 جعل الأدب قبل العلم هذا أمر، الأمر الثاني، الإنسان الذي لا يتأدب مع الله هو بطبيعة الحال لن يتأدب مع الخلق، كيف؟ لأن رب العباد سبحانه وتعالى كما قال أستاذنا: سبعة مليارات ومئتا مليون، منهم ثلاثة مليارات ينكرون وجود الخالق، يعيشون في ملكوته، وينحون الخالق عن الملكوت، أي يريدون أن يعيشوا في ملكوت الله سبحانه وتعالى، ويريدون تنحية الخالق عن ملكوته، ويسيرون بأدمغتهم وعقولهم، هؤلاء لا ذرة أدب مع الله، ولا ذرة أدب مع المخلوق، إذا كان لا يقيم لمقام الله وزناً، هذا أمر، فالأمر الثاني الذي أثرته بعض العلماء شغلوا بالتنظير وبالقضايا الأكاديمية وبالكلام مع الناس بقضايا نظرية، ثم لم يفعلوا هذا خلقاً على أرض الواقع، عندئذ نسي بعض الناس أسلوب التربية، لذلك لما جلس أنس وهو صغير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جذب انتباهه إلى قضية بسيطة:

(( ياغلامُ ، سَمَّ اللَّه ، وكلْ بيمينك ، وكلْ مما يلَيك))

[أخرجه البخاري ومسلم]

 فعلمه أدب السلوك في الطعام، سبحان الله! فأنا أرى والله أعلم أننا قصرنا كثيراً كدعاة إلا من رحم ربي في أن نربي الأمة على الأدب مع الله، وعلى الأدب مع المخلوق.
المذيع:
 شيخنا الدكتور راتب ونحن في هذا المقام الجميل نتكلم عن الأدب، من قراءاتك الموسوعية اضرب لنا أمثلة من صور تأدب الأنبياء والمرسلين مع الله سبحانه وتعالى؟

 

صور من تأدب الأنبياء والمرسلين مع الله سبحانه وتعالى :

الدكتور راتب :

﴿وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ اجعَل هذَا البَلَدَ آمِنًا وَاجنُبني وَبَنِيَّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ﴾

[سورة إبراهيم: ٣٥]

 سيدنا إبراهيم هل يعقل أبو الأنبياء أن يقول هذا الدعاء؟ هذا أدب مع الله، النبي الكريم وهو في الطائف جاءه ملكان:

(( أنا مَلَكُ الجبال. وقد بعثني ربُّك إِليك لتأمرني بما شئت، إنْ شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرِجَ الله من أَصلابهم مَنْ يَعبد الله وحده لا يُشْرِكُ به شيئاً ))

[أخرجه البخاري . ومسلم]

ما هذا الأدب!
 هو في الهجرة تبعه سراقة قال له: كيف بك يا سراقة إذا لبست سوار كسرى؟ ما هذا التفاؤل؟
المذيع:
 لم يسلم سراقة بعد؟
الدكتور راتب :
 والنبي مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، أنا سأصل، وسأنشئ دولة، وسأؤسس جيشاً، وسأحارب أكبر دولة، وسأنتصر.. والغنائم لك منها سوار كسرى، لا تقل: انتهينا، الأمة لا تنتهي، تنام أحياناً، تضعف.
الدكتور عمر :
 الدولة الإسلامية نامت، ولكن الأمة الإسلامية لا تضيع، فالخضر عندما أراد أن يتكلم عن العيب نسبه إلى نفسه في الخير:

﴿ فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ ﴾

[سورة الكهف: ٨٢]

 في العيب:

﴿ فَأَرَدتُ أَن أَعيبَها ﴾

[سورة الكهف: ٧٩]

 العيب نسبه إلى نفسه. حتى الجن كانوا في قمة الأدب مع الله:

﴿وَأَنّا لا نَدري أَشَرٌّ أُريدَ بِمَن فِي الأَرضِ أَم أَرادَ بِهِم رَبُّهُم رَشَدًا﴾

[سورة الجن: ١٠]

 فنسبوا الشر لفعل مبني للمجهول، فسبحان الله! حتى الصالحين كأبي بكر ذهب ليشتري ثوباً من السوق، فقال للمشتري: هلا تبيعني هذا الثوب؟ قال: لا، عافاك الله، قال: هلا قلت: لا وعافاك الله.
الدكتور راتب :
 مرّ بقوم يسعرون ناراً قال: السلام عليكم يا أهل الضوء ولم يقل يا أهل النار.
المذيع:
 هذا الملك الذي قال للغلام جمع مسواك هو؟ قال: ضد محاسنك، لم يقل مساوئك.
الدكتور عمر :
 وقال لابن الوزير فتح بن قعقعاع: أدار أبيك أم دار الخلافة؟ قال: دار أبي إذا كان فيه خليفة.
المذيع:
 علماء، بأقل من دقيقة شيخنا الدكتور محمد راتب كيف يؤدب الله سبحانه وتعالى عباده؟

 

كيفية تأديب الله عز وجل عباده :

الدكتور راتب :
 لي صديق يعمل بالتجارة ويبيع بالجملة، فدخلت امرأة تطلب قطعة واحدة، قال: أختي نحن نبيع جملة فقط، أقسم بالله شهراً بكامله لم يدخل زبون لمحله، قال: أنا الآن أبيع أقل شيء بالمحل أدباً مع الله.
الدكتور عمر :
 ويمكن هذا دليل من الله لكي يوقظه من غفلته.
المذيع:
 ويبتلي الله بعض الناس بالنعم، آخر رسالة من فضيلتك توجهها لشباب الأمة ماذا تقول لهم بخصوص الأدب؟

رسالة لشباب الأمة بخصوص الأدب :

الدكتور راتب :
 الحقيقة أنت تطلب السعادة ، سبعة مليارات يتمنون السلامة والسعادة، السعادة أن تكون مع الله مؤدباً، يتجلى عليك عندئذ بالسكينة، هذه السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، أكبر عطاء إلهي السكينة.
الدكتور عمر :
 لأنه تنزل إلهي:

﴿ أَنزَلَ السَّكينَةَ في قُلوبِ المُؤمِنينَ ﴾

[سورة الفتح: ٤]

 السكينة من ضمن الأشياء التي تنزل، الحب ينزل من الأعلى:

﴿ يُحِبُّهُم وَيُحِبّونَهُ ﴾

[سورة المائدة: ٥٤]

 الرضى ينزل من أعلى:

﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ ﴾

[سورة المائدة: ١١٩]

 الرزق ينزل من أعلى:

﴿وَفِي السَّماءِ رِزقُكُم وَما توعَدونَ﴾

[سورة الذاريات: ٢٢]

 فالإنسان يسير مؤدباً في الأرض كي يعطيه رب العباد الأدب.
الدكتور راتب :
 وإن لم تقل: ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني يوجد عندك مشكلة.

 

خاتمة و توديع :

المذيع:
 شكراً لكما على هذا اللقاء، ونلتقي في الحلقة القادمة بإذن الله.
 مشاهدينا الكرام؛ شكراً لكم وشكراً للعالمين الجليلين الدكتور محمد راتب النابلسي، والدكتور عمر عبد الكافي، شكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم.

إخفاء الصور