وضع داكن
19-04-2024
Logo
الفتوى : 15 - ما حكم التأمين بشكل عام بشكل اختياري؟ .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا إذا انتسبت إلى شركة تأمينات أدفع دفعة شهرية، أنا أتحدث عن الدفع بشكل اختياري.
سؤالي هنا حتى لو كان في بلاد المسلمين أو غير المسلمين أنت إذا أردت أن تؤمن على سيارتك فلقاء هذا التأمين مبلغ شهري قد يكون بسيطاً ولكن بالمقابل إذا حدث أي حادث، الشركة تعوض هذا المبلغ الذي ليس بإمكانك أن تعوضه، أيضاً يتعلق في المنزل في أمور عديدة.

 وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب :

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم / الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
الذين حرموا التأمين ينطلقون مما يلي، أنا حينما أشتري شيئاً ما أدفع مبلغاً للدولة فأي شيء أصابني تدفعه الدولة، وإن لم أصب بشيء المبلغ دفعته حل محله التأمين الإسلامي، لأنني أعتقد يقيناً أنه ما من تشريع أرضي إلا ويقابله تشريع سماوي حلال، فنحن عندنا التأمين التعاوني، الآن في بعض البلاد الإسلامية بدأ، التأمين التعاوني أنا حينما أدفع مبلغاً لشركة تأمين، هذا المبلغ يبقى لي، فلو أنني بعد حين بعد خمس سنوات ما أصبت بشيء أستطيع أن أسترجعه، وكأني ادخرته، بالعكس هناك شركات تأمين تستثمره لي، أنا أدفع مبلغ التأمين على أنه مساهمة لصندوق تجاري، فإذا أصبت بحادث الصندوق يعوض لي من باب العمل الصالح، أما أنا ضمن شركة استثمارية فهذا أرقى أنواع التأمين، التأمين التعاوني، هناك تأمين تجاري وتأمين تعاوني، التأمين التجاري هو في حرمة واضحة، لو أن إنساناً دفع مبلغاً من أجل التأمين عن عام بكامله ولم يصب بشيء هذا المبلغ لا يسترد.
وهذا ما يحصل لذلك شركة التأمين بأي حق أخذت هذا المبلغ؟ هذا موضوع احتمالي فقط، أي احتمال وقوع حادث خمسة أو عشرة بالمئة، فبهذه الطريقة أخذت من كل الناس مبالغ كبيرة، مقابل التأمين هي دفعت واحد بالمئة أو ثلاثين بالمئة فقط منها، فالباقي أرباح غير مشروعة ليس لها مقابل، نحن عندنا دائماً بالإسلام شيء اسمه المعاوضة، أنا حينما أدفع مبلغاً آخذ مقابله بضاعة، فكل علاقاتنا التجارية مبنية على مبدأ المعاوضة، شيء مقابل شيء، أما شيء لا يقابله شيء فهذه مشكلة كبيرة.
على كلٍّ التأمين التعاوني هو الحل الأمثل للمسلمين، أخواننا الكرام في أمريكا هناك حوالي مئة طبيب، حتى لا يقيم المريض دعوى على الطبيب ويدفعه أربعين أو خمسين مليون دولار، وأحياناً تصل إلى مئتي ألف دولار، صنعوا شركة تأمين دفع كل واحد - أنا لي أصدقاء مقيمون في أمريكا في ديترويت حوالي مئة طبيب - ما يقابل بالعملة السورية مليونا ليرة أو أربعون ألف دولاراً تقريباً كتأمين، هم انتبهوا إلى هذه النقطة وصنعوا صندوق تأمين خاص، دفع الواحد عشرين ألف دولار بدل أن يدفع أربعين ألف دولار، هم مئة طبيب بست سنوات وجدوا معهم ستمئة مليون، فتحوا مدارس، صنعوا مناشط إسلامية، أقاموا مكتبات.
للتوضيح حتى لو حصل حادث. نفس الشيء أي إنسان أصابه مكروه يأخذ من هذا الصندوق، أنا أرى أنه لا يوجد شيء محرم بالإسلام إلا و يقابله شيء حلال، وله ميزات كبيرة، فأنا مع التأمين التعاوني لا أراه مباحاً أراه فضيلة، أراه عملاً صالحاً كبيراً، أراه قمة التعاون، التأمين التعاوني أنا أدخل بشركة أؤمن على أشياء كثيرة، المبلغ المدفوع يبقى لي ويستثمر، أنا بعد عشر سنوات أسترجعه كله مع أرباحه، وإذا أردت أن أتركه أتركه، أنا لا أدفع شيئاً مقابل لا شيء، أصل التأمين إذا إنسان دفع عن سنة و لم يصبه شيء، دفع شيئاً مقابل لا شيء إطلاقاً، وهذا الشيء لا يقابله تعويض، لذلك بلغني الآن وأنا أوضح ما أقول إن في بعض البلاد الغربية راج هذا التأمين وهم ليسوا مسلمين، فبدؤوا بالتأمين التعاوني، التأمين التعاوني عليه إقبال شديد.
أنا مساهم في شركة، هذه المبالغ التي أريد أن تكون ضماناً لي، حوادث طارئة هذه تبقى لي، بل وتستثمر، بل وأقبض أرباحها سنوياً، وإذا أصابني مكروه نظام التأمين التعاوني يأخذ من الصندوق العام لحل مشكلات المستأمنين.
لذلك ما من شيء يفعله أهل الدنيا إلا في الإسلام مقابل له رائع، مقابل شرعي، مقابل معه طمأنينة، مقابل معه شعور بالطاعة لله عز وجل.
الدكتور محمد راتب النابلسي

إخفاء الصور